تفسير سورة النصر

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة النصر من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سُورَةُ النَّصْرِ مدنية اتفاقا.

١ - ﴿النصر﴾ المعونة نصر الغيث الأرض أعان على نباتها ومنع قحطها يريد نصره على قريش أو على كل من قاتله من الكفار. ﴿وَالْفَتْحُ﴾ فتح مكة " ح " أو فتح المدائن والقصور " ع " أو ما فتح عليه من العلوم.
٢ - ﴿النَّاسَ يَدْخُلُونَ﴾ أهل اليمن أو كل من دخل في الإسلام. قال الحسن لما فتحت مكة قالت العرب بعضها لبعض لا يدان لكم هؤلاء القوم فجعلوا يدخلون في دين الله أفواجاً أمة أمة قال الضحاك: الأمة أربعون رجلاً. ﴿أفْوَاجاً﴾ زمراً " ع " أو قبائل قال الرسول [صلى الله عليه وسلم] :" إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منه أفواجاً ".
٣ - ﴿فَسَبِّحْ﴾ فَصَلِّ ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ داوم ذكره " ع " أو صريح التسبيح والاستغفار من الذنوب فكان يكثر بعدها أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ﴿تَوَّاباً﴾ قابلا للتوبة أو متجاوزاً عن الصغائر وأمر بذلك شكراً لله على نعمته من النصر والفتح أو نعى إليه نفسه ليجتهد في العمل قال ابن عباس داعٍ من الله ووداعٍ من الدنيا فلم يلبث بعدها إلاَّ سنتين مستديماً لما أمره به من التسبيح والاستغفار أو سنة واحدة فنزل في حجة الوداع ﴿اليوم أَكْمَلْتُ﴾ [المائدة: ٣] فعاش بعدها ثمانين يوماً فنزلت آية الكلالة وهي آية الصيف فعاش بعدها خمسين يوماً " ع " فنزلت ﴿لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ﴾ [التوبة: ١٢٨] فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوماً فنزلت: ﴿واتقوا يَوْماً تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٨١] فعاش بعدها أحدا وعشرين يوماً أو سبعة أيام.
501
سورة تبت
سُورَةُ المَسَدْ
مكية اتفاقا.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿تبت يدا أبي لهب وتب (١) ما أغنى عنه ماله وما كسب (٢) سيصلى ناراً ذات لهب (٣) وامرأته حمالة الحطب (٤) في جيدها حبل من مسد (٥) ﴾
﴿أتى أبو لهب الرسول فقال: ماذا أعطى إن آمنت بك قال: كما يعطى المسلمون قال فما لي فضل قال: وأي شيء تبتغي قال تباً لهذا من دين أن أكون أنا وهؤلاء سواء. فنزلت أو لما نزلت {وأنذر عشيرتك﴾ [الشعراء: ٢١٤] صعد الرسول على الصفا فنادى يا صباحاه فاجتمعوا فقال أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل يريد أن يغير عليكم صدقتموني قالوا: نعم [قال] فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تباً لك آخر اليوم ما دعوتنا إلا لهذا فنزلت. أو كان إذا وفد على الرسول وفد انطلق إليهم أبو لهب فسألوه
502
عن الرسول فيقول إنه كذاب ساحر فيرجعون عنه ولا يلقونه فأتاه وفد ففعل مثل ذلك فقالوا لا ننصرف حتى نراه ونسمع كلامه فقال أبو لهب إنا لم نزل نعالجه من الجنون فتبًّا له وتعساً فبلغ الرسول فاكتأب له فنزلت [٢٢٩ / أ] /.
503
Icon