تفسير سورة الأنبياء

جهود ابن عبد البر في التفسير
تفسير سورة سورة الأنبياء من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير .
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٣٢٥- لم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وأنهم المرادون بقول الله – عز وجل- :﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ﴾. ( جامع بيان العلم وفضله : ٢/١٤٠ )
٣٢٦- أصل الكلء : الحفظ والمنع والرعاية، وهي لفظة مهموزة، قال الله تعالى :﴿ قل من يكلؤكم بالليل والنهار ﴾، أي يحفظكم. ( س : ١/٢٩٤ )
٣٢٧- حدثنا محمد بن عبد الله ومحمد بن معاوية، أخبرنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب القاضي بالبصرة، ومسلم بن إبراهيم، وحماد بن زيد، أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن إبراهيم في قوله تعالى :﴿ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ﴾، قال : يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه يوم القيامة فتخفف فيجاء بشيء أمثال الغمام أو قال مثل السحاب، فيوضع في كفة ميزانه فيرجح، فيقال له : أتدري ما هذا ؟ فيقول : لا، فيقال له : هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس أو نحو هذا. ( جامع بيان العلم وفضله : ١/٥٥-٥٦ )
٣٢٨- قال ثعلب١ في قول الله – عز وجل- :﴿ وذا النون إذ ذهب مغاضبا ﴾، قال : مغاضبا للملك.
قال أبو عمر : قد قيل ما قال ثعلب. وقيل : أنه خرج مغاضبا لنبي كان في زمانه. وهذان القولان للمتأخرين، وأما المتقدمون فإنهم قالوا : خرج مغاضبا لربه٢، روي ذلك عن ابن مسعود، والشعبي، والحسن البصري، وغيرهم، ولولا خروجنا عما له قصدنا، لذكرنا خبره وقصته ههنا٣. ( ت : ١٨/٤٥ )
١ هو أحمد بن يحيى بن زيد بن يسار أبو العباس الشيباني مولاهم المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في النحو واللغة، سمع إبراهيم بن المنذر. ومحمد بن زياد الأعرابي. وعبيد الله بن عمر القواريري، والزبير بن بكار.. وروى عنه ابن الأنباري، وابن عرفة، وابن مقسم الذي روى عنه "أماليه". وله كتاب "معاني القرآن". انظر المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: ٦/٤٤-٥٥. وأعلام النبلاء: ١٤/٥-٧..
٢ أي مغاضبا من أجل ربه، انظر الجامع لأحكام القرآن: ١١/٣٢٩..
٣ قال ابن كثير: هذه القصة مذكورة ههنا وفي سورة الصافات وفي سورة ن، وذلك أن يونس بن متى – عليه السلام- بعثه الله إلى أهل قرية نينوى، وهي قرية من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله تعالى، فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا منه ذلك وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا على الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم. وفرقوا بين الأمهات وأولادها ثم تضرعوا إلى الله- عز وجل- وجأروا إليه. ورغت الإبل وفصلاتها، وخارت البقر وآولادها وثغت الغنم وسخالها. فرفع الله عنهم العذاب. قال الله تعالى: ﴿فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين﴾.
وأما يونس – عليه السلام- فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة ملججة بهم وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا فأبوا ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا. قال الله تعالى ﴿فساهم فكان من المضحضين﴾. أي وقعت عليه القرعة، فقام يونس- عليه السلام- وتجرد من ثيابه ثم ألقى نفسه في البحر وقد أرسل الله سبحانه من البحر الآخر- فيما قاله ابن مسعود- حوتا يشق البحار وحتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة، فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحما ولا تهشم له عظما، فإن يونس ليس لك رزقا. وإنما بطنك تكون له سجنا". تفسير ابن كثير: ٣/١٩٢-١٩٣..

Icon