تفسير سورة الجمعة

التفسير المظهري
تفسير سورة سورة الجمعة من كتاب التفسير المظهري .
لمؤلفه المظهري . المتوفي سنة 1216 هـ
سورة الجمعة
آياتها إحدى عشر وفيها ركوعان وهي مدنية

﴿ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس ﴾ المتنزه عما لا يليق ﴿ العزيز الحكيم ﴾ في ملكه وصنعه فإذا كل شيء يدل على وجوده وينزه عما لا يليق بشأنه وأيضا كل شيء وإن كان جمادا فله نوع من الحياة والشعور فيقر بواحدانيته ويسبحه ولكن لا تفقهون تسبيحهم
﴿ هو الذي بعث في الأميين ﴾ يعني العرب كان أكثرهم لا يكتبون ولا يقرأون ﴿ رسولا منهم ﴾ أي من جملتهم أميا مثلهم ﴿ يتلوا عليهم آياته ﴾ تعالى مع كونه أميا لم يعهد منه قراءة ولا تعلما ﴿ ويزكيهم ﴾ ويطهرهم من الشرك والخبائث ﴿ ويعلمهم الكتاب ﴾ المعجز البليغ الذي لو اجتمع الإنس والجن على أن يأتون بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ﴿ والحكمة ﴾ الشريعة المحكمة المطابقة بشرائع الأنبياء في الأصول المشهود عليها بالكتب السماوية بالقبول ﴿ وإن كانوا ﴾ يعني أنهم يعني العرب كانوا ﴿ من قبل ﴾ بعثته صلى الله عليه وسلم ﴿ لفي ضلال مبين ﴾ ظاهر بطلانه حيث يعبدون الحجارة ويأكلون الجيفة ويقولون ويعتقدون ما لا يقبل العقل والنقل
﴿ وآخرين ﴾ عطف على الضمير } المنصوب في يعلمهم أي يعلم أمما آخرين منهم أي كائنين من جنس الأولين حيث يدينون بدينهم ويسلكون على طريقهم قال عكرمة ومقاتل هم التابعون وقال ابن زيدهم جميع من دخل في الإسلام إلى يوم القيامة وهي رواية ابن نجيح عن مجاهد وقال عمرو ابن سعيد ابن جبيرو ليث عن مجاهدهم العجم لحديث أبي هريرة قال :( كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ ﴿ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ﴾ قال رجل من هؤلاء يا رسول الله ؟ فلم يراجعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سأل مرتين أو ثلاثا قال فينا سلمان الفارسي قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال :( لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء )١ متفق عليه، وفي رواية عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لو كان الدين عند الثريا بالذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه ) قلت هذا الحديث يدل على فضل رجال من العجم وإنهم ممن أريد بهذه الآية ولا دليل على نفي خيرهم على ما يدل عليه عموم الآية ولعل المراد لقوله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء أبناء فارس أكابر النقشبندية رضي الله عنه فإنهم من آل بخاري أو سمرقند ونحو ذلك وهم منتسبون في الطريق إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه فإنهم ينتسبون إلى جعفر الصادق عن القاسم ابن محمد عن سلمان عن أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ لما يلحقوا بهم ﴾ أي لم يدركوهم ولكنهم يكونوا بعدهم وقيل لما يلحقوا بهم في الفضل والثواب لأن التابعين ومن بعدهم لا يدركون فضل الصحابة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ٢ متفق عليه من حديث أبي سعيد ويرد على هذا التأويل أن المراد لو كان كذلك لورد بصيغة المضارع أي لا يلحقوا بهم في المستقبل من الزمان دون الماضي فإن لما يقتضي نفي اللحوق في الماضي والتوقع في المستقبل إلا أن يقال إلا يراد بصيغة الماضي للدلالة على تحقيق وجودهم ونفي للحوق المستفاد من كلمة لا نظرا إلى الأكثر وتوقع اللحوق نظرا إلى بعض من يأتي بعدهم ولو بعد ألف سنة فكأنه إشارة إلى المجدد ألف ثاني وكمل خلفائه فإنهم بلغوا بكمال متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ووراثته تبعا ونيل أقصى كمالاته واكتسبوا كمالات النبوة والرسالة وأولي العزم والخلة والمحبة والمحبوبية التي لم يتحقق بعد الصدر الأول فاشتبهوا بالصحابة فصار مثل لأمة المرحومة كمثل المطر لا يدري أوله خير وآخره كما قال رسول اله صلى الله عله وسلم :( مثل أمتي كمثل المطر لا يدري أوله خير أو آخره أو كحديقة أطعم فوج منها عاما وفوج منها عاما لعل آخرها فوجا هي أعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها حسنا ) رواه رزين ﴿ وهو العزيز ﴾ في تمكينه رجلا أميا من ذلك الأمر العظيم الخارق للعادة وتأييده عليه ﴿ الحكيم ﴾ في اختياره وإياه من بين كافة البشر وتعليمه
١ أخرجه البخاري في كتاب: التفسير باب: ﴿وآخرين منهم لما بلحقوا بهم﴾ ﴿٤٨٩٧﴾ وأخرجه مسلم في كتاب: فضائل الصحابة باب: فضل فارس ﴿٢٥٤٦﴾.
٢ أخرجه البخاري في كتاب: فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب: قول النبي صلى اله عليه وسلم ﴿لو كنت متخذا خليلا﴾ ﴿٣٦٧٣﴾ وأخرجه مسلم في كتاب: فضائل الصحابة، باب: تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم ﴿٢٥٤٠﴾.
﴿ ذلك ﴾ أي بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وتعليمه وتزكية الضالين ﴿ فضل الله ﴾ على محمد صلى الله عليه وسلم حيث اصطفاه وجعله هاديا على من اتبعه حيث هداهم وزكاهم به عليه السلام ﴿ يؤتيه من يشاء ﴾ عطائه ويقتضيه حكمته ﴿ والله ذو الفضل العظيم ﴾ الذي يستحقر دونه كل نعمة
﴿ مثل الذين حملوا التوراة ﴾ علموها وكفلوا بالعمل بها ﴿ ثم لم يحملوها ﴾ أي لم يعملوا بما فيها ولم ينتفعوا بها ﴿ كمثل الحمار يحمل أسفارا ﴾ كتبا من العلم يتعب في حملها ولا ينتفع بها وجملة يحمل حال من الحمار والعامل فيه معنى المثل أو صفة له إذ ليس المراد الحمار نظيره ولقد أمر على اللئيم يسبني وهكذا كل عالم لا يعمل بعلمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ) ١ رواه ﴿ بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ﴾ وهم اليهود كذبوا بالقرآن وبآيات التوراة الدالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والمخصوص بالذم أي بئس مثل القوم المكذبين مثلهم أو هو الموصول بحذف المضاف أي بئس القوم مثل الذين كذبوا ﴿ والله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ أي وقت اختيارهم الظلم أو لا يهدي من سبق في علمه أنه يكون ظالما.
١ أخرجه مسلم في كتاب:: الذكر الدعاء والتوبة باب: التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ﴿٢٧٢٢﴾.
﴿ قل يا أيها الذين هادوا ﴾ أي تهودوا ﴿ إن زعمتم أنكم أولياء الله ﴾ فأنهم كانوا يقولون نحن أولياء الله وأحباءه ﴿ من دون الناس ﴾ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه ﴿ فتمنوا الموت ﴾ أي ادعوا من دون الله تعالى على أنفسكم حتى تنقلوا من دار البلية إلى دار الكرامة فإن الموت جسر توصل الحبيب إلى الحبيب ﴿ إن كنتم صادقين ﴾ في زعمكم فتمنوه وقد ذكرنا مسألة تمني الموت وعدمه في صورة البقر في مثل هذه الآية
﴿ ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم ﴾ فإنهم يعلمون علما يقينا أنهم استحقوا النار الكبرى بسبب ما قدموا من الكفر والمعاصي وتحريف الآيات التوراة الناطقة ببعث محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يتمنون الموت الموصلة إلى النار فإنهم أحرص الناس على حياة يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وأشد خوفا وفرارا من الموت ﴿ والله عليم بالظالمين ﴾ فيجاديهم على ما قدموا
﴿ قل ﴾ يا محمد ﴿ إن الموت الذي تفرون منه ﴾ أيها اليهود أي تخافون أشد المخافة من أن يصيبكم فتؤخذوا بأعمالكم ولا تجزون على تمنيه ﴿ فإنه ملاقيكم ﴾ لا حق بكم لا محالة لا ينفعكم الفرار منه، والجملة خبر أن ذكر الله سبحانه أن المؤكدة في الجملة مكررا لكمال التأكيد نظرا إلى كمال إصرارهم على الكفر والمعاصي الذي كان هو الدليل على شدة إنكارهم الموت، والفاء لتضمن الاسم معنى الشرط باعتبار الوصف كأنه فرارهم يسرع لحوقه بهم فكأنه سبب اللحوق وذلك أن الفرار من الموت موجب للغفلة عنه وفي الغفلة لا يظهر طول البقاء في الدنيا ويظهر كأنه موت جاء سريعا ومن كان ذكر الموت مشتاقا له يشق عليه البقاء في الدنيا وينتظر الموت غالبا فيظهر عليه طول الحياة وبعد الموت لشدة اشتياقه، وجاز أن يكون الخبر محذوفا والفاء للتعليل والتقدير أن الموت الذي تفرون منه لا ينفعكم الفرار منه فإنه أي لأنه ملاقيكم البتة وحينئذ لا يلزم تكرار أن على حكم واحد وجاز أن يكون الموصول خبرا لأن الفاء عاطفة يعطف على الخبر أو على الجملة ﴿ ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ﴾ فيجازيكم عليه.
﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة ﴾ أي إذا أذن من ﴿ يوم الجمعة ﴾ بيان لإذ أو قيل من هاهنا بمعنى في كما في قوله تعالى :﴿ أروني ماذا خلقوا من الأرض ﴾١ أي في الأرض.
اختلف العلماء في تسمية هذا اليوم بالجمعة مع الاتفاق على أنه كان يسمى في الجاهلية بالعروبة معناه اليوم البين المعظم من أعرب إذا بين قيل أول من سماه جمعة كعب ابن لؤي وهو أول من قال أما بعد كانت تجمع إليه قريش في هذا اليوم فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ويعلمهم بأنه من مولده ويأمرهم باتباعه والإيمان به وينشد في ذلك أبياتا منها قوله : يا ليتني شاهدا نجواء دعوته. إذا قريش تبتغي الحق خذلانا وكان بنو إسماعيل يؤرخون ببناء الكعبة فلما مات كعب ابن لؤي أرخ الناس من موته حتى كان عام الفيل وهو مولد النبي صلى الله عليه وسلم فأرخ الناس منه إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وكان بين موت كعب ومبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة وستون سنة كذا في شرح خلاصة السير، وقيل سمي بالجمعة لأن الخلائق يجمع فيه كذا ذكر أبو حذيفة البخاري في المبتدأ عن ابن عباس وإسناده ضعيف وقيل لأنه جمع فيه خلق آدم عليه السلام روى أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدري ما يوم الجمعة ؟ قلت الله ورسوله أعلم قالها ثلاث مرات قال في الثالثة ﴿ هو اليوم الذي جمع فيه أبوكم ﴾ الحديث وله شاهد عن أبي هريرة رواه ابن أبي حاتم موقوفا بإسناده قوي وأحمد موقوفا بإسناده ضعيف قال الحافظ ابن حجر وهذا أصح ويليه ما رواه عبد الرزاق عن ابن سيرين بإسناده صحيح إليه في قصة اجتماع الأنصار مع أسد بن زرارة رضي الله عنه وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة صلى بهم وذكرهم فسموه يوم الجمعة وذلك قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع فكتب إلى مصعب ابن عمير رضي الله عنه أما بعد فانظر اليوم تجهر فيه اليهود بالزبور لسنتهم فاجمعوا فيه نساءكم وأبناءكم فإذا مال النهار عند الزوال من يوم الجمعة فتقربوا إلى الله بركعتين، قال : أول من جمع مصعب حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سنده أحمد ابن محمد ابن غالب الباهلي وهو متهم بالوضع قال الزهري والمعروف في هذا المتن الإرسال وقيل كان ذلك باجتهاد الصحابة روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن محمد ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن ينزل الجمعة فقالت الأنصار إن لليهود يوما يجمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى مثل ذلك فهلم فلنجعل يوما فجمع فيه فنذكر الله ونصلي ونشكر فجعلوا يوم العروبة واجتمعوا إلى أسعد ابن زرارة فصلى بهم يومئذ وأنزل الله عز وجل بعد ذلك ﴿ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ﴾ قال الحافظ هذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن رواه أبو داود وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغير واحد من حديث كعب ابن مالك رضي الله عنه قال كان أول من صلى بنا الجمعة، قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد ابن زرارة٢ الحديث أو كان كعب إذا سمع نداء الجمعة ترحم لأسعد ابن زرارة قال عبد الرحمان ابن كعب قلت لكعب كم كنتم يومئذ ؟ قال أربعون فمرسل ابن سيرين يدل على أن أولئك الصحابة اختاروا يوم الجمعة بالاجتهاد
ولا يمنع ذلك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم علم بالوحي وهو بمكة فلم يتمكن من إقامتها كما في حديث ابن عباس والمرسل بعد ذلك ولذلك جمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة.
قصة : مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأول جمعة صلى : روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها وابن سعد عن جماعة من الصحابة أن المسلمين بالمدينة لما سمعوا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فكانوا يخرجون إذا صلوا الصبح إلى الحرة ينتظرون حتى تعليهم الشمس على الظلال ويؤذيهم والظهيرة وذلك في أيام حارة، حتى كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلوا البيوت فإذا رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى بأعلى صوته يا بني قبيلة يعني الأنصار هذا صاحبكم الذي تنتظرون فثار المسلمون فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك يوم الاثنين لهلال ربيع الأول أي أول ليلة، وفي رواية جرير ابن حازم عن أبي إسحاق لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول وفي رواية إبراهيم ابن سعد عن ابن إسحاق لاثني عشر ليلة خلت وعند أبي سعيد لثلاث عشرة من ربيع الأول قال الحافظ الأكثر أنه قدم نهارا ووقع في رواية لمسلم ليلا ويجمع بأن القدوم كان آخر الليل فدخل بها نهارا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم قباء من بني عمرو ابن عوف على كلثوم ابن الهدم وأبو بكر حبيب ابن أساف أحد بني الحارث فصاح كلثوم بغلام له يا نجيح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نجحت يا أبا بكر وكان لكلثوم ابن هدم بقبا مربد يعني الموضع الذي يبسط فيه التمر ليجيف فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناه مسجدا في الصحيح أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو ابن عوف وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وفي رواية عبد الرزاق بني المسجد بنو عمرو ابن عوف وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم أقام فيهم يضع عشر ليلة وفيه عن أنس أقام فيهم أربع عشرة ليلة، وقال ابن إسحاق خمس ليال وقال ابن حبان أقام بها الثلاثاء والأربعاء والخميس وخرج يوم الجمعة، وقال ابن عباس وابن عقبة ثلاث ليال فكأنهم لم يعتد اليوم الخروج ولا الدخول وعن قوم من بني عمرو ابن عوف أنه أقام اثنين وعشرين يوما. روى أحمد والشيخان عن أبي بكر وسعد ابن منصور عن ابن الزبير وابن إسحاق عن عويم ابن ساعد وغيرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى بني النجار وكانوا إخوانهم لأن أم عبد لمطلب كانت منهم فجاؤوا متقلدين بالسيوف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإصحابه اركبوا آمنين مطاعين وكان اليوم يوم الجمعة فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته القصوى والناس معه عن يمينه وشماله وخلد منهم الراكب والماشي فاجتمعت بنو عمرو ابن عوف فقالوا يا رسول الله أخرجت حلالا أم تريد دارا خيرا من دارنا ؟ قال إني أمرت بقرية تأكل القرى فخلوها أي ناقة فإنها مأمورة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قباء يريد المدينة فتلقاه الناس يقولون الله أكبر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى البيهقي عن عائشة جعل النساء والولائد والصبيان يقلن طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع، وروى أحمد عن أنس ( أنه لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة بحرابها فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم ) روى البخاري عن البراء قال : ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم٣ فلم يمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار إلا قالوا هلم يا رسول الله أتى للفرد المنعة والثروة فيقول لهم خيرا ويدعوا ويقول أنها مأمورة خلوا سبيلها فمر ببني سالم فقام إليه عتبان ابن مالك ونوفل ابن عبد الله ابن مالك وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنزل فينا العدد والعدة والحلقة ونحن أصحاب العصباء والحدائق والدرك يا رسول الله قد كان الرجل من العرب يدخل هذه البحرة خائفا يلجأ إلينا فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم ويقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة فقام إليه عبد الله ابن الصامت وعباس ابن فضلة فجعلا يقولان يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنزال فينا فيقول بارك الله عليكم إنها مأمورة فلما أتى مسجد بني سالم وهو المسجد الذي في الوادي وادي وانونا، قال البغوي أدركت الجمعة في بني سالم ابن عمرو ابن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ اليوم في ذلك مسجدا فصلاها في ذلك الوادي، قيل كانت أول جمعة صلاها في المدينة وأول خطبة خطبها في الإسلام وقيل إنه كان يصلي في مسجد قباء عند ابن سعد أنه صلى الله عليه وسلم لما علي صلى معه الجمعة مائة نفس ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمين الطريق فمر ببني ساعدة فقال سعد ابن عبادة والمنذر ابن عمر وأبو دجانة هلم يا رسول الله إلى العز والثروة والقوة والجلد وسعد يقول يا رسول الله ليس من قومي أكثر غدقا ولا قم بئر مني مع الثروة والجلد والعدو فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ثابت خل سبيلها فإنها مأمورة فمضى واعترضه سعد ابن الربيع وعبد الله ابن رواحة وبشر ابن سعد فقالا أين يا رسول الله لا تجاوزنا واعترضه زياد ابن لبيد وفروة ابن عمر يقولان نحو ذلك فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة ثم مر ببني عدي البخاري وهم أخواله فقال أبو سليط وصرفة ابن أبي أنس يا رسول الله نحن أخوالك هلم إلى العدد والمنعة مع القرابة لا تجاوزنا إلى غيرنا يا رسول الله ليس أحد من قومنا أولى بك لقرابتنا بك فقال خلوا سبيلها فإنها مأمورة فصارت حتى وازيت دار بني عدي ابن النجار قامت إليه وجوههم ثم مضى حتى انتهى إلى باب المسجد فبركت على باب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فجعل جبار ابن صخر ينسخها رجاء أن تقوم فلم يفعل فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام أي بيوت أهلنا أقرب ؟ فقال أبو أيوب هذا المنزل إن شاء الله تعالى فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :( اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) قال أربع مرات.
روى الطبراني عن ابن الزبير نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب ونزل معه زيد ابن حارثة قال ابن إسحاق في المبتدأ وابن هشام في التيجان : إن بيت أبي أيوب الذي نزل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة بناه تبع الأول وكان معه أربعمائة أحبار فتعاقدوا على أن لا تخرجوا منها فسألهم عن سر ذلك فقالوا إنا نجد في كتابنا أن نبيا اسمه محمد صلى الله عليه وسلم هذه دار هجرته فنحن نقيم لعلنا نلقاه فأراد تبع الإقامة معهم ثم بدا له فعمر لكل واحد من أولئك دارا واشترى له جارية وزوجها منه وأعطاه مالا جزيلا وكتب كتابا فيه إسلامه وفي شهد على أحمد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بارئ النسم فلولا عمري إلى عمره لكنت وزيرا أو ابن عم، وختم بالذهب ودفعه إلى كبيرهم وسأله أن يدفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أدركه وإلا فمن أدركه من ولده وولد ولده وبني للنبي صلى الله عليه وسلم دارا لينزلها إذا قدم المدينة فدار الدار إلى إعلائك إلى أن صارت لأبي أيوب وهو من ولد ذلك العالم وأهل المدينة الذين نصروه من أولاد أولئك العلماء ويقال : إن الكتاب الذي فيه الشعر كان عند أبي يوسف حتى دفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غريب فيما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلقاء في بيته والله تعالى أعلم.
مسألة :
قيل المراد بهذا النداء في الآية الأذان عند قعود الإمام على المنبر للخطبة لحديث ابن يزيد قال كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان عثمان وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء٤ وتسميته ثالثا باعتداد الإقامة ثانيا فعلى هذا قيل السعي إلى الجمعة وترك
١ سورة الأحقاف الآية: ٤.
٢ أخرجه ابن ماجه في كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها باب في فرض الجمعة ﴿١٠٨٢﴾.
٣ أخرجه البخاري في كتاب: مناقب الأنصار باب: مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة ﴿٣٩٢٥﴾.
٤ أخرجه البخاري في كتاب: الجمعة باب: الأذان يوم الجمعة ﴿٩١٢﴾.
﴿ فإذا قضيت الصلاة ﴾ أي أديت صلاة الجمعة ﴿ فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ﴾ أي الرزق أمر إباحة بعد المنع لأجل الصلاة قال ابن عباس إن شئت فأخرج وإن شئت فاقعد وإن شئت فصل إلى العصر، وقيل انتشروا في الأرض ليس لطلب الدنيا ولكن لعيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله أخرجه ابن جرير من حديث أنس مرفوعا وابن مردويه عن ابن عباس موقوفا وقال البغوي قال الحسن وسعيد ابن جبير ومكحول وابتغوا من فضل الله هو طلب العلم، فعلى هذه الأقوال الأمر للاستحباب ﴿ واذكروا الله كثيرا ﴾ في مجامع أحوالكم ولا تحصوا ذكره بالصلاة عن عمر ابن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( من دخل السوق فقال لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة )١ رواه الترمذي وقال غريب رواته ثقات إلا أزهر ابن سنان ففيه خلاف وعن عصمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أحب الأعمال إلى الله سبحانه الحديث وأبغض الأعمال إلى الله التحريف قلنا يا رسول الله ما سبحان ؟ قال يكون القوم يتحدثون والرجل يسبح قلنا يا رسول الله وما التحريف قال القوم يكونوا بخير فيسألهم الجار والصاحب فيقولون نحن بشر ) رواه الطبراني ﴿ لعلكم تفلحون ﴾ أي لكي تفلحوا بخير الدارين
١ أخرجه الترمذي في كتاب: الدعوات باب: ما يقول إذا دخل السوق ﴿٣٤٢٨﴾.
أخرج الشيخان عن جابر ابن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا )١ وقال ابن عباس في رواية الكلبي لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط وفي صحيح أبي عوانة أن جابرا قال كنت فيمن بقي رواه الدارقطني بلفظ فلم يبق إلا أربعون رجلا وإسناده ضعيف تفرد به علي ابن عاصم وخالف أصحاب حصين فيه، وروى العقيلي من حديث جابر أيضا وزاد كان من الباقين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وأبو عبيدة أو عمار الشك من أسد ابن عمر الراوي وبلال وابن مسعود وهؤلاء أحد عشر رجلا وجابر ثاني عشر فأنزل الله تعالى :﴿ وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا ﴾ أي تفرقوا ﴿ إليها ﴾ الجملة الشرطية معطوفة على الشرطية السابقة وفيها التفات من الخطاب على الغيبة أفراد الضمير للتجارة برد الكناية إليها لأنها المقصود فإن المراد من اللهو الطبل الذي كانوا يستقبلون به العير والترديد للدلالة على أن منهم من انفض لمجرد سماع ورؤيته، وأخرج ابن جرير عن جابر أيضا قال كان الجواري إذا نكحوا يمرون بالكبر والمزامير ويتركون النبي صلى الله عليه وسلم قائما على المنبر فينفضون إليها فنزلت قال صاحب لباب النقول فكأنها نزلت في الأمرين معا قال ثم رأيت ابن المنذر أخرجه عن جابر بقصة النكاح وقدوم العير معا من طريق واحد وأنها نزلت في الأمرين فلله الحمد وعلى هذا فالوجه لإفراد الضمير راجعا إلى التجارة للدلالة على أن الانفضاض إلى التجارة مع الحاجة إليها والانتفاع بها إذا كان مذموما كان الانفضاض إلى اللهو أولى بذلك، وقيل تقديره إذا رأوا تجارة انفضوا إليها وإذا رأوا لهوا انفضوا إليه وقال الحسن وأبو مالك أصاب أهل المدينة جوع وإلا سعر فقدم دحية ابن خليفة زيت من الشام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا رهط منهن أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لا يبق منكم أحد سال بكم الوادي نارا ) وقال مقاتل بيننا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذا أقبل دحية ابن خليفة الكلبي من الشام بالتجارة فكان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق إلا أتته وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق وبرو غيره فنزل عند أحجار الزيت وهو مكان من سوق لمدينة ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج إليه الناسي ليبتاعوا منه فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فخرج إليه الناس فلم يبق في المجد إلا اثنا عشر رجلا وامرأة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم بقي في المسجد فقالوا اثنا عشر رجلا وامرأة فقال النبي صلى اله عليه وسلم :( لولا هؤلاء لقد سومت لهم الحجارة من السماء ) فأنزل الله هذه الآية وأراد باللهو الطبل، قيل كانت العير إذا قدمت المدينة استقبلوها بالطبل والتصفيق ﴿ وتركوك قائما ﴾ تخطب كذا صرح مسلم في رواية أنهم انفضوا وهو يخطب ورجحه البيهقي على رواية من روى وهو يصلي يجمع بينهما بأن يراد من قال وهو يصلي يخطب مجازا وقد مر فيما سبق حديث كعب ابن عجرة وقال علقمة سئل عبد الله كان النبي صلى الله عليه وسلم قائما أو قاعدا قال أما تقرأ ﴿ وتركوك قائما ﴾ وفي قصة انفضاض الناس في حالة الخطبة وبقاء اثني عشر رجلا دليل على جواز الجمعة بأقل من أربعين رجلا واحتمال أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل بهم الجمعة وصلى الظهر أو أنهم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الانفضاض أو اجتمع إليه رجال آخرون وغيرهم فصلى بهم أمر لا يقتضيه سياق القصة لا دليل عليه، ولو كان شيء من الاحتمالات المذكورة نقل والله تعالى أعلم، وليس في القصة دليل على اشتراط اثني عشر رجلا كما قال بعضهم كما أنه لا دليل في قصة أسعد ابن زرارة أنه صلى أول جمعة جمع أربعين على اشتراط أربعين رجلا، ولا في صلاته صلى الله عليه وسلم في بني سالم ابن عمر بمائة رجل على اشتراط المائة والله تعالى أعلم.
مسألة : لو شرع الإمام بعدد ينعقد بهم الجمعة على اختلاف الأقوال فذهب منهم واحد ولم يبق ذلك العدد، قال أبو حنيفة قبل سجود الإمام في الركعة الأولى بطلت الجمعة ويستأنف بالظهر وإن ذهب بعد سجوده أتمها جمعة وقال مالك إن انفضوا بعد تمام الركعة بسجدتيها أتمها جمعة وقال أحمد إن انفضوا بعد إحرام أتمها جمعة وقال الشافعي في أصح أقواله أن بقاء الأربعين إلا آخر الصلاة شرط كما إن بقاء الوقت أن يصلوها أربعا ظهرا وفي قول الشافعي إن بقي معه اثنان أتمها جمعة وفي قول له إن بقي واحد أتمها جمعة وعند المزني إن انفضوا بعدما صلى بهم الإمام ركعة أتمها جمعة وإن لم يبق مع الإمام واحد وإن كان في الركعة الأولى يتمها أربعا إن انتقص من أربعين واحد وقال زفر إن نفروا قبل القعدة بطلت الجمعة واستأنفت ظهرا.
مسألة : إذ أدرك المسبوق مع الإمام شيئا من الصلاة سواء أدرك قعدة أو سجدة سهو أتمها جمعة عند أبي حنيفة وعند مالك والشافعي وأحمد أدرك ركعة أدرك الجمعة وأتمها وإن أدرك دونها أتمها ظهرا وقال الطاووس لا يدرك الجمعة ما لم يدرك الخطبتين والله تعالى أعلم ﴿ قل ما عند الله ﴾ من الثواب على الصلاة والثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم ( خير من اللهو ومن التجارة ) فإن ذلك محقق قوي محلا بخلاف ما يتوهمون من نفعها ﴿ والله خير الرازقين ﴾ أنه يوجب الأرزاق فإياه فاسئلوا ومنه طلبوا.
مسألة : يستحب الإجمال في طلب الرزق واقتصاد ويكره الحرص وحب المال عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أجملوا في طلب الدنيا فإن كلكم ميسر لما كتب له ) رواه الحاكم وأبو الشيخ وابن ماجه ونحوه، وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يا أيها الذين إن الغني ليس عن كثرة العرض لكن الغنى غنى النفس وإن الله يؤتي عبده ما كتب له من الرزق فأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) رواه أبو يعلى وسنده حسن وأوله متفق عليه، وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الرزق ليطلب العبد كما يطلب الأجل ) رواه ابن حبان والبزار والطبراني ولفظه ( إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه )وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه ) رواه الطبراني في الأوسط والصغير بسند حسن، وعن سعد ابن أبي وقاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي ) رواه أبو عوانة وابن حبان، وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من أصبح وهمه الدنيا ليس من الله في شيء ومن لم يهتم بالمسلمين فليس منهم ومن أعطي الذلة في نفسه ذائعا غير مكره فليس منا ) رواه الطبراني، وعن كعب ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف )٢ رواه الترمذي صححه هو وابن حبان وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع ) ٣ رواه النسائي وهو عند مسلم والترمذي من حديث زيد ابن أرقم وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لو كان لابن آدم واديان من مال لا يبتغى إليهما ثالثا وما يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب } ٤.
١ أخرجه البخاري في كتاب: الجمعة باب: إذا نفر الناس عن الغمام في صلاة الجمعة فصلاة الإمام ومن بقي جائزة ﴿٩٣٦﴾ وأخرجه مسلم في كتاب: الجمعة باب: قوله تعالى: ﴿وإذا رأوا تجارة﴾ ﴿٨٦٣﴾.
٢ أخرجه الترمذي في كتاب: الزهد ﴿٢٣٧٦﴾.
٣ أخرجه النسائي في كتاب: الاستعاذة باب: الاستعاذة من قلب لا يخشع ﴿٥٤٤٠﴾ وأخرجه مسلم في كتاب: الذكر والدعاء والاستغفار باب: التعوذ من شر ما عمل وشر ما لم يعمل ﴿٢٧٢٢﴾ وأخرجه الترمذي في كتاب: الدعوات ﴿٣٤٨٢﴾.
٤ أخرجه البخاري في كتاب: الرقاق باب: ما يتقي من قتنة المال ﴿٦٤٣٦﴾ وأخرجه مسلم في كتاب: الزكاة باب: لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا ﴿١٠٤٩﴾.
Icon