تفسير سورة الفلق

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية
تفسير سورة سورة الفلق من كتاب الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المعروف بـالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية .
لمؤلفه النخجواني . المتوفي سنة 920 هـ

يسبقه شيء هو غيره مع انه لا غير في الوجود ولا شيء سواه موجود مطلقا حتى يلده
وَبالجملة هو سبحانه منفرد في توحده متوحد في انفراده وتفرده ومستقل في استقلاله بحيث لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لا قبله ولا بعده ولا معه بل لا اله سواه ولا موجود غيره
خاتمة سورة الإخلاص
عليك ايها الموحد المحمدي المنكشف بالتوحيد الذاتي مكنك الله في مقر عزك وتمكينك ان تصرف عنان همتك وعزمك بعد ما كوشفت لوحدة ذات الحق وكمالات أسمائه وصفاته نحو سوابغ آلائه ونعمائه الفائضة منه سبحانه حسب رقائق أسمائه الحسنى وأوصافه العظمى وتشاهد اثار قدرته الغالبة التي تتحير منها العقول والآراء وإياك إياك ان تغفل عن الله طرفة عين فإنها تورثك حسرة طويلة ان كنت من ذوى العبرة واولى الأبصار إذ كل نفس من الأنفاس الإلهية التي قد جرت عليك في اوقات حياتك مشتملة على عجائب صنع الله منصبغة ببدائع حكمته المتقنة البالغة بحيث ما مضى مثلها ازلا ولا سيئاتي شبهها ابدا فعليك ان تغتنم الفرصة وتتعرض للنفحات الإلهية دائما بحيث لا يشغلك شيء منها. جعلنا الله من زمرة المتعرضين لنفحات الحق ومن المستنشقين من نسمات روحه وراحته بمنه وجوده
[سورة الفلق]
فاتحة سورة الفلق
لا يخفى على من اعتصم بالله ودخل في كنف حفظه وجواره مفوضا أموره كلها اليه ان الله سبحانه يراقبه من كل ما يضره ويغويه ويحفظه عن كل ما يرديه ويؤذيه لذلك امر سبحانه حبيبه ﷺ حين قصده اعداؤه بالسوء وسخروا له حسدا على ظهوره واستيلائه وانتشار صيته الحسن في الآفاق والأقطار بالاستعاذة والاستلجاء نحوه بكمال الوثوق والخلوص فقال بعد التيمن بِسْمِ اللَّهِ المراقب على محافظة خلص عباده من جميع ما يضرهم ويؤذيهم بعد ما رجعوا اليه وتعوذوا به مخلصين الرَّحْمنِ عليهم بانزال الرقى وتلقين الدعاء الرَّحِيمِ لهم حيث يبرؤهم ويشفيهم بعد ما أخلصوا في التعوذ والالتجاء
[الآيات]
قُلْ يا أكمل الرسل بعد ما اصابتك من سحر أعدائك مصيبة وعرضتك بشؤم أعينهم عارضة ازالة لها ودفعا لضررها أَعُوذُ والوذ مخلصا بِرَبِّ الْفَلَقِ اى الذي فلق وشق ظلام الليل المظلم بنور الصبح المنير وفلق ظلمة العدم باشراق نور الوجود
مِنْ شَرِّ جميع ما خَلَقَ في عالم الكون والفساد من النفوس الخبيثة
وَكذا الوذ به سبحانه مِنْ شَرِّ كل غاسِقٍ مظلم محيل إِذا وَقَبَ دخل وانغمس في ظلامه ليحيل ويمكر
وَكذا مِنْ شَرِّ عموم الساحرات النَّفَّاثاتِ النفاخات بريق أفواههن فِي الْعُقَدِ التي يعقدن على الخيط ليسحرن الناس بها
وَبالجملة أعوذ برب الفلق مِنْ شَرِّ كل حاسِدٍ إِذا حَسَدَ وقصد ان يحسد فانه سبحانه يكفيك مؤنة شرورهم عنك بحوله وقوته
خاتمة سورة الفلق
عليك ايها المحمدي الملتجئ الى الله المستعد لفيضان حوله وقوته ان تداوم على ذكر الله وقراءة القرآن وتكرار الاذكار والتسابيح المأثورة من النبي المختار في عموم أوقاتك وحالاتك سيما
Icon