تفسير سورة المنافقون

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة المنافقون من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة المنافقين ( وهي مدنية )١
١ قوله: وهي مدنية والبسملة من (م)..

بسم الله الرحمن الرحيم١
قال عبد الرزاق : قال معمر : قال قتادة : فقال له قومه : لو أتيت النبي فاستغفر لك، فجعل يلوي رأسه، فنزلت فيه :﴿ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ﴾ الآية.
١ قوله: وهي مدنية والبسملة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله ﴾ أن عبد الله بن أبي قال لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله، فإنكم إن لم تنفقوا عليهم قد انفضوا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : اقتتل رجلان أحدهما من جهينة والآخر من غفار، وكانت جهينة حلفاء الأنصار فظهر عليه الغفاري فقال رجل منهم عظيم النفاق : عليكم صاحبكم عليكم حليفكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل : سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل قال : وهم في سفر حينئذ فجاء رجل من بعض من سمعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فقال عمر : مر معاذا١ أن يضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له :" لا والله، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه "، فنزلت فيه :﴿ هم الذين يقولون لا تنفقوا ﴾٢ الآية. قال معمر في قوله تعالى :﴿ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ﴾ قال : قال الحسن : جاء غلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني سمعت عبد الله بن أبي يقول كذا وكذا، قال :" فلعلك غضبت عليه، فقال : لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقوله، قال : فلعلك أخطأ سمعك. قال : لا والله يا نبي الله لقد سمعته يقول ذاك، قال : فلعله شبه عليك، فأنزل الله تعالى تصديقا للغلام :﴿ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ﴾ فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن الغلام وقال : وفت أذنك٣ يا غلام " ٤.
١ خص عمر معاذا ليضرب عنق الرجل لأنه كان من الأنصار ولم يقل دعني أضرب عنقه –كعادته- لأن المشكلة كانت بين حلفاء المهاجرين وحلفاء الأنصار. فأراد تأديب المنافق بيد أحد الأنصار. وفي بعض الروايات (فقام عمر فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق) كما هي رواية البخاري..
٢ رواه البخاري في التفسير ج ٦ ص ٦٦. ومسلم في صفات المنافقين ج ٦ ص ١٢٠ والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٨٨. مع شيء من الاختلاف والزيادة والنقصان في الروايات..
٣ انظر هامش الصفحة السابقة رقم (٣)..
٤ جاء التصريح باسم الغلام في روايات البخاري وغيره وهو زيد بن أرقم..
Icon