تفسير سورة المائدة

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة المائدة من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة المائدة وهي مدنية

بسم الله الرحمن الرحيم

نا عبد الرزاق١ قال عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أوفوا بالعقود ﴾ قال : بالعهود، وهي عقود الجاهلية، الحلف.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أحلت لكم بهيمة الأنعام ﴾ قال : الأنعام كلها ﴿ إلا ما يتلى عليكم ﴾.
عبد الرزاق : قال معمر وقال قتادة : إلا الميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه.
١ في (م) أنا الخشني قال: نا سلمة بن شبيب قال: نا عبد الرزاق..
عبد الرزاق عن الثوري عن بيان عن الشعبي قال : لم ينسخ من سورة المائدة غير هذه الآية ﴿ يأيها الذين ءامنوا لا تحلوا شعائر الله ﴾.
عبد الرزاق : أنا عمر١ بن حبيب عن ابن أبي نجيح عن عكرمة أن عمر ابن الخطاب قال : نزلت يوم عرفة سورة المائدة، ووافق يوم الجمعة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ليث عن شهر بن حوشب قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة على راحلته، فتنوخت لأن٢ لا تدق ذراعها٣.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام ﴾ قال منسوخ، كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تقلد٤ من السمر، فلم يعرض له أحد، وإذا٥ تقلد قلادة شعر لم يعرض له أحد، وكان المشرك يومئذ لا يصد عن البيت، فأمروا ألا يقاتلوا في الشهر الحرام ولا عند البيت، فنسخها٦ قوله تعالى :﴿ فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ التوبة٧.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا ﴾ قال : هي للمشركين يلتمسون فضل٨ الله ورضوانه بما يصلح لهم في٩ دنياهم.
١ في (ق) انا عمر، وفي الهامش كتب ابن حبيب، وفي (م) انا عمر، وفي الطبري: انا معمر. والراجح هو عمر بن حبيب المكي، سكن اليمن، روى عن عمرو بن دينار وعطاء والزهري... وروى عنه رياح بن زيد ومسلم بن خالد وابن عيينة وعبد الرزاق وسعد بن الصلت. وثقه أحمد وابن حبان وغيرهما. تهذيب التهذيب ج ٧ ص ٤٣١..
٢ في (م) أن لا..
٣ رواه الإمام أحمد من حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد، ولم يذكر أنه كان واقفا بعرفة، والرواية الأخرى تقول: إنه كان في مسير.
انظر المسند ج ٦ ص ٤٥٥ مع اختلاف يسير..

٤ في (م) يقلد..
٥ في (م) أو تقلد، وفي الطبري: فإذا رجع تقلد قلادة شعر..
٦ في (م) نسختها..
٧ في (م) نسختها..
٨ في (م) يلتمسون فضلا من ربهم ورضوانا..
٩ كلمة (في) من (ق)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما ذبح على النصب ﴾ قال : يعني أنصاب أهل الجاهلية.
عبد الرزاق معمر عن قتادة قال :﴿ المنخنقة ﴾ : التي تموت في خناقها، ﴿ والموقوذة ﴾ : التي توقذ فتموت، ﴿ والمتردية ﴾ : التي تردى فتموت، ﴿ والنطيحة ﴾، التي تنطح فتموت. وقال :﴿ وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ﴾ من هذا كله، فإذا وجدها١ تطرف عينها أو تحرك أذنها من هذا كله، منخنقة أو موقوذة أو متردية٢ أو نطيحة أو ما أكل السبع فهي لك حلال.
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال : سمعت رجلا من أهل المدينة يزعم أن رجلا سأل٣ أبا هريرة عنها، فقال : إذا طرفت بعينيها، أو تحرك أذناها٤ فلا بأس بها.
قال : وسئل زيد بن ثابت، فقال : إن الميتة تتحرك.
معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأن تستقسموا بالأزلام ﴾ قال : كان الرجل إذا أراد الخروج في سفر كتب في قدح : هذا يأمر بالمكوث، وكتب في آخر : هذا يأمر بالخروج، وجعل معهما منيحا٥، لم يكتب فيه شيئا، ثم استقسم بها حين يريد أن يخرج، فإن خرج الذي يأمر بالخروج خرج، وقال : لا يصيبني في سفري هذا إلا خير، وإن خرج الذي يأمر بالمكوث مكث، وإن خرج الاخر أجالها ثانية حتى يخرج أحد القدحين.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ قال : أخلص الله لهم دينهم، ونفى الله المشركين عن البيت، وبلغنا أنها نزلت يوم عرفة، ووافق يوم الجمعة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ في مخمصة غير متجانف لإثم ﴾ قال : مخمصة : مجاعة، غير متجانف لإثم : غير متعرض لإثم. ٦
١ في (م) وجدتها..
٢ سقطت كلمة (أو متردية) من (م)..
٣ في (م) يسأل..
٤ في (م) أذنها..
٥ المنيح هو: أحد القداح الأربعة التي ليس لها غنم ولا غرم، قاله اللحياني. لسان العرب ج ٢ ص ٦٠٧..
٦ في (ق) (قال مخمصة غير متعمد متجانف لإثم، قال في مجاعة غير متعرض لإثم).
والعبارة مضطربة وما أثبتناه من (م) وهو أوضح..

عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما علمتم من الجوارح مكلبين ﴾ قال : أخبرني ليث أنه سمع مجاهدا، وسئل عن الصقر والبازي والفهد وما يصطاد به من السباع، فقال : هذه كلها جوارح.
عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن١ الشعبي عن عدي بن حاتم قال : قلت : يا رسول الله إن أرضي أرض صيد، قال : إذا أرسلت كلبك وسميت فكل ما أمسك عليك كلبك وإن قتل فإن، ٢ أكل منه فلا تأكل، فإنه إنما أمسك على نفسه، فإذا أرسلت كلبك فخالطته أكلب لم تسم عليها، فلا تأكل فإنك لا تدري أيها قتلته٣.
١ كلمة (عن) من (م)..
٢ في (م) وإذا أكل..
٣ أصل الحديث في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم مع زيادة فيه.
انظر البخاري ج ٦ ص ٢٢٠. ومسلم ج ٦ ص ٥٦..

عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في قوله تعالى ﴿ وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ﴾ قال : ذبائحهم.
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : سألت عبيدة عن قوله تعالى :﴿ أو لامستم النساء ﴾ قال : اللمس باليد، قال معمر وقال قتادة قال ابن عباس : هو الجماع، ولكن الله يعف ويكني.
معمر عن الزهري عن أبي سليمة عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا، وتفرق الناس في العضاة يستظلون تحتها، فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي إلى سيفه، فأخذه فسله، ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : من يمنعك مني ؟ قال : " الله " قال الأعرابي مرتين أو ثلاثا : من يمنعك مني ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الله " فشام١ الأعرابي السيف، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأخبرهم خبر الأعرابي، وهو جالس إلى جنبه٢ لم يعاقبه، قال معمر : وكان قتادة يذكر نحو هذا، ويذكر أن قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا هذا الأعرابي، ويتأول :﴿ واذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم ﴾ الآية.
١ شام السيف: أغمده..
٢ قصة الأعرابي واسمه غورث بن الحارث ثابتة في الصحيح.
انظر البخاري في الجهاد ج ٣ ص ٢٣٠ وفي المغازي ج ٥ ص ٥٥.
ورواه مسلم في باب الفضائل ج ٧ ص ٦٢..

عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ وعزرتموهم ﴾ قال : نصرتموهم.
عبد الرزاق عن معمر في قوله تعالى :﴿ فاعف عنهم واصفح ﴾ قال : نسخها قوله تعالى :﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ﴾ التوبة. ( ٢٩ ).
عبد الرزاق قال أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ﴿ ولا تزال تطلع على خائنة منهم ﴾ يقول : على خيانة وكذب وفجور.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله تعالى ﴿ فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء ﴾ قال : هم اليهود والنصارى، أغرى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ﴿ على فترة من الرسل ﴾ قال : كان بين عيسى ومحمد خمس مائة سنة وستون سنة، قال معمر وقال الكلبي : خمس مائة سنة وأربعون سنة١.
١ في هامش (م) كان بين آدم ونوح ألفا سنة ومائتا سنة، ومن نوح إلى إبراهيم ألف سنة ومائة واثنتان وأربعون سنة، ومن إبراهيم إلى موسى خمس مائة وخمسون سنة ومن موسى إلى داود خمس مائة وتسع وتسعون سنة..
عبد الرزاق : معمر عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وجعلكم ملوكا ﴾ قال : ملكهم الخدم، قال معمر وقال قتادة : وكانوا أول من ملك الخدم.
عبد الرزاق قال أخبرني الثوري عن منصور عن الحكم أو غيره، عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ وجعلكم ملوكا ﴾ قال : الزوجة والخادم والبيت.
عبد الرزاق قال : عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ الأرض المقدسة ﴾ قال : هي الشام.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ قالوا يموسى إن فيها قوما جبارين ﴾ قال : هم أطول منا أجساما وأشد قوة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة :﴿ قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ﴾ قال : في بعض الحروف١ ( يخافون الله، الله أنعم عليهما ).
١ أي في بعض القراءات، وفي الطبري... في بعض الحروف (يخافون الله أنعم الله عليهما). وهي قراءة شاذة..
[ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فإنها محرمة عليهم أربعين سنة ﴾ يعني الشام على بني إسرائيل ﴿ يتيهون في الأرض ﴾ لا يأوون إلى قرية، فعند ذلك أظلهم الله بالغمام وأنزل عليهم المن والسلوى، وفي تيههم ذلك ضرب موسى بعصاه الحجر، فكان يتفجر منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط منهم عين، قال : وكان يحملونه، فإذا ضربه بعصاه تفجرت.
عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن بني إسرائيل كانت تشب معهم ثيابهم إذا كانوا صغارا في تيههم لا تبلى ]١.
١ جاء تفسير هذه الآية ورقمها /٢٦/ من سورة المائدة، متأخرة عن مكانها في النسختين، وقد أثبتناها حيث وردت في تفسير عبد الرزاق..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ واتل عليهم نبأ ابنى آدم ﴾ قال : هما هابيل وقابيل، قال : كان أحدهما صاحب زرع والآخر صاحب ماشية فجاء أحدهما بخير ماله وجاء أحدهما بشر ماله، فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما، وهو هابيل، وتركت قربان الآخر، فحسده وقال : لأقتلنك.
وأما قوله ﴿ إنى أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك ﴾ فيقول : بإثم قتلي وإثمك.
وأما قوله ﴿ فبعث الله غرابا ﴾ فإنه قتل غراب غرابا، فجعل يحثو عليه، فقال : ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه :﴿ يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ﴾ الآية.
عبد الرزاق قال معمر وقال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ابني آدم ضربا لهذه الأمة مثلا، فخذوا بالخير منهما ". ١
١ قال ابن كثير: رواه ابن المبارك عن عاصم الأحول عن الحسن..
عبد الرزاق قال : أنا معمر قال : تلا قتادة :﴿ من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ﴾ فقال : عظم والله أجرها، وعظم والله وزرها.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة والكلبي وعطاء الخراساني في قوله تعالى :﴿ إنما جزؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا ﴾ قالوا : هذا اللص الذي يقطع الطريق فهو محارب، قالوا : فإن قتل وأخذ مالا صلب١، وإن قتل ولم يأخذ مالا قتل، وإن أخذ مالا ولم يقتل قطعت يده ورجله، وإن أخذ قبل أن يفعل شيئا من ذلك نفي.
عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري في وقوله تعالى :﴿ أو ينفوا من الأرض ﴾ قال : نفيه أن يطلب فلا يقدر عليه، كلما سمع به في أرض طلب.
١ في (م) (فإن قتل فأخذ مالا قتلت، وإن قتل ولم يأخذ ما لا قتل) وهو تحريف وما أثبتناه من (ق) وتؤيده رواية الطبري..
وأما قوله تعالى ﴿ إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم ﴾ فهذه لأهل الشرك خاصة، فمن أصاب من المشركين شيئا من المسلمين، وهو لهم حرب، فأخذ مالا وأصاب دماء١ ثم تاب من قبل أن يقدر عليه أهدر عنه ما مضى.
١ في (م) (دما)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وابتغوا إليه الوسيلة ﴾ قال : القربة.
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن ابن نجيح عن مجاهد ﴿ الربانيون ﴾ قال هم فوق الأحبار هم الفقهاء العلماء.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : حدثنا رجل من مزينة ونحن جلوس عند ابن المسيب عن أبي هريرة قال : زنى رجل من اليهود وامرأة، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى النبي فإنه نبي بعث بتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها، واحتججنا بها عند الله، وقلنا فتيا نبي من أنبيائك، فقال : فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا : يا أبا القاسم : ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا، فلم يكلمهم كلمة حتى أتى بيت مدراسهم١ فقام على الباب فقال : أنشدكم٢ بالله الذي أنزل التوراة على موسى٣ بن عمران ما تجدون في التوراة على من زنا إذا أحصن ؟ قالوا : يحمم ويجبه، قال : والتجبيه٤ أن يحمل الزانيان على حمار وتقابل أقفيتهما، ويطاف بهما، قال : وسكت شاب منهم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم سكت : ألظ به النشيدة٥ [ ٦فقال اللهم إذ نشدتنا، فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فما أول ما ارتخصتم أمر الله "، قال : زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل آخر في أثرة من الناس فأراد رجمه، فحال قومه دونه وقالوا : لا ترجم صاحبنا حتى تجئ بصاحبك فترجمه، فاصطلحوا على هذه٧ العقوبة بينهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإني أحكم بما في التوراة " فأمر بهما فرجما٨ قال الزهري : فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم :﴿ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا ﴾ فكان النبي منهم.
نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمهما، فلما رجما، رأيته يجافي بيده عنها ؛ ليقيها الحجارة. ٩
نا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال : سئل ابن عباس عن قوله :﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾ قال : هي كفر، قال ابن طاوس : وليس كمن كفر بالله وملائكته ورسله.
نا عبد الرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال : سأل رجل حذيفة عن هؤلاء الآيات ﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ﴾ فأولئك هم الضالمون، فأولئك هم الفاسقون، قال : فقيل ذلك في بني إسرائيل. قال : نعم الأخوة لكم بنو إسرائيل إن كانت لهم كل مرة ولكم كل حلوة، فلا والله لتسألن طريقهم قد الشراك.
نا عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال : نزلت هؤلاء الآيات في بني إسرائيل ورضي لهذه الأمة بها.
نا عبد الرزاق نا الثوري عن زكريا عن الشعبي قال : الأولى للمسلمين والثانية لليهود والثالثة للنصارى.
نا عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن رجل عن طاوس قال :﴿ فأولئك هم الكافرون ﴾ قال : كفر لا ينقل عن الملة، قال : وقال عطاء : كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسوق دون فسوق.
١ المدراس: هي الكنيس لليهود، أو مكان دراستهم.
في لسان العرب: المدراس والمدرس: هو الموضع الذي يدرس فيه. ج ٦ ص ٨٠..

٢ في (م) أشندكم. وهو تصحيف..
٣ كلمة (بن عمران) من (م)..
٤ في (م) (البحينة) وهو تصحيف..
٥ في رواية الطبري (النشدة).
ومعنى ألظ به النشيدة: ألح عليه في الطلب والسؤال..

٦ بداية السقط من (ق) وقد نقلنا النقص من (م)..
٧ في (م) فأصلحوا هذه، والمثبت من الطبري..
٨ أخرجه الشيخان في حديث طويل عن عبد الله بن عمر. انظر البخاري ج ٨ ص ٢٢.
ومسلم ج ٥ ص ١٢٢. وأبو داود ج ٦ ص ٢٦٠. والترمذي ج ٢ ص ٤٤٦..

٩ أخرجه الشيخان في حديث طويل عن عبد الله بن عمر. انظر البخاري ج ٨ ص ٢٢.
ومسلم ج ٥ ص ١٢٢. وأبو داود ج ٦ ص ٢٦٠. والترمذي ج ٢ ص ٤٤٦..

معمر عن قتادة في قوله ﴿ ومهيمنا عليه ﴾ قال : شهيدا عليه.
نا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري في قوله :﴿ وأن احكم بينهم بما أنزل الله ﴾ إن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطأة : إذا جاءك أهل الكتاب فاحكم بينهم بما في كتاب الله.
نا عبد الرزاق عن الثوري عن السدي عن عكرمة قال نسخت هذه الآية :﴿ فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ﴾ بقوله :﴿ فاحكم بينهم بما أنزل الله ﴾.
معمر عن قتادة في قوله :﴿ لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ﴾ قال : الدين واحد، والشريعة مختلفة.
نا عبد الرزاق قال : نا الثوري عن أبي إسحاق عن التيمي عن ابن عباس في قوله :﴿ شرعة ومنهاجا ﴾ قال : سبيل وسنة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وأكلهم السحت ﴾ قال : الرشا.
نا عبد الرزاق عن الثوري على علي بن أبي. . . عن أبي عبيدة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بني إسرائيل لما وقع منهم النقص جعل الرجل إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه، فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون خليطه وأكيله وشريبه، فضرب الله بقلوب بعضهم على بعض وأنزل الله فيهم القرآن ]١ ﴿ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل ﴾ حتى بلغ :﴿ وفي العذاب هم خالدون ﴾ قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم متكئا، فجلس، ثم قال : " كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على٢ يدي الظالم فتأطروه على الحق أطرا. " ٣
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ الذين قالوا إنا نصارى ﴾ قال : تسموا بقرية يقال لها ناصرة، وكان عيسى بن مريم ينزلها.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله :﴿ ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ﴾ قال : نزلت في النجاشي وأصحابه، إذ جاءتهم مهاجرة المؤمنين.
معمر، عن قتادة في قوله :﴿ لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ﴾ قال : نزلت في أُناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرادوا أن يتخلوا من الدنيا ويتركوا النساء، منهم علي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون.
نا عبد الرزاق قال : أنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال : أراد ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفضوا الدنيا ويتركوا النساء ويترهَّبوا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغلظ فيهم المقالة، ثم قال : " إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدَّدُوا فشُدِّد عليهم، فأولئك بقاياهم الدِّيار والصوامع، اعبُدوا الله ولا تُشركوا به شيئا، وحجُّوا واعتمِروا، فاستقيموا يُستقَمْ لكم، قال ونزلت فيهم :﴿ يأيها الذين ءامنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ﴾١.
[ عبد الرزاق، عن الثوري، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال : كُنَّا عند عبد الله بن مسعود، فأتى عبد الله بضرع فتنحَّى رجلٌ، فقال عبد الله : ادْنُ، فقال : إني كنتُ حرَّمتُ الضرع، قال : فتلا عبد الله ﴿ يأيها الذين ءامنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ﴾ كُلْ وكَفِّرْ ]٢.
١ أصل الرواية في الصحيحين من حديث أنس. البخاري ج ٦ ص ١١٦. مسلم ج ٤ ص ١٢٩..
٢ وجاء تفسير هذه الآية ورقمها /٨٧/ من المائدة متأخرة عن مكانها أيضا..
نا عبد الرزاق، قال : أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن زيد بن ثابت في قوله :﴿ إطعام عشرة مساكين ﴾ قال : مُداًّ لكُلِّ مسكين.
نا عبد الرزاق، عن الثوري، عن سليمان العبسي، عن سعيد بن جبير ﴿ من أوسط ما تطعمون ﴾ قال : قوتهم.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن الأشعري كسا ثوباً ثوباً المساكين.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن أبا بكر كان إذا حلف على شيء لم يأثم، حتى نزلت كفَّارة اليمين.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في رجل حلف كاذبا لم يكن، قال : هو أعظم من الكفارة.
نا عبد الرزاق، عن معمر : وأنا أرى فيه الكفَّارة ويتوب.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق الهمذاني قال : في حَرْف ابن مسعود فصيام ثلاثة أيام مُتتابعات، قال أبو إسحاق : فكذلك نقرؤها.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه ﴿ من أوسط ما تُطعمون أهليكم ﴾ كما تُطعم المرءَ من أهلك.
عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله :﴿ تناله أيديكم ورماحكم ﴾ قال : تناله أيديكم، بأخذِكُمْ إيَّاهن من فُروخِهن وأولادهن. قال : ورماحكم ما رمَيتَ أو طَعنتَ.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿ فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم ﴾ قال : يحكم عليه بهدي إن وجده، وإلا قوَّم الهدي طعاماً، ثم قوَّم الطَّعام صياماً، فكان كل إطعام مسكين صيام يوم.
قال عبد الرزاق : قال معمر وقال الزهري :﴿ ومن قتله منكم متعمدا ﴾ قال : هذا في العمد، وهو الخطأ سنّة.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال : مُتعمداً لقتله ناسياً لإحرامه.
نا عبد الرزاق، قال معمر وقال قتادة : لا يُحكم على صاحب العَمْد إلا مرةً واحدةً، ومن عاد فينتقم اللهُ منه.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن طاوس قال : يحكم عليه في العمد، وليس عليه في الخطأ شيء، والله ما قال الله إلا ﴿ ومن قتله منكم متعمدا ﴾.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب في قوله :﴿ أحل لكم صيد البحر وطعامه ﴾ قال : صيده ما اصطدت منه، وطعامه ما اصطدت منه مملوكا في سفرك.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال : قال ابن عمر : طعامه ما قذف، وصيده ما اصطدت.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة أن أبا بكر قال : الحيتان كلها ذكي حية وميتة.
قال قتادة : وما طفا على الماء فليس به بأس.
نا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى، عن أبي كثير قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البحر، فقال : " هو الذي حلالٌ ميتتُه طَهورٌ ماؤُه ". ١
١ رواه أبو داود في كتاب الطهارة ج ١ ص ٨١ بلفظ: الطهور ماؤه، الحل ميتته، وكذلك في رواية الترمذي.
انظر الترمذي في باب الطهارة ج ١ ص ٤٧ وقال: هذا حديث حسن صحيح.
وكذلك النسائي في الطهارة ج ١ ص ١٧٦..

عن معمر، عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ قال : لما نزلت آية الحج، قال رجلٌ : أَ كُلَّ عام، قال : " لو قلتُ ذلك لوَجبتْ، ولما قمتُم بها ". ١.
عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن مولى لأبي بكر الصديق قال : كل دابة في البحر قد ذبحها الله لك فكلها.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال : سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأكثروا عليه، فقام مُغضباً مُستشيطاً، فقال : " سلوني، فوالله لا تسألوني اليوم عن شيء ما دمت في مقامي هذا إلا حدثتكم به، فقام رجل فقال : مَنْ أبي يا رسول الله ؟ فقال : أبوك حُذافةُ "، واشتدَّ غضبُ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " سَلُوني " فلما رأى ذلك الناس منه كثُر بكاؤُهم، فجثا عمرُ على رُكبتيْه.
عبد الرزاق، قال معمر : وأخبرنا الزهري، عن أنس بن مالك قال : فجثا عمر على ركبتيه وقال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أولى، أما والذي نفسي بيده لقد صُورت لي الجنةُ والنارُ ٢ آنفاً في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر ". ٣
عبد الرزاق، عن معمر وقال الزهري : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال : فقالت أم عبد الله بن حذافة : ما رأيت ولداً قطُّ أعقَّ منك، أَكنتَ تأمنُ أن تكون أمُّك قارفت ما قارف أهل الجاهلية، فتفضحها على رؤوس الناس، قال : والله لو أَلحقَني بعبدٍ أسودَ لَلَحِقتُه، قال معمر : وإنما لحَِقَه بأبيه الذي كان له.
عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال نزلت :﴿ لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ في رجلٍ قال : يا رسول الله مَنْ أبي ؟ قال : " أبُوك فلان ".
١ رواه الترمذي ج ٢ ص ١٥٤، من حديث أبي البختري.
روى قريبا منه مسلم في صحيحه ج ٤ ص ١٠٢.
وأبو داود ج ٢ ص ٢٧٥ مع اختلاف في اللفظ..

٢ كلمة (النار) من (ق)..
٣ أخرجاه في الصحيحين مع اختلاف في اللفظ.
انظر البخاري ج ٨ ص ٩٤. ومسلم ج ٧ ص ٩٢..

عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب في قوله تعالى :﴿ ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ﴾ قال : البحيرة من الإبل التي تمنع درها للطواغيت، والسائبة من الإبل ما ١ كانوا يُسيِّبُونها لطواغيتهم، والوصيلة من الإبل ما ٢ كانت الناقة تُبَكِّر بأنثى، ثم تثني بأنثى، فيسمونها الوصيلة، يقولون وصلت اثنتين٣ ليس بينهما ذكر. وكانوا يجدعونها لطواغيتهم، والحامي الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدودة، فإذا بلغ ذلك قيل : هذا حامٍ حمي ظهره، فتُرك، فيُسمُّوه الحَامي.
عبد الرزاق : قال معمر وقال قتادة : إذا ضرب عشرا.
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه٤ في النار، وهو أولُ من سيَّب السوائِبَ وغيَّر عهدَ إبراهيم٥.
عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرفُ أولَ من سيَّب السوائب، وأولَ من غيَّر عهد إبراهيم، ٦ قالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : عمرو بن يحيى أخو بني كعب، لقد رأيته يجر قصبه في النار، يؤذي بريحه٧ أهل النار، وإني لأعرف أول من بحَّر البحائر، قالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : رجل من بني مدلج، كانت له ناقتان، فجدع آذانهما، وحرَّم ألبانَهما، ثم شرب ألبانَهما بعد ذلك، ولقد رأيتُه في النار٨. هو وهما في النار تعضَّانه بأفواههما، وتخبِطانه بأخفافهما٩.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال : البحيرة من الإبل كانت الناقة إذا نتجت خمسة بطون فإن كان الخامس ذكرا كان للرجال دون النساء، وإن كانت أنثى بتكوا آذانها، ثم أرسلوها فلم يجزوا لها وبرا١٠، ولم يشربوا لها لبنا ولم يركبوا لها ظهرا، فإن كانت ميتة فهم فيه١١ شركاء الرجال والنساء، وأما السائبة فإنهم كانوا يسيبون بعض إبلهم، فلا تمنع حوضا أن تشرع فيه ولا مرعى أن ترعى فيه، والوصيلة : الشاة، كانت إذا ولدت سبعة بطون، فإن كان السابع ذكرا ذبح وأكله الرجال دون النساء، وإن كانت أنثى تُركت، وإن كان ذكرا وأنثى، قالوا : وصَلتْ أخاها، فتُرك لا يُذبح.
١ كلمة (ما) من (م)..
٢ كلمة (ما) من (م)..
٣ في (م) ابنين وهو تصحيف..
٤ في (م): قصته. وهو تصحيف..
٥ (وغير عهد إبراهيم) من (ق). هذا الحديث رواه الشيخان: البخاري ج ٥ ص ١٩١. ومسلم ج ٨ ص ١٥٥، مع اختلاف وزيادات..
٦ في (م): دين إبراهيم..
٧ في (م): ريحه..
٨ في (م): ولقد رأيته وهما في النار..
٩ أخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير انظر الدر ج ٢ ص ٣٣٨..
١٠ في رواية الطبري: (فلم ينحروا لها ولدا)..
١١ في (م): فيها..
عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن، أن ابن مسعود سأله رجلٌ عن قوله تعالى :﴿ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾ فقال : إن هذا ليس بزمانها، إنها اليوم مقبولة، ولكنه قد أوشك أن يأتي زمانها، تأمرون بالمعروف فيصنع بكم كذا وكذا، أو قال فلا يقبل منكم، فحينئذ ﴿ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن رجل قال : كنت في خلافة عثمان بالمدينة ١ في حلقة فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا فيهم شيخ يسندون إليه، فحسبت أنه أبي بن كعب فقرأ رجل ﴿ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ﴾ فقال الشيخ : إنما تأويلُها في آخر الزمان.
١ في (م) في المدينة..
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال : سمعت ابن المسيب يقول :﴿ اثنان ذوا عدل منكم ﴾ قال : مسلمين ﴿ أو آخران من غيركم ﴾ قال : من أهل الكتاب.
عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن ﴿ أو آخران من غيركم ﴾ قال : من المسلمين١.
عبد الرزاق، عن معمر، عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم ﴾ قال : خرج مولى لقريش تاجرا، فأصابه قدره، ومعه رجلان من أهل الكتاب فدفع إليهما ماله وكتب وصيته، فذهبا بالوصية والمال إلى أهله، فكتما بعض المال، فقال أهله : هل تجر صاحبنا بعدنا بتجارة، قالا : لا، قالوا : فهل استهلك من ماله شيئا ؟ قالا : لا. قالوا : فإنه قد خرج من عندنا بمال فقدنا بعضه، فاتهما عليه، فاستحلفا في٢ دبر الصلاة.
عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة، في قوله تعالى :﴿ تحبسونهما بعد الصلاة ﴾ قال : استُحلفا بعد العصر، ثم عُثِر بعدُ عليهما، فوُجد عندهما إناءٌ، قال : أحسِبُه من فِضَّة، كان مما خرج به الميتُ معه، فأقام أهلُه البَيِّنَة، إن هذا لِلرجل، وأنه خرج به معه، وحلف رجلان من أولياء الميِّت على ذلك.
١ والمعنى اثنان ذوا عدل من حيكم، أو اثنان من مسلمين من غير حيكم، فعلى هذا القول الشهادة على الوصية محصورة في المسلمين..
٢ كلمة (في) من (ق)..
عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم ﴾ فيفزعون فيقولون :﴿ لا علم لنا ﴾.
عبد الرزاق، قال معمر، عن الكلبي في قوله تعالى :﴿ وإذ أوحيت إلى الحواريين ﴾ قال : قذف في قلوبهم.
عبد الرزاق، قال معمر وقال قتادة : الحواري : الوزير.
عبد الرزاق، عن المنذر بن النعمان أنه سمع وهب بن مبنه يقول في قوله تعالى :﴿ أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا ﴾ قال : أنزل عليهم أقرصة من شعير وأحوات، فحدثت به عبد الصمد بن معقل قال : سمعت وهبا يقول، وقيل له وما كان ذلك يغني عنهم ؟ قال : لا شيء ولكن الله تعالى حشا بين أضعافهن البركة، فكان قوم يأكلون، ثم يخرجون ويجيء آخرون فيأكلون، ثم يخرجون حتى أكلوا١ جميعُهم وأَفْضلُوا منها.
١ في (م) أكل..
عبد الرزاق، عن معمر في قوله تعالى :﴿ ياعيسى ابن مريم أ أنت قُلتَ للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ﴾ متى تكون ؟ قال قتادة : يوم القيامة، ألا ترى أنه يقول : هذا يوم ينفع الصادقين صدقُهم.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كنت أنت الرقيب عليهم ﴾ قال : الحَفِيظ عليهم.
عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة ﴿ إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ﴾ فقال : والله ما كانوا طعَّانين ولا لعَّانين.
Icon