تفسير سورة القارعة

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة القارعة من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ومن هنا ننتقل إلى سورة " القارعة " المكية، و " القارعة " أحد الأسماء التي تطلق في كتاب الله على يوم القيامة، كالحاقة، والطامّة، والصاخّة، والغاشية.

و " القارعة " أحد الأسماء التي تطلق في كتاب الله على يوم القيامة، كالحاقة، والطامّة، والصاخّة، والغاشية.
وفي هذه السورة يصف الحق سبحانه بعض أهوال الساعة ومشاهدها الرهيبة، ولا سيما ما يصيب الإنسان عند قيامها من ذهول واضطراب، وما يصيب الجبال من نسف وخراب، وما ينال السعداء والأشقياء من ثواب وعقاب، وذلك قوله تعالى بعد البسملة :﴿ القارعة١ ما القارعة٢ وما أدراك ما القارعة٣ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث٤ ﴾، أي : يوم يكون الناس في حيرة وذهول، متفرقين شذر مذر، كالفراش الذي أعشى النور بصره، فانتشر من حوله، وتراكم بعضه على بعض، لا يدري ماذا يصنع، ﴿ وتكون الجبال كالعهن المنفوش٥ ﴾، أي : تصبح الجبال التي كانت أوتادا صلبة ترسي الأرض في منتهى الرخاوة واللين والتفتت، كأنها صوف منفوش تذروه الرياح.
﴿ فأما من ثقلت موازينه٦ فهو في عيشة راضية٧ ﴾، أي : فأما من رجحت حسناته على سيئاته، فثقلت كفة الحسنات في ميزانه، فهو في عيشة خالدة يرضى عنها الله، ويرضى عنها عبده كل الرضى، إذ يرى فيها وفاء من الله بوعده، ﴿ إن الله لا يخلف الميعاد ﴾ ( آل عمران : ٩ ).
﴿ وأما من خفت موازينه٨ فأمه هاوية٩ ﴾، أي : وأما من رجحت سيئاته على حسناته، فخفت كفة الحسنات في ميزانه، فالنار هي أمه ومأواه كما قال ابن زيد وقتادة، وبذلك يكون قوله تعالى هنا :﴿ وما أدراك ماهيه١٠ نار حامية١١ ﴾، تفسيرا قرآنيا " للهاوية "، ولتصور ما عليه النار من درجة الحرارة، أعاذنا الله منها جميعا، يكفي أن نعرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها : " نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم "، رواه البخاري وأحمد.
Icon