تفسير سورة الحديد

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة الحديد من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿مُسْتَخْلَفِينَ﴾ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ في التَّصَرُّفِ فيه، فالله هُوَ الَّذِي مَلَّكَكُمْ هذا المالَ.
﴿وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ﴾ حين أَخْرَجَكُمْ من ظَهْرِ آدَمَ في عالَم الذَّرِّ عَلَى القولِ بصحةِ الحديثِ، وَصَحَّحَ بعضُ أهلِ التفسيرِ أن الميثاقَ هُوَ الفطرةُ والعقلُ والفهمُ الَّذِي نُدْرِكُ به ما يَنْفَعُنَا وَيَضُرُّنَا.
﴿وَلِلهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ كلُّ ما في السماواتِ والأرضِ راجعٌ إلى اللهِ بانقراضِ العالَم كرجوعِ الميراثِ إلى الوارثِ، ولا يَبْقَى لهم منه شيءٌ.
﴿بِسُورٍ﴾ أي: حَائِطٌ مَنِيعٌ، وحصنٌ حَصِينٌ.
﴿فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ أي بالنفاقِ والكُفْرِ.
﴿وَتَرَبَّصْتُمْ﴾ انْتَظَرْتُمْ بمحمد - ﷺ - وَبِمَنْ معه الدَّوَائِرَ.
﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ ألم يَحِنِ الوقتُ لخشوعِ قُلُوبِهِمْ.
﴿فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ﴾ طَالَ عليهم الزمانُ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِمْ فَنَسُوا ما ذُكِّرُوا به.
﴿وَزِينَةٌ﴾ أي: تَزَيُّنٌ في اللباسِ والطعامِ والشرابِ والمراكبِ والدُّورِ والقُصُورِ والجَاهِ وغيرِ ذلك.
﴿وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ﴾ أي: كَلُّ وَاحِدٍ من أهلها يُرِيدُ مفاخرةَ الدنيا، وَأَنْ يكونَ هُوَ الغالبَ في أُمُورِهَا، والذي له الشهرةُ في أحوالها.
﴿وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ أي: كلٌّ يُرِيدُ أن يكونَ هُوَ الكاثِرَ لغيرِه، في المالِ والولدِ.
﴿ثُمَّ يَهِيجُ﴾ يَيْبَسُ وَيَجِفُّ.
﴿وَالْمِيزَانَ﴾ وهو العدلُ في الأقوالِ والأفعالِ.
﴿كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ﴾ يُؤْتِكُمْ مِثْلَيْنِ من الأَجْرِ عَلَى إيمانكم بمحمد - ﷺ -، وإيمانكم بِمَنْ قَبْلَهُ، والكِفْلُ: الحظُّ والنَّصِيبُ.
28
سُورة المُجَادَلَة
Icon