ﰡ
﴿ يسبح لله ما في السموات... ﴾ [ آية ١ الحديد ص ٤٠٠ ].
﴿ فمنكم كافر ومنكم مؤمن ﴾ أي فبعض منكم كافر به، وبعض منكم مؤمن به ؛ فالفاء لتفصيل الإجمال في " خلقكم " كالفاء في قوله تعالى " والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ١ " الآية. أو هو الذي خلقكم خلقا بديعا، حاويا للكمالات العلمية والعملية ؛ ومع ذلك فمنكم محتار للكفر، كاسب له على خلاف ما تقتضيه الفطرة. ومنكم محتار للإيمان، كاسب له حسبما تقتضيه الفطرة وكان الواجب عليكم جميعا أن تكونوا مختارين للإيمان، شاكرين له نعمة الخلق و الإيجاد، وما يتفرع عليهما من سائر النعم ؛ فلم تفعلوا ذلك مع تمام تمكنكم منه ؛ بل تفرقتم شيعا ! فالفاء للترتيب لا للتفصيل ؛ كالفاء في قوله : " وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون " ٢
٢ آية ٢٦ الحديد..
﴿ فذاقوا وبال أمرهم ﴾ سوء عاقبة كفرهم، في الدنيا من غير مهلة [ آية ٩٥ المائدة ص ٢٠٧ ].
أو فعل. أي ما أصاب أحدا إلا بعلمه تعالى وتقديره وإرادته. ﴿ ومن يؤمن بالله يهد قلبه ﴾ عند المصيبة والتسليم لأمر الله والرضا بقضائه وقدره. أو لليقين ؛ فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
﴿ والله شكور ﴾ ذو شكر لأهل الإنفاق في سبيله ؛ بحسن الجزاء ومضاعفة الثواب. ﴿ حليم ﴾ لا يعجل بعقوبة المسيء، بل يمهل طويلا ؛ ليتذكر العبد الإحسان مع العصيان فيتوب.
والله أعلم