تفسير سورة الإنفطار

تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الإنفطار من كتاب تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه شحاته . المتوفي سنة 1423 هـ
تفسير سورة الانفطار
أهداف سورة الانفطار
( سورة الانفطار مكية، وآياتها ١٩ آية، نزلت بعد سورة النازعات )
وقد بدأت سورة الانفطار مثل سورة التكوير بالحديث عن أهوال القيامة، لكنها تحدثت عنها في أسلوب مختصر، وإيقاع هادئ عميق، يمكن تقسيم السورة إلى ثلاث فقرات :
الفقرة الأولى : من بداية السورة إلى الآية الخامسة، وتتحدث عن انفطار السماء، وانتثار الكواكب، وتفجير البحار، وبعثرة القبور، كحالات مصاحبة لعلم كل نفس بما قدّمت وأخّرت في ذلك اليوم الخطير.
الفقرة الثانية : من الآية ( ٢ ) إلى الآية ( ٨ )، وتبدأ بلمسة العتاب المبطنة بالوعيد، لهذا الإنسان الذي يتلقى من ربه فيوض النعمة في ذاته وخلقته، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها، ولا يعرف لربه قدره، ولا يشكر على الفضل والنعمة والكرامة.
الفقرة الثالثة : من الآية ( ٩ ) إلى الآية ( ١٩ )، تقرر علة الجحود والنكران، فهي التكذيب بالدين –أي بالحساب- وعن هذا التكذيب ينشأ كل سوء وكل جحود، ومن ثم تؤكد هذا الحساب توكيدا، وتؤكد عاقبته وجزاءه المحتوم، وتصور ضخامة يوم الحساب وهوله، وتجرد النفوس من كل حول فيه، وتفرد الله سبحانه بأمره الجليل.
مع آيات السورة
تبدأ السورة بتصوير نهاية العالم واختلال نظامه، وانفراط عقده، ويتمثل ذلك في أمرين علويين وأمرين سفليين : أما الأمران العلويان فهما انفطار السماء وانتثار الكواكب، وأما الأمران السفليان فهما تفجير البحار وبعثرة القبور.
١- إذا انشقت السماء وتغير نظامها، فلم يبق نظام الكواكب على ما نرى، وهذا عند خراب العالم بأسره.
قال تعالى : ويوم تشقّق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا* الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا. ( الفرقان : ٢٥، ٢٦ ).
٢- وفي هذا اليوم تتساقط الكواكب وتتفرق : وإذا الكواكب انتثرت. أي : تساقطت متفرقة، والكواكب تجري الآن في أفلاكها بسرعات هائلة، وهي ممسكة في داخل مداراتها لا تتعداها، فإذا انشقت السماء تبع ذلك سقوط الكواكب وانتثارها، وذهابها في الفضاء بددا، كما تذهب الذرة التي تنفلت من عقالها.
٣- وفي هذا اليوم تزول الحواجز بين البحار، فيختلط العذب بالملح، وتغمر البحار اليابسة، وتطغى على الأنهار، كما يحتمل أن يكون تفجيرها هو تحويل مائها إلى عنصريه : الأكسجين والهيدروجين.
٤- وإذا القبور بعثرت. أي : أثيرت وقلب أعلاها أسفلها، وباطنها ظاهرها، ليخرج من فيها من الموتى أحياء للحساب والجزاء.
٥- عند حدوث كل هذه الظواهر كل نفس ما قدّمت من الطاعات وما أخّرت من الميراث.
٦- ٨-يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم* الذي خلقك فسوّاك فعدلك. أي شيء خدعك حتى ضيعت ما أوجب عليه ربك، وصرت تقصر في حقه، وتتهاون في أمره، ويسوء أدبك في جانبه، وهو ربك الكريك الذي أغدق عليك من كرمه وفضله وبرّه، فخلقك سويا، معتدل القامة، متناسب الخلق، من غير تفاوت فيه ( فلم يجعل إحدى اليدين أطول، ولا إحدى العينين أوسع، ولا بعض الأعضاء أبيض وبعضها أسود )i.
في أي صورة ما شاء ركّبك. أي : ركبك في صورة هي من أعجب الصور وأتقنها وأحكمها، وقد كان قادرا أن يركبك في أية صورة أخرى يشاؤها، فاختار لك هذه الصورة السوية المعتدلة الجميلة.
وإن الإنسان لمخلوق جميل التكوين، سوى الخلقة، معتدل التصميم، وإن عجائب الإبداع في خلقه لأضخم من إدراكه هو، وأعجب من كل ما يراه حوله، وإن الجمال والاعتدال ليظهر في تكوينه الجسدي، وفي تكوينه العقلي، وفي تكوينه الروحي سواء، وهي تتناسق في كيانه في جمال واستواء.
وهناك مؤلفات كاملة في وصف كمال التكوين الإنساني العضوي، ودقته وإحكامه، وتؤكد جلال القدرة المبدعة التي أبدعت خلق الإنسان في أحسن تقويم، ويسرت خلقه من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، ثم سوّته خلقا كاملا، فتبارك الله أحسن الخالقين. ( المؤمنون : ١٤ ).
( وهذه الأجهزة العامة لتكوين الإنسان الجسدي، الجهاز العظمي، والجهار العضلي، والجهاز الجلدي، والجهاز الهضمي، والجهاز الدموي، والجهاز التنفسي، والجهاز التناسلي، والجهاز الليمفاوي، والجهاز العصبي، والجهاز البولي، وأجهزة الذوق والشم والسمع والبصر، كل منها عجيبة لا تقاس إليها كل العجائب الصناعية التي يقف الإنسان مدهوشا أمامها، وينسى عجائب ذاته، وهي أضخم وأعمق وأدق بما لا يقاس ). ii.
وتقول مجلة العلوم الإنجليزية : إن يد الإنسان في مقدمة العجائب الفذة، وإنه من الصعب جدا –بل من المستحيل- أن يبتكر آلة تضارع اليد البشرية، من حيث البساطة والقدرة وسرعة التكييف، فحينما تريد قراءة كتاب تتناوله بيدك، ثم تثبته في الوضع الملائم للقراءة، وهذه اليد هي التي تصحح وضعه تلقائيا، وحينما تقلب إحدى صفحاته تضع أصابعك تحت الورقة، وتضغط عليها بالدرجة التي تقلبها بها، ثم يزول الضغط بقلب الورقة، واليد تمسك القلم وتكتب به، وتستعمل كافة الآلات التي تلزم الإنسان من ملعقة إلى سكين، إلى آلة الكتابة، وتفتح النوافذ وتغلقها، وتحمل كل ما يريده الإنسان، واليدان تشتملان على سبع وعشرين عظمة، وتسع عشرة مجموعة من العضلات لكل منهما )iii.
( وإن جزءا من أذن الإنسان ( الأذن الوسطى ) هو سلسلة من نحو أربعة آلاف حنية ( قوس ) دقيقة معقدة، متدرجة بالغ في الحجم والشكل، ويمكن القول بأن هذه الحنيات تشبه آلة موسيقية، ويبدو أنها معدة بحيث تلتقط وتنقل إلى المخ بشكل ما، كل وقع صوت أو ضجة، من قصد الرعد إلى حفيف الشجر، فضلا عن المزيج الرائع من أنغام كل أداة موسيقية في الأوكسترا ووحدتها المنسجمة )iv.
( ومركز حاسة الإبصار في العين، التي تحتوي على مائة وثلاثين مليونا من مستقبلات الضوء، وهي أطراف الأعصاب، ويقوم بحمايتها الجفن ذو الأهداب الذي يقيها ليلا ونهارا، والذي تعتبر حركته لا إرادية ليمنع عنها الأتربة والذرات والأجسام الغريبة، كما يكسر من حدة الشمس بما تلقى الأهداب على العين من ظلال، وحركة الجفن علاوة على هذه الوقاية تمنع جفاف العين، أما السائل المحيط بالعين والذي يعرف باسم الدموع، فهو أقوى مطهر )v.
( وجهاز الذوق في الإنسان هو اللسان، ويرجع عمله إلى مجموعات من الخلايا الذوقية القائمة في حلمات غشائه المخاطي... ).
( ويتكون الجهاز العصبي- الذي يسيطر على الجسم سيطرة تامة- من شعيرات دقيقة، تمر في جميع أنحاء الجسم، وتتصل بغيرها أكبر منها، وهذه بالجهاز المركزي العصبي، فإذا ما تأثر أي جزء في الجسم، نقلت الشعيرات العصبية هذا الإحساس إلى المخ، حيث يمكنه أن يتصرف ).
( ونحن إذا نظرنا إلى الهضم على أنه عملية في معمل كيماوي، وإلى الطعام الذي نأكله على أنه مو غفل، فإننا ندرك توّا أنه عملية عجيبة، إذ نهضم تقريبا كل شيء يؤكل ما عدا المعدة نفسها )vi.
وكل جهاز من أجهزة الإنسان الأخرى يقال فيه الشيء الكثير، فالإدراك العقلي، واختزان المعلومات، والإدراك الروحي لجلال الله، كلها تدل على سعة عطاء الله وحكمته، وكرمه وفضله على الإنسان.
٩-١٢- كلاّ. ارتدعوا عن الاغترار بكرم ربكم لكم، بل تكذبون بالحساب والمؤاخذة والجزاء، وهذه هي علة الغرور وعلة التقصير، وإنه لموكل بكم ملائكة يحفظونكم ويسجلون أقوالكم وأعمالكم، ويحصونها عليكم، وهؤلاء الملائكة كرام، فلا تؤذوهم بما ينفرهم من المعاصي، وإن الإنسان ليحتشم ويستحيي وهو بمحضر الكرام، من أن يسف أو يتبذل في لفظ أو كلمة أو حركة أو تصرف، فكيف به حين يشعر أنه في كل لحظاته في حضرة حفظة من الملائكة كرام، لا يليق أن يطلعوا منه إلا على كل كريم من الخصال أو الفعال ؟
وهؤلاء الملائكة يكتبون كل شيء، ولا تخفى عليهم خافية من أعمالهم، فإنهم يعلمون ما تفعلون سرا أو علنا، والملائكة قوى من قوى الخير، منهم الحفظة والكتبة، ومنهم من ينزل بالوحي على الرسل، وقد أمدّهم الله بقوة خاصة يستطيعون بها إنجاز ما يوكل إليهم من مهام.
وليس علينا أن نبحث عن كنه هؤلاء الحفظة، ولا عن كيفية كتابتهم لأعمالنا، ويكفي أن يشعر القلب البشري أنه غير متروك سدى، وأن عليه حفظة كراما كاتبين. يعلمون ما يفعله، ليرتعش ويستيقظ ويتأدب، وهذا هو المقصود.
١٣- إن الأبرار صدقوا في إيمانهم بأداء ما فرض عليهم، واجتناب ما نهوا عنه، وسيكونون ممتعين في نعيم الجنة.
وليس البر مقصورا على الصلاة والصيام، ولكن البر عقيدة صادقة، وسلوك مستقيم، ويتمثل ذلك في القيام بالواجب، ومعاونة المحتاج، والاهتمام بأمر المسلمين، والحرص على نفع العباد، وكفّ الأذى وصلة الرحم، وزيارة المريض، مواساة البائس، وتعزية المحزون، والتخلق بآداب الدين.
قال تعالى : لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبّون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم. ( آل عمران : ٩٢ ).
١٤-١٦- إن الفجرة العصاة لفي نيران متأججة، يدخلونها يوم القيامة، بعد أن يحاسبوا على كل صغيرة وكبيرة، وما هم عن جهنم بغائبين قط لخلودهم فيها.
١٧-١٩- ولما كان يوم الدين هو موضوع التكذيب، فإن السياق يعود لتعظيمه وتضخيمه فيقول : وما أدراك ما يوم الدّين. فهو فوق كل تصور، وفوق كل توقع، وفوق كل مألوف، وتكرار السؤال يزيد في وصف الهول : ثم ما أدراك ما يوم الدّين. أي : ثم عجيب منك أن تتهاون بنبأ هذا اليوم وهوله الشديد، وهو يوم لا تستطيع فيه نفس أن تنفع نفسا أخرى، فكل نفس مشغولة بهمها وحملها عن كل من تعرف من النفوس، والأمر كله في ذلك اليوم لله وحده، فهو القاضي المتصرف فيه دون غيره.
مقاصد السورة
١- وصف أهوال يوم القيامة.
٢- تقصير الإنسان في مقابلة الإحسان بالشكران.
٣- بيان أن أعمال الإنسان موكل بها كرام كاتبون.
٤- بيان أن الناس في هذا اليوم : إما بررة منعمون، وإما فجرة معذبون.

مشاهد القيامة، ونعم الله على الإنسان
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا السماء انفطرت ١ وإذا الكواكب انتثرت ٢ وإذا البحار فجّرت ٣ وإذا القبور بعثرت ٤ علمت نفس ما قدّمت وأخّرت ٥ يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم ٦ الذي خلقك فسوّاك فعدلك ٧ في أي صورة ما شاء ركّبك ٨ ﴾
المفردات :
إذا السماء انفطرت : تشققت وتصدّعت.
التفسير :
١- إذا السماء انفطرت.
تشققت وتصدعت وتهدّم بناؤها، وذهب تماسكها، وصارت هلاما غير متماسك، كدرديّ الزيت.
قال تعالى : فإذا انشقّت السماء فكانت وردة كالدهان. ( الرحمان : ٣٧ ).
وقال عز شأنه : ويوم تشقّق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا* الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا. ( الفرقان : ٢٥، ٢٦ ).
وهذا المعنى ورد في السورة السابقة –سورة التكوير- وفي سور أخرى، وتفيد مشاهد القيامة في القرآن أنه عند نهاية عمر الدنيا ينفرط عقد الكون، ويختل توازنه، ويذهب تماسكه وتكامله.
وقد ذكر هنا أمران علويان، هما : انفطار السماء، وتناثر الكواكب، وأمران في الأرض، هما : انفجار البحار، وتبعثر القبور.
والمقصود : العظة والاعتبار واستيلاء الهول على قلب الإنسان حتى يعمل الصالحات، ويتجنّب الموبقات.
المفردات :
انتثرت : تساقطت متفرّقة.
التفسير :
٢- وإذا الكواكب انتثرت.
تناثرت وتساقطت، وانقطعت الجاذبية بينها، فانفرط عقدها، كعقد الجوهر حين يقطع الحبل الذي يربط بين حبّاته فتراه متناثرا.
وقد أقسم الله بمواقع النجوم، وبين أنه قسم عظيم، لأن مواقع النجوم في السماء، وسيرها وظهورها بالليل، واختفاءها بالنهار، هذه الحركة البديعة الرشيقة، المتماسكة المنتظمة، تراها عند نهاية الدنيا وقد انفرط عقد النجوم، وتناثرت وفقدت ما بينهما من ترابط.
المفردات :
وإذا البحار فجرت : تشققت جوانبها فصارت بحرا وحدا.
التفسير :
٣- وإذا البحار فجّرت.
وإذا تشقّقت البحار، وفتحت جوابنها، وزال ما بينهما من الحواجز، واختلط ماؤها العذب بالماء المالح، حتى صارت بحرا واحدا، ويحتمل السياق تفجير مائها إلى عنصريه : الأكسجين والهيدروجين، كذلك يحتمل أن يكون هو تفجير ذرات هذين الغازين، كما يقع في تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية اليوم، أو أن يكون بهيئة أخرى غير ما يعرف البشر، على كل حال.. إنما هو الهول الذي لم تعهده أعصاب البشر في حال من الأحوال.
المفردات :
وإذا القبور بعثرت : قلب ترابها، وأخرج موتاها.
التفسير :
وإذا القبور بعثرت : قلب ترابها، وأخرج موتاها.
التفسير :
٤- وإذا القبور بعثرت.
أي : انقلب وضعها، وصار أعلاها أسفلها، وأسفلها أعلاها، وألقت الأرض أثقالها، وخرج الناس من القبور مسرعين للحساب والجزاء.
المفردات :
ما قدمت وأخرت : ما قدمت من الأعمال، وما أخرت منها بسبب الكسل.
التفسير :
٥- علمت نفس ما قدّمت وأخّرت.
هذه الآية جواب القسم من أول السورة، أي : إذا انشقت السماء، وتناثرت الكواكب، واشتعلت البحار نارا، وبعث الأموات من القبور.
علمت نفس ما قدّمت وأخّرت.
أي : علمت كل نفس ما قدمت في الدنيا من الأعمال، وما أخّرت من المال للورثة.
أو ما استمتعت به في الدنيا وحدها، وما ادّخرته للآخرة بعدها.
والمقصود : سيرى الإنسان عمله كاملا وما فعله طول حياته، وسيرى عاقبة الإخلاص أو الرياء، والآية تعرض في مشهد حيّ مشاهد كأنها تقول للإنسان : سترى عملك في يوم القيامة، فحاول أن يكون عملك مفيدا لك، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
المفردات :
ما غرك بربك : ما خدعك وجرّأك على عصيانه.
التفسير :
٦- يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم.
ينادى الإنسان ويذكّره بتكريم الله تعالى له، فقد خلق الله آدم بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له الملائكة، وكرّم الإنسان ومنحه العقل والإرادة والاختيار، وفتح أمامه أبواب السموّ الروحي والعقلي، وسخّر الله له الكون، وأمدّه بسائر النعم.
قال تعالى : وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إنّ الإنسان لظلوم كفار. ( إبراهيم : ٣٤ ).
ومن كرم الله أنه لا يعجل بالعقوبة على العصاة، بل يؤجل عقوبتهم، ويقبل توبة التائبين، ويغفر للمستغفرين، ويتوب على العصاة والمذنبين إذا أنابوا إليه، ورجعوا إلى حماه.
ومع هذا الكرم العظيم نجد الإنسان يستمتع بنعم الله، ولا يؤدي حق الله، وأحيانا يبارز مولاه، كما قال القائل :
ولم لا أنوح على المعاصي وقد بارزت جبّار السماء
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية : يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم.
فقال :( غرّه الجهل ).
وقال مثل ذلك عمر رضي الله عنه، وقرأ : إنه كان ظلوما جهولا. ( الأحزاب : ٧٢ ).
وقيل : غرّه عفو الله إذ لم يعاجله بالعقوبة أول مرة، وقيل : غرّه عدوّه المسلّط عليه، وهو الشيطان.
وقد أخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة في قوله تعالى : يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم. قال : نزلت في أبيّ بن خلف، نزلت في أبيّ الأشد بن كلدة الجمحيّ، وقال ابن عباس : الإنسان هنا هو الوليد ابن المغيرة.
والأصح أن الآية تتناول جميع العصاة، لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب نزلت الآية من أجله.
المفردات :
فسواك : جعل أعضاءك سوية سليمة.
فعدلك : جعلك معتدلا، متناسب الخلق والأعضاء، فليست يد أو رجل أطول من الأخرى.
التفسير :
٧- الذي خلقك فسوّاك فعدلك.
الله الذي خلقك من نطفة مهينة، فيسّر لها التلقيح، وأن تصير علقة ثم مضغة، إلى أن صارت بشرا سويّا، وتدرج بك من الطفولة إلى اليفاعة إلى الشباب إلى الرجولة إلى الشيخوخة.
وجعلك قائما غير منتصب، مستوى الجوارح، فلم يجعل يدا أطول من يد، ولا رجلا أطول من رجل، ولم يجعل بعضك أبيض وبعضك أسود، بل خلقك في أحسن تقويم.
المفردات
في أي صورة ما شاء ركبك : ركبك وكوّنك في أي صورة، أي : هي من أعجب الصّور وأحكمها.
التفسير :
٨- في أي صورة ما شاء ركّبك.
اختار الله لك الصورة التي شاءها، فجعلك ذكرا أو أنثى، طويلا أو قصيرا، وغير ذلك من الصفات التي يتفاوت فيها الناس حسب حكمة الحكيم العليم، وإن اختلاف الناس في الحسن مما يدل على كمال اقتدار الله تعالى، وعظيم إبداعه.
قال تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم. ( التين : ٤ ).
الكرام الكاتبون
﴿ كلاّ بل تكذبون بالدّين ٩ وإن عليكم لحافظين ١٠ كراما كاتبين ١١ يعلمون ما تفعلون ١٢ إنّ الأبرار لفي نعيم ١٣ وإنّ الفجار لفي جحيم ١٤ يصلونها يوم الدّين ١٥ وما هم عنها بغائبين ١٦ وما أدراك ما يوم الدّين ١٧ ثم ما أدراك ما يوم الدّين ١٨ يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ١٩ ﴾
المفردات :
كلا : ردع وزجر.
تكذبون بالدين : بالبعث أو بالجزاء أو بالإسلام.
التفسير :
٩- كلاّ بل تكذبون بالدّين.
ارتدعوا وانزجروا عن الغرور، وعن الكفر بنعمة المنعم سبحانه وتعالى.
إن علّة غروركم وإهمالكم أمر الإيمان بالله تعالى، وانصرافكم إلى الشهوات، وفراركم من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، أنكم تكذبون بيوم الدين، وهو يوم الحساب والجزاء وأنتم صائرون إليه، وحين يكذّب الإنسان بيوم الدين لا تنبعث فيه همة للعمل الصالح، بل يرى الدنيا كل همّه، فيؤثر شهواتها ولذّاتها.
أما حين يؤمن المؤمن بربه، ولقائه وحسابه وجزائه، فعندئذ تنبعث الهمة من قلبه لأداء الفرائض، والبعد عن المحرّمات، وقد يزداد حب المؤمن لربه، فيحب كل ما يرضيه، فتراه غارقا في مرضاة الله، بعيدا عن معصية الله.
روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار )vii.
المفردات :
وإن عليكم لحافظين : وإن عليكم من الملائكة لمحصين، رقباء لأعمالكم، لا يفوتهم منها شيء.
التفسير :
١٠- وإن عليكم لحافظين.
لله حفظة من الملائكة، يحفظون العبد بحفظ الله، ويسجّلون عليه الأعمال التي يعملها، وكل ما يصدر عنه.
قال صاحب الجوهرة :
بكل عبد حافظون وكّلوا وكاتبون خيرة لن يهملوا
من أمره شيئا فعل ولو ذهل حتى الأنين في المرض كما نقل
المفردات :
كراما : ذوي أفعال طاهرة ومحمودة، ومحاسن كبيرة.
التفسير :
١١- كراما كاتبين.
هم كرام على الله، أصحاب منزلة رفيعة، ومكانة عظيمة، ومحاسن جمّة، وهم يكتبون كل ما يصدر عنكم، ويسجّلونه في صحائف أعمالكم.
والإنسان يستحيي من الرجل الكريم، أن يعمل أمامه عملا شائنا، فما بالك بملك كريم، يسجّل عليك ما تفعل، ويكتب حسناتك وسيئاتك، وملك الحسنات على العاتق الأيمن، وملك السيئات على العاتق الأيسر، والأول أمين على الثاني، فلا يمكّنه من كتابة السيئة إلا بعد مضيّ ست ساعات من غير مكفّر لها.
ويكتبان كل شيء، حتى الاعتقاد والعزم، وحتى الأنين في المرض، ويفارقان المكلّف عند الجماع، وعد الاغتسال، وعند دخول الخلاء.
أخرج البزار، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله ينهاكم عن التعرّي، فاستحيوا من ملائكة الله الذين معكم الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى ثلاث حالات : الغائط، والجنابة، والغسل ).
التفسير :
١٢- يعلمون ما تفعلون.
يعلمون أعمالكم، ويسجّلونها عليكم، للجزاء العادل يوم القيامة، فاستحيوا من الله حق الحياء، واحفظوا أنفسكم عن معصية الله.
ولله در القائل :
لم لا أنوح وأندب *** وجميع جسمي مذنب
نفسي لقبح فعالها *** بين الورى تتأدب
ملك اليمين أحته *** لم يلق شيئا يكتب
ملك الشمال بعكسه *** ليلا نهارا يتعب
وقد ورد في الأثر : أن كل له عشرة من الملائكة، منهم الحفظة.
قال تعالى : له معقّبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله... ( الرعد : ١١ ).
ومن الملائكة : الكتبة الذين يسجّلون على العبد أعماله، بدون زيادة أو نقصان، وقد سمّاهم الله : كراما كاتبين. فهم عدول أمناء، يفرحون بالعبد الطائع، ويتألمون لمعصية العاصي، لكنهم أمناء في كتابتهم وشهادتهم.
قال تعالى : هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. ( الجاثية : ٢٩ ).
وفي صحيح البخاري يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وفي صلاة الفجر، اقرأوا إن شئتم قول الله تعالى : وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا. ( الإسراء : ٧٨ ). فيصعد الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : يا ربّنا تركناهم وهم يصلّون، وأتيناهم وهم يصلّون، فاغفر لهم يوم الدّين )viii.
والإيمان بالملائكة عقيدة من عقائد المسلم، وهم عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وهم قوى روحية، منهم من ينزل بالوحي كجبريل عليه السلام، ومنهم حملة العرش، وهم الكروبيون الذين يدعون الله أن يرفع الكرب عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم المكلّف بالرياح والأمطار والخصب والنماء، ومنهم المكلّف بالخسف والزلازل، ومنهم من ينفخ في الصور وهو إسرافيل عليه السلام.
وللملائكة قوة فوق قوة البشر، وقدرة على تنفيذ ما وكّلوا به من الأعمال، فمنهم المبشّرون بالجنة الذين يحملون السلام والبشرى للمؤمن عند خروج روحه، وعند دخوله الجنة.
ومنهم ملائكة العذاب الذين يتكفّلون بالعصاة، وبحراسة جهنم، وقد أفاد القرآن أن خزنة جهنم تسعة عشر ملكا، فادّعى مكة أنهم قادرون على الإحاطة بهم، فأفاد القرآن أن قدرتهم فوق طاقة البشر، وربما كانوا تسعة عشر رئيسا أو فريقا أو صنفا، وقد جعل الله عددهم اختبارا لإيمان المؤمن، وإعلاما لأهل الكتاب بصدق القرآن وصدق محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى : سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقي ولا تذر* لوّاحة للبشر* عليها تسعة عشر* وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدّتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا... ( المدثر : ٢٦-٣١ ).
المفردات :
الأبرار : الذين برّوا وصدقوا في إيمانهم.
لفي نعيم : لفي نعمة كبيرة، والمراد بها الجنة.
التفسير :
١٣- إنّ الأبرار لفي نعيم.
إن الأبرار الذين توسّعوا في عمل البر، فأطاعوا ربهم، وبرّوا والديهم، ونفّذوا أحكام الإسلام، وعطفوا على الفقراء والمساكين، على نحو ما ورد في سورة البقرة، في قوله تعالى :
ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البرّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيّين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضّراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون. ( البقرة : ١٧٧ ).
وقد ورد أن البرّ شيء هين، وجه طليق وكلام لين، وقيل : البرّ هو الذي لايؤذى الذرّ، أي : لا يؤذي، عباد الله مطلقا.
هؤلاء الأبرار الطائعون المتقون الأخيار، يشملهم الله برحمته ويدخلهم جنته، وفيها صنوف النعيم والتكريم.
المفردات :
الفجار : جمع فاجر، وهو من شقّ ستر الدين وجاهر بالعصيان. من الفجر وهو شق الشيء شقّا واسعا.
لفي جحيم : لفي النار في الآخرة.
التفسير :
١٤- وإنّ الفجار لفي جحيم.
وإن الفجرة الذين شقّوا وهتكوا ستر الدّين، وجاهروا بالمعاصي، ولم يستجيبوا لأمر الله سبحانه وتعالى، هؤلاء يدخلون الجحيم، وهي النار المستعرة التي اشتد لهيبها وعظم تأججها.
اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار.
المفردات :
يصلونها : يدخلونها أو يقاسون حرّها.
التفسير :
١٥- يصلونها يوم الدين.
يصطلون بنار الجحيم يوم القيامة، يوم يدين الناس لرب العالمين، فهو الملك وحده، ولا يدّعي الملك يومئذ ملك ولا جبار، بل ينطق الكون كله حين يتجه إليه السؤال : لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ( غافر : ١٦ ).
١٦- وما هم عنها بغائبين.
لن يفلتوا من عذاب جهنم، ولن يغيبوا عنها، ولن ينقطع عنهم العذاب، لأنه عذاب أبدي سرمدي، كقوله تعالى : وما هم بخارجين منها... ( المائدة : ٣٧ ).
أو أن المعنى : إن العذاب مستمر عليهم، في القبر، وفي عرصات القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم : " القبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار ).
١٧- وما أدراك ما يوم الدين.
وهو استفهام للتهويل والتفخيم.
أي : ما أعلمك ما خطر هذا اليوم، وما عظيم أمره ؟
١٨- ثم ما أدراك ما يوم الدين.
والتكرار لزيادة التفخيم والتعظيم، مثل قوله تعالى : الحاقّة* ما الحاقّة* وما أدراك ما الحاقّة. ( الحاقة : ١-٣ ).
١٩- يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله.
في الآيتين السابقتين ورد استفهام عن يوم الدين، ثم كرر الاستفهام لتفخيم أمر هذا اليوم، فهو يوم الجزاء، والعدالة المطلقة، وانتقام الله من الظالمين الجبارين، ومكافأة الطائعين.
وفي ختام السورة بيان واضح بأن يوم القيامة لا يغني فيه أحد عن أحد شيئا، مثل ما كان في الدنيا، حيث إذا غضب الملك من شخص فربما توسط له الشفعاء والوزراء أو أشباههم، فتحوّل الغضب إلى رضا.
أما في الآخرة فلا شفاعة ولا بيع ولا شراء ولا وساطة، بل كل إنسان مسئول عن عمله، ولا ينفعه أقرب الناس إليه، حيث يفرّ المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
في ذلك اليوم لا يملك أحد لأحد شيئا، فالملك كله والأمر كله لله، وهو كذلك في الدنيا، هو المسبب الحقيقي، والناس سبب ظاهري، وقد يظن بعض الناس في الدنيا أنه يملك شيئا، لكن في الآخرة يظهر الأمر بوضوح تام.
قال ابن كثير :
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. أي : لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه، إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :( يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، لا أملك لكم من الله شيئا )ix.
ولهذا قال : والأمر يومئذ لله. كقوله تعالى : لمن الملك اليوم لله الواحد القهّار. ( غافر : ١٦ ).
قال قتادة :
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله.
والأمر –والله- اليوم لله، لكنه لا ينازعه فيه يومئذ أحد.
سيد الاستغفار
( اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت )x.
i تفسير النسفي ٤/٢٥٣.
ii في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ٣٠/٤٩١.
iii تفسير في ظلال القرآن نقلا عن كتاب : الله والعلم الحديث، للأستاذ عبد الرزاق نوفل.
iv تفسير في ظلال القرآن نقلا عن كتاب : العلم يدعو إلى الإيمان.
v تفسير في ظلال القرآن نقلا عن كتاب : الله والعلم الحديث.
vi في ظلال القرآن : نقلا عن كتاب ( الله والعلم الحديث ) مع التلخيص والتصرف.
vii ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان :
رواه البخاري في الإيمان ( ١٦، ٢١ ) وفي الإكراه ( ٦٩٤١ )، ومسلم في الإيمان ( ٤٣ ) والترمذي في الإيمان ( ٢٦٢٤ )، والنسائي في الإيمان ( ٤٩٨٨ ) وابن ماجة في الفتن ( ٤٠٣٣ ) وأحمد في مسنده ( ١١٥٩١ ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ).
viii يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار :
رواه البخاري في مواقيت الصلاة ( ٥٥٥ )، وفي التوحيد ( ٧٤٢٩، ٧٤٨٦ )، ومسلم في المساجد ( ٦٣٢ )، والنسائي في الصلاة ( ٤٨٥ )، وأحمد ( ٢٧٣٣٦، ٩٩٣٦ )، ومالك في النداء للصلاة ( ٤١٣ )، من حديث أبي هريرة بلفظ :( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار... )، ورواه البخاري في الأذان ( ٦٤٩ )، وفي تفسير القرآن ( ٤٧١٧ )، ومسلم في المساجد ( ٦٤٩ )، والترمذي في التفسير ( ٣١٣٥ )، والنسائي في الصلاة ( ٤٨٦ )، وابن ماجة في الصلاة ( ٦٧٠ )، وأحمد ( ٧١٤٥، ٧٥٥٧، ٩٧٨٣ ) من حديث أبي هريرة أيضا بلفظ :( فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح ). يقول أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم ﴿ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ﴾.
ix يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار :
رواه مسلم في الإيمان ( ٣٠٣ )، والترمذي في تفسير القرآن ( ٣١٠٩ )، والنسائي في الوصايا ( ٣٥٨٤ )، وأحمد ( ٨٠٥١، ٨٣٧٢، ١٠٣٠٧ ).
x اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت :
رواه البخاري في الدعوات ( ٦٣٠٦، ٦٣٢٣ )، والنسائي في الاستعاذة ( ٥٥٢٢ )، وأحمد في مسنده ( ١٦٦٦٢ ) من حديث شداد بن أوس بلفظ :( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك... ) الحديث.
ورواه ابن ماجة في الدعاء ( ٣٨٧٢ ) من حديث بريدة بلفظ :( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك... ) الحديث.
Icon