ﰡ
قوله جل ذكره: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» «بِسْمِ اللَّهِ» كلمة تحضر قلوب العلماء لتأمّل الشواهد، وتسكر قلوب العارفين إذا وردوا المشاهد... فهؤلاء أحضرهم فبصّرهم، وعلى استدلالهم نصرهم.
وهؤلاء بشراب محابّه أسكرهم، وفي شهود جلاله حيّرهم.
قوله جل ذكره:
[سورة القدر (٩٧) : الآيات ١ الى ٥]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)
فى ليلة قدّر فيها الرحمة لأوليائه، فى ليلة يجد فيها العابدون قدر نفوسهم، ويشهد فيها
العارفون قدر معبودهم.. وشتان بين وجود قدر... وشهود قدر! فلهؤلاء وجود قدر
ولكن قدر أنفسهم، ولهؤلاء شهود قدر ولكن قدر معبودهم.
«وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ» ؟
استفهام على جهة التفخيم لشأن تلك الليلة.
«لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» أي: هى خير من ألف شهر ليست فيها ليلة القدر. هى ليلة قصيرة على الأحباب لأنهم فيها فى مسامرة وخطاب.. كما قيل:
يا ليلة من ليالى الدهر... قابلت فيها بدرها ببدر
ولم تكن عن شفق وفجر... حتى تولّت وهي بكر الدهر
«مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ» : أي مع كل مأمور منهم سلامى على أوليائى «١».
«هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ» : أي هي باقية إلى أن يطلع الفجر.
إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة (جماعة) من الملائكة، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى.