تفسير سورة الكافرون

تيسير التفسير
تفسير سورة سورة الكافرون من كتاب تيسير التفسير .
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة الكافرون مكية، وآياتها ست، نزلت بعد سورة الماعون. رُوي أن جماعة من زعماء قريش أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد، هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد أنت ما نعبد، ونشركك في أمرنا كله. فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه، وأخذنا بحظنا منه. وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت منه بحظك. فأنزل الله تعالى ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾. وكان نزولها أمرا قاطعا لأطماع الكافرين في مساواتهم إياه في دعوة الحق، وقررت هذه السورة الكريمة البراءة من الشرك والضلال.

الخطابُ للنبيّ الكريم عليه الصلاةُ والسلام. وكان المشركون من زعماءِ قومِه عَرَضوا عليه أن يعبُدوا اللهَ سَنَةً على أن يَعبُدَ النبيُّ الكريم آلهتهم سنةً مثلَها. فنزلت هذه السورةُ جواباً لهم :﴿ قُلْ ﴾ يا محمد لهؤلاءِ المشركين الّذين سألوك أن تعبدَ آلهتهم على أن يعبدوا إلهك ﴿ يا أيها الكافرون ﴾ بالله.
﴿ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ من غير الله من الأوثانِ والأصنام.
﴿ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ﴾ وهو اللهُ وحدَه.
ولا أناعابدٌ مثلَ عِبادتكم ؛ لأنكم مشركون.
أكّد هذا كلَّه بالتَكرار حتى يَقْطَعَ أطماعَهم، ويبيّن أنه يعبُدُ إلهاً واحدا، وأنّ دينَه هو دينُ الحق.
فلكُم دينُكم الّذي اعتقدتُموه، ولي ديني الذي ارتضَاه لي ربّي.
قراءات :
قرأ نافع وابن كثير وحفص عن عاصم( ليَ ) دين بفتح الياء. والباقون :( لِي ) دين بكسر اللام وسكون الياء.
Icon