تفسير سورة الإنفطار

حومد
تفسير سورة سورة الإنفطار من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد .
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

(١) - إِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ وَتَغَيَّرَ نِظَامُهَا، وَيَكُونَ ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ، وَخَرَابِ العَالَمِ.
(٢) - وَإِذَا تَسَاقَطَتِ الكَوَاكِبُ مُتَبَعْثِرَةً.
(٣) - وَإِذَا تَشَقَّقَتِ البِحَارُ مِنْ جَوَانِبِهَا وَقِيعَانِهَا، فَاخْتَلَطَتْ مِيَاهُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ (أَوْ غَارَتْ وَذَهَبَتْ مِيَاهُهَا).
فُجَّرَتْ - شُقَّقَتْ جَوَانِبُهَا أَو غَارَ مَاؤُهَا.
(٤) - وَإِذَا تَحَرَّكَتِ الأَرْضُ بِالقُبُورِ فَتَبَعْثَرتْ، وَقُلِبَ تُرَابُهَا، وَخَرَجَ الأَمْوَاتُ مِنْهَا.
(٥) - إِذَا حَصَلَ كُلُّ ذَلِكَ يَكُونُ مَوْعِدُ قِيَامِ السَّاعَةِ قَدْ حَانَ، وَحَانَ البَعْثُ وَالحِسَابُ. وَحِينَئِذٍ تَعْلَمُ كُلُّ نَفْسٍ مَا قَدَّمَتْ مِنْ عَمَلٍ وَلَمْ تُقَصِّرْ فِيهِ، وَمَا أَخَّرَتْ مِنْ عَمَلٍ وَتَكَاسَلَتْ عَنْ أَدَائِهِ.
﴿ياأيها﴾ ﴿الإنسان﴾
(٦) - يُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ عَلَى كُفْرِهِ وَعِصْيَانِهِ لِرَبِّهِ، مَعَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَعْطَاهُ العَقُلَ وَالقُدْرَةَ عَلَى التَّمِيِيزِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَأَظْهَرَ لَهُ الدَّلاَئِلَ وَالحُجَجَ عَلَى وُجُودِ اللهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَيَقُولُ تَعَالَى للإِنْسَانِ: مَا الذِي غَرَّكَ وَجَرَّأَكَ وَحَمَلَكَ عَلَى عِصْيَانِ رَبِّكَ الكَرِيمِ العَظِيمِ، حَتَّى أَقْدَمْتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَقَابَلْتَهُ بِمَا لاَ يَلِيقُ عَلَى فَضْلِهِ وَنِعَمِهِ عَلَيْكَ.
وَوَصَفَ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ بِالكَرِيمِ تَنْبِيهاً لِلإِنْسَانِ إِلَى أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقَابِلَ الكَرِيمَ بِالأَفْعَالِ القَبِيحَةِ.
مَا غَرَّكَ - مَا خَدَعَكَ وَجَرَّأَكَ عَلَى عِصْيَانِ رَبِّكَ.
﴿فَسَوَّاكَ﴾
(٧) - الذِي خَلَقَكَ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ جَعَلَكَ سَوِيّاً مُسْتَقِيماً مُعْتَدلَ القَامَةِ، مُنْتَصِباً فِي أَحْسَنِ الهَيْئَاتِ وَالأَشْكَالِ.
(٨) - وَهُوَ القَادِرُ عَلَى أَنْ يُرَكِّبَ الإِنْسَانَ وَيُخْرِجَهُ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ فِي أَحْسَنِ صَورَةٍ، لِذَلِكَ كَانَ خَلِيقاً بِهِ أَنْ يُقَدِّرَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَسْتَعْمِلَ عَقْلَهُ وَحَواسَّهُ فِي الخَيْرِ، وَفِي فِعْلِ مَا أَمَرَهُ اللهُ بِهِ.
(٩) - وَلَكِنَّكُمْ لاَ تَسْتَقِيمُونَ عَلَى مَا تُوجِبُهُ نِعَمُ اللهِ عَلَيْكُمْ فَتُقَابِلُونَ الحَسَنَةَ وَالفَضْلِ بِالكُفْرَانِ، بَلْ تَجْتَرِئُونَ عََلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ فَتُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ القِيَامَةِ، وَهُوَ يَوْمُ الحَشْرِ وَالمَعَادِ، وَتُنْكِرُونَ بَعْثَكُمْ مِنْ قُبُورِكُمْ لِلْحِسَابِ وَالجَزَاءِ.
بِالدِّينِ - بِالحِسَابِ وَالجَزَاءِ.
﴿لَحَافِظِينَ﴾
(١٠) - وَيُنَبِّهُ اللهُ تَعَالَى بَنِي الإِنْسَانِ إِلَى أَنَّ اللهَ جَعَلَ عَلَيْهِمْ مَلاَئِكَةً.
حَافِظِينَ يَحْفَظُونَهُمْ بِأَمْرِهِ تَعَالَى.
﴿كَاتِبِينَ﴾
(١١) - وَهُمْ كِرَامٌ عَلَى اللهِ، أُمَنَاءُ فِيمَا يَكْتُبُونَهُ مِنْ أَعْمَالِ العِبَادِ جَمِيعِهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ.
(١٢) - وَهُمْ يُحْصُونَ جَمِيعَ مَا يَفْعَلُهُ العِبَادُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَيُثِبْتُونَهُ فِي صَحَائِفِهِمْ.
(١٣) - يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ حَالِ الخَلاَئِقِ يَوْمَ الحِسَابِ فَيَذْكُرُ أَنَّ الأَبْرَارَ الذِينَ أَطَاعُوا اللهَ، وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَهُ، يَصِيرُونَ إِلَى النَّعِيمِ فِي جَنَّاتٍ خَالِدِينَ.
الأَبْرَارَ - الذِينَ بَرُّوا وَصَدَقُوا فِي إِيْمَانِهِمْ.
(١٤) - أَمَّا الكَفَرَةُ الفَجَرَةُ الذِينَ عَصَوا اللهَ، وَغَرَّتْهُم الحَيَاةُ الدُّنْيَا بِزخْرُفِهَا وَمَبَاهِجِها، فَنَسُوْا رَبَّهُمْ وَمَا أَمَرَهُمْ بِهِ. فَإِنَّهُمْ يَصِيرُونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ.
(١٥) - وَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ لِيُقَاسُوا حَرَّهَا وَأَهْوَالَهَا يَوْمَ الحِسَابِ وَالجَزَاءِ، (يَوْمَ الدِّينِ).
يَصْلَوْنَهَا - يَدْخُلُونَهَا أَوْ يُقَاسُونَ حَرَّهَا.
﴿بِغَآئِبِينَ﴾
(١٦) - وَلاَ يَغِيبُونَ عَنِ العَذَابِ فِي الجَحيمِ سَاعَةً وَاحِدةً، وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا، وَلاَ يُجَابُونَ إِلَى مَا يَسْأَلُونَ مِنَ المَوْتِ أَوِ الرَّحْمَةِ والرَّاحَةِ وَلَوْ لَحْظَةً مِنَ الزَّمَانِ.
﴿أَدْرَاكَ﴾
(١٧) - وَأَشَارَ اللهُ تَعَالَى إِلَى عَظَمَةِ يَوْمِ القِيَامَةِ وَهَوْلِهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمْرَ النَّاسِ عَجِيبٌ فَهُمْ سَاهُونَ لاَهُونَ، وَكَانَ خَلِيقاً بِهِمْ أَنْ يَتَّعِظُوا، وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَدَبَّرُوا أَمْرَهُمْ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَانِ، فَإِنَّهُمْ لاَ يُدْرِكُونَ هَوْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ (يَوْمُ الدِّينِ).
﴿أَدْرَاكَ﴾
(١٨) - ثُمَّ عَادَ تَعَالَى فَكَرَّرَ تَنْبِيهَهُ لِلنَّاسِ إِلَى هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ الذِي يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾
(١٩) - ثُمَّ وَصَفَ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَنَّهُ يَوْمٌ لاَ تَسْتَطِيعُ فِيهِ نَفْسٌ أَنْ تَنْفَعَ نَفْساً، وَلاَ أَنْ تَدْفَعَ عَنْهَا، فَكُلُّ امْرِيءٍ مَشْغُولٌ بِمَا هُوَ فِيهِ، وَقَدِ اسْتَأْثَرَ اللهُ بِالأَمْرِ كُلِّهِ، فَإِلَيْهِ تَصْرِيفُ الأُمُورِ فِيهِ، وَإِلَيهِ المَرْجِعُ وَالمَآبُ.
Icon