تفسير سورة النّور

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة النور من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة النّور» (٢٤)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«سُورَةٌ «١» أَنْزَلْناها» (١) مرفوعة بالابتداء ثم جاء الفعل مشغولا بالهاء عن أن تعمل فيها وبعضهم ينصبها على قولهم زيدا لقيته والمعنى لقيت زيدا..
«فَرَضْناها» (١) أي حددنا فيها الحلال والحرام، ومن خففه جعل معناه من الفريضة..
«الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما» (٢) مرفوعا من حيث رفع «السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» (٥/ ٣٨) وكان بعضهم ينصبهن..
«وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ» (٨) مجازه، عنها الحدّ والرجم..
«جاؤُ بِالْإِفْكِ» (١١) مجازه، الكذب والبهتان، يقال كذب فلان وأفك، أي أثم.
(١). - ٣ «سُورَةٌ» : قال القرطبي (١٢/ ١٥٨) فى تفسير هذه الكلمة: وقرئ سورة بالرفع على أنها مبتدأ وخبرها أنزلناها قاله أبو عبيدة والأخفش.
«تَوَلَّى كِبْرَهُ» (١١) أي تحمّل معظمه وهو مصدر الكبير من الأشياء والأمور، وفرقوا بينه وبين مصدر الكبير السن فضمّوا هذا فقالوا: هو كبر قومه وقد قرأ بعضهم بالضمة بمنزلة مصدر الكبير السنّ «كِبْرَهُ». ويقال فلان:
ذو كبر مكسور أي كبرياء..
«ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» (١٢) أي بأهل دينهم وبأمثالهم..
«لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ» (١٣) مجازه هلا جاءوا عليه وقال:
تعدّون عقر النيّب أفضل سعيكم بنى ضوطرى لولا الكمىّ المقنّعا
(٦٣) أي فهلّا تعدّون قتل الكمىّ..
«فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ» (١٤) أي حضتم فيه..
«إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ» (١٥) مجازه تقبلونه ويأخذه بعضكم عن بعض قال أبو مهدى: تلقيت هذا عن عمّى تلقاه عن أبى هريرة تلقاه عن رسول الله ﷺ «١»
..
«قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ» (١٦) أي ما ينبغى
(١). - ١٢- ١٣ «قال... وسلم» : قد مر هذا الكلام فى الجزء الأول ص ٣٨.
«خُطُواتِ الشَّيْطانِ» (٢١) مجازه آثار الشيطان ومذاهبه ومسالكه، وهو من «خُطُواتِ»..
«وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ» (٢٢) مجازه ولا يفتعل من آليت:
أقسمت، وله موضع آخر من ألوت بالواو. أولو الفضل: أي ذوو السّعة والجدة، والفضل التفضل..
«أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ» (٣١) جمع بعل وهو أزواجهن «أَوْ إِخْوانِهِنَّ» أي إخوتهن.
«غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ» (٣١) مجازه مجاز الإربة الذين لهم فى النساء إربة وحاجة، وكان النبي ﷺ أملكهم «١» لإربه أي لشهوته وحاجته إلى النساء..
«الْأَيامى» (٣٢) من الرجال والنساء الذين لا أزواج لهم ولهن، ويقال:
رجل أيم وامرأة أيمة وأيم أيضا، قال الشاعر:
فإن تنكحى أنكح وإن تتأيّمى... وإن كنت أفتى منكم أتأيّم
«٢» [٦٣٢]
(١). - ٩ «وكان... أملكهم» : هذا حديث قالته عائشة رضى الله عنها فى وصف النبي عليه السلام وهو فى النهاية واللسان (أرب) قال صاحب اللسان: كان... لاربه أي لحاجته تعنى أنه ﷺ كان أغلبكم لهواه وحاجته أي كان يملك نفسه وهواه.
(٢). - ٦٠٢: فى الطبري ١٨/ ٨٨ والقرطبي ١٢/ ٢٤٠ واللسان والتاج (أيم).
«وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ» (٣٣) مجازها إمائكم والفتى فى موضعها العبد أيضا والبغاء مصدر: البغي وهو الزناء.
«مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ» (٣٥) وهى الكوّة فى الحائط التي ليست بنافذة، ثم رجع إلى المشكاة فقال: «كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ» بغير همز أي مضىء ويراد كالدرّ إذا ضممت أوله، فإن كسرت جعلته فعيلا من درأت وهو من النجوم الدرارئ اللاتي يدرأن «١»..
«يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» (٣٥) مجازه لا بشرقية تضحى للشمس ولا تصيب ظلا ولا بغربية فى الظل ولا يصيبها الشرق ولكنها شرقية وغربية يصيبها الشرق والغرب وهو خير الشجر والنبات..
«كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ» (٣٩) السراب يكون نصف النهار وإذا اشتدّ الحرّ والآل يكون أول النهار يرفع كل شخص. و «القيعة» والقاع واحد «٢».
(١). - ٦ «الدراري... يدر أن» : نقل الطبري (١٨/ ٩٧) هذا الكلام عن بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة، ولعله يريد أبا عبيدة.
(٢). - ١١- ٢١ «والقيعة... واحد» : روى القرطبي (١٢/ ٢٨٢) هذا الكلام عنه عن طريق النحاس.
«لُجِّيٍّ» (٤٠) مضاف إلى اللجة وهى معظم البحر..
«لَمْ يَكَدْ يَراها» (٤٠) لباب كاد مواضع: موضع للمقاربة، وموضع للتقديم والتأخير، وموضع لا يدنو لذلك وهو لم يدن لأن يراها ولم يرها فخرج مخرج لم يرها ولم يكد وقال فى موضع المقاربة: ما كدت أعرف إلا بعد إنكار، وقال فى الدّنوّ: كاد العروس أن يكون أميرا، وكاد النّعام يطير «١»..
«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحاباً» (٤٣) أي يسوق..
«ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً» (٤٣) أي متراكما بعضه على بعض..
«فَتَرَى الْوَدْقَ» (٤٣) أي القطر والمطر، قال عامر بن جوين الطّائى:
فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
«٢» [٦٠٣]
(١). - ٥ «والعروس... يطير» : هذا مثل أو مثلين انظره فى الميداني (طبع حجر) ص ٤٩٧ والفرائد ٢/ ١٢٦، ١٣٠.
(٢). - ٦٠٣: عامر بن جوين: شاعر جاهلى كان خليعا فاتكا وشريفا وفيا انظر حياته فى المعمرين رقم ٤٠ والشعراء ص ٥٤ والأغانى ٨/ ٦٦- والبيت من الأبيات المختلف فى عزوها وقال بعضهم إنه للخنساء ولم أجده فى ديوانها: وانظر الاختلاف فى الخزانة ١/ ٢١، ٣/ ٣٣٠ وهو فى الكتاب ١/ ٢٠٥ والطبري ١٨/ ١٠٦ والشنتمرى ١/ ٢٤٠ والقرطبي ١٢/ ٢٨٩ والعيني ٢/ ٤٦٤ وشواهد المغني ص ٣١٣.
«يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ» (٤٣) أي من بين السحاب، يقال: من خلاله ومن خلله، قال زيد الخيل:
ضربن بغمرة فخرجن منها... خروج الودق من خلل السّحاب
«١» [٦٠٥].
«سَنا بَرْقِهِ» (٤٣) منقوص أي ضوء البرق و «سناء» الشرف ممدود «٢»..
«فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» (٤٥) فهذا من التشبيه لأن المشي لا يكون على البطن إنما يكون لمن له قوائم فإذا خلطوا ماله قوائم بما لا قوائم له جاز ذلك كما يقولون: أكلت خبزا ولبنا ولا يقال: أكلت لبنا، ولكن يقال: أكلت الخبز قال الشاعر:
يا ليت زوجك قد غدا... متقلّدا سيفا ورمحا
«٣» «٤» [٦٠٦].
«يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ «٥» » (٤٩) أي مقرّين مستخذين منقادين، يقال: أذعن لى: انقاد لى.
(١). - ٦٠٥: «زيد الخيل» : هو زيد بن مهلهل بن زيد الطائي وإنما سمى زيد الخيل لكثرة خيله، له ترجمة فى الإصابة رقم ٢٩٤١ والخزانة ٢/ ٤٤٨ وأخباره فى الأغانى ١٦/ ٤٦- والبيت فى اللسان (ودق).
(٢). - ٤: «منقوص... ممدود» : حكى ابن حجر هذا الكلام عنه فى فتح الباري (٨/ ٣٣٩).
(٣). - ٦٠٦: «الشاعر» هو: عبد الله بن الزبعرى، والبيت فى الكامل ص ١٨٣ والشنتمرى ١/ ٣٠٧، وابن يعيش ١/ ٢٢٤ وشواهد الكشاف ص ٦٨.
(٤). - ٦٠٧: فيما أضيف إلى ديوانه من الستة ص ١٨٤ وهو فى شواهد المغني ٣١٤.
(٥). - ١٠: «مُذْعِنِينَ» : روى ابن حجر تفسير هذه الكلمة عن أبى عبيدة ليستدل به على أخذ البخاري عنه (فتح الباري (٨/ ٣٣٩).
«قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ»
(٥٣) مرفوعتان، لأنهما كلامان لم يقع الأمر عليهما فينصبهما، مجاز «لا تُقْسِمُوا»
أي لا تحلفوا وهو من القسم ثم جاءت طاعة معروفة ابتداء فرفعتا على ضمير يرفع به، أو ابتداء..
«لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (٥٦) واجبة من الله..
«وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ» (٦٠) هن اللواتى قد قعدن عن الولد ولا يحضن قال الشّمّاخ:
أبوال النساء القواعد
«١» [٦٠٨] [ «مُتَبَرِّجاتٍ» ] (٦٠) التبرج أن يظهرن محاسنهن مما لا ينبغى لهن أن يظهرنها..
«وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ» (٦١) وأصله الضّيق..
«أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ» (٦١) أو ما ملكتم إنفاذه وإخراجه لا يزاحم فى شىء منه..
«أَشْتاتاً» (٦١) شتّى وشتّات واحد..
«لِواذاً» (٦٣) مصدر «لاوذته» من الملاوذة..
«الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ» (٦٣) مجازه يخالفون أمره سواء، وعن زائدة.
(١). - ٦٠٨: لم أجده فى ديوان الشماخ. [.....]
Icon