تفسير سورة الجاثية

الموسوعة القرآنية
تفسير سورة سورة الجاثية من كتاب الموسوعة القرآنية المعروف بـالموسوعة القرآنية .
لمؤلفه إبراهيم الإبياري . المتوفي سنة 1414 هـ

٤٥ سورة الجاثية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١ الى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤)
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥)
١- حم:
حرفان من حروف العربية التي بها يتكلمون، والتي بها نزل القرآن، وهم عن الإتيان بمثله عاجزون.
٢- تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ:
تَنْزِيلُ الْكِتابِ تنزيل القرآن.
الْعَزِيزِ القوى المنيع.
الْحَكِيمِ فى تدبيره وصنعه.
٣- إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ:
إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إن فى خلق السموات والأرض.
لَآياتٍ لدلالات.
لِلْمُؤْمِنِينَ يؤمن بها المصدقون بالله.
٤- وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ:
وَما يَبُثُّ وما يفرق وينشر.
يُوقِنُونَ يستيقنون متدبرين مفكرين.
٥- وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ:
وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ إلى جهات متعددة.
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ فكروا بعقولهم.

[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٦ الى ٩]

تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٩)
٦- تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ:
نَتْلُوها عَلَيْكَ نقرؤها عليك فى القرآن على لسان جبريل.
٧- وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ:
وَيْلٌ هلاك.
أَفَّاكٍ افترى الكذب على الله.
أَثِيمٍ كثرت آثامه.
٨- يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ:
ثُمَّ يُصِرُّ على الكفر.
مُسْتَكْبِراً متكبرا.
٩- وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ:
وَإِذا عَلِمَ هذا العنيد.
اتَّخَذَها أي جعل آيات الله.
هُزُواً مادة لسخريته واستهزائه.
مُهِينٌ لكبريائهم.
[سورة الجاثية (٤٥) : آية ١٠]
مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠)
١٠- مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ:
مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ تنتظرهم.
وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ولا يدفع عنهم.
ما كَسَبُوا فى الدنيا.
شَيْئاً من العذاب.
وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ ولا الآلهة التي اتخذوها من دون الله نصراء.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١١ الى ١٤]
هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (١١) اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)
١١- هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ:
هذا أي القرآن.
هُدىً دليل كامل الحق من عند الله.
مِنْ رِجْزٍ من أشد أنواع العذاب.
أَلِيمٌ مفرط فى الإيلام.
١٢- اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ:
اللَّهُ وحده.
بِأَمْرِهِ بإذنه وقدرته.
وَلِتَبْتَغُوا ولتطلبوا.
مِنْ فَضْلِهِ من فضل الله من خيرات البحر والانتفاع به.
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نعمه.
١٣- وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ:
مِنْهُ تعالى.
يَتَفَكَّرُونَ يتدبرون آيات الله.
١٤- قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ:
يَغْفِرُوا يصفحوا.
لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لا يتوقعون أيام الله التي يحاسب فيها كل على ما قدم.
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ بما كانوا يعملون.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١٥ الى ١٧]
مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥) وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦) وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧)
١٥- مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ:
فَلِنَفْسِهِ الأجر والثواب.
وَمَنْ أَساءَ عمله.
فَعَلَيْها فعلى نفسه وزر عمله.
ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ ثم إلى خالقكم.
تُرْجَعُونَ للجزاء.
١٦- وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ:
الْكِتابَ التوراة.
وَالْحُكْمَ بما فيها.
وَالنُّبُوَّةَ من قبل الله.
١٧- وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:
وَآتَيْناهُمْ وأعطيناهم.
بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ دلائل واضحة من أمر دينهم.
الْعِلْمُ بحقيقة الدين وأحكامه.
بَغْياً بَيْنَهُمْ عداوة وحسدا فيما بينهم.
يَقْضِي يفصل.
بَيْنَهُمْ بين المختلفين.
فِيما كانُوا فِيهِ فى الأمر الذي كانوا فيه.

[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ١٨ الى ٢١]

ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١)
١٨- ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ:
ثُمَّ جَعَلْناكَ بعد اختلاف أهل الكتاب، والخطاب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
عَلى شَرِيعَةٍ على منهاج واضح.
مِنَ الْأَمْرِ من أمر الدين الذي شرعناه لك ولمن قبلك من رسلنا.
فَاتَّبِعْها أي شريعتك الحقة.
الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ طريق الحق.
١٩- إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ:
إِنَّهُمْ أي المبطلون.
لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً لن يدفعوا عنك من عذاب الله شيئا إن اتبعتهم.
أَوْلِياءُ أنصار.
وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ناصرهم فلا ينالهم ظلم الظالمين.
٢٠- هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ:
هذا أي القرآن المنزل عليك.
بَصائِرُ لِلنَّاسِ دلائل للناس تبصرهم بالدين الحق.
وَهُدىً يرشدهم إلى مسالك الخير.
وَرَحْمَةٌ ونعمة.
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ يستيقنون بثواب الله وعقابه.
٢١- أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ
أَمْ حَسِبَ
بل حسب.
الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
الذين اكتسبوا.
السَّيِّئاتِ
ما يسوء من الكفر والمعاصي.
سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ
فنسوى بين الفريقين حياة وموتا.
ساءَ ما يَحْكُمُونَ
بئس ما يقضون به إذا أحسوا أنهم كالمؤمنين.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٢٢ الى ٢٤]
وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٢) أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٣) وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (٢٤)
٢٢- وَخَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ:
بِالْحَقِّ خلقا ملتبسا بالحكمة والنظام.
بِما كَسَبَتْ من خير أو شر.
وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ لا ينقصون شيئا من جزائهم.
٢٣- أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ:
مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ من جعل هواه معبودا له فخضع له وأطاعه.
عَلى عِلْمٍ منه بهذه السبيل.
وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وأغلق سمعه فلا يقبل وعظا وقلبه فلا يعتقد حقا.
غِشاوَةً فلا يبصر عبرة.
٢٤- وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ:
وَقالُوا أي المنكرون للبعث.
(إن هى) ما هى.
إِلَّا الدَّهْرُ إلا مرور الزمن.
وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ وما يقولون ذلك عن علم ويقين.
إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ولكن عن ظن وتخمين.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٢٥ الى ٢٩]
وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩)
٢٥- وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
بَيِّناتٍ واضحات الدلالة على قدرته تعالى على البعث.
ائْتُوا بِآبائِنا أحيوا لنا آباءنا.
٢٦- قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ:
لا رَيْبَ فِيهِ لا شك فى هذا الجمع.
٢٧- وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ:
الْمُبْطِلُونَ الذين اتبعوا الباطل.
٢٨- وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
كُلَّ أُمَّةٍ أهل كل دين.
جاثِيَةً جالسين على الركب من هول الموقف متحفزين لإجابة النداء.
إِلى كِتابِهَا إلى سجل أعمالها.
الْيَوْمَ أي يوم الحساب.
تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تستوفون جزاء ما كنتم تعملون فى الدنيا.
٢٩- هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
هذا كِتابُنا الذي سجلنا فيه أعمالكم.
بِالْحَقِّ صادقا.
نَسْتَنْسِخُ نستكتب الملائكة.
[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٣٠ الى ٣٣]
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (٣١) وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣)
٣٠- فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ:
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وعملوا الأعمال الصالحة.
فِي رَحْمَتِهِ فى جنته.
ذلِكَ الجزاء.
الْمُبِينُ البين الواضح.
٣١- وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ:
كَفَرُوا بالله وبرسله.
فَاسْتَكْبَرْتُمْ فتعاليتم عن قبول ما فيها من حق.
٣٢- وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ:
لا رَيْبَ فِيها لا شك فى مجيئها.
مَا السَّاعَةُ ما حقيقتها.
إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وما مجيئها إلا ظنا.
وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ بموقنين أنها آتية.
٣٣- وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ:
وَحاقَ بِهِمْ وأحاط بهم.
ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ جزاء استهزائهم بآيات الله.

[سورة الجاثية (٤٥) : الآيات ٣٤ الى ٣٧]

وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧)
٣٤- وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ:
نَنْساكُمْ نترككم فى العذاب.
كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا كما تركتم الاستعداد للقاء ربكم فى هذا اليوم بالطاعة والعمل الصالح.
وَمَأْواكُمُ النَّارُ ومقركم النار.
وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ينقذونكم من عذابها.
٣٥- ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ:
ذلِكُمْ العذاب الذي نزل بكم بسبب كفركم واستهزائكم بآيات الله.
وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وخدعتكم الحياة الدنيا بزخرفها.
لا يُخْرَجُونَ مِنْها لا يستطيع أحد إخراجهم من النار.
وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ولا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالاعتذار.
٣٦- فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ:
فَلِلَّهِ الْحَمْدُ فلله الثناء وحده.
رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ خالق السموات والأرض.
رَبِّ الْعالَمِينَ خالق جميع الخلق.
٣٧- وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ:
وَلَهُ وحده.
الْكِبْرِياءُ العظمة والسلطان.
وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي لا يغلب.
الْحَكِيمُ ذو الحكمة الذي لا يخطىء فى أحكامه.
Icon