تفسير سورة القيامة

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة القيامة من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سُورَةُ القِيَامَةِ مكية.

٢ - ﴿لا﴾ إذا بدئ بها في أول الكلام فهي صلة تقديره أقسم " ع " أو تأكيد للكلام كقولك لا والله أو رَدٌّ لما مضى من إنكارهم البعث ثم ابتدأ بأقسم، و ﴿لآ أُقْسِمُ﴾ أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس " ع " أو أقسم بهما جميعا ﴿اللَّوَّامَةِ﴾ مدح عند من رآها قسماً وهي النادمة اللائمة على ما فات لِمَ فعلت الشرّ وهلاَّ استكثرت من الخير أو تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها أو ذات اللوم أو اللوم صفة ذم عند من رآها غير مقسم بها وهي المذمومة " ع " أو الملومة على سوء صنعها أو التي لا تصبر على محن الدنيا وشدائدها فهي كثيرة اللوم فيها فعلى هذه الأوجه الثلاثة تكون اللوامة يعني الملومة.
﴿ اللّوّامة ﴾ مدح عند من رآها قسماً وهي النادمة اللائمة على ما فات لِمَ فعلت الشرّ وهلاَّ استكثرت من الخير أو تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها أو ذات اللوم أو اللوم صفة ذم عند من رآها غير مقسم بها وهي المذمومة " ع " أو الملومة على سوء صنعها أو التي لا تصبر على محن الدنيا وشدائدها فهي كثيرة اللوم فيها فعلى هذه الأوجه الثلاثة تكون اللوامة يعني الملومة.
٤ - ﴿بَلَى﴾ نجمعها تمام للأول أو استئناف بعد تمام الأول بالتعجب ﴿نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ﴾ نعيد مفاصله بالبعث أو نجعل كفه التي يأكل بها ويعمل حافر حمار أو خف بعير فلا يأكل إلا بفمه ولا يعمل شيئاً بيده " ع ".
٥ - ﴿لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ﴾ يقدم الذنب ويؤخر التوبة أو يمضي أمامه قدماً لا ينزع عن فجور " ح " أو يرتكب الآثام في طلب الدنيا ولا يذكر الموت أو يريد أن يكذب بالقيامة ولا يعاقب بالنار أو يكذب بما في الآخرة كما كذب بما في الدنيا.
٧ - ﴿بَرِقَ﴾ خفت أو انكسر عند الموت أو شخص لما عاين ملك الموت فزعاً وبالكسر شق بصره أو غشى عينه البرق يوم القيامة.
٨ - ﴿خسف الْقَمَرُ﴾ ذهب نوره فكأنه دخل في خسف من الأرض.
٩ - ﴿وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ جمعا في طلوعهما من المغرب كالبعيرين القرينين أو في ذهاب ضوئهما بالخسوف ليتكامل ظلام الأرض على أهلها " أو في تكويرهما يوم القيامة " أو في البحر فصارا نار الله الكبرى.
١٠ - ﴿الْمَفَرُّ﴾ المهرب.
﴿ المَفَرّ ﴾ المهرب.
١١ - ﴿لا وَزَرَ﴾ لا ملجأ أو منجى أو حرز أو محيص.
١٢ - ﴿الْمُسْتَقَرُّ﴾ المنتهى أو استقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار.
١٣ - ﴿بِمَا قَدَّمَ﴾ قبل موته من خير أو شر وبما سنّ فعُمل به بعد موته من خير أو شرّ " ع " أو بما قدّم من معصية وما أخر من طاعة أو بأول عمله وآخره أو بما قدّم من الشر وأخّر من الخير أو ما قدّم من فرض وأخّر من فرض.
١٤ - ﴿بَصِيرَةٌ﴾ هاء المبالغة شاهد على نفسه بما تقوم الحجة به عليه ﴿كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيباً﴾ [الإسراء: ١٤] أو جوارحه تشهد عليه بعمله ﴿وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ﴾ [يس: ٦٥] أو بصير بعيوب الناس غافل عن عيوب نفسه.
١٥ - ﴿معاذيره﴾ لو اعتذر يومئذٍ لم يقبل منه أو لو تجرد من ثيابه " ع " أو لو أظهر حجته أو لو أرخى ستوره والستر: معذار بلغة اليمن.
﴿لا تحركْ بهِ لسانكَ لتعجلَ به (١٦) إنَّ علينا جمعهُ وقرءانهُ (١٧) فإذا قرأنه فاتبع قرءانهُ (١٨) ثُمَّ إنَّ علينا بيانهُ (١٩) كلاَّ بلْ تحبونَ العاجلَةَ (٢٠) وتذرونَ الأخرةَ (٢١) وجوهُ يومئذٍ ناضرةٌ (٢٢) إلى ربِّهَا ناظرةٌ (٢٣) ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ (٢٤) تظنُّ أن يفعل بها فاقرةٌ) ﴾
١٦ - ﴿لا تُحَرِّكْ﴾ كان إذا نزل عليه القرآن حرّك به لسانه يستذكره فيناله من ذلك شدّة فنهي عن ذلك " ع " أو كان يعجل بذكره حُبًّا له لحلاوته عنده فنهي عن ذلك حتى يجتمع لأنّ بعضه مرتبط ببعض.
١٧ - ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ﴾ في قلبك لتقرأه بلسانك أو حفظه وتأليفه أو نجمعه لك حتى نثبته في قلبك.
١٨ - ﴿قَرَأْنَاهُ﴾ بيناه فاعمل بما فيه أو أنزلناه فاستمع قرآنه " ع " أو إذا تلي عليك فاتبع شرائعه وأحكامه.
١٩ - ﴿بَيَانَهُ﴾ بيان أحكامه وحلاله وحرامه أو بيانه بلسانك إذا نزل به جبريل عليه السلام حتى تقرأه كما أقرأك أو علينا أن نجزي يوم القيامة بما فيه
394
من وعد ووعيدٍ.
395
٢٠ - ﴿الْعَاجِلَةَ﴾ ثواب الدنيا أو العمل لها.
٢١ - ﴿وَتَذَرُونَ﴾ ثواب الآخرة أو العمل لها.
٢٢ - ﴿نَّاضِرَةٌ﴾ حسنة أو مستبشرة أو ناعمة أو مسرورة.
٢٣ - ﴿إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ تنظر إليه في القيامة أو إلى ثوابه قاله ابن عمر ومجاهد أو تنظر أمر ربها.
٢٤ - ﴿بَاسِرَةٌ﴾ كالحة أو متغيرة.
٢٥ - ﴿فَاقِرَةٌ﴾ داهية أو شر أو هلاك أو دخول النار.
﴿كلاَّ إذا بلغتِ التراقي (٢٦) وقيلَ من راقٍ (٢٧) وظنَّ أنه الفراقُ (٢٨) والتفتِ الساقُ بالساقِ (٢٩) إلى ربكَ يومئذ المساقُ (٣٠) فلا صدَّقَ ولا صلَّى (٣١) ولكن كذبَ وتولىَّ (٣٢) ثُمَّ ذهب إلى أهله يتمطى (٣٣) أولى لك فأولى (٣٤) ثم أولى لك فأولى (٣٥) أيحسبُ الإنسانُ أن يتركَ سدىً (٣٦) ألمْ يكُ نطفةً من منِيٍّ يمنَى (٣٧) ثُمَّ كان علقةً فخلقَ فسوَّى (٣٨) فجعل منهُ الزوجينِ الذكرَ والأنثى (٣٩) أليسَ ذلكَ بقادرٍ على أن يحيى الموتى (٤٠) ﴾
٢٦ - ﴿بَلَغَتِ﴾ الروح ﴿التَّرَاقِىَ﴾ وهي أعلى الصدر جمع ترقوة.
٢٧ - ﴿رَاقٍ﴾ يرقيه بالرُقي وأسماء الله تعالى الحسنى أو من طبيب شاف أو يقول من يرقى بروحه أَمَلائكة الرحمة أم ملائكة العذاب " ع ".
٢٨ - ﴿وَظَنَّ﴾ تيقن أنه مفارق للدنيا " ع ".
٢٩ - ﴿وَالْتَفَّتِ الساق بالساق﴾ اتصلت الآخرة بالدنيا " ع " أو الشدّة بالشدّة والبلاء [٢١٢ / ب] / بالبلاء شدّة كرب الموت بشدّة هول المطلع أو التفت ساقه عند الموت أو التفاف الساق بالساق عند المساق قال الحسن - رضي الله تعالى عنه - " ماتت رِجْلاه فلم يحملاه وقد كان عليهما جوالاً، أو اجتمع عليه أمران شديدان الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه ".
٣٠ - ﴿الْمَسَاقُ﴾ المنطلق أو المستقر.
٣١ - ﴿فَلا صَدَّقَ﴾ كتاب الله تعالى ﴿وَلا صَلَّى﴾ لله عزّ وجلّ أو فلا صدق بالرسالة ولا آمن بالمرسل كذب الرسول [صلى الله عليه وسلم] وتولى عن المرسل أو كذب بالقرآن وتولى عن الطاعة نزلت في أبي جهل.
٣٣ - ﴿يَتَمَطَّى﴾ يختال في نفسه " ع " أو يتبختر في مشيته أو يلوي مطاه وهو ظهره.
٣٤ - ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ وليك الشرّ وعيد على وعيد أو لك الويل، لقيه الرسول [صلى الله عليه وسلم] ببطحاء مكة متبختراً في مشيه فدفع في صدره وهزّه بيده وقال ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ فقال أبو جهل إليك عني أتوعدني يا ابن أبي كبشة وما تستطيع أنت ولا ربك الذي تزعم أنه أرسلك شيئاً فنزلت هذه الآيات.
٣٦ - ﴿سُدىً﴾ مهملاً لا يعترض عليه أو باطِلاً لا يبعث أو ملغى لا يؤمر ولا ينهى أو عبثاً لا يحاسب ولا يعاقب.
٣٧ - ﴿تُمْنَى﴾ تراق ومنى لإراقة الدم بها أو تنشأ وتخلق أو تشترك لاشتراك ماء الرجل بماء المرأة.
397
سُورَةُ الإنْسَانِ
مدنية عند الجمهور أو مكية " ع " أو مكيها من قوله ﴿إنا نحن نزلنا﴾ [٢٣] إلى آخرها وما تقدمه مدني.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿هلْ أتى على الإنسانِ حينٌ منَ الدهرِ لمْ يكن شيئاً مذكوراً (١) إنا خلقنا الإنسانَ من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليهِ فجعلناهُ سميعاً بصيراً (٢) إنا هديناهُ السبيلَ إمَّا شاكراً وإما كفوراً (٣) ﴾
398
Icon