بسم الله الرحمان الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر ( ١ ) فصل لربك وانحر ( ٢ ) إن شانئك هو الأبتر ( ٣ )
سورة الكوثر
وتسمى سورة النحر، وهي أقصر سورة في القرآن.
ﰡ
- ويثلث – أبغضه. والأبتر في الأصل : مقطوع الذنب، ثم أجري قطع العقب مجراه ؛ فقيل : فلان أبتر، إذا لم يكن له عقب يخلفه. ورجل أبتر : أي انقطع ذكره عن الخير ؛ من البتر وهو القطع. يقال : بترت الشيء بترا، إذا قطعته قبل الإتمام. والمعنى : أن مبغضك هو الأبتر المنقطع عن كل خير. أو الذي لا يبقى له عقب ونسل، ولا حسن ذكر. وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن ذكرك، وآثار فضلك إلى يوم القيامة. وقد حقق الله ذلك في شانئيه صلى الله عليه وسلم. قيل : نزلت في العاص بن وائل، سمى النبي صلى الله عليه وسلم أبتر حين مات ابنه القاسم، وهو أول مولود له قبل النبوة في قول. وعمم شيخ الإسلام ابن تيمية كلا من الشانئ والأبتر فقال : إنه سبحانه يبتر شانئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خير ؛ ويبتر أهله وماله، ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ويبتر قلبه فلا يعي الخير، ولا يؤهله لمعرفته تعالى ومحبته، ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعته، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرا، ويبتره من جميع القرب فلا يذوق لها طعما، ولا يجد لها حلاوة. والأولى التعميم.
والله أعلم.