تفسير سورة الإخلاص

التفسير الشامل
تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب التفسير الشامل .
لمؤلفه أمير عبد العزيز . المتوفي سنة 2005 هـ
هذه السورة مكية، وآياتها أربع.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ قل هو الله أحد ١ الله الصمد ٢ لم يلد ولم يولد ٣ ولم يكن له كفوا أحد ﴾.
روي عن ابن عباس أنه قال : قالت قريش : يا محمد، صف لنا ربك الذي تدعونا إليه، فنزلت ﴿ قل هو الله أحد ﴾.
على أن هذه السورة عظيمة القدر والشأن، فهي تعدل في فضلها وعظيم أجرها ثلث القرآن. فقد روى الإمام أحمد عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ ﴿ قل هو الله أحد ١ الله الصمد ﴾ في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن "، وهو، ضمير الشأن، مبتدأ. والله، مبتدأ ثان، ﴿ أحد ﴾ خبر المبتدأ الثاني. والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول ١، ومعنى ﴿ هو الله أحد ﴾ أن الله هو الواحد الأحد، الذي ليس له نظير، ولا شبيه، ولا نديد، ولا نصير، وليس له شريك في الملك.
١ البيان لابن الأنباري جـ ٢ ص ٥٤٥..
قوله :﴿ الله الصمد ﴾ الصمد، السيد الذي يصمد إليه في الحوائج، أي يقصد١، فالله جل وعلا مقصود في علاه، ترتجيه الخلائق وتقصده، وتسأله الخير والفضل والرحمة.
١ مختار الصحاح ص ٣٩٦..
قوله :﴿ لم يلد ولم يولد ﴾ الله جل جلاله منزه عن كل عيب أو نقيصة. وهو سبحانه في سموه وكماله ليس كمثله شيء، فهو بذلك لم يلد كشأن الخلق من الأحياء في هذه الصفة، وهي الولادة، فإنه سبحانه منزه عن ذلك. وهو كذلك لم يولد، فإنه الخالق البارئ المنشئ من العدم، وهو لم يولد كغيره من الأحياء المخاليق.
قوله ﴿ ولم يكن له كفوا أحد ﴾ والكفو والكفؤ والكفيء والكفاء بمعنى واحد. وهو يعني المثيل والشبيه، فإن الله جل وعلا ليس له كفاء ولا مثل في الوجود١.
١ تفسير الطبري جـ ٣٠ ص ٢٢٤ وتفسير ابن كثير جـ ٤ ص ٥٧٠..
Icon