تفسير سورة الهمزة

البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب البحر المديد في تفسير القرآن المجيد .
لمؤلفه ابن عجيبة . المتوفي سنة 1224 هـ
سورة الهمزة
مكية، وهي تسع آيات، ولما كان الاشتغال بجمع المال من الخسران، ذمه في هذه السورة، فقال :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾*﴿ الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ﴾*﴿ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾*﴿ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴾*﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴾*﴿ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ﴾*﴿ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ﴾*﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴾*﴿ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ ﴾.

يقول الحق جلّ جلاله :﴿ ويلٌ لكل هُمَزَةٍ لُمزةٍ ﴾، " ويل " : مبتدأ، و " لكل " : خبره، والمُسوِّغ : الدعاء عليهم بالهلاك، أو بشدة الشر، والهَمْز : الكسر، واللمز : الطعن، أي : ويل للذي يحط الناس ويُصغِّرهم، ويشتغل بالطعن فيهم. قال ابن جزي : هو على الجملة : الذي يعيب الناسَ ويأكل أعراضَهم، واشتقاقه من الهمز واللمز، وصيغة فعْلَة للمبالغة، واختلف في الفرق بين الكلمتين، فقيل : الهمز في الحضور، واللمز في الغيبة، وقيل العكس. وقيل : الهمز باليد، واللمز باللسان. وقيل : هما سواء. ونزلت السورة في الأخنس بن شريق ؛ لأنه كان كثير الوقيعة في الناس، وقيل : في أمية بن خلف، وقيل : في الوليد بن المغيرة. ولفظها مع ذلك يعم كل مَن اتصف بهذه الصفة. ه. وبناء " فُعَلة " يدل أن ذلك عادة منه مستمرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

وقوله :﴿ الذي جَمَعَ مالاً ﴾ : بدل من " كل "، أو : نصب على الذم، وقرأ حمزة والشامي والكسائي " جَمَّعَ " بالتشديد للتكثير، وهو الموافق لقوله :﴿ عدَّده ﴾ أي : جعله عُدَّةً لحوادث الدهر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

﴿ يَحْسَبُ أنَّ مالَه أخلده ﴾ أي : يتركه خالداً في الدنيا لا يموت، وهو تعريض بالعمل الصالح، فإنه أخلد صاحبه في النعيم المقيم، فأمَّا المال فما أخلد أحداً، إنما يخلد العلم والعمل، ومنه قول علِيّ كرّم الله وجهه :( مات خُزّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر )، فالحسبان إمّا حسبان الخلود في الدنيا أو في الآخرة، كما قال القائل :﴿ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي. . . ﴾ [ الكهف : ٣٦ ] الآية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

﴿ كلاَّ ﴾ ردع له عن حسبانه. ﴿ لَيُنْبَذَنَّ ﴾ ليطرحن ﴿ في الحُطَمَة ﴾ في النار التي من شأنها أن تحطم كلَّ ما يُلقى فيها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

﴿ وما أدراك ما الحُطَمَة ﴾ تهويل لشأنها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

﴿ نارٌ الله الموقدة ﴾ أي : هي نار الله التي تتقد بأمر الله وسلطانه.
سورة الهمزة
مكية، وهي تسع آيات، ولما كان الاشتغال بجمع المال من الخسران، ذمه في هذه السورة، فقال :

بسم الله الرحمان الرحيم :

﴿ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾*﴿ الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ﴾*﴿ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾*﴿ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴾*﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ﴾*﴿ نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ﴾*﴿ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ﴾*﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴾*﴿ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ ﴾.
﴿ التي تَطَّلِعُ على الأفئدة ﴾ يعني أنها تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم، وتطلع على أفئدتهم، وهي أوساط القلوب، ولا شيء في بدن الإنسان ألطف من فؤاده، ولا أشد تألُّماً منه بأدنى أذى يمسّه، فكيف إذا طلعت عليه نار جهنم، واستولت عليه ؟ وقيل : خصّ الأفئدة لأنها مواطن الكفر والعقائد الزائغة، ومعنى اطلاع النار عليها : أنها تشتمل عليها وتعمها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

﴿ إِنها عليهم ﴾ أي : النار، أو الحُطَمَة، ﴿ مُّؤْصَدَةٌ ﴾ مُطبقة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

﴿ في عَمَدٍ ﴾ جمع عماد. وفيه لغتان " عُمُد " بضمتين، و " عَمَد " بفتحتين، ﴿ مُمَدَّدة ﴾ أي : تؤصد عليهم الأبواب وتُمدّد على الأبواب العمد، استيثاقاً في استيثاق، والجار صفة لمؤصدة. وفي الحديث :" المؤمن كَيِّسٌ فَطنٌ، وقّاف متثبّت، لا يعجل، عالم، ورع، والمنافق هُمزة، لُمزة، حُطَمَة، كحاطب الليل، لا يُبالي من أين اكتسب، وفيم أنفق " ١.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:الإشارة : ويل لمَن اشتغل بعيب الناس عن عيوب نفسه، قال الورتجبي : ويل الحجاب لمَن لا يرى الأشياء بعين المقادير السابقة، حتى يشتغل بالوقيعة في الخلق بالحسد، وهو مقبل على الدنيا بالجمع والمنع. هـ.
وقوله تعالى :﴿ الذي جَمَعَ مالاً وعدَّدَه ﴾ ذمٌّ لمَن يجمع المال ويُعدده، كائناً مَن كان، والعجب من صُلحاء زماننا، يجمعون القناطير المقنطرة، ويترامون على المقام الكبير من الخصوصية، وما هذا إلاَّ غلط فاحش، فأين يوجد القلب مع نجاسة الدنيا ؟ ! وكيف يطهُر وتُشرق فيه الأنوار، وصور الأكوان منطبعة في مرآته ؟ ! وقد قال بعض العارفين : عبادة الأغنياء كالصلاة على المزابل، وعبادة الفقراء في مساجد الحضرة. هـ. ﴿ يحسب أنَّ ماله أخلدهُ ﴾، أي : يبقيه بالله، كلا. قال الورتجبي : وَصَفَ الحقُّ تعالى الجاهلَ بالله بأنَّ ماله يُوصله إلى الحق، لا والله، لا يصل إلى الحق إلاّ بالحق. وقال أبو بكر بن طاهر : يظن أنَّ مالَه يُوصله إلى مقام الخلد. هـ. كلاَّ، ليُنبذن في الحُطمة التي تحطم كل ما تُصادمه، وهي حب الدنيا، تحطم كل ما يُلقى في القلب من حلاوة المعاملة أو المعرفة، فلا يبقى معها نور قط، وهي نار الله الموقدة، التي تَطَّلع على الأفئدة، فتُفسد ما فيها من الإيمان والعرفان، إنها عليه مؤصدة، يعني أنَّ الدنيا مُطْبقة عليهم، حتى صارت أكبر همومهم، ومبلغ علمهم. قال الورتجبي : لله نيران، نار القهر ونار اللطف، نار قهره : إبعاد قلوب المنكرين عن ساحة جلاله، ونار لطفه نيران محبته في قلوب أوليائه من المحبين والعارفين. ثم قال : عن جعفر : ونيران المحبة إذا اتقدت في قلب المؤمن تحرق كل همّة غير الله، وكل ذِكْرٍ سوى ذكره. هـ. وبالله التوفيق، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.


١ أخرجه الألباني في السلسلة الضعيفة ٧٦٠..
Icon