تفسير سورة الفلق

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الفلق من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الفلق مكية أو مدينة.
هي والتي بعدها معوذتا الرسول صلى الله عليه وسلم حين سحرته اليهودية وكان يقول لهما المقشقشتان أي تبرآن من النفاق وخالف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الإجماع بقوله هما عوذتان وليستا من القرآن الكريم.

١ - ﴿الْفَلَقِ﴾ اسم لجهنم أو لسجن فيها " ع " أو الخلق كلهم أو فلق
509
الصبح أو الجبال والصخور تنفلق بالمياه [٢٣٠ / أ] / أو كل ما انفلق عن كل ما خلق من صبح وحيوان وصخور [وجبال] وحب ونوى وكل شيء من نبات وغيره وأصل الفلق الشق الواسع قيل للصبح فلق لانفلاق الظلام عنه كما قيل له فجر لانفجار الضوء منه والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين.
510
٢ - ﴿شّرِّ مَا خَلَقَ﴾ جهنم أو إبليس وذريته أو عام من كل شرور الدنيا والآخرة أو التعوذ من شر موجب للعقاب أو عام في كل شر.
٣ - ﴿غَاسِقٍ﴾ الشمس إذا غربت أو القمر إذا ولج في الظلام. نظر الرسول [صلى الله عليه وسلم] إلى القمر وقال لعائشة رضي الله تعالى عنها " تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب وهذا الغاسق إذا وقب " أو الثريا إذا سقطت لأن الأسقام والطواعين تكثر عند سقوطها وترتفع عند طلوعها أو الليل لخروج السباع والهوام فيه وينبعث أهل الشر على العبث والفساد " ع " ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ أظلم " ع " أو دخل أو ذهب أصل الغسق الجريان غسقت القرحة جرى صديدها والغساق صديد أهل النار لجريانه وغسقت العين جرى دمعها بالضرر
٤ - ﴿النَّفَّاثَاتِ﴾ السواحر ينفثن في عقد الخيوط للسحر وربما فعل في الرقي مثل ذلك طلباً للشفاء والنفث النفخ في العقد بغير ريق والتفل النفخ فيها بريق وأثره تخييل للأذى والمرض أو يمرض ويؤذي لعارض ينفصل فيتصل بالمسحور فيؤثر فيه كتأثير العين وكما ينفصل من فم المتثائب ما يحدث في المقابل له مثله أو قد يكون ذلك بمعونة من خدم الجن يمتحن الله تعالى به
510
بعض عباده والأكثرون على أن الرسول [صلى الله عليه وسلم] سحر واستخرج وتراً فيه إحدى عشرة عقدة فأمر بحلها فكان كلما حُلّت عقدة وجد راحة حتى حلت العقد كلها فكأنما أنشط من عقال فنزلت المعوذتان إحدى عشرة آية بعدد العقد وأمر أن يتعوذ بهما ومنع آخرون من تأثير السحر في الرسول [صلى الله عليه وسلم] وإن جاز في غيره لما في استمراره من خبل العقل ولإنكار الله تعالى على من قال: ﴿إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً﴾ [الإسراء: ٤٧].
511
٥ - ﴿ومن شر [٢٣٠ / ب] / حَاسِدٍ﴾ من شر نفسه وعينه أن يصيب بها أو لأن حسده يحمله على الأذى و [الحسد] : تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم تصر للحاسد والمنافسة تمني مثلها فالمؤمن يغبط والمنافق يحسد.
511
سُورَةُ النَّاسِ
كالفلق.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿قل أعوذُ برب الناس (١) ملك الناس (٢) إله الناس (٣) من شر الوسواس الخناس (٤) الذي يوسوس في صدور الناس (٥) من الجنة والناس (٦) ﴾
512
Icon