ﰡ
فُجَّرَتْ - شُقَّقَتْ جَوَانِبُهَا أَو غَارَ مَاؤُهَا.
(٦) - يُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى الإِنْسَانَ عَلَى كُفْرِهِ وَعِصْيَانِهِ لِرَبِّهِ، مَعَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَعْطَاهُ العَقُلَ وَالقُدْرَةَ عَلَى التَّمِيِيزِ، وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَأَظْهَرَ لَهُ الدَّلاَئِلَ وَالحُجَجَ عَلَى وُجُودِ اللهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَيَقُولُ تَعَالَى للإِنْسَانِ: مَا الذِي غَرَّكَ وَجَرَّأَكَ وَحَمَلَكَ عَلَى عِصْيَانِ رَبِّكَ الكَرِيمِ العَظِيمِ، حَتَّى أَقْدَمْتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَقَابَلْتَهُ بِمَا لاَ يَلِيقُ عَلَى فَضْلِهِ وَنِعَمِهِ عَلَيْكَ.
وَوَصَفَ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ بِالكَرِيمِ تَنْبِيهاً لِلإِنْسَانِ إِلَى أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقَابِلَ الكَرِيمَ بِالأَفْعَالِ القَبِيحَةِ.
مَا غَرَّكَ - مَا خَدَعَكَ وَجَرَّأَكَ عَلَى عِصْيَانِ رَبِّكَ.
(٧) - الذِي خَلَقَكَ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ جَعَلَكَ سَوِيّاً مُسْتَقِيماً مُعْتَدلَ القَامَةِ، مُنْتَصِباً فِي أَحْسَنِ الهَيْئَاتِ وَالأَشْكَالِ.
بِالدِّينِ - بِالحِسَابِ وَالجَزَاءِ.
(١٠) - وَيُنَبِّهُ اللهُ تَعَالَى بَنِي الإِنْسَانِ إِلَى أَنَّ اللهَ جَعَلَ عَلَيْهِمْ مَلاَئِكَةً.
حَافِظِينَ يَحْفَظُونَهُمْ بِأَمْرِهِ تَعَالَى.
(١١) - وَهُمْ كِرَامٌ عَلَى اللهِ، أُمَنَاءُ فِيمَا يَكْتُبُونَهُ مِنْ أَعْمَالِ العِبَادِ جَمِيعِهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ.
الأَبْرَارَ - الذِينَ بَرُّوا وَصَدَقُوا فِي إِيْمَانِهِمْ.
يَصْلَوْنَهَا - يَدْخُلُونَهَا أَوْ يُقَاسُونَ حَرَّهَا.
(١٦) - وَلاَ يَغِيبُونَ عَنِ العَذَابِ فِي الجَحيمِ سَاعَةً وَاحِدةً، وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا، وَلاَ يُجَابُونَ إِلَى مَا يَسْأَلُونَ مِنَ المَوْتِ أَوِ الرَّحْمَةِ والرَّاحَةِ وَلَوْ لَحْظَةً مِنَ الزَّمَانِ.
(١٧) - وَأَشَارَ اللهُ تَعَالَى إِلَى عَظَمَةِ يَوْمِ القِيَامَةِ وَهَوْلِهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمْرَ النَّاسِ عَجِيبٌ فَهُمْ سَاهُونَ لاَهُونَ، وَكَانَ خَلِيقاً بِهِمْ أَنْ يَتَّعِظُوا، وَيَتَنَبَّهُوا وَيَتَدَبَّرُوا أَمْرَهُمْ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَانِ، فَإِنَّهُمْ لاَ يُدْرِكُونَ هَوْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ (يَوْمُ الدِّينِ).
(١٨) - ثُمَّ عَادَ تَعَالَى فَكَرَّرَ تَنْبِيهَهُ لِلنَّاسِ إِلَى هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ الذِي يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيباً.
(١٩) - ثُمَّ وَصَفَ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَنَّهُ يَوْمٌ لاَ تَسْتَطِيعُ فِيهِ نَفْسٌ أَنْ تَنْفَعَ نَفْساً، وَلاَ أَنْ تَدْفَعَ عَنْهَا، فَكُلُّ امْرِيءٍ مَشْغُولٌ بِمَا هُوَ فِيهِ، وَقَدِ اسْتَأْثَرَ اللهُ بِالأَمْرِ كُلِّهِ، فَإِلَيْهِ تَصْرِيفُ الأُمُورِ فِيهِ، وَإِلَيهِ المَرْجِعُ وَالمَآبُ.