تفسير سورة الزمر

أسباب نزول القرآن - الواحدي
تفسير سورة سورة الزمر من كتاب أسباب نزول القرآن - الواحدي .
لمؤلفه .

قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱللَّيْلِ...﴾ الآية. [٩].
قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال ابن عمر: نزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل: نزلت في عمار بن ياسر.
قوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا...﴾ الآية. [١٧].
قال ابن زيد: نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله، وهم زيد بن عمرو، وأبو ذَر الغفاري، وسلمان الفارسي. قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾. [١٧-١٨].
قال عطاء عن ابن عباس: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه، فجاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا، ونزلت فيهم: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ﴾ قال: يريد: من أبي بكر. ﴿فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾.
قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾. [١٧-١٨].
قال عطاء عن ابن عباس: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه، فجاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا، ونزلت فيهم: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ﴾ قال: يريد: من أبي بكر. ﴿فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾.
قوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ..﴾ الآية. [٢٢].
نزلت في حمزة وعلي وأبي لهب وولده، فعليّ وحمزة ممن شرح الله صدره، وأبو لهب وأولاده قست قلوبهم عن ذكر الله، وهو قوله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ....﴾.
قوله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ...﴾. الآية. [٢٣].
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر البغدادي، قال: حدَّثنا أبو عمرو بن مطر، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الفِرْيَابي، قال: حدَّثنا إسحاق بن رَاهَوَيْة، قال: حدَّثنا عمرو بن محمد القرشي، قال: حدَّثنا خَلاّد الصّفّار، عن عمرو بن قيس المُلاَئي، عن عمرو بن مُرّة، عن مُصْعَب بن سعد، عن سعد:
قالوا: يا رسول الله لو حدَّثتنا. فأنزل الله تعالى: ﴿ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً...﴾ الآية.
قوله تعالى: ﴿قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ...﴾ الآية. [٥٣].
قال ابن عباس: نزلت في أهل مكة، قالوا: يزعم محمد أن من عبد الأوثان، وقتل النفس التي حرم الله - لم يغفر له، فكيف نهاجر ونسلم، وقد عبدنا مع الله إلهاً آخر، وقتلنا النفس التي حرم الله؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال ابن عمر: نزلت هذه الآية في عياش بن [أبي] ربيعة، والوليد بن الوليد، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ثم فُتِنُوا وعُذِّبُوا فافتتنوا؛ فكنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء صَرْفاً ولا عَدلاً أبداً، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عُذِّبوا به. فنزلت هذه الآيات. وكان عمر كاتباً فكتبها إلى عَيّاش بن أبي ربيعة، والوليد بن الوليد، وأولئك النفر، فأسلموا وهاجروا.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السراج، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن الكازري، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا القاسم بن سلام، قال: حدَّثنا حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: حدَّثني يَعْلَى بن مسلم: أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس:
أن ناساً من أهل الشرك كانوا قد قَتُلوا فأكثروا، وزَنَوْا فأكثروا، ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي [تقول و] تدعو إليه لحسن [لو] تخبرنا [أن] لما عملناه كفارة. فنزلت هذه الآية: ﴿قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ...﴾ الآية. رواه البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن جُرَيج.
أخبرنا أبو إسحاق المقرىء، قال: أخبرنا [أبو عبد الله] الحسين بن محمد [الدينوري، قال: حدَّثنا أبو بكر بن خُرْجَةَ، قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، قال: حدَّثنا محمد] بن العلاء، قال: حدَّثنا يونس بن بكير، قال: حدَّثنا محمد بن إسحاق، قال: حدَّثنا نافع عن [ابن] عمر [عن عمر] أنه قال:
لما اجتمعنا إلى الهجرة اتعَدْت أنا وعَيّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل، فقلنا: الميعاد بيننا المنَاصِف -ميقات بني غِفَار- فمن حبس منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحبه. فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفتن فافتتن، فقدمنا المدينة فكنا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله ورسوله ثم رجعوا عن ذلك لِبَلاَءِ أصَابهُمْ من الدنيا. فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ﴾ إلى قوله: ﴿أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ﴾؟ قال عمر: فكتبتها بيدي ثم بعثت بها [إلى هشام] قال هشام: فلما قدمت عَليَّ خرجت بها إلى ذي طُوَى، فقلت: اللهم فهمنيها، فعرفت أنها أنزلت فينا، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى: أن هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة رحمة الله عليه ورضوانه، وذكرنا ذلك في آخر سورة الفرقان.
قوله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...﴾ الآية. [٦٧].
أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: حدَّثنا أبو الشيخ الحافظ، قال: حدَّثنا ابن أبي عاصم، قال: حدَّثنا ابن نمير، قال: حدَّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن علقمة، عن عبد الله، قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع، والأرضِينَ على إصبع، والشجر على إصبع، والثرى على إصبع [ثم يقول: أنا الملك]؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نَوَاجِذُه، فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...﴾ الآية، ومعنى هذا: أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا [على] ما يحمله بإصبع، فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم. ألا ترى أن الله تعالى قال: ﴿وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ﴾ أي [إنه] يقبضها بقدرته.
Icon