تفسير سورة الإسراء

تفسير يحيى بن سلام
تفسير سورة سورة الإسراء من كتاب تفسير يحيى بن سلام .
لمؤلفه يحيى بن سلام . المتوفي سنة 200 هـ
( تفسير سورة سبحان، ١ وهي مكية ). ٢
١ - القطع المعتمدة في تحقيق سورة سبحان: الأم: ع. قطع المقارنة: القيروان ١٧٩، ١٧٥، ١٦٥..
٢ في ١٧٩: و ١٦٥ ذكر العنوان بعد البسملة. في طرة ع.: حزب..

بسم الله الرحمن الرحيم١.
قوله :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا٢ ( ١ ) يعني نفسه. أسرى بعبده محمد صلى الله عليه و سلم ٣. ﴿ ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ﴾ ( ١ ) يعني : بيت المقدس. ﴿ الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ﴾ ( ١ ) ما أراه الله ليلة أسري به.
[ ا يحيى قال ا ] ٤ سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك ( عن مالك )٥ بن صعصعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين. قال : فأتيت، فانطلق بي، ( فأتيت )٦ ( بطست )٧من ذهب، فيها من ماء زمزم. فشرح صدري إلى مكان كذا وكذا ».
قال قتادة : فقلت للذي معي : ما يعني ؟ ( قال ) :٨ إلى أسفل بطني، فاستخرج قلبي، فغسل بماء زمزم، ثم كُنز٩ ( أو )١٠ قال : حُشي إيمانا وحكمة. ثم أتيت بدابة أبيض، يُقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، ( يضع )١١ ( خطوة )١٢ عند أقصى طرفه. فحملت عليه، ثم انطلقنا١٣ حتى أتينا السماء الدنيا، فاستفتح جبريل فقيل [ له ]١٤ : من هذا ؟ قال : جبريل، [ قال ]١٥ : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : أو قد بُعث إليه ؟ قال : نعم. ففتح ( له )١٦، ( وقالوا )١٧ : مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. قال : فأتيت على آدم صلى الله عليه و سلم ]١٨ فقلت : من هذا ( يا جبريل ) ؟١٩ ( فقال )٢٠ : هذا أبوك آدم. فسلمت عليه. فقال : مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح٢١.
ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية، فاستفتح جبريل فقيل له : من هذا ؟ ( قال )٢٢ : جبريل. قيل : ومن معك ؟ قال : محمد. قيل : أَوَقَدْ بُعث إليه ؟ قال : نعم. قال : ففتح لنا وقالوا : مرحبا به ولَنعم المجيء جاء. فأتيت على يحيى وعيسى فقلت :[ يا جبريل ]٢٣ من هذان ؟ ( قال )٢٤ :( هذان )٢٥ يحيى وعيسى. ( قال )٢٦ : وأحسبه ( أنه )٢٧ قال : ابنا الخالة. فسلّمت ( عليهما )٢٨ فقالا : مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح.
ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثالثة، فكان نحو هذا من كلام جبريل وكلامهم. فأتيت على يوسف [ عليه السلام ]٢٩، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا أخوك يوسف. فسلّمت٣٠ عليه. فقال : مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح.
ثم انطلقنا حتى أتينا السّماء الرابعة، فأتيت على إدريس، فقلت من هذا يا جبريل ؟ فقال : هذا أخوك إدريس. فسلّمت عليه. فقال : مرحبا بالأخ، الصالح والنبي الصالح. وكان قتادة يقول عندها : قال الله :﴿ ورفعناه مكانا عليا ﴾٣١.
[ قال ]٣٢ : فانطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة، فأتيت أو أتينا على هارون، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ( قال )٣٣ : هذا أخوك هارون. فسلمت عليه. فقال : مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح.
ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة، فأتيت على موسى فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ( قال )٣٤ هذا أخوك موسى. فسلّمت عليه. فقال : مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح. فلما جاوزته بكى. فقيل له : وما يبكيك ؟ قال : ربّ، هذا غلام بَعَثْتَه بعدي، يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي.
ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة، فأتيت على إبراهيم، فقلت : من هذا يا جبريل ؟ ( قال )٣٥ : هذا أبوك ( إبراهيم )٣٦ [ صلى الله عليه وسلم ]٣٧. فسلمت عليه فقال : مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح.
ثم رُفع لنا البيت المعمور بحيال الكعبة، فقلت : يا جبريل، ما هذا ؟ ( قال ) :٣٨ هذا البيت المعمور، يدخله كل يوم ٣٩ سبعون ألف ملك، إذا خرجوا ( منه )٤٠ لم يعودوا، آخر ما عليهم٤١.
ثم رفعت لنا ( سدرة )٤٢ المنتهى. فحدّث نبيّ الله أن ورقها مثل ( آذان )٤٣ الفيلة، وأن ( نَبِقها )٤٤ مثل قلال ( هجر )٤٥.
وحدث نبي الله أنه رأى أربعة أنهار، ( يخرخر )٤٦ من تحتها نهران باطنان، ونهران ظاهران. فقلت : يا جبريل ما هذه الأنهار ؟ فقال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.
( و )٤٧ أتيت ( بإناءين )٤٨ : أحدهما لَبن، والآخر خمر، فعُرضا عليّ، فاخترت اللّبن. فقيل لي : أصيب، أصاب الله بك أمتك على الفطرة.
وفرضت عليّ خمسون صلاة أو [ قال ]٤٩ : أمرت بخمسين صلاة كل يوم، فجئت بهن حتى أتيت على موسى، فقال لي :( بما )٥٠ أمرت ؟ فقلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم. فقال : إن أمتك لا يطيقون ذلك. إني قد بلوت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائبل أشد ( المعالجة )٥١، ارجع إلى ربك ( فسله )٥٢ التخفيف٥٣ لأمتك. قال : فما زلت أختلف فيما بين موسى وبين ربي، كلما أتيت عليه٥٤ ( قال ) ٥٥ لي مثل ( مقالتي )٥٦ هذه حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم. فلما أتيت عليه قال لي :( بِما )٥٧ أمرت ؟ ( فقلت )٥٨ : أمرت بخمس صلوات كل يوم. ( فقال )٥٩ : إن أمتك لا يطيقون ذلك، إني قد بلوت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، ارجع إلى ربك ( فسله )٦٠ التخفيف لأمتك.
فقال نبيّ الله : لقد رجعت إلى ربي حتى لقد استحييت، ( ولكني )٦١ أرضى وأسلم. قال : فنوديت أو نادى ( مناد )٦٢ : إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وجعلت الحسنة بعشرة أمثالها ».
فانتهى حديث أنس إلى هذا.
حماد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم٦٣ قال : بينما أنا عند البيت، إذا أتيت، فشق النحر، فاستخرج القلب، فغسل بماء زمزم، ثم أعيد مكانه، ثم أتيت بدابة أبيض يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، مضطرب الأذنين، يقع خطوه عند منتهى طرفه، فحملت عليه، فسار بي نحو بيت المقدس، فإذا ( بمناد )٦٤ ينادي عن يمين الطريق : يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج عليه. ثم إذا أنا ( بمنادي )٦٥ [ ينادي ]٦٦ عن يسار [ ٦أ ] الطريق : يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك. فمضيت ولم أعرج عليه. ثم إذا أنا بامرأة على قارعة الطريق أحسبه قال : حسناء ( جملاء )٦٧ عليها من كل الحليّ والزينة، ناشرة شعرها، رافعة يدها تقول : يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، فمضيت ولم أعرج عليها، حتى ( أتينا )٦٨ إلى بيت المقدس، فأوثق الدابة ( بالحلقة )٦٩ التي يوثق بها الأنبياء [ صلى الله عليهم ]٧٠ ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فأتاني جبريل ( بإناءين )٧١ : إناء من لبن، وإناء من خمر. فتناولت اللبن. فقال : أصبت الفطرة. ثم قال ( لي )٧٢ جبريل : يا محمد، ما رأيت في ( وجهك )٧٣هذا ؟ ( قلت )٧٤ : سمعت ( مناديا )٧٥ ينادي عن يمين الطريق : يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك٧٦. قال : فما صنعت ؟ قلت : مضيت ولم أعرّج عليه. قال : ذاك داعية اليهود، أما إنك لو عرّجت٧٧ عليه لتهوّدت أمتك.
قلت : ثم إذا أنا ( بمنادي )٧٨ ينادي عن يسار الطريق : يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك. قال : فما صنعت ؟ ( قال )٧٩. مضيت ولم أعرج عليه. قال : ذلك داعية النصارى، أما إنك لو عرجت عليه لتنصرت أمتك.
قلت : ثم إذا أنا بامرأة [ قال ]٨٠ : أحسبه قال : حسناء ( جملاء )٨١ عليها من كل الحلي والزينة، ناشرة شعرها، رافعة يديها تقول : يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك، يا محمد، على رسلك أسألك قال فما صنعت ؟ قلت : مضيت ولم أعرج عليها. قال : تلك الدنيا، أما إنك لو عرجت عليها لَمِلْتَ إلى الدنيا.
ثم أتينا بالمعراج، فإذا أحسن ما خلق الله، ألم تر إلى الميت ( حيث )٨٢ يشق بصره، فإنما يُتبعه المعراج عجبا به. ثم تلا هذه الآية :﴿ تعرج الملائكة والروح إليه فيه يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ﴾، ( ٤ )٨٣ فقعدنا فيه، فعرج بنا حتى انتهينا إلى باب ( السماء الدنيا )٨٤، وعليها مَلَك يقال له إسماعيل، جنده سبعون ألف ملك، جند كل ملك سبعون ألف. ثم تلا هذه الآية :﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ ٨٥. فاستفتح جبريل ( فقيل )٨٦ :[ و ]٨٧ من هذا ؟ قال : جبريل، قيل ومن معك ؟ قال : محمد، ( قيل )٨٨ : أو قد بُعث إليه ؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. ففتح ( لنا )٨٩. فأتيت على آدم. فقلت : يا جبريل من هذا ؟ ( قال )٩٠ هذا أبوك آدم. فرحب بي، ودعا لي بخير. قال : وإذا الأرواح تُعرض عليه، فإذا مر به روح مؤمن قال : روح طيب، وريح طيبة، وإذا مر به روح كافر قال : روح خبيث، وريح خبيثة.
قال : ثم مضيت، فإذا [ أنا ]٩١ بأخاوين عليها لحوم نتنة، وأخاوين عليها لحوم طيبة، وإذا رجال ( ينهشون )٩٢ اللحوم المنتنة، ويدعون اللحوم الطيبة. فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟٩٣ قال٩٤ : هؤلاء الزّناة، يدعون الحلال، ويتبعون الحرام.
قال : ثم مضيت، فإذا أنا برجال تفك ( ألحيهم )٩٥، وآخرون يجيئون بالصخور من النار، فيقذفونها في أفواههم، فتخرج من أدبارهم. قال : فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ ( قال ) :٩٦ هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما. ثم تلا هذه الآية :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ﴾ ( ١٠ )٩٧.
ثم مضيت، فإذا أنا بقوم يقطع من لحومهم بدمائهم فيضفزونها ٩٨، ولهم ( جُؤار )٩٩. فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الهمّازون اللّمازون.
ثم تلا هذه الآية :﴿ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ﴾١٠٠.
قال : وإذا بنسوة معلقات بثديهن، وأحسبه قال : وإذا حيات وعقارب ( ينهشنهنّ )١٠١. فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء ( الظؤرة )١٠٢ ( اللاتي )١٠٣يقتلن أولادهن.
قال : ثم أتيت على ( سابلة )١٠٤ آل فرعون، حيث ينطلق ( بهم )١٠٥ إلى النار يُعرضون عليها غدوّا وعشيّا، فإذا رأوها قالوا : ربنا ( لا تقومنّ )١٠٦ الساعة، لما يرون من عذاب الله. وإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت، يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم، فيأتي عليهم آل فرعون فيثردونهم بأرجلهم ثردا. فقلت١٠٧ : من هؤلاء يا جبريل ؟ ( قال )١٠٨ : هؤلاء أكلة الربا. ثم تلا هذه الآية :﴿ الذين يأكلون الربا لا يقومون١٠٩ إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ﴾١١٠. ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد، قيل : أو قد بُعث إليه ؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. قال : ففتح لنا فإذا ( أنا )١١١ بابني الخالة : يحيى وعيسى، فرحبا بي، ودعوا لي بخير.
ثم عُرج بنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك ؟ قال محمد. قيل : أو قد بعث إليه ؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا. [ قال ]١١٢. فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن. قال : فرحب بي، ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا حتى انتهينا١١٣ إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل فقيل : من [ ٦ ب ] هذا ؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك ؟ قال محمد. قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم. قالوا : مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب بي، ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا حتى انتهينا إلى السما
١ - قي ١٧٩: بعد البسملة" الجزء الحادي عشرين (هكذا) من تفسير محمد بن يحيى..
٢ - إضافة من ١٦٥. ـا: اختصار لـ: حدثنا..
٣ - ساقطة في ١٩٧..
٤ - إضافة من ١٦٥ نا: اختصار لـ: حدثنا..
٥ - ساقطة في ١٦٥..
٦ - في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥: ثم أتيت..
٧ - في ١٧٩: بطسط..
٨ - في ١٧٩ و ١٧٥: و ١٦٥: فقال..
٩ - يقال: كنزت السقاء إذا ملأته. لسان العرب، مادة كنز..
١٠ - في٢٦٥: و..
١١ - في ١٧٧ و ١٧٥: يقع. وفي ١٦٥: تقع..
١٢ - في ١٦٥: خطوته..
١٣ - انظر هذه الرواية في الطبري، ١٥/٣. لم يأت الطبري، بالحديث كله وختمه بقوله: فذكر الحديث..
١٤ - إضافة من ١٦٥..
١٥ - في ١٧٩ و ١٧٥: قيل.
١٦ - في ١٧٥ و ١٦٥: لنا..
١٧ - في ١٧٩: فقالوا..
١٨ - إضافة من ١٧٥..
١٩ - ساقطة في ١٧٩..
٢٠ - في ١٧٩: فقيل..
٢١ - في ١٧٩: ، إضافة: قال. ويبدو أنها مشطبة..
٢٢ - في ١٦٥: فقال..
٢٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٦٥. في ١٧٥: لجبريل..
٢٤ - في ١٧٥ و ١٦٥: فقال..
٢٥ - في طرة ع : هذان..
٢٦ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥..
٢٧ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥..
٢٨ - في ١٧٩: عليهم..
٢٩ - إضافة من ١٦٥..
٣٠ - بداية [٢] من ١٧٥..
٣١ - مريم، ٥٧، انظر التفسير..
٣٢ - إضافة من ١٦٥..
٣٣ في ١٧٥: فقال..
٣٤ - في ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥ : فقال..
٣٥ - في ١٧٩ و ١٧٥: فقال..
٣٦ - في ١٧٩: ابن هيم..
٣٧ - إضافة من ١٧٥..
٣٨ - في ١٦٥: فقال..
٣٩ - بداية [٣] من ١٧٩ ورقمها: ٣٦٨..
٤٠ - ساقطة في ١٦٥..
٤١ - في شرح النووي لصحيح مسلم، ٢/٢٢٥، مطبعة حجازي، القاهرة، قوله: آخر ما عليهم برفع الراء ونصبها، فالنصب على الظرف، والرفع على تقدير: ذلك آخر ما عليهم من دخوله. قال: والرفع أوجه..
٤٢ - في ع. السدرة..
٤٣ - في ١٧٩: ايدان. وآذان جمع أذْن وأذُن ولا يكسّر على غير ذلك. لسان العرب، مادة: إذن..
٤٤ - النبق ثمر السدر، لسان العرب، مادة: نبق..
٤٥ - هجَر: مدينة وهي قاعدة البحرين وقيل ناحية البحرين كلها هجر وهو الصواب كانت تجلب منها القلال إلى المدينة، معجم البلدان، ياقوت الحموي، بيروت ١٩٥٧. مادة، هجر..
٤٦ - في ١٦٥: تخرج..
٤٧ - في ١٧٩ و ١٧٥: ثم..
٤٨ - في ١٧٩ و ١٧٥: بانايين..
٤٩ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥ و ١٦٥..
٥٠ - في ١٧٩: بم. وهي في صحيح البخاري: بما. انظر فتح الباري لابن حجر، بيروت، كتاب مناقب الأنصار، باب المعراج، ٧/٢٠٢. وذكر القسطلاني الروايتين: بما وبم. إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، باب المعراج، ط. ٦، ١٣٠٤هـ ومعلوم أنه يجب حذف ألف ما الاستفهامية إذا جرت إلا في النادر. انظر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام، ط٢. ١٩٦٩، ١/٣٣٠-٣٣٥..
٥١ - في ١٧٩: المالجة..
٥٢ - في ١٧٥: فسأله..
٥٣ - بداية [٣] من ١٧٥..
٥٤ - نهاية المقارنة مع ١٦٥..
٥٥ - في ع: فقال..
٥٦ - في ١٧٩ و ١٧٥: مقالة..
٥٧ - انظر الملاحظة السابقة هامش رقم: ٩ من هذه الصفحة في ١٧٩: بم..
٥٨ - في ١٧٩: قلت.
٥٩ - في ١٧٩: قال..
٦٠ - في ١٧٥: فاسله..
٦١ - في ١٧٩: ولاكن وفي ١٧٥: ولكن..
٦٢ - في ع و ١٧٩ و ١٧٥: منادي..
٦٣ - ساقطة في ١٧٩..
٦٤ - في في ع و ١٧٩ و ١٧٥: منادي. وفي ابن أبي زمنين ورقة: ١٧٩ مناد..
٦٥ - هكذا في ع و ١٧٩ و ١٧٥ : بمنادي..
٦٦ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥ وابن أبي زمنين، ورقة: ١٧٩..
٦٧ - في ١٧٩: جميلة. وجملاء مثل جميلة مؤنث أفعل. لسان العرب، مادة: جمل..
٦٨ - في ١٧٩ و ١٧٥: انتهيت..
٦٩ - في ١٧٩: إلى الحلقة..
٧٠ - إضافة من ١٧٥.
٧١ - في ١٧٩ و ١٧٥: بإنايين..
٧٢ - ساقطة من ١٧٩ و ١٧٥..
٧٣ - في ابن أبي زمنين ورقة: ١٧٩ وجهتك وكذلك في ابن محكم، ٢/٤٠١، وفي الطبري ١٥/١٢: وجهك.
٧٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: فقلت..
٧٥ - في ١٧٩: منادي..
٧٦ - بداية [٤] من ١٧٥..
٧٧ - بداية [٤] من ١٧٩ ورقمها: ٣٦٩..
٧٨ - هكذا في ع و ١٧٩ و ١٧٥..
٧٩ - في ١٧٩و ١٧٥: قلت..
٨٠ - إضافة من ١٧٥..
٨١ - في ١٧٩: جميلة وفي ١٧٥: وجمالا..
٨٢ - في ١٧٩: حين..
٨٣ - المعارج: ٤..
٨٤ - في ابن أبي زمنين، ورقة: ١٨٠: سماء الدنيا. وفي ١٧٩ و ١٧٥: الحطفة، وفي الطبري، ١٥/١٤: الحفظة..
٨٥ - المدثر: ٣١..
٨٦ - في ١٧٩: قيل..
٨٧ - إضافة من ١٧٩..
٨٨ - في ١٧٥: قال.
٨٩ - ساقطة في ١٧٥..
٩٠ - في ١٧٩: فقال..
٩١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٩٢ - في ١٧٩: ينتهشون..
٩٣ - بداية [٥] من ١٧٥..
٩٤ - في ١٧٥: فقال..
٩٥ - في ابن أبي زمنين: ورقة: ١٨٠، ألحيتهم، ألحيهم: مفرد لحية، معروفة، وتجمع جمع كثرة على لحيّ ولِحِيّ، وهي المقصود هنا. أما: ألحية فهي جمع لحاء وهو قشر الشجر. لسان العرب، مادة: لحا..
٩٦ - في ١٧٥: فقال..
٩٧ - النساء: ١٠..
٩٨ - في طرة ع: فيضفزونها أي: يلقمونها كأنها تدفع في أفواههم. وأصل الضفز الدفع، ومنه قيل: ضفز الرجل المرأة إذا وطئها. ضفز يضفز اللقمة لقاما كبارا. لسان العرب، مادة: ضفز..
٩٩ - في ١٧٩: ضوار. والجؤار والتضور الصياح. لم ترد كلمة ضوار في القواميس. لسان العرب، مادتا: جأر وضور..
١٠٠ - الحجرات: ١٢..
١٠١ - في ١٧٩ و ١٧٥: تنهشهن..
١٠٢ - في ١٧٩: الضورة. والظورة اسم جمع للظئر وهي: المرضعة لغير ولدها من الناس والإبل. لسان العرب، مادة: ظأر..
١٠٣ - في ١٧٩: التي، وفي ١٧٥: الاتي..
١٠٤ - في ع: سايلة..
١٠٥ - في ١٧٩: بهن..
١٠٦ - في ١٧٥: تقوم..
١٠٧ - في ١٧٥: قلت..
١٠٨ - في ١٧٥: فقال..
١٠٩ - بداية [٥] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٠..
١١٠ - البقرة، ٢٧٥..
١١١ - ساقطة في ١٩٧..
١١٢ - إضافة من ١٧٩..
١١٣ - بداية [٦] من ١٧٥..
قوله :﴿ وآتينا موسى الكتاب ﴾، ( ٢ ) التوراة [ في تفسير الحسن ]١. ﴿ وجعلناه ﴾ ( ٢ ) تفسير الحسن، موسى )٢.
[ وقال السدي : التوراة ]٣. ﴿ هدى لبني إسرائيل ﴾. ( ٢ ) لمن آمن به. ﴿ ألا تتخذوا من دوني وكيلا ﴾ ( ٢ ). عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال : شريكا٤. وقال ( بعضهم )٥ : رياء.
١ - إضافة من ١٧٩..
٢ - ساقطة في ١٧٩..
٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - تفسير مجاهد، ١/٣٥٧..
٥ - في ١٧٩: السدي..
﴿ ذرية من حملنا مع نوح ﴾ ( ٣ ) في السفينة أي : يا ذرية من حملنا مع نوح، لذلك انتصبت.
سعيد عن قتادة قال :﴿ ذرية من حملنا مع نوح ﴾ ( فالناس )١ كلّهم ذرية من أنجى في [ تلك ]٢ السفينة. وذكر لنا أنه نجا فيها نوح و( ثلاثة )٣ بنين ( له )٤ وامرأته و ( نساؤهم )٥. وبنوه سام، وحام، ويافث، [ فسام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم ]٦. فجميعهم ثمانية.
قال :﴿ إنه كان عبدا شكورا ﴾ ( ٣ ). سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أنه ( كان إذا استجد ثوبا )٧ حمد الله٨. قال يحيى : وعامة ما في القرآن في تفسير العامة أن الشكور المؤمن.
١ - في ١٧٥: والناس..
٢ - إضافة من ١٧٩..
٣ - في ١٧٥: ثلاث..
٤ - ساقطة في ١٧٩..
٥ - في ١٧٩: ثلاث نسوة..
٦ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥. انظر رواية قنادة في الطبري، ١٥/١٩..
٧ - في ١٧٩ و ١٧٥: لم يستجد ثوبا قط إلا..
٨ - الطبري، ١٥/٢٠..
قوله :﴿ وقضينا إلى بني إسرائيل ﴾ ( ٤ ). [ تفسير السدي١ : أخبرنا بني إسرائيل ]٢. ﴿ في الكتاب ﴾ ( ٤ ) [ يعني : في التوراة. وهو تفسير السدي ]٣. قال الحسن : يقول أعلمناهم، كقوله :﴿ وقضينا إليه ذلك الأمر ﴾٤ ( يقول )٥ : أعلمناه. عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال ﴿ وقضينا ﴾ كتبنا٦. ﴿ لتفسدنّ في الأرض مرتين ﴾( ٤ ) يعني : لتهلكن في الأرض مرتين. [ وهو تفسير السدي ]٧. ﴿ ولتعلنّ علوا كبيرا ﴾ ( ٤ ) يعني : لتقهرن قهرا شديدا، تفسير السدي ]٨.
١ - بداية [٨] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٣..
٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٣ - نفس الملاحظة..
٤ - الحجر، ٦٦..
٥ - في ١٧٩: يعني..
٦ - في الطبري، ١٥/٢١ عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: أخبرنا بني إسرائيل..
٧ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٨ - نفس الملاحظة..
﴿ فإذا جاء وعد أولاهما ﴾ ( ٥ ) : أولى العقوبتين١. ﴿ بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد ﴾ ( ٥ ) ( تفسير مجاهد )٢. فارس٣. ﴿ فجاسوا خلال الديار ﴾ ( ٥ ) ( فقتلوهم )٤ في الديار وهدموا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف والعذرة. ﴿ وكان وعدا مفعولا ﴾ ( ٥ ) أي أنه كائن.
[ وقال ابن مجاهد عن أبيه ] :﴿ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ﴾ كتبنا عليهم. ﴿ لتفسدن في الأرض [ مرتين ] ﴾٥ إلى قوله :﴿ أولى بأس شديد ﴾ قال : ذلك بيان من جاءهم من فارس يتحسسون أخبارهم ويسمعون حديثهم ومعهم بختنصر، فوعى أحاديثهم من بين أصحابه ثم رجعت فارس، فلم ( يكن )٦ قتال ونصرت عليهم بنو إسرائيل. فهذا وعد الأولى.
﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ليسألوا وجوهكم ﴾ ( ٧ ) بعث مالك فارس ببابل جيشا وأمر عليهم بختنصر، فأتوا ( بني )٧ اسرائيل فدمروهم. فكانت هذه الآخرة ووعدها٨.
[ وقال السدي :﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ﴾ يعني : الموت الأخير من العذاب الذي وعدهم ]٩.
سعيد عن قتادة قال : عوقب القوم على ( غلوّهم )١٠ وفسادهم، فبعث [ الله ]١١ عليهم في الأولى جالوت ( الخزري )١٢ فسبى وقتل وجاسوا خلال الديار كما قال الله، ثم ( روجع )١٣ القوم على دخن١٤ فيهم كثير.
١ - بداية [١١] من ١٧٥..
٢ - ساقطة من ١٧٩ و ١٧٥..
٣ - تفسير مجاهد، ١/٣٥٨..
٤ - في ١٧٩: فقتلوكم، وفي ١٧٥: فقتلوا..
٥ - ساقطة في ع..
٦ - في تفسير مجاهد، ١/٣٥٨ يكثر..
٧ - في ١٧٥: بنو..
٨ - تفسير مجاهد، ١/٣٥٨..
٩ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٠ - في ١٧٩: عتوهم..
١١ - إضافة من ١٧٩..
١٢ - في ١٧٩: الجزري..
١٣ - في ١٧٥: رجع..
١٤ - الدخن. الدخان وكذلك كدورة إلى السواد. لسان العرب، مادة: دخن..
فقال١ :﴿ ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين ﴾ ( ٦ ). [ يقول : وأعطيناكم. تفسير السدي ]٢. ﴿ وجهلناكم أكثر نفيرا ﴾ ( ٦ ) أي أكثر عددا في زمان داود. [ ( و )٣ قوله ]٤ :﴿ ثم رددنا لكم الكرّة عليهم ﴾ ففعل ذلك بهم في زمان داود يوم طالوت.
١ - في ١٧٥: قال..
٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - إضافة من ١٧٩..
قال :﴿ إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتهم فلها ﴾( ٧ ) أي فلأنفسكم. ﴿ فإذا جاء وعد الآخرة ﴾ ( ٧ ). قال قتادة : آخر ( العقوبتين )١. ﴿ ليسوئوا وجوهكم ﴾ ( ٧ ) وهي تقرأ على وجهين : ليسوء الله وجوهكم خفيفة. والوجه الآخر ليسئوا، مثقلة، يعني القوم وجوهكم٢. ﴿ وليدخلوا المسجد ﴾ ( ٧ ) يعني بيت المقدس. ﴿ كما دخلوه أول مرة ﴾ ( ٧ ).
سعيد عن قتادة قال : أي كما دخله عدوهم قبل ذلك. قال :﴿ وليتبّروا ما علوا ﴾ ( ٧ ) [ أي غلبوا عليه. ﴿ تتبيرا ﴾ ( ٧ )٣ ] أي وليفسدوا ما غلبوا عليه فسادا، فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر ( البابلي )٤ المجوسي فسبى وقتل وخرّب بيت المقدس/وقذف [ ٧ب ] فيه الجيف والعذرة.
يقال إن فسادهم الثاني قتل يحيى بن زكرياء، فبعث الله بختنصر عقوبة عليهم بقتلهم يحيى٥ فقتل٦ منهم سبعين ألفا٧.
أبو سهل عن أبي هلال الراسبي عن قتادة أن مريم لما حملت قالوا : ضيّع الله بنت سيدنا، يعنون زكريا، حتى زنت. فلما طلبوا زكرياء ليقتلوه انطلق هاربا، فعرضت له شجرة فقال : افرجي لي ( حتى )٨ أختبئ فيك، ففرجت له فدخل فيها وانضمت عليه وبقي بعض هدب ( ثيابه )٩ خارجا. [ فطلبوه فلم يقدروا عليه ]. ١٠ فجاء إبليس فقال : هو في هذه الشجرة وهذا هدب ثوبه، فجيء بالمنشار فوضع عليه حتى قتل.
( وإن يحيى بن زكريا )١١ كان في زمان لم يكن للرجل منهم أن يتزوج امرأة أخيه بعده، وإذا كذب متعمدا١٢ لم ( يول )١٣ الملك. فمات الملك ( وولي أخوه )١٤. فأراد [ الملك ]١٥ أن ( يتزوج١٦ امرأة ( أخيه )١٧ الملك الذي مات١٨، فسألهم فرخصوا له. فسأل يحيى بن زكرياء فأبى أن يرخص له. فحقدت عليه امرأة أخيه وجاءت ( بابنة )١٩ أخي الملك الأول إليه فقال لها : سليني اليوم حكمك. فقالت : حتى أنطلق إلى أمي. ( فلقيت )٢٠ أمها فقالت : قولي له إن أردت أن تفي لنا بشيء فأعطني رأس ( يحيى )٢١ بن زكريا. فقال : قولي لها غير هذا خير لك [ منه ]٢٢. قال : فأبت، وتكره أن يخلفها فلا يولّى الملك فدفع إليها يحيى بن زكرياء. فلما وضعت الشفرة على حلقه قال : قولي : بسم الله. هذا ما بايع عليه يحيى بن زكرياء عيسى ابن مريم على ألا يزني، ولا يسرق، ولا يلبس إيمانه بسوء. فلما أمرّت الشفرة على أوداجه فذبحته ( ناداها )٢٣ ( مناد )٢٤ من فوقها فقال : يا ربة البيت الخاطئة الغاوية، قالت إنها كذلك، فما تريد ( منها )٢٥ ؟ قال : لتبشر فإنها أول ما ( تدخل )٢٦النار. قال : وخسف بابنتها فجاءوا بالمعاول فجعلوا يحفرون عنها وتدخل في الأرض حتى ذهبت.
١ - في ١٧٩: العفوسين وفي ابن أبي زمنين ورقة: ١٨٢ العقوبتين..
٢ - قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم: ليسئوا بالياء وضمير الجمع. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر وحمزة. ليسوء بالياء على الإفراد. وقرأ الكسائي: لنسوء بالنون. ابن مجاهد، ٣٧٨. انظر مزيدا من التفصيل في قراءة هذا الحرف في البحر المحيط، ٦/١١..
٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - في ١٧٩: اليابلي..
٥ - في ١٧٩: ببحى..
٦ - بداية [١٢] من ١٧٥..
٧ - الطبري، ١٥/٣٦..
٨ - ساقطة في ١٧٥..
٩ - في ١٧٩: ثوبه..
١٠ - إضافة من ١٧٩..
١١ - ساقطة في ١٧٩: و ١٧٥..
١٢ - بداية [٩] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٣..
١٣ - في ١٧٩: يوك..
١٤ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
١٥ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٦ - في ١٧٥: يزوج..
١٧ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
١٨ - في ١٧٩ و ١٧٥ إضافة: وكان أخاه..
١٩ - في ١٧٩ و ١٧٥: ببنت..
٢٠ - في ١٧٩ و ١٧٥ : فأتت..
٢١ - ساقطة في ١٧٥..
٢٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢٣ - في ١٧٩ و ١٧٥: فناداها..
٢٤ - في ع : منادي، وفي ١٧٥: مناديا..
٢٥ - في ١٧٩: من ذلك..
٢٦ - في ١٧٩: يدخل..
قال :﴿ عسى ربكم أن يرحمكم ﴾ ( ٨ ). سعيد عن قتادة قال : فعاد الله ( عليهم )١ بعائدته. قال :﴿ وإن عدتم عدنا ﴾ ( ٨ ) عليكم بالعقوبة٢. كان أعلمهم أن هذا كائن كله. قوله :﴿ وإن عدتم عدنا ﴾ ( ٨ ) تفسير الحسن أن الله عاد لهم بمحمد فأذلهم بالجزية.
قال يحيى :[ يعني ]٣ قوله :﴿ وإذ تأذن ربك ﴾٤ ( يعني )٥ قال ربك في تفسير قتادة.
وقال الحسن : أشعر ربك، قال ربك، ﴿ ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ﴾ ٦.
وقال [ سعيد٧ عن ]٨ قتادة : ثم عاد القوم ( لشر ما بحضرتهم )٩، فبعث الله عليهم ما شاء من نقمته. ثم كان عذاب الله أن بعث عليهم العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة١٠. قوله :﴿ وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ﴾ ( ٨ ). سعيد عن قتادة قال : سجنا [ أي ]١١ يحصرهم فيها )١٢. [ وقال ابن مجاهد عن أبيه ( يحصرون فيها ]١٣.
١ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٢ - الطبري، ١٥/٤٤..
٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - الأعراف، ١٦٧..
٥ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٦ - الأعراف، ١٦٧..
٧ - بداية [١٣] من ١٧٥..
٨ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٩ - في الطبري، ١٥/٤٤ بشر ما يحضرهم..
١٠ - الطبري، ١٥/٤٤..
١١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٢ - في ١٧٩: نحصرهم بالنون. انظر رواية قتادة في الطبري، ١٥/٤٥..
١٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥. تفسير مجاهد، ١/٣٥٩..
قوله :﴿ إن هذا القرآن يهدي ﴾ ( ٩ ) يعني يدعو. [ وهو تفسير السدي ]١. ﴿ للتي هي أقوم ﴾( ٩ ). وقال في المزمل :﴿ وأقوم قيلا ﴾٢ أصوب.
﴿ ويبشر المؤمنين الذي يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ﴾( ٩ ) الجنة.
١ إضافة من ١٧٩ و١٧٥..
٢ - المزمل: ٦ غي ١٧٩: قليلا..
﴿ وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاب أليما ﴾ ( ١٠ ) موجعا.
قوله :﴿ ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ﴾ ( ١١ ) يدعو بالشر على نفسه وعلى ولده وماله كما يدعو بالخير. وقال في آية أخرى :﴿ ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم١ أجلهم ﴾٢ لأمات الذي يدعو عليه. ﴿ وكان الإنسان عجولا ﴾ ( ١١ ) وقد فسرنا قبل هذا الموضع.
سعيد عن قتادة قال : يدعو على ماله فيلعن ماله، وولده، ولو استجاب الله له لأهلكه.
الحسن بن دينار عن ( حميد بن هلال )٣ قال :( ألا )٤ وتعجب من الناس كيف يغبنون عن جلال الله. يقول أحدهم ( لدابته )٥ ( أو )٦ ( لشاته )٧ :
غضب الله عليك. ولو ( قيل له )٨ : اغضب على شاتك أو [ اغضب ]٩ على دابتك لغضب من ذلك.
١ - بداية [١٠] من ١٧٩ ورقمها: ٣٥٧..
٢ - يونس، ١١..
٣ - في ١٧٩ و ١٧٥ : إسحاق بن سويد العدوي عن مطرف بن عبد الله..
٤ - في ١٧٩: لا..
٥ - في ١٧٩ و ١٧٥: للدابة..
٦ - في ١٧٩: و..
٧ - في ١٧٩: للشيء، وفي ١٧٥: الشيء.
٨ - في ١٧٩: و ١٧٥ : قال رجل لرجل..
٩ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥.
قوله :﴿ وجعلنا الليل والنهار آيتين ﴾( ١٢ ). ابن مجاهد عن أبيه قال : آيتين ليلا ونهارا كذلك ( خلقهما )١ الله. قال ﴿ فمحوها آية الليل ﴾( ١٢ ). ( قال قتادة : وهو السواد الذي في القمر )٢.
قال يحيى : ويقال محي من ضوء القمر من مائة جزء تسعة وتسعون جزءا وبقي جزء واحد. قال :( وجعلنا آية النهار مبصرة ) ( ١٢ ). قال قتادة : أي منيرة يعني به ضوء النهار. ﴿ لتبتغوا فضلا من ربكم ﴾ ( ١٢ ) يعني بالنهار. ﴿ ولتعلموا عدد السنين والحساب ﴾ ( ١٢ ) بالليل والنهار. [ وقال السدي يعني عدد الأيام والشهور والسنين قال :]٣ ﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾ ( ١٢ ) بيّناه ( تبيينا )٤ في تفسير قتادة [ والسدي ]٥.
وتفسير الحسن فصلنا الليل من النهار، وفصلنا النهار من الليل، والشمس من القمر والقمر من الشمس٦.
١ - في ١٧٥: خلقهم..
٢ - في ١٧٩ و ١٧٥: سعيد عن قتادة قال: كنا نحدث أن محو آية الليل سواد القمر الذي فيه.
في الطبري، ١٥/٥٠. عن سعيد عن قتادة: أي منيرة وخلق الشمس أنور من القمر وأعظم..

٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - في ١٧٩: تبينا. وفي ١٧٥ تبيانا..
٥ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٦ - بداية [١٤] من ١٧٥..
قوله :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ ( ١٣ ). المبارك بن فضالة عن الحسن قال : عمله. سعيد عن قتادة مثل ذلك١.
قوله :﴿ ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ( ١٣ ) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ﴾ ( ١٤ ).
سعيد عن قتادة قال :( سيقرأ )٢ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا.
( يحيى عن )٣ صاحب له عن أبان بن أبي عياش عن أبي العالية الرياحي عن أبي بن كعب قال : يدعى الخلائق يوم القيامة للحساب. فإذا كان الرجل في الخير رأسا يدعو إليه، ويأمره به، ويكثر عليه تبعه ( دُعي )٤ باسمه واسم أبيه، فيقوم حتى إذا ( دنا )٥ أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض في باطنه السيئات وفي ( ظهره )٦ الحسنات، فيبدأ بالسيئات فيقرأها فيشفق ويتغير لونه. فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه سيآتك وقد غفرت لك فيفرح. ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته فلا يزداد إلا فرحا، حتى إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه هذه حسناتك٧ وقد ضعفت لك فيبيض وجهه، ويؤتى بتاج فيوضع على رأسه، ويُكسى حُلتين، ويُحلّى كل مفصل منه/ ويطول ستين ذراعا، وهي قامة آدم، ويُعطى كتابه بيمينه فيقال [ ٨أ ] له : انطلق إلى أصحابك فبشرهم وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا. فإذا أدبر قال :﴿ هاؤم اقرءوا كتابيه ( ١٩ ) إني ( ظننت )٨ أني ملاق حسابيه ﴾ ( ٢٠ )٩ يقول الله :﴿ فهو في عيشة راضية ( ٢١ ) في جنات عالية( ٢٢ ) ( قطوفها دانية ) ﴾ ( ٢٣ )١٠، فيقول لأصحابه : هل ( تعرفوني )١١ ؟ فيقولون : قد غيرتك كرامة الله، من أنت ؟ فيقول : أنا فلان بن فلان ليبشر كل رجل منكم بمثل هذا.
وإذا كان في الشر رأسا يدعو إليه، ويأمر به، ويكثر عليه تبعه نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى ( حسابه )١٢ ويُخرج له ( كتاب )١٣ أسود ( بخط أسود )١٤ في باطنه الحسنات وفي ( ظهره )١٥السيئات، فيبدأ بالحسنات فيقرأها فيفرح ( ويظن )١٦ أنه سينجو، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه حسناتك وقد ردت عليك، فيسود وجهه، ويعلوه الحزن ويقنط من ( الخير )١٧. ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته، فلا يزداد إلا حزنا ولا يزداد وجهه إلا سوادا. فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه سيئاتك وقد ضعفت عليك ( فيعظّم )١٨ للنار حتى إن فخذه ليكون مسيرة أيام وجلده مقدار أربعين ذراعا، وتزرق عيناه، ويسود لونه، ويُكسى سرابيل القطران، ثم تُخلع ( كتفه )١٩ اليسرة فتجعل وراء ( ظهره )٢٠، ثم يعطى كتابه بشماله ويقال له : انطلق إلى أصحابك فأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا. فينطلق وهو يقول :﴿ يا ليتني لم أوت كتابيه ( ٢٥ ) ولم أدر ما حسابيه ( ٢٦ ) يا ليتني كانت القاضية ( ٢٧ ) ما أغنى عنه ماليه( ٢٨ ) هلك عني سلطانيه ﴾ ( ٢٩ ). قال الله :﴿ خذوه فغلّوه ( ٣٠ ) ثم الجحيم صلّوه( ٣١ ) ثم في سلسلة ٢١ ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ﴾ ( ٣٢ )٢٢.
( فيسلك فيها سبعون ذراعا، ﴿ فاسلكوه ﴾ )٢٣ كما قال الله، فيسلك فيها سلكا تدخل من فيه حتى تخرج من دبره، فيأتي أصحابه فيقول : هل ( تعرفوني ؟ )٢٤ فيقولون : ما ندري ولكن قد نرى ما بك من الخزي، فمن أنت ؟ فيقول : أنا فلان ابن فلان، إن لكل إنسان منكم مثل هذا. ثم ( ينصب )٢٥ للناس وتبدو فضائحه حتى يعير، فيتمنى أن لو ( قد )٢٦ انطلق به إلى النار استحياء مما يبدو منه٢٧. قوله :﴿ كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ﴾( ١٤ ) شاهدا.
١ - الطبري، ١٥/٥٢..
٢ - في ١٧٩: سيقرأه..
٣ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥. في ١٧٩: وضعت قوس قبل كلمة صاحب وجاء في الطرة:... وب عليه في كتاب أبي العرب..
٤ - في ١٧٩: دعا..
٥ - في ١٧٩: ذنا..
٦ - في ١٧٩: ظاهره..
٧ - بداية [١١] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٦..
٨ - في ١٧٩: ضننت..
٩ - الحاقة: ١٩، ٢٠..
١٠ - الحاقة ٢١- ٢٣. ساقطة في ١٧٩: و ١٧٥..
١١ - في ١٧٩ و ١٧٥ : تعرفونني..
١٢ - في ع: حسناته وهي لا تناسب المعنى..
١٣ - في ١٧٩: كتابا..
١٤ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
١٥ - في ١٧٩: ضهره..
١٦ - في ١٧٩: يضن..
١٧ - في ع : الخير..
١٨ - في ١٧٩: فيعضم. بداية [١٥] من ١٧٥..
١٩ - في ١٧٩ و ١٧٥: كفه..
٢٠ - في ١٧٩: ضهره..
٢١ - في ١٧٩ و ١٧٥ : إلى قوله..
٢٢ - الحاقة: ٢٥-٣٢..
٢٣ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥: وهي عبارة مشوشة يبدو أنها خطأ من الناسخ..
٢٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: تعرفونني..
٢٥ - في ع: يتصب..
٢٦ - ساقطة في ١٧٥..
٢٧ - هنا أغلقت القوس في ١٧٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:قوله :﴿ وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ﴾ ( ١٣ ). المبارك بن فضالة عن الحسن قال : عمله. سعيد عن قتادة مثل ذلك١.
قوله :﴿ ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ( ١٣ ) اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ﴾ ( ١٤ ).
سعيد عن قتادة قال :( سيقرأ )٢ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا.
( يحيى عن )٣ صاحب له عن أبان بن أبي عياش عن أبي العالية الرياحي عن أبي بن كعب قال : يدعى الخلائق يوم القيامة للحساب. فإذا كان الرجل في الخير رأسا يدعو إليه، ويأمره به، ويكثر عليه تبعه ( دُعي )٤ باسمه واسم أبيه، فيقوم حتى إذا ( دنا )٥ أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض في باطنه السيئات وفي ( ظهره )٦ الحسنات، فيبدأ بالسيئات فيقرأها فيشفق ويتغير لونه. فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه سيآتك وقد غفرت لك فيفرح. ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته فلا يزداد إلا فرحا، حتى إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه هذه حسناتك٧ وقد ضعفت لك فيبيض وجهه، ويؤتى بتاج فيوضع على رأسه، ويُكسى حُلتين، ويُحلّى كل مفصل منه/ ويطول ستين ذراعا، وهي قامة آدم، ويُعطى كتابه بيمينه فيقال [ ٨أ ] له : انطلق إلى أصحابك فبشرهم وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا. فإذا أدبر قال :﴿ هاؤم اقرءوا كتابيه ( ١٩ ) إني ( ظننت )٨ أني ملاق حسابيه ﴾ ( ٢٠ )٩ يقول الله :﴿ فهو في عيشة راضية ( ٢١ ) في جنات عالية( ٢٢ ) ( قطوفها دانية ) ﴾ ( ٢٣ )١٠، فيقول لأصحابه : هل ( تعرفوني )١١ ؟ فيقولون : قد غيرتك كرامة الله، من أنت ؟ فيقول : أنا فلان بن فلان ليبشر كل رجل منكم بمثل هذا.
وإذا كان في الشر رأسا يدعو إليه، ويأمر به، ويكثر عليه تبعه نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى ( حسابه )١٢ ويُخرج له ( كتاب )١٣ أسود ( بخط أسود )١٤ في باطنه الحسنات وفي ( ظهره )١٥السيئات، فيبدأ بالحسنات فيقرأها فيفرح ( ويظن )١٦ أنه سينجو، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه حسناتك وقد ردت عليك، فيسود وجهه، ويعلوه الحزن ويقنط من ( الخير )١٧. ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته، فلا يزداد إلا حزنا ولا يزداد وجهه إلا سوادا. فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه سيئاتك وقد ضعفت عليك ( فيعظّم )١٨ للنار حتى إن فخذه ليكون مسيرة أيام وجلده مقدار أربعين ذراعا، وتزرق عيناه، ويسود لونه، ويُكسى سرابيل القطران، ثم تُخلع ( كتفه )١٩ اليسرة فتجعل وراء ( ظهره )٢٠، ثم يعطى كتابه بشماله ويقال له : انطلق إلى أصحابك فأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا. فينطلق وهو يقول :﴿ يا ليتني لم أوت كتابيه ( ٢٥ ) ولم أدر ما حسابيه ( ٢٦ ) يا ليتني كانت القاضية ( ٢٧ ) ما أغنى عنه ماليه( ٢٨ ) هلك عني سلطانيه ﴾ ( ٢٩ ). قال الله :﴿ خذوه فغلّوه ( ٣٠ ) ثم الجحيم صلّوه( ٣١ ) ثم في سلسلة ٢١ ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ﴾ ( ٣٢ )٢٢.
( فيسلك فيها سبعون ذراعا، ﴿ فاسلكوه ﴾ )٢٣ كما قال الله، فيسلك فيها سلكا تدخل من فيه حتى تخرج من دبره، فيأتي أصحابه فيقول : هل ( تعرفوني ؟ )٢٤ فيقولون : ما ندري ولكن قد نرى ما بك من الخزي، فمن أنت ؟ فيقول : أنا فلان ابن فلان، إن لكل إنسان منكم مثل هذا. ثم ( ينصب )٢٥ للناس وتبدو فضائحه حتى يعير، فيتمنى أن لو ( قد )٢٦ انطلق به إلى النار استحياء مما يبدو منه٢٧. قوله :﴿ كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ﴾( ١٤ ) شاهدا.
١ - الطبري، ١٥/٥٢..
٢ - في ١٧٩: سيقرأه..
٣ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥. في ١٧٩: وضعت قوس قبل كلمة صاحب وجاء في الطرة:... وب عليه في كتاب أبي العرب..
٤ - في ١٧٩: دعا..
٥ - في ١٧٩: ذنا..
٦ - في ١٧٩: ظاهره..
٧ - بداية [١١] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٦..
٨ - في ١٧٩: ضننت..
٩ - الحاقة: ١٩، ٢٠..
١٠ - الحاقة ٢١- ٢٣. ساقطة في ١٧٩: و ١٧٥..
١١ - في ١٧٩ و ١٧٥ : تعرفونني..
١٢ - في ع: حسناته وهي لا تناسب المعنى..
١٣ - في ١٧٩: كتابا..
١٤ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
١٥ - في ١٧٩: ضهره..
١٦ - في ١٧٩: يضن..
١٧ - في ع : الخير..
١٨ - في ١٧٩: فيعضم. بداية [١٥] من ١٧٥..
١٩ - في ١٧٩ و ١٧٥: كفه..
٢٠ - في ١٧٩: ضهره..
٢١ - في ١٧٩ و ١٧٥ : إلى قوله..
٢٢ - الحاقة: ٢٥-٣٢..
٢٣ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥: وهي عبارة مشوشة يبدو أنها خطأ من الناسخ..
٢٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: تعرفونني..
٢٥ - في ع: يتصب..
٢٦ - ساقطة في ١٧٥..
٢٧ - هنا أغلقت القوس في ١٧٩..

قوله :( مَنِ )١ اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها } ( ١٥ ) على نفسه. ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ( ١٥ ) لا يحمل أحد ذنب ( أحد )٢.
قوله :﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ﴾ ( ١٥ ). تفسير الحسن :( لا )٣ يعذب ( قوما )٤ ( بالاستئصال )٥ حتى يحتجّ عليهم بالرسول. كقوله :﴿ وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا ﴾ ٦. وكقوله :﴿ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ﴾ ٧ يعني الأمم التي أهلك الله بالعذاب.
١ - في ع: ومن..
٢ - في ١٧٥: آخر..
٣ - في ١٧٩: إلا..
٤ - في ١٧٩: قوم..
٥ - في ١٧٩: باستيصاك..
٦ - القصص: ٥٩. انظر التفسير، ص: ٧٣٠..
٧ - فاطر: ٢٤. انظر التفسير، ص: ٩٦٦..
قوله :﴿ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ﴾ ( ١٦ ). سعيد عن قتادة قال : أكثرنا جبابرتها١. وقال الحسن : جبابرة المشركين ( فاتبعهم )٢ السفلة. ﴿ فحق عليها القول ﴾( ١٦ ) الغضب. ﴿ فدمرناها تدميرا ﴾ ( ١٦ ).
وكان ابن عباس يقرأها : أمرنا ( مثقلة )٣ من قبل الإمارة كقوله :﴿ وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ﴾٤.
وكان الحسن يقرأها : أمرنا. قال يحيى : وبلغني أيضا ( أنه )٥ من الكثرة٦. وبعضهم يقرأها : أمرنا أي أمرناهم بالإيمان٧.
﴿ ففسقوا فيها ﴾ ( ١٦ ) أشركوا ولم يؤمنوا
١ - الطبري، ١٥/٥٦..
٢ - في ١٧٩: واتبعهم..
٣ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - الأنعام: ١٢٣..
٥ - في ١٧٥: انها..
٦ - بداية [١٢] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٧..
٧ - قرأ الجمهور: أمرنا من الأمر الذي هو ضد النهي أو الكثرة، وقرأ الحسن: أمِرنا ومعناه كثرنا، وقرأ علي بن أبي طالب وابن عباس والحسن وعاصم وابن كثير وأبو عمرو ونافع: آمرنا بالمد ومعناه كثرنا، وقرأ ابن عباس والسدي والحسن وعاصم: أمرنا بتشديد الكيك ومعناه كثرنا، البحر المحيط ٦/٢٠؛ مجاز القرآن، أبو عبيدة معمر بن المثنى، ط. ٢، ١٤٠١/١٩٨١، بيروت، ١/٣٧٢-٣٧٣..
قوله :﴿ وكم أهلكنا من القرون بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ﴾ ( ١٧ ) وهي كقوله١ :﴿ ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ( جاءتهم رسلهم بالبينات ) ﴾٢. إلى آخر الآية٣.
١ - بداية [١٦] من ١٧٥..
٢ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٣ - إبراهيم: ٩..
قوله :﴿ من كان يريد العاجلة ﴾ ( ١٨ ) وهذا المشرك الذي لا يريد إلا الدنيا، لا يؤمن بالآخرة. ﴿ عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما ﴾( ١٨ ) في ( نقمة )١ الله. ﴿ مدحورا ﴾ ( ١٨ ) مطرودا، مباعدا عن الجنة، في النار.
سعيد عن قتادة قال : مذموما في ( نقمة )٢ الله، مدحورا في عذاب الله. يقول : من كانت ( الدنيا همه وطلبته )٣ ﴿ عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم ﴾.
١ - في ١٧٩: نعمة. وهو التفسير الذي ذكره الطبري، ١٥/٥٩ عن سعيد عن قتادة..
٢ - في ١٧٩: نعمة..
٣ - في ١٧٩: همه وطلبته الدنيا..
قوله :﴿ ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها ﴾ ( ١٩ ) عمل لها عملها. ﴿ وهو مؤمن ﴾( ١٩ ) مخلص بالإيمان.
خالد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم١ : » لا يقبل ( الله )٢ عمل عبد حتى يرضى قوله ». قال :﴿ فأولئك كان سعيهم ﴾ ( ١٩ ) [ يعني عملهم ]٣. ﴿ مشكورا ﴾ ( ١٩ ) يعني [ ( يشكر )٤ الله أعمالهم حتى ]٥ يثيبهم الله ( به )٦ الجنة. [ وقال السدي حتى يجزيهم بها ]٧.
١ - ساقطة في ١٧٩..
٢ - ساقطة في ١٧٥..
٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - في ١٧٥: شكر..
٥ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٦ - في ١٧٩: بها..
٧ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
قوله :﴿ كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا ﴾ ( ٢٠ ) يعني المؤمنين والمشركين في رزق الله في الدنيا. ﴿ وما كان عطاء ربك محظورا ﴾ ( ٢٠ )١. سعيد عن قتادة قال :( منقوصا )٢.
قال يحيى : ويقال ممنوعا، يقول : يستكملون أرزاقهم التي كتب الله لهم.
١ - في ١٧٩: محضورا..
٢ - في ١٧٩: منقوضا. وفي الطبري، ١٥/٦٠ نعن سعيد عن قتادة وكذلك عن معمر عن قتادة: منقوصا، بالصاد..
قوله :﴿ انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ﴾ ( ٢١ ) في الدنيا في الرزق والسعة وخوّل بعضهم بعضا، يعني ملك بعضهم بعضا. ﴿ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ﴾ ( ٢١ ).
[ خداش عن عمران العمي عن أبي الصديق الباجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :«يحتبس أهل الجنة كلهم دون الجنة حتى يؤخذ لبعضهم من بعض ويفاضل ما بينهم مثل كوكب بالمشرق وكوكب بالمغرب » ]١.
اسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )٢ :«الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد أن يختطف بصره٣ فيفزع لذلك فيقول ما هذا فيقال [ له ]٤ هذا نور أخيك فلان فيقول أخي فلان كنا في الدنيا نعمل٥ جميعا وقد فضّل عليّ هكذا. فيقال [ له ] :٦ إنه كان ( أحسن )٧ منك عملا. قال : ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى ».
( قال )٨ : وأخبرني رجل من أهل الكوفة عن ليث/بن أبي سليم عن [ ٨ ب ] عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل الجنة ( درجة )٩ ( الذي )١٠ ( ينظر )١١ إلى ملكه مسيرة ألف سنة، وإن أرفع أهل الجنة درجة ( للذي )١٢ ينظر إلى ( ربه )١٣ بكرة وعشيا.
١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥. انظر ترجمة عمران العمي في تهذيب التهذيب، ٨/١٣٠..
٢ - في ١٧٩: عليه السلام. وفي ١٧٥: صلى الله عليه. جاء في طرة ع: ذكر أهل الجنة..
٣ - بداية [١٧] من ١٧٥..
٤ - إضافة من ١٧٥..
٥ - في ١٧٩: نعمل في الدنيا..
٦ - إضافة من ١٧٥..
٧ - في ١٧٩و ١٧٥: أفضل..
٨ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٩ - ساقطة في ١٧٩..
١٠ - في ١٧٥: للذي..
١١ -في ١٧٩: ينصر..
١٢ - في ١٧٩: الذي..
١٣ - في ١٧٩ و ١٧٥: الله..
قوله :﴿ ( لاّ )١ تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما ﴾ ( ٢٢ ) في ( نقمة )٢ ( الله )٣. ﴿ مخذولا ﴾ ( ٢٢ ) في عذاب الله. وهو تفسير قتادة. قوله :﴿ وقضى ربك ﴾ ( ٢٢ ) : أمر ربك. وقال السدي : وصّى ( ربك ). ٤
١ - في ع: ولا..
٢ - في ١٧٩: نعمة..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - نفس الملاحظة..
[ ﴿ ( وقضى ربك )١ ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ﴾ ( ٢٣ ) يقول : وأمرنا بالوالدين إحسانا. يعني برا. تفسير السدي. ﴿ إما يبلغن ٢ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ﴾ ( ٢٣ ) ( أي إن ( بلغا )٣ عند الكبر أحدهما فوليت منهما ما وليا منك في صغرك، فوجدت )٤ منهما ريحا يؤذيك فلا تقل لهما أف.
وتفسير الحسن :﴿ فلا تقل لهما أف ﴾ أي ( ولا ) ٥ ( تؤذهما )٦. ﴿ ولا تنهرهما ﴾ ( ٢٣ ) يعني الانتهار في تفسير الحسن. وقال مجاهد : لا تغلظ لهما٧. ﴿ وقل لهما قولا كريما ﴾ ( ٢٣ ). سعيد عن قتادة قال : ليّنا سهلا٨
١ - ساقطة في ع..
٢ - في ١٧٩: يبلغان، وهي قراءة حمزة والكسائي. وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عرو وعاصم وابن عامر: يبلغن. ابن مجاهد: ٣٧٩..
٣ - هكذا في ع..
٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: سفيان عن ليث عن مجاهد، قال: إن بلغا (في ١٧٩: بلغنا) أن يخريا أو يبولا فلا تقذرهما كما كان لا يقذرانك وأنت صغير. المعلى عن يحيى عن مجاهد، قال: ﴿فلا تقل لهما أف﴾ (بداية [١٣] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٨) ﴿ولا تنهرهما﴾ قال: لا تغلظ لهما وإن وجدت..
٥ - في ١٧٥: فلا..
٦ - في ١٧٩: تؤذيهما..
٧ - لم يأت في تفسير مجاهد ولا في الطبري..
٨ - الطبري، ١٥/٦٥، في طرة ع: ذكر بر الوالدين..
قوله :﴿ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ﴾ ( ٢٤ ). سفيان عن هشام بن عمرو عن أبيه قال : لا تمتنع من شيء أحبّاه.
سعيد بن عبد العزيز عن مكحول، أن رسول الله ( عليه السلام )١ أوصى بعض أهل بيته، فكان فيما أوصاه [ به أن ]٢ أطع والديك وإن أمراك أن تخرج من ( مالك كله فافعل )٣.
قوله :﴿ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾ ( ٢٤ ). ( هذا إذا كانا مسلمين، وإذا كان مشركين فلا تقل :﴿ رب ارحمهما ﴾. هذا الحرف منسوخ، نسخه :﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين٤٥.
أشعث عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن ( عمرو )٦ قال : قال رسول الله ( صلى عليه وسلم )٧ : رضى الرب مع رضى ( الوالد )٨ وسخط الرب مع سخط الوالد.
المعلّى عن أبان بن أبي عياش عن محمد بن المكندر عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٩ :«من أصبح مُرضيا ( لوالديه )١٠ أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، ومن أمسى مثل ذلك وإن [ كان ]١١ واحد فواحد. ومن أصبح مسخطا ( لوالديه )١٢ أصبح له بابان مفتوحان من النار [ ومن أمسى مثل ذلك ]١٣ وإن [ كان ]١٤ واحد فواحد وإن ظلماه، وإن ظلماهُ، وإن ظلماه ».
خالد عن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )١٥ :« إن فوق كل بر برا ( حتى أن الرجل ليهريق )١٦دمه لله، وإن فوق كل فجور ( فجورا )١٧ حتى إن الرجل ( يعقّّ )١٨ والديه ».
١ - في ١٧٥: صلى الله عليه وسلم..
٢ - إضافة من ١٧٥..
٣ - في ١٧٩و ١٧٥: كل شيء لك فأخرج..
٤ - التوبة ١١٣. في طرة ع: ناسخ ومنسوخ..
٥ - في ١٧٩ و ١٧٥: سعيد عن قتادة قال: نسخ هذا الحرف فلا (في ١٧٥: ولا) ينبغي لمسلم (في ١٧٥: للمسلم) أن يستغفر (بداية [١٨] من ١٧٥) لوالديه إذا كانا مشركين ولا تقل: ﴿رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ ولكن تخفض لهما جناح الذل من الرحمة وتصاحبهما في الدنيا معروفا. وقال الله: ﴿ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم﴾ (التوبة ١١٣). هذه نسخت ذلك الحرف..
٦ - في ١٧٥: عمر.
٧ - في ١٧٩: عليه السلام..
٨ - في ١٧٥: الوالدين..
٩ - في ١٧٩: عليه السلام..
١٠ - في ١٧٩ و ١٧٥: لأبويه..
١١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٢ - في ١٧٩و ١٧٥: لأبويه..
١٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٤ - نفس الملاحظة..
١٥ - عليه السلام..
١٦ - في ١٧٩ و ١٧٥: حتى يهريق الرجل..
١٧ - في ع: فجور..
١٨ - في ١٧٩ و ١٧٥: ليعق..
قوله :﴿ ربكم أعلم بما في نفوسكم ﴾ ( ٢٥ ) يعني بما في قلوبكم.
تفسير السدي : من بر الوالدين. ﴿ وإن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ﴾ ( ٢٥ ). الأوّاب : التائب، الراجع عن ذنبه.
سفيان الثوري ونعيم بن يحيى عن الأعمش عن مجاهد قال : الأوّاب الذي ( يذكر )١ ذنوبه في الخلاء فيستغفر منها٢.
سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم توب. ٣
[ سعيد عن قتادة قال :﴿ فإنه كان للأوابين غفورا ﴾ هم المطيعون وأهل الصلاة ]٤.
١ - في ١٧٩: يتذكر..
٢ - تفسير مجاهد، ١/٣٦١، الطبري، ١٥/٧٠.
٣ - الطبري، ١٥/٧٠..
٤ - إضافة من ١٧٩و ١٧٥. الطبري، ١٥/٦٩..
قوله :﴿ وآت ذا القربى حقه ﴾ ( ٢٦ ) يعني ما أمر الله به من صلة القرابة.
سعيد عن قتادة قال : يقال إن كان لك مال فصله١ بمالك وإن لم يكن لك مال ( فامش )٢ إليه برجلك.
أبو الأشهب عن الحسن قال : حق الرحم ( ألاّ )٣ ( تحرمها وتهجرها )٤.
فطر عن مجاهد ( عن )٥ عبد الله بن ( عمرو )٦ قال : قال رسول الله٧ ( صلى الله عليه وسلم )٨ :«إن الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل المكافي، ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها ».
قوله :﴿ والمسكين وابن السبيل ﴾ ( ٢٦ ) هما صنفان من أهل الزكاة الواجبة. وكانت نزلت قبل أن يسمى أهل الزكاة. ﴿ ولا تبذر تبذيرا ﴾ ( ٢٦ ) لا تنفق في غير حق.
[ شريك عن أبي إسحاق عن ( سعيد بن عياض )٩ عن ابن مسعود قال : النفقة في غير حقها ]١٠.
المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )١١ «ما أنفقتم في سبيل الله فلكم، وما أنفقتم على أنفسكم فلكم وما أنفقتم على عيالكم فلكم وما تركتم فللوارث ».
يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن الحارث عن علي قال : ما أنفقت على نفسك فلك، وما أنفقت على عيالك فلك، وما أنفقت رياء وسمعة ( فهو للمختطف )١٢ يعني الشيطان.
١ - بداية [١٩] من ١٧٥..
٢ - في ١٧٩: فامشي..
٣ - في ١٧٩: لا..
٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: يحرمها ويهجرها. في طرة ع: حق ذي القربى وصلة الرحم..
٥ - في ع: بن..
٦ - في ١٧٥: عمر، والصحيح عمرو. انظر الحديث في مسند الإمام أحمد ٢/١٦٣ مرويا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد..
٧ - بداية [١٤] من ١٧٩ ورقمها: ٣٧٩..
٨ - في ١٧٩: عليه السلام..
٩ - في ١٧٥: سعد بن عاصم..
١٠ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١١ - ساقطة في ١٧٩..
١٢ - في ١٧٥: فللمختطف..
قوله :﴿ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾ ( ٢٧ ). [ يعني في الدين والولاية تفسير السدي.
قال يحيى ] :١ يعني المشركين ينفقون في معاصي الله فهو ( للشيطان )، ٢ وما أنفق المؤمن لغير الله لا يقبله الله منه ( وإنما )٣ هو للشيطان.
[ مندل بن علي عن الأعمش عن الحكم بن ( عتيبة )٤ عن يحيى بن الجزار قال : قال رجل٥ لابن مسعود : ما المبذرون قال : الإنفاق في غير حق ]٦.
المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال : المبذرون المنفقون في غير حق.
١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢ - في ١٧٥: الشيطان..
٣ - في ١٧٥ : فإنما..
٤ - في ١٧٥: عيينة، وهو خطأ والصحيح عتيبة. انظر الطبري، ١٥/٧٣. انظر ترجمة الحكم ابن عتيبة في تهذيب التهذيب، ٢/٤٣٢، ٤٣٤..
٥ - هو أبو العبيديين. انظر الطبري، ١٥/٧٣..
٦ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
قوله :﴿ وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ﴾ ( ٢٨ ). [ ابن مجاهد عن أبيه قال ] :١ ابتغاء |( الرزق )٢. ﴿ فقل لهما قولا ميسورا ﴾ ( ٢٨ )
أبو أمية عن الحسن أن سائلا قام فقال : يا رسول الله فقد بتْنا البارحة ( بغير )٣ عشاء وما أمسينا الليلة نرجوه. فقال : يرزقنا الله وإياك من فضله، اجلس. فجلس. ثم قام آخر فقال مثل ذلك، فرد عليه رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]٤ مثل ذلك٥. ( فأتي )٦ رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]٧ بأربع أواق من ذهب فقال :«أين السائلان ؟ » فقام الرجلان فأعطى كل واحد منهما أوقية ولم يسأله أحد. فرجع ( بوقيتين )٨ فجعلهما تحت فراشه، فسهر ليلته بين فراشه ومسجده. فقالت أم المؤمنين : يا رسول الله، ما أسهرك ؟ أوجع أو أمر نزل ؟ فقال :( أوتيت )٩ بأربع أواق فأمضيت ( وقيتين )١٠ وبقيت ( وقيتان )١١ فخشيت أن يحدث بي حدث ولم أوجههما.
قال يحيى : وبلغني أن قوله :﴿ فقل لهم ﴾ ١٢ قولا ميسورا } أن ( تقول )١٣ [ ٩أ ] للسائل :( رزقنا )١٤ الله وإياك. /
عاصم بن حكيم [ وأشعث ]١٥ عن عاصم الأحوال عن قريبه عن عائشة.
قالت : لا تقولوا للمسكين [ في حديث عاصم، وقال الأشعث : للسائل ]١٦ :( بارك الله )١٧ فيك فإنه يسأل البر والفاجر.
قال يحيى : يعني الكافر، ولكن قولوا :[ يرزقك الله في حديث عاصم، وقال الأشعث ]١٨ يرزقنا الله وإياك١٩.
( واما )٢٠ قوله :﴿ ابتغاء رحمة من ربك ترجوها ﴾ يعني انتظار ( رزق ربك )٢١.
أبو الأشهب عن الحسن [ قال ]٢٢ : كان السائل يسأل فيقول رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]٢٣ :«ما أمسى في بيوت آل محمد صاع من طعام، وهم يومئذ تسعة أبيات ».
[ أبو أمية عن الحسن عن النبي نحوه ]٢٤.
خداش عن ( هشام )٢٥ عن الحسن عن النبي [ عليه السلام ]٢٦مثله٢٧. وقال الحسن : ولا والله ما شكا ( ذلك )٢٨ إليهم ولكن قاله ( اعتذارا )٢٩.
١ - نفس الملاحظة..
٢ - في ١٧٩ و ١٧٥: رزق الله..
٣ - في ١٧٩: بلا..
٤ - إضافة من ١٧٥..
٥ - بداية [٢٠] من ١٧٥..
٦ - في ١٧٥: فتا..
٧ - إضافة من ١٧٥..
٨ - في ١٧٩ و ١٧٥: بأوقيتين..
٩ - في ع و ١٧٩ أتيت..
١٠ - في ١٧٩ و ١٧٥: أوقيتين..
١١ - في ١٧٥: أوقيتان..
١٢ - في ع و ١٧٩ و ١٧٥: لهما..
١٣ - في ١٧٩ و ١٧٥: تقل..
١٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: يرزقنا..
١٥ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٦ - نفس الملاحظة..
١٧ - في ١٧٩ و ١٧٥: بورك..
١٨ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٩ - في طرة ع. ما يقال للسائل..
٢٠ - في ١٧٩: و، وفي ١٧٥: ساقطة..
٢١ - في ١٧٩ و ١٧٥: رزق يرجوه من الله، وهو تفسير السدي..
٢٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢٣ - إضافة من ١٧٥..
٢٤ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢٥ - في ١٧٩ و ١٧٥: الأشعث..
٢٦ - إضافة من ١٧٥..
٢٧ - بداية [١٥] من ١٧٩ ورقمها: ٣٨٠..
٢٨ - ساقطة في ١٩٧..
٢٩ - في ١٧٩: اعتذار..
قوله :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ﴾ ( ٢٩ ). قال الحسن : أي لا تدع النفقة في حق الله فيكون مثلك مثل الذي غُلّت يده إلى عنقه فلا يستطيع أن يبسطها.
قال :﴿ ولا تبسطها كل البسط ﴾ ( ٢٩ ) فتنفق في غير حق الله. ﴿ فتقعد ملوما ﴾ ( ٢٩ ) في ( عباد )١ الله لا تستطيع أن توسع ( الناس )٢. ﴿ محسورا ﴾ ( ٢٩ ) قد ذهب ما في يديك. يقول : قد خسر.
سعيد عن قتادة قال : يقول : لا تمسكها عن طاعة ( الله )٣ ولا عن حقه.
﴿ ولا تبسطها كل البسط ﴾ أي لا تنفقها في معصية الله وفيما لا يصلح، وهو الإسراف٤.
[ وقال السدي٥ : هذا مثل ضربه الله في أمر النفقة وذلك قوله للنبي ( صلى الله عليه وسلم )٦. ﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ﴾ يعني : لا تمسك يدك عن النفقة بمنزلة المغلولة فلا تستطيع بسطها ]٧.
قال :﴿ فتقعد ملوما محسورا ﴾ ( ٢٩ ) ملوما في ( عباد )٨ الله ( لا تستطيع أن توسع الناس، محسورا قد ذهب ما في يدك، يقول : قد خسر )٩.
١ - في ١٧٩: عبادة. في ابن أبي زمنين، ورقة: ١٨٤: عباد..
٢ - في ١٧٩: للناس. في ابن أبي زمنين، ورقة: ١٨٤: الناس..
٣ - ساقطة في ١٧٥..
٤ - الطبري، ١٥/٧٧..
٥ - بداية [٢١] من ١٧٥..
٦ - إضافة من ١٧٥..
٧ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٨ - في ١٧٩ و ١٧٥: عبادة..
٩ - في ١٧٩ و ١٧٥: محسورا على ما قد سلف في أمره وفرط..
قال :﴿ إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ﴾ ( ٣٠ ) أي ويقتر، وتقتيره على المؤمن ( نظرا )١ له. ﴿ إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ﴾ ( ٣٠ ).
١ - في ١٧٩: نضرا..
قوله :﴿ ولا تقتلوا أولادكم ﴾ ( ٣١ ) يعني الموءودة. ﴿ خشية إملاق ﴾١ ( ٣١ ).
قال قتادة : خشية الفاقة [ كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفاقة ]٢.
كان أحدهم يقتل ابنته يدفنها حية حتى تموت مخافة الفاقة ويغذي كلبه. ﴿ نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ ( ٣١ ) ذنبا كبيرا. قتل النفس التي حرم الله من الكبائر. [ و ]٣ قال الحسن : ذنبا كبيرا. وقال قتادة : إثما كبيرا. [ وهو واحد ]٤.
١ - في ١٧٩ : الإملاق..
٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥. الطبري، ١٥/٧٨..
٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - نفس الملاحظة..
قوله :﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾ ( ٣٢ ) وبئس الطريق. [ وقال السدي :[ و ]١ يعني المسلك. وهو نحوه. ]٢
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
قوله :﴿ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ﴾ ( ٣٣ ).
سعيد و ( هشام )١ عن قتادة أن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم٢ :«لا يحل دم مسلم إلا بأحد ثلاث رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا متعمدا ».
حماد [ عن قتادة ]٣ عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٤ :«القتيل دون ماله شهيد ».
المعلى عن سماك بن حرب عن قابوس بن ( المخارق )٥ عن أبيه ( أن رجلا قال :«يا رسول الله، الرجل يعرض لي )٦ يريد نفسي ومالي [ ( كيف )٧ أصنع به ]٨ قال ( ناشده الله )٩ قال ( نشدته )١٠ بالله فلم ينته، قال استعد عليه السلطان، قال ليس بحضرتنا سلطان، قال استعن عليه المسلمين، قال نحن بفلاة من الأرض ليس قربنا أحد، قال فجاهده دون مالك حتى تمنعه أو تكتب في شهداء الآخرة ».
[ أشعث عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال : قال رسول الله عليه السلام :"من قاتل دون ماله فقتل فهو شهيد، ( ومن قاتل دون نفسه فقتل فهو شهيد )١١، ومن قاتل دون أهله فقتل فهو شهيد. وكل قتيل١٢ في جنب الله فهو شهيد" ]١٣.
قوله :﴿ ومن قتل مظلوما ﴾ ( ٣٣ ) [ يعني المقتول ظلمه القاتل١٤ حين قتله بغير ( حقه )١٥. تفسير السدي ]١٦. ﴿ فقد جعلنا لوليه سلطانا ﴾ ( ٣٣ ).
[ قال قتادة : وهو ]١٧ القَوَد١٨ إلا أن يعفو ( الولي )١٩ أو يرضي بالدية إن أُعطيها.
قوله :﴿ فلا يُسرف )٢٠ في القتل ﴾ ( ٣٣ ) لا يقتل غير قاتله. ﴿ إنه كان منصورا ﴾ ( ٣٣ ) ينصره السلطان حتى ( يقيده )٢١ منه. [ حماد عن أبي رجاء عن الحسن قال : لا يقتل غير قاتله ]٢٢.
وقال حماد : قال قتادة : من قتل بحدية قُتل بحديدة، ومن قتل بعصا قُتل بعصا.
وقال سعيد عن قتادة : من قتل بحديدة قُتل بحديدة، ومن قَتل بخشبة قُتل بخشبة، ومن قتل بحجر قُتل بحجر٢٣.
الحسن عن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٢٤، « لا قَوَد إلا بالسيف ».
وبعضهم يقول :﴿ إنه كان منصورا ﴾ [ يعني ]٢٥ في الآخرة، ( يعني )٢٦ الذي يُعدى عليه ( فقتل )٢٧ وليس هو قاتل الأول ينصر على الذي تعدى عليه فقتله.
١ - في ١٧٥: همام. وقد روى عن قتادة كل من هشام وهمام..
٢ - في ١٧٩ إضافة: قال، وهي خطأ من الناسخ لان السياق لا يقتضي إيرادها..
٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - ساقطة في ١٧٩..
٥ - قي ١٧٩: مخارق..
٦ -في ١٧٩ و ١٧٥: قال: جاء رجل إلى النبي [عليه السلام] (إضافة من ١٧٥) فقال: يا رسول الله أرأيت أن عرض لي رجل..
٧ - في ١٧٩: فكيف..
٨ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٩ - في ١٧٩ و ١٧٥: تناشده بالله..
١٠ - في ١٧٩: ناشدته..
١١ - ساقطة في ١٧٥..
١٢ - بداية [٢٢] من ١٧٥..
١٣ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٤ - بداية [١٧] من ١٧٩ ورقمها: ٣٨٢..
١٥ - في ١٧٥: حق..
١٦ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٧ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
١٨ - الطبري، ١٥/٨١..
١٩ - في ١٧٩: الوالي..
٢٠ - في ١٧٩: تسرف بالتاء، وهي قراءة حمزة والكسائي وابن عامر. وقرأها بالياء ابن كثير ونافع وأبو عمور وعاصم. ابن مجاهد، ٣٨٠..
٢١ - في ١٧٩: يقيد، وفي ابن أبي زمنين، ورقة: ١٨٤، يُقيده. في طرة ع: ذكر القود..
٢٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥. في الطبري، ١٥/٨٣ عن الحسن: كان الرجل يقتل فيقول وليه: لا أرضى حتى أقتل به فلانا وفلانا من أشراف قبيلته..
٢٣ - الطبري، ١٥/٨٣..
٢٤ - في ١٧٩: عليه السلام..
٢٥ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢٦ - شطبت في ١٧٩..
٢٧ - في ع: فقيل..
قوله :﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ﴾ ( ٣٤ ) والتي هي أحسن أن يوفر ماله حتى إذا بلغ أشده دفع إليه ماله إن ( آنس )١ منه رشدا.
سعيد عن قتادة قال : لما نزلت هذه الآية اشتدت عليهم فكانوا لا ( يخالطونهم )٢ في ( المال ولا في المأكل، فجهدهم ذلك، فنسختها هذه الآية )٣. ﴿ وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ﴾٤.
قوله :﴿ وأوفوا بالعهد ﴾ ( ٣٤ ) يعني ما عاهدتم عليه فيما وافق الحق. ﴿ إن العهد كان مسئولا ﴾ ( ٣٤ ) مطلوبا يُسأل عنه أهل الذين أعطوه.
١ - في ١٧٥: أونس..
٢ - في ١٧٥: يخالطوهم..
٣ - في ١٧٩ و ١٧٥: مطعم و لا نحوه فأنزل الله بعد ذلك. في طرة ع.: نسخ. الطبري، ١٥/٨٤..
٤ - البقرة، ٢٢٠..
قوله :﴿ وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾ ( ٣٥ ) والقسطاس، العدل بالرومية. ﴿ ذلك خير ﴾ ( ٣٥ ) إذا أوفيتم الكيل وأقمتم الوزن. ﴿ وأحسن تأويلا ﴾ ( ٣٥ ) يعني عاقبة [ في الآخرة. تفسير السدي ]١. سعيد عن قتادة قال : خير ثوابا وعاقبة٢.
١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢ - الطبري، ١٥/٨٥..
قوله :﴿ ولا تقف ما ليس له به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ﴾ ( ٣٦ ).
سعيد عن قتادة قال : لا تقف [ قال ]١ : لا ( تقل )٢ رأيت ولم ( تر )٣ ( ولا )٤ سمعت ولم تسمع فإن الله سائلك عن ذلك كله٥.
( و )٦ تفسير الحسن : لا نقف أخاك المسلم من بعده إذا مرّ بك فتقول : إني رأيت هذا يفعل كذا، ورأيته يفعل كذا، وسمعته يقول كذا، لم تسمع ولم تر. ﴿ كل أولئك ﴾ ( ٣٦ ) كل ذلك. ﴿ كان عنه مسئولا ﴾ ( ٣٦ ) يُسأل السمع على حدة عما سمع، ويسأل البصر على حدة عما بصر٧، ويسأل القلب عما عزم عليه.
١ - إضافة من ١٧٥..
٢ - في ١٧٥: تقول..
٣ -في ١٧٩: ترا..
٤ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٥ - الطبري، ١٥/٨٦..
٦ - ساقطة في ١٧٩..
٧ - بداية [٢٣] من ١٧٥..
قوله :﴿ ولا تمش في الأرض ﴾ ( ٣٧ ) يعني على الأرض. ﴿ مرحا ﴾ ( ٣٧ ) كما يمشي المشركون فتمرح في الأرض وهي مثل قوله :﴿ ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ( ٧٥ ) ﴾١ وكقوله :﴿ ( و )٢ فرحوا بالحياة الدنيا ﴾٣ يعني المشركين لا ( يفرحون )٤ بالآخرة.
[ و ]٥ قال :﴿ إنك أن تخرق الأرض ﴾ ( ٣٧ ) بقدمك إذا مشيت. [ ٩ ب ] ﴿ ولن تبلغ الجبال طولا ( ٣٧ ) كل ذلك كان/ سيئه ﴾( ٣٨ )
١ - غافر، ٧٥..
٢ - ساقطة في ١٧٥..
٣ - الرعد، ٢٦..
٤ - في ١٧٥: يفرون..
٥ - إضافة من ١٧٥..
﴿ كل ذلك كان/سيئة ﴾ ( ٣٨ ) في قراءة من قرأها بالرفع. ﴿ عند ربك مكروها ﴾ ( ٣٨ ) يقول سيء ذلك الفعل. ومن قرأها بالنصب يقول :﴿ كل ذلك كان سيئة ﴾ مهموزة يوجب أنها سيئة ﴿ عند ربك مكروها ﴾ [ وهي قراءة المكي ذكره حماد بن سلمة ]١.
١ - قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: سيئة غير مضاف مؤنثا، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي سيئه مضافا مذكرا. ابن مجاهد، ٣٨٠..
[ قال ]١ :﴿ ذلك مما أوحى إليه ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ﴾ ( ٣٩ ) ملوما في ( نقمة )٢ الله، ﴿ مدحورا ﴾ في عذاب الله ؛ والمدحور المطرود، المبعد، المقصى عن الجنة، في النار.
١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢ - في ١٧٩: نعمة..
قوله :﴿ أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من١ الملائكة إناثا ﴾ ( ٤٠ ) على الاستفهام. أي لم يفعل ذلك، لقولهم إن الملائكة بنات الله. وقال :﴿ إنكم لتقولون قولا عظيما ﴾ ( ٤٠ ).
١ - بادية [١٨] من ١٧٩ ورقمها: ٣٨٣..
قوله :﴿ ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا ﴾ ( ٤١ ) ( ضربنا )١ في هذا القرآن الأمثال فأخبرناهم أنا أهلكنا القرون الأولى، أي ليذكروا فيؤمنوا ( لا )٢ ينزل بهم ما نزل بالأمم ( من )٣ قبلهم من عذاب الله. ﴿ وما يزيدهم ﴾ ( ٤١ ) ذلك. ﴿ ( إلا )٤ نفورا ﴾( ٤١ ) إلا تركا لأمر الله، يعني أنهم كلما نزل ( في )٥ القرآن شيء كفروا به ونفروا.
أبو الأشهب والربيع بن صبيح عن الحسن قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٦ :«والذي نفسي بيده ». في حديث أبي الأشهب. ( ليدخلن )٧ الجنة إلا من أبى، يقول : أبى أن يؤمن.
( يحيى عن )٨ الحسن بن دينار عن الجُريري عن يعلى بن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«( والذي نفسي بيده )٩ ( لتدخلن )١٠ الجنة إلا أن ( تشردوا )١١ ( على )١٢ الله كما يشرد البعير على أهله ».
[ قال يحيى : وسمعت عبد الوهاب بن سليم العامري يحدث هذا الحديث عن النبي١٣ [ عليه السلام ] وزاد فيه ]١٤ ثم تلا هذه الآية :﴿ ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا ﴾ ( ٤١ ).
١ - في ١٧٩: ظربنا.
٢ - في ١٧٥: الا..
٣ - ساقطة في ١٧٩ و ١٧٥..
٤ - ساقطة في ١٧٩..
٥ - في ١٧٩ و ١٧٥: من..
٦ - في ١٧٩ و ١٧٥: عليه السلام..
٧ - في ١٧٩: لتدخلن..
٨ - ساقطة من ١٧٩ و ١٧٥..
٩ - نفس الملاحظة..
١٠ - في ١٧٥: لتدخل..
١١ - في ١٧٩: يشردوا..
١٢ - في ١٧٥: عن.
١٣ - إضافة من ١٧٥..
١٤ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
قوله :﴿ قل لو كان معه آلهة كما ( يقولون )١ ( ٤٢ ) وهي تقرأ أيضا بالتاء. فمن قرأها ( بالتاء )٢ فيقول للنبي : قل لهم : لو كان معه آلهة [ ثم أقبل٣ على النبي [ صلى الله عليه وسلم ]٤ : فقال ] :٥ كما تقولون. ومن قرأها ( بالياء )٦ يقول للنبي [ صلى الله عليه وسلم ]٧ : قل لهم لو كان معه آلهة كما ( يقولون )٨. ﴿ إذا لابتغوا ﴾ ( ٤٢ ) يعني الآلهة لو كانت آلهة. ﴿ إلى ذي العرش سبيلا ﴾ ( ٤٢ ) إذا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة.
وقال قتادة : إذا لعرفوا له فضله عليهم ولابتغوا إليه ما يقربهم إليه.
١ - في ١٧٩: تقولون..
٢ - في ١٧٩ و ١٧٥ : بالياء..
٣ - بداية [٢٤] من ١٧٥..
٤ - إضافة من ١٧٥..
٥ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٦ - في ١٧٩ و ١٧٥: بالتاء..
٧ - إضافة من ١٧٥..
٨ - في ١٧٥: تقولون: قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم: يقولون، وقرأ نافع وعاصم في رواية أبي بر وابن عامر وأبو عمرو وحمزة والكسائي: تقولون. ابن مجاهد، ٣٨١..
قوله :﴿ سبحانه ﴾ ( ٤٣ ) ينزه نفسه. ﴿ وتعالى ﴾ ( ٤٣ ) ارتفع. ﴿ عما يقولون علوا كبيرا ﴾ ( ٤٣ ).
( يسبح١ له السماوات السبع } ( ٤٤ ) أي ومن فيهن. ﴿ والأرض ومن فيهن ﴾ ( ٤٤ ) من المؤمنين ومن يسبح له من الخلق. ﴿ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ﴾ ( ٤٤ ) ( كان )٢ الحسن يقول : إن الجبل يسبح فإذا قطع منه شيء لم يسبح المقطوع ويسبح الأصل ( وكذلك )٣ ( الشجرة )٤ ( ما )٥ قطع منها لم يسبح وتسبح هي.
قال :﴿ ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا ﴾ ( ٤٤ ) كقوله :﴿ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ﴾٦ إذا يحبس القطر عنهم فأهلكهم.
قال :﴿ غفورا ﴾ لهم ( أن )٧ تابوا. ( سعيد عن قتادة قال :﴿ حليما ﴾ عن خلقه فلا يعجل كعجلة بعضهم على بعض ﴿ غفورا ﴾ لهم إذا تابوا )٨ وراجعوا الحق.
١ -في ١٧٩: تُسبح. قرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر: يسبح بالياء، وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي: تسبح بالتاء. ابن مجاهد، ٣٨١..
٢ - في ١٧٩ و ١٧٥: قال، وفي ابن أبي زمنبن، ورقة: ١٨٤: كان..
٣ - في ١٧٥: فكذلك..
٤ - في ١٧٩ و ١٧٥: الشجر، وفي ابن أبي زمنين، ورقة: ١٨٤: الشجرة..
٥ - في ١٧٩: فما..
٦ - النحل، ٦١. انظر التفسير، ص:.
٧ - في ١٧٥: إذا..
٨ - ساقطة في ١٧٥. الطبري، ١٥/٩٣..
﴿ جعلنا على قلوبهم أكنة ﴾ ( ٤٦ ) ( غلف )١. ﴿ أن يفقهوه ﴾ ( ٤٦ ) ( لئلا يفقهوه )٢. ﴿ وفي آذانهم وقرا ﴾ ( ٤٦ ) مثل قوله :﴿ وختم٣ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ﴾٤.
سعيد عن قتادة قال : حجابا مستورا وهو أكنة على قلوبهم أن يفقهوه٥. قال :﴿ وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ﴾ ( ٤٦ ) أنه لا إله إلا هو. ﴿ ولوا على أدبارهم نفورا ﴾ ( ٤٦ ) أعرضوا عنه.
سعيد عن قتادة قال : إن المسلمين لما قالوا : لا إله إلا الله أنكر ذلك المشركون٦ وكبرت عليهم وضاقها إبليس وجنوده.
١ - في ١٧٩ و ١٧٥: غلفا..
٢ - ساقطة من ١٧٩..
٣ - في ع: وختم الله..
٤ - الجاثية: ٢٣..
٥ - الطبري، ١٥/٩٣..
٦ - بداية [١٩] من ١٧٩ ورقمها: ٣٨٤..
قوله :﴿ نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى ﴾ ( ٤٧ ) يتناجون في أمر النبي [ صلى الله عليه وسلم ]١. ﴿ إذ يقول الظالمون ﴾ ( ٤٧ ) المشركون. ﴿ إن تتبعون٢ إلا رجلا مسحورا ﴾ ( ٤٧ ).
( قال )٣ : بلغنا أن أبا سفيان بن حرب، وأبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة في رهط من قريش قاموا من المسجد إلى دار في أصل الصفا فيها نبي الله يصلي فاستمعوا، فلما فرغ نبي الله من صلاته قال أبو سفيان : يا أبا الوليد، لعتبة ( أنشدك )٤ الله على تعرف شيئا مما يقول ؟ فقال عتبة : اللهم أعرف٥ بعضا وأنكر بعضا. فقال أبو جهل : فأنت يا أبا سفيان ؟ ( فقال )٦ أبو سفيان : اللهم نعم. قال أبو سفيان لأبي جهل : يا أبا الحكم هل تعرف مما يقول شيئا ؟ ( فقال )٧ أبو جهل : لا و [ الله ]٨ الذي جعلها بيته، يعني الكعبة، ما أعرف مما يقول ( قليلا ولا كثيرا )٩.
و﴿ إن تتبعون١٠ إلا رجلا مسحورا ﴾ يعني المؤمنين. وهي تقرأ أيضا على ( الياء )١١ يقول المشركون للمؤمنين :﴿ إن يتبعون إلا رجلا مسحورا ﴾.
وقال سعيد عن قتادة : نجواهم أن زعموا أنه مجنون، وأنه ساحر. وقالوا أساطير الأولين١٢.
١ - إضافة من ١٧٥ بها تمزيق..
٢ في ١٧٩ : يتبعون..
٣ - ساقطة في ١٧٩..
٤ - في ١٧٩: أنشدتك..
٥ - بداية [٢٥] من ١٧٥..
٦ - في ١٧٩: قال..
٧ - في ١٧٥: قال..
٨ إضافة من ١٧٥..
٩ - في ١٧٩: قليل ولا كثير..
١٠ - في ١٧٩: يتبعون..
١١ - في ١٧٥: التاء..
١٢ - الطبري، ١٥/٩٦..
قال الله :﴿ انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا ﴾ ( ٤٨ ) بقولهم. ﴿ فلا يستطيعون ﴾ ( ٤٨ ). قال مجاهد : مخرجا١. ( و )٢ قال مجاهد :﴿ إذ يستمعون إليك ﴾ قول الوليد بن المغيرة ومن معه في دار الندوة٣. ﴿ فلا يستطيعون سبيلا ﴾ ( ٤٨ ) يعني مخرجا. الوليد بن المغيرة وأصحابه.
١ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٣..
٢ - ساقطة في ١٧٩..
٣ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٢- ٣٦٣..
﴿ وقالوا أئذا كنا ( عظاما )١ ورفاتا ﴾ ( ٤٩ ) ترابا في تفسير مجاهد٢. ﴿ أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾ ( ٤٩ ) على الاستفهام. أي لا نبعث. وهو كقوله :﴿ وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يُحيي ( العظام )٣ وهي رميم ﴾ ( ٧٨ )٤.
كان أبي بن خلف أتى النبي [ صلى الله عليه وسلم ]٥ ( بعظم )٦ نخر ( ففتّه )٧ فقال٨ : يا محمد أيحيي الله هذا ؟ قال الله :﴿ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ﴾٩
١ في ١٧٩: عضاما..
٢ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٣..
٣ - في ١٧٩: العظام..
٤ - يس، ٧٨، انظر التفسير، ص: ١٠٨..
٥ - إضافة من ١٧٥..
٦ - في ١٧٩: بعضم..
٧ - في ١٧٩: ففتته..
٨ - في ١٧٩: قال..
٩ - يس، ٧٩. انظر التفسير ص: ١٠٩..
[ ١٠ أ ] قوله :﴿ *قل كونوا حجارة أو حديدا ﴾ ( ٥٠ ) لما قالوا :﴿ أئذا كنا/ ( عظاما )١ ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾. قال الحسن : فقال الله :﴿ قل كونوا حجارة أو حديدا ( ٥٠ ) ﴾
١ - في ١٧٩: عضاما..
﴿ أو خلقا مما يكبر في صدوركم ﴾ ( ٥١ ). سفيان عن خصيف عن عكرمة ومجاهد قالا : الموت، إذا لأمتكم ثم بعثتكم. وقال قتادة : فإن الله يميتكم ثم يبعثكم يوم القيامة١. ﴿ فسيقولون من يعيدنا ﴾ ( ٥١ ) خلقا جديدا. ﴿ قل الذي فطركم ﴾ ( ٥١ ) [ خلقكم ]٢. ﴿ أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ﴾ ( ٥١ ).
سعيد عن قتادة قال : أي ( فسيحركون )٣ أرؤسهم تكذيبا واستهزاء. ٤ ﴿ ويقولون متى هو ﴾ ( ٥١ ) يعنون البعث. ﴿ قل عسى أن يكون قريبا ﴾ ( ٥١ ) وعسى من الله واجبة، وكل ما هو آت قريب.
١ - في الطبري، ١٥/٩٨ عن معمر عن قتادة...: هو الموت..
٢ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٣ - في ١٧٩ و ١٧٥: يحركون..
٤ - الطبري، ١٥/١٠٠..
قال :﴿ يوم يدعوكم ﴾ ( ٥٢ ) من قبوركم. ينادي صاحب الصور ينفخ فيه. [ قال السدي : يوم يناديكم إسرافيل ]١. ﴿ فتستجيبون بحمده ﴾ ( ٥٢ ) بمعرفته في تفسير الحسن وقتادة٢. وقال قتادة : بمعرفته وطاعته يومئذ٣.
قال يحيى : والاستجابة [ منهم ]٤ خروجهم من قبورهم إلى الداعي صاحب الصور إلى بيت المقدس. ﴿ وتظنون ﴾ ( ٥٢ )٥ في الآخرة. ﴿ إن لبثتم ﴾ ( ٥٢ ) في الدنيا. ﴿ إلا قليلا ﴾ ( ٥٢ ) مثل قوله :﴿ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم ﴾٦ تصاغرت الدنيا عندهم. ومثل قوله :﴿ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ﴾ المشركون. ﴿ ما لبثوا ﴾ في الدنيا، ﴿ غير ساعة ﴾. قال الله :﴿ كذلك كانوا يؤفكون ﴾ ( ٥٥ )٧ يصدون عن الهدى. ﴿ وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ﴾٨ وهي مقدمة يقول :﴿ وقال الذين أوتوا العلم ﴾ في كتاب الله٩ ﴿ والإيمان لقد لبثتم ﴾ إلى يوم البعث. وقال في الآية الأولى :﴿ إن لبثتم إلا قليلا ﴾ أي إن الذين كانوا فيه في الدنيا قليل١٠ في الآخرة لأنها لا تنقضي، فعلموا ( هناك )١١ في الآخرة ( أنه )١٢ كذلك.
سعيد عن قتادة قال : و ( ذلك )١٣ مما تحاقرت الدنيا في أنفسهم حين عاينوا يوم القيامة١٤.
١ - إضافة من ١٧٩ و ١٧٥..
٢ - الطبري، ١٥/١٠١..
٣ - الطبري، ١٥/١٠١..
٤ - إضافة من ١٧٩..
٥ -في ١٧٩: تضنون. بداية [٢٦] من ١٧٥..
٦ - الكهف، ١٩؛ المؤمنون، ١١٣. انظر التفسير ص: ٢٠٨؛ ٥٠٦..
٧ - الروم، ٥٥، انظر التفسير ص: ٨١٣..
٨ - الروم، ٥٦..
٩ -بداية [٢٠] من ١٧٩ ورقمها: ٣٨٥..
١٠ - في ١٧٩: قليلا..
١١ - في ١٧٥: هنالك..
١٢ - في ١٧٩ و ١٧٥: أنها..
١٣ - في ١٧٥: ذاك..
١٤ - الطبري، ١٥/١٠٢..
( قوله :﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ﴾ ( ٥٣ ) ( أن )١ ( يأمرهم )٢ بما أمرهم الله به و ( ينهاهم )٣ عما نهاهم الله عنه. ﴿ إن الشيطان ينزع بينهم ﴾ ( ٥٣ ) يفسد بينهم. ﴿ إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ ( ٥٣ ) بين العداوة.
١ - في ١٧٥: أي..
٢ - في ١٧٩ و ١٧٥: يأمرونهم..
٣ - في ١٧٥: ينهونهم..
قوله :﴿ ربكم أعلم بكم ﴾ ( ٥٤ ) يعني بأعمالكم، يعني المشركين. ﴿ إن يشأ يرحمكم ﴾ ( ٥٤ ) يتوب عليكم فيمن عليكم بالإيمان. ﴿ ( أو )١ إن يشأ يعذبكم ﴾ ( ٥٤ ) بإقامتكم على الشرك. ﴿ وما أرسلناك عليهم وكيلا ﴾ ( ٥٤ ) ( حفيظا )٢ لأعمالهم حتى نجازيهم بها.
١ - في ١٧٩: و..
٢ - في ١٧٩: حفيضا..
قوله :﴿ وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ﴾ ( ٥٥ )١.
قوله :﴿ وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض ﴾ ( ٥٥ ). تفسير الحسن فيما قال : كلّم بعضهم، واتخذ بعضهم خليلا، وأعطى بعضهم إحياء الموتى. ﴿ وآتينا داوود زبورا ﴾ ( ٥٥ ) اسم الكتاب الذي أعطاه : الزبور.
سعيد عن قتادة قال : كنا نحدث أنه دعاء علمه الله داود، تحميد وتمجيد لله ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود٢.
إبراهيم بن محمد عن عمرو بن يحيى عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :«لا تخيروا بين الأنبياء »٣.
أبو الأشهب والمبارك عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ».
١ - نهاية المقارنة مع ١٧٩ و ١٧٥. جاء في آخر ١٧٩ ما يلي: تم الكتاب الحادي والعشرون... الله على عونه وإحسانه وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم... محمد... الأنبياء عرب محمد عليه السلام وهود وصالح وشعيب... آدم عليه السلام وشيث وإدريس ونوح صلى الله عليهم أجمعين... كتاب أبي العرب بن تميم الفقيه وصح عليه إن شاء الله ولله الحمد. وسمعه من أبي حفص عمرو بن محمد الفقيه سنة خمس وأربعين وثلاث مائة. وجاء في آخر ١٧٥ ما يلي: تم الجزء العشرون (هكذا) بحمد الله ونعمته... وفرغ به حارث بن مروان بخط يده في... نفع الله به كتابه ومن كتب... وصلى الله على النبي محمد وآله... يتلوه قوله: ﴿وربك أعلم بمن﴾....
٢ - الطبري، ١٦/١٠٣ مع بعض الاختلاف في اللفظ..
٣ - في طرة ع : ذكر الأنبياء..
قوله :﴿ قل ادعوا الذين زعمتم من دونه ﴾ ( ٥٦ ) يعني الأوثان. ﴿ فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا ﴾ ( ٥٦ ) يملكون ﴿ تحويلا ﴾ ( ٥٦ ) لما نزل بكم من الضر، أن يحولوا ذلك الضر إلى غيره أهون منه.
قال :﴿ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ﴾ ( ٥٧ ) القربة ﴿ أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ﴾ ( ٥٧ ) النار. ﴿ إن عذاب ربك كان محذورا ﴾ ( ٥٧ ) يحذره المؤمنون.
سعيد عن قتادة عن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن مسعود قال : نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن، فأسلم الجنيون ولم يعلم بذلك النفر من العرب، قال الله :﴿ أولئك الذين يدعون ﴾ يعني الجنيّين الذين يعبدهم هؤلاء ﴿ يبتغون إلى ربهم الوسيلة ﴾ إلى آخر الآية١.
وتفسير الحسن أنهم الملائكة، وعيسى يقول : أولئك الذين يعبد المشركون والصابئون والنصارى، لأن المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة، و( الصابين )٢ يعبدونهم، والنصارى تعبد عيسى.
قال : فالملائكة وعيسى الذين يعبد هؤلاء يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب. قال ﴿ ويرجون رحمته ﴾ ( ٥٧ ) يعني جنته. ﴿ ويخافون عذابه ﴾ ( ٥٧ ).
١ - الطبري، ١٦/١٠٤..
٢ - في ع : والصابيون..
قوله :﴿ وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة ﴾ ( ٥٨ ) بموت بغير عذاب. ﴿ أو معذبوها عذابا شديدا ﴾ ( ٥٨ ) يكون موتهم بالعذاب.
سعيد عن قتادة قال : قضاء من الله، إما أن يهلكها بموت أو بعذاب إذا تركوا أمره وكذبوا رسله١، يعني إهلاك الأمم بتكذيبها الرسل. ﴿ كان ذلك في الكتاب مسطورا ﴾ ( ٥٨ ) مكتوبا. وقال في آية أخرى :﴿ كل نفس ذائقة الموت ﴾٢.
١ - الطبري، ١٦/١٠٧..
٢ - آل عمران، ١٨٥ ؛ الأنبياء، ٣٥ ؛ العنكبوت، ٥٧..
قوله :﴿ وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ﴾ ( ٥٩ ) أن القوم كانوا إذا سألوا نبيهم الآية فجاءتهم الآية لم يؤمنوا فيهلكهم الله وهو قوله :﴿ بل قالوا ﴾ ١ يعني مشركي العرب للنبي ﴿ فليأتنا بآية كما أرسل الأولون( ٥ ) ﴾ قال الله :﴿ ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ﴾ ( ٦ )٢. أي لا يؤمنون لو جاءتهم آية. وقد أخر الله عذاب كفار آخر هذه الأمة بالاستئصال إلى النفخة الأولى.
قال :﴿ وما منعنا أن نرسل بالآيات ﴾ ( ٥٩ ) إلى قومك يا محمد، وذلك أنهم سألوا الآيات قال :﴿ إلا أن كذب بها الأولون ﴾ ( ٥٩ ) وكنا إذا أرسلنا إلى قوم بآية فلم يؤمنوا أهلكناهم، فلذلك لم نرسل إليهم بالآيات لأن آخر كفار هذه الأمة [ ١٠ ب ] أخروا إلى النفخة. /
سعيد عن قتادة قال : قال أهل مكة لنبي الله : إن كان ما تقول حقا وسرّك أن نؤمن فحوّل لنا الصفا ذهبا. فأتاه جبريل فقال : إذا شئت كان الذي سألك قومك ولكن إن هم لم يؤمنوا لم يناظروا، وإن شئت استأنيت بقومك قال : لا بل أستأني بقومي، فأنزل الله :﴿ وآياتنا ثمود الناقة مبصرة ﴾ ٣ أي ببينة وأنزل :﴿ ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ﴾ ٤. ﴿ وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ﴾ ( ٥٩ ).
سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران عن ابن عباس قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا، فإن أصبح لنا ذهبا اتبعناك. قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم. فدعا ربه، فجاء جبريل فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت أصبح لك الصفا ذهبا فمن كفر بعد منهم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين. وإن شئت فتحت لهم باب الرحمة والتوبة.
فقال : بل باب الرحمة والتوبة.
قوله :﴿ وآتينا ثمود الناقة مبصرة ﴾ ( ٥٩ ) أي بينة. وقال مجاهد : آية٥. ﴿ فظلموا بها ﴾ ( ٥٩ ) أي فجحدوا بها أنها ليست من الله. تفسير السدي. قال يحيى : وظلموا أنفسهم بعقرها. ﴿ وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ﴾ ( ٥٩ ) نخوفهم بالآية فنخبرهم أنهم إن لم يؤمنوا عذبهم.
١ - في ع: وقالوا..
٢ - الأنبياء، ٥-٦ مع حذف في بداية الآية: ٥..
٣ - الإسراء، ٥٩..
٤ - الأنبياء، ٦. انظر التفسير ص: ٢٩٩..
٥ - تفسير مجاهد ١/٣٦٤..
قوله :﴿ وإذا قلنا لك ﴾ وأوحينا إليك. ﴿ إن ربك أحاط بالناس ﴾ ( ٦٠ ).
وتفسير الحسن : عصمك منهم فلا يصلون إليك حتى تبلّغ عن الله الرسالة كقوله :﴿ والله يعصمك من الناس ﴾١ أن يصلوا إليك حتى تبلّغ عن الله الرسالة.
وقال قتادة : يمنعك من الناس حتى تُبلغ رسالة ربك٢. وقال مجاهد : أحاط بالناس فهم في قبضته٣.
أبو أمية عن الحسن أن رسول الله شكا إلى ربه من قومه فقال : يا رب إن قومي قد خوفوني فأعطني من قبلك آية أعلم ألا مخافة علي. فأوحى الله إليه أن يأتي وادي كذا وكذا فيه شجرة، فليدع غصنا منها يأته. فانطلق إلى الوادي فدعا غصنا منها فجاء يخط في الأرض خطا حتى انتصب بين يديه. فحبسه ما شاء الله أن يحبسه ثم قال : ارجع كما جئت، فرجع، فقال رسول الله : علمت يا رب ألا مخافة علي.
قوله :﴿ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ﴾ ( ٦٠ ) يعني ما أراه الله ليلة أسري به، وليس برؤيا المنام ولكن المعاينة.
﴿ إلا فتنة للناس ﴾ ( ٦٠ ) للمشركين، إن النبي لما أخبرهم بمسيره إلى بيت المقدس ورجوعه من ليلته كذب بذلك المشركون فافتتنوا بذلك.
المعلى عن همام بن عبد الواحد قال : لما أسري بالنبي أخبرهم بما كان منه تلك الليلة، فأنكر المشركون، فجاء أبو بكر فذكروا له ذلك فقال : إن كان حدثكم فهو كما قال. ثم أتى النبي فذكر له ذلك فقال : نعم، فسماه النبي يومئذ صديقا.
و( قالت )٤ المشركون : إن كنت صادقا فانعته لنا، فتحيّر النبي قال : فرفعه الله له فجعل ينظر إليه ويخبرهم بما يسألون عنه.
المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال : مُثّل له بيت المقدس حين سألته قريش عنه، فجعل يراه فينظر إليه ويخبرهم عنه.
سعيد عن قتادة قال :﴿ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ﴾ ٥ ( ٦٠ ) ما أراه الله من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس٦. ﴿ إلا فتنة للناس ﴾ ( ٦٠ ) أي إلا بلاء للناس. قال يحيى : يعني المشركين خاصة.
وقال الحسن : إن نفرا كانوا أسلموا ثم ارتدوا عند ذلك. قال :﴿ والشجرة الملعونة في القرآن ﴾ ( ٦٠ ). يقول : وما جعلنا أيضا الشجرة الملعونة في القرآن.
حدثني المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال : هي شجرة الزقوم٧. وهو تفسير الحسن ﴿ إلا فتنة للناس ﴾ المشركين.
لما نزلت دعا أبو جهل بتمر وزبد فقال : تعالوا ( تزقموا )٨ فما نعلم الزقوم٩ إلا هذا، فأنزل الله ﴿ إنا جعلناها فتنة للظالمين ﴾ ١٠ للمشركين. ﴿ إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ﴾ ( ٦٤ ) إلى آخر الآية، وصفها ووصف كيف يأكلونها في النار.
وقال الحسن : يعني بقوله :﴿ الملعونة في القرآن ﴾ إن أكلتها ملعونون في القرآن كقوله :﴿ وسئل القرية التي كنا فيها ﴾١١. وإنما يعني أهل القرية.
قال :﴿ ونخوفهم ﴾ ( ٦٠ ) بالشجرة الزقوم. ﴿ فما يزيدهم ﴾ ( ٦٠ ) تخويفنا إياهم بهم. ﴿ إلا طغيانا كبيرا ﴾ ( ٦٠ ).
١ - المائدة، ٦٧..
٢ - الطبري، ١٦/١١٠..
٣ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٤..
٤ - هكذا في ع..
٥ - في ع. اريتاك..
٦ - الطبري، ١٦/١١١..
٧ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٥..
٨ - في ع: نزقموا. والتزقم الابتلاع. لسان العرب، مادة: زقم..
٩ - الزقوم اسم طعام فيه تمر وزبد. لسان العرب، مادة: زقم..
١٠ - الصافات، ٦٣-٦٤. انظر التفسير ص: ٨٣٣، ٨٣٤..
١١ - يوسف، ٨٢..
قوله :﴿ وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ﴾ ( ٦١ ) أي من طين. كقوله :﴿ هو الذي خلقكم من طين ﴾١.
وقال إبليس :﴿ خلقتني من نار وخلقناه من طين ﴾٢. وقول إبليس ﴿ أأسجد ﴾ على الاستفهام، أي إني لا أسجد له.
١ - الأنعام، ٢..
٢ - الأعراف، ١٢؛ ص، ٧٦..
ثم قال :﴿ قال أرأيتك هذا الذي كرمت على ﴾ ( ٦٢ ) فأمرتني بالسجود له. ﴿ لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا ﴾( ٦٢ ). تفسير مجاهد : لأحتوينهم١. وتفسير الكلبي : لأستولينّ على ذريته أي فأضلهم ﴿ إلا قليلا ﴾.
وتفسير الحسن : لأستأصلن ذريته يعني يهلكهم ﴿ إلا قليلا ﴾ يعني المؤمنين.
وهذا القول منه بعد ما أمر بالسجود، وذلك ظن منه حيث وسوس إلى آدم فلم يجد له عزما٢ أي صبرا. فقال : بنو هذا في الضعف مثله.
حماد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك قال : لما خلق الله آدم جعل إبليس يطيف به قبل أن ينفخ فيه الروح، فلما رآه أجوف عرف أنه لا يتمالك.
١ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٥..
٢ - انظر: طه، ١١٥..
﴿ قل اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا ﴾ ( ٦٣ ). / [ ١١ أ ]
قال مجاهد : وافرا١.
أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يقول الله لآدم : يا آدم قم، ابعث بعث النار. قال : فيقول : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مائة وتسعة و ( تسعين )٢ إنسانا إلى النار وواحد إلى الجنة ».
١ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٥..
٢ - هكذا في ع..
قوله :﴿ واستفزز من استطعت منهم بصوتك ﴾ ( ٦٤ ) يعني بدعائك، أي بوسوستك. الحسن بن دينار عن الحسن قال : هو الدف والمزمار. ﴿ وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ﴾ ( ٦٤ ).
أبو سهل عن أيوب عن ليث عن مجاهد قال : كل ماش يمشي في معصية الله فهو من رجل إبليس، وكل راكب يركب في معصية الله فهو من خيل إبليس١.
وقال الحسن : رجاله الكفار والضلال من الجن والإنس.
قرة بن خالد عن الحسن أنه كان يقرأها : ورجالك٢.
الحسن عن الحسن قال : إنه له خيلا وإن له رجالا.
وقال قتادة : إن له خيلا ورجالا جنودا من الجن والإنس.
قوله :﴿ وشاركهم في الأموال والأولاد ﴾ ( ٦٤ ). الحسن عن الحسن قال : شركته إياهم في الأموال أنه أمرهم، أي وسوس إليهم أن يأخذوها من حرام وينفقوها في غير حقها. وشركته إياهم في الأولاد، رزقهم الله أولادهم على الفطرة فصبغوهم يهوديا ونصرانيا ومجوسيا٣.
وفي تفسير عمرو عن الحسن : وعابد وثن.
وتفسير الكلبي شركته إياهم في الأموال ما كانوا يحرمون مما أحل الله لهم وكل ما أصابوا من غير حلّه ووضعوه في غير حقه. وشركته إياهم في الأولاد ما ولد من الزنا.
وتفسير ابن مجاهد عن أبيه : في أولاد الزنا، وفي الأموال ما كان من مال بغير طاعة الله.
قوله :﴿ وعدهم ﴾ ( ٦٤ ) بالأماني بأنه لا بعث، ولا جنة، ولا نار. هذا وعيد من الله للشيطان. كقول الرجل : اذهب فاجهد على جهدك، وليس على وجه الأمر له به. قال :﴿ وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ﴾ ( ٦٤ ).
١ - الطبري، ١٥/١١٩..
٢ - في البحر المحيط ٦/٥٨. ٥٩ وقرأ الحسن... بكسر الجيم. وفيه أيضا: قرأ الجمهور: ورجلك... وهو اسم جمع واحده راجل... وقرأ الحسن وأبو عمرو في رواية وحفص بكسر الجيم... بمعنى الرجال... وقرأ قتادة وعكرمة: ورجالك. وقرئ ورجّل لك بضم الراء وتشديد الجيم..
٣ - الطبري، ١٥/١٢١ مع اختلاف في العبارة..
قال :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ﴾ ( ٦٥ ). قال قتادة : وعباده المؤمنون. وقال يحيى : يعني من يلقى الله مؤمنا أن يصلهم. ﴿ وكفى بربك وكيلا ﴾ ( ٦٥ ) حرزا ومانعا لعبادة المؤمنين.
قوله :﴿ ربكم الذي يزجى لكم الفلك ﴾ ( ٦٦ ) يجريها. ﴿ في البحر لتبتغوا من فضله ﴾ ( ٦٦ ) طلب التجارة في البحر. ﴿ إنه كان بكم رحيما ﴾ ( ٦٦ ) فبرأفته ورحمته سخر لكم ذلك. والرحمة على الكافر في هذا رحمة الدنيا.
قوله :﴿ وإذا مسكم الضر ﴾ ( ٦٧ ) يعني الأهوال. ﴿ في البحر ضل من تدعون ﴾ ( ٦٧ ) يعني ما تعبدون من دونه ضلوا عنهم.
قال :﴿ إلا إياه ﴾ ( ٦٧ ) تدعونه كقوله :﴿ بل إياه تدعون ﴾١ يعلمون أنه لا ينجيهم من الغرق إلا الله. قال :﴿ فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ﴾ ( ٦٧ ) عن الذي نجاكم ورجعتم إلى شرككم. ﴿ وكان الإنسان كفورا ﴾ ( ٦٧ ) يعني المشرك.
١ - الأنعام، ٤١..
قال :﴿ أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر ﴾ ( ٦٨ ) كما خسف بقوم لوط وبقارون. ﴿ أو يرسل عليكم حاصبا ﴾ ( ٦٨ ). قال قتادة : أي حجارة من السماء١. يقول : يحصبكم بها كما فعل بقوم لوط، يعني الذين خرجوا من القرية فأرسل عليهم الحجارة وخسف بأهل القرية. قال :﴿ ثم لا تجدوا لكم وكيلا ﴾ ( ٦٨ ). سعيد عن قتادة قال : أي منيعا و لا نصيرا٢.
١ - في الطبري، ١٥/١٢٣..
٢ - في الطبري، ١٥/١٢٣: أي منعة ولا ناصرا..
قال :﴿ أم أمنتم أن يعيدكم ﴾ ( ٦٩ ) في البحر. ﴿ تارة أخرى ﴾ ( ٦٩ ) مرة أخرى. ﴿ فيرسل عليكم قاصفا من الريح ﴾ ( ٦٩ ) والقاصف الريح الشديدة. ﴿ فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ﴾ ( ٦٩ ) لا تجدوا أحدا يتبعنا بذلك لكم فيتنصر لكم وهو كقوله :﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ سوى عليها بالعذاب ﴿ ولا يخاف عقباها ﴾١ التبعة فينتصر لهم. وقال قتادة : أي لا يخاف أن يتبع بشيء مما أصابكم٢. وقال ابن مجاهد عن أبيه :﴿ تبيعا ﴾ ثائرا٣.
١ - الشمس، ١٤ قرأن نافع وابن عامر: فلا يخاف وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام، قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: ولا يخاف وكذلك هي في مصاحفهم. ابن مجاهد، ٦٨٩..
٢ - الطبري، ١٥/١٢٥. والخبر عن سعيد عن قتادة..
٣ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٦..
قوله :﴿ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ﴾ ( ٧٠ ).
الفرات بن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في سفر فمروا ببرك فيها ماء فوضع بعضهم رؤوسهم يشربون منها فقال رسول الله :«اغسلوا أيديكم واشربوا فيها ».
قال يحيى : سمعت بعضهم يقول : إن هذه الآية نزلت عند ذلك.
وقال الحسن : فُضّل بنو آدم على البهائم والسباع والهوامّ.
وقال ( بعضهم )١ :﴿ ورزقناهم من الطيبات ﴾ : يعني جميع رزق بني آدم : الخبز واللحم، والعسل، والسمن، ونحوه من طيبات الطعام والشراب، فجعل رزقهم أطيب من رزق الدواب والطير والجن.
١ - فوقها علامة: صـ تحيل على الطرة في ع حيث كتب لمحمد السدي..
قوله :﴿ يوم ندعو كل أناس بإمامهم ﴾ ( ٧١ ). قال الحسن : بكتابهم. ما نسخت عليهم الملائكة من أعمالهم١. وقال قتادة : بإمامهم، بنبيهم٢. قال :﴿ فمن أوتي كتابه بيمينه، فأولئك يقرءون كتابهم ﴾ وقد فسرناه قبل هذا الموضع. ﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ ( ٧١ ) والفتيل يكون في بطن النواة٣.
١ - الطبري، ١٥/١٢٧..
٢ - الطبري، ١٥/١٢٦ عن عمرو عن سعيد عن قتادة..
٣ - الفتيل: ما كان في شق النواة، يضرب مثلا للشيء التافه القليل. لسان العرب، مادة: فتل..
قوله :﴿ ومن كان في هذه أعمى ﴾ ( ٧٢ ) يعني من كان في هذه النعماء التي ذكر الله في هذه الآية١. ﴿ فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ﴾ ( ٧٢ ) / [ ١١ ب ]. ﴿ ولقد كرمنا بني آدم ﴾ إلى آخر الآية ﴿ أعمى ﴾، يعني أعمى القلب فلا تعرف ربها فتوحده فهو عن ما في الآخرة، يعني فهو عن ما ذكر الله من أمر الآخرة أعمى وأضل سبيلا. وهو تفسير السدي.
سعيد عن قتادة قال : يقول : من كان في هذه الدنيا أعمى عن ما عاين فيها من نِعَم الله وخلقه وعجائبه٢، قال يحيى : أي فيعلم أن له معادا. وهذا تفسير الحسن في أشباه هذا مما جعله الله تبصرة للعباد فيعلمون أن البعث حق.
قال قتادة : فهو فيما يغيب عنه من أمر الآخرة أعمى٣. ﴿ وأضل سبيلا ﴾ ( ٧٢ ) طريقا.
وتفسير الحسن : من كان في هذه الدنيا أعمى، الكافر عمي عن الهدى. فهو في الآخرة أعمى في الحجة، أي ليست له حجة كقوله :﴿ قال رب لم حشرتني أعمى ﴾ عن حجتي.
١ - يبدو أن هنالك كلاما ناقصا يتم به معنى الجملة ولعل كلمة: أعمى تجبر ذلك النقص..
٢ - الطبري، ١٥/١٢٨..
٣ - الطبري، ١٥/١٢٨..
قوله ﴿ وإن كادوا ﴾ ( ٧٣ ) يعني قد كادوا. تفسير السدي. ﴿ ليفتنونك ﴾ ( ٧٣ ) ليضلونك. وقال ( بعضهم )١. يعني ليصدونك. ﴿ عن الذي أوحينا إليك ﴾ ( ٧٣ ) القرآن. ﴿ لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ﴾ ( ٧٣ ) لو فعلت.
وذلك أن المشركين خلوا برسول الله بمكة ليلة حتى الصباح فقالوا : يا محمد إن الذي جئت لم يجئ به أحد من قومك. ورفقوا به وقالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر، فإن هذا لو كان حقا لكان فلان أحق به منك، وفلان أحق به منك. فأنزل الله :( وإن كادوا ليفتنونك } إلى قوله :﴿ ولولا أن ثبتناك ﴾ بالنبوة، عصمناك بها ﴿ لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( ٧٤ ) إذا لأذقناك ﴾ ( ٧٥ ) لو فعلت ﴿ ضعف الحياة ﴾ ( ٧٥ ). سعيد عن قتادة : أي عذاب الدنيا٢. ﴿ وضعف الممات ﴾ ( ٧٥ ) أي عذاب الآخرة٣. قال :﴿ ثم لا تجد لك علينا نصيرا ﴾ ( ٧٥ ) ينتصر لك بعد عقوبتنا إياك.
سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن قوما خلوا برسول الله ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه، ويفحمونه، ويسودونه، ويقاربونه وكان في قولهم أن قالوا : يا محمد، إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس، وأنت سيدنا وابن سيدنا، فما زالوا يكلمونه حتى كاد يقاربهم. ثم إن الله منعه وعصمه من ذلك.
١ - فوقها علامة: ص تحيل على الطرة في ع حيث كتب: لمحمد وقال السدي..
٢ - الطبري، ١٥/١٣١..
٣ - نفس الملاحظة..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٣:قوله ﴿ وإن كادوا ﴾ ( ٧٣ ) يعني قد كادوا. تفسير السدي. ﴿ ليفتنونك ﴾ ( ٧٣ ) ليضلونك. وقال ( بعضهم )١. يعني ليصدونك. ﴿ عن الذي أوحينا إليك ﴾ ( ٧٣ ) القرآن. ﴿ لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ﴾ ( ٧٣ ) لو فعلت.
وذلك أن المشركين خلوا برسول الله بمكة ليلة حتى الصباح فقالوا : يا محمد إن الذي جئت لم يجئ به أحد من قومك. ورفقوا به وقالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر، فإن هذا لو كان حقا لكان فلان أحق به منك، وفلان أحق به منك. فأنزل الله :( وإن كادوا ليفتنونك } إلى قوله :﴿ ولولا أن ثبتناك ﴾ بالنبوة، عصمناك بها ﴿ لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( ٧٤ ) إذا لأذقناك ﴾ ( ٧٥ ) لو فعلت ﴿ ضعف الحياة ﴾ ( ٧٥ ). سعيد عن قتادة : أي عذاب الدنيا٢. ﴿ وضعف الممات ﴾ ( ٧٥ ) أي عذاب الآخرة٣. قال :﴿ ثم لا تجد لك علينا نصيرا ﴾ ( ٧٥ ) ينتصر لك بعد عقوبتنا إياك.
سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن قوما خلوا برسول الله ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه، ويفحمونه، ويسودونه، ويقاربونه وكان في قولهم أن قالوا : يا محمد، إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس، وأنت سيدنا وابن سيدنا، فما زالوا يكلمونه حتى كاد يقاربهم. ثم إن الله منعه وعصمه من ذلك.
١ - فوقها علامة: ص تحيل على الطرة في ع حيث كتب: لمحمد وقال السدي..
٢ - الطبري، ١٥/١٣١..
٣ - نفس الملاحظة..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٣:قوله ﴿ وإن كادوا ﴾ ( ٧٣ ) يعني قد كادوا. تفسير السدي. ﴿ ليفتنونك ﴾ ( ٧٣ ) ليضلونك. وقال ( بعضهم )١. يعني ليصدونك. ﴿ عن الذي أوحينا إليك ﴾ ( ٧٣ ) القرآن. ﴿ لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ﴾ ( ٧٣ ) لو فعلت.
وذلك أن المشركين خلوا برسول الله بمكة ليلة حتى الصباح فقالوا : يا محمد إن الذي جئت لم يجئ به أحد من قومك. ورفقوا به وقالوا له : كفّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر، فإن هذا لو كان حقا لكان فلان أحق به منك، وفلان أحق به منك. فأنزل الله :( وإن كادوا ليفتنونك } إلى قوله :﴿ ولولا أن ثبتناك ﴾ بالنبوة، عصمناك بها ﴿ لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( ٧٤ ) إذا لأذقناك ﴾ ( ٧٥ ) لو فعلت ﴿ ضعف الحياة ﴾ ( ٧٥ ). سعيد عن قتادة : أي عذاب الدنيا٢. ﴿ وضعف الممات ﴾ ( ٧٥ ) أي عذاب الآخرة٣. قال :﴿ ثم لا تجد لك علينا نصيرا ﴾ ( ٧٥ ) ينتصر لك بعد عقوبتنا إياك.
سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا أن قوما خلوا برسول الله ذات ليلة إلى الصبح يكلمونه، ويفحمونه، ويسودونه، ويقاربونه وكان في قولهم أن قالوا : يا محمد، إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس، وأنت سيدنا وابن سيدنا، فما زالوا يكلمونه حتى كاد يقاربهم. ثم إن الله منعه وعصمه من ذلك.
١ - فوقها علامة: ص تحيل على الطرة في ع حيث كتب: لمحمد وقال السدي..
٢ - الطبري، ١٥/١٣١..
٣ - نفس الملاحظة..

قوله :﴿ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ﴾( ٧٦ ) يعني أرض المدينة. ﴿ ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك ﴾ ( ٧٦ ) بعدك.
﴿ إلا قليلا ( ٧٦ ) سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ﴾ ( ٧٧ ).
سعيد عن قتادة قال : هم أهل مكة بإخراجه من مكة ولو فعلوا ذلك ما ( نوظروا )١ ولكن الله كفهم عن إخراجه حتى أمره بالخروج. ولقل مع ذلك ما لبثوا بعد خروجه من ( ملكه )٢ حتى بعث الله عليهم القتل يوم بدر.
قال يحيى : هي في هذا التفسير قوله :﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ﴾ ٣.
وتفسير الحسن :﴿ ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها ﴾ ( ٧٦ ) بالقتل ﴿ وإذا لا يلبثون خلافك ﴾ ( ٧٦ ) بعدك ﴿ إلا قليلا ﴾ ( ٧٦ ) حتى نستأصلهم بالعذاب فنهلكهم أجمعين لو قتلوك. ﴿ سنة من قد أرسلنا ﴾ ( ٧٧ ) إنهم إذا قتلوا نبيهم أهلكهم الله بالعذاب. ﴿ ولا تجد لسنتنا تحويلا ﴾ ( ٧٧ ).
سعيد عن قتادة قال : إن سنة الرسل والأمم كانت من قبلك كذلك، إذا كذبوا رسلهم وأخرجوهم لم يناظروا أن يبعث الله عليهم عذابه٤.
قرة بن خالد أن عبد الله بن مسعود قال : إن أشد الناس عذابا من قتل نبيا، أو قتله نبي، أو مصوّر.
١ - في الطبري، ١٥/١٣٢: توطنوا.
٢ - في الطبري، ١٥/١٣٢.: مكة..
٣ - الأنفال، ٣٠..
٤ - الطبري، ١٥/١٣٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٦:قوله :﴿ وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ﴾( ٧٦ ) يعني أرض المدينة. ﴿ ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك ﴾ ( ٧٦ ) بعدك.
﴿ إلا قليلا ( ٧٦ ) سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ﴾ ( ٧٧ ).
سعيد عن قتادة قال : هم أهل مكة بإخراجه من مكة ولو فعلوا ذلك ما ( نوظروا )١ ولكن الله كفهم عن إخراجه حتى أمره بالخروج. ولقل مع ذلك ما لبثوا بعد خروجه من ( ملكه )٢ حتى بعث الله عليهم القتل يوم بدر.
قال يحيى : هي في هذا التفسير قوله :﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ﴾ ٣.
وتفسير الحسن :﴿ ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها ﴾ ( ٧٦ ) بالقتل ﴿ وإذا لا يلبثون خلافك ﴾ ( ٧٦ ) بعدك ﴿ إلا قليلا ﴾ ( ٧٦ ) حتى نستأصلهم بالعذاب فنهلكهم أجمعين لو قتلوك. ﴿ سنة من قد أرسلنا ﴾ ( ٧٧ ) إنهم إذا قتلوا نبيهم أهلكهم الله بالعذاب. ﴿ ولا تجد لسنتنا تحويلا ﴾ ( ٧٧ ).
سعيد عن قتادة قال : إن سنة الرسل والأمم كانت من قبلك كذلك، إذا كذبوا رسلهم وأخرجوهم لم يناظروا أن يبعث الله عليهم عذابه٤.
قرة بن خالد أن عبد الله بن مسعود قال : إن أشد الناس عذابا من قتل نبيا، أو قتله نبي، أو مصوّر.
١ - في الطبري، ١٥/١٣٢: توطنوا.
٢ - في الطبري، ١٥/١٣٢.: مكة..
٣ - الأنفال، ٣٠..
٤ - الطبري، ١٥/١٣٤..

قوله :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس ﴾ ( ٧٨ ). سعيد عن قتادة قال : إذا زلت الشمس عن بطن السماء لصلاة الظهر١. ﴿ إلى غسق الليل ﴾ ( ٧٨ ) قال : بدوّ الليل لصلاة المغرب٢.
قال يحيى : يقول لزوال الشمس عن كبد السماء، يعني صلاة الظهر والعصر بعدها. ﴿ إلى غسق الليل ﴾ بدو الليل واجتماعه وظلمته.
صلاة المغرب عند بدوّ الليل، وصلاة العشاء عند اجتماع الليل، وظلمته إذا غاب الشفق.
مالك بن أنس عن داود بن الحصين أن ابن عباس قال : دلوك الشمس إذا فاء الفيء، وغسق الليل اجتماع الليل وظلمته.
مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : دلوك الشمس ميلها.
سعيد عن قتادة عن الحسن أن رسول الله لما جاء بالصلوات الخمس إلى قومه خلى عنهم، حتى إذا زالت الشمس عن بطن السماء نودي فيهم : الصلاة جامعة ففزعوا لذلك واجتمعوا. فصلى بهم الظهر أربع ركعات لا يُعلن فيهنّ القراءة، جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس، يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل، ثم خلى عنهم حتى إذا تصوّبت الشمس وهي بيضاء نقية نودي فيهم : الصلاة جامعة. فاجتمعوا. فصلى بهم العصر أربع ركعات دون صلاة الظهر، لا يُعلن فيهن القراءة، جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل. ثم خلى عنهم حتى/إذا غربت [ ١٢أ ] الشمس نودي فيهم : الصلاة جامعة. فصلى بهم المغرب ثلاث ركعات يُعلن في الركعتين الأوليين ولا يُعلن في الركعة الآخرة، جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس، يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل. ثم خلى عنهم حتى إذا غاب الشفق و ( أيتظا )٣ العشاء نودي فيهم : الصلاة جامعة. فاجتمعوا فصلى بهم العشاء أربع ركعات يُعلن في الركعتين الأوليين ولا يُعلن في الآخرتين، جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس، يقتدي الناس بنبيهم ويقتدي نبي الله بجبريل. ثم بات الناس ولا يدرون أيزادون على ذلك أم لا. حتى إذا طلع الفجر نودي فيهم : الصلاة جامعة، فاجتمعوا. فصلى بهم الصبح ركعتين أطالهما وأعلن فيهما القراءة، جبريل بين يدي نبي الله ونبي الله بين أيدي الناس، يقتدي الناس بنبيهم، ويقتدي نبي الله بجبريل.
المعلى عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود قال : دلوكها غروبها.
المسعودي عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن بن يزيد قال : غابت الشمس فقال عبد الله بن مسعود : والذي لا إله غيره إن هذه الساعة لميقات هذه الصلاة، ثم تلا هذه الآية :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ﴾.
قال المسعودي : فدلوكها حين تغيب في قول عبد الله، وغسق الليل مجيء الليل والصلاة فيما بينهما.
قال يحيى : وتفسير ابن عباس : هو زوالها، هو قول العامة، يعني وقت صلاة الظهر فيما حدثني المسعودي وغيره.
ثم قال المسعودي : قال السدي. وكان يعالج التفسير : لو كان دلوك الشمس زوالها لكانت الصلاة فيما بين زوالها إلى أن تغيب. وكان قول ابن عباس أعجب إلى المسعودي.
قوله :﴿ وقرآن الفجر ﴾ ( ٧٨ ). قال قتادة : وهي صلاة الصبح٤. ﴿ إن قرآن الفجر كان مشهودا ﴾ ( ٧٨ ) يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار يجتمعون عند صلاة الصبح وعند صلاة العصر فيما حدثنا عثمان عن نعيم بن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون.
سعيد عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر أن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود كتب إليه أن عبد الله بن مسعود كان يقول عند صلاة المغرب : يجتمع الحرسان من ملائكة الله : ملائكة الليل وملائكة النهار٥.
سعيد عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال : كنا نحدث أن عند صلاة الفجر يجتمع الحرسان من ملائكة الله : حرس الليل وحرس النهار، ويقرأ هذه الآية :﴿ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ﴾.
المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال : يتدارك الحرسان عند صلاة الصبح والمغرب. وقال اقرأوا إن شئتم :﴿ وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ﴾.
١ - الطبري، ١٥/١٣٦..
٢ - الطبري، ١٥/١٣٦. والخبر عن سعيد عن قتادة..
٣ - في طرة ع: أيتظا أظلم. في ابن محكم، ٢/٤٣٥: انقضى. انظر نفس الإحالة، هامش: ٢..
٤ - الطبري، ١٥/١٤٠..
٥ - الطبري، ١٥/١٣٩، ١٤٠. بنفس السند. جاء في الطبري، يدل كلمة المغرب كلمة الفجر. انظر الرواية الموالية وهي تتفق مع رواية الطبري، في كلمة الفجر..
قوله :﴿ ومن الليل فتجهد به نافلة لك ﴾ ( ٧٩ ) عطية من الله لك.
وقال الكلبي : النافلة، الفضل. قال يحيى : وسمعت بعضهم يقول : إن صلاة الليل على النبي فريضة وهي للناس تطوع١.
وقال الحسن : لم يقم النبي أقل من ثلث الليل.
الحسن بن دينار عن عون العقيلي عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شغله شيء عن صلاة الليل صلى من النهار اثني عشرة ركعة.
حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : النافلة لا تكون إلا للنبي.
حماد عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : إذا توضأ الرجل فأحسن الوضوء فإن قعد قعد مغفورا له وإذا قام يصلي كانت له فضيلة. فقيل له : نافلة ؟ فقال : إنما النافلة للنبي.
قوله :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ ( ٧٩ ) وعسى من الله واجبة.
قال سيبعثك ربك مقاما محمودا : الشفاعة.
يونس بن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان قال : يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد حفاة، عراة، كما خلقوا يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حتى يُلجمهم العرق ولا تكلم نفس إلا بإذنه قال : فأول من يُدعى محمد صلى الله عليه وسلم، يا محمد فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليه لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت وعلى عرشك استويت سبحانك رب البيت. ثم يقال له : اشفع قال : فذلك المقام المحمود الذي وعده الله٢.
وفي تفسير الكلبي قال : إذا أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فبقيت زمرة من آخر زُمر الجنة وهم على الصراط لما خرج المؤمنون من الصراط بإيمانهم على قدر أعمالهم ؛ فمنهم من قد خرج كهيئة البرق، ومنهم من خرج [ ١٢ ب ] كهيئة /الريح، ومنهم من خرج كركض الفرس الجواد، ومنهم من خرج سعيا، ومنهم من خرج زحفا على قدر ما بقي له من نوره، إن قام لم يره وإن جلس نظر إليه بين يديه، فهو يزحف على استه، وهم الذين يقولون :﴿ ربنا أتمم لنا نورنا ﴾٣ فذلك حين تقول لهم آخر زُمرة من زُمَر النار : أما نحن فأخذنا بما في قلوبنا من الشك والتكذيب فما نفعكم أنتم توحيدكم ربكم ؟ قال : وقد بلغت النار منهم كل مبلغ.
وفي حديث سعيد عن قتادة عن الحسن عن أبي نضرة عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزَته٤ ومنهم من تأخذه إلى ترقوته »٥.
قال يحيى : وبلغني أنها لا تصيب وجوههم لمكان السجود.
قال الكلبي : فيصرخون عند ذلك يدعون ربهم فيسمعهم أهل الجنة فيسعون.
أو قال : يشمون إلى آدم فيقولون : يا آدم، أناس من ذريتك لم يشركوا بالله شيئا حٌبسوا مع أهل الشرك. فيقول آدم : إني قد أخطيت خطيئة فأستحيي أن أكلّم ربي فعليكم بنوح. فيأتون نوحا فيردهم إلى إبراهيم. ثم يأتون إبراهيم فيردهم إلى موسى. ثم يأتون موسى فيردهم إلى عيسى. ثم يأتون عيسى فيردهم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمدا فيذكرون ذلك له. فينطلق نبي الله فيأتي رب العزة فيسجد له حتى يأمره أن يرفع رأسه ثم يسأل الله عن ما يريد وهو أعلم به فيقول : ربّ، أناس من عبادك أصحاب ذنوب لم يشركوا بك وأنت أعلم بهم يُعيّرهم أهل النار بعبادتهم إيّاك فيقول الله : وعزتي لأخرجنهم منها. فيخرجهم وقد احترقوا. فيدخلون الجنة ثم ينضح عليهم من الماء حتى ينبتوا، تنبت أجسادهم ولحومهم، ثم يدخلون الجنة فيسمون الجهنميين. فيغبط ( - )٦ عند ذلك الأولون من أهل الجنة والآخرون فذلك قوله :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾.
صاحب له عن جبير عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال : يأمر الله تبارك وتعالى بالصراط فيُضرب على جهنم، فيمر الناس على قدر أعمالهم زُمَرا، أولهم كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمرّ الطير، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك حتى يمرّ الرجل سعيا، وحتى يمرّ الرجل مشيا حتى يكون آخرهم رجل يتلبّط٧ على بطنه فيقول : يا رب لم أبطأت بي ؟ فيقول : لم أبطئ بك، إنما أبطأ بك عملك.
قال : ثم يأذن الله في الشفاعة، فيكون أول شافع يوم القيامة روح القدس جبريل، ثم يقوم خليل الله إبراهيم، ثم موسى أو عيسى. قال أبو الزعراء : لا أدري أيهما قال : ثم يقوم نبيكم ( قائما )٨ لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه. وهو المقام المحمود الذي ذكره الله :﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾٩.
١ - في الطبري، ١٥/١٤٢: عن ابن عباس: يعني بالنافلة أنها للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة أمر بقيام الليل وكتب عليه..
٢ - الطبري، ١٥/١٤٤-١٤٥..
٣ - التحريم: ٨..
٤ - الحجزة: مشد الإزار يعني من وسط الإنسان، لسان العرب، مادة: حجز..
٥ - التّرقوة: عظم وصل بين ثُغرة النحر والعاتق من الجانبين، جمعها: التراقي، لسان العرب، مادة: ترق..
٦ - كلمة غير مقروءة في المخطوط..
٧ - في طرة ع : يتلبط، هو من قولك لبطت الرجل لبطا إذا أنت صرعته والمعنى أنه مصروع يمشي على بطنه. انظر لسان العرب، مادة: لبط..
٨ - في الطبري، ١٥/١٤٤: رابعا..
٩ - الطبري، ١٥/١٤٤..
قوله :﴿ وقل رب أدخلني مدخل صدق ﴾ ( ٨٠ ) يعني مدخله المدينة حين هاجر إليها. أمره الله بهذا الدعاء.
﴿ وأخرجني مخرج صدق ﴾ ( ٨٠ ). تفسير الحسن : مخرج صدق أي إلى قتال أهل بدر. وقد كان أعلمه الله أنه سيقاتل المشركين ببدر ويظهره الله عليهم.
سعيد عن قتادة قال :﴿ مدخل صدق ﴾ الجنة ﴿ وأخرجني مخرج صدق ﴾ أخرجه الله من مكة إلى الهجرة بالمدينة١. ﴿ واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ﴾ ( ٨٠ ) فأظهره الله عليهم يوم بدر فقتلهم.
سعيد عن قتادة قال : علم نبي الله ألا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرا لكتاب الله ولحدوده ولفرائضه ولإقامة الدين٢. وقال مجاهد :﴿ سلطانا نصيرا ﴾ حجة بينة٣.
١ - في الطبري، ١٥/١٤٩: عن معمر عن قتادة ﴿مدخل صدق﴾ قال: المدينة و﴿مخرج صدق﴾ قال مكة. وفيه أيضا، ١٥/١٥٠: عن معمر عن قتادة عن الحسن ﴿أدخلني مدخل صدق﴾ الجنة و﴿ مخرج صدق﴾ من مكة إلى المدينة..
٢ - الطبري، ١٥/١٥٠-١٥١..
٣ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٨..
قوله :﴿ وقل جاء الحق ﴾ ( ٨١ ) وهو القرآن. ﴿ وزهق الباطل ﴾ ( ٨١ ) وهو إبليس. وهذا تفسير قتادة١. قال :﴿ إن الباطل كان زهوقا ﴾ ( ٨١ ) والزهوق : الداحض الذاهب.
١ - تفسير الطبري، ١٥/١٥٢..
قوله :﴿ وننزل من القرآن ﴾ ( ٨٢ ) ينزل الله من القرآن. ﴿ ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ﴾ ( ٨٢ ) كلما جاء في القرآن شيء كذبوا به فازدادوا فيه خسارا إلى خسارهم.
قوله :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان ﴾ ( ٨٣ ) يعني المشرك، أعطيناه السعة والعافية. ﴿ أعرض ﴾ ( ٨٣ ) عن الله. ﴿ ونأى بجانبه ﴾ ( ٨٣ ). وقال مجاهد : تباعد منا١. وهو واحد. ﴿ وإذا مسه الشر ﴾ ( ٨٣ ) الأمراض والشدائد. ﴿ كان يئوسا ﴾ ( ٨٣ ) قال قتادة : يئس وقنط٢. قال يحيى : يقول : يئس أن يفرج ذلك عنه لأنه ليست له نيّة ولا حِسبة ولا رجاء.
١ - تفسير مجاهد، ١/٣٦٨..
٢ - تفسير الطبري/ ١٥/١٥٤..
﴿ قل كل يعمل على شاكلته ﴾ ( ٨٤ ). سعيد عن قتادة قال : على ناحيته وما ينوي١ ؛ أي المؤمن على إيمانه والكافر على كفره. ﴿ فربكم أعلم/ بمن هو أهدى سبيلا ﴾ ( ٨٤ ) أي فهو يعلم أن المؤمن أهدى [ ١٣ أ ] سبيلا من الكافر.
١ - الطبري، ١٥/١٥٤..
قوله :﴿ ويسألونك عن الروح قل الروح ﴾ ( ٨٥ ). يحيى عن صاحب له عن الأعمش عن مجاهد أن ناسا من اليهود لقوا نبي الله وهو على بغْلته، فسألوه عن الروح فأنزل الله :﴿ ويسألونك علن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴾ ( ٨٥ ).
وفي تفسير الكلبي أن المشركين بعثوا رسلا إلى المدينة فقالوا لهم : سلوا اليهود عن محمد وصِفُوا لهم نَعْته وقوله ثم أتونا فأخبرونا. فانطلقوا حتى قدموا المدينة فوجدوا بها علماء اليهود من كل أرض قد اجتمعوا فيها لعيد لهم، فسألوهم عن محمد ونعتوا لهم نعته، فقال لهم حبر من أحبار اليهود : إن هذا لنعت النبي الذي نتحدث أن الله باعثه في هذه الأرض.
فقالت لهم رسل قريش : إنه فقير، عائل، يتيم، لم يتبعه من قومه من أهل الرأي أحد ولا من ذوي الأسنان. فضحك الحبر وقال كذلك نجده.
قالت لهم رسل قريش : فإنه يقول قولا عظيما، يدعو إلى الرحمن [ ويقول إنّ ]١ الذي باليمامة الساحر الكذاب، يعنون مُسيلمة. فقالت لهم اليهود : اذهبوا فسلوا صاحبكم عن خلال ثلاث، فإن الذي باليمامة قد عجز عنهن. فأما اثنتان من الثلاث فإنه لا يعلمهما٢ إلا نبي فإن أخبركم بهما فقد صدق. وأما الثالثة فلا يجترئ عليها أحد.
فقالت لهم رسل قريش : أخبرونا بهن. فقالت لهم اليهود : سلوه عن أصحاب الكهف والرقيم، فقصوا عليهم قصتهم. وسلوه عن ذي القرنين، وحدثوهم بأمره. وسلوه عن الروح، فإن أخبركم فيه بشيء فهو كاذب.
فرجعت رسل قريش إليهم فأخبروهم بذلك، فأرسلوا إلى النبي فلقيهم فقالوا : يا ابن عبد المطلب إنا سائلوك عن خلال ثلاث فإن أخبرتنا بهنّ فأنت صادق وإلا فلا تذكرن آلهتنا بشيء. فقال لهم رسول الله : وما هن ؟ قالوا : أخبرنا عن أصحاب الكهف فإنا قد أُخبرنا عنهم بآية بينة، وأخبرنا عن ذي القرنين فإنا قد أخبرنا عنه بأمر بيّن، وأخبرنا عن الروح. فقال لهم رسول الله : أنظروني حتى أنظر ماذا يُحدث إليّ فيه ربي. قالوا : فإنا ناظروك فيه ثلاثا. فمكث نبي الله ثلاثة أيام لا يأتيه جبريل، ثم أتاه فاستبشر به النبي وقال : يا جبريل، قد رأيت ما سأل عنه قومي ثم لم تأتني، قال له جبريل :﴿ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بيني أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ﴾ ( ٦٤ )٣ فإذا شاء ربك أرسلني إليك، ثم قال له جبريل : إن الله قال :﴿ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴾. ثم قال له :﴿ أم حسبتم أن أصحاب الكهف والرقيم ﴾ ٤ فذكر قصتهم. قال :﴿ ويسألونك عن ذي القرنين ﴾٥ فذكر قصته.
ثم لقي رسول الله قريشا في آخر اليوم الثالث فقالوا : ماذا أحدث إليك ربك في الذي سألناك عنه ؟ فقصه عليهم. فعجبوا وغلب عليهم الشيطان أن يصدقوه.
هشام عن قتادة أن ابن عباس فسّر الروح مرة واحدة ثم كف عن تفسيرها٦. وأحسب هشاما أو غيره ذكر أن قتادة فسرها مرة ثم كف.
وقال السدي : الروح ملك من الملائكة في السماء السابعة ووجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة وذلك قوله في : عمّ يتساءلون" :﴿ يوم يقوم الروح ﴾٧ يعني ذلك الملك، وهو أعظم من كل مخلوق، وتحت العرش، وهو حافظ على الملائكة يقوم على يمين العرش صفا واحدا والملائكة صف، فذلك قوله :﴿ ويسألونك عن الروح ﴾ يعني ذلك الملك ﴿ قل الروح من أمر ربي ﴾ لم يحيطوا به علما.
وتفسير الحسن أن الروح القرآن.
قال :﴿ قل الروح من أمر ربي ﴾ من وحي ربي ﴿ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴾ أي إن علمكم الذي آتاكم الله قليل في علم الله.
وبلغني عن الأعمش عن بعض أصحابه التابعين قال : الروح خلق من خلق الله لهم أيد وأرجل.
سعيد عن قتادة : قال : لقيت اليهود نبي الله ( فتعنّتوه )٨ وسألوه عن الروح وعن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، فأنزل الله :﴿ ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ﴾ أي اليهود٩.
مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«خمس لا يعلمهنّ إلا الله :﴿ إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ﴾ ١٠ إلى آخر السورة. الآيات الخمس«.
١ - إضافة من ابن محكم ٢/٤٣٩..
٢ - في ع: يعلمها. الإصلاح من ابن أبي زمنين، ورقة: ١٨٩..
٣ - مريم، ٦٤..
٤ - الكهف، ٩..
٥ - الكهف، ٨٣..
٦ - في الطبري، ١٥/١٥٦: قال قتادة: وكان ابن عباس يكتمه..
٧ - النبأ، ٣٨..
٨ - في الطبري، ١٥/١٥٥: فتغشوه..
٩ - الطبري، ١٥/١٥٥..
١٠ - لقمان، ٣٤..
قوله :( ﴿ ( ولئن )١ شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ﴾( ٨٦ ) يعني القرآن حتى لا يبقى منه شيء. ﴿ ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ﴾ ( ٨٦ ) وليّا يمنعك من ذلك.
١ - في ع: لو..
﴿ إلا رحمة من ربك ﴾ فيها إضمار يقول : وإنما أنزلناه عليك رحمة من ربك. ﴿ إن فضله كان عليك كبيرا ﴾ ( ٨٧ ) يقول : أعطاك النبوة وأنزل عليك القرآن.
حماد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن جبيش عن عبد الله بن مسعود قال : ليسرينّ على القرآن ليلة فلا تبقى منه آية في قلب رجل ولا مصحف إلا رفعت.
قوله :﴿ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون [ ١٣ ب ] بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ﴾ ( ٨٨ ) أي عوينا.
قوله :﴿ ولقد صرفنا للناس ﴾ ( ٨٩ ) ضربنا للناس. ﴿ في هذا القرآن من كل مثل فإن أكثر الناس إلا كفورا ( ٨٩ ) ﴾.
﴿ وقالوا لن نؤمن لك ﴾ ( ٩٠ ) لن نصدقك. ﴿ حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ﴾ ( ٩٠ ) أي عيونا ببلدنا هذا.
أو تكون١ لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها }( ٩١ ) خلال تلك الجنة. ﴿ تفجيرا ( ٩١ ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ﴾ ﴿ أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ﴾ ( ٩٢ ) قطعا في تفسير قتادة٢.
وقال في آية أخرى :﴿ إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ﴾ ٣.
وقال :﴿ وإن يروا كسفا ﴾ والكسف القطعة ﴿ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ﴾ ( ٤٤ )٤.
تفسير الكلبي في قوله :﴿ لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ﴾ قال : بلغنا والله أعلم أن عبد الله بن أبي أمية المخزومي هو الذي قال ذلك حين اجتمع الرهط من قريش بفناء الكعبة فسألوا نبي الله أن يبعث لهم بعض أمواتهم، ويسخر لهم الريح، أو يسيّر لهم جبال مكة فلم يفعل شيئا ممّا أرادوا، فقال عبد الله بن أبي أمية عند ذلك : أما تستطيع يا محمد أن تفعل بقومك بعض ما سألوك، فوالذي يحلف به عبد الله بن أبي أمية لا أومن لك، أي لا أصدقك أبدا حتى تفجّر لنا من الأرض ينبوعا : عيونا في تفسير مجاهد٥ وقتادة٦ والكلبي.
﴿ أو تكون٧ لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها ﴾ ( ٩١ ). يقول : بينها. ﴿ تفجيرا ( ٩١ ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ﴾ ( ٩٢ ) قطعا. ﴿ أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ﴾ ( ٩٢ ). قال قتادة : أي نعاينهم معاينة. ٨ وقال مجاهد قبيلا : على حدتها٩. قال يحيى : وقال في آية أخرى :﴿ أو جاء معه الملائكة مقترنين ﴾١٠.
١ - في المخطوطة: يكون..
٢ - الطبري، ١٥/١٦١..
٣ - سبأ، ٩..
٤ - الطور، ٤٤. في ع: يقول..
٥ - تفسير مجاهد، ١/٣٧٠..
٦ - الطبري، ١٥/١٦٠..
٧ - في المخطوطة: يكون..
٨ - الطبري، ١٥/١٦٢..
٩ - في تفسير مجاهد، ١/٣٧٠: يعني بكل قبيل على حدة..
١٠ - الزخرف، ٥٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩١:أو تكون١ لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها }( ٩١ ) خلال تلك الجنة. ﴿ تفجيرا ( ٩١ ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ﴾ ﴿ أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ﴾ ( ٩٢ ) قطعا في تفسير قتادة٢.
وقال في آية أخرى :﴿ إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ﴾ ٣.
وقال :﴿ وإن يروا كسفا ﴾ والكسف القطعة ﴿ من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ﴾ ( ٤٤ )٤.
تفسير الكلبي في قوله :﴿ لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ﴾ قال : بلغنا والله أعلم أن عبد الله بن أبي أمية المخزومي هو الذي قال ذلك حين اجتمع الرهط من قريش بفناء الكعبة فسألوا نبي الله أن يبعث لهم بعض أمواتهم، ويسخر لهم الريح، أو يسيّر لهم جبال مكة فلم يفعل شيئا ممّا أرادوا، فقال عبد الله بن أبي أمية عند ذلك : أما تستطيع يا محمد أن تفعل بقومك بعض ما سألوك، فوالذي يحلف به عبد الله بن أبي أمية لا أومن لك، أي لا أصدقك أبدا حتى تفجّر لنا من الأرض ينبوعا : عيونا في تفسير مجاهد٥ وقتادة٦ والكلبي.
﴿ أو تكون٧ لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها ﴾ ( ٩١ ). يقول : بينها. ﴿ تفجيرا ( ٩١ ) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ﴾ ( ٩٢ ) قطعا. ﴿ أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ﴾ ( ٩٢ ). قال قتادة : أي نعاينهم معاينة. ٨ وقال مجاهد قبيلا : على حدتها٩. قال يحيى : وقال في آية أخرى :﴿ أو جاء معه الملائكة مقترنين ﴾١٠.
١ - في المخطوطة: يكون..
٢ - الطبري، ١٥/١٦١..
٣ - سبأ، ٩..
٤ - الطور، ٤٤. في ع: يقول..
٥ - تفسير مجاهد، ١/٣٧٠..
٦ - الطبري، ١٥/١٦٠..
٧ - في المخطوطة: يكون..
٨ - الطبري، ١٥/١٦٢..
٩ - في تفسير مجاهد، ١/٣٧٠: يعني بكل قبيل على حدة..
١٠ - الزخرف، ٥٣..

قال :﴿ أو يكون لك بيت من زخرف ﴾ ( ٩٣ ) والزخرف الذهب في تفسير قتادة١ والسدي، وقد ذكر ذلك قتادة عن ابن عباس. قال ﴿ أو ترقى ﴾ ( ٩٣ ) تصعد. ﴿ في السماء ولن نؤمن لرقيك ﴾ ( ٩٣ ) لصعودك. ﴿ حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ﴾ ( ٩٣ ) من الله إلى عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة : إني أرسلت محمدا، وتجيء بأربعة من الملائكة يشهدون أن الله هو كتبه، ثم والله ما أدري بعد ذلك هل أؤمن لك، يقول أصدّقك أم لا.
قال الله لنبيه :﴿ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ﴾ ( ٩٣ ). وقال مجاهد :﴿ حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ﴾ من رب العالمين، كل رجل منا تصبح عند رأسه صحيفة موضوعة يقرؤها٢.
وقال قتادة :﴿ حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ﴾ ( خاصة )٣ نؤمر فيه باتباعك٤.
قال :﴿ أو يكون لك بيت من زخرف ﴾ من ذهب ﴿ أو ترقى في السماء ولن تؤمن لرقيك ﴾ أيضا، فإن السحرة قد تفعل ذلك فتأخذ بأعين الناس ﴿ حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ﴾ إلى كل إنسان منا بعينه : من الله إلى فلان بن فلان، وفلان بن فلان وفلان بن فلان، أن آمن بمحمد فإنه رسولي. أظنه في تفسير الحسن وهو قوله :﴿ بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة ﴾ ( ٥٢ )٥ يعني كتابا من الله.
﴿ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ﴾ ( ٩٣ ) هل كانت الرسل تأتي بهذا فيما مضى، أن تأتي بكتاب من الله إلى كل إنسان بعينه ؟ كلا أنتم أهون على الله من أن يفعل بكم هذا. فقالوا : لن نؤمن لك، لن نصدقك حتى تأتينا بخصلة من هذه الخصال.
١ - الطبري، ١٥/١٦٣..
٢ - تفسير مجاهد، ١/٣٧٠..
٣ - في الطبري، ١٥/١٦٤: أي كتابا خاصا..
٤ - الطبري، ١٥/١٦٤..
٥ - المدثر، ٥٢..
قوله :﴿ وما منع الناس ﴾ ( ٩٤ ) يعني المشركين. ﴿ أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا ﴾ ( ٩٤ ) على الاستفهام. وهذا الاستفهام على إنكار منهم. أي لم يبعث الله بشرا رسولا فلو كان من الملائكة لآمنّا به.
قال الله لنبيه :﴿ قل لو كان ﴾ ( ٩٥ ) معه. ﴿ في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين ﴾ ( ٩٥ ) قد اطمأنت بهم الدار، أي هي مسكنهم. ﴿ لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ﴾ ( ٩٥ ) ولكن فيها بشر فأرسلنا إليهم بشرا مثلهم.
﴿ قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ﴾ ( ٩٦ ) إني رسوله. ﴿ إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ﴾ ( ٩٦ ).
قوله :﴿ ومن يهد الله فهو المهتد ﴾١ ( ٩٧ ) ولا يستطيع أحد أن يضله. ﴿ ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء ﴾ ( ٩٧ ). وقال يحيى : أولياء من دونه يمنعونهم من عذاب الله.
قال :﴿ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ﴾ ( ٩٧ ) أما عميا فعموا في النار حين دخلوها فلم يبصروا فيها شيئا، وهي سوداء مظلمة لا يضيء لهبها، وبكما، خرسا انقطع كلامهم حين قال :﴿ اخسئوا فيها ولا تكلمون ﴾٢ وقد فسرناه في غير هذا الموضع. وصما، ذهب الزفير والشهيق بسمعهم فلا يسمعون معه شيئا، وقال في آية أخرى :﴿ وهم فيها لا يسمعون ﴾٣.
قوله :﴿ كلما خبت ﴾ وخبوّها أنها تأكل كل شيء : الجلد، والعظم، والشعر، والبشر والأحشاء حتى تهجم على الفؤاد فلا يريد الله أن تأكل أفئدتهم، فإذا انتهت إلى الفؤاد خبت، سكنت فلم تشعر بهم وتركت فؤاده ( تصيح )٤ ثم يُجدد خلقهم فيعود فتأكلهم. فلا يزالون كذلك وهو قوله :﴿ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ﴾ ٥.
وقال المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد :﴿ كلما خبت ﴾ كلما طفئت أسعرت٦.
١ - في ع: المهتدي..
٢ - المؤمنون، ١٠٨، انظر التفسير ص:.
٣ - الأنبياء، ١٠٠..
٤ - كلمة غير مفهومة. في ابن محكم، ٢/٤٤٤: تنضج..
٥ - النساء، ٥٦..
٦ - في تفسير مجاهد، ١/٣٧٠: كلما أطفئت أوقدت..
قوله :﴿ ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أئذا كنا وعظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾ ( ٩٨ ) على الاستفهام، أي إن هذا ليس بكائن، يكذبون بالبعث.
قال الله :﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات/ والأرض ﴾ ( ٩٩ ) وهم يقرون أنه [ ١٤ أ ] خلق السماوات، وهو قوله :﴿ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ﴾ ١.
فخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، والله خلقهم فهو ﴿ قادر على أن يخلق مثلهم ﴾ يعني البعث. وقال في آية أخرى :﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقدر على أن يخلق مثلهم ﴾٢..
قال :﴿ وجعل لهم أجلا لا ريب فيه ﴾ ( ٩٩ ) لا شك فيه، القيامة. ﴿ فأبى الظالمون ﴾ ( ٩٩ ) المشركون.
﴿ إلا كفورا ﴾ ( ٩٩ ) بالقيامة.
١ - لقمان: ٢٥؛ الزمر، ٣٨..
٢ - يس، ٨١..
قوله :﴿ قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي ﴾ ( ١٠٠ ). قال :﴿ إذا لأمسكتم خشية الإنفاق ﴾ ( ١٠٠ ). قال قتادة : خشية الفاقة١. ﴿ وكان الإنسان فتورا ﴾ ( ١٠٠ ) بخيلا، يقتر على نفسه وعلى غيره، يخبر أنهم بخلاء أشحاء يعني المشركين. هذا تفسير الحسن. وقال قتادة : بخيلا مسبّيكا٢.
قوله :﴿ ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ﴾ ( ١٠٠ ). الحسن بن دينار عن يزيد الرقاشي قال : يده، وعصاه، ، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، ﴿ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات ﴾٣. المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد مثل ذلك٤.
١ - الطبري، ١٥/١٧٠..
٢ - في الطبري، ١٥/١٧٠: ممسكا..
٣ - الأعراف، ١٣٠..
٤ - الطبري، ١٥/١٧٢..
قوله :﴿ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم ﴾ ( ١٠١ ) يقول للنبي :﴿ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم ﴾ موسى.
﴿ فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ( ١٠١ ) قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء ﴾
﴿ قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء ﴾ ( ١٠٢ ) يعني الآيات. ﴿ إلا رب السماوات والأرض بصائر ﴾ ( ١٠٢ ) حجج. قال لقد علمت يا فرعون. وهذا مقرأ ابن عباس والعامة١.
وقال ابن عباس قال الله :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا ﴾ ٢.
وقرأه علي بن أبي طالب فيما حدثني أشعث عن من حدثه عنه قال :﴿ لقد علمت ما أنزل هؤلاء ﴾، موسى يقوله. أي قد علمت ما أنزل هؤلاء الآيات ﴿ إلا رب السماوات والأرض ﴾..
قوله :﴿ وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ﴾ ( ١٠٢ ). المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال :"محسورا" أي يدعو بالحسرة والثبور في النار٣.
قال يحيى : الدعاء بالويل والهلاك. قال :﴿ دعوا هنالك ثبورا٤ ويلا وهلاكا.
سعيد عن قتادة قال :﴿ مثبورا ﴾ أي مهلكا٥. وقال الكلبي :﴿ مثبورا ﴾، ملعونا.
١ - قراءة الجمهور بالفتح: علمتَ على خطاب موسى لفرعون. وقرأ علي بن أبي طالب وزيد ابن علي والكسائي: علمت بالضم، أخبر موسى عن نفسه أنه ليس بمسحور. البحر المحيط، ٦/٨٦..
٢ - النمل، ١٤. انظر التفسير ص: ٥٣٦..
٣ - في تفسير مجاهد، ١/٣٧١: مهلكا. وفي الطبري، ١٥/١٧٦ هالكا. انظر ابن محكم، ٢/٤٤٥، هامش: ٤..
٤ - الفرقان، ١٣. انظر التفسير ص: ٤٧٢..
٥ - في الطبري، ١٥/١٧٦ هالكا..
قوله :﴿ فأراد أن يستفزهم ﴾، ( ١٠٣ ) أن يخرجهم. ﴿ من الأرض ﴾ ( ١٠٣ ) أرض مصر، تفسير الحسن يقتلهم : يخرجهم منها بالقتل. ﴿ فأغرقناه ومن معه جميعا ( ١٠٣ ) وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة ﴾
﴿ وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة ( ١٠٤ ) ﴾ القيامة. ﴿ جئنا بكم ﴾ ( ١٠٤ ) يعني بني إسرائيل، وفرعون، وقومه. ﴿ لفيفا ﴾ ( ١٠٤ ) جميعا في تفسير مجاهد١ وغيره٢.
١ - تفسير مجاهد، ١/٣٧١..
٢ - مثل الضحاك وقتادة وهو مروي عن ابن عباس. انظر الطبري، ١٥/١٧٧..
قوله :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ ( ١٠٥ ) القرآن. ﴿ وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ﴾ ( ١٠٥ ) بالجنة. ﴿ ونذيرا ﴾ ( ١٠٥ ) تنذر الناس.
﴿ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ﴾ ( ١٠٦ ) أنزله الله في ثلاث وعشرين سنة١. ﴿ وقرآنا فرقناه ﴾ ( ١٠٦ ) من قرأها٢ بالتخفيف قال : فرق فيه بين الحق والباطل والحلال والحرام.
الحسن بن دينار أنه كان يقرأها مثقلة "فرقناه". قال : فرقه الله فأنزله يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، وعاما بعد عام حتى بلغ به ما أراد.
وقال مجاهد : مُكث : على ترسل في قريش.
همام عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة القدر، ثم جعل بعد ذلك ينزل نجوما : ثلاث آيات، وأربع وخمس آيات وأقل من ذلك وأكثر. ثم تلا هذه الآية :﴿ * فلا أقسم بمواقع النجوم ﴾ ٣.
١ - في طرة ع: ذكر المدة التي نزل فيها القرآن..
٢ - قرأ الجمهور: فرقناه بتخفيف الراء أي بينا حلاله وحرامه، وقرأ أبي وعبد الله وعلي وابن عباس وأبو رجاء... والحسن بخلاف عنه بشد الراء أي أنزلناه نجما بعد نجم وفصلناه في النجوم. البحر المحيط، ٦/٨٧..
٣ - الواقعة، ٧٥..
قوله :﴿ قل آمنوا به ﴾ ( ١٠٧ ) يعني القرآن يقول : قل للمشركين.
﴿ أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله ﴾ ( ١٠٧ ) قبل القرآن يعني المؤمنين من أهل الكتاب. ﴿ إذا يتلى عليهم ﴾ ( ١٠٧ ) القرآن. ﴿ يخرون للأذقان سجدا ﴾ ( ١٠٧ ). للوجوه في تفسير قتادة١.
١ - الطبري، ١٥/١٨٠..
﴿ ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ( ١٠٨ ) ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾
﴿ ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾ ( ١٠٩ ) والخشوع الخوف الثابت في القلب.
قوله :﴿ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ﴾ ( ١١٠ ). وذلك إن المشركين قالوا أما الله فنعرفه وأما الرحمن فلا نعرفه، فقال الله :﴿ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ﴾ ( ١١٠ ). سعيد عن قتادة قال : أي إنه هو الله وهو الرحمن١. قال :﴿ أيّا مّا٢ تدعوا ﴾ ( ١١٠ ).
قرة بن خالد عن قتادة قال : هي بلسان كلب. يقول : تدعوا أي الاسمين دعوتموه به. ﴿ فله الأسماء الحسنى ﴾ ( ١١٠ ) وقال :﴿ وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي ﴾٣.
أبو الأشعث عن الحسن قال : الله والرحمن اسمان ممنوعان لا يستطيع أحد من الخلق أن ينتحلهما.
قوله :﴿ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ﴾ ( ١١٠ ). تفسير الكلبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو بمكة كان يجتمع إليه أصحابه، فإذا صلى بهم ورفع صوته سمع المشركون صوته فآذوه، وإن خفض صوته لم يُسمع من خلفه، فأمره الله أن ( يبتغي )٤ بين ذلك سبيلا.
وقال مجاهد في حديث الأعمش حتى لا يسمعك المشركون ( فيسبوك )٥.
سعيد عن قتادة قال : كان نبي الله وهو بمكة إذا سمع المشركون صوته رموه بكل خبث، فأمره الله أن يغضّ من صوته وأن يقتصد في صلاته، وكان يُقال ما أسمعت أذنيك فليس ( تخافت )٦.
عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال :﴿ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ﴾ في الدعاء والمسألة٧.
ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أن ابن عباس كان يقول : إن من الصلاة سرا ومنها جهرا، فلا تجهر فيما تسر فيه، ولا تسر فيما تجهر فيه، وابتغ بين ذلك سبيلا. / [ ١٤ ب ]
قال يحيى : هي على هذا التفسير : أي تجهر فيما يُجهر فيه وتسرّ فيما يسرّ فيه.
عثمان عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع أبا بكر وهو يصلي من الليل وهو يخفي صوته، وسمع عمر وهو يجهر صوته، وسمع بلالا وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه. فقال لأبي بكر : لِمَ تخفي صوتك ؟ قال إن الذي أناجي ليس ببعيد. فقال : صدقت. وقال لعمر لم تجهر صوتك ؟ قال :( أرضي )٨ الرحمن، وأرغم الشيطان، وأوقظ الوسنان. قال : صدقت : وقال لبلال : لم تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة ؟ فقال : أخلط طيبا بطيب. قال : صدقت.
قال : فأمر أبا بكر أن يرفع من صوته، وأمر عمر أن يخفض من صوته، وأمر بلالا إذا أخذ في سورة أن يفرغ منها. وأنزل الله :﴿ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين يديك سبيلا ﴾.
١ - في الطبري، ١٥/١٨٢: ورد السند عن قتادة ولم يرد المتن..
٢ في ع: ايما..
٣ - الرعد، ٣٠..
٤ - في ع: يبتغ. الإصلاح من ابن أبي زمنين، ورقة: ١٩١..
٥ - هكذا في ع. ولم يرد هذا المعنى عن مجاهد، في تفسيره ولا في تفسير الطبري..
٦ - هكذا في ع. في ابن محكم ٢/٤٤٨: بتخافت. انظر هامش (١) في ابن محكم، نفس الإحالة. الطبري، ١٥/١٨٦ وفيه: ما سمعته أذنك فليس بمخافتة..
٧ - تفسير مجاهد، ١/٣٧٢..
٨ - تفي ع: ازضي..
قوله :﴿ وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ﴾ ( ١١١ ) يتكثر به من القلة. ﴿ ولم يكن له شريك في الملك ﴾ ( ١١١ ) خلق معه شيئا. ﴿ ولم يكن له ولي من الذي ﴾ ( ١١١ ) يتعزز به. ﴿ وكبّره تكبيرا ﴾ ( ١١١ ) عظمه تعظيما.
سعيد عن قتادة قال : كان يُقال أن النبي كان يعلمها الصغير والكبير من أهله.
سفيان الثوري عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال :﴿ ولم يكن له ولي من الذل ﴾ قال : لم يكن له حليف ولا ناصر { من )١ خلقه. وقال السدي : يعني ولم يكن له صاحب يتعزز به من ذلّ.
حماد بن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله عن كعب قال : فُتحت التوراة ب :﴿ الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ ( ١ )٢ وخُتمت ب :﴿ الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ﴾ ( ١١١ )٣.
الفرات بن سلمان قال : قالت عائشة : كان رسول الله عليه السلام إذا صلى ركعتي الفجر قال : اللهم إنا نشهد أنك لست بإله استحدثناه، ولا ( برب )٤ يبيد ذكره، ولا مليك معه شركاء يقضون معه، ولا كان قبلك إله ندعوه ونتضرع إليه، ولا أعانك على خلقنا أحد فنشك فيك، لا إله إلا أنت اغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
١ - في ع: من. في تفسير مجاهد، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد،... لم يحالف أحدا ولم يبتغ نصر أحد..
٢ - الأنعام، ١..
٣ - الإسراء، ١١١..
٤ - كتبت داخل النص بالرب وأصلحت في الطرة برب..
Icon