ﰡ
﴿ المنافقون ﴾ هم الذين يظهرون الموافقة والمعاونة ويبطنون المخالفة والكيد.
تفسير المعاني :
إذا جاءك المنافقون، قالوا لك، إنا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم ذلك وكفى به شهيدا، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون.
﴿ أيمانهم ﴾ جمع يمين أي قسم. وقرئ اتخذوا إيمانهم. ﴿ جنة ﴾ هي كل ما بقي الإنسان، وكثر استعماله في أداة الحرب التي تقي الإنسان السلاح، جمعها جنن. ﴿ فصدوا ﴾ أي فمنعوا. يقال صده يصده صدا منعه.
تفسير المعاني :
اتخذوا أقسامهم وقاية دون أموالهم وأنفسهم فصدوا الناس عن سبيل الله، فما أقبح ما كانوا يعملون.
﴿ فطبع على قلوبهم ﴾ أي فختم عليها، والشيء لا يطبع ولا يختم عليه إلا بعد إغلاقه، فيكون المعنى فأغلقت قلوبهم عن الفهم. ﴿ لا يفقهون ﴾ أي لا يفهمون. يقال فقه الشيء يفقهه فقها أي فهمه.
تفسير المعاني :
ذلك بأنهم آمنوا ظاهرا، ثم كفروا سرا، فأغلقت قلوبهم فهم لا يفهمون.
﴿ خشب مسندة ﴾ أي أخشاب مسندة إلى الحائط، شبههم بالأخشاب في كونهم أشباحا خالية عن العلم. والخشب جمع خشبة، وقيل بل هو جمع خشباء وهي الخشبة التي فسد جوفها، شبهوا بها في حسن المنظر وقبح المخبر. ﴿ أنى يؤفكون ﴾ أي كيف يصرفون عن الحق. يقال أفكه يأفكه أفكا، أي صرفه.
تفسير المعاني :
وإذا رأيتهم يعجبك ضخم أجسامهم، وإن يتكلموا تصغ لكلامهم، لفصاحة ألسنتهم، ولكنهم في خلوهم من العلم والنظر، وفي غفلتهم عن تبعات الحياة كأنهم خشب مسندة إلى حائط لا تفقه قولا، يتخيلون كل صيحة يسمعونها أنها واقعة عليهم وأنهم المقصودون بها. هؤلاء هم الأعداء فاحذرهم ولا تأمنهم، قاتلهم الله فكيف يصرفون عن الحق.
﴿ يصدون ﴾ أي يعرضون فعله صد يصد صدودا. أعرض.
تفسير المعاني :
وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله عطفوا رءوسهم إعراضا واستكبارا، ورأيتهم يتولون وهم مستكبرون.
﴿ الفاسقين ﴾ أي الخارجين.
تفسير المعاني :
يستوي الأمران عندهم : استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم، إن الله لن يغفر لهم لرسوخهم في الكفر، إن الله لا يهدي القوم الخارجين عن مظنة التقويم لعراقتهم في الكفر والنفاق.
﴿ حتى ينفضوا ﴾ أي حتى يتفرقوا. ﴿ خزائن ﴾ جمع خزانة.
تفسير المعاني :
هم الذين يقولون للأنصار : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، يريدون بهم فقراء المهاجرين، والله بيده خزائن الأرزاق في السماوات والأرض، ولكن المنافقين لا يفقهون ذلك لجهلهم بالله.
قوله تعالى :﴿ يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ﴾ كان سبب نزول هذه الآية ما روي أن أعرابيا نازع أنصاريا في بعض الغزوات على ماء، فضرب الأعرابي رأسه بخشبة، فشكا الأنصاري إلى ابن أبيّ فقال له : لا تنفقوا على من عند محمد حتى ينفضوا، وإذا رجعنا إلى المدينة فليخرجن الأعز منها الأذل. عنى بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله، فرد الله عليه بقوله : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ذلك.
يا أيها المؤمنون لا تتلهوا بشيء من أموالكم وأولادكم عن ذكر الله، ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون.
﴿ لولا ﴾ أي هلا. ﴿ إلى أجل قريب ﴾ أي إلى أمد غير بعيد. ﴿ فأصدّق ﴾ أي فأتصدق.
تفسير المعاني :
وأنفقوا مما رزقناكم من النعم قبل أن يفجأ أحدكم أجله فيقول : يا رب هلا أخرتني إلى أمد غير بعيد فأتصدق وأتلافى ما فاتني وأكن من عبادك الصالحين
ولكن جرت سنة الله أنه لا يؤخر نفسا إذا أتت ساعة موتها التي قدرت لها، والله خبير بما تعملون.