ﰡ
﴿ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ ﴾ أي معجزاته يظهرها محكمة لا لبس فيها.﴿ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ﴾ من تلك الشبه وزخارف القول فتنة لمريض القلب ولقاسيه وليعلم من أوتي العلم أن ما تمنى الرسول والنبي من هداية قومه وإيمانهم هو الحق وهذه الآية ليس فيها إسناد شىء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما تضمنت حالة من كان قبله من الرسل والأنبياء إذا تمنوا * وذكر المفسرون أشياء ذكرت فيه البحر.﴿ مِن قَبْلِكَ ﴾ من لابتداء الغاية وفي.﴿ مِن رَّسُولٍ ﴾ زائدة تفيد استغراق الجنس وهو مفعول تقديره رسولاً وعطف ولا نبي على من رسول دليل على المغايرة وتقدم الكلام عليها وحمل بعض المفسرين قوله: إذا تمنى على تلا وفي أمنيته أي في تمنيه ضلاله تابع الرسول أو النبي لتعارض الحق بالباطل * والمرية الشك * والظاهر أن الساعة يوم القيامة * واليوم العقيم يوم بدر وإنما وصف يوم الحرب بالعقم لأن أولاد النساء يقتلون فيه فيصرن كأنهن عقم لم يلدن * والتنوين في يومئذٍ تنوين العوض والجملة المعوض منها هذا التنوين هو الذي حذف بعد إلغائه أي الملك إذ تأتيهم الساعة.﴿ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ ﴾ هذا ابتداء معنى آخر وذلك أنه لما مات عثمان بن مظعون وأبو سلمة بن عبد الأسد، قال بعض الناس: من قتل من المهاجرين أفضل ممن مات حتف أنفه فنزلت مسوية بينهم في أن الله يرزقهم زرقاً حسناً وظاهر والذين هاجروا العموم.﴿ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً ﴾ لما ذكر الرزق ذكر المسكن وهو الجنة.﴿ يَرْضَوْنَهُ ﴾ إذ فيه رضاهم كما قال تعالى:﴿ لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً ﴾[الكهف: ١٠٨].
﴿ ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ ﴾ قيل نزلت في قوم من المؤمنين لقيهم الكفار في الشهر الحرام فأبى المؤمنون من قتالهم وأبو المشركون إلا القتال فلما اقتتلوا جد المؤمنون ونصرهم الله ومناسبتها لما قبلها واضحة وهو أنه تعالى لما ذكر ثواب من هاجر وقتل أو مات في سبيل الله أخبر أنه لا يدع نصرتهم في الدنيا على من بغى عليهم.﴿ يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ ﴾ الآية تقدم الكلام عليه في أوائل آل عمران.﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً ﴾ لما ذكر تعالى ما دل على قدرته الباهرة من إيلاج الليل في النهار وهما مرئيان مشاهدان مجيء الظلمة والنور ذكر أيضاً ما هو مشاهد من العالم العلوي والعالم السفلي وهو نزول المطر وإنبات الأرض ونسبة الإِنزال الأرض ونسبة الإِنزال إلى الله مدرك بالعقل وقوله:﴿ فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً ﴾ قال سيبويه فيه: وسألته يعني الخليل عن ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة فقال: هذا واجب وهو تنبيه كأنك قلت: أتسمع إنزال الله من السماء ماء فكان كذا ولابن عطية والزمخشري فيه كلام في البحر.