ﰡ
﴿ خِلاَلَ الدِّيَارِ ﴾ بين الديار.
﴿ أَكْثَر نَفِيراً ﴾ مجازه : من الذين نفروا معه.
ومَقامةٍ غُلْب الرِّقَاب كأَنَّهم | جِنٌّ لدَى بابِ الحَصير قِيامُ |
كُلّ بني حُرّةٍ قُصارُهمُ | قُلٌّ وإن أَكْثَرَتْ من العَدَدِ |
إن يغبطوا يهبْطوا وإن أَمِروا | يوماً يَصِيروا للهُلْك والنَّفَدِ |
﴿ فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ ﴾ أي فوجب عليها العذاب.
﴿ فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفّ ﴾ تُكسَر وتُضَمّ وتفتح بغير تنوين، وموضعه في معناه ما غلظ وقبح من الكلام.
﴿ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ ﴾ أي لا تسرفْ كل السرف، وتبذِّرْ كل التبذير.
﴿ مَلُوماً محْسُوراً ﴾ أي مُنْضىً قد أعيا، يقال : حسرت البعيرَ، وحسرته بالمسئلة ؛ والبصر أيضاً إذا رجع محسوراً، وقال الهذلي :
إنّ العَسِير بها داءً مُخامُرها | فشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسورُ |
﴿ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ﴾ إثما وهو اسم من خطأت، وإذا فتحته فهو مصدر كقول أوس بن عَلْفاء الهُجَيْميّ.
دَعِيني إنّما خَطَأي وصَوْبي | علىَّ وإن ما أَهلكتُ مالُ |
طَوَّحتْنِي الطَّوائحُ ***
وإنما هي المطَاوحُ لأنها المُطَوِّحة، ومن ذلك قول العَجَّاج :
يَكشِفُ عن جمّاتهِ دَلْوُ الدالْ ***
وهي مِن أَدْلَى دَلْوهَ، وكذلك قول رُؤبة :
يَخْرُجن مِن أجواز ليلٍ غاضِي ***
وهي من أَغضَى الليلُ أي سكن
أبا حاضرٍ مَن يَزن يُعرف زناؤه | ومَن يشرب الخُرطومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا |
أخضبت عَرْدَك للزناء ولم تكن | يوم اللقاء لتَخضِبَ الأبطالا |
كانت فريضةُ ما تقول كما | كان الزناء فريضةَ الرَّجمِ |
﴿ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ﴾ مجازه من النصر، أي يُعان ويُدفَع إليه حتى يقتله بمقتوله.
﴿ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ مجازه : مُنتهاه من بُلوغه، ولا واحد له منه فإن أكرهوا على ذلك قالوا : أشَدَّ، بمنزلة صَبّ والجميع أضُبّ.
﴿ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً ﴾ أي مطلوباً، يقال : وليسألن فلان عهد فلان.
ومِثلُ الدُّمى شُمُّ العَرانِينِ ساكنٌ | بِهن الحياءُ لا بُشعِن التَّقافِيا |
﴿ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً ﴾ خرج مخرج ما جعلوا الخبر عنه والعدد كالخبر عن الآدميّين وعلى لفظ عددهم إذا جمعوا وهو في الكلام : كل تلك، ومجاز عنه كقولهم : كل أولئك ذاهب، لأنه يرجع الخبر إلى كل ولفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، وبعضهم يقول : كل أولئك ذاهبوا، لأنه يجعل الخبر للجميع الذي بعد كل.
وقاتم الأعْماقِ خاوِي المُخترَقْ
أي المقطَّع وقال آخرون : إنك لن تَنْقٌب الأرض، وليس بشئ.
﴿ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً ﴾ أي أعقابهم، نفور : جمع نافر بمنزلة قاعد وقُعُود وجالس وجلوس.
﴿ إِنْ تَتَّبعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً ﴾ أي ما تتبعون كقولك ما تتبعون إلا رجلاً مسحوراً، أي له سحر وهو أيضاً مسحر وكذلك كل دابة أو طائر أو بشر يأكل فهو مسحور لأن له سحراً، والسحر الرِّئة، قال لبيد :
فإن تسألينا فيم نحن فإننا | عصافيرُ من هذا الأنام المُسحَّرِ |
ونُسْحَر بالشراب وبالطَّعامِ ***
أي نُغذي لأن أهل السماء لا يأَكلون فأَرادوا أن يكون مَلكاً.
﴿ فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾ أي خَلَقكم.
﴿ فَسَنُغْضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ ﴾ مجازه : فسيرفعون ويحركون استهزاء منهم، ويقال : قد نغضب سِنُّ فلان إذا تحركت وارتفعت من أصلها قال :
ونغضَت مِن هَرَمٍ أَسْنانُها ***
وقال :
لما رأتني أنغضتْ لِي الرأسا ***
قال ذو الرمة :
ظعائنُ لم يسكنّ أكنافَ قَرْية | بسِيْفٍ ولم تَنْغُضْ بهن القَناطرُ |
واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدرْ | في الصُّحف الأولى التي كان سَطَرْ |
النَّتر : الخديعة، قال يونس لما أنشد العجاج هذا البيت قال : لا قوة إلا بالله.
نشكو إليك سَنة قد اجحفت | جهداً إلى جَهدٍ بنا فأَضعفتْ |
﴿ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ ﴾ جميع راجل، بمنزلة تاجر والجميع تجر وصاحب والجميع صحب.
مستقبِلين شَمالَ الشام تضربنا | بحاصبٍ كنَديف القُطْن منثورُ |
﴿ فَيُرْسِلَ عَليْكُم قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ ﴾ أي تقصف كل شئ أي تحطم، يقال : بعث الله عليهم ريحاً عاصفاً قاصفاً لم تبق لهم ثاغيةً ولا راغية.
﴿ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً ﴾ أي من يتبعنا لكم تبيعة ولا طالباً لنا بها.
عفَتِ الديارُ خلافَها فكأنما ***بسَط الشواطبُ بينهن حصيرا
أي بعدهن ويقرؤه آخرون خلفك والمعنى واحد.
هذا مُقامُ قدَمْى رَباحِ | غُدْوَة حتى دَلَكَتْ بَراحِ |
والشمسُ قد كادت تكون دَنَفاً | أدفَعُها بالراح كي تَزَحْلَفا |
إنّ هذا الليل قد غَسَقا | واشتكيْت الهَمَّ والأرْقَا |
﴿ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ مجازه : إن ملائكة الليل تشهده وإذا صليت الغداة أعقبتها ملائكة النهار.
قال هجّدِنا فقد طال السُّرَى ***
يقول : نوَّمنا ﴿ نَافِلَةً لَكَ ﴾ أي نَفْلاً وغَنيمة لك.
﴿ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَان يَئُوساً ﴾ أي قنوطاً، أي شديد اليأس لا يرجو.
﴿ وَالمَلائكَةِ قَبِيلاً ﴾ مجازه : مقابلة، أي معاينة وقال :
نصالحكم حتى تبوؤا بمثلها*** كَصَرْخة حُبْلَى بشَّرتْها قبيلُها
أي قابلتُها ؛ فإذا وصفوا بتقدير فعيل من قولهم : قابلت ونحوها جعلوا لفظ صفة الأثنين والجميع من المذكر والمؤنث على لفظ واحد، نحو قولك : هي قبيلي وهما قبيلي وهم قبيلي وكذلك هن قَبِيلي.
ومنّا ضِرارٌ وأبْنَماه وحاجبٌ | مُؤجِّجُ نيران المَكارمِ لا المُخْبى |
وتخبو ساعةَ وتَشُبّ ساعا
ولم يذكر ها هنا جلودهم فيكون الخُبوُّ لها.
﴿ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُوراً ﴾ أي مُقتِراً.
إذا أُجارى الشيطانَ في سَنَن الغَ | يّ ومَن مال ميْلَه مَثْبورُ |