هذه السورة الكريمة التي نفتتح بها حديث اليوم سورة مكية، وهي من سور القرآن " العتاق الأول " كما وصفها عبد الله بن مسعود، أحد كبار كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبما روى ذلك البخاري في الصحيح. وسميت " سورة الإسراء " أخذا من قوله تعالى :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ﴾ |الآية : ١|. وأول جزء منها يتحدث بإيجاز عن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بواسطة البراق، وهو ما عبر عنه كتاب الله " بالإسراء "، ثم عن الانتقال من المسجد الأقصى في بيت المقدس إلى السماوات العلى حتى سدرة المنتهى، وهو " العروج " الذي تم بواسطة " المعراج ".
قال القاضي عبد الجبار في كتابه " تنزيه القرآن عن المطاعن " :[ ربما قيل : كيف يصح قطع هذه المسافة في هذه الأوقات القصيرة ؟ وجوابنا أن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، كما جعل الله تعالى معجزة سليمان " الريح " بقوله تعالى :﴿ ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ﴾ |سبأ : ١٢|. وقد وردت في شأن الإسراء والمعراج عدة أحاديث، تشتمل على تفاصيل دقيقة لم يتعرض لها كتاب الله، ومن أحسن من جمعها بطرقها المتعددة على اختلاف درجاتها الحافظ ابن كثير، وبعدما أورد نصوصها في عشرين صفحة من تفسيره الشهير، أتى بخلاصة وافية نقتطف منها العناصر الأساسية في الموضوع. وفيما يلي خلاصة الخلاصة لما قاله ابن كثير. قال رحمه الله : " وإذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها يحصل مضمون ما اتفقت عليه، وأنه وقع مرة واحدة، والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، راكبا البراق، وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، فلما انتهى إلى المسجد الأقصى دخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج، وهو كالسلم، ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام أي أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، ورأى البيت المعمور، والجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى خمس، رحمة منه ولطفا بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها، ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، ثم خرج من بيت المقدس، فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة ". ثم قال ابن كثير : " والأكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناما، ولا ينكرون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء قبل ذلك مناما، ثم رآه بعده يقظة، لأنه كان عليه السلام لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ". انتهى ما اقتطفناه من كلام ابن كثير.
وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء رؤيا منام، ثم رآه رؤية يقظة، يكون الأمر فيه مشابها لبدء نزول الوحي من قبل، فقد كان الملَك جاءه في المنام أولا، ثم جاءه بعد ذلك في اليقظة. وشرح القاضي أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ الحكمة في هذا التدرج فقال : " وكانت الحكمة في ذلك أن أراه الله في المنام ما أراه، توطيدا وتثبيتا لنفسه، حتى لا يأتيه الحال فجأة، فتقاسي نفسه الكريمة من ذلك شدة، لعجز القوى الآدمية عن مباشرة الهيئة الملكية ".
ﰡ
واقتصر كتاب الله من قصة الإسراء على بيان وقته، وبيان المكان الذي أسري منه، وبيان الحكمة المقصودة من الإسراء فقال تعالى :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير ﴾.
وقوله تعالى :﴿ سبحان ﴾ علم للتسبيح، ومعناه براءة الله من السوء، وتنزيه مقامه عنه. قال ابن كثير : " والتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام، فلو كان الإسراء مناما –لا يقظة- لم يكن فيه كبير شيء، ولم يكن مستعظما "، إذ " لا فضيلة للحالم، ولا مزية للنائم "، كما قال النسفي، ولما بادر كفار قريش إلى تكذيبه، ولما ارتدت جماعة ممن كان قد أسلم، مما يشير إليه قوله تعالى في مكان آخر من هذه السورة :﴿ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك ﴾ أي رؤيا عين كما قال ابن عباس ﴿ إلا فتنة للناس ﴾ |الآية : ٦٠|.
ومما يستلفت النظر أن هذا التسبيح الوارد في مطلع السورة يتكرر أثناءها عدة مرات، فمرة يأتي تعقيبا على ما قال به المشركون في حق الله جل وعلا، وذلك قوله تعالى :﴿ سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، يسبح له السموات السبع والارض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ﴾، ومرة أخرى يأتي التسبيح تعقيبا على التحديات التي وجهها المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى :﴿ قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ﴾، ومرة ثالثة يأتي التسبيح في سياق الحديث عن الذين آمنوا بالله ورسوله ودخلوا في الإسلام من أهل الكتاب، وذلك قوله تعالى :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ﴾.
ومن لطائف التفسير التي يحسن نقلها في هذا المقام ما ذكره جمال الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري عند تحليله لقوله تعالى :﴿ الذي أسرى بعبده ﴾ إذ قال : " لما رفعه إلى حضرته السنية، وأٍرقاه فوق الكواكب العلوية، ألزمه اسم العبودية تواضعا للألوهية "، وذلك حتى لا يلتبس أحد المقامين بالآخر، كما التبسا في المعتقدات المسيحية.
وقوله تعالى :﴿ لنريه من آياتنا ﴾ بيان لحكمة الله في إسرائه بخاتم أنبيائه ورسله، وقد أعاد كتاب الله الحديث عن هذه الحكمة في سورة النجم فقال تعالى :﴿ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ﴾ |الآية : ١٨| وكم في السماوات وحدها من عجائب وآيات. قال زميلنا المرحوم المفسر الشهيد : " والرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة مختارة من اللطيف الخبير، تربط بين عقائد التوحيد الكبرى، من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إلى محمد خاتم النبيئين صلى الله عليه وسلم، وتربط بين الأماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعا، وكأنما أريد بهذه الرحلة العجيبة إعلان وراثة الرسول الأخير، لمقدسات الرسل قبله، والإشارة إلى اشتمال رسالته على هذه المقدسات، وارتباط رسالته بها جميعا، فهي ترمز إلى أبعد من حدود الزمان والمكان، وتشمل آمادا وآفاقا أوسع من الزمان والمكان، وتتضمن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تنكشف عنها للنظرة الأولى ".
ثم نبه كتاب الله إلى أن بني إسرائيل كلما عادوا إلى الفساد في الأرض والاستعلاء على الخلق عادت إليهم النقم تترى، وأوسعهم الله هزيمة وقهرا، وآتى أعداءهم غلبة ونصرا.
وواضح أن الخطاب في قوله تعالى :﴿ وإن عدتم عدنا ﴾ موجه إلى بني إسرائيل، إنذارا لهم بسوء العاقبة وقبح المصير، كما وجه إليهم الخطاب من قبل في قوله تعالى :﴿ لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ﴾، وفي قوله تعالى :﴿ ثم رددنا لكم الكرة عليهم ﴾
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وأول ما يستلفت النظر في هذا الربع قوله تعالى :﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ﴾، الذي أتبعه في الحين ودون أي فاصل بقوله تعالى :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ |الآية : ٢٣|، الأمر الذي يوضح أهمية البرور بالوالدين عند الحق سبحانه وتعالى، حتى وصى به وجعله مقارنا لتوحيده وعبادته، والاعتراف بربوبيته، بحيث إذا كان الإيمان بالله يعتبر في الدرجة الأولى، فإن الإحسان إلى الوالدين يعتبر في الدرجة التي تليه مباشرة، على غرار قوله تعالى في آية أخرى تؤكد نفس المعنى :﴿ أن اشكر لي ولوالديك، إلي المصير ﴾ |لقمان : ١٤| حيث ربط شكر الإنسان لوالديه بشكره لربه. وهكذا يوجه الإسلام معتنقيه إلى وجوب الارتباط الدائم بالله أولا، ثم الارتباط الوثيق بالأسرة ثانيا، إذ الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع، والأمة الإسلامية يجب أن تتألف من مجموعة أسر تتبادل العون والعطف، وتتعاون على البر والتقوى.
ثم تكفل كتاب الله بالإرشاد إلى وجوه الإحسان والبرور التي يجب على الأولاد أن يقدموها إلى الوالدين في جميع الظروف، ولاسيما عند كبرهما، وضعفهما، فنهى عن التضجر منهما والتبرم بهما، ودعا إلى حسن الأدب معهما والتواضع لهما، ورعايتهما حق الرعاية بقية حياتهما، كما دعا إلى الترحم عليهما والوفاء لذكراهما بعد انتقالهما إلى رحمة الله، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا :﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ﴾ تصوير الاستثنائية التي يحتاج فيها الوالدان أكثر فأكثر، إلى برور الأولاد، وهي حالة الكبر والهرم، التي يرافقها الضعف والعجز، ففي هذا الطور من العمر الذي يصل إليه الأب، أو تصل إليه الأم، أو يصلان إليه معا، يحتاج الوالدان حاجة ملحة إلى برور أولادهم، ويتطلعان بلهفة وشوق إلى مزيد رعايتهم، إذ تكون الأم ويكون الأب قد استنفذ كل منهما طاقات شبابه، وأفنى كل منهما زهرة حياته في تنشئة الأولاد وتربيتهم، وبذل كل منهما النفس والنفيس في سبيل إسعادهم، دون أدنى تحفظ ولا أدنى حساب، وبذلك يرد الأولاد لوالديهم وهم كبار، بعض ما أسداه اليهم والدوهم وهم صغار.
هذا وينبغي لكل ولد ولد أن لا يغفل عن الخطاب الإلهي الموجه إليه من الحق سبحانه وتعالى هنا بشكل مباشر إذ يقول :﴿ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ﴾ فكلمة ﴿ عندك ﴾ هنا إنما جاءت لتشير إلى أن الوالدين في حالة شيخوختهما يصبحان غالبا في كنف أولادهما، ويقضيان أيامهما الأخيرة في رعايتهم وعلى مسؤوليتهم، فعلى الأولاد أن يقوموا بحقوق الأبوة على الوجه الأكمل، كما قام الآباء بحقوق البنوة على الوجه الأفضل.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وتذكيرا بتضحيات الوالدين في سبيل أولادهما عندما كانوا أفقر خلق الله إليهما، طالب الحق سبحانه وتعالى الأولاد بسؤال الرحمة لهما جزاء وفاقا، فقال تعالى مرشدا ومعلما صيغة الدعاء المناسب لهذا المقام :﴿ وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ولم يهمل كتاب الله الإشارة إلى ما قد يلحق بعض الأولاد من ضجر أو ملل أو فتور في القيام بحقوق الوالدين، مما قد تثيره بعض تصرفاتهما في حالة الهرم والكبر، فنبه الحق سبحانه وتعالى إلى أنه مطلع على سرائر النفوس لا يخفى عليه منها شيء، وأنه إذا فرط من الأولاد شيء من التقصير في حق الوالدين، في حالة غضب أو ضيق صدر، وكانت نيتهم نحو الوالدين لا تزال نية صالحة بريئة من السعي في الأذى والميل إلى العقوق، فإن الله يغفر للأولاد ما فرط منهم إذا ما بادروا للتوبة من تقصيرهم، وتداركوا القيام بحقوق الوالدين، وأنه يعفو عما سلف منهم ولا يؤاخذهم عليه، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى هنا مخاطبا الأبناء التائبين من تقصيرهم في حق الآباء :﴿ ربكم أعلم بما في نفوسكم، إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وبعدما استوفى كتاب الله الحديث عن حقوق الوالدين في البر والإحسان دعا كل فرد من المسلمين إلى أن يعم بره وإحسانه بعد والديه عشيرته الأقربين، ثم كل محتاج ومسكين، فحق الأخوة العامة في الله بين المسلم وأخيه المسلم لا يقل عن حق القرابة في الدم، وذلك قوله تعالى :﴿ وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وإزالة لكل التباس يمكن أن يقع فيه الناس اهتم كتاب الله بتوضيح أن الأمر بالبر والإحسان لا يقتضي حتما إنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، فضلا عن غيره من السبل، تاركين أنفسهم وأهليهم عالة يتكففون الناس، فالإسلام ملة وسط، وأمته أمة وسط، وتكليفه تكليف وسط، وهو يكره الإفراط والتفريط في جميع المجالات، ولذلك ندد بالتبذير، كما ندد بالتقتير، ودعا إلى التزام التوسط بين بسط اليد وقبضها، لأن بسط اليد بالمرة يعرض الإنسان للوم الغير، ممن لهم عليه حقوق أصبحت ضائعة كالأهل والأولاد، ويعرضه للحسرة والندامة والهم المقيم، فيما بينه وبين نفسه، والإسلام كما يريد أن يقوي حاسة البر، ويشيع عاطفة الإحسان في المجتمع العام، لا يرضى بإشاعة البؤس والشقاء في المجتمع الخاص، وإنما يحرص كل الحرص على إقامة مجتمع سعيد متكافل ومتوازن من جميع جوانبه، وإلى هذه المعاني يشير قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾ – ﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ونظرا لأن الرزق لا يستمر على وتيرة واحدة، بل يتسع أحيانا فيبسط صاحبه يده للبذل والسخاء، ويضيق أحيانا فيقبض صاحبه يده عن العطاء، نبه الحق سبحانه وتعالى عباده إلى الأدب الواجب عليهم في مثل هذا الظرف الدقيق، وأنه ينبغي لهم أن يتجنبوا كل ما يلحق الأذى بشعور إخوانهم، أو يحط من كرامتهم، وبدلا من أن يعرضوا عنهم متسترين ينبغي لهم أن يعدوهم وعدا جميلا بالعون إذا ما أيسروا، ويقولوا لهم قولا معروفا إذا أقبلوا أو أدبروا، وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى مخاطبا كل فرد من أفراد المسلمين :﴿ وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وإزالة لكل التباس يمكن أن يقع فيه الناس اهتم كتاب الله بتوضيح أن الأمر بالبر والإحسان لا يقتضي حتما إنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل، فضلا عن غيره من السبل، تاركين أنفسهم وأهليهم عالة يتكففون الناس، فالإسلام ملة وسط، وأمته أمة وسط، وتكليفه تكليف وسط، وهو يكره الإفراط والتفريط في جميع المجالات، ولذلك ندد بالتبذير، كما ندد بالتقتير، ودعا إلى التزام التوسط بين بسط اليد وقبضها، لأن بسط اليد بالمرة يعرض الإنسان للوم الغير، ممن لهم عليه حقوق أصبحت ضائعة كالأهل والأولاد، ويعرضه للحسرة والندامة والهم المقيم، فيما بينه وبين نفسه، والإسلام كما يريد أن يقوي حاسة البر، ويشيع عاطفة الإحسان في المجتمع العام، لا يرضى بإشاعة البؤس والشقاء في المجتمع الخاص، وإنما يحرص كل الحرص على إقامة مجتمع سعيد متكافل ومتوازن من جميع جوانبه، وإلى هذه المعاني يشير قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ﴾ – ﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وكما اتجه كتاب الله بجملة من الأوامر والنواهي إلى مختلف الأفراد فخاطبهم بها فردا فردا، اتجه أيضا بجملة من الأوامر والنواهي ذات الصبغة الجماعية إلى الأمة الإسلامية في مجموعها، وهذه الأوامر والنواهي تتعلق " بالكليات الضرورية " التي تتوقف حياة المجتمع الإسلامي عليها كل التوقف، وبدونها يتعذر العمران، ويفشو الانحلال، ويضيع الأمن ويفسد النظام، فقال تعالى داعيا إلى " حفظ النسل " والإبقاء عليه :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وقال تعالى داعيا إلى " حفظ العرض " وصيانة النسب :﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾،
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وقال تعالى داعيا إلى " حفظ النفس " وصيانة الأرواح :﴿ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل، إنه كان منصورا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وقال تعالى داعيا إلى " حفظ المال " وتنميته، والابتعاد في كسبه عن كل غش أو تدليس :﴿ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ﴾، وقال تعالى داعيا إلى " حفظ الدين " والتزام ميثاق التوحيد الذي واثق الله به عباده وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم :﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ﴾ – ﴿ وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسؤولا ﴾ – ﴿ ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ونبه كتاب الله في سياق أوامره ونواهيه الموجهة إلى كل فرد من أفراد المسلمين، إلى أن لا يدعي أحد منهم علم ما لم يعلم، كأن يقول : رأيت، وما رأى، وسمعت، ولم يسمع، وكأن يشهد شهادة الزور، ويحكم بغير دليل ولا مستند في بعض الأمور، فقال تعالى :﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
ونهى كتاب الله كل مسلم عن التكبر والتجبر والتبختر، ودعاه إلى أن يخفف وطأه في المشي على الأرض، إذ مهما تمايل الإنسان وتطاول لن يغير من طبيعته وقدرته شيئا كبيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
وبعدما عرض كتاب الله جملة من النواهي التي يؤدي ارتكابها إلى الشقاء العاجل في الدنيا قبل الشقاء الآجل في الآخرة، عقب عليها تنفيرا منها وتذكيرا بعواقبها، فقال تعالى :﴿ كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ﴾.
في الربع الماضي تولى الحق سبحانه وتعالى التنويه بكتابه الحكيم، وأنه الكتاب الوحيد الذي يهدي إلى أقوم العقائد والملل، وأقوم الشرائع والشعائر، والذي يفصل للإنسان كل شيء، فيعرفه طريق الخير ليسلكها، وطريق الشر ليتجنبها، وذلك قوله تعالى فيما سبق :﴿ إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾، وقوله تعالى :﴿ وكل شيء فصلناه تفصيلا ﴾.
وكنموذج لما يهدي إليه الذكر الحكيم من الطرق القويمة، والتوجيهات السليمة، ولما يفصله بين جنباته لفلاح الإنسان ونجاته، تولى الحق سبحانه وتعالى في هذا الربع بيان عدد مهم من الأوامر والنواهي، مما تتوقف عليه سعادة المسلم وسعادة المجتمع الإسلامي، فوجه خطابه إلى المكلفين، واحدا واحدا، بالنسبة لما يتعلق بذممهم كأفراد، من الأوامر والنواهي، ووجه خطابه إلى المكلفين، جماعة جماعة، بالنسبة لما يتعلق بهم كجماعات، من الأوامر والنواهي، إذ إن الشريعة تحتوي على تكاليف فردية وتكاليف جماعية، كل منها يكمل الآخر، ويساند الآخر : مثال النوع الأول قوله تعالى في هذا الربع :﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ – ﴿ فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما، وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ﴾. ومثال النوع الثاني قوله تعالى في هذا الربع :﴿ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطئا كبيرا ﴾ – ﴿ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ﴾.
بينما عقب كتاب الله على الأوامر الإلهية والوصايا الربانية التي فيها صلاح البشرية أفرادا وجماعات، بما يتضمن التنويه بقدرها، والإعلاء من شأنها، فقال تعالى :﴿ ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ﴾، مصداقا لقوله تعالى في سورة النساء :﴿ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيما ﴾ |الآية : ١١٣|.
هذه السورة الكريمة التي نفتتح بها حديث اليوم سورة مكية، وهي من سور القرآن " العتاق الأول " كما وصفها عبد الله بن مسعود، أحد كبار كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حسبما روى ذلك البخاري في الصحيح. وسميت " سورة الإسراء " أخذا من قوله تعالى :﴿ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ﴾ |الآية : ١|. وأول جزء منها يتحدث بإيجاز عن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بواسطة البراق، وهو ما عبر عنه كتاب الله " بالإسراء "، ثم عن الانتقال من المسجد الأقصى في بيت المقدس إلى السماوات العلى حتى سدرة المنتهى، وهو " العروج " الذي تم بواسطة " المعراج ".
قال القاضي عبد الجبار في كتابه " تنزيه القرآن عن المطاعن " :[ ربما قيل : كيف يصح قطع هذه المسافة في هذه الأوقات القصيرة ؟ وجوابنا أن ذلك من معجزاته صلى الله عليه وسلم، كما جعل الله تعالى معجزة سليمان " الريح " بقوله تعالى :﴿ ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ﴾ |سبأ : ١٢|. وقد وردت في شأن الإسراء والمعراج عدة أحاديث، تشتمل على تفاصيل دقيقة لم يتعرض لها كتاب الله، ومن أحسن من جمعها بطرقها المتعددة على اختلاف درجاتها الحافظ ابن كثير، وبعدما أورد نصوصها في عشرين صفحة من تفسيره الشهير، أتى بخلاصة وافية نقتطف منها العناصر الأساسية في الموضوع. وفيما يلي خلاصة الخلاصة لما قاله ابن كثير. قال رحمه الله :" وإذا حصل الوقوف على مجموع هذه الأحاديث صحيحها وحسنها وضعيفها يحصل مضمون ما اتفقت عليه، وأنه وقع مرة واحدة، والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، راكبا البراق، وهو دابة بيضاء براقة لها لمعان، فلما انتهى إلى المسجد الأقصى دخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج، وهو كالسلم، ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام أي أقلام القدر بما هو كائن، ورأى سدرة المنتهى، ورأى البيت المعمور، والجنة والنار، وفرض الله عليه هنالك الصلوات خمسين، ثم خففها إلى خمس، رحمة منه ولطفا بعباده، وفي هذا اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها، ثم هبط إلى بيت المقدس، وهبط معه الأنبياء، فصلى بهم فيه لما حانت الصلاة، ثم خرج من بيت المقدس، فركب البراق وعاد إلى مكة بغلس، وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة ". ثم قال ابن كثير :" والأكثرون من العلماء على أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناما، ولا ينكرون أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء قبل ذلك مناما، ثم رآه بعده يقظة، لأنه كان عليه السلام لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ". انتهى ما اقتطفناه من كلام ابن كثير.
وعلى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء رؤيا منام، ثم رآه رؤية يقظة، يكون الأمر فيه مشابها لبدء نزول الوحي من قبل، فقد كان الملَك جاءه في المنام أولا، ثم جاءه بعد ذلك في اليقظة. وشرح القاضي أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ الحكمة في هذا التدرج فقال :" وكانت الحكمة في ذلك أن أراه الله في المنام ما أراه، توطيدا وتثبيتا لنفسه، حتى لا يأتيه الحال فجأة، فتقاسي نفسه الكريمة من ذلك شدة، لعجز القوى الآدمية عن مباشرة الهيئة الملكية ".
في نهاية الربع الماضي حكى كتاب الله عن منكري البعث ما يخامرهم من شك وريب في النشأة الآخرة، وكيف يستغربون عودة الحياة إليهم بعد البلى والفناء، وفي بداية هذا الربع رد الله على منكري البعث ردا مفحما قاطعا، مؤكدا إمكان البعث ووقوعه بأمر الله الذي فطر السماوات والأرض، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم فيما سبق :﴿ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾، وقوله تعالى هنا ردا عليهم :﴿ قل كونوا حجارة أو حديدا، أو خلقا مما يكبر في صدوركم، فسيقولون من يعيدنا، قل الذي فطركم أول مرة ﴾،
والآية الكريمة تشير إلى أنه حتى على فرض أن الإنسان مكون تكوين الجمادات كالحديد والحجارة، لا تكوين الأحياء الذين تبقى منهم بعد الموت بقايا العظام والرفات، فإن قدرة الله لا تعجز عن نفخ الحياة فيه بعد الموت، كما نفخت فيه الحياة وأوجدته من العدم عند نشأته الأولى، فالقدرة الإلهية متى اتجهت إلى تكوين أي شيء كان حتما ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن، فيكون ﴾.
في نهاية الربع الماضي حكى كتاب الله عن منكري البعث ما يخامرهم من شك وريب في النشأة الآخرة، وكيف يستغربون عودة الحياة إليهم بعد البلى والفناء، وفي بداية هذا الربع رد الله على منكري البعث ردا مفحما قاطعا، مؤكدا إمكان البعث ووقوعه بأمر الله الذي فطر السماوات والأرض، وذلك قوله تعالى حكاية عنهم فيما سبق :﴿ وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا إنا لمبعوثون خلقا جديدا ﴾، وقوله تعالى هنا ردا عليهم :﴿ قل كونوا حجارة أو حديدا، أو خلقا مما يكبر في صدوركم، فسيقولون من يعيدنا، قل الذي فطركم أول مرة ﴾،
والآية الكريمة تشير إلى أنه حتى على فرض أن الإنسان مكون تكوين الجمادات كالحديد والحجارة، لا تكوين الأحياء الذين تبقى منهم بعد الموت بقايا العظام والرفات، فإن قدرة الله لا تعجز عن نفخ الحياة فيه بعد الموت، كما نفخت فيه الحياة وأوجدته من العدم عند نشأته الأولى، فالقدرة الإلهية متى اتجهت إلى تكوين أي شيء كان حتما ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن، فيكون ﴾.
وقوله تعالى :﴿ إن الشيطان ينزغ بينهم ﴾ آية معترضة بين قوله " التي هي أحسن " وقوله " ربكم أعلم بكم " جيء بها مبالغة في تحذير المؤمنين من فلتات اللسان، التي تعد من أخطر مصايد الشيطان، لأنها توغر صدر الإنسان على أخيه الإنسان ﴿ إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ وعدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ﴾ يفسره ويؤكده قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ﴾ |إبراهيم : ٢٢|. نعم إن لله عبادا " مخلصين " تعهد الحق سبحانه وتعالى بحمايتهم من إغواء إبليس، وبحفظهم من إغرائه، وواضح أنهم لم يستحقوا أن يضافوا إلى اسمه الأعلى وجنابه الأقدس، إلا بعد أن جاوزوا القنطرة، وفارقوا منطقة الخطر، فقال تعالى في شأنهم وهو أصدق القائلين :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيلا ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ وعدهم، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ﴾ يفسره ويؤكده قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ﴾ |إبراهيم : ٢٢|. نعم إن لله عبادا " مخلصين " تعهد الحق سبحانه وتعالى بحمايتهم من إغواء إبليس، وبحفظهم من إغرائه، وواضح أنهم لم يستحقوا أن يضافوا إلى اسمه الأعلى وجنابه الأقدس، إلا بعد أن جاوزوا القنطرة، وفارقوا منطقة الخطر، فقال تعالى في شأنهم وهو أصدق القائلين :﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان، وكفى بربك وكيلا ﴾.
﴿ أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ﴾ أي ريحا ترميكم بالحصباء من فوق رؤوسكم ﴿ ثم لا تجدوا لكم وكيلا، أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى ﴾ أي أن ترجعوا وتركبوا البحر الذي نجاكم منه أولا.
﴿ فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ﴾ أي لا تجدوا علينا أدنى حجة ولا متابعة، فمن كان مصرا على الكفر بالنعمة أصبح أهلا لكل نقمة.
﴿ أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ﴾ أي ريحا ترميكم بالحصباء من فوق رؤوسكم ﴿ ثم لا تجدوا لكم وكيلا، أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى ﴾ أي أن ترجعوا وتركبوا البحر الذي نجاكم منه أولا.
﴿ فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ﴾ أي لا تجدوا علينا أدنى حجة ولا متابعة، فمن كان مصرا على الكفر بالنعمة أصبح أهلا لكل نقمة.
في الربع الماضي أشار كتاب الله إلى ما لإبليس من حقد دفين على الإنسان، وعقدة نفسية تجاه ما أكرمه الله به من المزايا والخصائص، وحكى عن إبليس قوله مخاطبا الذات العلية، وهو يتحرق غيظا وكمدا من أجل تكريم الله للإنسان :﴿ قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي ﴾ |الآية : ٦٢|. وفي بداية هذا الربع تولى كتاب الله الإعلان عن حقيقة " تكريم الإنسان " بأصرح وأفصح وأقوى بيان، فكان هذا الإعلان الإلهي تحديا صارخا لإبليس وحزبه من طغاة بني الإنسان، الذين استبدوا به واستعبدوه قرونا طوالا. قال تعالى :﴿ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ﴾.
والمراد " بالإمام " هنا في قوله تعالى :﴿ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ﴾ إما كتاب أعمالهم، بدليل قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ﴾ |يس : ١٢| وبه قال ابن عباس ورجحه ابن كثير، وإما كتابهم الذي أنزل على نبيهم، وبه قال ابن زيد واختاره ابن جرير، ويشهد لهذا التفسير قوله تعالى :﴿ وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها ﴾ |الجاثية : ٢٨|، وقوله تعالى :﴿ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾ |الفرقان : ٣٠|. والمراد ﴿ بالفتيل ﴾ هنا في قوله تعالى :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ الخيط المستطيل في شق النواة من التمر، مبالغة في معاملتهم بالعدل إلى أقصى الحدود، بحيث لا ينقص من ثوابهم ولو أقل القليل.
والمراد " بالإمام " هنا في قوله تعالى :﴿ يوم ندعوا كل أناس بإمامهم ﴾ إما كتاب أعمالهم، بدليل قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ﴾ |يس : ١٢| وبه قال ابن عباس ورجحه ابن كثير، وإما كتابهم الذي أنزل على نبيهم، وبه قال ابن زيد واختاره ابن جرير، ويشهد لهذا التفسير قوله تعالى :﴿ وترى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها ﴾ |الجاثية : ٢٨|، وقوله تعالى :﴿ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾ |الفرقان : ٣٠|. والمراد ﴿ بالفتيل ﴾ هنا في قوله تعالى :﴿ ولا يظلمون فتيلا ﴾ الخيط المستطيل في شق النواة من التمر، مبالغة في معاملتهم بالعدل إلى أقصى الحدود، بحيث لا ينقص من ثوابهم ولو أقل القليل.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.
وذهب الإمام مالك إلى أن هذه الآية الكريمة :﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر ﴾ تتضمن الإشارة إلى مواقيت الصلوات الخمس زيادة على ما ثبت في شأنها من السنة النبوية المتواترة، الفعلية والقولية، وبناء على هذا التفسير يكون قوله تعالى :﴿ لدلوك الشمس ﴾ متناولا لصلاتي الظهر والعصر، بناء على أن " دلوك الشمس " هو ميلها، وله أول وهو الزوال، وآخر وهو الغروب، ويكون قوله تعالى :﴿ غسق الليل ﴾ متناولا لصلاتي المغرب والعشاء، بناء على أن " غسق الليل " هو ظلمته ﴿ ولها ابتداء وانتهاء ﴾، فابتداؤها عند دخول الليل، وانتهاؤها عند غيبوبة الشفق، ويكون قوله تعالى :﴿ قرآن الفجر ﴾ متناولا لصلاة الصبح. و ﴿ الفجر ﴾ يعني سيلان الضوء وجريان النور في الأفق، من فجر الماء وفجره إذا أنبطه وفتح له طريقا للسيلان والجريان. واكتفى بعض المفسرين في تحديد مواقيت الصلاة بما تواتر في شأنها من السنة، من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وقصر هذه الآية من أولها إلى آخرها على موضوع واحد هو " قيام الليل " الذي فرضه الله على رسوله دون أمته، فكان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى ترم قدماه، وكان ذلك من جملة خصائصه، وفسر " دلوك الشمس " بغروبها فقط، تبعا لعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب، وطبقا لهذا التفسير تكون الآية متعلقة بالتهجد النبوي لا غير. ومعنى " التهجد " ترك الهجود وهو النوم، للقيام بمناجاة الله والخلوة بذكره في هدوء الليل ﴿ ومن الليل فتهجد به ﴾ أي بالقرآن الكريم ﴿ نافلة لك ﴾ أي زيادة لك خاصة بك دون بقية الناس ﴿ عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ أي افعل ما أمرك به ربك ليقيمك يوم القيامة مقاما محمودا تحمدك فيه الخلائق، " فعسى " في هذا السياق تستوجب وقوع ما بعدها، ولا تحتمل الشك مطلقا.
ووضح أولا أن القرآن الكريم " شفاء " لمن استشفى به من الشاكين، والقلقين المحتارين، و " رحمة " لمن احتمى بحماه من المظلومين، والبؤساء المحرومين، وأنه يحد من طغيان الظالمين، ويعرضهم في الدنيا قبل الآخرة للخسران المبين، إذ قال تعالى :﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ﴾.
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ : " الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي : " والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي :" والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".
وتفسير " الروح " في هذه الآية بالقرآن كما أوردناه وارد عن الحسن البصري رضي الله عنه، ويشهد له قوله تعالى في آية أخرى :﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا، ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ﴾ |الشورى : ٥٢|. على أن التفسير الشائع عند الجمهور أن المراد بالروح هنا الروح السارية في الأحياء، وأنها مما استأثر الله بعلمه، قال أبو بكر ﴿ ابن العربي ﴾ :" الروح خلق من خلق الله تعالى إذا أراد العبد إنكارها لم يقدر، لظهور آثارها، وإذا أراد معرفتها وهي بين جنبيه لم يستطع، لأنه قصر عنها، وقصر به دونها "، وقال النسفي :" والحكمة في ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، ليدل على أنه عن إدراك خالقه أعجز ".
في بداية هذا الربع أعاد كتاب الله الكرة على منكري البعث، ليقيم عليهم حجة أخرى لا تدع لعنادهم سبيلا، فقال تعالى :﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم ﴾ إذ ما هي نسبة الإنسان إلى بقية الأكوان ؟
وبديهي أن من قدر على خلق " ما هو أكبر " لا يعجز عن خلق " ما هو أصغر "، ومن أنشأ " النشأة الأولى " لا يعجز عن أن ينشئ " النشأة الثانية "، على غرار قوله تعالى في آية أخرى :﴿ لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ﴾ |غافر : ٥٧|، وقوله تعالى في آية ثانية :﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ |الأحقاف : ٣٣|، وقوله تعالى في آية ثالثة :﴿ أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم، بلى وهو الخلاق العليم ﴾ |يس : ٨١|.
وبين كتاب الله في ثنايا هذه الآية نفسها أن ما طبع عليه الإنسان من الهلع والجزع، والخوف من سوء العاقبة وهول المصير، هو الذي يدفعه إلى الإمساك وعدم الإنفاق والشح والتقتير، وأحسن ما يفسر قوله تعالى هنا في وصف الإنسان بوجه عام :﴿ وكان الإنسان قتورا ﴾ قوله تعالى في آيات أخرى :﴿ إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين، الذين هم على صلاتهم دائمون ﴾ |المعارج : ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢، ٢٣| فهؤلاء بفضل التربية الدينية التي هذبت نفوسهم، ووصلت بالله أرواحهم، يجودون بالنفس والمال، ولا يتأخرون عن وجوه البر بأي حال.
وقوله تعالى هنا :﴿ فاسأل بني إسرائيل ﴾ أي قلنا لموسى : اطلب من فرعون أن يرسل معك بني إسرائيل –﴿ إذ جاءهم ﴾ أي قلنا له ذلك حين جاءهم ﴿ فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا ﴾ – ﴿ قال ﴾ أي قال موسى لفرعون :﴿ لقد علمت ما أنزل هؤلاء ﴾
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.
وإلى المعنى الثاني يشير قوله تعالى هنا :﴿ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث، ونزلناه تنزيلا ﴾، ولفظ ﴿ فرقناه ﴾ قرئ بتخفيف الراء، فيكون معناه : فرقنا فيه الحق من الباطل، وميزنا أحدهما عن الآخر، حتى لا يختلط على أحد الهدى بالضلال، وقرئ بتشديد الراء، فيكون معناه : أنزلناه متفرقا آية آية، ﴿ على مكث ﴾ أي على تؤدة ومهل، وقد استمر نزوله مدة ثلاث وعشرين سنة، تبعا لطريقة التدرج، بالنسبة لعملية التحول والتطور التي يتوخاها الإسلام، حتى يتمكن الرسول والمؤمنون شيئا فشيئا من حفظ مبانيه، واستيعاب معانيه، وحتى يكيفوا حياتهم الخاصة والعامة مرحلة فمرحلة بمقتضى أوامره ونواهيه، وبمرور الأيام يتعمقون في فهم جزئياته وكلياته، ويلمون بأسباب نزوله وملابساته، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة الفرقان :﴿ كذلك لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلا ﴾ |الآية : ٣٢|.
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.
وإلى المعنى الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾، وهذه الآية تصف فئة صالحة من أتباع المسيحية واليهودية عاشت إلى أن أدركت الإسلام، فسارعت إلى الدخول في دين الله، اعتمادا على ما تناقلته من البشارة برسول الله، وحسن إسلامها، فكانت تخر على وجهها خاشعة باكية كلما تلي عليها القرآن، وتسبح لله الذي صدقها وعده، وأنعم عليها بنعمة الإيمان.
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.
وإلى المعنى الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾، وهذه الآية تصف فئة صالحة من أتباع المسيحية واليهودية عاشت إلى أن أدركت الإسلام، فسارعت إلى الدخول في دين الله، اعتمادا على ما تناقلته من البشارة برسول الله، وحسن إسلامها، فكانت تخر على وجهها خاشعة باكية كلما تلي عليها القرآن، وتسبح لله الذي صدقها وعده، وأنعم عليها بنعمة الإيمان.
فإلى المعنى الأول يشير قوله تعالى هنا :﴿ وبالحق أنزلناه ﴾ أي أنزلناه متضمنا للحق، إنشاء وأخبارا، أمرا ونهيا، بالنسبة للماضي والحاضر والمستقبل، ﴿ وبالحق نزل ﴾ فهو خالص من الشوائب، معصوم من التبديل والتغيير، والزيادة والنقص، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في سورة فصلت :﴿ وإنه لكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد ﴾ |الآيتان : ٤١، ٤٢|.
وإلى المعنى الثالث يشير قوله تعالى هنا :﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا، ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾، وهذه الآية تصف فئة صالحة من أتباع المسيحية واليهودية عاشت إلى أن أدركت الإسلام، فسارعت إلى الدخول في دين الله، اعتمادا على ما تناقلته من البشارة برسول الله، وحسن إسلامها، فكانت تخر على وجهها خاشعة باكية كلما تلي عليها القرآن، وتسبح لله الذي صدقها وعده، وأنعم عليها بنعمة الإيمان.