ﰡ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
«سورة بنى إسرائيل (١٧) »«وَقَضَيْنا» (٤) مجازه: أخبرنا. «١»
«فَجاسُوا» (٥) قتلوا. «٢»
«خِلالَ الدِّيارِ» (٥) بين الديار.
قال أبو عبيدة فى قوله «وقضينا إلى بنى إسرائيل» أي أخبرناهم، وفى قوله «وقضى ربك» (١٧/ ٢٣)، أي أمر، وفى قوله «إن ربك يقضى بينهم» (٢٧/ ٨٧) أي يحكم، وفى قوله «فقضاهن سبع سموات» (٤١/ ١٢) أي خلقهن وقد بين أبو عبيدة بعض الوجوه التي يرد بها لفظ القضاء، وأغفل كثيرا منها... إلخ.
(٢) «قتلوا» : قال الطبرىّ (١٥/ ٢١) وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول معنى «جاسوا» قتلوا، ويستشهد لقوله ذلك ببيت حسان:
ومنا الذي لاقى بسيف محمد | فجاس به الأعداء عرض العساكر |
«أَكْثَرَ نَفِيراً» (٦) مجازه: من الذين نفروا معه.
«وَلِيُتَبِّرُوا» (٧) وليدمّروا،
«جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً» (٨) من الحصر «١» والحبس فكان معناه محبسا، ويقال: للملك حصير لأنه محجوب، قال لبيد:
ومقامة غلب الرّقاب كأنهم | جنّ لدى باب الحصير قيام «٢» |
(٢) : ديوانه ٢/ ٣٩، والطبري ١٥/ ٣٤. والسمط ٩٥٥، والقرطبي ١٠/ ٢٢٤ والصحاح واللسان والتاج (حصر).
«وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى» (١٥) أي ولا تأثم آثمة إثم أخرى أثمته ولم تأثمه الأولى منهما، ومجاز وزرت تزر: مجاز أثمت، فالمعنى أنه:
لا تحمل آثمة إثم أخرى، يقال: وزر هو، ووزّرته أنا.
«وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها»
(١٦) «٢» أي أكثرنا مترفيها وهى من قولهم: قد أمر بنو فلان، أي كثروا فخرج على تقدير قولهم: علم فلان، وأعلمته أنا ذلك، قال لبيد:
(٢) «أمرنا» : قال الطبري (١٥/ ٣٩) : اختلفت القراء فى قراءة قوله «أمرنا مترفها» فقرأت ذلك عامة قراء الحجاز والعراق أمرنا بقصر الألف دون مدها، وتخفيف الميم وفتحها... إلخ وفى اللسان (أمر) : قال أبو عبيدة آمرته بالمد وأمرته لغتان بمعنى كثرته وأمر هو أي كثر فخرج على تقدير قولهم: علم فلان وأعلمته أنا ذلك.
[كلّ بنى حرّة قصارهم | قلّ وإن أكثرت من العدد] «١» |
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا | يوما يصيروا للهلك والنّفذ |
على تقدير أخذنا وهى فى معنى أكثرنا وآمرنا غير أنها لغة أمرنا: أكثرنا «٢» ترك المدّ ومعناه أمرنا، ثم قالوا:
مأمورة من هذا، فإن احتج محتج فقال هى من أمرت فقل كان ينبغى أن يكون آمرة ولكنهم يتركون إحدى الهمزتين، وكان ينبغى أن يكون آمرة ثم طوّلوا ثم حذفوا «ولأمرنّهم» (٤/ ١١٩) فلم يمدوها قال الأثرم: وقول أبى عبيدة فى مأمورة لغة وقول أصحابنا قياس وزعم يونس عن أبى عمرو أنه قال: لا يكون هذا وقد قالت العرب: خير المال نخلة مأبورة ومهرة مأمورة أي كثيرة الولد. وله موضع آخر مجازه: أمرنا ونهينا فى قول بعضهم وثقّله بعضهم فجعل معناه أنهم جعلوا أمراء.
(٢) «أكثرنا» : قال الطبري (١٥/ ٤٠) : وقد كان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة يقول قد يتوجه معناه إذا قرىء كذلك إلى معنى «أكثرنا مترفيها» ويحتج لتصحيحه ذلك بالخبر الذي روى عن رسول الله ﷺ أنه قال:
خير المال مهرة مأمورة أو سكة مأبورة ويقول: إن معنى قوله مأمورة كثيرة النسل، وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين ينكر ذلك من قيله...
ولا يجيز أمرنا بمعنى أكثرنا... إلخ.
(ص ٣٧٣) «خير... مأمورة» : وفى الحديث: خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة أخرجه حميد وإسحاق وابن أبى رشيق والحارث والطبراني وأبو عبيد من رواية مسلم بن بديل... عن النبي ﷺ قال: خير مال المرء ميرة مأمورة أو سكة مأبورة (الكافي الشاف فى تحريج أحاديث الكشاف ٢/ ٦٥٥) وانظره فى الطبري ١٥/ ٤٠ والقرطبي ١٠/ ٢٣٣ والغريبين والنهاية واللسان (أمر).
(١٦) أي فوجب عليها العذاب.
«مَدْحُوراً» (١٨) أي مقصى مبعدا، يقال: أدحر الشيطان عنك، [ومصدره الدّحور].
«وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» (٢٣) مجازه: وأمر ربّك.
«فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» (٢٣) «١» تكسر وتضمّ وتفتح بغير تنوين، وموضعه فى معناه ما غلظ وقبح من الكلام.
«فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً» (٢٥) أي للتّوابين من الذنوب.
[ «المبذّرين» ] (٢٧) المبذّر هو المسرف المفسد العائث.
«وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ» (٢٩) مجازه فى موضع قولهم:
لا تمسك عما ينبغى لك أن تبذل من الحق وهو مثل وتشبيه.
«وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» (٢٩) أي لا تسرف كل السرف، وتبذّر كل التبذير.
«مَلُوماً مَحْسُوراً» (٢٩) أي منضى قد أعيا، يقال: حسرت البعير، وحسرته بالمسألة والبصر أيضا إذا رجع محسورا، وقال الهذلي: «٢»
إنّ العسير بها داء مخامرها | فشطرها نظر العينين محسور (٧٤) |
«وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ» (٣١) «٣» كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر وهو الإملاق.
(٢) «الهذلي» : هو قيس بن خويلد الهذلي.
(٣) «إملاق» : روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة لهذه الكلمة فى فتح الباري ٨/ ٢٩٨.
دعينى إنّما خطأى وصوبى... علىّ وإن ما أهلكت مال (٢٧٤)
[يريد: إصابتى]، وخطأت وأخطأت لغتان، «٢» [زعم «٣» يونس عن أبى إسحاق قال: أصل الكلام بناؤه على فعل ثم يبنى آخره على عدد من له الفعل من المؤنث والمذكر من الواحد والإثنين والجميع كقولك: فعلت وفعلنا وفعلن وفعلا وفعلوا، ويزاد فى أوله ما ليس من بنائه فيزيدون الألف، كقولك: أعطيت إنما أصلها عطوت، ثم يقولون معطى فيزيدون الميم بدلا من الألف وإنما أصلها عاطى، ويزيدون فى أوساط فعل افتعل وانفعل واستفعل ونحو هذا، والأصل فعل
(٢) «خطأ... لغتان» : روى ابن حجر (٨/ ٢٩٦) تفسير أبى عبيدة هذا وقال:
واختار الطبري القراءة التي بكسر ثم بسكون وهى المشهورة... وأما قول أبى عبيدة الذي تبعه فيه البخاري حيث قال: خطئت بمعنى أخطئت ففيه نظر فإن المعروف عند أهل اللغة أن خطىء بمعنى إثم وأخطأ إذا لم يتعمد أو إذا لم يصب.
(٣) «زعم... سكن (ص ٢٧٧) » قارن هذا الكلام بما ورد فى تفسير آية ٢٢ من سورة الحجر.
طوّحتنى الطّوائح (٤٠٥) وإنما هى المطاوح لأنها المطوّحة، ومن ذلك قول العجّاج:
يكشف عن جمّاته دلو الدال
(٤٠٧) وهى من أدلى دلوه، وكذلك قول رؤبة:
يخرجن من أجواز ليل غاضى
(٤٠٦) وهى من أغضى الليل أي سكن.].
«وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى» (٣٢) مقصور وقد يمدّ فى كلام أهل نجد، قال الفرزدق:
أبا حاضر من يزن يعرف زناؤه | ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكّرا «١» |
أخضبت عردك للزناء ولم تكن | يوم اللقاء لتخضب الأبطالا «٢» |
(٢) : لم أجده فى مظانه.
كانت فريضة ما تقول كما | كان الزناء فريضة الرّجم «١» |
«إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً» (٣٣) مجازه من النصر، أي يعان ويدفع إليه حتى يقتله بمقتوله.
«مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (٣٤) مجازه: بالقوت إذا قام به وعمره من غير أن يتأثل منه مالا.
«حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ» (٣٤) مجازه: منتهاه من بلوغه، ولا واحد له منه فإن أكرهوا على ذلك قالوا: أشدّ، بمنزلة صبّ والجميع أضبّ.
(٢) «فلا يسرف» : قرأ حمزة والكسائي بالتاء والباقون بالياء (الداني ١٤٠)
«وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» (٣٦) مجازه: ولا تتبع ما لا تعلمه ولا يعنيك. «١» وذكر أنّ النبي ﷺ قال: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أمّنا ولا نقفو آباءنا» وروى فى الحديث: «ولا نقتفى من أبينا» «٢» وقال النّابغة الجعدىّ:
ومثل الدّمى شمّ العرانين ساكن | بهن الحياء لا يشعن التّقافيا «٣» |
(٢) «نحن... أبينا» : فى الطبري (١٥/ ٥٨) وهو فى النهاية (قفى) على خلاف.
(٣) : فى الطبري ١٥/ ٥٨ وشواهد الكشاف ٣٢٧.
كلّ تلك، ومجاز «عنه» كقولهم: كل أولئك ذاهب، لأنه يرجع الخبر إلى كل ولفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، وبعضهم يقول: كل أولئك ذاهبون، لأنه يجعل الخبر للجميع الذي بعد كل.
«إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ» (٣٧) مجازه: لن تقطع «١» الأرض، وقال رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوى المخترق «٢»
أي المقطّع وقال آخرون: إنك لن تنقب الأرض، وليس بشىء.
«أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ» (٤٠) أي اختصكم.
«وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً» (٤٦) أي صما واستكاكا وثقلا وأوله مفتوح والوقر من الحمل مكسور الأول.
(٢) : الشطر من أرجوزة فى ديوانه ١٠٤- ١٠٨، وهو فى الطبري ١٥/ ٥٩ واللسان والتاج (قتم).
«وَإِذْ هُمْ نَجْوى» (٤٧) وهى مصدر من ناجيت أو اسم منها فوصف القوم بها والعرب تفعل ذلك، كقولهم: إنما هم عذاب وأنتم غمّ، فجاءت فى موضع متناجين. «١»
«إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً» (٤٧) أي ما تتبعون كقولك ما تتبعون إلّا رجلا مسحورا، أي له سحر «٢» وهو أيضا مسحر وكذلك كل دابّة أو طائر أو بشر يأكل فهو مسحور لأن له سحرا، والسحر الرّئة، قال لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا | عصافير من هذا الأنام المسحّر «٣» |
(٢) «ما... سحر» : قال الطبري (١٥/ ٦٣) : وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يذهب بقوله إن تتبعون... إلى معنى ما تتبعون... رئة. وروى القرطبي (١٠/ ٢٧٢) رواية نسخة ببعض نقص وزيادة.
(٣) ديوانه ١/ ٨٠ والطبري ١٥/ ٦٣ والقرطبي ١٠/ ٣٧٣ واللسان (سحر). [.....]
أي نغذى لأن أهل السماء لا يأكلون فأزادوا أن يكون ملكا.
«أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً» (٤٩) عظاما لم تحطم، ورفاتا أي حطاما. «٢»
«يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ» (٥١) أي يعظم.
«فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» (٥١) أي خلقكم.
«فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ» (٥١) مجازه: فسيرفعون ويحركون استهزاء منهم، ويقال: قد نغضت سنّ فلان إذا تحركت وارتفعت من أصلها «٣» قال:
ونغضت من هرم أسنانها»
وقال:
لما رأتنى أنغضت لى الرأسا «٥»
(٢) «ورفاتا... أي حطاما» : رواه ابن حجر (٨/ ٢٩٦) عن أبى عبيدة.
(٣) «فسيرفعون... أصلها» : نقله الطبري (١٥/ ٦٥) ببعض نقص وزيادة ورواه ابن حجر (٨/ ٢٩٤) عن أبى عبيدة.
(٤) : فى الطبري ١٥/ ٦٥ والقرطبي ١٠/ ٢٧٥.
(٥) : فى الطبري ١٥/ ٦٥ القرطبي ١٠/ ٢٧٥.
ظعائن لم يسكن أكناف قرية | بسيف ولم تنغض بهن القناطر] «١» |
«كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً» (٥٨) أي مثبتا، مكتوبا، قال العجّاج:
واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر | فى الصّحف الأولى التي كان سطر «٢» |
النّتر: الخديعة، قال يونس لما أنشد العجّاج هذا البيت قال: لا قوة إلّا بالله.
(٢) : ديوانه ١٩ والطبري ١٥/ ٦٩، ٢١/ ٧١ والجمهرة ٢/ ١٤ واللسان والتاج (نتر)
«لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا» (٦٢) مجازه: لأستميلنّهم ولأستأصلنهم، يقال: احتك فلان ما عند فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره «١» [أخذه كله واستقصاه]، قال:
نشكو إليك سنة قد أجحفت | جهدا إلى جهد بنا فأضعفت «٢» |
«وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ» (٦٤) أي استخفف واستجهل.
«بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ» (٦٤) جميع راجل، بمنزلة تاجر والجميع تجر وصاحب والجميع صحب. «٣»
(٢) : فى الطبري ١٥/ ٧٥ والقرطبي ١٠/ ٢٨٧.
(٣) «واستفزز... صحب» : وفى البخاري: واستفزز استخف بخيلك الفرسان والرجال والرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر قال ابن حجر (٨/ ٢٩٦) هو كلام أبى عبيدة بنصه.
مستقبلين شمال الشام تضربنا | بحاصب كنديف القطن منثور «٢» |
«تارَةً أُخْرى» (٦٩) مرّة أخرى والجميع تارات وتير. «٣»
«فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ» (٥٩) أي تقصف كل شىء أي تحطم، يقال: بعث الله عليهم ريحا عاصفا قاصفا لم تبق لهم ثاغية ولا راغية.
«ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً» (٦٩) أي من يتبعنا لكم تبيعة ولا طالبا لنا بها.
(٢) : ديوانه ٢٦٢ والكامل ٤٦٣ والطبري ١٥/ ٧٩، ٢٠/ ٨٧ والقرطبي ١٠/ ٢٩٢
(٣) «تارة... وتير» : كذا فى البخاري قال ابن حجر (٨/ ٢٩٨) : هو كلام أبى عبيدة.
[ «يوم] ندعو كلّ أناس بإمامهم» (٧١) أي بالذي اقتدوا به وجعلوه إماما، ويجوز أن يكون بكتابهم:
«وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا» (٧١) وهو المفتّل الذي فى شق بطن النواة. «٢»
«فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى» (٧٢) أشدّ عمى.
«لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً» (٧٤) أي تميل وتعدل وتطمئن.
«إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ» (٧٥) مختصر، كقولك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات فهما عذابان عذاب الممات به ضوعف عذاب الحياة. «٣»
(٢) «وهو... النواة» : كذا فى الطبري ١٥/ ٨١.
(٣) «مختصر... الحياة» روى الطبري (١٥/ ٨٣) هذا الكلام عن بعض أهل العربية من أهل البصرة ولعله يعنى أبا عبيدة ورواه ابن حجر (٨/ ٢٩٨)
عفت الديار خلافها فكأنما... بسط الشواطب بينهن حصيرا (٢٩٦)
أي بعدهن ويقرؤه آخرون خلفك والمعنى واحد.
«لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ» (٧٨) ودلوك الشمس من عند زوالها إلى أن تغيب وقال:
هذا مقام قدمى رباح... غدوة حتى دلكت براح «٢»
(٢) : الرجز فى نوادر أبى زيد ٨٨ وتهذيب الألفاظ ٣٩٣ ومجالس ثعلب ٣٧٣ والطبري ١٥/ ٨٦ والقرطبي ١٠/ ٣٠٣ والجمهرة ٢/ ٢١٨ والصحاح والغريبين والفائق واللسان والتاج (برح). - براح: قال الطبري: ويروى «براح» بفتح الباء فمن روى ذلك «براح» بكسر الباء فإنه يعنى أن يضع الناظر كفه على حاجبيه من شعاعها لينظر ما بقي من غبارها وهذا تفسير أهل الغريب أبى عبيدة والأصمعى وأبى عمرو الشيباني وغيرهم وقد ذكرت فى الخبر الذي رويت عن عبد الله بن مسعود أنه قال: حين غربت الشمس دلكت براح يعنى براح مكانا، ولست أدرى هذا التفسير أعنى قوله مكانا من كلام من هو ممن فى الإسناد أو من كلام عبد الله وإن يكن من كلام عبد الله فلا شك أنه كان أعلم بذلك من أهل الغريب الذي ذكرت قولهم وأن الصواب فى ذلك قوله دون قولهم وإن لم يكن من كلام عبد الله فإن أهل العربية كانوا أعلم بذلك منه إلخ.
والشمس قد كادت تكون دنفا | أدفعها بالراح كى تزحلفا «١» |
إنّ هذا الليل قد غسقا | واشتكيت الهمّ والأرقا «٢» |
«إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً» (٧٨) مجازه: إن ملائكة الليل تشهده وإذا صلّيت الغداة أعقبتها ملائكة النهار.
(٢) : فى الطبري ١٥/ ٨٧ والقرطبي ١٠/ ٣٠٤ واللسان والتاج (غسق).
قال هجّدنا فقد طال السّرى «١»
يقول: نوّمنا].
«نافِلَةً لَكَ» أي نفلا وغنيمة لك.
«أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ» (٨٠) [من أدخلت] ومن جعله من دخلت قال: مدخل صدق بفتح الميم.
«نَأى بِجانِبِهِ» (٨٣) أي تباعد بناحيته وقربه.
«وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً» (٨٣) أي قنوطا، أي شديد اليأس لا يرجو.
«يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ» (٨٤) أي على ناحيته وخليقته ومنها قولهم: هذا من شكل هذا.
«حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً» (٩٠) وهى يفعول من «تبع الماء»، أي ظهر وفاض.
«عَلَيْنا كِسَفاً» (٩٢) من القطع فيجوز أن يكون واحدا أي قطعة، ويجوز أن يكون جميع كسفة فيخرج مخرج سدرة والجميع سدر، ويجوز أن تفتح ثانى حروفه فيخرج مخرج كسرة والجميع كسر، يقال: جاءنا بثريد كف، أي قطع خبز لم تثرد.
«وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا» (٩٢) مجازه: مقابلة، أي معاينة وقال:
نصالحكم حتى تبوؤا بمثلها | كصرخة حبلى بشّرتها قبيلها «١» |
«بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ» (٩٣) وهو مصدر المزخرف وهو المزيّن.
«كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً» (٩٧) أي تأجّجا، «٢» وخبت سكنت [قال الكميت:
ومنّا ضرار وابنماه وحاجب | مؤجّج نيران المكارم لا المخبى] «٣» |
وتخبو ساعة وتشبّ ساعا «٤»
ولم يذكر هاهنا جلودهم فيكون الخبوّ لها.
(٢) «تأججا» : كذا فى الطبري ١٥/ ١٠٥.
(٣) : فى اللسان والتاج (خبا).
(٤) : ديوانه ٣٩ وفى الكتاب ٢/ ١٩٥ والكامل ١٦٠ والطبري ١٥/ ١٠٥ والأضداد للأبيارى ١١٣ والشنتمرى ٢/ ١٨٩ واللسان (سوع).
«وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً» (١٠٠) أي مقترا.
«يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً» (١٠٢) أي مهلكا. قال [ابن الزّبعرى] :
إذا جارى الشيطان فى سنن الغىّ ومن مال ميله مثبور «١» [الزّبعرى «٢» الرجل الغليظ الأزبّ، وكذلك الناقة زبعرى].
«وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ» (١٠٩) واحدها ذقن وهو مجمع اللّحيين. «٣»
«وَلا تُخافِتْ بِها» (١١٠) مجازه: لا تخفت بها، ولا تفوّه بها، ولكن أسمعها نفسك ولا تجهر بها فترفع صوتك، وهذه فى صلاة النهار العجما كذلك تسمّيها العرب ولم نسمع فى صلاة الليل شيئا.
(٢) «الزبعرى... » : راجع الاشتقاق واللسان (زبعر). [.....]
(٣) «للأذقان... اللحيين» : كذا فى البخاري، قال ابن حجر (٨/ ٢٩٨) هو قول أبى عبيدة.
«مهلك» : كذا فى البخاري وقال ابن حجر (٨/ ٣٠٨) : هو قول أبى عبيدة.