تفسير سورة طه

تفسير المراغي
تفسير سورة سورة طه من كتاب تفسير المراغي .
لمؤلفه المراغي . المتوفي سنة 1371 هـ
آيها خمس وثلاثون بعد المائة
هي مكية إلا آيتي ١٣٠، ١٣١ فمدنيتان، نزلت بعد سورة مريم.
ومناسبتها لما قبلها من وجوه :
( ١ ) إنه لما ذكر في سورة مريم قصص عدد من الأنبياء والمرسلين، بعضها بطريق البسط والإطناب كقصص زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، وبعضها بين البسط والإيجاز كقصص إبراهيم عليه السلام، وبعضها موجز مجمل كقصة موسى عليه السلام، ثم أشار إلى بقية النبيين بالإجمال ذكر هنا قصة موسى التي أجملت فيما سلف، واستوعبها غاية الاستيعاب، ثم فصل قصة آدم عليه السلام، ولم يذكر في سورة مريم إلا اسمه فحسب.
( ٢ ) إنه روي عن ابن عباس أن هذه السورة نزلت بعد سالفتها.
( ٣ ) إن أول هذه السورة متصل بآخر السورة السابقة ومناسب له في المعنى، إذ ذكر في آخر تلك أنه إنما يسر القرآن بلسانه العربي المبين، ليكون تبشيرا للمتقين وإنذارا للمعاندين، وفي أوائل هذه ما يؤكد هذا المعنى.

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
الإيضاح :
﴿ طه ﴾ تقدم أن قلنا إن أصح الآراء في الحروف المقطعة التي في أوائل السور أنها حروف تنبيه كألا ويا ونحوهما مما يذكر في أوائل الجمل لقصد تنبيه المخاطب إلى ما يلقى بعدها لأهميته وإرادة إصغائه إليه نحو ما جاء في قوله تعالى :﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾[ يونس : ٦٢ ] وينطق بأسمائها حين القراءة فيقال ( طا. ها ).
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
لتشقى : أي لتتعب وتنصب.
الإيضاح :
﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾أي ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب وتغلوا في مكابدة الشدائد حين تحاور أولئك القوم الطغاة، وتقاول أولئك العتاة، وتفرط في الأسى على كفرهم، وتتحسر على عدم إيمانهم، بل أنزلناه عليك لتبلغ وتذكر وقد فعلت، فلا عليك إن لم يؤمنوا بعد هذا.
ونحو الآية قوله :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾[ الكهف : ٦ ].
وقصارى ذلك : إنا أنزلناه عليك لتذكر به، فمن آمن وأصلح فلنفسه، ومن كفر فلا يحزنك كفره، إن عليك إلا البلاغ، ولست عليهم بمسيطر.
وفي هذا تسلية له ( ص ) على ما كان يعتريه من التعب والنصب حين كان يدعو أولئك القوم ذوي اللدد والخصومة، ولا عجب فالكلام صنعتهم، وبه يتفاخرون، وعليه يعتمدون، إذ يقرعون الحجة بالحجة، والبرهان بالبرهان، وهو لديهم أمضى من السنان.
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
تذكرة : أي تذكيرا وعظة. يخشى : أي يخاف الله.
الإيضاح :
﴿ إلا تذكرة لمن يخشى ﴾أي ما أنزلناه عليك لشقائك، و لكن أنزلناه تذكيرا لمن يخشى الله تعالى ويتأثر بالإنذار لرقة قلبه، وحسن استعداده، وقد كان عليه السلام يعظهم به بتلاوته وتفسير ما جاء به من مقاصد وأغراض ومصالح لهم في دنياهم وآخرتهم.
وخص الخاشعين بالذكر مع أن القرآن تذكرة للناس كلهم، من قبل أن غيرهم كأنه لا وجود له لعدم انتفاعه به.
وخلاصة ذلك : حسبك ما حملته من متاعب التبليغ والتبشير والإنذار، ولا تنهك بدنك بحملهم على قبول الدعوة والاستجابة لأمرك، فإن ذلك من شأننا لا من شأنك، وبيدنا لا بيدك.
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
العلى : واحدها العليا مؤنثة الأعلى كالكبرى مؤنثة الأكبر.
الإيضاح :
﴿ تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى ﴾أي نزل عليك تنزيلا من ربك الذي خلق الأرض والسماوات العلى، والمراد بهما ما في جهة السفل والعلو، ويستتبع ذلك كل ما يتعلق بهما.
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
والعرش : في اللغة سرير الملك، ويراد به في لسان الشرع مركز تدبير العالم. واستوى : استولى عليه قال شاعرهم :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
الإيضاح :
﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ أي هو الرحمن الذي على عرشه ارتفع وعلا، وقد تقدم إيضاح هذا في سورة الأعراف ببسط وإطناب.
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
والثرى : التراب الندي، والمراد هنا مطلق التراب.
الإيضاح :
﴿ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ﴾أي له ما في السماوات والأرض وما بينهما ملكا وتدبيرا وتصرفا، وله ما واراه التراب وأخفاه من المعادن والفلزات وغيرها.
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
وأخفى : أي من السر وهو أخطرته ببالك دون أن تتفوه به بحال.
الإيضاح :
﴿ وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ﴾ أي وإن تجهر بدعاء الله وذكره، فاعلم أنه تعالى غني عن جهرك، لأنه يعلم ما أسررته إلى غيرك ولم ترفع به صوتك، وأخفى منه مما تخطره ببالك دون أن تتفوه به.
والدعاء والذكر باللسان إنما شرعا ليتصور الداعي والذاكر المعنى في نفسه، لا ليسمع صوته، ولا فضل للنطق والجهر به إلا في منع الشواغل الشاغلة عن حضور المعاني في القلوب كما قال تعالى :﴿ وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ﴾[ الملك : ١٣ ].
ونحو الآية قوله :﴿ واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول ﴾[ الأعراف : ٢٠٥ ].
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
﴿ طه( ١ ) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى( ٢ ) إلا تذكرة لمن يخشى( ٣ ) تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( ٤ ) الرحمن على العرش استوى( ٥ ) له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى( ٦ ) وإن تجهر بالقول يعلم السر وأخفى( ٧ ) الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾[ طه : ١- ٨ ]=
المعنى الجملي : روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدي والنضر بن الحارث قالوا لرسول الله ( ص ) : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام :" بل بعثت رحمة للعالمين ". قالوا :" بل أنت تشقى، فأنزل الله الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد ( ص ) بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
تفسير المفردات :
والأسماء : أي الصفات كما جاء في قوله :﴿ وجعلوا لله شركاء قل سموهم ﴾[ الرعد : ٣٣ ] أي صفوهم. والحسنى : مؤنثة الأحسن.
الإيضاح :
﴿ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾أي إن ما ذكر من صفات الكمال التي تقدمت ليس بأهل لها إلا ذلك المعبود الحق الذي لا رب غيره ولا إله سواه، وله الصفات الحسنى الدالة على التقديس والتمجيد، والأفعال التي هي غاية في الحكمة والسداد.
قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.
تفسير المفردات :
الحديث : كل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو في منامه.
الإيضاح :
﴿ وهل أتاك حديث موسى * إذ رأى نارا ﴾ أي وهل بلغك كيف كان ابتداء الوحي إلى موسى وتكليم الله إياه.
ومن سنن العربية أنه إذا أريد تثبيت الخبر، وتقرير الجواب في نفس المخاطب، أن يلقي إليه بطريق الاستفهام، فيقول المرء لصاحبه : هل بلغك كذا وكذا، فيتطلع السامع إلى معرفة الخبر، ويصغي إليه أتم الإصغاء.
روي أن موسى عليه السلام استأذن شعيبا في الرجوع إلى والدته، فأذن له بعد أن قضى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم، فخرج وسار قاصدا مصر بعد أن طالت غيبته عنها، فقد زادت على عشر سنين ومعه زوجه، فولد له ابن في الطريق في ليلة شاتية ذات ثلج وبرد وسحاب وضباب وظلام، ونزل منزلا بين شعاب وجبال، وجعل يقدح بزند كان معه ليوري نارا فلم تور المقدحة شيئا، وبينا هو يزاول ذلك ويعالجه، إذ رأى نارا من بعد عن يسار الطريق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩:قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.

تفسير المفردات :

الحديث : كل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو في منامه.

الإيضاح :

﴿ وهل أتاك حديث موسى * إذ رأى نارا ﴾ أي وهل بلغك كيف كان ابتداء الوحي إلى موسى وتكليم الله إياه.
ومن سنن العربية أنه إذا أريد تثبيت الخبر، وتقرير الجواب في نفس المخاطب، أن يلقي إليه بطريق الاستفهام، فيقول المرء لصاحبه : هل بلغك كذا وكذا، فيتطلع السامع إلى معرفة الخبر، ويصغي إليه أتم الإصغاء.
روي أن موسى عليه السلام استأذن شعيبا في الرجوع إلى والدته، فأذن له بعد أن قضى الأجل الذي كان بينه وبين صهره في رعاية الغنم، فخرج وسار قاصدا مصر بعد أن طالت غيبته عنها، فقد زادت على عشر سنين ومعه زوجه، فولد له ابن في الطريق في ليلة شاتية ذات ثلج وبرد وسحاب وضباب وظلام، ونزل منزلا بين شعاب وجبال، وجعل يقدح بزند كان معه ليوري نارا فلم تور المقدحة شيئا، وبينا هو يزاول ذلك ويعالجه، إذ رأى نارا من بعد عن يسار الطريق.


تفسير المفردات :
والمكث : الإقامة. آنست : أي أبصرت. أتيكم : أجيئكم. بقبس : أي بشعلة مقتبسة على رأس عود ونحوه. هدى : أي هاديا يدلني على الطريق.
الإيضاح :
﴿ فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي أتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ﴾أي فقال لامرأته وولدها وخادمها مبشرا لهم : أقيموا مكانكم إني أبصرت نارا وسأذهب إليها لعلني أجيئكم منها بشعلة مقتبسة على رأس عود أو نحوه، أو أجد هاديا يدلني على الطريق، وجاء في سورة القصص :﴿ لعلي أتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ﴾[ القصص : ٢٩ ].
وقصارى ذلك : إنه قال لأهله أقيموا مكانكم، و إني قد رأيت نارا فإما أن آتيكم منها بقبس تشعلون منه نارا تصطلون بها، وإما أن أجد دليلا يرشدني إلى الطريق المسلوك وكان قد ضل عنه.
قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.
الإيضاح :
﴿ فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك ﴾أي فلما خرج موسى نحوها وجد نارا بيضاء تتقد كأضوإ ما يكون في شجرة خضراء، فلا ضوء النار يغير خضرتها، ولا خضرة الشجرة تغير ضوء النار، وهناك نودي يا موسى، قال : من المتكلم ؟ قال : إني أنا ربك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.

الإيضاح :

﴿ فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك ﴾أي فلما خرج موسى نحوها وجد نارا بيضاء تتقد كأضوإ ما يكون في شجرة خضراء، فلا ضوء النار يغير خضرتها، ولا خضرة الشجرة تغير ضوء النار، وهناك نودي يا موسى، قال : من المتكلم ؟ قال : إني أنا ربك.


تفسير المفردات :
طوى : بالضم، منونا : اسم لذلك الوادي.
الإيضاح :
ثم أمره أن يخلع نعليه احتراما للبقعة المقدسة فقال :
﴿ فاخلع نعليك ﴾إذ أن الحفوة أقرب إلى التواضع وحسن الأدب، ومن ثم طاف السلف الصالح بالكعبة حافين.
ثم بين سبب الأمر بذلك بقوله :
﴿ إنك بالواد المقدس طوى ﴾أي لأنك بالوادي المطهر المسمى بطوى، فاخلعهما ليحصل للقدمين بركته.
قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.
تفسير المفردات :
اخترتك : أي اصطفيتك.
الإيضاح :
﴿ وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى ﴾أي أنا اصطفيتك من قومك بالنبوة والرسالة، فعليك أن تسمع لما أوحيه إليك.
ونحو الآية قوله :﴿ إني اصطفيتك على الناس برسالتي وبكلامي ﴾[ الأعراف : ١٤٤ ].
وقصارى ذلك : لقد جاءك أمر عظيم فتأهب له، واجعل كل خاطرك مصروفا إليه، وقد قالوا : إن من أدب الاستماع سكون الجوارح والأعضاء، وغض البصر، والإصغاء بالسمع، وحضور القلب، والعزم على العمل.
قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.
تفسير المفردات :
لذكري : أي لتكون ذاكرا لي.
الإيضاح :
وقد بين سبحانه أهم ما يوحى إليه بقوله :
﴿ إنني أنا الله لا إله إلا أنا ﴾أي إن أول الواجب على المكلف أن يعلم أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
﴿ فاعبدني ﴾أي و إذ كنت أنا الإله حقا و لا معبود سواي، فخصني بالعبادة و التذلل و الانقياد في جميع ما كلفتك به.
﴿ وأقم الصلاة لذكري ﴾أي وأد الصلاة على الوجه الذي أمرتك به مقومة الأركان مستوفاة الشرائط، لتذكرني فيها و تدعوني دعاء خالصا لا يشوبه إشراك و لا توجه إلى سواي.
وخصت الصلاة بالذكر من بين سائر العبادات، لما لها من الفضل على سواها، إذ فيها ذكر المعبود وشغل القلب واللسان بذلك، ومن ثم تنهى عن الفحشاء والمنكر.
أخرج الترمذي وابن ماجه في جماعة آخرين من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) :" من نسي صلاة فليصلها إذ ذكرها، فإن الله قال :﴿ وأقم الصلاة لذكري ﴾ ".
قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.
تفسير المفردات :
أكاد أخفيها : أي أبالغ في إخفائها و لا أظهرها بأن أقول إنها آتية.
الإيضاح :
ثم بين السبب في وجوب العبادة وإقامة الصلاة فقال :
﴿ إن الساعة آتية أكاد أخفيها ﴾أي إن الساعة آتية لا محالة، وإني أكاد أخفيها من نفسي، فكيف يعلمها غيري من الخلق، وقد جاء هذا على سنن العرب في تخاطبهم يقول أحدهم إذا بالغ في كتمان السر : كتمت سري من نفسي، يريد أنه أخفاه غاية الإخفاء.
وفائدة إخفائها التهويل والتخويف، فإنهم إن لم يعلموا متى تقوم الساعة يكونوا منها على حذر، ولمثل تلك الفائدة أخفى الله وقت الموت، لأن المرء إذا علم وقت موته وانقضاء أجله اشتغل بالمعاصي إلى أن يقرب ذلك الحين فيتوب ويصلح عمله، وقد وعد الله بقبول توبته، وهذا يكون كالإغراء على المعصية، لكنه إن لم يعلم حين منيته كان منها على حذر، ولا يزال على قدم الخوف والوجل، فيترك المعاصي ويتوب منها في كل حين خوف معاجلة الموت.
﴿ لتجزى كل نفس بما تسعى ﴾أي إن الساعة آتية لا محالة، ليجزى كل عامل بعمله كما قال :﴿ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره( ٧ ) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ﴾[ الزلزلة : ٧- ٨ ] و قال :﴿ إنما تجزون ما كنتم تعملون ﴾[ التحريم : ٧ ]
قصص موسى عليه السلام :
﴿ وهل أتاك حديث موسى( ٩ )إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى( ١٠ )فلما أتاها نودي يا موسى( ١١ )إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى( ١٢ )وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى( ١٣ )إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكرى( ١٤ )إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى( ١٥ )فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾[ طه : ٩- ١٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن عظم سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير، أتبع ذلك بما يقوي قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم والنصر حليفهم، ففي هذا سلوى له وتأس بهم فيما قاموا به من الذود عن الحق مهما أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله :﴿ وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ﴾[ هود : ١٢٠ ].
وبدأ بقصص موسى، لأن محنته كانت أشد، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال، وقابل ذلك بعزم لا يفتر، وبقوة تفل الحديد.
تفسير المفردات :
هواه : أي ما تهواه نفسه. فتردى : أي فتهلك.
الإيضاح :
ثم خاطب سبحانه موسى محذرا له فقال :
﴿ فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ﴾أي فلا يردنك يا موسى عن التأهب للساعة من لا يقر بقيامها ولا يصدق بالبعث، ولا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا، يل يركب رأسه ويخالف أمر ربه ونهيه، فإنك إن فعلت ذلك وقعت في هاوية الخذلان والعصيان، وهذا الخطاب من وادي قولهم :" إياك أعني واسمعي يا جاره " فالمراد بمثل هذا الخطاب جميع المكلفين كما تقدم غير مرة.
وخلاصة ذلك : لا تتبعوا سبل من كذب بالساعة، وأقبل على لذاته في دنياه، وعصى أمر ربه واتبع هواه، فإن من سلك سبيلهم خاب وخسر كما قال :﴿ وما يغنى عنه ماله إذا تردى ﴾[ الليل : ١١ ]
﴿ وما تلك بيمينك يا موسى( ١٧ ) قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى( ١٨ ) قال ألقها يا موسى( ١٩ ) فألقاها فإذا هي حية تسعى( ٢٠ ) قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ﴾[ طه : ١٧- ٢١ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه مناجاته لموسى حين رأى النار التي في الشجرة واختياره نبيا وإيحاءه إليه أن لا إله إلا هو، أمره بإقامة الصلاة لما فيها من ذكره، وتخصيصه بالعبادة دون سواه، ثم إخباره بأن الساعة آتية لا محالة ليجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بما دسى به نفسه جزاء وفاقا.
قفى على ذلك بذكر البرهانات التي آتاها موسى، دلالة على نبوته، وتصديقا له على رسالته، فبدأ بذكر العصا التي انقلبت حية تسعى حين ألقاها من يده، وكان قد سأله عنها استجماعا لقلبه، وتهدئة لروعه في هذا المقام الرهيب، وإعلاما بما سيكون لها بعد من عظيم الشأن وجليل المنافع والمزايا التي لم تكن تدور بخلده عليه السلام.
الإيضاح :
﴿ وما تلك بيمينك يا موسى ﴾ سأله سبحانه عما في يده وهو العليم به، ليبين له أنه سيجعل لتلك الخشبة التي ليس لها خطر كبير، ولا منفعة عظيمة جليل المزايا والفوائد التي لم تكن تخطر على بال، كانقلابها حية تسعى، وضرب البحر بها حتى ينفلق، وضرب الحجر حتى يتفجر منه الماء، ولينبهه بهذا الطريق إلى كمال قدرته، وبالغ عظمته، إذ أظهر لأحقر الأشياء هذه المنافع العظيمة على سنن الناس في تخاطبهم، إذا أراد أحدهم أن يظهر من الشيء الحقير شيئا شريفا، أن يأخذه ويعرضه على النظارة ويقول لهم، ما هذا ؟ فيقولون هو كذا، فيفيض في شرح ما له من فائق المزايا، وجليل المنافع، التي لم تكن تدور بخلدهم، ولم تخطر ببالهم.
﴿ وما تلك بيمينك يا موسى( ١٧ ) قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى( ١٨ ) قال ألقها يا موسى( ١٩ ) فألقاها فإذا هي حية تسعى( ٢٠ ) قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ﴾[ طه : ١٧- ٢١ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه مناجاته لموسى حين رأى النار التي في الشجرة واختياره نبيا وإيحاءه إليه أن لا إله إلا هو، أمره بإقامة الصلاة لما فيها من ذكره، وتخصيصه بالعبادة دون سواه، ثم إخباره بأن الساعة آتية لا محالة ليجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بما دسى به نفسه جزاء وفاقا.
قفى على ذلك بذكر البرهانات التي آتاها موسى، دلالة على نبوته، وتصديقا له على رسالته، فبدأ بذكر العصا التي انقلبت حية تسعى حين ألقاها من يده، وكان قد سأله عنها استجماعا لقلبه، وتهدئة لروعه في هذا المقام الرهيب، وإعلاما بما سيكون لها بعد من عظيم الشأن وجليل المنافع والمزايا التي لم تكن تدور بخلده عليه السلام.
تفسير المفردات :
أتوكأ عليها : أعتمد عليها في المشي والوقوف على رأس القطيع ونحو ذلك. وأهش بها : أي أخبط بها ورق الشجر. مآرب : أي منافع واحدها مأربة، مثلثة الراء.
الإيضاح :
فأجابه موسى معددا ما لها من فوائد ومزايا بحسب ما وصلت إليه معرفة البشر.
﴿ قال هي عصاي ﴾وبهذا تم الجواب، ولكن موسى ذكر ما لها من فوائد، إذ أحب مكالمة ربه، فجعل ذلك كالوسيلة لهذا الغرض، فبين لها فائدتين على سبيل التفصيل وواحدة على سبيل الإجمال فقال :
( ١ )﴿ أتوكأ عليها ﴾أي أعتمد عليها إذا مشيت أو تعبت أو وقفت على رأس القطيع من الغنم.
( ٢ )﴿ وأهش بها على غنمي ﴾أي أخبط ورق الشجر بها، ليسقط على غنمي فتأكله.
( ٣ )﴿ ولي فيها مآرب أخرى ﴾أي ولي فيها مصالح ومنافع أخرى غير ذلك كحمل الزاد والسقي وطرد السباع عن الغنم، وإذا شئت ألقيتها على عاتقي، فعلقت بها قوسي وكنانتي ومخلاتي وثوبي، وإذا وردت ماء قصر عنه رشائي وصلته بها.
وقد أجمل عليه السلام في المآرب رجاء أن يسأله ربه عنها، فيسمع كلامه مرة أخرى ويطول الحديث بهذا.
﴿ وما تلك بيمينك يا موسى( ١٧ ) قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى( ١٨ ) قال ألقها يا موسى( ١٩ ) فألقاها فإذا هي حية تسعى( ٢٠ ) قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ﴾[ طه : ١٧- ٢١ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه مناجاته لموسى حين رأى النار التي في الشجرة واختياره نبيا وإيحاءه إليه أن لا إله إلا هو، أمره بإقامة الصلاة لما فيها من ذكره، وتخصيصه بالعبادة دون سواه، ثم إخباره بأن الساعة آتية لا محالة ليجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بما دسى به نفسه جزاء وفاقا.
قفى على ذلك بذكر البرهانات التي آتاها موسى، دلالة على نبوته، وتصديقا له على رسالته، فبدأ بذكر العصا التي انقلبت حية تسعى حين ألقاها من يده، وكان قد سأله عنها استجماعا لقلبه، وتهدئة لروعه في هذا المقام الرهيب، وإعلاما بما سيكون لها بعد من عظيم الشأن وجليل المنافع والمزايا التي لم تكن تدور بخلده عليه السلام.
الإيضاح :
وبعد أن ذكر هذه الجوابات أمره بإلقائها، لتتبين لها فوائد لم يعرفها من قبل.
﴿ قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى ﴾أي قال له ربه : ألقها يا موسى لترى من شأنها ما ترى، فألقاها فإذا هي ثعبان عظيم ينتقل من مكان إلى آخر مسرعا، وجاء تشبيهها بالجان وهو الصغير من الحيات في قوله :﴿ فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ﴾[ النمل : ١٠ ] لما ظهر لها من سرعة الحركة والقوة، لا لصغرها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ وما تلك بيمينك يا موسى( ١٧ ) قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى( ١٨ ) قال ألقها يا موسى( ١٩ ) فألقاها فإذا هي حية تسعى( ٢٠ ) قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ﴾[ طه : ١٧- ٢١ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه مناجاته لموسى حين رأى النار التي في الشجرة واختياره نبيا وإيحاءه إليه أن لا إله إلا هو، أمره بإقامة الصلاة لما فيها من ذكره، وتخصيصه بالعبادة دون سواه، ثم إخباره بأن الساعة آتية لا محالة ليجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بما دسى به نفسه جزاء وفاقا.
قفى على ذلك بذكر البرهانات التي آتاها موسى، دلالة على نبوته، وتصديقا له على رسالته، فبدأ بذكر العصا التي انقلبت حية تسعى حين ألقاها من يده، وكان قد سأله عنها استجماعا لقلبه، وتهدئة لروعه في هذا المقام الرهيب، وإعلاما بما سيكون لها بعد من عظيم الشأن وجليل المنافع والمزايا التي لم تكن تدور بخلده عليه السلام.

الإيضاح :

وبعد أن ذكر هذه الجوابات أمره بإلقائها، لتتبين لها فوائد لم يعرفها من قبل.
﴿ قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى ﴾أي قال له ربه : ألقها يا موسى لترى من شأنها ما ترى، فألقاها فإذا هي ثعبان عظيم ينتقل من مكان إلى آخر مسرعا، وجاء تشبيهها بالجان وهو الصغير من الحيات في قوله :﴿ فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ﴾[ النمل : ١٠ ] لما ظهر لها من سرعة الحركة والقوة، لا لصغرها.


تفسير المفردات :
والحية : تطلق على الصغير والكبير والذكر والأنثى من هذا النوع. والثعبان : العظيم من الحيات. والجان : الصغير منها.
﴿ وما تلك بيمينك يا موسى( ١٧ ) قال هي عصاي أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى( ١٨ ) قال ألقها يا موسى( ١٩ ) فألقاها فإذا هي حية تسعى( ٢٠ ) قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ﴾[ طه : ١٧- ٢١ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه مناجاته لموسى حين رأى النار التي في الشجرة واختياره نبيا وإيحاءه إليه أن لا إله إلا هو، أمره بإقامة الصلاة لما فيها من ذكره، وتخصيصه بالعبادة دون سواه، ثم إخباره بأن الساعة آتية لا محالة ليجزي المحسن بإحسانه، والمسيء بما دسى به نفسه جزاء وفاقا.
قفى على ذلك بذكر البرهانات التي آتاها موسى، دلالة على نبوته، وتصديقا له على رسالته، فبدأ بذكر العصا التي انقلبت حية تسعى حين ألقاها من يده، وكان قد سأله عنها استجماعا لقلبه، وتهدئة لروعه في هذا المقام الرهيب، وإعلاما بما سيكون لها بعد من عظيم الشأن وجليل المنافع والمزايا التي لم تكن تدور بخلده عليه السلام.
تفسير المفردات :
سيرتها الأولى : أي حالها الأولى وهي كونها عصا، يقال لكل من كان على أمر فتركه وتحول عنه ثم راجعه، عاد فلان سيرته الأولى.
الإيضاح :
ثم أمره بأخذها وهي على تلك الحال دون خوف ولا ذعر.
﴿ قال خذها ولا تخف ﴾أي قال له ربه : خذها بيمينك ولا تخف منها.
وهذا الخوف مما تقتضيه الطبيعة البشرية حين مشاهدة الأمر الجلل الذي لا يعرف له نظير، ولا يدرك له سبب، ولا ينقص ذلك من جلالة قدره عليه السلام.
ثم علل النهي عن الخوف بقوله :
﴿ سنعيدها سيرتها الأولى ﴾أي سنرجعها إلى الحال التي كانت عليها من قبل وهي العصوية فأقدم على ذلك برباطة جأش دون تردد ولا ذعر.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
الضم : الجمع، وأصل الجناح للطائر ثم أطلق على اليد والعضد والجنب وهو المراد هنا. والسوء : القبح في كل شيء، ويراد به هنا البرص والطباع تنفر منه. وآية أخرى : أي معجزة ثانية غير العصا.
الإيضاح :
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ﴾أي أدخل يدك اليمنى من طوق مدرعتك – قميصك – واجعلها تحت الإبط اليسرى تخرج بيضاء لامعة من غير برص ولا عيب.
روي أن موسى كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها تتلألأ كأنها فلقة قمر، قال الحسن البصري : أخرجها والله كأنها مصباح فعلم أنه قد لقي ربه.
﴿ آية أخرى ﴾أي وهذه علامة أخرى غير الآية التي أريناكها من قبل من تحويل العصا حية تسعى تدل على صدقك فيما بعثناك به من الرسالة لمن بعثناك إليهم.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
الإيضاح :
﴿ لنريك من آياتنا الكبرى ﴾أي افعل ذلك، كي نريك بعض أدلتنا، على عظيم سلطاننا، وكامل قدرتنا، وبديع تصرفنا، في ملكوت السماوات والأرض.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
طغى : أي تجاوز الحد في عتوه وتجبره.
الإيضاح :
وبعد أن أظهر له هذه الآيات أمره بالذهاب إلى فرعون المتكبر الجبار فقال :
﴿ اذهب إلى فرعون إنه طغى ﴾أي اذهب إليه بما رأيته من آياتنا الكبرى، وادعه إلى عبادتي، وحذره نقمتي، فإنه قد تجاوز قدره، وتمرد على ربه، حتى تجاسر على دعوى الربوبية، وقال : أنا ربكم الأعلى.
قال وهب بن منبه : قال الله لموسى : اسمع كلامي، واحفظ وصيتي، وانطق برسالتي، فإنك بعيني وسمعي، وإن معك يدي ونصري، وإني ألبسك جبة من سلطاني تستكمل بها القوة في أمرك، أبعثك إلى خلق ضعيف من خلقي، بطر نعمتي، وأمن مكري، وغرته الدنيا حتى جحد حقي، وأنكر ربوبيتي ؛ أقسم بعزتي، لولا الحجة التي وضعت بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار، ولكن هان علي، وسقط من عيني، فبلغه رسالتي، وادعه إلى عبادتي، وحذره نقمتي، وقل له قولا لينا، لا يغتر بلباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي لا يطرف ولا يتنفس إلا بعلمي، قال : فسكت موسى سبعة أيام لا يتكلم حتى جاءه ملك فقال : أجب ربك فيما أمرك، فحينئذ. ﴿ قال رب اشرح لي صدري ﴾.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
اشرح لي صدري : أي وسعه لتحمل أعباء الرسالة.
الإيضاح :
﴿ قال رب اشرح لي صدري ﴾أي رب وسع لي صدري، لأعي عنك ما تودعه فيه من وحيك، وأجترئ به على خطاب فرعون، فإنك قد كلفتني أمرا عظيما لا يحتمله إلا ذو جأش رابط، وصدر فسيح، فقد بعثتني إلى أعظم ملك على وجه الأرض، وأجبرهم وأشدهم كفرا، وأكثرهم جندا، وأعمرهم ملكا، وأطغاهم وأبلغهم تمردا، وقد بلغ من تمرده أنه لا يعلم إلها غيره.
وخلاصة ذلك : اجعلني رابط الجأش حتى لا أخاف سواك، ولا أرهب غيرك، حين تبليغ رسالتك، وكن عوني ونصيري، وإلا فلا طاقة لي بذلك.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
ويسر لي أمري : أي سهل لي ما أمرتني به من تبليغ الرسالة.
الإيضاح :
﴿ ويسر لي أمري ﴾ أي سهل علي القيام بما تكلفني به من تبليغ الرسالة، وتحملني من الطاعة، وأفض علي من القوة ما يفي بالعمل على نشر الدين، وإصلاح حال الخلق.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
واحلل عقدة من لساني : أي أزل ذلك التعقد والحبسة التي في لساني، لئلا يستخف بي الناس وينفروا مني ولا يسمعوا لكلامي.
الإيضاح :
﴿ واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي ﴾ أي و أطلق لساني بالنطق ليفهموا قولي حين تبليغ الرسالة، و كان في لسانه حبسة تمنعه من كثير من الكلام.
وقد روي أن الحسين رضى الله عنه كان في لسانه رتة – حبسة – فقال النبي ( ص ) :" إن هذه ورثها من عمه موسى ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٧:﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.

تفسير المفردات :

واحلل عقدة من لساني : أي أزل ذلك التعقد والحبسة التي في لساني، لئلا يستخف بي الناس وينفروا مني ولا يسمعوا لكلامي.

الإيضاح :

﴿ واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي ﴾ أي و أطلق لساني بالنطق ليفهموا قولي حين تبليغ الرسالة، و كان في لسانه حبسة تمنعه من كثير من الكلام.
وقد روي أن الحسين رضى الله عنه كان في لسانه رتة – حبسة – فقال النبي ( ص ) :" إن هذه ورثها من عمه موسى ".


تفسير المفردات :
يفقهوا قولي : أي يفهموه.
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
وزيرا : أي معينا.
الإيضاح :
ولما كان التعاون على نشر الدين مع خلوص الود قربة عظيمة لله طلب موسى المعاونة على ذلك فقال :
﴿ واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي ﴾ أي واجعل لي عونا من أهل بيتي هارون أخي، ليحمل معي أعباء الرسالة، ويكون ظهيرا لي عند الشدائد، وحلول المكاره، ولمثل هذا قال عيسى عليه السلام :﴿ من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ﴾[ الصف : ١٤ ] وقال النبي ( ص ) :" إن لي في السماء وزيرين وفي الأرض وزيرين، فاللذان في السماء جبريل وميكائيل، واللذين في الأرض أبو بكر وعمر " وروي أن النبي ( ص ) قال :" إذا أراد الله بملك خيرا قيض له وزيرا صالحا إن نسي ذكره، وإن نوى خير أعانه، وإن أراد شرا كفه ". وقال أنوشروان : لا يستثنى أجود السيوف عن الصقل، ولا أكرم الدواب عن السوط، ولا أعلم الملوك عن الوزير.
وقد اختص هارون بأمور منها :
( ١ ) الفصاحة ؛ لقول موسى : هو أفصح مني لسانا.
( ٢ ) الرفق، لقول هارون : يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي.
( ٣ ) الوسامة والجمال وبياض اللون، وكان موسى آدم اللون أقنى جعدا.
روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها خرجت تعتمر فنزلت ببعض الأعراب فسمعت رجلا يقول : أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ قالوا لا ندري. قال : أنا والله أدري، قالت فقلت في نفسي، في حلفه لا يستثنى، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ قال : موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت صدق والله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.

تفسير المفردات :

وزيرا : أي معينا.

الإيضاح :

ولما كان التعاون على نشر الدين مع خلوص الود قربة عظيمة لله طلب موسى المعاونة على ذلك فقال :
﴿ واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي ﴾ أي واجعل لي عونا من أهل بيتي هارون أخي، ليحمل معي أعباء الرسالة، ويكون ظهيرا لي عند الشدائد، وحلول المكاره، ولمثل هذا قال عيسى عليه السلام :﴿ من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ﴾[ الصف : ١٤ ] وقال النبي ( ص ) :" إن لي في السماء وزيرين وفي الأرض وزيرين، فاللذان في السماء جبريل وميكائيل، واللذين في الأرض أبو بكر وعمر " وروي أن النبي ( ص ) قال :" إذا أراد الله بملك خيرا قيض له وزيرا صالحا إن نسي ذكره، وإن نوى خير أعانه، وإن أراد شرا كفه ". وقال أنوشروان : لا يستثنى أجود السيوف عن الصقل، ولا أكرم الدواب عن السوط، ولا أعلم الملوك عن الوزير.

وقد اختص هارون بأمور منها :

( ١ ) الفصاحة ؛ لقول موسى : هو أفصح مني لسانا.
( ٢ ) الرفق، لقول هارون : يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي.
( ٣ ) الوسامة والجمال وبياض اللون، وكان موسى آدم اللون أقنى جعدا.
روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها خرجت تعتمر فنزلت ببعض الأعراب فسمعت رجلا يقول : أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ قالوا لا ندري. قال : أنا والله أدري، قالت فقلت في نفسي، في حلفه لا يستثنى، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه ؟ قال : موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت صدق والله.

﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
والأزر : القوة، يقال : آزره، أي قواه وأعانه.
الإيضاح :
ثم طلب موسى من ربه أن يشد به أزره فقال :
﴿ اشدد به أزري * وأشركه في أمري ﴾ أي أحكم به قوتي، وأجعله شريكي في أمر الرسالة حتى نتعاون على أدائها على الوجه الذي يؤدي إلى أحسن الغايات، ويوصل إلى الغرض على أجمل السبل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.

تفسير المفردات :

والأزر : القوة، يقال : آزره، أي قواه وأعانه.

الإيضاح :

ثم طلب موسى من ربه أن يشد به أزره فقال :
﴿ اشدد به أزري * وأشركه في أمري ﴾ أي أحكم به قوتي، وأجعله شريكي في أمر الرسالة حتى نتعاون على أدائها على الوجه الذي يؤدي إلى أحسن الغايات، ويوصل إلى الغرض على أجمل السبل.


تفسير المفردات :
وأشركه في أمري : أي اجعله شريكا لي في النبوة والرسالة
﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
الإيضاح :
ثم حكى عنه سبحانه ما لأجله دعا بهذا الدعاء فقال :
﴿ كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا ﴾ أي لكي ننزهك عما لا يليق بك من الصفات والأفعال التي من بينها ما يدعيه فرعون الطاغية، وفئته الباغية من الألوهية له، ونذكرك وحدك ابتغاء مرضاتك، دون أن نشرك معك غيرك أثناء أداء الرسالة، ودعوة المردة الطغاة إلى الحق.
ولا شك أن التعاون في الدعوة أنجع في الوصول إلى المقصد من الانفراد، فكل من النبيين يصدر عنه بتأييد الآخر من إظهار الحق ما لا يصدر عنه مثله في حال الانفراد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٣:﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.

الإيضاح :

ثم حكى عنه سبحانه ما لأجله دعا بهذا الدعاء فقال :
﴿ كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا ﴾ أي لكي ننزهك عما لا يليق بك من الصفات والأفعال التي من بينها ما يدعيه فرعون الطاغية، وفئته الباغية من الألوهية له، ونذكرك وحدك ابتغاء مرضاتك، دون أن نشرك معك غيرك أثناء أداء الرسالة، ودعوة المردة الطغاة إلى الحق.
ولا شك أن التعاون في الدعوة أنجع في الوصول إلى المقصد من الانفراد، فكل من النبيين يصدر عنه بتأييد الآخر من إظهار الحق ما لا يصدر عنه مثله في حال الانفراد.

﴿ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى( ٢٢ ) لنريك من آياتنا الكبرى( ٢٣ )اذهب إلى فرعون إنه طغى( ٢٤ )قال رب اشرح لي صدري( ٢٥ )ويسر لي أمري( ٢٦ )واحلل عقدة من لساني( ٢٧ ) يفقهوا قولي( ٢٨ )واجعل لي وزيرا من أهلي( ٢٩ )هارون أخي( ٣٠ )اشدد به أزري( ٣١ )وأشركه في أمري( ٣٢ )كي نسبحك كثيرا( ٣٣ )ونذكرك كثيرا( ٣٤ ) إنك كنت بنا بصيرا ﴾[ طه : ٢٢- ٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر المعجزة الأولى الدالة على نبوة موسى عليه السلام، وعلى صدق رسالته وهي العصا وما صدر منها من الأفاعيل حين ألقاها من يده، ثم عودتها سيرتها الأولى حين أخدها من الأرض، قفى على ذلك بذكر المعجزة الثانية التي آتاها إياه وهي معجزة اليد، فإنه كان إذا وضع يده اليمنى إلى جنبه الأيسر تحت العضد ثم أخرجها أضاءت كشعاع الشمس تغشي البصر، ثم بذكر أمره له بالذهاب إلى فرعون لتبليغ رسالة ربه، ثم دعائه ربه أن يشرح له صدره ويسهل له أمره، وأن يجعل له أخاه هارون نبيا كي يشد أزره ويقوى على تبليغ الرسالة، ويتعاونا على ذكر الله وعبادته.
تفسير المفردات :
إنك كنت بنا بصيرا : أي عالما بأحوالنا، لا نريد بالطاعة إلا رضاك.
الإيضاح :
﴿ إنك كنت بنا بصيرا ﴾ أي عليما بأحوالنا، وأن ما طلبناه ما يفيدنا في تحقيق ما كلفتنا به من إقامة مراسم الرسالة على أتم الوجوه وأكملها، فإن هارون نعم العون على أداء ما أمرت به من نشر معالم الدين، وكبح جماح المضلين، وإرشادهم إلى الحق اليقين.
﴿ قال قد أتيت سؤلك يا موسى ( ٣٦ ) ولقد مننا عليك مرة أخرى( ٣٧ ) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( ٣٨ ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( ٣٩ ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكلفه فرجعناك إلى أمك كي تقر عبنها ولا تحزن وفتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى( ٤٠ ) واصطنعتك لنفسي ﴾[ طه : ٣٦- ٤١ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى عليه السلام لما سأل ربه أمورا ثمانية وكان قيامه بما كلف به لا يتم على طريق المرضي إلا إذا أجابه إليها لا جرم أجابه الله تعالى إلى ما طلب، ليكون أقدر على الإبلاغ على الوجه الذي كلف به، ثم ذكره بنعمه السالفة حين كانت أمه ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه، فألهمها أن تصنع تابوتا وتضعه فيه وتلقيه في النيل ففعلت، فألقاه النيل في الساحل، فالتقطه آل فرعون وربوه في منزلهم، وألقى الله محبة في قلوبهم له وصار كأنه ابنهم، ثم ذكره بنجاته من القصاص حين قتل المصري وهرب إلى مدين.
تفسير المفردات :
السؤل : بمعنى المسؤول : أي المطلوب كالخبز بمعنى المخبوز.
الإيضاح :
﴿ قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ﴾أي قال تعالى لموسى : قد أعطيتك جميع ما سألتني عنه من شرح صدرك، وتيسير أمرك، وحل عقدة لسانك، وجعل أخيك هارون وزيرا لك، وشد أزرك به، وإشراكه في الرسالة معك.
﴿ قال قد أتيت سؤلك يا موسى ( ٣٦ ) ولقد مننا عليك مرة أخرى( ٣٧ ) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( ٣٨ ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( ٣٩ ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكلفه فرجعناك إلى أمك كي تقر عبنها ولا تحزن وفتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى( ٤٠ ) واصطنعتك لنفسي ﴾[ طه : ٣٦- ٤١ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى عليه السلام لما سأل ربه أمورا ثمانية وكان قيامه بما كلف به لا يتم على طريق المرضي إلا إذا أجابه إليها لا جرم أجابه الله تعالى إلى ما طلب، ليكون أقدر على الإبلاغ على الوجه الذي كلف به، ثم ذكره بنعمه السالفة حين كانت أمه ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه، فألهمها أن تصنع تابوتا وتضعه فيه وتلقيه في النيل ففعلت، فألقاه النيل في الساحل، فالتقطه آل فرعون وربوه في منزلهم، وألقى الله محبة في قلوبهم له وصار كأنه ابنهم، ثم ذكره بنجاته من القصاص حين قتل المصري وهرب إلى مدين.
تفسير المفردات :
مننا : أي أنعمنا. مرة أخرى : أي في وقت آخر غير هذا الوقت.
الإيضاح :
﴿ ولقد مننا عليك مرة أخرى ﴾أي ولقد تفضلنا عليك من قبل بنعم كثيرة، ومن راعى مصلحتك قبل سؤلك، وأعطاك ما ترجو، أفيمنع عنك ما تريد بعد سؤالك ؟ ومن رقى بك إلى مراتب الكمال، وصعد بك في أوج المعالي، وسما بك إلى درجات الرفعة. ووكل إليك ذلك المنصب الخطير، أفيليق به هو الجواد الكريم أن يحجز عنك ما تؤمل مما أنت في شديد الحاجة إليه لتبليغ رسالته ؟
وفي التعبير عن تلك النعم بالمنن إيماء إلى أنها إنما وصلت إليه بمحض التفضل والإحسان.
﴿ قال قد أتيت سؤلك يا موسى ( ٣٦ ) ولقد مننا عليك مرة أخرى( ٣٧ ) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( ٣٨ ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( ٣٩ ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكلفه فرجعناك إلى أمك كي تقر عبنها ولا تحزن وفتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى( ٤٠ ) واصطنعتك لنفسي ﴾[ طه : ٣٦- ٤١ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى عليه السلام لما سأل ربه أمورا ثمانية وكان قيامه بما كلف به لا يتم على طريق المرضي إلا إذا أجابه إليها لا جرم أجابه الله تعالى إلى ما طلب، ليكون أقدر على الإبلاغ على الوجه الذي كلف به، ثم ذكره بنعمه السالفة حين كانت أمه ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه، فألهمها أن تصنع تابوتا وتضعه فيه وتلقيه في النيل ففعلت، فألقاه النيل في الساحل، فالتقطه آل فرعون وربوه في منزلهم، وألقى الله محبة في قلوبهم له وصار كأنه ابنهم، ثم ذكره بنجاته من القصاص حين قتل المصري وهرب إلى مدين.
تفسير المفردات :
أوحينا : أي ألهمنا كما جاء في قوله :﴿ وأوحى ربك إلى النحل ﴾[ النحل : ٦٨ ] وقوله :﴿ وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي ﴾[ المائدة : ١١١ ].
الإيضاح :
وقد عد سبحانه من تلك النعم ثمانيا فقال :
( ١ ) ﴿ إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له ﴾ أي واذكر حين ألهمنا أمك وأوقعنا في قلبها عزيمة صادقة، أن أمثل الطرق لخلاصك من فرعون وجبروته، أن تضعك في تابوت – صندوق ثم تطرح هذا التابوت في نهر النيل، ففعلت فألقاك النهر في الساحل، فأخذك فرعون عدو الله ورباك في بيته، وسيصير عدو لك بعد ذلك كما هو عدو لي.
روي أنها جعلت في التابوت قطنا محلوجا ووضعته فيه، وطلت ظاهرة بالجص والقار ثم ألقته في اليم، وكان يشرع منه - يتفرع – نهر كبير إلى بستان فرعون، فبينا هو جالس إلى رأس بركة مع زوجه إذا بتابوت يجري به الماء، فأمر فرعون غلمانه وجواريه بإخراجه ففعلوا، وفتحوا رأسه فإذا صبي من أصبح الناس وجها فأحبه فرعون حبا شديدا لم يتمالك أن يصبر عنه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٨:﴿ قال قد أتيت سؤلك يا موسى ( ٣٦ ) ولقد مننا عليك مرة أخرى( ٣٧ ) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( ٣٨ ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( ٣٩ ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكلفه فرجعناك إلى أمك كي تقر عبنها ولا تحزن وفتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى( ٤٠ ) واصطنعتك لنفسي ﴾[ طه : ٣٦- ٤١ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى عليه السلام لما سأل ربه أمورا ثمانية وكان قيامه بما كلف به لا يتم على طريق المرضي إلا إذا أجابه إليها لا جرم أجابه الله تعالى إلى ما طلب، ليكون أقدر على الإبلاغ على الوجه الذي كلف به، ثم ذكره بنعمه السالفة حين كانت أمه ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه، فألهمها أن تصنع تابوتا وتضعه فيه وتلقيه في النيل ففعلت، فألقاه النيل في الساحل، فالتقطه آل فرعون وربوه في منزلهم، وألقى الله محبة في قلوبهم له وصار كأنه ابنهم، ثم ذكره بنجاته من القصاص حين قتل المصري وهرب إلى مدين.

تفسير المفردات :

أوحينا : أي ألهمنا كما جاء في قوله :﴿ وأوحى ربك إلى النحل ﴾[ النحل : ٦٨ ] وقوله :﴿ وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي ﴾[ المائدة : ١١١ ].

الإيضاح :

وقد عد سبحانه من تلك النعم ثمانيا فقال :
( ١ ) ﴿ إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له ﴾ أي واذكر حين ألهمنا أمك وأوقعنا في قلبها عزيمة صادقة، أن أمثل الطرق لخلاصك من فرعون وجبروته، أن تضعك في تابوت – صندوق ثم تطرح هذا التابوت في نهر النيل، ففعلت فألقاك النهر في الساحل، فأخذك فرعون عدو الله ورباك في بيته، وسيصير عدو لك بعد ذلك كما هو عدو لي.
روي أنها جعلت في التابوت قطنا محلوجا ووضعته فيه، وطلت ظاهرة بالجص والقار ثم ألقته في اليم، وكان يشرع منه - يتفرع – نهر كبير إلى بستان فرعون، فبينا هو جالس إلى رأس بركة مع زوجه إذا بتابوت يجري به الماء، فأمر فرعون غلمانه وجواريه بإخراجه ففعلوا، وفتحوا رأسه فإذا صبي من أصبح الناس وجها فأحبه فرعون حبا شديدا لم يتمالك أن يصبر عنه.


تفسير المفردات :
اقذفيه : أي ألقيه واطرحيه. واليم : البحر، والمراد به هنا نهر النيل. والساحل : الشاطئ. ولتصنع على عيني : أي ولتربى وتغذى بمرأى مني وأنا مراعيك ومراقبك كما يرعى الرجل الشيء بعينيه دلالة على عنايته به.
الإيضاح :
( ٢ ) ﴿ وألقيت عليك محبة مني ﴾ أي وألقيت عليك محبة خالصة مني قد ركزتها في قلوب وزرعتها فيها، ومن ثم أحبك فرعون وزوجه حتى قال :﴿ قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ﴾[ القصص : ٩ ].
( ٣ ) ﴿ ولتصنع على عيني ﴾ أي ولتربى برعايتي، فأنا مراقبك وحافظك، كما يراعي الرجل الشيء بعينيه إذا أراد شدة العناية به، يقول الرجل للصانع : اصنع هذا على عيني، انظر إليه حتى يأتي وفق ما أحب وأبغى.
﴿ قال قد أتيت سؤلك يا موسى ( ٣٦ ) ولقد مننا عليك مرة أخرى( ٣٧ ) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( ٣٨ ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( ٣٩ ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكلفه فرجعناك إلى أمك كي تقر عبنها ولا تحزن وفتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى( ٤٠ ) واصطنعتك لنفسي ﴾[ طه : ٣٦- ٤١ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى عليه السلام لما سأل ربه أمورا ثمانية وكان قيامه بما كلف به لا يتم على طريق المرضي إلا إذا أجابه إليها لا جرم أجابه الله تعالى إلى ما طلب، ليكون أقدر على الإبلاغ على الوجه الذي كلف به، ثم ذكره بنعمه السالفة حين كانت أمه ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه، فألهمها أن تصنع تابوتا وتضعه فيه وتلقيه في النيل ففعلت، فألقاه النيل في الساحل، فالتقطه آل فرعون وربوه في منزلهم، وألقى الله محبة في قلوبهم له وصار كأنه ابنهم، ثم ذكره بنجاته من القصاص حين قتل المصري وهرب إلى مدين.
تفسير المفردات :
يكفله : أي يضمه إلى نفسه. تقر عينها : أي تسر. والغم : الكدر الناشىء من خوف شيء أو فوات مقصود. والفتون : الابتلاء والاختبار بالوقوع في المحن ثم تخليصه منها.
الإيضاح :
( ٤ ) ﴿ إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن ﴾ أي وألقت عليك محبة مني حين تمشي أختك تتبعك متعرفة حتى وجدتك وصادفتهم يطلبون لك مرضعا تقبل ثديها، حتى اضطروا إلى تتبع النساء، فلما رأت ذلك منهم جاءت إليهم متنكرة وقالت : هل أدلكم على من يضمه إليه ويحفظه ويربيه ؟ فجاءت بالأم فقبل ثديها ورجع إليها بما لطف الله له من التدبير، وقرت عينها بسلامته، وزال عنها الحزن والغم الذي كان قد ألم بها.
( ٥ ) ﴿ وقتلت نفسا فنجيناك من الغم ﴾ أي وقتلت بعد كبرك القبطي الذي وكزته حين استغاث بك الإسرائيلي فنجيناك من الغم الذي نزل بك من وجهين :
( أ ) عقاب الدنيا وهو اقتصاص فرعون كما جاء في الآية ﴿ فأصبح في المدينة خائفا يترقب ﴾[ القصص : ١٨ ]
( ب ) عقابنا إذ قتلته بغير أمر منا، فغفرنا لك ذنبك حين قلت :﴿ رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ﴾[ القصص : ١٦ ] ووفقناك للهجرة إلى مدين.
( ٦ ) ﴿ وفتناك فتونا ﴾ أي وأوقعناك في محنة بعد محنة وتفضلنا عليك بالخلاص منها، فمن ذلك :
( أ ) إن أمك حملت بك في السنة التي كان فرعون يذبح فيها الأبناء، فنجاك الله من الذبح.
( ب ) إن أمك ألقتك في البحر بعد وضعك في التابوت فالتقطك آل فرعون وعنوا بتربيتك ورعايتك.
( ج ) إنك امتنعت عن الرضاع إلا من ثدي أمك وكان ذلك وسيلة إلى إرجاعك إليها.
( د ) إنك أخذت بلحية فرعون فغضب من ذلك وأراد قتلك لولا أن قالت له زوجه : إنه صغير لا يفرق بين الجمرة والتمرة وأتي لك بهما فأخذت الجمرة.
( ه ) قتلك القبطي وخروجك إلى مدين هاربا.
﴿ قال قد أتيت سؤلك يا موسى ( ٣٦ ) ولقد مننا عليك مرة أخرى( ٣٧ ) إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ( ٣٨ ) أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ( ٣٩ ) إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكلفه فرجعناك إلى أمك كي تقر عبنها ولا تحزن وفتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى( ٤٠ ) واصطنعتك لنفسي ﴾[ طه : ٣٦- ٤١ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى عليه السلام لما سأل ربه أمورا ثمانية وكان قيامه بما كلف به لا يتم على طريق المرضي إلا إذا أجابه إليها لا جرم أجابه الله تعالى إلى ما طلب، ليكون أقدر على الإبلاغ على الوجه الذي كلف به، ثم ذكره بنعمه السالفة حين كانت أمه ترضعه وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه، فألهمها أن تصنع تابوتا وتضعه فيه وتلقيه في النيل ففعلت، فألقاه النيل في الساحل، فالتقطه آل فرعون وربوه في منزلهم، وألقى الله محبة في قلوبهم له وصار كأنه ابنهم، ثم ذكره بنجاته من القصاص حين قتل المصري وهرب إلى مدين.
تفسير المفردات :
لبثت : أي أقمت. مدين : بلد الشام.
الإيضاح :
( ٧ ) ﴿ فلبثت سنين في أهل مدين ﴾ قاسيت أثناءها من المحن ما قاسيت، وتحملت بسبب الفقر والغربة آلاما كثيرة حتى احتجت إلى أن تؤاجر نفسك لشعيب وترعى غنمه.
﴿ ثم جئت على قدر يا موسى ﴾ أي ثم جئت فوق الوقت الذي سبق في قضائي وقدري أن أكلمك فيه، وأن أجعلك رسولا دون تقدم ولا تأخر عنه، ولولا توفيق الله لما تهيأ لك شيء من ذلك.
( ٨ )﴿ واصطنعتك لنفسي ﴾ أي اخترتك لإقامة حجتي، وجعلتك واسطة بيني وبين خلقي في تبليغ الدين وهدايتهم إلى التوحيد والشرع القويم الذي به صلاح البشر في دينهم ودنياهم.
وخلاصة ذلك : إني جعلتك من خواصي، واصطفيتك برسالتي وبكلامي، فصرت بما آتيتك من كرامة النبوة وجليل النعمة بالمكالمة، أشبه بمن يراه الملك أهلا لكرامته، فيقربه إليه ويجعله من خواصه وندمائه، ويصطنعه بالإحسان إليه في الحين بعد الحين والفينة بعد الفينة.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
الآيات : هي المعجزات، والمراد بها العصا واليد البيضاء، فإن فرعون حين قال له : فأت بآية، ألقى العصا ونزع اليد وقال فذانك برهانان من ربك. ولا تنيا : أي لا تفترا ولا تقصرا. في ذكري : أي في تبليغ رسالتي، فالذكر يطلق على كل العبادات، وتبليغ الرسالة من أعظمها.
الإيضاح :
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري ﴾ أي اذهب أنت وأخوك إلى فرعون وقومه، وإني ممدكما بحججي، وبرهاناتي الدالة على صدق نبوتكما، ومظهر على أيديكما من الآيات ما تزاح به العلل والمعاذير، ولا تفترا في دعوتهم وتبليغ الرسالة إليهم، فبينا لهم أن الله أرسلكما إليهم مبشرين بثوابه ومنذرين بعقابه.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
طغى : أي تجاوز الحد.
الإيضاح :
﴿ اذهبا إلى فرعون إنه طغى ﴾ أي اذهبا معا إلى فرعون، وناضلاه الحجة بالحجة، وقارعاه البرهان بالبرهان، لأنه طغى وتجبر وتمرد حتى ادعى الربوبية فقال ﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾[ النازعات : ٢٤ ].
وتخصيص فرعون بالدعوة آخرا بعد أن كانت الدعوة عامة أولا، من قبل أنه إذا صادفت الدعوة من فرعون أذنا صاغية، واستجاب لدعوتهما وآمن بهما تبعه المصريون قاطبة كما قيل : الناس على دين ملوكهم.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
قولا لينا : أي لا عنف فيه ولا غلظة. يتذكر : أي يتأمل فيذعن للحق ويؤمن. يخشى : أي يخاف من بطش الله وعذابه.
الإيضاح :
ثم بين لهما سبيل الدعوة فقال :
﴿ فقولا له قولا لينا ﴾أي فكلماه بكلام رقيق لين، ليكون أوقع في نفسه، وأنجع في استجابته للدعوة، فبرقيق القول تلين قلوب العصاة، وتنكسر سورة الطغاة، ومن ثم جاء الأمر به لنبيه محمد ( ص ) قي قوله :﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾[ النحل : ١٢٥ ].
ومن هذا ما حكى الله بعضه عن موسى في قوله لفرعون :﴿ فقل هل لك إلى أن تزكى( ١٨ ) وأهديك إلى ربك فتخشى ﴾[ النازعات : ١٨- ١٩ ] وقوله تعالى له :﴿ والسلام على من اتبع الهدى ﴾.
ثم علل الأمر بإلانة القول بقوله :
﴿ لعله يتذكر أو يخشى ﴾ تقدم أن قلنا إن " لعل " في مثل هذا لتوقع حصول ما بعدها : أي أديا الرسالة، وقوما بتنفيذ ما دعوتكما إليه، واسعيا إلى إنجازه سعي من يرجو ويطمح أن يثمر عمله، ولا يخيب سعيه، فهو يجتهد قدر استطاعته، ويحتشد بأقصى وسعه آملا أن تكلل أعماله بالنجاح والفوز والفلاح.
وقصارى ذلك : اصدعا بالأمر وأنتما طامعان أن أعمالكما ستثمر، وأنكما ستهديانه إلى سواء السبيل ؛ وقد جرت العادة أن من رجا شيئا طلبه، ومن يئس انقطع عمله، والمقصد من ذلك إلزامه الحجة، وقطع المعذرة، وإن لم يفد هدايته.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
يفرط : أي يعجل بالعقوبة، من قولهم فرس فارط إذا كان سباقا للخيل. يطغى : أي يزداد طغيانا.
الإيضاح :
﴿ قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ﴾ أي قال موسى وهارون : ربنا إننا نخاف فرعون إن نحن دعوناه إلى ما أمرتنا أن ندعوه إليه، أن يعجل علينا بالعقوبة، ولا يصبر إلى إتمام الدعوة، وإظهار المعجزة، أو يزداد طغيانا فيقول في شأنك ما لا ينبغي، لعظيم جرأته، وقساوة قلبه، وفجوره وشديد عصيانه.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
أسمع وأرى : أسمع وأرى ما يجري بينكما من قول أو فعل.
الإيضاح :
﴿ قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ﴾ أي قال الله لهما : لا تخافا فرعون إنني معكما بالنصرة والتأييد، والحفظ من غوائله، وإنني أسمع وأرى ما يجري بينكما وبينه من قول وفعل، وأحدث في كل حال ما يصرف شره عنكما.
والخلاصة : لست بغافل عنكما، وإني سأفعل ما يؤدي إلى حفظكما ونصركما عليه، فلا تأبها به، ولا تهتما لأمره.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
فأتياه : أي فقابلاه وجها لوجه. فأرسل معنا بني إسرائيل : أي فأطلقهم من الأسر. ولا تعذبهم : أي ولا تبقهم على ما هم عليه من العذاب والتسخير في شاق الأعمال. والسلام على من اتبع الهدى : أي والسلامة من العذاب في الدارين لمن صدق بآيات الله الهادية إلى الحق.
الإيضاح :
﴿ فأتياه فقولا إنا رسولا ربك ﴾أي فقابلاه وقولا له : إن الله أرسلنا إليك، وقد أمرا بتبليغه ذلك من أول وهلة، ليعرف لهما حقهما، ويفكر فيما يقابلهما به من الرد على ما ادعيا.
وفي التعبير بقولهما " ربك " إيماء إلى أن ما ادعيته من الربوبية لنفسك، مما لا ينبغي أن يلتفت إليه، ولا أن ينظر إليه نظرة الاعتبار والصدق.
﴿ فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم ﴾ أي فأطلق بني إسرائيل من الأسر، ولا تعذبهم بتسخيرك إياهم في شاق الأعمال كالحفر والبناء ونقل الأحجار، وقد كان المصريون يستخدمونهم هم ونساءهم في تلك الأعمال.
وإنما بدأ بهذا الطلب دون دعوة هذا الطاغية وقومه إلى الإيمان، لأنه أخف وأسهل من ذلك، لما فيه من تبديل الاعتقاد وهو عسر شاق على النفس.
ثم ذكرا ما يوجب امتثال أمرهما، ويؤكد دعوى رسالتهما بقولهما :
﴿ قد جئناك بآية من ربك ﴾ أي قد جئناك بالحجة البالغة، والبرهان الساطع، على أنه أرسلنا إليك، وإن لم تصدقنا فيما نقول أريناكها.
﴿ والسلام على من اتبع الهدى ﴾ أي والسلامة والأمن من العذاب في الدنيا والآخرة على من اتبع رسل ربه، واهتدى بآياته التي ترشد إلى الحق، وتنيل البغية، وتبعد عن الغي والضلال.
قال الزجاج : أي من اتبع الهدى سلم من سخط الله عذابه، وليس بتحية، والدليل على ذلك أنه ليس بابتداء لقاء ولا خطاب اه.
ويمثل هذا كتب رسول الله ( ص ) إلى هرقل ملك الروم قال :" بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام، فاسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ".
وفي هذا ترغيب في التصديق على أتم وجوهه، وتنفير من مخالفته، وصد عنها على أقصى غاية كما لا يخفى.
﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري( ٤٢ ) اذهبا إلى فرعون إنه طغى( ٤٣ ) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى( ٤٤ ) قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى( ٤٥ ) قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى( ٤٦ ) فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى( ٤٧ ) إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾[ طه : ٤٢- ٤٨ ]
المعنى الجملي : بعد أن عدد سبحانه المنن الثمانية بإزاء ما طلبه موسى من المطالب الثمان شرع يذكر الأوامر والنواهي التي طلب إليه أن يقوم بتنفيذها ويؤدي الرسالة على النهج الذي أمره به.
تفسير المفردات :
تولى : أي أعرض.
الإيضاح :
ثم ذكرا علة لما سبق لهما من النصح والإرشاد بقولهما :
﴿ إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾ أي إنا قد أخبرنا الله فيما أوحاه إلينا أن عذابه الذي لا نفاد له ولا انقطاع في الدنيا والآخرة، على من كذب بما ندعو إليه من توحيده، وطاعته وإجابة رسله، وأدبر معرضا عما جئناه به من الحق.
وجاء بمعنى الآية قوله تعالى :﴿ فأما من طغى ( ٣٧ ) وآثر الحياة الدنيا ( ٣٨ ) فإن الجحيم هي المأوى ﴾[ النازعات : ٣٧- ٣٩ ]. وقوله :﴿ فأنذرتكم نارا تلظى ( ١٤ ) لا يصلها إلا الأشقى ( ١٥ ) الذي كذب وتولى ﴾[ الليل : ١٤- ١٦ ] وقوله :﴿ فلا صدق ولا صلى ( ٣١ ) ولكن كذب وتولى ﴾[ القيامة : ٣١- ٣٢ ].
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
الإيضاح :
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ﴾ أي إذا كنتما رسولي ربكما الذي أرسلكما فأخبراني، من ربكما الذي أرسلكما ؟
وإنما خص موسى بالنداء مع توجيه الخطاب إليهما، لما ظهر له أنه هو الأصل وهارون وزيره.
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
تفسير المفردات :
أعطى كل شيء خلقه : أي أعطى كل نوع صورته وشكله الذي يشاكل ما نيط به من الخواص والمنافع. ثم هدى : أي ثم عرفه كيف يرتفق بما أعطى له.
الإيضاح :
فأجاب موسى عن سؤاله :
﴿ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ﴾ أي ربنا الذي أعطى كل شيء ما يليق به مما قدر له من الخواص والمزايا، فأعطى العين الوضع الذي يطابق ما يراد بها من الإبصار، والأذن الشكل الذي يوافق الاستماع، وهكذا الأنف واليد والرجل وجميع أعضاء الجسم.
﴿ ثم هدى ﴾ أي ثم أرشده كيف ينتفع بما أعطاه ويرتفق به، وكيف يصل بذلك إلى بقائه وكماله إما اختيارا كما في الحيوان وإما طبعا كما في النبات والجماد.
وخلاصة هذا : ربنا الذي خلق كل شيء على الوجه الذي يليق بما قدر له من المنافع والخواص، وأرشده كيف ينتفع بما خلق له، وجعل ذلك دليلا على وجوده، وعظيم جوده، وكأنه يقول له : إن ذلك الخالق والهادي هو الله.
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
تفسير المفردات :
البال : الفكر ؛يقال خطر ببالي كذا، ثم أطلق على الحال التي يعتني بها وهو المراد هنا.
الإيضاح :
وبعد أن أخبر موسى فرعون بأن ربه الذي أرسله هو الذي خلق ورزق وقدر : شرع فرعون يحتج بالقرون الأولى الذين لو يعبدوا هذا الإله، وهذا ما أشار إليه بقوله :
﴿ قال فما بال القرون الأولى ﴾ أي فما حال القرون الماضية كعاد وثمود الذين لم يعبدوا الله بل عبدوا غيره ؟
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
تفسير المفردات :
في كتاب : أي دفتر مقيد فيه ؛ والمراد بذلك كمال علمه الذي لا يضيع منه شيء. ضل الشيء : أخطاه ولم يهتد إليه. ونسيه : ذهب عنه ولم يخطر بباله.
الإيضاح :
فأجاب موسى :
﴿ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴾ أي إن ذلك من علوم الغيب التي لا يعلمها إلا الله، فهو الذي ضبط أعمالهم وأحصاها في كتاب لا يشذ عنه شيء، ولا يفوته شيء، لا كبير ولا صغير، ولا ينسى شيئا، وسيجزيهم بما عملوا جزاء وفاقا.
وقصارى ذلك : إن علمه تعالى محيط بكل شيء، وأنه ينسى شيئا، تبارك وتعالى، فعلمه ليس كعلم المخلوقين الذي يعتريه النقص من وجهين : عدم الإحاطة بالأشياء، ونسيانها بعد علمها.
وإنما سأل فرعون هذا السؤال لخوفه أن يزيد موسى في إظهار تلك الحجة فيستبين للناس صدقه، فأراد صرفه عن ذلك، وشغله بالقصص والحكايات التي لا تعلق لها بشؤون رسالته، لكن موسى كان أحرص من أن يهتم بمثل هذا، ومن ثم أوجز في رده. ووكل أمر ذلك إلى ربه.
وإجمال سؤاله : إنه إذا كان الأمر كما ذكرت ففضل لنا حال الماضين من سعادة وشقاء، فرد عليه السلام بأن علم ذلك إلى الله.
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
تفسير المفردات :
والمهد : ما يمهد للصبي ويفرش له : أي جعل الأرض كالمهد. وسلك : أي سهل. والسبل : واحدها سبيل : أي طريق. أزواجا : أي أصنافا. شتى : واحدها شتيت كمريض ومرضى : أي مختلفة النفع والطعم واللون والشكل.
الإيضاح :
ثم عاد إلى تتميم كلامه الأول بإبراز الدلائل على الوحدانية فقال :
﴿ الذي جعل لكم الأرض مهدا ﴾أي ربي الذي لا يضل ولا ينسى هو الذي جعل لكم الأرض كالمهاد، تتمهدونها وتستقرون عليها، فتقومون وتنامون وتسافرون على ظهرها.
﴿ وسلك لكم فيها سبلا ﴾ أي وجعل لكم فيها طرقا بين الجبال والأودية تمشون في مناكبها وتسلكونها من قطر إلى قطر، لتقضوا مآربكم، وتنتفعوا بمرافقها.
ونحو الآية قوله :﴿ وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ﴾[ الأنبياء : ٣١ ].
﴿ وأنزل من السماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ﴾ أي وأنزل من السماء مطرا فأخرج به مختلف أنواع النبات من زروع وثمار حامضة وحلوة ؛ وهي أيضا مختلفة النفع واللون والرائحة والشكل، بعضها يصلح للإنسان، وبعضها يصلح للحيوان ؛ وفي هذا بيان لنعمه على خلقه بما يحدث لهم من الغيث الذي يولد تلك المنافع.
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
تفسير المفردات :
لآيات : أي لدلالات. والنهي : واحدها نهية بالضم، وهي العقل سمي بها لأنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح.
الإيضاح :
﴿ كلوا وارعوا أنعامكم ﴾ أي فأخرجنا أصناف النبات قائلين لكم كلوا وارعوا أنعامكم إلخ.
فشيء منها أعد لطعامكم وفاكهتكم، وشيء أعد لأنعامكم قوتا لها أخضر ويابسا.
﴿ إن في ذلك لآيات لأولي النهى ﴾ أي إن فيما وصفت لكم من قدرة ربكم وعظيم سلطانه لأدلة على وحدانيته وأنه لا إله إلا غيره إذا كنتم من ذوي العقول الراجحة، والأفكار الثاقبة.
﴿ قال فمن ربكما يا موسى ( ٤٩ ) قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ( ٥٠ ) قال فما بال القرون الأولى ( ٥١ ) قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ( ٥٢ ) الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ( ٥٣ ) كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ( ٥٤ ) * منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾[ طه : ٤٩- ٥٥ ].
المعنى الجملي : اعلم أن موسى وهارون عليهما السلام سارعا إلى الامتثال وجاءا فرعون وأبلغاه ما أمرا به، فسألهما سؤال الإنكار والجحد للصانع الخالق لكل شيء وربه ومليكه، ودار بينهما من الحوار ما قصه الله علينا.
روي عن ابن عباس أنهما لما جاء إلى بابه أقاما حينا لا يؤذن لهما، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد، فدخلا وكان من الحوار ما أخبرنا الله به.
الإيضاح :
ولما ذكر سبحانه منافع الأرض والسماء بين أنها غير مقصودة لذاتها، بل هي وسائل إلى منافع الآخرة فقال :
﴿ منها خلقناكم ﴾ أي من الأرض خلقنا النطفة المتولدة من الأغذية التي تكونت منها بوسائط، إذ الغذاء إما حيواني وإما نباتي، والحيواني ينتهي إلى نباتي، والنبات إنما يحدث من امتزاج الماء بالتراب.
﴿ وفيها نعيدكم ﴾ أي وفي الأرض نعيدكم بعد مماتكم فتصيرون ترابا كما كنتم قبل نشأتكم.
﴿ ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾ أي وسنخرجكم منها بعد مماتكم مرة أخرى بتأليف أجزائكم المتفتتة المختلطة بالتراب على الهيئة السابقة، ثم نرد الأرواح من مقرها إليها.
وجاء بمعنى الآية قوله :﴿ فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ﴾[ الأعراف : ٢٥ ]. وقوله :﴿ يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ﴾[ الإسراء : ٥٢ ].
وفي الحديث : إن رسول الله ( ص ) حضر جنازة، فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر وقال :﴿ منها خلقناكم ﴾ ثم أخذ أخرى وقال ﴿ وفيها نعيدكم ﴾ ثم أخذ أخرى قال :﴿ ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾.
وأخرج أحمد والحاكم عن أبي أمامة قال : لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله ( ص ) في القبر قال رسول الله ( ص ) " منها خلقناكم، وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى، بسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله ".
﴿ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ( ٥٦ ) قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ( ٥٧ ) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه ولا أنت مكانا سوى ( ٥٨ ) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ﴾ [ طه : ٥٦- ٥٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه سؤال فرعون عن رب موسى، قفى على ذلك ببيان أنه بصره بالآيات الدالة على توحيد الله كقوله :﴿ ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾، وقوله : الذي جعل لكم الأرض مهدا، والدالة على نبوته كإلقاء العصا وصيرورتها ثعبانا ونزع يده من تحت جناحه فتخرج بيضاء من غير سوء، فعلم كل هذا وكذب به وكفرا وعنادا كما قال :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها ظلما وعلوا ﴾[ النمل : ١٤ ] الآية.
تفسير المفردات :
أبى : امتنع.
الإيضاح :
﴿ ولقد آريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ﴾ أي ولقد بصرنا فرعون وعرفناه آياتنا الدالة على قدرتنا وعلى نبوة موسى فكذب وأبى أن يذعن للحق.
وقد يكون المراد بها الآيات التسع المذكورة قي قوله :﴿ ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ﴾[ الإسراء : ١٠١ ]
﴿ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ( ٥٦ ) قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ( ٥٧ ) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه ولا أنت مكانا سوى ( ٥٨ ) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ﴾ [ طه : ٥٦- ٥٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه سؤال فرعون عن رب موسى، قفى على ذلك ببيان أنه بصره بالآيات الدالة على توحيد الله كقوله :﴿ ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾، وقوله : الذي جعل لكم الأرض مهدا، والدالة على نبوته كإلقاء العصا وصيرورتها ثعبانا ونزع يده من تحت جناحه فتخرج بيضاء من غير سوء، فعلم كل هذا وكذب به وكفرا وعنادا كما قال :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها ظلما وعلوا ﴾[ النمل : ١٤ ] الآية.
الإيضاح :
ثم فصل سبحانه صفة تكذيبه وإبائه فقال :
﴿ قل أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ﴾ أي قال منكرا مستقبحا لما فعل موسى : أجئتنا من مكانك الذي كنت فيه بعد ما غبت عنا، لتخرجنا من مصر بما أظهرته من السحر ؟ إذ تستولي على عقول الناس فيتبعونك وتكاثرنا بهم.
وخلاصة ما قال : أجئت يا موسى لتوهم الناس بأنك نبي يجب عليهم اتباعك والإيمان بما جئت به إلى أن تغلب على أرضنا وتخرجنا منها، ويكون لك الملك فيها، وإنما قال تلك المقالة، ليحمل قومه على السخط على موسى والغضب منه، بإظهار أن مراده ليس مجرد إنجاء بني إسرائيل من أيديهم، بل مقصوده إخراج القبط من أوطانهم، وحيازة أموالهم وأملاكهم جملة، وبذا يسد عليه الباب فلا يتوجه أحد إلى اتباع دعوته، مبالغة في المدافعة عن بلادهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولا ينظرون إلى معجزاته، ولا يلتفتون إلى ما يدعو إليه من الخير، ثم ادعى أنه سيعارضه بمثل عمله فقال :﴿ فلنأتيك بسحر مثله ﴾.
﴿ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ( ٥٦ ) قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ( ٥٧ ) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه ولا أنت مكانا سوى ( ٥٨ ) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ﴾ [ طه : ٥٦- ٥٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه سؤال فرعون عن رب موسى، قفى على ذلك ببيان أنه بصره بالآيات الدالة على توحيد الله كقوله :﴿ ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾، وقوله : الذي جعل لكم الأرض مهدا، والدالة على نبوته كإلقاء العصا وصيرورتها ثعبانا ونزع يده من تحت جناحه فتخرج بيضاء من غير سوء، فعلم كل هذا وكذب به وكفرا وعنادا كما قال :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها ظلما وعلوا ﴾[ النمل : ١٤ ] الآية.
تفسير المفردات :
موعد : أي ميعاد معينا. سوى : مستويا لا جبال فيه ولا وهاد بحيث يستر النظارة.
الإيضاح :
﴿ فلنأتيك بسحر مثله ﴾ أي فوالله لنأتيك بسحر مثل سحرك، فإن عندنا مثل ما عندك، فلا يغرنك ما أنت فاعل.
﴿ فاجعل بيننا و بينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت ﴾ أي فاجعل بيننا وبينك ميقاتا وموعدا نجتمع فيه نحن وأنتم فيه، فنعارض ما جئت به بما عندنا من السحر.
وإنما قال تلك المقالة، ليبين أنه قوي القلب، جلد متمكن من تهيئة وسائل المعارضة، وترتيب أسباب المغالبة، طال الأمد أو قصر.
﴿ مكانا سوى ﴾ أي ويكون الاجتماع في مكان مستو من الأرض لا انخفاض فيه ولا ارتفاع، فلا جبال ولا وهاد تستر بعض الحاضرين عن البعض.
وقصارى ذلك : عين لنا زمان المقابلة ومكانها على ألا يكون فيه ما يستر أحدا من الناس عن أحد ليروا ما يصدر منك ومن السحرة.
وغير خاف ما في ذلك من إظهار الجلد، وقوة الوثوق بالغلبة.
﴿ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ( ٥٦ ) قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ( ٥٧ ) فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه ولا أنت مكانا سوى ( ٥٨ ) قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ﴾ [ طه : ٥٦- ٥٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه سؤال فرعون عن رب موسى، قفى على ذلك ببيان أنه بصره بالآيات الدالة على توحيد الله كقوله :﴿ ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾، وقوله : الذي جعل لكم الأرض مهدا، والدالة على نبوته كإلقاء العصا وصيرورتها ثعبانا ونزع يده من تحت جناحه فتخرج بيضاء من غير سوء، فعلم كل هذا وكذب به وكفرا وعنادا كما قال :﴿ وجحدوا بها واستيقنتها ظلما وعلوا ﴾[ النمل : ١٤ ] الآية.
تفسير المفردات :
موعد : أي ميعاد معينا. سوى : مستويا لا جبال فيه ولا وهاد بحيث يستر النظارة. يوم الزينة : يوم عيد كان لهم. يحشر الناس : أي يجمعون. والضحى : وقت ارتفاع النهار.
الإيضاح :
ثم ذكر رد موسى على ما طلب فقال :
﴿ قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى ﴾ أي قال موسى : ميعادكم للاجتماع يوم عيد النيروز وكان على رأس سنتهم حين يفرغ الناس من أعمالهم ويجتمعون، ليكون الحفل عاما، ويتحدث الناس بذلك الأمر العجيب في القرى والأمصار، فتعلو كلمة الله ويظهر دينه، ويزهق الباطل وينتصر الحق على رؤوس الأشهاد.
وفي ذلك من وضوح الحجة ما لا خفاء فيه، ومن وثوقه بفلجه عن خصمه، وعدم مبالاته به.
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ( ٦٠ ) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ( ٦١ ) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ( ٦٢ ) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٦٣ ) فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾[ طه : ٦٠- ٦٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم، أردف ذلك ذكر ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر، أتى بجميع ذلك، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدموا على ما هم عازمون عليه، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون، وبالغوا في إخفاء ما يريدون، وقالوا : ما موسى وهارون إلا ساحران يريدان أن يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها، لتعتنقوا دينهما، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفن منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد فاز بالمطلوب من غلب.
تفسير المفردات :
فتولى فرعون : أي انصرف عن المجلس. كيده : أي ما يكيد به من السحرة وأدواتهم. أتى : أي أتى الموعد ومعه ما جمعه من الأعوان والسحرة.
الإيضاح :
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ﴾ أي فانصرف عن مجلس الحجاج والمناظرة، وشرع يعد ما يكيد به من السحرة و آلاتهم وأنصاره وأعوانه، وكثير ما هم، ثم أقبل في الموعد الذي عين ومعه جمعه، وجلس على سرير ملكه وحوله أكابر دولته، واصطفت الرعية يمنة ويسرة، وأقبل موسى يتوكأ على عصاه ومعه أخوه هارون، ووقف السحرة صفوفا بين يدي فرعون يحرضهم يستحثهم ويرغبهم في جودة العمل، ويتمنون عليه وهو يعدهم ويمنيهم، وقد جاء في سورة الشعراء :﴿ قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين( ٤١ ) قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ﴾[ الشعراء : ٤١- ٤٢ ].
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ( ٦٠ ) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ( ٦١ ) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ( ٦٢ ) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٦٣ ) فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾[ طه : ٦٠- ٦٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم، أردف ذلك ذكر ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر، أتى بجميع ذلك، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدموا على ما هم عازمون عليه، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون، وبالغوا في إخفاء ما يريدون، وقالوا : ما موسى وهارون إلا ساحران يريدان أن يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها، لتعتنقوا دينهما، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفن منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد فاز بالمطلوب من غلب.
تفسير المفردات :
ويلكم : أي هلاك لكم. والافتراء : الاختلاق والكذب. فيسحتكم بعذاب : أي يستأصلكم ويهلككم بعذاب شديد.
الإيضاح :
ثم ذكر سبحانه ما كان من موسى حينئذ فقال :
﴿ قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ﴾ أي قال موسى للسحرة : لا تختلقوا الكذب على الله ولا تتقولوه عليه، بأن تدعوا أن الآيات التي ستظهر على يدي سحر كما فعل فرعون، فيستأصلكم بعذاب من عنده، ولا يبقي منكم ولا يذر.
﴿ وقد خاب من افترى ﴾ على الله الكذب، ولم يفلح في سعيه، ولم يصل إلى غرضه، فابتعدوا عن اختلاق الأكاذيب، ولا تضلوا سواء السبيل، حتى لا يصيبكم ما أصاب المفترين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ( ٦٠ ) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ( ٦١ ) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ( ٦٢ ) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٦٣ ) فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾[ طه : ٦٠- ٦٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم، أردف ذلك ذكر ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر، أتى بجميع ذلك، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدموا على ما هم عازمون عليه، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون، وبالغوا في إخفاء ما يريدون، وقالوا : ما موسى وهارون إلا ساحران يريدان أن يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها، لتعتنقوا دينهما، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفن منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد فاز بالمطلوب من غلب.
تفسير المفردات :
فتنازعوا : أي فتفاوضوا وتشاوروا. وأسروا النجوى : أي بالغوا في إخفاء كلامهم.
الإيضاح :
ولما سمع السحرة كلام موسى وهارون هاجهم ذلك.
﴿ فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ﴾ أي فتشاوروا وتفاوضوا ماذا يفعلون و بالغوا في كتمان ما يقولون عن موسى وأخيه حتى لا يسمعا ما يدور من القول، فيعدا للأمر عدته ويهيئا وسائل الدفاع، ومن الطبعي في مثل هذه الأحوال أن يخفي أحد المتخاصمين كل ما يدبره من وسائل الفوز والفلج عن خصمه الآخر.
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ( ٦٠ ) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ( ٦١ ) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ( ٦٢ ) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٦٣ ) فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾[ طه : ٦٠- ٦٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم، أردف ذلك ذكر ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر، أتى بجميع ذلك، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدموا على ما هم عازمون عليه، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون، وبالغوا في إخفاء ما يريدون، وقالوا : ما موسى وهارون إلا ساحران يريدان أن يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها، لتعتنقوا دينهما، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفن منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد فاز بالمطلوب من غلب.
تفسير المفردات :
بطريقتكم المثلى : أي بمذهبكم الذي أنتم عليه وهو أفضل المذاهب وأمثلها.
الإيضاح :
ثم بين سبحانه خلاصة ما استقرت عليه آراؤهم بعد التناظر والتشاور بقوله :
﴿ قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أراضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾ أي إن السحرة قالوا فيما بينهم : إن هذا الرجل وأخاه ساحران خبيران بصناعة السحر، وهما يريدان أن يغلباكم وقومكم ويخرجاكم من دياركم وتخلص لهم الرياسة دونكم.
وخلاصة ما قالوه التنفير منهما لوجوه ثلاثة :
( ١ ) الطعن في نبوتهما ونسبتهما إلى السحر، وكل ذي طبع سليم ينفر من السحر، ويبغض السحرة، ويعلم أن السحر لا بقاء له، ولا ينبغي اتباع من جاء به، ولا اعتناق مذهبه وطريقته.
( ٢ ) إن بغيتهما إخراجكم من أرضكم، ومفارقة الوطن شديدة الوطأة على النفوس ومن ثم قال فرعون :﴿ أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ﴾ [ طه : ٥٧ ]
( ٣ ) إنهما يريدان أن يستوليا على جميع المناصب والرياسات، ولا يبقيا شيئا من شؤون الدولة والتصرف في أمورها العامة.
وإجمال هذا : إنهما إذا تم لهما الأمر أخرجاكم من دياركم، وتمحضت لهما الرياسة دونكم.
﴿ فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ( ٦٠ ) قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ( ٦١ ) فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ( ٦٢ ) قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ( ٦٣ ) فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾[ طه : ٦٠- ٦٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم، أردف ذلك ذكر ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر، أتى بجميع ذلك، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدموا على ما هم عازمون عليه، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون، وبالغوا في إخفاء ما يريدون، وقالوا : ما موسى وهارون إلا ساحران يريدان أن يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها، لتعتنقوا دينهما، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفن منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد فاز بالمطلوب من غلب.
تفسير المفردات :
فأجمعوا كيدكم : أي اجعلوا كيدكم مجمعا عليه. صفا : أي مصطفين، لأنه أهيب للصدور. أفلح : أي فاز بالمطلوب. استعلى : أي غلب.
الإيضاح :
ثم بين السحرة ما يجب لمقابلة هذا الخطر الداهم، والبلاء المقبل فقالوا :
﴿ فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا ﴾ أي لا تدعوا شيئا من كيدكم إلى جئتم به، كما جاء في آية أخرى ﴿ فجمع كيده ﴾[ طه : ٦٠ ] ثم ائتوا مصطفين مجتمعين، وألقوا ما في أيديكم دفعة واحدة لتبهروا الأبصار، وتعظم هيبتكم لدى النظارة في هذا المشهد الحافل.
﴿ وقد أفلح اليوم من استعلى ﴾ أي وقد فاز بالمطلوب من غلب منا، أما نحن فقد وعدنا بالعطاء الجزيل والقرب من الملك :﴿ قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ﴾[ الشعراء : ٤٢ ] وأما هو فسينال الرياسة، وما مقصدهم من ذلك إلا تشديد العزائم، وحفز الهمم، ليبذلوا أقصى الجهد للفوز والفلج بالمطلوب.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ﴾ أي فأجمع السحرة كيدهم ثم أتوا صفا فقالوا : اختر لك أحد الأمرين، إما أن تلقي ما معك، وإما أن نلقي ما معنا.
وهذا التخيير منهم حسن أدب معه وتواضع منهم، وتنبيه إلى إعطائه النصفة من أنفسهم، وكأن الله ألهمهم ذلك، وعلم موسى أن من الخير له اختيار إلقائهم أولا، لأنهم إذا أبرزوا ما معهم من مكايد السحر واستنفدوا أقصى مجهودهم، أظهر الله سلطانه، وقذف بالحق على الباطل فدمغه، وسلط المعجزة على السحر فمحقته، وكانت آية نيرة للناظرين وعبرة للمعتبرين، ومن ثم حكى عنه.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
﴿ قال بل ألقوا ﴾ أي بل ألقوا أنتم أولا لنرى ما تصنعون من السحر، ويظهر للناس حقيقة أمركم، وحين ألقوا :﴿ وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ﴾[ الشعراء : ٤٤ ].
﴿ فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ﴾ أي فألقوا ما معهم من الحبال والعصي فخيل إلى موسى أنها تمشي، وجاء في آية أخرى ﴿ سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءو بسحر عظيم ﴾ [ الأعراف : ١١٦ ].
قيل إنهم حشوها بالزئبق الذي من طبعه أن يتأثر سريعا بحرارة الشمس، فما أسرع ما تحركت تلك الحبال والعصي حين سقطت عليها أشعة الشمس، فامتلأ الوادي بحيات يركب بعضها بعضا.
وخلاصة ذلك : إنهم حشوها بزئبق او بمادة أخرى إذا وقعت عليها الشمس اضطربت وتحركت واتصل بعضها ببعض، فمن رآها ظن أنها تمشي وتسعى.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
إيجاس الخوف : الإحساس بشيء منه.
الإيضاح :
﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴾ أي فأوجس موسى بشيء من الخوف حين فوجئ بذلك على مقتضى الطبيعة البشرية حين ترى الأمر المهول المخيف.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
ثم أبان سبحانه أنه ربط على قلبه فقال :
﴿ قلنا لا تخف ﴾أي قلنا له : هدئ روعك، واطمئن بالا.
ثم علل ذلك بقوله :
﴿ إنك أنت الأعلى ﴾ أي إنك ستنتصر عليهم وستكون لك الغلبة، فالعاقبة للمتقين.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
ما في يمينك : هي العصا ؛ وأبهمها تفخيما لشأنها. وتلقف : تبتلع بقوة وسرعة. صنعوا : أي زوروا وافتعلوا. كيد ساحر : أي كيد سحري لا حقيقة له ولا ثبات. حيث أتى : أي أينما كان.
الإيضاح :
﴿ وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا ﴾ أي وألق عصاك تبتلع حبالهم وعصيهم التي سحروا بها أعين الناس حتى خيل إليك أنها تسعى وإنما أوثر إبهام العصا تهويلا لأمرها، وتفخيما لشأنها، وإيذانا بأنها ليست من جنس العصي المعهودة، لما سينشأ عنها من عجيب الأثر وغريب الصنع.
﴿ إنما صنعوا كيد ساحر ﴾أي إن الذي فعلوه بعد تدرب كثير وممارسة طويلة، كيد سحري لا حقيقة له ولا بقاء.
وخلاصة ذلك : إن الذي معك يا موسى معجزة إلهية، والذي معهم تمويه وتلفيق ظاهر عليه الزور والبهتان، فكيف يتعارضان ؟
﴿ ولا يفلح الساحر حيث أتى ﴾أي ولا ينال الساحر مقصوده بالسحر، خيرا كان أو شرا حيثما كان.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
ثم ذكر سبحانه ما يدل أنه امتثل أمر ربه وألقى العصا وكان ما وعد به من تلقفها لما صنعوا فقال :
﴿ فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ﴾أي فألقى ما في يمينه وصار حية تلقف ما صنعوا وظهر للسحرة جلية الأمر وأن ما عمله ليس بالسحر، فهو ليس من فنون السحر التي حذقوها، ولا من أنواع الحيل التي عرفوها، وإنه الحق الذي لا مرية فيه، ولا يقدر على مثله إلا من يقول للشيء كن فيكون، حينئذ وقعوا سجدا لله وقالوا آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون.
روي أن رئيسهم قال : كنا نغلب الناس بالسحر وكانت الآلات تبقى علينا، فلو كان هذا سحرا فأين الذي ألقيناه، فاستدلوا بتغيير أحوال الأجسام على وجود الصانع القادر، وبظهورها على يد موسى على كونه رسولا صادقا من عند الله، لا جرم تابوا وآمنوا وأتوا وهم خاضعون ساجدون.
قال صاحب الكشاف : سبحان الله، ما أعجب أمرهم، قد ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم ألقوا رؤوسهم بعد ساعة للشكر والسجود اه.
روي عن ابن عباس أنه قال : كانوا أول النهار سحرة، وفي آخره شهداء بررة ؛ وروى عنه عكرمة أنه قال : كان السحرة سبعين رجلا، أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء.
وإنما قالوا﴿ برب هارون وموسى ﴾ولم يقصروا على قولهم " رب العالمين " لأن فرعون كان قد ادعى الربوبية فقال :﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾[ النازعات : ٢٤ ] والألوهية إذ قال :﴿ ما علمت لكم من إله غيري ﴾[ القصص : ٣٨ ] فلو قالوا ذلك فحسب لقال فرعون : آمنوا بي، وإنما لم يقتصروا على ذكر موسى بل ذكروا هارون وقدموه عليه خوفا من هذه الشبهة أيضا، إذ أن فرعون كان يدعي ربوبيته لموسى، لأنه رباه في صغره كما قال :﴿ ألم نربك فينا وليدا ﴾[ الشعراء : ١٨ ].
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
كبيركم : أي زعيمكم ومعلمكم. قال الكسائي : الصبي بالحجاز إذا جاء من عند معلمه قال جئت من عند كبيري. من خلاف : أي من حال مختلفة. فتقطع الأيدي اليمنى والأرجل اليسرى. أشد عذابا : أي أدوم.
الإيضاح :
ولما خاف فرعون أن يصير ذلك سببا لاقتداء الناس بهما في الإيمان بالله ورسوله ألقى شبهة في النبي ونبوته :
﴿ قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾أي إنكم قد فعلتم جريرتين وارتكبتم جرمين :
( ١ ) إنكم آمنتم له قبل البحث والتفكير، فإيمانكم لم يكن عن بصيرة وأناة فلا يعتد به.
( ٢ ) إنكم تلاميذه في السحر، فتواطأتم على أن تظهروا العجز من أنفسكم ترويجا لدعوته وتفخيما لأمره.
وبعد أن أورد هذه الشبهة اشتغل بالتهديد تنفيرا لهم من الإيمان، وتحذيرا لغيرهم عن الاقتداء بهما قال :
﴿ فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ﴾ أي أقسم بالله لأقطعنها مختلفات، بأن تقطع الأيدي اليمنى و الأرجل اليسرى، وإنما اختار ذلك دون القطع من وفاق، لأن فيه إهلاكا وتفويتا للمنفعة.
﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ زيادة في إيلامكم وتشهيرا بكم.
وخلاصة ذلك : لأجعلنكم مثلة، ولأزيلن ما لكم من منافع، ولأشهرن بكم، قال ابن عباس : فكان أول من عذب بهذا العذاب.
﴿ ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ﴾ أي ولتعلمن أنا أو موسى أشد عذابا وأبقى.
وفي ذلك إيماء إلى اقتداره وقهره وبيان ما ألفه وضري به من تعذيب الناس بأنواع العذاب، كما فيه تحقير لشأن موسى، واستضعاف له مع السخرية منه.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
نؤثرك : أي نفضلك ونختارك. فطرنا : أي ابتدعنا وأوجدنا من العدم. فاقض : أي فاحكم.
الإيضاح :
ثم لما صال عليهم بذلك وتوعدهم هانت عليهم أنفسهم في الله.
﴿ قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ﴾أي لن نختارك بالإيمان والانقياد على ما جاءنا من الله على يد موسى من المعجزات التي اشتملت عليها العصا.
وفي هذا إشارة إلى أن فرعون طلب منهم الرجوع عن الإيمان بموسى، وإلا فعل بهم ما أوعدهم به.
﴿ والذي فطرنا ﴾أي لن نختارك على ما جاءنا من الهدى، وعلى فاطرنا وخالقنا الذي أنشأنا من العدم، إذ هو المستحق للعبادة والخضوع، لا أنت.
ولما علموا أنهم متى أصروا على الإيمان، فعل فرعون ما أوعدهم به قالوا :
﴿ فاقض ما أنت قاض ﴾ أي فافعل ما شئت، وما وصلت إليه يدك فوعيدك لا يزحزحنا عن إيماننا واطمئناننا بما صرنا إليه.
ثم بينوا ما لأجله يسهل عليهم احتمال ذلك فقالوا :
﴿ إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ﴾أي إنما لك تسلط علينا في هذه الدار دار الزوال ونحن نرغب في دار البقاء.
وقصارى ردهم : إنك إنما تصنع ما تهوى في هذه الدنيا فحسب، وإنا لا نأبه بنعيمها، ولا نرهب عذابها.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
﴿ إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر ﴾ أي إنا آمنا بربنا المحسن إلينا طوال أعمارنا، ليستر ما اجترحنا من الذنوب والآثام، ولا سيما ما أكرهتنا عليه من السحر لنعارض به آيات الله ومعجزاته.
روى الحسن أن السحرة الذين حشدوا من المدائن ليعارضوا موسى، أحضروا مكرهين، وأكرهوا على إظهار السحر، وروي أن رؤساء السحرة كانوا اثنين وسبعين، اثنان منهم من القبط، والباقون من بني إسرائيل أكرههم فرعون على تعلم السحر.
﴿ والله خير وأبقى ﴾ أي والله خير منك جزاء وأدوم ثوابا مما كنت دعوتنا ومنيتنا به.
ولم يرد دليل على أنه نفذ ما صمم عليه في عقابهم، ولكن الراجح أنه نفذ ذلك كما يرشد إلى ذلك قول ابن عباس وغيره من السلف : أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء بررة.
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
ثم ختم السحرة كلامهم بشرح أحوال المجرمين وأحوال المؤمنين يوم العرض والحساب، عظة لفرعون وتحذيرا له من نقمة الله وعذابه السرمدي وترغيبا له في ثوابه الأبدي.
﴿ إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم ولا يموت فيها ولا يحيى ﴾ أي إن من يلق الله وهو مجرم بكفره ومعاصيه فإن له جهنم لا يموت فيها فينتهي عذابه، ولا يحيا حياة طيبة ينتفع فيها بالنعيم المقيم، قال المبرد : لا يموت ميتة مريحة، ولا يحيا حياة ممتعة، فهو يالم كما يألم الحي ويبلغ به حالة الموت في المكروه، إلا أنه لا يبطل فيها عن إحساس الألم ؛ والعرب تقول : فلان لا حي ولا ميت. إذا كان غير منتفع بحياته.
كما قالت زوج صخر حين سئلت عنه وهو مريض : لا هو حي فيرجى، ولا ميت فينعى.
ونحو الآية قوله :﴿ لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ﴾[ فاطر : ٣٦ ] وقوله :﴿ ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ﴾[ الأعلى : ١١- ١٣ ] وقوله :﴿ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ﴾[ الزخرف : ٧٧ ].
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
الإيضاح :
﴿ ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ﴾أي ومن لقي ربه مؤمنا به وبما جاء به رسوله من عنده من المعجزات التي من جملتها ما رأيناه وشاهدناه، ثم عمل صالح الأعمال، فهؤلاء لهم بسبب إيمانهم وجليل أعمالهم المنازل الرفيعة والدرجات العالية.
وفي الصحيحين :" إن أهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب العابر في أفق السماء لتفاضل ما بينهم " قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء، فقال :" بلى، والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ". وفي السنن :" إن أبا بكر وعمر لمنهم ونعما ".
﴿ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ( ٦٥ ) قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ( ٦٦ ) فأوجس في نفسه خيفة موسى ( ٦٧ ) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ( ٦٨ ) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر لا يفلح الساحر حيث أتى ( ٦٩ ) فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ( ٧٠ ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاب وأبقى ( ٧١ ) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما نقضي هذه الحياة الدنيا ( ٧٢ ) إنا آمنا بربنا ليغر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( ٧٣ ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي ( ٧٤ ) ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ( ٧٥ ) جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ﴾ [ طه : ٦٥- ٧٦ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه الموعد وهو يوم الزينة، وذكر أنهم قالوا ﴿ ائتوا صفا ﴾ ذكر هنا أنهم بعد أن أتوا خيروه بين أن يبدأ بإلقاء ما معه، وأن يبدؤوا هم، فاختار الثانية، وحين بدؤوا فألقوا حبالهم وعصيهم خاف موسى عاقبة أمره، فأوحى إليه ربه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك ﴾ فسيكون لك الفلج والظفر عليهم، وقد تحقق ما وعد الله به، وكتب له النصر وآمن به السحرة، فلجأ فرعون إلى العناد والاستكبار، وتوعد السحرة بأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وسيصلبهم في جذوع النخل، فقابلوا تهديده بالازدراء والسخرية، وقالوا : إنما أنت مسلط علينا في هذه الحياة الدنيا، وعذابك لا يعدوها، وما عند الله من العذاب لا يضارعه عذاب، وما عنده من الثواب لا يقدره قدره، ففي جناته التي تجري من تحتها الأنهار ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
تفسير المفردات :
جنات عدن : أي جنات أعدت للإقامة. من تحتها : أي من تحت غرفها. تزكى : أي تطهر من أدناس الكفر وأرجاس المعاصي.
الإيضاح :
ثم فسر تلك الدرجات العلى بقوله :
﴿ جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ﴾ أي تلك الدرجات العلى هي جنات إقامة تجري من تحت غرفها الأنهار ماكثين فيها أبدا.
ثم بين سبب فوزهم بهذا النعيم فقال :
﴿ وذلك جزاء من تزكى ﴾ أي وذلك الفوز الذي أوتوه جزاء لهم على طهارة أنفسهم من دنس الكفر ومن تدسية أنفسهم بأوضار الذنوب والآثام، على عبادتهم لله وحده لا شريك له واتباعهم للنبيين والمرسلين فيما جاؤوا به من عند ربهم.
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى ( ٧٧ ) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( ٧٨ ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( ٧٩ ) يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( ٨٠ ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( ٨١ ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٧٧- ٨٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون، وأنه تم له الغلب عليهم، وأن السحرة آمنوا به، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق، وتمادى هو وقومه في العناد والإعراض عن سبيل الرشاد، أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق في البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور، وطوى في البين ذكر ما جرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة من الآيات المفصلة التي حدثت على يد موسى في مدى عشرين سنة بحسب ما فصل في سورة الأعراف، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بني إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب، فإذا هم انكشف نكص على عقبيه ونكث في عهده، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بني إسرائيل، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم من قتل وإذلال وتعب في الأعمال، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم، وأنه أنزل لهم المن والسلوى، وأنه أمرهم بأكل الطيبات من الرزق وزجرهم عن العصيان، وأن من عصى ثم تاب كانت توبته مقبولة عند ربه.
تفسير المفردات :
السرى والإسراء : السير ليلا. اضرب لهم : أي جعل لهم. يبسا : أي طريقا يابسا لا ماء فيه. والدرك : بالفتح والسكون، الإدراك واللحوق. تخشى : أي تخاف غرقا.
الإيضاح :
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ﴾ أي ولقد أوحينا إلى نبينا موسى حين تابعنا له الحجج على فرعون فأبى أن يستجيب لأمر ربه وتمادى في طغيانه، أن أسر بعبادي الذين أرسلتك لإنقاذهم من هذا الطاغية، واخرج بهم من مصر، فاتخذ لهم طريقا يابسا في البحر، ولا تخف من فرعون وقومه أن يدركوك ولا تخش أن يغرقك البحر.
وفي التعبير عن بني إسرائيل " بعبادي " إظهار للعناية بأمرهم والرحمة لهم، وتنبيه إلى قبح صنيع فرعون بهم، إذ قد استبعدهم، وفعل بهم من ضروب الظلم ما فعل، ولم يراقب فيهم مولاهم الحق.
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى ( ٧٧ ) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( ٧٨ ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( ٧٩ ) يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( ٨٠ ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( ٨١ ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٧٧- ٨٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون، وأنه تم له الغلب عليهم، وأن السحرة آمنوا به، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق، وتمادى هو وقومه في العناد والإعراض عن سبيل الرشاد، أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق في البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور، وطوى في البين ذكر ما جرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة من الآيات المفصلة التي حدثت على يد موسى في مدى عشرين سنة بحسب ما فصل في سورة الأعراف، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بني إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب، فإذا هم انكشف نكص على عقبيه ونكث في عهده، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بني إسرائيل، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم من قتل وإذلال وتعب في الأعمال، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم، وأنه أنزل لهم المن والسلوى، وأنه أمرهم بأكل الطيبات من الرزق وزجرهم عن العصيان، وأن من عصى ثم تاب كانت توبته مقبولة عند ربه.
تفسير المفردات :
وأتبع وتبع : بمعنى. فغشيهم من اليم ما غشيهم : أي فغمرهم وعلاهم من البحر ما علاهم من الأمر الهائل الذي لا يعلم كنهه إلا الله.
الإيضاح :
﴿ فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ﴾ أي ولما سرى بهم موسى أتبعهم فرعون بجنوده حين قطعوا البحر، فغشيهم من اليم ما لا سبيل إلى إدراك كنهه، فغرقوا جميعا.
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى ( ٧٧ ) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( ٧٨ ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( ٧٩ ) يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( ٨٠ ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( ٨١ ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٧٧- ٨٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون، وأنه تم له الغلب عليهم، وأن السحرة آمنوا به، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق، وتمادى هو وقومه في العناد والإعراض عن سبيل الرشاد، أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق في البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور، وطوى في البين ذكر ما جرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة من الآيات المفصلة التي حدثت على يد موسى في مدى عشرين سنة بحسب ما فصل في سورة الأعراف، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بني إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب، فإذا هم انكشف نكص على عقبيه ونكث في عهده، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بني إسرائيل، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم من قتل وإذلال وتعب في الأعمال، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم، وأنه أنزل لهم المن والسلوى، وأنه أمرهم بأكل الطيبات من الرزق وزجرهم عن العصيان، وأن من عصى ثم تاب كانت توبته مقبولة عند ربه.
تفسير المفردات :
وأضل فرعون قومه : أي سلك بهم مسلكا أداهم إلى الخسران في دينهم ودنياهم، إذ أغرقوا فأدخلوا نارا. وما هدى : أي وما أرشدهم إلى طريق يصل بهم إلى طريق السعادة.
الإيضاح :
﴿ وأضل فرعون قومه وما هدى ﴾ أي وقد سلك بقومه سبيل الضلال في دينهم ودنياهم، وما هداهم إلى سبيل الرشاد، وفي هذا تهكم به إذ قال :﴿ وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ﴾[ غافر : ٢٩ ].
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى ( ٧٧ ) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( ٧٨ ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( ٧٩ ) يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( ٨٠ ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( ٨١ ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٧٧- ٨٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون، وأنه تم له الغلب عليهم، وأن السحرة آمنوا به، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق، وتمادى هو وقومه في العناد والإعراض عن سبيل الرشاد، أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق في البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور، وطوى في البين ذكر ما جرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة من الآيات المفصلة التي حدثت على يد موسى في مدى عشرين سنة بحسب ما فصل في سورة الأعراف، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بني إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب، فإذا هم انكشف نكص على عقبيه ونكث في عهده، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بني إسرائيل، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم من قتل وإذلال وتعب في الأعمال، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم، وأنه أنزل لهم المن والسلوى، وأنه أمرهم بأكل الطيبات من الرزق وزجرهم عن العصيان، وأن من عصى ثم تاب كانت توبته مقبولة عند ربه.
تفسير المفردات :
الأيمن : أي الذي عن يمين من ينطلق من مصر إلى الشام. المن : نوع من الحلوى يسمى الترنجبين. والسلوى : طائر شبيه بالسمانى.
الإيضاح :
ثم شرع سبحانه يعدد نعمه على بني إسرائيل فقال :
( ١ )﴿ يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ﴾ فرعون وقومه حين كانوا يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم، وأقر عينكم منهم، إذ أغرقهم وأنتم تنظرون كما قال :﴿ وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ﴾[ البقرة : ٥٠ ]
( ٢ )﴿ وواعدناكم جانب الطور الأيمن ﴾ فكلمناك تكليما وأعطيناك التوراة وفيها تفصيل شريعتك.
( ٣ )﴿ ونزلنا عليكم المن والسلوى ﴾فكان ينزل عليكم المن وأنتم في التيه مثل الثلج بياضا مع حلاوة شديدة من الفجر إلى طلوع الشمس، وتبعث إليكم ريح بطير السماني فيأخذ كل منكم ما يكفيه.
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى ( ٧٧ ) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( ٧٨ ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( ٧٩ ) يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( ٨٠ ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( ٨١ ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٧٧- ٨٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون، وأنه تم له الغلب عليهم، وأن السحرة آمنوا به، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق، وتمادى هو وقومه في العناد والإعراض عن سبيل الرشاد، أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق في البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور، وطوى في البين ذكر ما جرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة من الآيات المفصلة التي حدثت على يد موسى في مدى عشرين سنة بحسب ما فصل في سورة الأعراف، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بني إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب، فإذا هم انكشف نكص على عقبيه ونكث في عهده، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بني إسرائيل، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم من قتل وإذلال وتعب في الأعمال، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم، وأنه أنزل لهم المن والسلوى، وأنه أمرهم بأكل الطيبات من الرزق وزجرهم عن العصيان، وأن من عصى ثم تاب كانت توبته مقبولة عند ربه.
تفسير المفردات :
ولا تطغوا فيه : أي فلا تأخذوه من غير حاجة إليه. فيحل عليكم غضبي : أي ينزل بكم. هوى : سقط وهلك.
الإيضاح :
﴿ كلوا من طيبات ما رزقناكم ﴾أي وقلنا لكم، كلوا من تلك اللذائذ التي أنعمنا بها عليكم.
﴿ ولا تطغوا في فيحل عليكم غضبي ﴾أي ولا تطغوا في رزقي بالإخلال بشكره وتعدي حدودي فيه بالسرف والبطر والاستعانة به على المعاصي ومنع الحقوق الواجبة فيه فينزل عليكم غضبي، وتجب عليكم عقوبتي.
﴿ و من يحلل عليه غضبي فقد هوى ﴾ أي و من ينزل به غضبي فقد شقي وهلك.
﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخف دركا ولا تخشى ( ٧٧ ) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ( ٧٨ ) وأضل فرعون قومه وما هدى ( ٧٩ ) يا بني إسرائيل قد أنجينكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ( ٨٠ ) كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ( ٨١ ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٧٧- ٨٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه قصص موسى مع سحرة فرعون، وأنه تم له الغلب عليهم، وأن السحرة آمنوا به، وأن فرعون أبى أن يذعن للحق، وتمادى هو وقومه في العناد والإعراض عن سبيل الرشاد، أردف ذلك ذكر ما آل إليه أمر فرعون وقومه من الغرق في البحر حين تبعوا موسى للحاق به لما خرج من مصر ذاهبا إلى الطور، وطوى في البين ذكر ما جرى على فرعون وقومه بعد أن غلبت السحرة من الآيات المفصلة التي حدثت على يد موسى في مدى عشرين سنة بحسب ما فصل في سورة الأعراف، وكان فرعون كلما جاءته آية عذاب وعد أن يرسل بني إسرائيل حين ينكشف عنه العذاب، فإذا هم انكشف نكص على عقبيه ونكث في عهده، حتى أمر الله موسى بالهجرة والخروج ليلا من مصر، ثم عدد بعدئذ نعمه الدينية والدنيوية على بني إسرائيل، فذكر أنه أنجاهم من عدوهم وقد كان ينزل بهم ضروبا من الظلم من قتل وإذلال وتعب في الأعمال، وأنه ذكر أنه أنزل عليهم كتابا فيه بيان دينهم وتفصيل شريعتهم، وأنه أنزل لهم المن والسلوى، وأنه أمرهم بأكل الطيبات من الرزق وزجرهم عن العصيان، وأن من عصى ثم تاب كانت توبته مقبولة عند ربه.
تفسير المفردات :
غفار : كثير المغفرة والستر للذنوب. اهتدى : أي لزم الهداية واستقام.
الإيضاح :
﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾أي وإني لذو مغفرة عظيمة لمن يتوب من شركه، ويقلع عن ذنبه، ويخلص لي في العمل، ويؤدي فرائضي، ويجتنب المعاصي ويستقيم حتى الموت.
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
الإيضاح :
﴿ وما أعجلك من قومك يا موسى ﴾المراد بالقوم النقباء السبعون. وإعجاله عنهم تقدمه عليهم، أي أي شيء عجل بك عن قومك، وجعلك تتقدمهم ؟
والمراد الإنكار عليه في تقدمه عليهم، لأن ذلك يقتضي إغفال أمرهم وعدم العناية بهم، مع أنه مأمور باستصحابهم معه و إحضارهم معه، وإنكار للعجلة في ذاتها أيضا، ولا سيما من أولي العزم الذين يجدر بهم مزيد الحزم.
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
تفسير المفردات :
يقال : جاء على أثره : بفتحتين وبكسر فسكون : إذا جاء لاحقا به بلا تأخير.
الإيضاح :
﴿ قال هم أولاء على أثري ﴾أي قال موسى مجيبا ربه : هم أولاء بالقرب مني آتون على أثري، وما تقدمتهم إلا بخطا يسيرة لا يعتد بها، وليس بيني وبينهم إلا مسافة قريبة، يتقدم بها بعض الرفقة على بعض.
﴿ وعجلت إليك رب لترضى ﴾أي وعجلت إليك رب لتزداد عني رضا، بالمسارعة إلى امتثال أمرك، والوفاء بعهدك.
وخلاصة معذرته : إني اجتهدت أن أتقدم قومي بخطا يسيرة، ظنا مني أن مثل ذلك لا ينكر، فأخطأت في اجتهادي، وقد حملني على ذلك طلب الزيادة في مرضاتك، وكأنه عليه السلام يقول : إنما أغفلت هذا الأمر مبادرة إلى رضاك ومسارعة إلى الميعاد، والموعود بما يسر يود لو ركب أجنحة الطير ليحظى بما يبتغي ويريد.
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
تفسير المفردات :
فتنا قومك : أي اختبرناهم. وأضلهم : أي أوقعهم وفي الضلال والخسران. والسامري : من شعب إسرائيل من بطن يقال له السامرة واسمه موسى.
الإيضاح :
﴿ قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك ﴾ أي قال : إنا قد اختبرنا قومك الذين خلفتهم مع هارون من بعد فراقك. قال ابن الأنباري : صيرناهم مفتونين أشقياء بعبادة العجل من بعد انطلاقك من بينهم، وهم الذين خلفهم هارون اه. وهذه الفتنة وقعت لهم بعد خروج موسى بعشرين يوما.
﴿ وأضلهم السامري ﴾أي دعاهم إلى الضلال باتخاذ العجل والدعاء إلى عبادته، وكان من قوم يعبدون البقر، فدخل في دين بني إسرائيل في الظاهر وفي قلبه حنين لعبادة البقر، فأطاعه بعض وامتنع آخرون.
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
تفسير المفردات :
والأسف : الحزين. والوعد الحسن : إعطاء التوراة التي فيها هدى ونور. والعهد : زمان الإنجاز. موعدي : أي وعدكم إياي بالثبات على الإيمان. وقيامكم بأداء ما أمرتم به من التكاليف.
الإيضاح :
﴿ فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ﴾ أي فانصرف موسى إلى قومه بني إسرائيل – بعد انقضاء الليالي الأربعين مغتاظا من قومه، حزينا لما أحدثوا من بعده من الكفر بالله. روي أنه لما رجع موسى سمع الصياح والضجيج كانوا يرقصون حول العجل فقال للسبعين الذين كانوا معه هذا صوت الفتنة.
قال القرطبي : سئل الإمام أبو بكر الطرشوشي عن جماعة يجتمعون ويكثرون من ذكر الله وذكر رسوله ( ص )، ثم إنهم يضربون بالقضيب على شيء من الطبل ويقوم بعضهم برقص ويتواجد حتى يقع مغشيا عليه، ويحضرون شيئا يأكلونه، فهل الحضور معهم جائز أم لا ؟ فأجاب : يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله ( ص ) ؛ وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلا جسدا له خوار فقاموا يرقصون حوله ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل ؛ وأما الطبل فأول من اتخذه الزنادقة ليشغلوا به المسلمين عن كتاب الله، وإنما كان مجلس النبي مع أصحابه، كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم أو يعينهم على باطلهم، وهذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين اه.
﴿ قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا ﴾لا سبيل لكم إلى إنكاره، فقد وعدكم بإنزال الكتاب الهادي إلى الشرائع والأحكام، ووعدكم الثواب العظيم في الآخرة بقوله :﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾[ طه : ٨٢ ] ووعدكم أنكم ستملكون أرض الجبارين وديارهم.
﴿ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ﴾أي أفطال عليكم الزمان، فنسيتم وعدكم إياي بالثبات على ديني إلى أن أرجع من الميقات ؟ أم تعمدتم فعل ما يكون سببا لحلول غضب ربكم بعبادتكم للعجل وكفركم به ؟
وخلاصة ذلك : أفطال عليكم العهد فنسيتم أم تعمدتم المعصية فأخلفتم ؟
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
تفسير المفردات :
بملكنا : أي بقدرتنا واختيارنا. والأوزار : الأثقال و الأحمال ؛ والمراد بالقوم هنا القبط. فقذفناها : أي طرحناها في النار.
الإيضاح :
﴿ قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ أي قالوا ما أخلفنا عهدك بالثبات على دينك إلا لأنا لم نملك أمرنا، فلو خلينا وأنفسنا ولم يسول لنا السامري ما سوله، لما أخلفنا.
وفي هذا إيماء إلى أنهم أقروا على أنفسهم بالخطأ وأنهم لم يطيقوا حمل أنفسهم على الصواب، ومن ثم وقعوا فيما وقعوا فيه من الفتنة.
وقصارى كلامهم : إن السامري سول لنا ما سول، وغلب على عقولنا فخالفنا عهدك.
﴿ ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها ﴾أي ولكن غلبنا موسى السامري إذ حملنا أحمالا من حلي القبط التي استعرناها منهم حين هممنا بالخروج من مصر بعلة أن لنا عيدا غدا، وقال : إنما حبس موسى عنكم بشؤم حرمتها ثم أمرنا أن نحفر حفرة ونملأها نارا وأن نقذف الحلى فيها فقذفناه.
وسميت أوزارا : أي آثاما، لأنه لا يحل لهم أخذها، ولا تحل لهم الغنائم في شريعتهم.
﴿ فكذلك ألقى السامري ﴾ أي فكما قذفنا نحن تلك الأثقال، ألقى السامري ما كان معه منها.
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
تفسير المفردات :
جسدا : أي جثة لا روح فيها. والخوار : صوت العجل. فنسي : أي فغفل عنه موسى وذهب يطلبه في الطور.
الإيضاح :
﴿ فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار ﴾ أي فأخرج لهم من تلك الأثقال التي قذفوها جسد عجل من ذهب لا روح فيه، وله خوار كخواره، إذ هو قد صنعه بدقة وجعل فيه أنابيب يظهر فيها الصوت بمرور الريح بعد أن جعله في اتجاهه.
﴿ فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ﴾أي قال السامري ومن افتتن به أول ما رآه : هذا هو إلهكم وإله موسى فاعبدوه، و قد غفل عنه موسى و ذهب يطلبه في الطور.
﴿ * وما أعجلك عن قومك يا موسى ( ٨٣ ) قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى ( ٨٤ ) قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري ( ٨٥ ) فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ( ٨٦ ) قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذالك ألقى السامري ( ٨٧ ) فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ( ٨٨ ) أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾[ طه : ٨٣- ٨٩ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه أوحى إلى موسى أن يخرج هو و قومه من مصر ليلا ويخترق بهم البحر و لا يخشى غرقا ولا دركا من فرعون وجنده، وأن البحر أغرق فرعون وقومه جميعا حينما أرادوا اللحاق ببني إسرائيل، ثم عدد نعمه عليهم من إنجائهم من عدوهم وإنزال المن والسلوى عليهم، ثم أمرهم بأكل الطيبات من الرزق ونهاهم عن الطغيان، ثم ذكر أنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، وأعقب هذا بما جرى بينه سبحانه وبين موسى من الكلام حين موافاته الميقات بحسب المواعدة التي ذكرت آنفا، وبما حدث من فتنة السامري لبني إسرائيل ورجوع موسى إليهم غضبان أسفا، ثم معاقبته لهم على ما صنعوا، ثم ذكر الحيلة التي فعلها السامري حين أخرج لهم من حليهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى، فرد الله عليهم ووبخهم بأن هذا العجل لا يجيبهم إذا سألوه، ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا في دينهم ولا دنياهم.
تفسير المفردات :
أن لا يرجع إليهم قولا : أي لا يرد عليهم جوابا. ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا : أي لا يقدر أن يدفع عنهم ضرا أو يجلب لهم نفعا.
الإيضاح :
فرد عليهم سبحانه، مقبحا أفعالهم، مسفها أحلامهم فقال :
﴿ أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ﴾أي أفلا يعتبرون ويتفكرون في أن هذا العجل لا يرجع إليهم كلاما، ولا يرد عليهم جوابا، وأنه لا يقدر أن يدفع عنهم ضرا، ولا يجلب لهم نفعا ؟
وقصارى ما يقول : إنه عاجز عن الخطاب، وعن النفع والضر، فكيف يتخذونه إلها ؟
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
فتنتم به : أي وقعتم في الفتنة والضلال. فاتبعوني : أي في الثبات على الحق.
الإيضاح :
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به ﴾أي ولقد قال هارون لعبدة العجل من بني إسرائيل ناصحا لهم من قبل رجوع موسى إليهم : يا قوم إنما اختبر الله إيمانكم ومحافظتكم على دينكم بهذا العجل الذي أحدث فيه الخوار، ليعلم به الصحيح الإيمان منكم من المريض الشاك في دينه.
﴿ وإن ربكم الرحمن ﴾ أي وإن خالقكم وخالق كل شيء هو الذي عمت رحمته جميع مخلوقاته، فآتاهم ما فيه كمالهم الجسمي والروحي، وما به سعادتهم في معاشهم ومعادهم.
وفي ذكر الربوبية والرحمة استمالة لهم إلى الحق إثر زجرهم عن الباطل، وتذكير لهم بإنجائهم من فرعون وعذابه، وتنبيه لهم إلى أنهم متى تابوا قبلت توبتهم.
﴿ فاتبعوني وأطيعوا أمري ﴾ أي فاتبعوني فيما آمركم به من عبادتي وترك عبادة العجل وأطيعوني في اتباع ما يبلغكم رسولي.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
لن نبرح : أي لا نزال. عاكفين : أي مقيمين.
الإيضاح :
ثم بين أنهم لم يسمعوا نصحه، ولم يطيعوا أمره.
﴿ قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ﴾ أي قال عبدة العجل من قوم موسى : لن نزال مقيمين على عبادة العجل حتى يرجع موسى إلينا، لنرى ماذا يقول، وماذا يرى في ذلك ؟
وما مقصدهم من ذلك إلا التعلل والتسويف وعدم إجابة طلب هارون.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
الإيضاح :
ثم ذكر مقال موسى لهارون بعد أن فرغ من خطاب قومه وبيان خطأ فعلهم :
﴿ قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن ﴾أي قال موسى لهارون : أي شيء منعك حين رأيت ضلالهم أن تلحقني إلى جبل الطور بمن آمن معك من بني إسرائيل ؟
وقد كان موسى يرى أن مفارقة هارون لهم، وخروجه من بينهم بعد تلك النصائح القولية يكون أزجر لهم من الاقتصار على النصائح وحدها، لما في ذلك من الدلالة على شديد الغضب والإنكار عليهم، فإن مفارقة الرئيس المحبوب لديهم من أجل أمر مبغوض لديهم مما تشق على النفوس، وتقتضي ترك ذلك الأمر الذي يكرهه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٢:﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.

الإيضاح :

ثم ذكر مقال موسى لهارون بعد أن فرغ من خطاب قومه وبيان خطأ فعلهم :
﴿ قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن ﴾أي قال موسى لهارون : أي شيء منعك حين رأيت ضلالهم أن تلحقني إلى جبل الطور بمن آمن معك من بني إسرائيل ؟
وقد كان موسى يرى أن مفارقة هارون لهم، وخروجه من بينهم بعد تلك النصائح القولية يكون أزجر لهم من الاقتصار على النصائح وحدها، لما في ذلك من الدلالة على شديد الغضب والإنكار عليهم، فإن مفارقة الرئيس المحبوب لديهم من أجل أمر مبغوض لديهم مما تشق على النفوس، وتقتضي ترك ذلك الأمر الذي يكرهه.


الإيضاح :
﴿ فعصيت أمري ﴾ فيما قدمت إليك من قولي :﴿ اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ﴾ [ الأعراف : ١٤٢ ].
فلما أقام بينهم ولم يبالغ في الإنكار عليهم نسبه إلى عصيانه ومخالفة أمره.
فترفق هارون في خطاب موسى استعطافا له وترقيقا لقلبه إذ أضافه إلى الأم مع كونه أخاه لأبيه وأمه.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
بلحيتي ولا برأسي : أي بشعر لحيتي ولا بشعر رأسي. خشيت : أي خفت. ولم ترقب قولي : أي ولم تراع.
الإيضاح :
﴿ قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ﴾ أي فامتلأ موسى غضبا مما رأى، وألقى ما في يده من الألواح الإلهية، وأخذ برأس أخيه يجره إليه فقال : يا ابن أمي لا تأخذ بشعر لحيتي ولا بشعر رأسي. وقد روي أن موسى أخذ شعر رأسه بيمينه ولحيته بشماله، وكان عليه السلام حديدا غضوبا لله تعالى، وقد شاهد ما شاهد، وغلب على ظنه تقصير هارون عليه السلام ففعل ما فعل.
قال صاحب الكشاف : كان موسى عليه السلام رجلا حديدا مجبولا على الحدة والخشونة والتصلب في كل شيء، شديد الغضب لله ولدينه، فلم يتمالك حين رأى قومه يعبدون عجلا من دون الله بعد ما رأوا من الآيات العظام، أن ألقى ألواح التوراة، لما غلب ذهنه من الدهشة العظيمة، غضبا لله واستنكافا وحمية، وعنف بأخيه وخليفته على قومه، فأقبل عليه إقبال العدو المكاشف، قابضا على شعر رأسه – وكان أفرغ – وعلى شعر وجهه يجره إليه اه.
ثم بين علة هذا النهي بأني لست عاصيا أمرك ولا مقصرا في المصلحة، بل :
﴿ إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ﴾أي إني خشيت لو قاتلت بعضهم ببعض لتفرقوا، فتريثت حتى تكون أنت المتدارك ذلك بنفسك، المتلافيه برأيك، وخشيت عتابك على اطراح ما وصيتني به، ولم يكن بد من مراقبة ذلك والعمل على موجبه.
وخلاصة ذلك : إني رأيت من صواب الرأي أن أحفظ العامة وأداريهم على وجه لا يختل به نظامهم، ولا يكون سببا للومك حتى ترجع فتتدارك الأمر بحسب ما ترى ولا سيما أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
فما خطبك : أي ما شأنك، وما الأمر العظيم الذي صدر منك.
الإيضاح :
وبعد أن انتهى من سماع اعتذار قومه وإسنادهم الفساد إلى السامري ومن سماع اعتذار هارون وجه الكلام إلى السامري :
﴿ قال فما خطبك يا سامري ﴾أي قال موسى للسامري : ما شأنك وما الذي دهاك حتى فعلت ذلك الأمر الجلل ؟ وقد خاطبه بهذا ليظهر للناس بطلان كيده باعترافه، ويفعل به وبما أخرجه ما يكون نكالا للمفتونين به ولمن خلفهم من الأمم.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
بصرت بما لم يبصروا به، بضم الصاد فيهما : أي علمت ما لم يعلمه القوم، وفطنت لما لم يفطنوا له ؛ يقال بصر بالشيء إذا علمه، وأبصره إذا نظر إليه، والرسول : موسى عليه السلام. وأثره : سنته. فنبذتها : أي طرحتها. وسولت لي نفسي : أي زينت وحسنت.
الإيضاح :
﴿ قال بصرت بما لم يبصروا به ﴾أي قال السامري : إني عرفت ما لم يعرفه القوم ولم تعرفه أنت، وعرفت أن ما أنتم عليه ليس بالحق.
﴿ فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها ﴾ أي وقد كنت قبضت قبضة من أثرك أيها الرسول أي شيئا من سنتك ودينك فطرحته، كما يقال فلان يقفو أثر فلان ويقبض أثره إذا كان يمتثل رسمه، ويتبع طريقه، وأجرى الكلام على طريق الغيبة وهو يخاطبه على نهج قول الرجل لرئيسه وهو مواجه له : ما يقول الأمير في كذا وبماذا يأمر الأمير ؟ قاله أبو مسلم الأصفهاني، وأيده الرازي وقال إنه أقرب إلى التحقيق.
وخلاصة هذا : إن موسى عليه السلام لما أقبل على السامري باللوم والتعنيف والسؤال عن الأمر الذي دعاه إلى إضلال القوم رد عليه بأنه كان استن بسنته، واقتفى أثره وتبع دينه، ثم استبان له أن ذلك هو الضلال بعينه، وأنه ليس من الحق في شيء، فطرحه وراءه ظهريا وسار على النهج الذي رأى.
وفي التعبير بكلمة " الرسول " على هذا نوع من التهكم والسخرية، لأنه جاحد مكذب له، فهو على نحو ما حكى الله عن بعض الجاحدين بقوله :﴿ وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ﴾[ الحجر : ٦ ] وهم لا يؤمنون بالإنزال عليه.
﴿ وكذلك سولت لي نفسي ﴾ أي كما زينت لي نفسي أولا اتباع سنتك واقتفاء أثرك، زينت لي أيضا ترك ذلك بمحض الهوى لا لشيء آخر من برهان عقلي أو نقلي أو إلهام إلهي.
والخلاصة : لم يدعني إلى ما فعلت إلا هوى النفس فحسب.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
لا مساس : أي لا مخالطة فلا يخالطه أحد و لا يخالط أحدا، فعاش وحيدا طريدا. لن تخلفه : أي سيأتيك به الله حتما. ظلت، أصله ظللت دخله حذف : أي أقمت. لنحرقنه : أي لنبردنه بالمبرد. لننسفنه : أي لنذرينه. في اليم : أي في البحر.
الإيضاح :
ولما سمع موسى من السامري ما سمع بين له ما سينزل به من الجزاء في الدنيا والآخرة وذكر له حال إلهه، أما عزاؤه هو في الدنيا فما حكاه سبحانه عنه :
﴿ قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ﴾ أي قال له : اذهب فأنت طريد من بين الناس، فلا يخالطك أحد ولا تخالط أحدا، حتى لو سئلت عن حالك لم تقل إلا أنه لا مساس أي لا يماسني أحد، ولا أماس أحدا، قال مقاتل : إن موسى عليه السلام أمره هو و أهله بالخروج من محلة بني إسرائيل، فخرج طريدا في البراري.
وروي أنه لما قال له موسى ذلك هرب، فجعل يهيم في البرية مع السباع والوحش، ولا يجد أحدا من الناس يمسه حتى صار كمن يقول لا مساس، لبعده عن الناس وبعد الناس عنه.
وقصارى ذلك : إنه خاف وهرب، وجعل يهيم في الصحاري والقفار حتى صار لبعده عن الناس كأنه قائل ذلك.
وأما جزاؤه في الآخرة فقد ذكره بقوله :
﴿ وإن لك موعدا لن تخلفه ﴾أي وإن لك موعدا في الآخرة لن يخلفكه الله، بل سينجزه لك البتة، بعد أن يعاقبك في الدنيا، وهو آت لا محيص منه.
وأما حال إلهه فقد بينه بقوله :
﴿ وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ﴾ أي وانظر إلى هذا المعبود بزعمك الذي عكفت على عبادته، لنبردنه بالمبرد ثم لنذرينه في البحر إذا صار سحالة كذرات الهباء.
ولقد بر موسى في قسمه وفعل ما أوعده به كما يدل على ذلك قوله ﴿ وانظر إلى إلهك ﴾ ولم يصرح بهذا تنبيها إلى وضوحه واستحالة الخلف في وعيده المؤكد باليمين.
وفي فعله ذلك به عقوبة للسامري، وإظهار لغباوة المفتونين به لمن له أدنى نظر.
﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( ٩٠ ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( ٩١ ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( ٩٢ ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( ٩٣ ) قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي ( ٩٤ ) قال فما خطبك يا سامري ( ٩٥ ) قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي ( ٩٦ ) قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك لا إله الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ( ٩٧ ) إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما ﴾[ طه : ٩٠- ٩٨ ].
المعنى الجملي : بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا، أكد هذا وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهارون على سكوته على بني إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنبه به موسى وما عاقبه الله به في الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه و إلقائه في البحر، ثم بين لهم أن الإله الحق هو الذي يحيط علمه بما في السماوات والأرض، لا ذلك الجماد الذي لا يضر ولا ينفع، ولا يرد جوابا، ولا يسمع خطابا.
تفسير المفردات :
وسع كل شيء علما : أي وسع علمه كل شيء وأحاط به.
الإيضاح :
وبعد أن فرغ من إبطال الباطل شرع في تحقيق الدين الحق فقال :
﴿ إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو ﴾ أي ليس هذا بإلهكم، وإنما المستحق للعبادة والتعظيم الله الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له، فكل شيء فقير إليه، وهو الخالق لكل شيء.
﴿ وسع كل شيء علما ﴾ أي هو العالم بكل شيء وقد أحاط بكل شيء عدا، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين.
﴿ كذلك نقض عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( ٩٩ ) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ( ١٠٠ ) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( ١٠١ ) ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( ١٠٢ ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( ١٠٣ ) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾[ طه : ١٠٠- ١٠٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن شرح قصص موسى عليه السلام مع فرعون أولا ثم مع السامري ثانيا على نمط بديع وأسلوب قويم، بين لنبيه ( ص ) أن مثل هذا القصص عن الأمم الماضية والقرون الغابرة كعاد وثمود وأصحاب الأيكة، نلقيه إليك تسلية لقلبك، وإذهابا لحزنك ؛ إذ به تعرف ما حدث للرسل من قبلك من شدائد الأهوال، وتذكيرا للمستبصرين في دينهم، وتأكيدا للحجة على من عاند وكابر من غيرهم.
تفسير المفردات :
ذكرا : أي قرآنا كما قال :﴿ يا أيها الَذي نزل عليه الذكر ﴾[ الحجر : ٦ ] وسمي بذلك، لأنه فيه ذكر ما يحتاج إليه الناس من أمر دينهم ودنياهم.
الإيضاح :
﴿ كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ﴾ يخاطب الله تعالى نبيه ( ص )، ويبين له أنه كما قص عليه خبر موسى وما جرى له مع فرعون وجنوده على هذا الأسلوب الرائع والمسلك البديع، يقص عليه أخبار الحوادث التي جرت على الأمم الخالية، ليكون له في ذلك سلوة، ليتأسى بالأنبياء السالفين وما لاقوه من أممهم من شديد العناد والجحود والتكذيب ومكابدة الشدائد والأهوال.
﴿ وقد آتيناك من لدنا ذكرا ﴾أي وقد أعطيناك من لدنا كتابا جديرا بالتذكر به، لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولم يعط نبي قبلك مثله، فهو جامع للأخبار، حاو للأحكام التي فيها صلاح حال البشر في دينهم ودنياهم، مشتمل على مكارم الأخلاق، وسامي الآداب التي بها يرتفع قدر الأمم وينبه ذكرها.
﴿ كذلك نقض عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( ٩٩ ) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ( ١٠٠ ) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( ١٠١ ) ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( ١٠٢ ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( ١٠٣ ) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾[ طه : ١٠٠- ١٠٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن شرح قصص موسى عليه السلام مع فرعون أولا ثم مع السامري ثانيا على نمط بديع وأسلوب قويم، بين لنبيه ( ص ) أن مثل هذا القصص عن الأمم الماضية والقرون الغابرة كعاد وثمود وأصحاب الأيكة، نلقيه إليك تسلية لقلبك، وإذهابا لحزنك ؛ إذ به تعرف ما حدث للرسل من قبلك من شدائد الأهوال، وتذكيرا للمستبصرين في دينهم، وتأكيدا للحجة على من عاند وكابر من غيرهم.
تفسير المفردات :
والوزر : الحمل الثقيل ؛ والمراد به العقوبة التي تثقل على حاملها.
الإيضاح :
﴿ من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ﴾أي من كذب به وأعرض عن اتباعه وابتغى الهدى من غيره، فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم، وسيحمل يوم القيامة من الأوزار والآثام ما لا يقدر على حمله، بل ينقض ظهره، وبمعنى الآية قوله :﴿ ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده ﴾[ هود : ١٧ ].
وكل من بلغه القرآن من العرب والعجم من أهل الكتاب وغيرهم فهو نذير له، فمن اتبعه هدي ومن أعرض عنه ضل وشقي في الدنيا، والنار موعده يوم القيامة كما قال﴿ لأنذركم به ومن بلغ ﴾[ الأنعام : ١٩ ].
﴿ كذلك نقض عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( ٩٩ ) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ( ١٠٠ ) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( ١٠١ ) ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( ١٠٢ ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( ١٠٣ ) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾[ طه : ١٠٠- ١٠٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن شرح قصص موسى عليه السلام مع فرعون أولا ثم مع السامري ثانيا على نمط بديع وأسلوب قويم، بين لنبيه ( ص ) أن مثل هذا القصص عن الأمم الماضية والقرون الغابرة كعاد وثمود وأصحاب الأيكة، نلقيه إليك تسلية لقلبك، وإذهابا لحزنك ؛ إذ به تعرف ما حدث للرسل من قبلك من شدائد الأهوال، وتذكيرا للمستبصرين في دينهم، وتأكيدا للحجة على من عاند وكابر من غيرهم.
الإيضاح :
﴿ خالدين فيها ﴾أي مقيمين في ذلك الوزر أي في عقوبته لا يجدون عنها محيصا ولا انفكاكا.
﴿ وساء لهم يوم القيامة حملا ﴾أي وبئس الحمل الذي حملوه من الأوزار والآثام جزاء إعراضهم وسائر ذنوبهم.
﴿ كذلك نقض عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( ٩٩ ) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ( ١٠٠ ) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( ١٠١ ) ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( ١٠٢ ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( ١٠٣ ) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾[ طه : ١٠٠- ١٠٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن شرح قصص موسى عليه السلام مع فرعون أولا ثم مع السامري ثانيا على نمط بديع وأسلوب قويم، بين لنبيه ( ص ) أن مثل هذا القصص عن الأمم الماضية والقرون الغابرة كعاد وثمود وأصحاب الأيكة، نلقيه إليك تسلية لقلبك، وإذهابا لحزنك ؛ إذ به تعرف ما حدث للرسل من قبلك من شدائد الأهوال، وتذكيرا للمستبصرين في دينهم، وتأكيدا للحجة على من عاند وكابر من غيرهم.
تفسير المفردات :
والصور : قرن ونحوه ينفخ فيه حين يدعى الناس إلى المحشر كما ينفخ فيه في الدنيا حين الأسفار وفي المعسكرات. زرقا : أي زرق الأبدان سود الوجوه، لما هم فيه من الشدائد والأهوال.
الإيضاح :
﴿ يوم ينفخ في الصور ﴾أي هذا اليوم هو يوم ينفخ في الصور النفخة الثانية إيذانا بالقيام للحشر والحساب.
﴿ ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ﴾أي وفي هذا اليوم يساق المجرمون إلى المحشر شاحبي الألوان زرق الوجوه، لما هم فيه من مكابدة الأهوال ومقاساة الشدائد التي تحل بهم.
﴿ كذلك نقض عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( ٩٩ ) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ( ١٠٠ ) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( ١٠١ ) ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( ١٠٢ ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( ١٠٣ ) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾[ طه : ١٠٠- ١٠٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن شرح قصص موسى عليه السلام مع فرعون أولا ثم مع السامري ثانيا على نمط بديع وأسلوب قويم، بين لنبيه ( ص ) أن مثل هذا القصص عن الأمم الماضية والقرون الغابرة كعاد وثمود وأصحاب الأيكة، نلقيه إليك تسلية لقلبك، وإذهابا لحزنك ؛ إذ به تعرف ما حدث للرسل من قبلك من شدائد الأهوال، وتذكيرا للمستبصرين في دينهم، وتأكيدا للحجة على من عاند وكابر من غيرهم.
تفسير المفردات :
يتخافتون بينهم : أي يخفضون أصواتهم ويخفونها، لشدة ما يرون من الهول. إلا عشرا : أي عشرة أيام. الإيضاح :
﴿ يتخافتون بينهم ﴾أي يخفضون أصواتهم ويهمس بعضهم في أذن بعض، لما امتلأت به قلوبهم من الرعب والذعر.
وبمعنى الآية قوله تعالى :﴿ فلا تسمع إلا همسا ﴾[ طه : ١٠٨ ]
﴿ إن لبثتم إلا عشرا ﴾ أي يقول بعضهم لبعض : ما لبثتم في الدنيا إلا عشرة أيام، ذاك أنهم لما عاينوا تلك الأهوال ذهلوا عن مقدار عمرهم في الدنيا، ولم يذكروا إلا القليل فقالوا ما عشنا إلا تلك الأيام القلائل.
والإنسان حين الشدائد والأهوال تغيب عنه أظهر الأشياء، وأكثرها خطورا بباله.
﴿ كذلك نقض عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ( ٩٩ ) من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ( ١٠٠ ) خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا ( ١٠١ ) ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ( ١٠٢ ) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا ( ١٠٣ ) نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾[ طه : ١٠٠- ١٠٤ ].
المعنى الجملي : بعد أن شرح قصص موسى عليه السلام مع فرعون أولا ثم مع السامري ثانيا على نمط بديع وأسلوب قويم، بين لنبيه ( ص ) أن مثل هذا القصص عن الأمم الماضية والقرون الغابرة كعاد وثمود وأصحاب الأيكة، نلقيه إليك تسلية لقلبك، وإذهابا لحزنك ؛ إذ به تعرف ما حدث للرسل من قبلك من شدائد الأهوال، وتذكيرا للمستبصرين في دينهم، وتأكيدا للحجة على من عاند وكابر من غيرهم.
تفسير المفردات :
أمثلهم طريقة : أي أعدلهم رأيا، وأرجحهم عقلا.
الإيضاح :
﴿ نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما ﴾أي نحن أعلم بالذي يقولونه في مدة لبثهم، لا هم، حين يقول أعدلهم رأيا وأكملهم عقلا : ما لبثتم إلا يوما واحدا.
ذاك أن الدنيا وإن تكررت أوقاتها، وتعاقبت لياليها وأيامها، قصيرة المدى إذا قيست بالنظر إلى يوم القيامة ؛ و كأن غرضهم بذلك درء قيام الحجة عليهم لقصر الأجل على نحو ما جاء في قوله :﴿ ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ﴾[ الروم : ٥٥ ]وقوله :﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( ١١٢ ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين ﴾[ المؤمنون : ١١٢- ١١٣ ].
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
تفسير المفردات :
ينسفها : أي يجعلها ذرات صغيرة ثم يصيرها هباء منثورا.
الإيضاح :
﴿ يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ﴾أي ويسألك المشركون أيها الرسول عن الجبال كيف تكون يوم القيامة ؟ فقل مجيبا لهم يدكها ربي دكا، ويصيرها هباء تذروه الرياح.
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
تفسير المفردات :
يذرها : أي يتركها. القاع : الأرض التي لا بناء فيها ولا نبات قاله ابن الأعرابي. والصفصف : الأرض الملساء.
الإيضاح :
﴿ فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ﴾ أي فيدع أماكنها من الأرض بعد نسفها ملساء مستوية، لا نبات فيها ولا بناء، ولا ارتفاع ولا انخفاض.
وخلاصة هذا : لا ترى في الأرض يومئذ واديا ولا رابية، ولا مكانا مرتفعا ولا منخفضا.
﴿ يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ﴾ أي يوم يرى الناس هذه الأهوال يتبعون صوت داعي الله الذي يجمعهم إلى موقف الحساب والجزاء، ولا يكون لهم ميل عنه ولا انحراف، ولكنهم سراعا إليه يقبلون، إذا أمروا بشيء قالوا لبيك، ونحن بين يديك، والأمر منك و إليك كما قال :﴿ مهطعين إلى الداع ﴾[ القمر : ٨ ] وقال :﴿ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا ﴾[ مريم : ٣٨ ].
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٦:﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.

تفسير المفردات :

يذرها : أي يتركها. القاع : الأرض التي لا بناء فيها ولا نبات قاله ابن الأعرابي. والصفصف : الأرض الملساء.

الإيضاح :

﴿ فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ﴾ أي فيدع أماكنها من الأرض بعد نسفها ملساء مستوية، لا نبات فيها ولا بناء، ولا ارتفاع ولا انخفاض.
وخلاصة هذا : لا ترى في الأرض يومئذ واديا ولا رابية، ولا مكانا مرتفعا ولا منخفضا.
﴿ يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ﴾ أي يوم يرى الناس هذه الأهوال يتبعون صوت داعي الله الذي يجمعهم إلى موقف الحساب والجزاء، ولا يكون لهم ميل عنه ولا انحراف، ولكنهم سراعا إليه يقبلون، إذا أمروا بشيء قالوا لبيك، ونحن بين يديك، والأمر منك و إليك كما قال :﴿ مهطعين إلى الداع ﴾[ القمر : ٨ ] وقال :﴿ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا ﴾[ مريم : ٣٨ ].


تفسير المفردات :
والعوج : الانخفاض. والأمت : النتوء اليسير ؛ يقال مد حبله حتى ما فيه أمت.
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
تفسير المفردات :
والداعي : هو داعي الله إلى المحشر. لا عوج له : أي لا عوج لدعائه فلا يميل إلى ناس دون ناس، بل ليسمع الجميع. خشعت : ذلت. والهمس : الصوت الخفي.
الإيضاح :
﴿ وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ﴾ أي وعلمت الخلائق أن لا مالك لهم سواه، ولا يسمع لهم صوت يزيد على الهمس الذي لا يكاد يفهم إلا بتحريك الشفتين لضعفه، وحق لمن كان الله محاسبه أن يخشع طرفه، ويضعف صوته، ويختلط قوله، ويطول غمه، قاله أبو مسلم.
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
الإيضاح :
﴿ يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ﴾ أي يومئذ لا تنفع الشفاعة أحدا إلا شفاعة من أذن له الرحمن أن يشفع، ورضي له قولا صدر منه.
والفاسق قد قال قولا يرضاه الرحمن فقد قال لا إله إلا الله كما روي عن ابن عباس.
والخلاصة : إن الشفاعة لا تكون نافعة للمشفوع له إلا بشرطين :
( ١ ) إذن الله للشافع بالشفاعة.
( ٢ ) رضا الله عن قول صدر من المشفوع له، ليأذن بشفاعة الشافع له.
وقصارى ذاك : إنما تنفع الشفاعة لمن أذن له الرحمن في أن يشفع له، وكان له قول يرضي.
وبمعنى الآية قوله تعالى :﴿ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ﴾[ البقرة : ٢٥٥ ] وقوله :﴿ وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ﴾[ النجم : ٢٦ ] وقوله :﴿ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ﴾[ الأنبياء : ٢٨ ]، وقوله :﴿ يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ﴾[ النبأ : ٣٨ ].
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
الإيضاح :
ولما نفى أن تنفع شفاعة بغير إذنه علل ذلك بقوله :
﴿ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ﴾ أي يعلم ما بين أيدي عباده من شؤون الدنيا، وما خلفهم من أمور الآخرة، وهم لا يعلمون جملة ذلك ولا تفصيله.
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
تفسير المفردات :
وعنت : خضعت وانقادت، ومن ذلك العاني : وهو الأسير. والقيوم : القائم بتدبير أمور عباده ومجازاة كل نفس بما كسبت. خاب : أي خسر. والظلم الأول : الشرك.
الإيضاح :
ولما ذكر خشوع الأصوات أتبعه خضوع ذويها فقال :
﴿ وعنت الوجوه للحي القيوم ﴾ أي واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت، القائم على خلقه بتدبير شؤونهم، وتصريف أمورهم.
وخص الوجوه بالذكر، لأنها أشرف الأعضاء الظاهرة، ولأن آثار الذل والغبطة والسرور تظهر عليها.
﴿ وقد خاب من حمل ظلما ﴾ أي وقد حرم الثواب من وافى الموقف وهو مشرك بالله، كافر بأنبيائه، أو تارك لأوامره، منغمس في معاصيه.
﴿ ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ( ١٠٥ )فيذرها قاعا صفصفا ( ١٠٦ ) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ( ١٠٧ ) يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ( ١٠٨ ) يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ( ١٠٩ ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ( ١١٠ ) * وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ( ١١١ ) ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾[ طه : ١٠٥- ١١٢ ]
المعنى الجملي : بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون في حديثهم وينسون مقدار لبثهم في الدنيا، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف، قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر عن الجبال وأحوالها في ذلك اليوم ثم الإجابة عنه، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله، فبين أن الأرض في ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي، ولا يسمع لهم كلام إلا همس، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضي للمشفوع له قولا، ثم ذكر أن الله هم العليم بما أصابوا من خير أو شر، وهم لا يحيطون به علما، وفي ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه، فأشرك مع الله غيره وعبد معه سواه، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون، فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريح قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية ﴿ ويسألونك عن الجبال ﴾ إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن في الحشر والنشر، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.
تفسير المفردات :
والظلم الثاني : منع الثواب عن المستحق. والهضم : النقص.
الإيضاح :
وبعد أن ذكر أهوال يوم القيامة بين حال المؤمنين حينئذ فقال :
﴿ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾ أي ومن يعمل صالح الأعمال على قدر طاقته، وهو مؤمن بربه ورسله، وما أنزله عليهم من كتبه فلا يخاف من الله ظلما بأن يحمل عليه سيئات غيره وأوزاره، ولا يخاف أن يهضمه حسناته فينقصه ثوابها، ونحو الآية قوله :﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ [ الأنعام : ١٦٤ ].
وخلاصة ذلك : إنه لا يؤاخذ العبد بذنب لم يعمله، ولا تبطل له حسنة قد عملها.
﴿ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ( ١١٣ ) فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من فبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ﴾[ طه : ١١٣- ١١٤ ].
المعنى الجملي : ذكر سبحانه أنه كما أنزل الآيات المشتملة على الوعيد المنبئة بما سيحدث من أحوال القيامة وأهوالها، أنزل القرآن كله كذلك على نمط واحد قرآنا عربيا ليفهمه العرب ويقفوا على ما فيه من النظم البديع، والأسلوب العجيب الخارج عن طوق البشر، ثم بين عز اسمه نفع القرآن لعباده، و أنه سبحانه موصوف بصفات الكمال، منزه عن صفات النقص، وأنه يصون رسوله عن السهو والنسيان في أمر الوحي.
روي أن النبي ( ص ) كان يحرص على أخذ القرآن من جبريل عليه السلام فيعجل بقراءته قبل استتمام جبريل إياه مخافة النسيان، فنهي عن ذلك وقيل له : لا تعجل به إلى أن يستتم وحيه فيكون أخذك إياه عن تثبت وسكون، وادع ربك أن يزيدك فهما وعلما.
تفسير المفردات :
صرفنا : كررنا وفصلنا. ذكرا : أي عظة وعبرة.
الإيضاح :
﴿ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا ﴾أي وكما أنزلنا ما ذكر من الوعد والوعيد وأحوال يوم القيامة وأهوالها أنزلنا القرآن كله بأسلوب عربي مبين، ليتفهمه العرب الذين نزل عليهم، ويتفقهوا بدراسته، ويسعدوا بالعمل بما حواه مما فيه سعادة البشر في دنياهم وآخرتهم.
﴿ وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ﴾ أي وخوفناهم فيه بضروب من الوعيد، كي يجتنبوا الشرك والوقوع في المعاصي والآثام، أو يحدث لهم عظة تدعوهم إلى فعل الطاعات.
وخلاصة ذلك : إنهم بدراستهم إما أن يصلوا إلى مرتبة هي ترك المعاصي والوقوع في الآثام، وإما أن يرتقوا إلى مرتبة هي فوق ذلك، وهي أن يفعلوا الطاعات ويؤدوا الفرائض والواجبات.
﴿ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ( ١١٣ ) فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من فبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ﴾[ طه : ١١٣- ١١٤ ].
المعنى الجملي : ذكر سبحانه أنه كما أنزل الآيات المشتملة على الوعيد المنبئة بما سيحدث من أحوال القيامة وأهوالها، أنزل القرآن كله كذلك على نمط واحد قرآنا عربيا ليفهمه العرب ويقفوا على ما فيه من النظم البديع، والأسلوب العجيب الخارج عن طوق البشر، ثم بين عز اسمه نفع القرآن لعباده، و أنه سبحانه موصوف بصفات الكمال، منزه عن صفات النقص، وأنه يصون رسوله عن السهو والنسيان في أمر الوحي.
روي أن النبي ( ص ) كان يحرص على أخذ القرآن من جبريل عليه السلام فيعجل بقراءته قبل استتمام جبريل إياه مخافة النسيان، فنهي عن ذلك وقيل له : لا تعجل به إلى أن يستتم وحيه فيكون أخذك إياه عن تثبت وسكون، وادع ربك أن يزيدك فهما وعلما.
تفسير المفردات :
فتعالى الله : أي تنزه وتقدس. الحق : أي الثابت في ذاته وصفاته. يقضى إليك وحيه : أي يتم جبريل تبليغه لك.
الإيضاح :
وبعد أن عظم الله كتابه أردفه بتعظيم نفسه فقال :
﴿ فتعالى الله الملك الحق ﴾أي تقدس الله المتصرف بالأمر والنهي، الحقيق بأن يرجى وعده، ويخشى وعيده، وهو الثابت الذي لا يزول ولا يتغير من ألا يكون إنزال القرآن على من أنزل عليهم مؤديا إلى الغاية التي أنزل لأجلها وهي تركهم للمعاصي وفعلهم للطاعات.
ولا يخفى ما في هذا من طلب الإقبال على دراسة القرآن وبيان أن قوارعه وزواجره سياسات إلهية، وفيها صلاح الدارين، ولا يحيد عنها إلا من خذله الله، وأن ما تضمنه من الوعد والوعيد حق كله، لا يحوم الباطل حول حماه، وأن المحق من أقبل عليه بشراشره، والمبطل من أعرض عن تدبر زواجره.
﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه ﴾ أي ولا تعجل بقراءته في نفسك من قبل أن يتم جبريل تبليغه لك، وقد كان ( ص ) إذا ألقى عليه جبريل القرآن يتبعه حين يتلفظ بكل حرف وكل كلمة خوفا أن يصدر عليه الصلاة والسلام ولم يحفظه، فنهى عن ذلك، إذ ربما يشغله التلفظ بالكلمة عن سماع ما بعدها.
و في هذا أنزل قوله تعالى :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ( ١٦ ) إن علينا جمعه وقرآنه ( ١٧ ) فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ( ١٨ ) ثم إن علينا بيانه ﴾[ القيامة : ١٦- ١٩ ]
وخلاصة ذلك : أنصت حين نزول الوحي بالقرآن عليك، حتى إذا فرغ الملك من قراءته، اقرأه بعده.
﴿ وقل ربي زدني علما ﴾ أي سل الله زيادة في العلم دون استعجال بتلاوة الوحي، فإن ما أوحي إليك يبقى لا محالة، روى الترمذي عن أبي هريرة قال : كان رسول الله يقول :" اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما، والحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار " وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال : اللهم زدني إيمانا وفقها، ويقينا وعلما.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
العهد : الوصية يقال عهد إليه الملك بكذا و تقدم إليه بكذا : إذا أمره وأوصاه به، من قبل : أي من قبل وجود هؤلاء المخالفين. فنسي : أي فترك. ولم نجد له : أي ولم نعلم. والعزم على الشيء : تصميم الرأي والثبات عليه.
الإيضاح :
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ﴾ أي ولقد وصينا آدم وقلنا له : إن إبليس عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة، فوسوس إليه الشيطان فأطاعه، وخالف أمري، وترك العهد الذي أمرته به ولم يهتم بالعمل به، ولم نجد له ثبات في الرأي ولا تصميما في العزيمة.
وخلاصة ذلك : إنه ترك ما وصي به من الاحتراس من الأكل من الشجرة.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
أبى : أي امتنع.
الإيضاح :
ثم بين سبحانه ما عهد إليه به وكيفية نسيانه وفقدان عزمه فقال :
﴿ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ﴾ أي واذكر أيها الرسول الكريم ما وقع في ذلك الحين منا ومن آدم، حتى يستبين لك نسيانه وفقدان عزمه إذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فلبوا الأمر إلا إبليس فإنه امتنع وأبى أن يكون مع الساجدين.
وقد تقدم هذا القصص في سورة البقرة والأعراف والحجر والإسراء والكهف، وسيأتي ذكره في سورة ص، وفيه إشارة إلى تكريم آدم وتشريفه، و تفضيله على كثير ممن خلق.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
فتشقى : أي تتعب بمتاعب الدنيا وهي لا تكاد تحصى.
الإيضاح :
﴿ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك ﴾أي فقلنا له عقب ذلك رعاية لإرشاده ونصحه : إن هذا الذي رأيت منه ما رأيت عدو لك ولزجك، ومن ثم لم يسجد لك وخالف أمري وعصاني، فلا تطيعاه فيما يأمركما به.
﴿ فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ﴾أي فلا يكونن سببا لإخراجكما من الجنة، فتتعبا بمتاعب الدنيا التي لا تكاد تحصى.
وخلاصة ذلك : إياك أن تسعى في إخراجك منها فتتعب وتشقى في طلب رزقك، وأنت هاهنا في عيش رغد هنيء بلا كلفة ولا مشقة.
ثم علل ما يوجبه النهي عن ذلك فقال :
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
الإيضاح :
﴿ إن لك ألا تجوع فيها لا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾أي لا يكون لك في الجنة جوع ولا عري، ولا ظمأ ولا إصابة بحر الشمس.
وقرن بين الجوع والعري أولا، لأن في الجوع ذل الباطن وفي العري ذل الظاهر، وبين حر الباطن وهو العطش وحر الظاهر وهو الضحى ثانيا.
وخلاصة ذلك : إن الجنة اجتمعت في الأسباب التي توجب راحة الإنسان، وذلك مما يوجب الاهتمام بتحصيل الوسائل التي توجب البقاء فيها، والابتعاد عما يدعوا عن الخروج منها.
وقصارى ذلك : إن لك فيها تمتعا بأنواع المعاش، وتنعما بأصناف النعم، من المآكل الشهية، والملابس البهية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٨:﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].

الإيضاح :

﴿ إن لك ألا تجوع فيها لا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾أي لا يكون لك في الجنة جوع ولا عري، ولا ظمأ ولا إصابة بحر الشمس.
وقرن بين الجوع والعري أولا، لأن في الجوع ذل الباطن وفي العري ذل الظاهر، وبين حر الباطن وهو العطش وحر الظاهر وهو الضحى ثانيا.
وخلاصة ذلك : إن الجنة اجتمعت في الأسباب التي توجب راحة الإنسان، وذلك مما يوجب الاهتمام بتحصيل الوسائل التي توجب البقاء فيها، والابتعاد عما يدعوا عن الخروج منها.
وقصارى ذلك : إن لك فيها تمتعا بأنواع المعاش، وتنعما بأصناف النعم، من المآكل الشهية، والملابس البهية.


تفسير المفردات :
تظمأ : تعطش. تضحى : أي تصيبك الشمس يقال ضحى كسعى وضحي كرضي : إذا أصابته الشمس بحرها اللافح.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
شجرة الخلد : أي الشجرة التي إذا أكل منها الإنسان خلد ولم يمت. لا يبلى : أي لا يفنى.
الإيضاح :
وبعد أن بين انه عظم آدم وعرفه شدة عداوة إبليس له بين أنه قبل نصحه، وأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها فقال :
﴿ فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴾أي فألقى الشيطان النصيحة إلى آدم وقال له : هل أدلك على شجرة إن أكلت منها خلدت ولم تمت، وملكت ملكا لا ينقضي ولا يفنى.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
طفقا يخصفان : شرعا يلزقان ورق التين على سوءاتهما لسترها. غوى : أي أضل عن الرشد حيث اغتر بقول عدوه، اصطفاه وقربه إليه.
الإيضاح :
﴿ فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ﴾أي فأكل آدم وحواء من الشجرة التي نهي عن الأكل منها وأطاع أمر إبليس وخالفا أمر ربهما، فانكشفت عورتهما وكانت مستورة عن أعينهما، فشرعا يلزقان ورق التين عليهما، ليغطيا جسمهما.
﴿ وعصى آدم ربه فغوى ﴾أي وخالف أمر ربه، وتعدى ما لم يكن له أن يتعدى إليه، من الأكل من الشجرة الني نهاه الله عن الأكل منها.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
وهدى : أي إلى الثبات على التوبة.
الإيضاح :
﴿ ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ﴾أي ثم اصطفاه ربه من بعد معصيته، ورزقه التوبة والعمل بما يرضيه حين قال هو وزوجه :﴿ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ﴾[ الأعراف : ٢٣ ]
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
الإيضاح :
﴿ قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ﴾أي قال الرب الذي انتهكت حرمة داره وخولف أمره : انزلا من الجنة إلى الأرض، أنتما عدو لإبليس وذريته، وإبليس عدوكما وعدو ذريتكما.
﴿ فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ﴾أي فإن يأتكم يا آدم وحواء وذريتهما بيان لسبيلي وما أختاره لخلقي من دين بإرسال الرسل والكتب فمن اتبع ذلك وعمل به ولم يزغ عنه فإني أهديه في الدنيا وأرشده إلى محجة الصواب ولا يشقى في الآخرة.
أخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال : أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة، ثم قرأ الآية. وروي عنه مرفوعا إلى النبي( ص ) :" من اتبع كتاب الله هداه الله تعالى من الضلالة في الدنيا ووقاه سوء الحساب يوم القيامة ".
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
عن ذكري : أي عن الهداية بكتبي السماوية. والضنك : الضيق الشديد. أعمى : أي عن النظر في الحجج والبراهين الإلهية.
الإيضاح :
﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴾أي ومن أعرض عن ذكري الذي أذكره به وتولى عنه، ولم يتعظ به فينزجر عما هو مقيم عليه من مخالفة أمر ربه، فإن له معيشة ضيقة شديدة لما يكون فيه من القلق والحرص على الدنيا والتهالك على ازديادها والخوف من انتقاصها، فترى الشح غالبا عليه، والبخل راسخا في أعراقه.
﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾عن الجنة، لأن الجهالة التي كانت له في الدنيا تبقى كذلك في الآخرة، وهذا يصير سببا لأعظم الآلام الروحية له.
وقصارى ذلك : إن الله عز اسمه جعل لمن اتبع هداه وتمسك بدينه العيش الهنيء الذي لا هم فيه ولا غم، وجعل لمن أعرض عن دينه التعب والنصب، وهو في الآخرة أشد تعبا، وأعظم ضيقا، وأكثر ألما.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
أعمى : أي عن النظر في الحجج والبراهين الإلهية.
الإيضاح :
﴿ قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ﴾أي قال رب لم حشرتني أعمى عن حجتي وعن رؤية الأشياء على حقيقتها، وقد كنت في الدنيا ذا بصر بذلك كله ؟ ونحو الآية :﴿ ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ﴾[ الإسراء : ٩٧ ]
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
عن آياتنا : أي عن أدلتنا. فنسيتها : أي فتركتها. وتنسى : أي تترك.
الإيضاح :
﴿ قال ﴾ربه مجيبا هذا السائل :
﴿ كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ﴾أي فكما تركت آياتنا ترك المنسي الذي لا يذكر أصلا وأعرضت عنها اليوم ننساك فنتركك في النار.
﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ( ١١٥ ) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ( ١١٦ ) فقلنا يا آدم إن هذا عدولك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ( ١١٧ ) إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ( ١١٨ ) وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ( ١١٩ ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( ١٢٠ ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( ١٢١ ) ثم اجتناه ربه فتاب عليه و هدى ( ١٢٢ ) قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإنما يأتيكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( ١٢٣ ) ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ( ١٢٤ ) قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ( ١٢٥ ) قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ( ١٢٦ ) وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾[ طه : ١١٥- ١٢٧ ]
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أنه صرف الوعيد في القرآن وكرره لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، قفى على هذا ببيان أنهم لم يلتفتوا إلى ذلك ونسوه كما لم يلتفت أبوهم آدم إلى الوعيد ونسي العهد، فمخالفتهم قديمة، وعرقهم فيها راسخ، ثم فصل عهده لآدم وبين كيف نسيه وفقد العزم، ثم ذكر عصيان إبليس للسجود لآدم وتحذيره من الخروج من الجنة إذا هو اتبع نصائحه، وهو بعد كل هذا قد أطاع وساوسه وقبل إرشاده، فأكل من الشجرة التي نهي عن الأكل منها، فأخرج من الجنة مع إعلامه بأن الشيطان عدو له ولذريته، ثم بين أن من جاءه الهدى من ربه واتبعه عاش في الدنيا قرير العين هادئ البال، ويؤتى في الآخرة ما شاء الله أن يؤتى من ألوان النعيم والسعادة، ومن أعرض عن ذلك عاش في الدنيا عيشة ضنكا، إذ هو لشدة حرصه عليها يخاف انتقاصها، ومن ثم يغلب عليه الشح والبخل، ويفعل كل منكر في سبيل جمع المال من أي وجه كان، ولا يبالي أمن حلال أم من حرام ؟ ولذلك تراهم يقولون :" الغاية تبرر الواسطة ".
أما المؤمن الذي لا يعنيه جمع حطام الدنيا فإنه في سرور وراحة قل ماله أو كثر.
وهو في الآخرة يكون أعمى عن الحجة التي تنقذه من ذلك الخزي الدائم، والعذاب المقيم.
ثم أردف هذا ببيان سبب ذلك وهو إعراضه في الدنيا عن الآيات البينات التي تهديه إلى سبيل الرشاد، ومن ثم يسير في جهالته إلى يوم القيامة، وهذا مما يوجب له أشد الآلام الروحية من حين مماته إلى حين الحشر، وهكذا يجازي الله المسرفين المكذبين بآياته في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لما اجترحوا من السيئات، وارتكبوا من الذنوب والآثام كما قال سبحانه :﴿ لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق ﴾[ الرعد : ٣٤ ].
تفسير المفردات :
أسرف : أي انهمك في الشهوات واسترسل فيها.
الإيضاح :
﴿ وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ﴾أي وهكذا نعاقب من أسرف، فعصى ربه ولم يؤمن برسله وكتبه، فنجعل له معيشة ضنكا.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه قال في الآية : يقول كل مال أعطيته عبدا من عبادي قل أو كثر لا يتقيني فيه فلا خير فيه وهو الضنك في المعيشة.
وعن عكرمة ومالك بن دينار نحوه، وقيل : إن تلك المعيشة له في القبر بأن يعذب فيه، وقد روي ذلك عن جماعة منهم ابن مسعود وأبو سعيد الخدري ومجاهد، وروي ذلك مرفوعا أيضا فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر حبان وابن مردوية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله( ص ) :" المؤمن في قبره في روضة خضراء، ويرحب له قبره سبعين ذراعا، ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر، وهل تدرون فيم أنزلت﴿ فإن له معيشة ضنكا ﴾ ؟ ". قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :" عذاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا، هل تدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية ولكل حية سبعة رؤوس يخدشونه ويلسعونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون :
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : المعيشة الضنك في النار شوك وزقوم وغسلين و ضريع، وليس في القبر ولا في الدنيا معيشة، وما المعيشة والحياة ألا في الآخرة.
﴿ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾أي ولعذاب الآخرة في النار أشد مما نعذبهم به في الدنيا وأكثر بقاء، لأنه لا أمد له ولا نهاية.
﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ( ١٢٨ ) ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ( ١٢٩ ) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ١٣٠ ) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( ١٣١ ) وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾[ طه : ١٢٨- ١٣٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال من أعرض عن ذكر الله في الآخرة بقوله :﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾أتبعه بما يكون عبرة للمشركين لو تفكروا فيه، وهو ما نزل بالمكذبين بالرسل ممن قبلهم من الأمم الذين يمرون بديارهم بكرة وعشيا كقوم عاد وثمود، وكيف أصبحت ديارهم خرابا بلقعا ليس فيها ديار ولا نافخ نار، ثم بين انه لولا سبق كلمة بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى لحاق بهم مثل ما حاق بمن قبلهم، ثم أمر رسوله بالصبر على ما يمسونه به من نحو قولهم : إنه ساحر، وإنه شاعر، وإنه مجنون وعدم المبالاة بمقالتهم، وعليه أن يكثر من التسبيح وعبادة ربه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يلتفت إلى شيء مما متع به الكفار من زهرة الدنيا التي أتيت لهم لتكون ابتلاء واختبارا، وما عند الله خير منها وأبقى، ثم طلب إليه بأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها، وهو لا يكلفه رزقا لنفسه ولا لغيره، فالله يرزقه من واسع فضله، وعظيم عطائه، والعاقبة لمن اتقى :﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ﴾[ الرعد : ١٧ ].
تفسير المفردات :
أفلم يهد لهم : أي أفلم يبين لهم العبر. لأولي النهى : أي لذوي العقول الراجحة.
الإيضاح :
﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم ﴾ أي أفلم يرشدهم إلى وجه العبر، إهلاكنا كثيرا من الأمم الماضية، والقرون الغابرة ؛ التي يمرون عليها مصبحين وبالليل ؛ كعاد وثمود الذين يشاهدون أثارهم العظيمة على ما كانوا عليه من النعيم ثم ما حل بهم من صنوف البلاء، فيتعظوا و يعتبروا ويؤمنوا بالله ورسوله خوف أن يصيبهم بكفرهم مثل ما أصاب هؤلاء السابقين.
وللمشاهدة من العبرة ما ليس لغيرها فقد قالوا " ليس الخبر كالخبر " وقالوا :" ما راء كمن سمع ".
وخلاصة ذلك : إن في مشاهدة ما حصل للأمم الماضية، ورؤية أثارها البائدة التي يمرون عليها في رحلاتهم في الصيف لعبرة وزاجرا لهم لو كانوا يعقلون.
ثم علل هذا الزجر والإنكار بقوله :
﴿ إن في ذلك لآيات لأولي النهى ﴾أي إن فيها يعاين هؤلاء ويرون من آثار وقائعنا بالأمم المكذبة لرسلنا وحلول المثلات بهم لكفرهم بربهم لعبرا وعظات لأرباب الحجا الذين ينالهم دينهم، ويؤنبهم عقلهم، من مواقعة ما يضرهم.
﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ( ١٢٨ ) ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ( ١٢٩ ) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ١٣٠ ) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( ١٣١ ) وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾[ طه : ١٢٨- ١٣٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال من أعرض عن ذكر الله في الآخرة بقوله :﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾أتبعه بما يكون عبرة للمشركين لو تفكروا فيه، وهو ما نزل بالمكذبين بالرسل ممن قبلهم من الأمم الذين يمرون بديارهم بكرة وعشيا كقوم عاد وثمود، وكيف أصبحت ديارهم خرابا بلقعا ليس فيها ديار ولا نافخ نار، ثم بين انه لولا سبق كلمة بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى لحاق بهم مثل ما حاق بمن قبلهم، ثم أمر رسوله بالصبر على ما يمسونه به من نحو قولهم : إنه ساحر، وإنه شاعر، وإنه مجنون وعدم المبالاة بمقالتهم، وعليه أن يكثر من التسبيح وعبادة ربه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يلتفت إلى شيء مما متع به الكفار من زهرة الدنيا التي أتيت لهم لتكون ابتلاء واختبارا، وما عند الله خير منها وأبقى، ثم طلب إليه بأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها، وهو لا يكلفه رزقا لنفسه ولا لغيره، فالله يرزقه من واسع فضله، وعظيم عطائه، والعاقبة لمن اتقى :﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ﴾[ الرعد : ١٧ ].
تفسير المفردات :
لزاما : أي لازما لهم لا يتأخر عنهم.
الإيضاح :
ولما هدد المشركين بالهلاك كهلاك المكذبين من الماضيين، ذكر سبب تأخير ذلك عنهم فقال :
﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ﴾ أي ولولا الكلمة النافذة التي سبقت منا في الأزل، وهي إن أمة محمد – وإن كذبوا – سيؤخر عذابهم ولا يفعل بهم ما فعل بغيرهم من عذاب الاستئصال، كما قال :﴿ بل الساعة موعدهم ﴾[ القمر : ٤٦ ]. لعجل لهم العذاب كفاء ما قاموا به من تكذيب الرسول وإيذائه.
وقد جعل العلماء من الحكمة في تأخير العذاب أنه ربما تاب بعضهم أو خرج من أصلاب بعضهم من يؤمن، فيكون في ذلك إكرام لنبيه، ورحمة لأمته، وتكثير لسواد أتباعه، وإلى ذلك أشار ( ص ) بقوله :" وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعا ".
﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ( ١٢٨ ) ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ( ١٢٩ ) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ١٣٠ ) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( ١٣١ ) وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾[ طه : ١٢٨- ١٣٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال من أعرض عن ذكر الله في الآخرة بقوله :﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾أتبعه بما يكون عبرة للمشركين لو تفكروا فيه، وهو ما نزل بالمكذبين بالرسل ممن قبلهم من الأمم الذين يمرون بديارهم بكرة وعشيا كقوم عاد وثمود، وكيف أصبحت ديارهم خرابا بلقعا ليس فيها ديار ولا نافخ نار، ثم بين انه لولا سبق كلمة بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى لحاق بهم مثل ما حاق بمن قبلهم، ثم أمر رسوله بالصبر على ما يمسونه به من نحو قولهم : إنه ساحر، وإنه شاعر، وإنه مجنون وعدم المبالاة بمقالتهم، وعليه أن يكثر من التسبيح وعبادة ربه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يلتفت إلى شيء مما متع به الكفار من زهرة الدنيا التي أتيت لهم لتكون ابتلاء واختبارا، وما عند الله خير منها وأبقى، ثم طلب إليه بأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها، وهو لا يكلفه رزقا لنفسه ولا لغيره، فالله يرزقه من واسع فضله، وعظيم عطائه، والعاقبة لمن اتقى :﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ﴾[ الرعد : ١٧ ].
تفسير المفردات :
فسبح بحمد ربك : أي اشتغل بتنزيه الله وتعظيمه. آناء الليل : ساعته واحدها إنى و إنو، بكسر الهمزة وسكون النون.
الإيضاح :
وبعد أن أخبر سبحانه بأنه لا يهلك أحدا قبل استيفاء أجله أمره بالصبر على ما يقولون فقال :
﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار ﴾ أي فاصبر أيها الرسول على ما يقول هؤلاء المكذبون بآيات الله من نحو قولهم : إنك لساحر، وإنك لمجنون، وإنك لشاعر، واشتغل بتنزيه الله تعالى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وفي ساعات الليل المختلفة وفي أطراف النهار، والمراد من مثل ذلك عموم الأوقات، وفي صحيح مسلم سمعت رسول الله ( ص ) يقول :" لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ".
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث جرير قال : قال رسول الله :" إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " وقرأ هذه الآية.
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( ص ) " يقول الله تعالى يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك ".
وعن زيد بن ثابت سمعت رسول الله ( ص ) يقول :" من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ".
﴿ لعلك ترضى ﴾أي سبحه رجاء أن تنال عنده تعالى ما ترضى به نفسك من الثواب.
ونحو الآية قوله تعالى :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾[ الضحى : ٥ ]. وفي الصحيح أن رسول الله قال ( ص ) :" يقول الله تعالى : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك، فيقول هل رضيتم ؟ فيقولون ربنا وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ فيقول إني أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ".
﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ( ١٢٨ ) ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ( ١٢٩ ) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ١٣٠ ) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( ١٣١ ) وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾[ طه : ١٢٨- ١٣٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال من أعرض عن ذكر الله في الآخرة بقوله :﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾أتبعه بما يكون عبرة للمشركين لو تفكروا فيه، وهو ما نزل بالمكذبين بالرسل ممن قبلهم من الأمم الذين يمرون بديارهم بكرة وعشيا كقوم عاد وثمود، وكيف أصبحت ديارهم خرابا بلقعا ليس فيها ديار ولا نافخ نار، ثم بين انه لولا سبق كلمة بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى لحاق بهم مثل ما حاق بمن قبلهم، ثم أمر رسوله بالصبر على ما يمسونه به من نحو قولهم : إنه ساحر، وإنه شاعر، وإنه مجنون وعدم المبالاة بمقالتهم، وعليه أن يكثر من التسبيح وعبادة ربه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يلتفت إلى شيء مما متع به الكفار من زهرة الدنيا التي أتيت لهم لتكون ابتلاء واختبارا، وما عند الله خير منها وأبقى، ثم طلب إليه بأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها، وهو لا يكلفه رزقا لنفسه ولا لغيره، فالله يرزقه من واسع فضله، وعظيم عطائه، والعاقبة لمن اتقى :﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ﴾[ الرعد : ١٧ ].
تفسير المفردات :
ولا تمدن عينيك : أي لا تطيلن النظر رغبة واستحسانا. متعنا : أي جعلناهم يتلذذون بما يدركون من المناظر الحسنة، ويسمعون من الأصوات المطربة، ويشمون من الروائح الطيبة. أزواجا : أي أشكالا وأشباها. زهرة الحياة الدنيا : أي زينتها وبهجتها. لنفتنهم : أي لنبتليهم ونختبرهم. ورزق ربك : أي ما ادخره لك.
الإيضاح :
ولما صبر رسوله على ما يقولون وأمره بالتسبيح أتبع ذلك بنهيه عن مد عينيه إلى ما متعوا به من زينة الدنيا فقال :
﴿ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لتفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ﴾ أي ولا تطل النظر استحسانا ورغبة فيما متع به هؤلاء المترفون من النعيم، فإنما هو زهرة زائلة، ونعمة حائلة، نختبرهم بها، ونعلم هل يؤدون شكرها أو تكون وبالا ونكالا لهم، وقد آتاك ربك خيرا مما آتاهم، فرضاه خير وأبقى كما قال :﴿ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ﴾[ الحجر : ٨٧ ].
وخلاصة هذا : التنفير من الانهماك في التمتع بزهرة الدنيا لسوء عاقبتها.
وبعد أن أمر الله نبيه بتزكية النفس أمره أن يأمر أهله بالصلاة فقال :
﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ( ١٢٨ ) ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ( ١٢٩ ) فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ( ١٣٠ ) ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ( ١٣١ ) وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾[ طه : ١٢٨- ١٣٢ ].
المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه حال من أعرض عن ذكر الله في الآخرة بقوله :﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾أتبعه بما يكون عبرة للمشركين لو تفكروا فيه، وهو ما نزل بالمكذبين بالرسل ممن قبلهم من الأمم الذين يمرون بديارهم بكرة وعشيا كقوم عاد وثمود، وكيف أصبحت ديارهم خرابا بلقعا ليس فيها ديار ولا نافخ نار، ثم بين انه لولا سبق كلمة بتأخير عذابهم إلى أجل مسمى لحاق بهم مثل ما حاق بمن قبلهم، ثم أمر رسوله بالصبر على ما يمسونه به من نحو قولهم : إنه ساحر، وإنه شاعر، وإنه مجنون وعدم المبالاة بمقالتهم، وعليه أن يكثر من التسبيح وعبادة ربه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يلتفت إلى شيء مما متع به الكفار من زهرة الدنيا التي أتيت لهم لتكون ابتلاء واختبارا، وما عند الله خير منها وأبقى، ثم طلب إليه بأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها، وهو لا يكلفه رزقا لنفسه ولا لغيره، فالله يرزقه من واسع فضله، وعظيم عطائه، والعاقبة لمن اتقى :﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ﴾[ الرعد : ١٧ ].
تفسير المفردات :
واصطبر عليها : أي دم عليها.
الإيضاح :
﴿ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾ أي وأمر أهلك أيها الرسول بالصلاة، وحافظ أنت عليها فعلا، فإن الوعظ بالفعل أشد أثرا منه بالقول كما قال :
يأيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
وإنا إنما نريد منك ومنهم العبادة والتقوى، ولا نطلب منك رزقا كما تطلب السادة من عبيدهم الخراج، والعاقبة الجميلة لمن اتقى الله وأطاعه، فإن ما عندهم ينقطع، وما عند الله دائم لا يفنى كما قال :﴿ ما عندكم ينفد وما عند الله باق ﴾[ النحل : ٩٦ ]
والخلاصة داوم على الصلاة، لا نكلفك مالا، بل نكلفك عملا نؤتيك عليه أجرا عظيما وثوابا جزيلا، ونحن نعطيك المال ونكسبكه ولا نسألكه، والعاقبة الصالحة لأهل الخشية والتقوى، لا لمن لا يخاف عقابا ولا يرجو ثوابا كما قال :﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ( ٢ ) ويرزقه من حيث لا يحتسب ﴾[ الطلاق : ٢- ٣ ]وقال :﴿ وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾[ الذاريات : ٥٦ ].
عن أبي رافع قال : نزل ضيف برسول الله ( ص ) ولم يكن عنده ما يصلحه فأرسلني إلى رجل من اليهود أن بعنا أو أسلفنا دقيقا إلى هلال رجب، فقال لا إلا برهن، فأتيت النبي ( ص ) فأخبرته فقال :" أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض، ولئن أسلفني أو باعني لأديت إليه، اذهب بدرعي الحديد ". فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية كأنه يعزيه عن الدنيا. أخرجه البزار وأبو يعلى وابن أبي شيبة في جماعة آخرين.
وأخرج ابن المنذر والطبراني وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن سلام قال : كان النبي ( ص ) إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة وتلا :" وأمر أهلك بالصلاة ".
وأخرج مالك والبيهقي عن أسلم قال : كان عمر بن الخطاب يصلي من الليل ما شاء الله تعالى أن يصلي حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول : الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية.
﴿ وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ( ١٣٣ ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ( ١٣٤ ) قل كل متربص فتربصوا فستعلمون الصراط السوي ومن اهتدى ﴾[ طه : ١٣٣- ١٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن أمر سبحانه رسوله بالصبر على أقاويلهم التي أرادوا بها تكذيبه وكيده له وشديد أذاه حكى بعض تلك الأقاويل الباطلة، ومنها ادعاؤهم أن القرآن ليس حجة ولا معجزة تدل على نبوة محمد ( ص )، ثم أبان لهم أنهم يوم القيامة سيعترفون بأنه آية بينة، فلو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا، ومن ثم لم نهلكهم قبله حتى تنقطع معذرتهم كما حكى الله عنهم من قوله :﴿ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ﴾[ الملك : ٩ ]
ثم ختم السورة بضرب من الوعيد وكأنه قال : قل لهم كل منا ومنكم منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم، وحينئذ يتميز المحق من المبطل بما يظهر على الأول من أنواع الكرامة والتعظيم، وعلى الثاني من ضروب الخزي والإهانة، ويظهر من منا سار على الطريق السوي ومن المهتدي ؟
تفسير المفردات :
لولا : أي هلا ؛ وهي كلمة تفيد الحث على حدوث ما بعدها. آية : أي معجزة تدل على صدقه. البينة : القرآن. والصحف الأولى : التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماوية.
الإيضاح :
﴿ وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ﴾أي قال المشركون : هلا يأتينا بمعجزة تدل على صدقه في دعوى النبوة كما أتى صالح قومه بالناقة وموسى بالعصا وعيسى بإيحاء الموتى وإبراء الأكمه، وهم بذلك قد بلغوا في العناد والمكابرة شأوا بعيدا، أفلا يعدون ما شاهدوه من المعجزات التي تخر لها صم الجبال من قبيل الآيات حتى يجترئوا على التفوه بهذه الكلمة الشنعاء ؟
ونحو الآية قوله في سورة العنكبوت :﴿ وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل غنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ( ٥٠ ) أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون ﴾ [ العنكبوت : ٥٠- ٥١ ] وقوله :﴿ فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ﴾[ الأنبياء : ٥ ]
﴿ أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ﴾أي ألم يأتيهم القرآن وهم أم الآيات وأنفع المعجزات، فالعلم من أجل الأمور وأعلاها، وهو مبدأ الأمور ومنتهاها، فبه تنال السعادة الأبدية فأي معجزة تطلب بعده، وهو الذي جمع ما فيه مصلحة البشر، وصلاح المجتمع، في معاشه ومعاده، وهو الشاهد على حقية ما في الكتب قبله وما جاء فيها من العقائد وأصول الأحكام التي اتفقت عليها الرسل كافة.
وخلاصة ذلك : أليس قد جاءهم القرآن وهو البينة والشاهد على صحة ما في الكتب الأولى، وكفى بذلك آية، ولا حاجة للرسول بعدها إلى آية.
﴿ وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ( ١٣٣ ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ( ١٣٤ ) قل كل متربص فتربصوا فستعلمون الصراط السوي ومن اهتدى ﴾[ طه : ١٣٣- ١٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن أمر سبحانه رسوله بالصبر على أقاويلهم التي أرادوا بها تكذيبه وكيده له وشديد أذاه حكى بعض تلك الأقاويل الباطلة، ومنها ادعاؤهم أن القرآن ليس حجة ولا معجزة تدل على نبوة محمد ( ص )، ثم أبان لهم أنهم يوم القيامة سيعترفون بأنه آية بينة، فلو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا، ومن ثم لم نهلكهم قبله حتى تنقطع معذرتهم كما حكى الله عنهم من قوله :﴿ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ﴾[ الملك : ٩ ]
ثم ختم السورة بضرب من الوعيد وكأنه قال : قل لهم كل منا ومنكم منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم، وحينئذ يتميز المحق من المبطل بما يظهر على الأول من أنواع الكرامة والتعظيم، وعلى الثاني من ضروب الخزي والإهانة، ويظهر من منا سار على الطريق السوي ومن المهتدي ؟
تفسير المفردات :
نذل : أي نهان. ونخزى : أي نفتضح.
الإيضاح :
ثم بين أن المشركين يوم القيامة يعترفون بأن القرآن آية بينة فقال :
﴿ ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسول فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ﴾ أي ولو أنا أهلكناهم في الدنيا بعذاب الاستئصال من قبل إتيان البينة وهي القرآن لقالوا يوم القيامة : ربنا هلا أرسلت إلينا في الدنيا رسولا معه الآيات الدالة على صدقه، فنتبع حججك وما تنزله عليه من أمرك نهيك من قبل أن نذل بتعذيبك ونفتضح به.
والخلاصة : إنا لو أهلكنا هؤلاء المكذبين قبل أن نرسل إليهم الرسول الكريم، وننزل عليه الكتاب العظيم لقالوا : ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا قبل أن تهلكنا حتى نؤمن به ونتبعه، لكنا لم نهلكهم قبله فانقطعت معذرتهم.
﴿ وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ( ١٣٣ ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ( ١٣٤ ) قل كل متربص فتربصوا فستعلمون الصراط السوي ومن اهتدى ﴾[ طه : ١٣٣- ١٣٥ ].
المعنى الجملي : بعد أن أمر سبحانه رسوله بالصبر على أقاويلهم التي أرادوا بها تكذيبه وكيده له وشديد أذاه حكى بعض تلك الأقاويل الباطلة، ومنها ادعاؤهم أن القرآن ليس حجة ولا معجزة تدل على نبوة محمد ( ص )، ثم أبان لهم أنهم يوم القيامة سيعترفون بأنه آية بينة، فلو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا، ومن ثم لم نهلكهم قبله حتى تنقطع معذرتهم كما حكى الله عنهم من قوله :﴿ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ﴾[ الملك : ٩ ]
ثم ختم السورة بضرب من الوعيد وكأنه قال : قل لهم كل منا ومنكم منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم، وحينئذ يتميز المحق من المبطل بما يظهر على الأول من أنواع الكرامة والتعظيم، وعلى الثاني من ضروب الخزي والإهانة، ويظهر من منا سار على الطريق السوي ومن المهتدي ؟
تفسير المفردات :
متربص : أي منتظر. الصراط : الطريق. والسوي : أي المستقيم.
الإيضاح :
﴿ قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ﴾ أي قل أيها الرسول الكريم لهؤلاء المشركين بالله : كلنا منتظر لمن يكون الفلاح ؟ وإلام يؤول أمري وأمركم ؟ فتربصوا وارتقبوا ؛ فستعلمون من أهل الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه إذا جاء أمر الله وقامت القيامة ؟ أنحن أم أنتم ؟ وستعلمون من المهتدي الذي هو على سنن الطريق القاصد ؟
ونحو الآية قوله :﴿ وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ﴾[ الفرقان : ٤٢ ] وقوله :﴿ سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ﴾[ القمر : ٢٦ ].
وغير خاف ما في بدء السورة وخاتمتها من المناسبة، فإنها بدئت ببيان أن القرآن قد أنزل لتحمل تعب الإبلاغ، وحيث قد بلغت فلا عليك، وختمت بطلب الإقبال على طاعة الله قدر الطاقة وأمر أهله بالصلاة وترك الذين لا ينجع فيهم الإنذار، فإنه تذكرة لمن يخشى، وسيندم المخالف حيث لا ينفع الندم.
Icon