تفسير سورة الطور

فتح القدير
تفسير سورة سورة الطور من كتاب فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير المعروف بـفتح القدير .
لمؤلفه الشوكاني . المتوفي سنة 1250 هـ
سورة الطور
هي تسع وأربعون آية، وقيل ثمان وأربعون وهي مكية. قال القرطبي : في قول الجميع وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت الطور بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله. وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جبير بن مطعم قال :«سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور ». وأخرج البخاري وغيره عن أم سلمة «أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت بالطور وكتاب مسطور ».

سورة الطّور
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ، قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ وَالنَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتِ الطُّورُ بِمَكَّةَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ. وأخرج البخاري ومسلم وغير هما عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ. وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:
«أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ بِالطُّورِ وكتاب مسطور».

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة الطور (٥٢) : الآيات ١ الى ٢٠]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالطُّورِ (١) وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤)
وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨) يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩)
وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (١٢) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٤)
أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّما تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (١٧) فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (١٨) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٩)
مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٢٠)
قَوْلُهُ: وَالطُّورِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ الْجَبَلُ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى. قال مجاهد: الطُّورُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ الْجَبَلُ، وَالْمُرَادُ بِهِ طُورُ سَيْنَاءَ. قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: هُمَا طُورَانِ: يُقَالُ لأحد هما طور سينا، وَلِلْآخَرِ طُورُ زَيْتَا، لِأَنَّهُمَا يُنْبِتَانِ التِّينَ وَالزَّيْتُونَ. وَقِيلَ: هُوَ جَبَلُ مَدْيَنَ، وَقِيلَ: إِنَّ الطُّورَ كُلُّ جَبَلٍ يُنْبِتُ، وَمَا لَا يُنْبِتُ فَلَيْسَ بطور، أقسم الله سُبْحَانَهُ بِهَذَا الْجَبَلِ تَشْرِيفًا لَهُ وَتَكْرِيمًا. وَكِتابٍ مَسْطُورٍ الْمَسْطُورُ: الْمَكْتُوبُ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ: الْقُرْآنُ، وَقِيلَ: هُوَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ، وَقِيلَ: جَمِيعُ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ، وَقِيلَ: أَلْوَاحُ مُوسَى، وَقِيلَ: مَا تَكْتُبُهُ الْحَفَظَةُ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ، وَمِثْلُهُ: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً «١» وقوله:
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ «٢» فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ مُتَعَلِّقٌ بِمَسْطُورٍ، أَيْ: مَكْتُوبٌ فِي رَقٍّ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ:
فِي رَقٍّ بِفَتْحِ الراء، وقرأ أبو السمال بِكَسْرِهَا. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الرَّقُّ بِالْفَتْحِ مَا يُكْتَبُ فِيهِ، وَهُوَ جِلْدٌ رَقِيقٌ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ قَالَ الْمُبَرِّدُ: الرَّقُّ: مَا رَقَّ مِنَ الْجِلْدِ لِيُكْتَبَ فِيهِ، وَالْمَنْشُورُ:
الْمَبْسُوطُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَجَمْعُهُ رُقُوقٌ، وَمِنْ هَذَا قول المتلمّس:
(١). الإسراء: ١٣.
(٢). التكوير: ١٠.
113
فَكَأَنَّمَا هِيَ مِنْ تَقَادُمِ عَهْدِهَا رَقٌّ أُتِيحَ كِتَابُهَا مَسْطُورُ
وَأَمَّا الرِّقُّ بِالْكَسْرِ فَهُوَ الْمَمْلُوكُ، يُقَالُ عَبْدُ رِقٍّ وَعَبْدٌ مَرْقُوقٌ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ.
وَقِيلَ: فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا، وقيل: هو الكعبة، فعلى القولين الأوّلين كون وَصْفُهُ بِالْعِمَارَةِ بِاعْتِبَارِ مَنْ يَدْخُلُ إِلَيْهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَيَعْبُدُ اللَّهَ فِيهِ. وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّالِثِ يَكُونُ وَصْفُهُ بِالْعِمَارَةِ حَقِيقَةً أَوْ مَجَازًا بِاعْتِبَارِ كَثْرَةِ مَنْ يَتَعَبَّدُ فِيهِ مِنْ بَنِي آدَمَ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ يَعْنِي السَّمَاءَ، سَمَّاهَا سَقْفًا لِكَوْنِهَا كَالسَّقْفِ لِلْأَرْضِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً «١» وَقِيلَ: هُوَ الْعَرْشُ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ أَيِ: الْمُوقَدِ، مِنَ السَّجْرِ:
وَهُوَ إِيقَادُ النَّارِ فِي التنور، ومنه قوله: وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ «٢» وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الْبِحَارَ تُسَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فتكون نارا، وقيل: المسجور: المملوء، وقيل: إِنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَضْدَادُ، يُقَالُ: بَحْرٌ مَسْجُورٌ، أَيْ: مَمْلُوءٌ، وَبَحْرٌ مَسْجُورٌ، أَيْ: فَارِغٌ، وَقِيلَ: الْمَسْجُورُ: الْمَمْسُوكُ، وَمِنْهُ سَاجُورُ الْكَلْبِ، لِأَنَّهُ يُمْسِكُهُ. وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: الْمَسْجُورُ الَّذِي ذَهَبَ مَاؤُهُ، وَقِيلَ: الْمَسْجُورُ الْمَفْجُورُ، وَمِنْهُ: وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ «٣» وقال الربيع ابن أَنَسٍ: هُوَ الَّذِي يَخْتَلِطُ فِيهِ الْعَذْبُ بِالْمَالِحِ. وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، وَبِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَالْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُمْ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ هَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ، أَيْ: كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ لِمَنْ يَسْتَحِقُّهُ مَا لَهُ مِنْ دافِعٍ يَدْفَعُهُ وَيَرُدُّهُ عَنْ أَهْلِ النَّارِ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ خبر ثان لأن، أو صفة لواقع، و «من» مَزِيدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ. وَوَجْهُ تَخْصِيصِ هَذِهِ الْأُمُورِ بِالْإِقْسَامِ بِهَا أَنَّهَا عَظِيمَةٌ دَالَّةٌ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ الرَّبَّانِيَّةِ يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ «لَوَاقِعٌ» أَيْ: إِنَّهُ لَوَاقِعٌ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ دَافِعٍ. وَالْمَوْرُ:
الِاضْطِرَابُ وَالْحَرَكَةُ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: مَارَ الشَّيْءُ يَمُورُ مَوْرًا إِذَا تَحَرَّكَ وَجَاءَ وَذَهَبَ، قاله الأخفش وأبو عبيدة، وأنشد بَيْتَ الْأَعْشَى:
كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا مَشْيُ «٤» السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ
وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَاهُ إِلَّا إِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْمِشْيَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْبَيْتِ يُطْلَقُ الْمَوْرُ عَلَيْهَا لُغَةً.
وَقَالَ الضَّحَّاكُ: يَمُوجُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: تَدُورُ دَوْرًا، وَقِيلَ: تَجْرِي جَرْيًا، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ «٥» :
وَمَا زَالَتِ الْقَتْلَى تَمُورُ دِمَاؤُهَا بِدِجْلَةَ حَتَّى مَاءَ دِجْلَةَ أَشْكَلُ «٦»
وَيُطْلَقُ الْمَوْرُ عَلَى الْمَوْجِ، وَمِنْهُ نَاقَةٌ مَوَّارَةُ الْيَدِ، أَيْ: سَرِيعَةٌ تَمُوجُ فِي مَشْيِهَا مَوْجًا، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ الْعَذَابَ
(١). الأنبياء: ٣٢.
(٢). التكوير: ٦.
(٣). الانفطار: ٣.
(٤). في تفسير القرطبي: مور.
(٥). هو جرير.
(٦). «الأشكل» : ما فيه بياض وحمرة.
114
يَقَعُ بِالْعُصَاةِ وَلَا يَدْفَعُهُ عَنْهُمْ دَافِعٌ فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي تَكُونُ فِيهِ السَّمَاءُ هَكَذَا، وهو يوم القيامة. وقيل: إن السماء ها هنا الْفَلَكُ، وَمَوْرُهُ: اضْطِرَابُ نَظْمِهِ وَاخْتِلَافُ سَيْرِهِ وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً أَيْ: تَزُولُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، وَتَسِيرُ عَنْ مَوَاضِعِهَا كَسَيْرِ السَّحَابِ، وَتَكُونُ هَبَاءً مُنْبَثًّا، وقيل: ووجه تأكيد الفعلين بالمصدر الدالة على غرابتهما وخروجهما عن المعهود، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ مِثْلِ هَذَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ وَيْلٌ: كَلِمَةٌ تُقَالُ لِلْهَالِكِ، وَاسْمُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ، وَإِنَّمَا دَخَلَتِ الْفَاءُ لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ مَعْنَى الْمُجَازَاةِ، أَيْ: إِذَا وَقَعَ مَا ذُكِرَ مِنْ مَوْرِ السَّمَاءِ وَسَيْرِ الْجِبَالِ فَوَيْلٌ لَهُمْ. ثُمَّ وَصَفَ الْمُكَذِّبِينَ بِقَوْلِهِ: الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ أَيْ: فِي تَرَدُّدٍ فِي الْبَاطِلِ وَانْدِفَاعٍ فِيهِ يَلْهُونَ لَا يَذْكُرُونَ حِسَابًا وَلَا يَخَافُونَ عِقَابًا. وَالْمَعْنَى:
أَنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْذِيبِ وَالِاسْتِهْزَاءِ، وَقِيلَ: يَخُوضُونَ فِي أَسْبَابِ الدُّنْيَا وَيُعْرِضُونَ عَنِ الْآخِرَةِ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا الدعّ: الدفع بعنف وجفوة، يقال: دعّته أَدُعُّهُ دَعًّا، أَيْ: دَفَعْتُهُ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ يُدْفَعُونَ إِلَى النَّارِ دَفْعًا عَنِيفًا شَدِيدًا. قَالَ مُقَاتِلٌ: تُغَلُّ أَيْدِيهِمْ إِلَى أَعْنَاقِهِمْ، وَتُجْمَعُ نَوَاصِيهِمْ إِلَى أَقْدَامِهِمْ، ثُمَّ يُدْفَعُونَ إِلَى جَهَنَّمَ دَفْعًا عَلَى وُجُوهِهِمْ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: بِفَتْحِ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْعَيْنِ. وَقَرَأَ عَلِيٌّ وَالسُّلَمِيُّ وَأَبُو رَجَاءٍ وَزَيْدُ بْنُ عليّ وابن السّميقع بِسُكُونِ الدَّالِ وَتَخْفِيفِ الْعَيْنِ مَفْتُوحَةً، أَيْ: يُدْعَوْنَ إلى النار من الدعاء. و «يوم» إِمَّا بَدَلٌ مِنْ يَوْمَ تَمُورُ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِالْقَوْلِ الْمُقَدَّرِ فِي الْجُمْلَةِ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ، وَهِيَ هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ أَيْ: يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا، أَيْ: هَذِهِ النَّارُ الَّتِي تُشَاهِدُونَهَا هِيَ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ تُكَذِّبُونَ بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَالْقَائِلُ لَهُمْ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ هُمْ خَزَنَةُ النَّارِ، ثُمَّ وَبَّخَهُمْ سُبْحَانَهُ أَوْ أَمَرَ مَلَائِكَتَهُ بِتَوْبِيخِهِمْ، فَقَالَ: أَفَسِحْرٌ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ وَتُشَاهِدُونَ كَمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ لِرُسُلِ اللَّهِ الْمُرْسَلَةِ وَلِكُتُبِهِ الْمُنَزَّلَةِ، وَقُدِّمَ الْخَبَرُ هُنَا عَلَى الْمُبْتَدَأِ لِأَنَّهُ الَّذِي وَقَعَ الِاسْتِفْهَامُ عَنْهُ وَتَوَجَّهَ التَّوْبِيخُ إِلَيْهِ أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ أَيْ: أَمْ أَنْتُمْ عُمْيٌ عَنْ هَذَا كَمَا كُنْتُمْ عُمْيًا عَنِ الْحَقِّ فِي الدُّنْيَا اصْلَوْها فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا أَيْ: إِذَا لَمْ يُمْكِنْكُمْ إِنْكَارُهَا، وَتَحَقَّقْتُمْ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِسِحْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِي أَبْصَارِكُمْ خَلَلٌ، فَالْآنَ ادْخُلُوهَا وَقَاسُوا شِدَّتَهَا، فَاصْبِرُوا عَلَى الْعَذَابِ أَوْ لَا تَصْبِرُوا، وَافْعَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَالْأَمْرَانِ سَواءٌ عَلَيْكُمْ فِي عَدَمِ النفع، وقيل: أَيْضًا تَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا الْقَوْلَ، وَسَوَاءٌ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، أَيِ: الْأَمْرَانِ سَوَاءٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ، أَيْ: سَوَاءٌ عَلَيْكُمُ الصَّبْرُ وَعَدَمُهُ، وَجُمْلَةُ: إِنَّما تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تَعْلِيلٌ لِلِاسْتِوَاءِ، فَإِنَّ الْجَزَاءَ بِالْعَمَلِ إِذَا كَانَ وَاقِعًا حَتْمًا كَانَ الصَّبْرُ وَعَدَمُهُ سَوَاءً إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ لَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ ذِكْرِ حَالِ الْمُجْرِمِينَ ذَكَرَ حَالَ الْمُتَّقِينَ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُسْتَأْنَفَةً، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مِنْ جُمْلَةِ مَا يُقَالُ لِلْكُفَّارِ زِيَادَةً فِي غَمِّهِمْ وَحَسْرَتِهِمْ، وَالتَّنْوِينُ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ لِلتَّفْخِيمِ فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ يُقَالُ رَجُلٌ فَاكِهٌ، أَيْ: ذُو فَاكِهَةٍ، كَمَا قِيلَ: لَابِنٌ، وَتَامِرٌ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ ذَوُو فَاكِهَةٍ مِنْ فَوَاكِهِ الْجَنَّةِ، وَقِيلَ: ذَوُو نِعْمَةٍ وَتَلَذُّذٍ بِمَا صَارُوا فِيهِ مِمَّا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ مَعْنَى هَذَا. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: فاكِهِينَ بِالْأَلِفِ وَالنَّصْبِ عَلَى الْحَالِ. وَقَرَأَ خَالِدٌ: «فَاكِهُونَ» بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ. وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَكِهِينَ»
115
بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَالْفَكِهُ: طَيِّبُ النَّفْسِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الدُّخَانِ، وَيُقَالُ لِلْأَشِرِ وَالْبَطِرِ، وَلَا يُنَاسِبُ التَّفْسِيرُ بِهِ هُنَا وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ مَعْطُوفٌ عَلَى آتَاهُمْ، أَوْ عَلَى خَبَرِ إِنَّ، أَوِ الْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ بِإِضْمَارِ قَدْ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً أَيْ: يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ، وَالْهَنِيءُ: مَا لَا تَنْغِيصَ فِيهِ وَلَا نَكَدَ وَلَا كَدَرَ.
قَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْ ليهنئكم ما صرتم إليه هنيئا وَالْمَعْنَى: كُلُوا طَعَامًا هَنِيئًا، وَاشْرَبُوا شَرَابًا هَنِيئًا، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَنِيئًا فِي سُورَةِ النِّسَاءِ، وَقِيلَ: مَعْنَى هَنِيئًا: أَنَّكُمْ لَا تَمُوتُونَ مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ انْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ كُلُوا، أَوْ مِنْ مَفْعُولِ آتَاهُمْ، أَوْ مِنْ مَفْعُولِ وَقَاهُمْ، أَوْ مِنَ الْضَمِيرِ الْمُسْتَكِنِ فِي الظَّرْفِ، أَوْ مِنَ الضَّمِيرِ فِي فَاكِهِينَ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: عَلى سُرُرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ الْأُولَى. وقرأ أبو السمال: بِفَتْحِهَا، وَالسُّرُرُ: جَمْعُ سَرِيرٍ. وَالْمَصْفُوفَةُ: الْمُتَّصِلُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ حَتَّى تَصِيرَ صَفًّا وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ أَيْ:
قَرَنَّاهُمْ بِهَا. قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: تَقُولُ الْعَرَبُ زَوَّجْتُهُ امْرَأَةً وَتَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ، وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ زَوَّجْتُهُ بِامْرَأَةٍ. قَالَ: وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ أَيْ: قَرَنَّاهُمْ بِهِنَّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: زَوَّجْتُهُ بِامْرَأَةٍ لُغَةُ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْحُورِ الْعِينِ فِي سُورَةِ الدُّخَانِ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: بِحُورٍ عِينٍ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ. وَقَرَأَ عِكْرِمَةُ بِإِضَافَةِ الْحُورِ إِلَى الْعِينِ.
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالطُّورِ قَالَ: جَبَلٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطُّورُ: جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ» وَكَثِيرٌ: ضَعِيفٌ جِدًّا. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ قَالَ: فِي الْكِتَابِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغير هما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في حديث الإسراء بعد مجاوزه إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: «ثُمَّ رُفِعَ إِلَيَّ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ». وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي الْمَصَاحِفِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ عَلِيًّا عَنِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ فَقَالَ: ذلك الضراح بيت فوق سبع سماوات تَحْتَ الْعَرْشِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ نَحْوَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر وَرَفَعَهُ. قَالَ: إِنَّ الْبَيْتَ الْمُعْمُورَ لَبِحِيَالِ الْكَعْبَةِ، لَوْ سَقَطَ مِنْهُ شَيْءٌ لَسَقَطَ عَلَيْهَا، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ. وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ، وَضَعَّفَ إِسْنَادَهُ السُّيُوطِيُّ. وَأَخْرَجَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ: وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ قَالَ:
السَّمَاءُ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي قَوْلِهِ:
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ قَالَ: بَحْرٌ فِي السَّمَاءِ تَحْتَ الْعَرْشِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْمَسْجُورُ: الْمَحْبُوسُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ: الْمَسْجُورُ:
116
﴿ وكتاب مَّسْطُورٍ ﴾ المسطور : المكتوب، والمراد بالكتاب : القرآن، وقيل : هو اللوح المحفوظ، وقيل : جميع الكتب المنزلة، وقيل : ألواح موسى، وقيل : ما تكتبه الحفظة، قاله الفراء وغيره، ومثله :﴿ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَة كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُوراً ﴾ [ الإسراء : ١٣ ] وقوله :﴿ وَإِذَا الصحف نُشِرَتْ ﴾ [ التكوير : ١٠ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ متعلق بمسطور : أي مكتوب في رقّ. قرأ الجمهور ﴿ في رق ﴾ بفتح الراء، وقرأ أبو السماك بكسرها. قال الجوهري : الرقّ بالفتح ما يكتب فيه، وهو جلد رقيق، ومنه قوله تعالى :﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال المبرد : الرقّ ما رقّ من الجلد ليكتب فيه، والمنشور : المبسوط. قال أبو عبيدة : وجمعه رقوق، ومن هذا قول المتلمس :
فكأنما هي من تقادم عهدها رقّ أتيح كتابها مسطور
وأما الرقّ بالكسر فهو المملوك، يقال : عبد رقّ، وعبد مرقوق.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ والبيت المعمور ﴾ في السماء السابعة. وقيل : في سماء الدنيا، وقيل : هو الكعبة، فعلى القولين الأوّلين يكون وصفه بالعمارة باعتبار من يدخل إليه من الملائكة ويعبد الله فيه. وعلى القول الثالث، يكون وصفه بالعمارة حقيقة أو مجازاً باعتبار كثرة من يتعبد فيه من بني آدم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ والسقف المرفوع ﴾ يعني : السماء سماها سقفاً لكونها كالسقف للأرض، ومنه قوله :﴿ وَجَعَلْنَا السماء سَقْفاً مَّحْفُوظاً ﴾ [ الأنبياء : ٣٢ ] وقيل : هو العرش.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ والبحر المسجور ﴾ أي الموقد، من السجر : وهو إيقاد النار في التنور، ومنه قوله :﴿ وَإِذَا البحار سُجّرَتْ ﴾ [ التكوير : ٦ ] وقد روي أن البحار تسجر يوم القيامة فتكون ناراً، وقيل : المسجور : المملوء، قيل : إنه من أسماء الأضداد، يقال : بحر مسجور أي مملوء، وبحر مسجور : أي فارغ، وقيل : المسجور : الممسوك، ومنه ساجور الكلب لأنه يمسكه. وقال أبو العالية : المسجور : الذي ذهب ماؤه، وقيل : المسجور : المفجور، ومنه :﴿ وَإِذَا البحار فُجّرَتْ ﴾ [ الإنفطار : ٣ ] وقال الربيع بن أنس : هو الذي يختلط فيه العذب بالمالح. والأوّل أولى، وبه قال مجاهد والضحاك ومحمد بن كعب والأخفش وغيرهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ لَوَاقِعٌ ﴾ هذا جواب القسم : أي كائن لا محالة لمن يستحقه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ ﴾ يدفعه ويرده عن أهل النار، وهذه الجملة خبر ثان لإن، أو صفة لواقع، و «من » مزيدة للتأكيد. ووجه تخصيص هذه الأمور بالإقسام بها أنها عظيمة دالة على كمال القدرة الربانية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً ﴾ العامل في الظرف ﴿ لواقع ﴾ : أي إنه لواقع في هذا اليوم، ويجوز أن يكون العامل فيه ﴿ دافع ﴾. والمور : الاضطراب والحركة. قال أهل اللغة : مار الشيء يمور موراً : إذا تحرك وجاء وذهب قاله الأخفش وأبو عبيدة : وأنشدا بيت الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها مشي السحابة لا ريث ولا عجل
وليس في البيت ما يدلّ على ما قالاه إلاّ إذا كانت هذه المشية المذكورة في البيت يطلق المور عليها لغة. وقال الضحاك : يموج بعضها في بعض، وقال مجاهد : تدور دوراً، وقيل : تجرى جرياً، ومنه قول الشاعر :
وما زالت القتلى تمور دماؤها بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
ويطلق المور على الموج، ومنه : ناقة موارة اليد : أي سريعة تموج في مشيها موجاً، ومعنى الآية : أن العذاب يقع بالعصاة ولا يدفعه عنهم دافع في هذا اليوم الذي تكون فيه السماء هكذا، وهو يوم القيامة. وقيل : إن السماء ها هنا الفلك، وموره : اضطراب نظمه واختلاف سيره.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ وَتَسِيرُ الجبال سَيْراً ﴾ أي تزول عن أماكنها وتسير عن مواضعها كسير السحاب، وتكون هباءً منبثاً، قيل : ووجه تأكيد الفعلين بالمصدر الدالة على غرابتها وخروجهما عن المعهود، وقد تقدّم تفسير مثل هذا في سورة الكهف.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ ويل : كلمة تقال للهالك، واسم واد في جهنم، وإنما دخلت الفاء لأن في الكلام معنى المجازاة : أي إذا وقع ما ذكر من مور السماء، وسير الجبال فويل لهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
ثم وصف المكذبين بقوله :﴿ الذين هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ﴾ أي في تردّد في الباطل، واندفاع فيه يلهون لا يذكرون حساباً، ولا يخافون عقاباً. والمعنى : أنهم يخوضون في أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالتكذيب والاستهزاء، وقيل : يخوضون في أسباب الدنيا ويعرضون عن الآخرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ الدعّ : الدفع بعنف وجفوة، يقال : دععته أدعه دعًّا : أي دفعته، والمعنى : أنهم يدفعون إلى النار دفعاً عنيفاً شديداً. قال مقاتل : تغلّ أيديهم إلى أعناقهم، وتجمع نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يدفعون إلى جهنم دفعاً على وجوههم. قرأ الجمهور بفتح الدال وتشديد العين. وقرأ عليّ والسلمي وأبو رجاء وزيد بن عليّ وابن السميفع بسكون الدال وتخفيف العين مفتوحة أي يدعون إلى النار من الدعاء. و«يوم » إما بدل من ﴿ يوم تمور ﴾، أو متعلق بالقول المقدر في الجملة التي بعد هذه، وهي ﴿ هذه النار التي كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ هذه النار التي كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ ﴾ أي يقال لهم ذلك يوم يُدَعُّون إلى نار جهنم دعًّا : أي هذه النار التي تشاهدونها هي النار التي كنتم تكذبون بها في الدنيا، والقائل لهم بهذه المقالة هم خزنة النار.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
ثم وبخهم سبحانه، أو أمر ملائكته بتوبيخهم، فقال :﴿ أَفَسِحْرٌ هذا ﴾ الذي ترون وتشاهدون، كما كنتم تقولون لرسل الله المرسلة ولكتبه المنزلة، وقدّم الخبر هنا على المبتدأ لأنه الذي وقع الاستفهام عنه، وتوجه التوبيخ إليه ﴿ أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ﴾ أي أم أنتم عمي عن هذا كما كنتم عمياً عن الحقّ في الدنيا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ اصلوها فاصبروا أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ ﴾ أي إذا لم يمكنكم إنكارها، وتحققتم أن ذلك ليس بسحر، ولم يكن في أبصاركم خلل، فالآن ادخلوها وقاسوا شدّتها، فاصبروا على العذاب أو لا تصبروا وافعلوا ما شئتم، فالأمران ﴿ سَوَاء عَلَيْكُمْ ﴾ في عدم النفع، قيل : أيضاً تقول لهم الملائكة هذا القول، ﴿ وَسَوَاء ﴾ خبر مبتدأ محذوف : أي الأمران سواء، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف : أي سواء عليكم الصبر وعدمه، وجملة :﴿ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ تعليل للاستواء، فإن الجزاء بالعمل إذا كان واقعاً حتماً كان الصبر وعدمه سواء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ إِنَّ المتقين فِي جنَّاتِ وَنَعِيمٍ ﴾ لما فرغ سبحانه من ذكر حال المجرمين ذكر حال المتقين، وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة ويجوز أن تكون من جملة ما يقال للكفار زيادة في غمهم وحسرتهم، والتنوين في ﴿ جنات وَنَعِيمٍ ﴾ للتفخيم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ فكهين بِمَا ءاتاهم رَبُّهُمْ ﴾ يقال : رجل فاكه : أي ذو فاكهة، كما قيل : لابن وتامر. والمعنى : أنهم ذوو فاكهة من فواكه الجنة، وقيل : ذوو نعمة وتلذّذ بما صاروا فيه مما أعطاهم الله عزّ وجلّ مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقد تقدّم بيان معنى هذا. قرأ الجمهور :﴿ فاكهين ﴾ بالألف والنصب على الحال. وقرأ خالد :( فاكهون ) بالرفع على أنه خبر بعد خبر. وقرأ ابن عباس ( فكهين ) بغير ألف، والفكه : طيب النفس، كما تقدم في الدخان، ويقال للأشر والبطر، ولا يناسب التفسير به هنا ﴿ ووقاهم رَبُّهُمْ عَذَابَ الجحيم ﴾ معطوف على آتاهم، أو على خبر إنّ، أو الجملة في محل نصب على الحال بإضمار قد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي يقال لهم ذلك، والهنيء : ما لا تنغيص فيه ولا نكد ولا كدر. قال الزجاج : أي ليهنئكم ما صرتم إليه هناءً، والمعنى : كلوا طعاماً هنيئًا، واشربوا شراباً هنيئًا، وقد تقدم تفسير هنيئًا في سورة النساء، وقيل : معنى ﴿ هنيئاً ﴾ : أنكم لا تموتون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
﴿ مُتَّكِئِينَ على سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ﴾ انتصابه على الحال من فاعل كلوا، أو من مفعول آتاهم، أو من مفعول وقاهم، أو من الضمير المستكنّ في الظرف، أو من الضمير في ﴿ فاكهين ﴾. قرأ الجمهور :﴿ على سُرُرٍ ﴾ بضم الراء الأولى. وقرأ أبو السماك بفتحها، والسرر : جمع سرير. والمصفوفة المتصل بعضها ببعض حتى تصير صفاً ﴿ وزوجناهم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ أي قرناهم بها. قال يونس بن حبيب : تقول العرب : زوّجته امرأة، وتزوّجت بامرأة، وليس من كلام العرب زوّجته بامرأة. قال : وقول الله تعالى :﴿ وزوجناهم بِحُورٍ عِينٍ ﴾ أي قرناهم بهنّ.
وقال الفرّاء : زوّجته بامرأة لغة أزدشنوءة، وقد تقدم تفسير الحور العين في سورة الدخان. قرأ الجمهور :﴿ بحورٍ عينٍ ﴾ من غير إضافة. وقرأ عكرمة بإضافة الحور إلى العين.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي حاتم، والحاكم وصححه عن ابن عباس :﴿ والطور ﴾ قال : جبل. وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جدّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الطور جبل من جبال الجنة» وكثير ضعيف جدًّا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فِي رَقّ مَّنْشُورٍ ﴾ قال : في الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة»، وفي الصحيحين وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة :«ثم رفع إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه». وأخرج عبد الّرزّاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكوّاء سأل علياً عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح، بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبداً إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر ورفعه، قال : إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفاً، ثم لا يعودون إليه. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه، وضعف إسناده السيوطي. وأخرج ابن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، والحاكم وصححه، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والسقف المرفوع ﴾ قال : السماء. وأخرج عبد الرّزّاق، وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والبحر المسجور ﴾ قال : بحر في السماء تحت العرش. وأخرج ابن جرير عن ابن عمر مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : المسجور : المحبوس. وأخرج ابن المنذر عنه قال : المسجور : المرسل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السماء مَوْراً ﴾ قال : تحرك، وفي قوله :﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾ قال : يدفعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يوم يدعون إلى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾ قال : يدفع في أعناقهم حتى يردوا النار. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ كُلُواْ واشربوا هَنِيئَاً ﴾ أي لا تموتون فيها، فعندها قالوا :﴿ أَفَمَا نَحْنُ بِمَيّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأولى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [ الصافات : ٥٨، ٥٩ ].
الْمُرْسَلُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً قَالَ: تَحَرَّكُ، وَفِي قَوْلِهِ: يَوْمَ يُدَعُّونَ قَالَ: يُدْفَعُونَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا قَالَ: يُدْفَعُ فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَرِدُوا النَّارَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ: كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً أَيْ: لَا تَمُوتُونَ فِيهَا، فَعِنْدَهَا قَالُوا: أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ- إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ «١».
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ٢١ الى ٣٤]
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (٢١) وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢) يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لَا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (٢٣) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٥)
قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠)
قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤)
لَمَّا فَرَغَ سُبْحَانَهُ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَلَى الْعُمُومِ ذَكَرَ حَالَ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ عَلَى الْخُصُوصِ، فَقَالَ: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَالْمَوْصُولُ مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ أَلْحَقْنا بِهِمْ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ، أَيْ: وَأَكْرَمْنَا الَّذِينَ آمَنُوا، وَيَكُونُ «أَلْحَقْنَا» مُفَسِّرًا لِهَذَا الْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ:
وَاتَّبَعَتْهُمْ بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الذُّرِّيَّةِ. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو: «أَتْبَعْنَاهُمْ» بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ، كَقَوْلِهِ:
ألحقنا. وقرأ الجمهور: ذُرِّيَّتُهُمْ بِالْإِفْرَادِ. وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ عَلَى الْجَمْعِ، وَجُمْلَةُ:
وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ معطوف على آمنوا، أو معترضة، و «بِإِيمانٍ» مُتَعَلِّقٌ بِالِاتِّبَاعِ، وَمَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ:
أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ إِلَيْهِ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَلِ لِتَقَرَّ عَيْنُهُ، وَتَطِيبَ نَفْسُهُ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، فَيَخْتَصُّ ذَلِكَ بِمَنْ يَتَّصِفُ بِالْإِيمَانِ مِنَ الذُّرِّيَّةِ وَهُمُ الْبَالِغُونَ دُونَ الصِّغَارِ، فَإِنَّهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَاحِقِينَ بِآبَائِهِمْ فَبِدَلِيلٍ آخَرَ غَيْرِ هَذِهِ الْآيَةِ. وَقِيلَ: إِنَّ الذُّرِّيَّةَ تُطْلَقُ عَلَى الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ كَمَا هُوَ الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ، فَيَلْحَقُ بِالْآبَاءِ الْمُؤْمِنِينَ صِغَارُ ذَرِّيَّتِهِمْ وَكِبَارُهُمْ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ: بِإِيمانٍ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، أَيْ: بِإِيمَانٍ مِنَ الْآبَاءِ. وَقِيلَ: إِنَّ الضَّمِيرَ فِي «بِهِمْ» رَاجِعٌ إِلَى الذُّرِّيَّةِ الْمَذْكُورَةِ أَوَّلًا، أَيْ: أَلْحَقَنَا بِالذُّرِّيَّةِ الْمُتَّبِعَةِ لِآبَائِهِمْ بِإِيمَانٍ ذُرِّيَّتَهُمْ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالَّذِينِ آمَنُوا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَقَطْ، وَظَاهِرُ الْآيَةِ الْعُمُومُ، وَلَا يُوجِبُ تَخْصِيصَهَا بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ كَوْنُهُمُ السَّبَبَ فِي نُزُولِهَا إِنْ صَحَّ ذَلِكَ، فَالِاعْتِبَارُ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ قرأ الجمهور بفتح اللام من أَلَتْناهُمْ وقرأ ابن كثير بكسرها،
(١). الصافات: ٥٨- ٥٩.
117
أَيْ: وَمَا نَقَصْنَا الْآبَاءَ بِإِلْحَاقِ ذُرِّيَّتِهِمْ بِهِمْ مِنْ ثَوَابِ أَعْمَالِهِمْ شَيْئًا، فَضَمِيرُ الْمَفْعُولِ عَائِدٌ إِلَى الَّذِينَ آمَنُوا. وَقِيلَ:
الْمَعْنَى: وَمَا نَقَصْنَا الذرية من أعمالهم لِقِصَرِ أَعْمَارِهِمْ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، وَقَدْ قَدَّمْنَا تَحْقِيقَ مَعْنَى لَاتَهُ وَأَلَاتَهُ فِي سُورَةِ الْحُجُرَاتِ. وَقَرَأَ ابْنُ هُرْمُزَ «١» آلَتْنَاهُمْ بِالْمَدِّ، وَهُوَ لُغَةٌ. قَالَ فِي الصِّحَاحِ: يُقَالُ: مَا آلَتَهُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْئًا، أَيْ: مَا نَقَصَهُ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ رهين بِمَعْنَى مَرْهُونٍ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ عَامٌّ، وَأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِهِ، فَإِنْ قَامَ بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ فَكَّهُ وَإِلَّا أهلكه. وقيل: هو بمعنى راهن، كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ دَائِمٌ ثَابِتٌ. وَقِيلَ: هَذَا خَاصٌّ بِالْكُفَّارِ لِقَوْلِهِ: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ- إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ «٢» ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ مَا أَمَدَّهُمْ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ فَقَالَ: وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ أَيْ: زِدْنَاهُمْ عَلَى مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ النَّعِيمِ بِفَاكِهَةٍ مُتَنَوِّعَةٍ، وَلَحْمٍ مِنْ أَنْوَاعِ اللُّحْمَانِ مِمَّا تَشْتَهِيهِ أَنْفُسُهُمْ وَيَسْتَطِيبُونَهُ يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً أَيْ: يَتَعَاطَوْنَ وَيَتَنَاوَلُونَ كَأْسًا، وَالْكَأْسُ: إِنَاءُ الْخَمْرِ، وَيُطْلَقُ عَلَى كُلِّ إِنَاءٍ مَمْلُوءٍ مَنْ خَمْرٍ أَوْ غَيْرِهِ، فَإِذَا فَرَغَ لَمْ يُسَمَّ كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ قَالَ الزَّجَّاجُ: لَا يَجْرِي بَيْنَهُمْ مَا يُلْغِي وَلَا مَا فيه إثم يَجْرِي بَيْنَ مَنْ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، وَالتَّأْثِيمُ: تَفْعِيلٌ مِنَ الْإِثْمِ، وَالضَّمِيرُ فِي فِيها رَاجِعٌ إِلَى الْكَأْسِ، وَقِيلَ: «لَا لَغْوٌ فِيها» أَيْ: فِي الْجَنَّةِ وَلَا يَجْرِي فِيهَا مَا فيها إِثْمٌ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ:
لَا تَذْهَبُ بِعُقُولِهِمْ فَيَلْغَوْا كَمَا يَكُونُ مِنْ خَمْرِ الدُّنْيَا، وَلَا يَكُونُ مِنْهُمْ مَا يُؤَثِّمُهُمْ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: «لَا تَأْثِيمٌ» أَيْ: لَا كَذِبَ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: لَا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ فِيهِمَا. وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ بِفَتْحِهِمَا مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ. قَالَ قَتَادَةُ: اللَّغْوُ: الْبَاطِلُ. وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: لَا فُضُولَ فيها. وقال سعيد ابن الْمُسَيَّبِ: لَا رَفَثَ فِيهَا. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: لَا سِبَابَ وَلَا تَخَاصُمَ فِيهَا. وَالْجُمْلَةُ فِي محل نصب على الحال صفة لكأسا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ أَيْ: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ بِالْكَأْسِ وَالْفَوَاكِهِ وَالطَّعَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَمَالِيكٌ لَهُمْ، وَقِيلَ: أَوْلَادُهُمْ كَأَنَّهُمْ فِي الْحُسْنِ وَالْبَهَاءِ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ أَيْ: مَسْتُورٌ مَصُونٌ فِي الصَّدَفِ لَمْ تَمَسَّهُ الْأَيْدِي. قَالَ الْكِسَائِيُّ: كَنَنْتُ الشَّيْءَ: سَتَرْتُهُ وَصُنْتُهُ مِنَ الشَّمْسِ، وَأَكْنَنْتُهُ: جَعَلْتُهُ فِي الْكِنِّ، وَمِنْهُ: كَنَنْتُ الْجَارِيَةَ، وَأَكْنَنْتُهَا، فَهِيَ مَكْنُونَةٌ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ أَيْ: يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْجَنَّةِ عَنْ حَالِهِ، وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ تَعَبِ الدُّنْيَا وَخَوْفِ الْعَاقِبَةِ، فَيَحْمَدُونَ اللَّهَ الَّذِي أَذْهَبَ عَنْهُمُ الْحَزَنَ وَالْخَوْفَ وَالْهَمَّ، وَمَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْكَدِّ وَالنَّكَدِ بِطَلَبِ الْمَعَاشِ وَتَحْصِيلِ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ مِنَ الرِّزْقِ. وَقِيلَ: يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ:
بِمَ صِرْتُمْ فِي هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الرَّفِيعَةِ؟ وَقِيلَ: إِنَّ التَّسَاؤُلَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ الْبَعْثِ مِنَ الْقُبُورِ. وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِدَلَالَةِ السِّيَاقِ عَلَى أَنَّهُمْ قَدْ صَارُوا فِي الْجَنَّةِ، وَجُمْلَةُ قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ، كَأَنَّهُ قِيلَ: مَاذَا قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عِنْدَ التَّسَاؤُلِ؟ فَقِيلَ: قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ، أَيْ: قَبْلَ الْآخِرَةِ، وَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا فِي أَهْلِنَا خَائِفِينَ وَجِلِينَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، أَوْ كُنَّا خَائِفِينَ مِنْ عِصْيَانِ اللَّهِ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ أَوْ بِالتَّوْفِيقِ لِطَاعَتِهِ وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ يَعْنِي عَذَابَ جَهَنَّمَ، وَالسَّمُومُ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ، كذا قال
(١). في تفسير القرطبي (١٧/ ٦٧) : أبو هريرة.
(٢). المدثر: ٣٨- ٣٩. [.....]
118
الْحَسَنُ وَمُقَاتِلٌ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ عَذَابُ النَّارِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: سُمُومُ جَهَنَّمَ مَا يُوجَدُ مِنْ حَرِّهَا.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السَّمُومُ بِالنَّهَارِ، وَقَدْ يَكُونُ بِاللَّيْلِ، وَالْحَرُورُ بِاللَّيْلِ، وَقَدْ يَكُونُ بِالنَّهَارِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ السَّمُومُ فِي لَفْحِ الْبَرْدِ، وَفِي لَفْحِ الشَّمْسِ وَالْحَرِّ أَكْثَرَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
الْيَوْمَ يَوْمٌ بَارِدٌ سَمُومُهُ مَنْ جَزِعَ الْيَوْمَ فَلَا أَلُومُهُ
وَقِيلَ: سُمِّيَتِ الرِّيحُ سَمُومًا لِأَنَّهَا تَدْخُلُ الْمَسَامَّ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ أَيْ: نُوَحِّدُ اللَّهَ وَنَعْبُدُهُ، أَوْ نَسْأَلُهُ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ، وَقَرَأَ نَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ بِفَتْحِهَا، أَيْ لِأَنَّهُ، وَالْبَرُّ: كَثِيرُ الْإِحْسَانِ، وَقِيلَ: اللَّطِيفُ، وَالرَّحِيمُ: كَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِعِبَادِهِ فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ أَيِ: اثْبُتْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ، وَالْبَاءُ متعلّقة بمحذوف هو حال، أي: ما أنت متلبسا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكَ مِنْ رَجَاحَةِ الْعَقْلِ وَالنُّبُوَّةِ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ، وَقِيلَ: بِمَحْذُوفٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، أَيْ: مَا أَنْتَ في حَالَ إِذْكَارِكَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ، وَقِيلَ: الْبَاءُ سَبَبِيَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَضْمُونِ الْجُمْلَةِ الْمَنْفِيَّةِ، وَالْمَعْنَى: انْتَفَى عَنْكَ الْكِهَانَةُ وَالْجُنُونُ بِسَبَبِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ، كَمَا تَقُولُ: مَا أَنَا بِمُعْسِرٍ بِحَمْدِ اللَّهِ. وَقِيلَ: الْبَاءُ لِلْقَسَمِ مُتَوَسِّطَةٌ بَيْنَ اسْمِ مَا وَخَبَرِهَا، وَالتَّقْدِيرُ:
مَا أَنْتَ وَنِعْمَةِ اللَّهِ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ، وَالْكَاهِنُ: هُوَ الَّذِي يُوهِمُ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ مِنْ دُونِ وَحْيٍ، أَيْ: لَيْسَ مَا تَقُولُهُ كِهَانَةٌ، فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَنْطِقُ بِالْوَحْيِ الَّذِي أَمَرَكَ اللَّهُ بِإِبْلَاغِهِ. وَالْمَقْصُودُ مِنَ الْآيَةِ رَدُّ مَا كَانَ يَقُولُهُ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ كَاهِنٌ أَوْ مَجْنُونٌ أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ «أَمْ» هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْخِلَافُ هَلْ هِيَ مُقَدَّرَةٌ بِبَلْ وَالْهَمْزَةِ، أَوْ بِبَلْ وَحْدَهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: هِيَ هُنَا لِلِاسْتِفْهَامِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ:
خُوطِبَ الْعِبَادُ بِمَا جَرَى فِي كَلَامِهِمْ. قَالَ النَّحَّاسُ: يُرِيدُ سِيبَوَيْهِ أَنَّ «أَمْ» فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لِلْخُرُوجِ مِنْ حديث إلى حديث، و «نتربص» في محل رفع صفة لشاعر، و «ريب الْمَنُونِ» : صُرُوفُ الدَّهْرِ، وَالْمَعْنَى: نَنْتَظِرُ بِهِ حَوَادِثَ الْأَيَّامِ فَيَمُوتُ كَمَا مَاتَ غَيْرُهُ، أَوْ يَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ مَنْ قَبْلَهُ، وَالْمَنُونُ يَكُونُ بِمَعْنَى الدَّهْرِ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْمَنِيَّةِ. قَالَ الْأَخْفَشُ: الْمَعْنَى نَتَرَبَّصُ إِلَى رَيْبِ الْمَنُونِ، فَحُذِفَ حَرْفُ الْجَرِّ، كَمَا تَقُولُ: قَصَدْتُ زَيْدًا، وَقَصَدْتُ إِلَى زَيْدٍ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الشَّاعِرُ:
تَرَبَّصْ بِهَا رَيْبَ الْمَنُونِ لَعَلَّهَا تُطَلَّقُ يوما أو يموت حليلها
وقول أبي ذؤيب الهذلي:
أمن المنون وريبه تَتَوَجَّعُ وَالدَّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْمَنُونُ وَاحِدٌ لَا جَمْعَ لَهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ. ثُمَّ أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُجِيبَ عَنْهُمْ، فَقَالَ: قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ أَيِ:
انْتَظِرُوا مَوْتِي أَوْ هَلَاكِي، فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ لِمَوْتِكُمْ أَوْ هَلَاكِكُمْ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ «نَتَرَبَّصُ» بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ إِلَى جماعة المتكلمين. وَقَرَأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ. أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَيْ: بَلْ
119
أتأمرهم عقولهم بهذا الكلام المتناقض، فإن الْكَاهِنَ هُوَ الْمُفْرِطُ فِي الْفِطْنَةِ وَالذَّكَاءِ، وَالْمَجْنُونُ: هُوَ ذَاهِبُ الْعَقْلِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ فِطْنَةٌ وَذَكَاءٌ. قَالَ الْوَاحِدِيُّ: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: كانت عظماء قريش توصف بالأحلام، وَجَاوَزُوا الْحَدَّ فِي الْعِنَادِ، فَقَالُوا مَا قَالُوا، وهذه الاضطرابات مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ مَعَ الِاسْتِفْهَامِ كَمَا هُوَ مَدْلُولُ «أَمِ» الْمُنْقَطِعَةِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَا تَعَقَّبَهَا أَشْنَعُ مِمَّا تَقَدَّمَهَا، وَأَكْثَرُ جُرْأَةً وَعِنَادًا أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ أَيِ: اخْتَلَقَ الْقُرْآنَ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ وَافْتَعَلَهُ، وَالتَّقَوُّلُ لَا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي الْكَذِبِ فِي الْغَالِبِ، وَإِنْ كَانَ أَصْلُهُ تَكَلُّفَ الْقَوْلِ، وَمِنْهُ اقْتَالَ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ اقتال عليه: بمعنى تحكّم، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ «١» :
وَمَنْزِلَةٍ فِي دَارِ صِدْقٍ وَغِبْطَةٍ وَمَا اقْتَالَ فِي حُكْمٍ عَلَيَّ طَبِيبُ
ثم أضرب سبحانه عن قولهم: تَقَوَّلَهُ وَانْتَقَلَ إِلَى مَا هُوَ أَشَدُّ شَنَاعَةً عَلَيْهِمْ فَقَالَ: بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ أَيْ: سَبَبُ صُدُورِ هَذِهِ الْأَقْوَالِ. الْمُتَنَاقِضَةِ عَنْهُمْ كَوْنُهُمْ كُفَّارًا لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ، وَلَا يُصَدِّقُونَ مَا جَاءَ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ تَحَدَّاهُمْ سُبْحَانَهُ وَأَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةَ فَقَالَ: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ أَيْ: مِثْلِ الْقُرْآنِ فِي نَظْمِهِ، وَحُسْنِ بَيَانِهِ، وَبَدِيعِ أُسْلُوبِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ فِيمَا زَعَمُوا مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَوَّلَهُ وَجَاءَ بِهِ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ مَعَ أَنَّهُ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ، وَهُمْ رُؤُوسُ الْعَرَبِ وَفُصَحَاؤُهُمْ وَالْمُمَارِسُونَ لِجَمِيعِ الْأَوْضَاعِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ نَظْمٍ وَنَثْرٍ.
وَقَدْ أَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَهَنَّادٌ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِنِ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي العمل لتقرّ بهم عَيْنُهُ. ثُمَّ قَرَأَ:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ»
الْآيَةَ. وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ مَرْفُوعًا. وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ الْجَنَّةَ سَأَلَ عَنْ أَبَوَيْهِ وَزَوْجَتِهِ وَوَلَدِهِ، فَيُقَالُ:
إِنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَكَ وَعَمَلَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ لِي وَلَهُمْ، فَيُؤْمَرُ بِإِلْحَاقِهِمْ بِهِ»
وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ الْآيَةَ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الْمُسْنَدِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي النَّارِ» ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِينَ آمَنُوا الْآيَةَ. وَإِسْنَادُهُ هَكَذَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمَا فِي النَّارِ، فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهَا قَالَ: لَوْ رَأَيْتِ مَكَانَهُمَا لَأَبْغَضْتِهِمَا، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَلَدِي مِنْكَ. قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي النَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ: وَالَّذِينَ آمَنُوا» الْآيَةَ. وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّهَ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فيقول: يا ربّ
(١). هو كعب بن سعد الغنوي.
120
ثم ذكر سبحانه ما أمدّهم به من الخير، فقال :﴿ وأمددناهم بفاكهة وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ أي زدناهم على ما كان لهم من النعيم بفاكهة متنوّعة، ولحم من أنواع اللحمان مما تشتهيه أنفسهم ويستطيبونه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ يتنازعون فِيهَا كَأْساً ﴾ أي يتعاطون ويتناولون كأساً، والكأس : إناء الخمر، ويطلق على كل إناء مملوء من خمر أو غيره، فإذا فرغ لم يسم كأساً ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ قال الزجاج : لا يجري بينهم ما يلغي ولا ما فيه إثم، كما يجري بين من يشرب الخمر في الدنيا، والتأثيم تفعيل من الإثم، والضمير في ﴿ فِيهَا ﴾ راجع إلى الكأس، وقيل : لا لغو فيها : أي في الجنة ولا يجري فيها ما فيه إثم والأوّل أولى.
قال ابن قتيبة : لا تذهب بعقولهم فيلغوا، كما يكون من خمر الدنيا، ولا يكون منهم ما يؤثمهم. وقال الضحاك : لا تأثيم : أي لا كذب. قرأ الجمهور :﴿ لاَ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيم ﴾ بالرفع والتنوين فيهما. وقرأ ابن كثير وابن محيصن بفتحهما من غير تنوين. قال قتادة : اللغو : الباطل. وقال مقاتل بن حيان : لا فضول فيها. وقال سعيد بن المسيب : لا رفث فيها. وقال ابن زيد : لا سباب ولا تخاصم فيها. والجملة في محل نصب على الحال صفة ل ﴿ كأساً ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ ﴾ أي يطوف عليهم بالكأس والفواكه والطعام وغير ذلك مماليك لهم، وقيل : أولادهم ﴿ كَأَنَّهُمْ ﴾ في الحسن والبهاء ﴿ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ﴾ أي مستور مصون في الصدف لم تمسه الأيدي. قال الكسائي : كننت الشيء : سترته وصنته من الشمس، وأكننته : جعلته في الكنّ، ومنه كننت الجارية، وأكننتها فهي مكنونة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ على بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ ﴾ أي يسأل بعضهم بعضاً في الجنة عن حاله، وما كان فيه من تعب الدنيا وخوف العاقبة، فيحمدون الله الذي أذهب عنهم الحزن والخوف والهمّ، وما كانوا فيه من الكد والنكد بطلب المعاش وتحصيل ما لا بدّ منه من الرّزق. وقيل : يقول بعضهم لبعض : بم صرتم في هذه المنزلة الرفيعة ؟ وقيل : إن التساؤل بينهم عند البعث من القبور. والأوّل أولى، لدلالة السياق على أنهم قد صاروا في الجنة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
وجملة ﴿ قَالُواْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴾ مستأنفة جواب سؤال مقدّر، كأنه قيل : ماذا قال بعضهم لبعض عند التساؤل ؟ فقيل : قالوا :«إنا كنا قبل » : أي قبل الآخرة، وذلك في الدنيا في أهلنا خائفين وجلين من عذاب الله، أو كنا خائفين من عصيان الله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ فَمَنَّ الله عَلَيْنَا ﴾ بالمغفرة والرحمة أو بالتوفيق لطاعته ﴿ ووقانا عَذَابَ السموم ﴾ يعني : عذاب جهنم، والسموم من أسماء جهنم، كذا قال الحسن ومقاتل. وقال الكلبي وأبو عبيدة : هو عذاب النار. وقال الزجاج : سموم جهنم : ما يوجد من حرّها. قال أبو عبيدة : السموم بالنهار، وقد يكون بالليل، والحرور بالليل، وقد يكون بالنهار، وقد يستعمل السموم في لفح البرد، وفي لفح الشمس والحرّ أكثر، ومنه قول الشاعر :
اليوم يوم بارد سمومه من جزع اليوم فلا ألومه
وقيل : سميت الريح سموماً، لأنها تدخل المسام.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ﴾ أي نوحد الله ونعبده، أو نسأله أن يمنّ علينا بالمغفرة والرّحمة ﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ الرّحيم ﴾ قرأ الجمهور بكسر الهمزة على الاستئناف، وقرأ نافع والكسائي بفتحها : أي لأنه، والبرّ : كثير الإحسان، وقيل : اللطيف، والرحيم : كثير الرحمة لعباده.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ فَذَكّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبّكَ بكاهن وَلاَ مَجْنُونٍ ﴾ أي اثبت على ما أنت عليه من الوعظ والتذكير، والباء متعلقة بمحذوف هو حال : أي ما أنت متلبساً بنعمة ربك التي أنعم بها عليك من رجاحة العقل والنبوّة بكاهن ولا مجنون، وقيل متعلقة بمحذوف يدل عليه الكلام : أي ما أنت في حال إذكارك بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون، وقيل : الباء سببية متعلقة بمضمون الجملة المنفية، والمعنى : انتفى عنك الكهانة والجنون بسبب نعمة الله عليك كما تقول : ما أنا بمعسر بحمد الله. وقيل : الباء للقسم متوسطة بين اسم «ما » وخبرها، والتقدير : ما أنت - ونعمة الله - بكاهن ولا مجنون، والكاهن : هو الذي يوهم أنه يعلم الغيب من دون وحي : أي ليس ما تقوله كهانة، فإنك إنما تنطق بالوحي الذي أمرك الله بإبلاغه. والمقصود من الآية ردّ ما كان يقوله المشركون : إنه كاهن أو مجنون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾ «أم » هي المنقطعة، وقد تقدّم الخلاف هل هيّ مقدّرة ببل والهمزة، أو ببل وحدها. قال الخليل : هي هنا للاستفهام. قال سيبويه : خوطب العباد بما جرى في كلامهم. قال النحاس : يريد سيبويه أن «أم » في كلام العرب للخروج من حديث إلى حديث، ونتربص في محل رفع صفة لشاعر، وريب المنون : صروف الدهر، والمعنى : ننتظر به حوادث الأيام فيموت كما مات غيره، أو يهلك كما هلك من قبله، والمنون يكون بمعنى الدهر، ويكون بمعنى المنيّة. قال الأخفش : المعنى نتربص إلى ريب المنون، فحذف حرف الجرّ، كما تقول : قصدت زيداً، وقصدت إلى زيد، ومن هذا قول الشاعر :
تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوماً أو يموت خليلها
وقول أبي ذؤيب الهذلي :
أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
قال الأصمعي : المنون واحد لا جمع له. قال الفرّاء : يكون واحداً وجمعاً. وقال الأخفش : هو جمع لا واحد له.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عنهم، فقال :﴿ قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنّي مَعَكُمْ مّنَ المتربصين ﴾ أي انتظروا موتي أو هلاكي، فإني معكم من المتربصين لموتكم أو هلاككم. قرأ الجمهور نتربص بإسناد الفعل إلى جماعة المتكلمين. وقرأ زيد بن عليّ على البناء للمفعول.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ أَمْ تَأْمُرُهُمْ أحلامهم بهذا ﴾ أي بل أتأمرهم عقولهم بهذا الكلام المتناقض، أن الكاهن هو المفرط في الفطنة والذكاء، والمجنون : هو ذاهب العقل فضلاً عن أن يكون له فطنة وذكاء. قال الواحدي : قال المفسرون : كانت عظماء قريش توصف بالأحلام والعقول، فأزرأ الله بحلومهم حين لم تثمر لهم معرفة الحقّ من الباطل ﴿ أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ أي بل أطغوا وجاوزوا الحدّ في العناد، فقالوا ما قالوا، وهذه الإضرابات من شيء إلى شيء مع الاستفهام، كما هو مدلول «أم » المنقطعة تدل على أن ما تعقبها أشنع مما تقدّمها، وأكثر جرأة وعناداً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
﴿ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ﴾ أي اختلق القرآن من جهة نفسه وافتعله، والتقوّل لا يستعمل إلاّ في الكذب في الغالب، وإن كان أصله تكلف القول، ومنه اقتال عليه، ويقال : اقتال عليه بمعنى : تحكم عليه، ومنه قول الشاعر :
ومنزلة في دار صدق وغبطة وما اقتال في حكم عليّ طبيب
ثم أضرب سبحانه عن قولهم :﴿ تَقَوَّلَهُ ﴾ وانتقل إلى ما هو أشدّ شناعة عليهم فقال :﴿ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي سبب صدور هذه الأقوال المناقضة عنهم كونهم كفاراً لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
ثم تحدّاهم سبحانه، وألزمهم الحجة فقال :﴿ فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مّثْلِهِ ﴾ أي مثل القرآن في نظمه وحسن بيانه وبديع أسلوبه ﴿ إِن كَانُواْ صادقين ﴾ فيما زعموا من قولهم : إن محمداً صلى الله عليه وسلم تقوّله، وجاء به من جهة نفسه مع أنه كلام عربيّ، وهم رؤوس العرب وفصحاؤهم، والممارسون لجميع الأوضاع العربية من نظم ونثر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج سعيد بن منصور وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي عن ابن عباس قال :«إن الله ليرفع ذرّية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ به عينه. ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرجه البزار وابن مردويه عنه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه أيضاً أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول : يا ربّ قد عملت لي ولهم، فيؤمر بإلحاقهم به»، وقرأ ابن عباس ﴿ والذين ءامَنُواْ واتبعتهم ذُرّيَّتُهُم ﴾ الآية. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾ الآية، وإسناده هكذا. قال عبد الله بن أحمد : حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن عليّ بن أبي طالب قال :«سألت خديجة النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما، قالت : يا رسول الله فولديّ منك. قال : في الجنة، قالت : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ :﴿ والذين ءامَنُواْ ﴾» الآية. وقال الإمام أحمد في المسند : حدّثنا يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول : يا ربّ من أين لي هذا ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك» وإسناده صحيح. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، والحاكم عن ابن عباس :﴿ وَمَا ألتناهم ﴾ قال : ما نقصناهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه ﴿ لاَّ لَغْوٌ فِيهَا ﴾ يقول : باطل ﴿ وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾ يقول : كذب. وأخرج البزار عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا، فيتحدّثان، فيتكئ ذا، ويتكئ ذا، فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحدهما : يا فلان تدري أيّ يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا، فدعونا الله فغفر لنا». وأخرج ابن المنذر عن عائشة قالت : لو فتح الله على أهل الأرض من عذاب السموم قدر الأنملة لأحرقت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ البرّ ﴾ قال : اللطيف. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عنه أن قريشاً لما اجتمعوا إلى دار الندوة في أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم : احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء : زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم، فأنزل الله في ذلك :﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله :﴿ رَيْبَ المنون ﴾ قال : الموت.
مِنْ أَيْنَ لِي هَذَا، فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ». وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالْحَاكِمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَما أَلَتْناهُمْ قَالَ: مَا نَقَصْنَاهُمْ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ لَا لَغْوٌ فِيها يَقُولُ:
بَاطِلٌ وَلا تَأْثِيمٌ يَقُولُ: كَذِبٌ. وَأَخْرَجَ الْبَزَّارُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ اشْتَاقُوا إِلَى الْإِخْوَانِ، فَيَجِيءُ سَرِيرُ هَذَا حَتَّى يُحَاذِيَ سَرِيرَ هَذَا، فَيَتَحَدَّثَانِ فَيَتَّكِئُ ذَا وَيَتَّكِئُ ذَا فيتحدّثان بما كانوا في الدنيا، فيقول أحد هما: يَا فُلَانُ تَدْرِي أَيَّ يَوْمٍ غَفَرَ اللَّهُ لَنَا؟ يَوْمَ كُنَّا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَدَعَوْنَا اللَّهَ فَغَفَرَ لَنَا». وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى أهل الأرض من عذاب السموم قد الْأُنْمُلَةِ لَأَحْرَقَتِ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حاتم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ قَالَ: اللَّطِيفُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ: أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَى دَارِ النَّدْوَةِ فِي أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمُ: احْبِسُوهُ فِي وَثَاقٍ، تربّصوا بِهِ الْمَنُونَ حَتَّى يَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ: زُهَيْرٌ وَالنَّابِغَةُ، إِنَّمَا هُوَ كَأَحَدِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ: رَيْبَ الْمَنُونِ قَالَ: الْمَوْتُ.
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ٣٥ الى ٤٩]
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩)
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٣) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (٤٤)
فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٤٩)
قَوْلُهُ: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ «أَمْ» هَذِهِ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ كَمَا تَقَدَّمَ فِيمَا قَبْلَهَا، وَكَمَا سَيَأْتِي فِيمَا بَعْدَهَا، أَيْ: بَلْ أَخُلِقُوا عَلَى هَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ الْبَدِيعَةِ وَالصَّنْعَةِ الْعَجِيبَةِ مِنْ غَيْرِ خَالِقٍ لَهُمْ. قَالَ الزَّجَّاجُ: أَيْ: أَخُلِقُوا بَاطِلًا لِغَيْرِ شَيْءٍ لَا يُحَاسَبُونَ وَلَا يُؤْمَرُونَ وَلَا يُنْهَوْنَ؟! وَجَعَلَ مِنْ بِمَعْنَى اللَّامِ. قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: أَمْ خُلِقُوا عَبَثًا وَتُرِكُوا سُدًى لَا يُؤْمَرُونَ وَلَا يُنْهَوْنَ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَلَا أُمٍّ، فَهُمْ كَالْجَمَادِ لَا يَفْهَمُونَ وَلَا تَقُومُ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ أَيْ: بَلْ أَيَقُولُونَ هُمُ الْخَالِقُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، فَلَا يُؤْمَرُونَ وَلَا يُنْهَوْنَ مَعَ أَنَّهُمْ يُقِرُّونَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ، وَإِذَا أَقَرُّوا لَزِمَتْهُمُ الْحُجَّةُ أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَهُمْ لَا يَدَّعُونَ ذَلِكَ فَلَزِمَتْهُمُ الْحُجَّةُ، وَلِهَذَا أَضْرَبَ عَنْ هَذَا وَقَالَ: بَلْ لَا يُوقِنُونَ أَيْ: لَيْسُوا عَلَى يَقِينٍ مِنَ الْأَمْرِ، بَلْ يَخْبِطُونَ فِي ظُلُمَاتِ الشَّكِّ فِي وَعْدِ اللَّهِ وَوَعِيدِهِ أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَيْ: خَزَائِنُ أَرْزَاقِ الْعِبَادِ، وَقِيلَ: مَفَاتِيحُ الرَّحْمَةِ. قَالَ مُقَاتِلٌ: يَقُولُ: أَبِأَيْدِيهِمْ مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا؟
121
وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَةُ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: خَزَائِنُ الْمَطَرِ والرزق أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ أَيِ: الْمُسَلَّطُونَ الْجَبَّارُونَ.
قَالَ فِي الصِّحَاحِ: الْمُسَيْطِرُ: الْمُسَلَّطُ عَلَى الشَّيْءِ لِيُشْرِفَ عَلَيْهِ، وَيَتَعَهَّدَ أَحْوَالَهُ، وَيَكْتُبَ عَمَلَهُ، وَأَصْلُهُ مِنَ السَّطْرِ لِأَنَّ الْكِتَابَ يسطّر. وقال أبو عبيدة: تسيطرت عَلَيَّ: اتَّخَذْتَنِي خَوَلًا لَكَ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ «الْمُصَيْطِرُونَ» بِالصَّادِ الْخَالِصَةِ، وَقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدٌ وَمُجَاهِدٌ وَقُنْبُلٌ وَهِشَامٌ بِالسِّينِ الْخَالِصَةِ، وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ حَفْصٍ، وَقَرَأَ خَلَّادٌ «١» بِصَادٍ مُشَمَّةٍ زَايًا أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ أَيْ: بَلْ أَيَقُولُونَ إِنَّ لَهُمْ سُلَّمًا مَنْصُوبًا إِلَى السَّمَاءِ يَصْعَدُونَ بِهِ، وَيَسْتَمِعُونَ فِيهِ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ وَمَا يُوحَى إِلَيْهِمْ، وَيَصِلُونَ بِهِ إِلَى عِلْمِ الْغَيْبِ كَمَا يَصِلُ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقِ الْوَحْيِ. وَقَوْلِهِ: فِيهِ صِفَةٌ لِسُلَّمٍ، وَهِيَ لِلظَّرْفِيَّةِ عَلَى بَابِهَا، وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى عَلَى، أَيْ: يَسْتَمِعُونَ عَلَيْهِ كَقَوْلِهِ: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ «٢» قَالَهُ الْأَخْفَشُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَسْتَمِعُونَ بِهِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى: أَنَّهُمْ كَجِبْرِيلَ الَّذِي يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَحْيِ، وَقِيلَ: هِيَ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ، أَيْ: صَاعِدِينَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ إِنِ ادَّعَى ذَلِكَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ أَيْ: بِحُجَّةٍ وَاضِحَةٍ ظَاهِرَةٍ أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ أَيْ: بَلْ أَتَقُولُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ. سَفَّهَ سُبْحَانَهُ أَحْلَامَهُمْ، وَضَلَّلَ عُقُولَهُمْ وَوَبَّخَهُمْ، أَيْ: أَيُضِيفُونَ إِلَى اللَّهِ الْبَنَاتِ وَهِيَ أَضْعَفُ الصِّنْفَيْنِ، وَيَجْعَلُونَ لِأَنْفُسِهِمُ الْبَنِينَ وَهُمْ أَعْلَاهُمَا، وَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّ مَنْ كَانَ هَذَا رَأْيُهُ فَهُوَ بِمَحَلٍّ سَافِلٍ فِي الْفَهْمِ وَالْعَقْلِ، فَلَا يُسْتَبْعَدُ مِنْهُ إِنْكَارُ الْبَعْثِ وَجَحْدُ التَّوْحِيدِ. ثُمَّ رَجَعَ سُبْحَانَهُ إِلَى خِطَابِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً أَيْ: بَلْ أَتَسْأَلُهُمْ أَجْرًا يَدْفَعُونَهُ إِلَيْكَ عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ أَيْ: مِنَ الْتِزَامِ غَرَامَةٍ تَطْلُبُهَا مِنْهُمْ مُثْقَلُونَ، أَيْ: مَجْهُودُونَ بِحَمْلِهِمْ ذَلِكَ الْمَغْرَمَ الثَّقِيلَ. قَالَ قَتَادَةُ: يَقُولُ: هَلْ سَأَلْتَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ أَجْرًا يجهدهم فَلَا يَسْتَطِيعُونَ الْإِسْلَامَ أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ أَيْ: بَلْ أَيَدَّعُونَ أَنَّ عِنْدَهُمْ عِلْمَ الْغَيْبِ، وَهُوَ مَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَهُمْ يَكْتُبُونَ لِلنَّاسِ مَا أَرَادُوا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ. قَالَ قَتَادَةُ: هَذَا جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ يَقُولُ اللَّهُ: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ حَتَّى عَلِمُوا أَنَّ مُحَمَّدًا يَمُوتُ قَبْلَهُمْ فَهُمْ يكتبون. قال ابن قتيبة: معنى يكتبون يحاكمون بِمَا يَقُولُونَ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً أَيْ: مَكْرًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُهْلِكُونَهُ بِذَلِكَ الْمَكْرِ فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ أَيِ: الْمَمْكُورُ بِهِمُ، الْمَجْزِيُّونَ بِكَيْدِهِمْ، فَضَرَرُ كَيْدِهِمْ يَعُودُ عَلَيْهِمْ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ وَقَدْ قَتَلَهُمُ اللَّهُ فِي يَوْمِ بَدْرٍ، وَأَذَلَّهُمْ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ، وَمَكَرَ سُبْحَانَهُ بِهِمْ: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ «٣» أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ أَيْ:
بَلْ أيدّعون أَنَّ لَهُمْ إِلَهًا غَيْرَ اللَّهِ يَحْفَظُهُمْ وَيَرْزُقُهُمْ وَيَنْصُرُهُمْ. ثُمَّ نَزَّهَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ الشَّنْعَاءِ فَقَالَ:
سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيْ: عَنْ شِرْكِهِمْ بِهِ، أَوْ عَنِ الَّذِينَ يَجْعَلُونَهُمْ شُرَكَاءَ لَهُ. ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ بَعْضَ جَهَالَاتِهِمْ، فَقَالَ: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ الكسف جمع
(١). في تفسير القرطبي (١٧/ ٧٥) : حمزة.
(٢). طه: ٧١.
(٣). آل عمران: ٥٤.
122
كِسْفَةٍ، وَهِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ، وَانْتِصَابُ سَاقِطًا عَلَى الْحَالِ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ الْمَفْعُولُ الثَّانِي، وَالْمَرْكُومُ: الْمَجْعُولُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُمْ إِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا عَلَيْهِمْ لِعَذَابِهِمْ لَمْ يَنْتَهُوا عَنْ كُفْرِهِمْ، بَلْ يَقُولُونَ: هُوَ سَحَابٌ مُتَرَاكِمٌ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ اخْتِلَافُ الْقُرَّاءِ فِي «كِسْفًا». قَالَ الْأَخْفَشُ: مَنْ قَرَأَ كِسْفًا، يَعْنِي بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ السين جعله واحدا، ومن قرأ كسافا، يَعْنِي بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِ السِّينِ جَعَلَهُ جَمْعًا. ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتْرُكَهُمْ، فَقَالَ: فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ أَيِ: اتْرُكْهُمْ وَخَلِّ عَنْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَ مَوْتِهِمْ، أَوْ يَوْمَ قَتْلِهِمْ بِبَدْرٍ، أَوْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: يُلاقُوا وَقَرَأَ أَبُو حَيْوَةَ «يَلْقَوْا» وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: «يُصْعَقُونَ» عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ. وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ، وَالصَّعْقَةُ: الْهَلَاكُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً هُوَ بَدَلٌ مِنْ يَوْمِهِمْ، أَيْ: لَا يَنْفَعُهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ كَيْدُهُمُ الَّذِي كَادُوا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ أَيْ: وَلَا يَمْنَعُ عَنْهُمُ الْعَذَابَ النَّازِلَ بِهِمْ مَانِعٌ، بَلْ هُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ لَا مَحَالَةَ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ أَيْ: لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي عَذَابًا فِي الدُّنْيَا دُونَ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَيْ: قَبْلَهُ، وَهُوَ قَتْلُهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: هُوَ مَصَائِبُ الدُّنْيَا مِنَ الْأَوْجَاعِ وَالْأَسْقَامِ وَالْبَلَايَا، وَذَهَابِ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْجُوعُ وَالْجَهْدُ سَبْعَ سِنِينَ، وَقِيلَ: عَذَابُ الْقَبْرِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْعَذَابِ هُوَ الْقَحْطُ، وَبِالْعَذَابِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ هُوَ قَتْلُهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَمَا أَعَدَّهُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ إِلَى أَنْ يَقَعَ لَهُمُ الْعَذَابُ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ بِهِ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا أَيْ: بِمَرْأَى وَمَنْظَرٍ مِنَّا، وَفِي حِفْظِنَا وَحِمَايَتِنَا، فَلَا تُبَالِ بِهِمْ. قَالَ الزَّجَّاجُ: إِنَّكَ بِحَيْثُ نَرَاكَ وَنَحْفَظُكَ وَنَرْعَاكَ فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ أَيْ: نَزِّهْ رَبَّكَ عَمَّا لَا يَلِيقُ بِهِ، مُتَلَبِّسًا بِحَمْدِ رَبِّكَ عَلَى إِنْعَامِهِ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِكَ. قَالَ عَطَاءٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو الْأَحْوَصِ: يُسَبِّحُ اللَّهَ حِينَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أَوْ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عِنْدَ قِيَامِهِ مِنْ كُلِّ مَجْلِسٍ يَجْلِسُهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَالضَّحَّاكُ وَالرَّبِيعُ بن أنس: حين تقول إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ الضَّحَّاكُ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ التَّكْبِيرَ يَكُونُ بَعْدَ الْقِيَامِ لَا حَالَ الْقِيَامِ، وَيَكُونُ التَّسْبِيحُ بَعْدَ التَّكْبِيرِ، وَهَذَا غَيْرُ مَعْنَى الْآيَةِ، فَالْأَوَّلُ أَوْلَى. وَقِيلَ: الْمَعْنَى:
صَلِّ لِلَّهِ حِينَ تَقُومُ مِنْ مَنَامِكَ، وَبِهِ قَالَ أَبُو الْجَوْزَاءِ وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: وَاذْكُرِ اللَّهَ بِاللِّسَانِ حِينَ تَقُومُ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى أَنْ تَدْخُلَ الصَّلَاةَ، وَهِيَ صَلَاةُ الْفَجْرِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ أَمَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُسَبِّحَهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ. قَالَ مُقَاتِلٌ: أَيْ صِلِّ الْمَغْرِبَ وَالْعَشَاءَ، وَقِيلَ: رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ وَإِدْبارَ النُّجُومِ أَيْ: وَقْتَ إِدْبَارِهَا مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: صَلَاةُ الْفَجْرِ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ، وَقِيلَ: هُوَ التَّسْبِيحُ فِي إِدْبَارِ الصلوات، وقرأ الْجُمْهُورُ إِدْبارَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ، وَقَرَأَ سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ السّميقع ويعقوب والمنهال بن عمر بِفَتْحِهَا عَلَى الْجَمْعِ، أَيْ: أَعْقَابَ النُّجُومِ، وَأَدْبَارَهَا: إِذَا غَرَبَتْ، وَدُبُرُ الْأَمْرِ:
آخِرُهُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي سُورَةِ «ق».
123
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ قَالَ:
الْمُسَلَّطُونَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ قَالَ: أَمْ هُمُ الْمُنْزِلُونَ. وَأَخْرَجَا عَنْهُ أَيْضًا عَذاباً دُونَ ذلِكَ قَالَ: عَذَابُ الْقَبْرِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ والحاكم وبان مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِآخِرَةٍ إِذَا قَامَ مِنَ الْمَجْلِسِ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لِتَقُولَ قَوْلًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى، قَالَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ». وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
«مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غفر له ما كان في مجلسه». قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ مُسْنَدَةٌ وَمُرْسَلَةٌ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ قَالَ: حِينَ تَقُومُ مِنْ فِرَاشِكَ إِلَى أَنْ تَدْخُلَ فِي الصَّلَاةِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ قَالَ: الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِدْبارَ النُّجُومِ قال: ركعتي الفجر.
124
﴿ أَمْ خَلَقُواْ السموات والأرض ﴾ وهم لا يدّعون ذلك، فلزمتهم الحجة، ولهذا أضرب عن هذا وقال ﴿ بَل لاَّ يُوقِنُونَ ﴾ أي ليسوا على يقين من الأمر، بل يخبطون في ظلمات الشك في وعد الله ووعيده.
﴿ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبّكَ ﴾ أي خزائن أرزاق العباد، وقيل : مفاتيح الرحمة. قال مقاتل : يقول : أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا ؟ وكذا قال عكرمة : وقال الكلبي : خزائن المطر والرزق ﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ أي المسلطون الجبارون. قال في الصحاح : المسيطر : المسلط على الشيء ليشرف عليه، ويتعهد أحواله، ويكتب عمله، وأصله من السطر لأن الكتاب يسطر. وقال أبو عبيدة : سطرت عليّ : اتخذتني خولاً لك. قرأ الجمهور :﴿ المصيطرون ﴾ بالصاد الخالصة، وقرأ ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام بالسين الخالصة، ورويت هذه القراءة عن حفص، وقرأ خلاد بصاد مشمة زاياً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ ﴾ أي بل أيقولون : إن لهم سلماً منصوباً إلى السماء يصعدون به ويستمعون فيه كلام الملائكة وما يوحى إليهم ويصلون به إلى علم الغيب كما يصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي. وقوله :﴿ فِيهِ ﴾ صفة لسلم، وهي للظرفية على بابها، وقيل : هي بمعنى على : أي يستمعون عليه كقوله :﴿ وَلأصَلّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النخل ﴾ [ طه : ٧١ ] قاله الأخفش. وقال أبو عبيدة : يستمعون به. وقال الزجاج : المعنى : أنهم كجبريل الذي يأتي النبيّ صلى الله عليه وسلم بالوحي، وقيل : هي في محلّ نصب على الحال : أي صاعدين فيه ﴿ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم ﴾ إن ادّعى ذلك ﴿ بسلطان مُّبِينٍ ﴾ أي بحجة واضحة ظاهرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ أَمْ لَهُ البنات وَلَكُمُ البنون ﴾ أي بل أتقولون لله البنات ولكم البنون، سفه سبحانه أحلامهم، وضلل عقولهم ووبخهم : أي أيضيفون إلى الله البنات وهي أضعف الصنفين، ويجعلون لأنفسهم البنين وهم أعلاهما، وفيه إشعار بأن من كان هذا رأيه فهو بمحلّ سافل في الفهم والعقل، فلا يستبعد منه إنكار البعث وجحد التوحيد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
ثم رجع سبحانه إلى خطاب رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال :﴿ أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً ﴾ أي بل أتسألهم أجراً يدفعونه إليك على تبليغ الرسالة ﴿ فَهُم مّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ ﴾ أي من التزام غرامة تطلبها منهم مثقلون : أي مجهودون بحملهم ذلك المغرم الثقيل. قال قتادة : يقول : هل سألت هؤلاء القوم أجراً فجهدهم، فلا يستطيعون الإسلام ؟
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ أَمْ عِندَهُمُ الغيب فَهُمْ يَكْتُبُونَ ﴾ أي بل أيدّعون أن عندهم علم الغيب ؟ وهو ما في اللوح المحفوظ فهم يكتبون للناس ما أرادوا من علم الغيب. قال قتادة : هذا جواب لقولهم :﴿ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المنون ﴾ يقول الله : أم عندهم الغيب حتى علموا أن محمداً يموت قبلهم، فهم يكتبون ؟ قال ابن قتيبة : معنى يكتبون : يحكمون بما يقولون.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً ﴾ أي مكراً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهلكونه بذلك المكر ﴿ فالذين كَفَرُواْ هُمُ المكيدون ﴾ أي الممكور بهم المجزيون بكيدهم، فضرر كيدهم يعود عليهم ﴿ وَلاَ يَحِيقُ المكر السَّيِّءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ﴾ [ فاطر : ٤٣ ] وقد قتلهم الله في يوم بدر وأذلهم في غير موطن، ومكر سبحانه بهم ﴿ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ الله والله خَيْرُ الماكرين ﴾ [ آل عمران : ٥٤ ].
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ أَمْ لَهُمْ إله غَيْرُ الله ﴾ أي بل يدّعون أن لهم إلها غير الله يحفظهم ويرزقهم وينصرهم. ثم نزّه سبحانه نفسه عن هذه المقالة الشنعاء فقال :﴿ سبحان الله عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ أي عن شركهم به، أو عن الذين يجعلونهم شركاء له.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
ثم ذكر سبحانه بعض جهالاتهم، فقال :﴿ وَإِن يَرَوا كِسْفاً منَ السماء ساقطا يَقُولُواْ سحاب مَّرْكُومٌ ﴾ الكسف جمع كسفة : وهي القطعة من الشيء، وانتصاب ساقطاً على الحال، أو على أنه المفعول الثاني، والمركوم : المجعول بعضه على بعض. والمعنى : أنهم إن يروا كسفاً من السماء ﴿ ساقطاً ﴾ عليهم لعذابهم لم ينتهوا عن كفرهم بل يقولون : هو سحاب متراكم بعضه على بعض، وقد تقدّم اختلاف القرّاء في ﴿ كسفاً ﴾. قال الأخفش : من قرأ ﴿ كِسْفاً ﴾، يعني : بكسر الكاف وسكون السين جعله واحداً، ومن قرأ «كِسَفاً »، يعني : بكسر الكاف وفتح السين جعله جمعاً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتركهم، فقال :﴿ فَذَرْهُمْ حتى يلاقوا يَوْمَهُمُ الذي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴾ أي اتركهم وخلّ عنهم حتى يلاقوا يوم موتهم، أو يوم قتلهم ببدر، أو يوم القيامة. قرأ الجمهور :﴿ يلاقوا ﴾ وقرأ أبو حيوة ( يلقوا ) وقرأ الجمهور :«يُصْعَقُون » على البناء للفاعل، وقرأ ابن عامر، وعاصم على البناء للمفعول، والصعقة : الهلاك على ما تقدّم بيانه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ يَوْمَ لاَ يُغْنِى عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾ هو بدل من يومهم : أي لا ينفعهم في ذلك اليوم كيدهم الذي كادوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا ﴿ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ﴾ أي ولا يمنع عنهم العذاب النازل بهم مانع، بل هو واقع بهم لا محالة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ أي لهؤلاء الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي عذاباً في الدنيا دون عذاب يوم القيامة : أي قبله، وهو قتلهم يوم بدر.
وقال ابن زيد : هو مصائب الدنيا من الأوجاع والأسقام والبلايا وذهاب الأموال والأولاد. وقال مجاهد : هو الجوع والجهد سبع سنين، وقيل : عذاب القبر، وقيل : المراد بالعذاب : هو القحط، وبالعذاب الذي يأتي بعده : هو قتلهم يوم بدر ﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ ما يصيرون إليه من عذاب الله، وما أعدّه لهم في الدنيا والآخرة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ واصبر لِحُكْمِ رَبّكَ ﴾ إلى أن يقع لهم العذاب الذي وعدناهم به ﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ أي بمرأى ومنظر منا، وفي حفظنا وحمايتنا فلا تبال بهم. قال الزجاج : إنك بحيث نراك ونحفظك ونرعاك فلا يصلون إليك ﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ أي نزّه ربك عما لا يليق به متلبساً بحمد ربك على إنعامه عليك حين تقوم من مجلسك. قال عطاء وسعيد بن جبير وسفيان الثوري، وأبو الأحوص : يسبح الله حين يقوم من مجلسه فيقول : سبحان الله وبحمده، أو سبحانك اللَّهمّ وبحمدك عند قيامه من كل مجلس يجلسه. وقال محمد بن كعب والضحاك والربيع بن أنس : حين تقوم إلى الصلاة. قال الضحاك : يقول : الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، وفيه نظر لأن التكبير يكون بعد القيام لا حال القيام، ويكون التسبيح بعد التكبير، وهذا غير معنى الآية، فالأوّل أولى. وقيل المعنى : صلّ لله حين تقوم من منامك، وبه قال أبو الجوزاء، وحسان بن عطية. وقال الكلبي : واذكر الله باللسان حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل الصلاة، وهي صلاة الفجر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
﴿ وَمِنَ اللَّيل فَسَبّحْهُ ﴾ أمره الله سبحانه أن يسبّحه في بعض الليل. قال مقاتل : أي صلّ المغرب والعشاء، وقيل : ركعتي الفجر ﴿ وإدبار النجوم ﴾ أي وقت إدبارها من آخر الليل، وقيل : صلاة الفجر، واختاره ابن جرير، وقيل : هو التسبيح في إدبار الصلوات، قرأ الجمهور ﴿ إدبار ﴾ بكسر الهمزة على أنه مصدر، وقرأ سالم بن أبي الجعد، ومحمد بن السميفع ويعقوب والمنهال بن عمر بفتحها على الجمع : أي أعقاب النجوم وأدبارها : إذا غربت، ودبر الأمر : آخره، وقد تقدّم الكلام على هذا في سورة «ق ».
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ أَمْ هُمُ المصيطرون ﴾ قال : المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه قال : أم هم المنزلون. وأخرجا عنه أيضاً ﴿ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ﴾ قال : عذاب القبر قبل يوم القيامة. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بآخرة إذا قام من المجلس يقول :«سبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك» فقال رجل : يا رسول الله : إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى، قال :«كفارة لما يكون في المجلس». وأخرجه النسائي والحاكم من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وأخرج الترمذي وابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال :«من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك اللَّهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلاّ غفر له ما كان في مجلسه ذلك». قال الترمذي : حسن صحيح. وفي الباب أحاديث مسندة ومرسلة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ قال : حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل في الصلاة. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله :﴿ وَمِنَ الليل فَسَبّحْهُ ﴾ قال :«الركعتان قبل صلاة الصبح» وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وإدبار النجوم ﴾ قال : ركعتي الفجر.
Icon