تفسير سورة سورة الفتح من كتاب الجامع لأحكام القرآن
.
لمؤلفه
القرطبي
.
المتوفي سنة 671 هـ
ﰡ
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا
سُورَة الْفَتْح مَدَنِيَّة بِإِجْمَاعٍ، وَهِيَ تِسْع وَعِشْرُونَ آيَة.
وَنَزَلَتْ لَيْلًا بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة فِي شَأْن الْحُدَيْبِيَة.
رَوَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَة وَمَرْوَان بْن الْحَكَم، قَالَا : نَزَلَتْ سُورَة الْفَتْح بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة فِي شَأْن الْحُدَيْبِيَة مِنْ أَوَّلهَا إِلَى آخِرهَا.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسِير فِي بَعْض أَسْفَاره وَعُمَر بْن الْخَطَّاب يَسِير مَعَهُ لَيْلًا فَسَأَلَهُ عُمَر عَنْ شَيْء فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب : ثَكِلَتْ أُمّ عُمَر، نَزَرْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاث مَرَّات كُلّ ذَلِكَ لَمْ يُجِبْك، فَقَالَ عُمَر : فَحَرَّكْت بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْت أَمَام النَّاس وَخَشِيت أَنْ يَنْزِل فِيَّ قُرْآن، فَمَا نَشِبْت أَنْ سَمِعْت صَارِخًا يَصْرُخ بِي، فَقُلْت : لَقَدْ خَشِيت أَنْ يَكُون نَزَلَ فِيَّ قُرْآن، فَجِئْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْت عَلَيْهِ، فَقَالَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَة سُورَة لَهِيَ أَحَبّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس - ثُمَّ قَرَأَ - " إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " ] لَفْظ الْبُخَارِيّ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن غَرِيب صَحِيح.
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ قَتَادَة أَنَّ أَنَس بْن مَالِك حَدَّثَهُمْ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمّ نِعْمَته عَلَيْك وَيَهْدِيك صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا - إِلَى قَوْله - فَوْزًا عَظِيمًا " مَرْجِعه مِنْ الْحُدَيْبِيَة وَهُمْ يُخَالِطهُمْ الْحُزْن وَالْكَآبَة، وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْي بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَة هِيَ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا ].
وَقَالَ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس : إِنَّ الْيَهُود شَتَمُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ لَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى :" وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ " [ الْأَحْقَاف : ٩ ] وَقَالُوا : كَيْف نَتَّبِع رَجُلًا لَا يَدْرِي مَا يُفْعَل بِهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ ".
وَنَحْوه قَالَ مُقَاتِل بْن سُلَيْمَان : لَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى :" وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ " [ الْأَحْقَاف : ٩ ] فَرِحَ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُنَافِقُونَ وَقَالُوا : كَيْف نَتَّبِع رَجُلًا لَا يَدْرِي مَا يُفْعَل بِهِ وَلَا بِأَصْحَابِهِ، فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا رَجَعَ مِنْ الْحُدَيْبِيَة :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " أَيْ قَضَيْنَا لَك قَضَاء.
فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَة تِلْكَ.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَة مَا يَسُرّنِي بِهَا حُمْر النَّعَم ].
سُورَة الْفَتْح مَدَنِيَّة بِإِجْمَاعٍ، وَهِيَ تِسْع وَعِشْرُونَ آيَة.
وَنَزَلَتْ لَيْلًا بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة فِي شَأْن الْحُدَيْبِيَة.
رَوَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَة وَمَرْوَان بْن الْحَكَم، قَالَا : نَزَلَتْ سُورَة الْفَتْح بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة فِي شَأْن الْحُدَيْبِيَة مِنْ أَوَّلهَا إِلَى آخِرهَا.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسِير فِي بَعْض أَسْفَاره وَعُمَر بْن الْخَطَّاب يَسِير مَعَهُ لَيْلًا فَسَأَلَهُ عُمَر عَنْ شَيْء فَلَمْ يُجِبْهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب : ثَكِلَتْ أُمّ عُمَر، نَزَرْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاث مَرَّات كُلّ ذَلِكَ لَمْ يُجِبْك، فَقَالَ عُمَر : فَحَرَّكْت بَعِيرِي ثُمَّ تَقَدَّمْت أَمَام النَّاس وَخَشِيت أَنْ يَنْزِل فِيَّ قُرْآن، فَمَا نَشِبْت أَنْ سَمِعْت صَارِخًا يَصْرُخ بِي، فَقُلْت : لَقَدْ خَشِيت أَنْ يَكُون نَزَلَ فِيَّ قُرْآن، فَجِئْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْت عَلَيْهِ، فَقَالَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَة سُورَة لَهِيَ أَحَبّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس - ثُمَّ قَرَأَ - " إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " ] لَفْظ الْبُخَارِيّ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : حَدِيث حَسَن غَرِيب صَحِيح.
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ قَتَادَة أَنَّ أَنَس بْن مَالِك حَدَّثَهُمْ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمّ نِعْمَته عَلَيْك وَيَهْدِيك صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا - إِلَى قَوْله - فَوْزًا عَظِيمًا " مَرْجِعه مِنْ الْحُدَيْبِيَة وَهُمْ يُخَالِطهُمْ الْحُزْن وَالْكَآبَة، وَقَدْ نَحَرَ الْهَدْي بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَة هِيَ أَحَبّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا ].
وَقَالَ عَطَاء عَنْ اِبْن عَبَّاس : إِنَّ الْيَهُود شَتَمُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ لَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى :" وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ " [ الْأَحْقَاف : ٩ ] وَقَالُوا : كَيْف نَتَّبِع رَجُلًا لَا يَدْرِي مَا يُفْعَل بِهِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ ".
وَنَحْوه قَالَ مُقَاتِل بْن سُلَيْمَان : لَمَّا نَزَلَ قَوْله تَعَالَى :" وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ " [ الْأَحْقَاف : ٩ ] فَرِحَ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُنَافِقُونَ وَقَالُوا : كَيْف نَتَّبِع رَجُلًا لَا يَدْرِي مَا يُفْعَل بِهِ وَلَا بِأَصْحَابِهِ، فَنَزَلَتْ بَعْدَمَا رَجَعَ مِنْ الْحُدَيْبِيَة :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " أَيْ قَضَيْنَا لَك قَضَاء.
فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَة تِلْكَ.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَة مَا يَسُرّنِي بِهَا حُمْر النَّعَم ].
وَقَالَ الْمَسْعُودِيّ : بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ سُورَة الْفَتْح فِي أَوَّل لَيْلَة مِنْ رَمَضَان فِي صَلَاة التَّطَوُّع حَفِظَهُ اللَّه ذَلِكَ الْعَام.
اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْفَتْح مَا هُوَ ؟ فَفِي الْبُخَارِيّ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن بَشَّار قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَر قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَة قَالَ سَمِعْت قَتَادَة عَنْ أَنَس " إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " قَالَ : الْحُدَيْبِيَة.
وَقَالَ جَابِر : مَا كُنَّا نَعُدّ فَتْح مَكَّة إِلَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة.
وَقَالَ الْفَرَّاء : تَعُدُّونَ أَنْتُمْ الْفَتْح فَتْح مَكَّة وَقَدْ كَانَ فَتْح مَكَّة فَتْحًا وَنَحْنُ نَعُدّ الْفَتْح بَيْعَة الرِّضْوَان يَوْم الْحُدَيْبِيَة، كُنَّا نُعَدّ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَع عَشْرَة مِائَة، وَالْحُدَيْبِيَة بِئْر.
وَقَالَ الضَّحَّاك :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " بِغَيْرِ قِتَال.
وَكَانَ الصُّلْح مِنْ الْفَتْح.
وَقَالَ مُجَاهِد : هُوَ مَنْحَره بِالْحُدَيْبِيَةِ وَحَلْقه رَأْسه.
وَقَالَ : كَانَ فَتْح الْحُدَيْبِيَة آيَة عَظِيمَة، نُزِحَ مَاؤُهَا فَمَجَّ فِيهَا فَدَرَّتْ بِالْمَاءِ حَتَّى شَرِبَ جَمِيع مَنْ كَانَ مَعَهُ.
وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَة : قَالَ رَجُل عِنْد مُنْصَرَفهمْ مِنْ الْحُدَيْبِيَة : مَا هَذَا بِفَتْحٍ، لَقَدْ صَدُّونَا عَنْ الْبَيْت.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ بَلْ هُوَ أَعْظَم الْفُتُوح قَدْ رَضِيَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَدْفَعُوكُمْ عَنْ بِلَادهمْ بِالرَّاحِ وَيَسْأَلُوكُمْ الْقَضِيَّة وَيَرْغَبُوا إِلَيْكُمْ فِي الْأَمَان وَقَدْ رَأَوْا مِنْكُمْ مَا كَرِهُوا ].
وَقَالَ الشَّعْبِيّ فِي قَوْله تَعَالَى :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " قَالَ : هُوَ فَتْح الْحُدَيْبِيَة، لَقَدْ أَصَابَ بِهَا مَا لَمْ يُصِبْ فِي غَزْوَة، غَفَرَ اللَّه لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ، وَبُويِعَ بَيْعَة الرِّضْوَان، وَأُطْعِمُوا نَخْل خَيْبَر، وَبَلَغَ الْهَدْي مَحِلّه، وَظَهَرَتْ الرُّوم عَلَى فَارِس، فَفَرِحَ الْمُؤْمِنُونَ بِظُهُورِ أَهْل الْكِتَاب عَلَى الْمَجُوس.
وَقَالَ الزُّهْرِيّ : لَقَدْ كَانَ الْحُدَيْبِيَة أَعْظَم الْفُتُوح، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَيْهَا فِي أَلْف وَأَرْبَعمِائَةٍ، فَلَمَّا وَقَعَ الصُّلْح مَشَى النَّاس بَعْضهمْ فِي بَعْض وَعَلِمُوا وَسَمِعُوا عَنْ اللَّه، فَمَا أَرَادَ أَحَد الْإِسْلَام إِلَّا تَمَكَّنَ مِنْهُ، فَمَا مَضَتْ تِلْكَ السَّنَتَانِ إِلَّا وَالْمُسْلِمُونَ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَكَّة فِي عَشَرَة آلَاف.
وَقَالَ مُجَاهِد أَيْضًا وَالْعَوْفِيّ : هُوَ فَتْح خَيْبَر.
وَالْأَوَّل أَكْثَر، وَخَيْبَر إِنَّمَا كَانَتْ وَعْدًا وُعِدُوهُ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه فِي قَوْله تَعَالَى :" سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا اِنْطَلَقْتُمْ " [ الْفَتْح : ١٠ ] وَقَوْله :" وَعَدَكُمْ اللَّه مَغَانِم كَثِيرَة تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ " [ الْفَتْح : ٢٠ ].
اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْفَتْح مَا هُوَ ؟ فَفِي الْبُخَارِيّ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن بَشَّار قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَر قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَة قَالَ سَمِعْت قَتَادَة عَنْ أَنَس " إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " قَالَ : الْحُدَيْبِيَة.
وَقَالَ جَابِر : مَا كُنَّا نَعُدّ فَتْح مَكَّة إِلَّا يَوْم الْحُدَيْبِيَة.
وَقَالَ الْفَرَّاء : تَعُدُّونَ أَنْتُمْ الْفَتْح فَتْح مَكَّة وَقَدْ كَانَ فَتْح مَكَّة فَتْحًا وَنَحْنُ نَعُدّ الْفَتْح بَيْعَة الرِّضْوَان يَوْم الْحُدَيْبِيَة، كُنَّا نُعَدّ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَع عَشْرَة مِائَة، وَالْحُدَيْبِيَة بِئْر.
وَقَالَ الضَّحَّاك :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " بِغَيْرِ قِتَال.
وَكَانَ الصُّلْح مِنْ الْفَتْح.
وَقَالَ مُجَاهِد : هُوَ مَنْحَره بِالْحُدَيْبِيَةِ وَحَلْقه رَأْسه.
وَقَالَ : كَانَ فَتْح الْحُدَيْبِيَة آيَة عَظِيمَة، نُزِحَ مَاؤُهَا فَمَجَّ فِيهَا فَدَرَّتْ بِالْمَاءِ حَتَّى شَرِبَ جَمِيع مَنْ كَانَ مَعَهُ.
وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَة : قَالَ رَجُل عِنْد مُنْصَرَفهمْ مِنْ الْحُدَيْبِيَة : مَا هَذَا بِفَتْحٍ، لَقَدْ صَدُّونَا عَنْ الْبَيْت.
فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ بَلْ هُوَ أَعْظَم الْفُتُوح قَدْ رَضِيَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يَدْفَعُوكُمْ عَنْ بِلَادهمْ بِالرَّاحِ وَيَسْأَلُوكُمْ الْقَضِيَّة وَيَرْغَبُوا إِلَيْكُمْ فِي الْأَمَان وَقَدْ رَأَوْا مِنْكُمْ مَا كَرِهُوا ].
وَقَالَ الشَّعْبِيّ فِي قَوْله تَعَالَى :" إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " قَالَ : هُوَ فَتْح الْحُدَيْبِيَة، لَقَدْ أَصَابَ بِهَا مَا لَمْ يُصِبْ فِي غَزْوَة، غَفَرَ اللَّه لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ، وَبُويِعَ بَيْعَة الرِّضْوَان، وَأُطْعِمُوا نَخْل خَيْبَر، وَبَلَغَ الْهَدْي مَحِلّه، وَظَهَرَتْ الرُّوم عَلَى فَارِس، فَفَرِحَ الْمُؤْمِنُونَ بِظُهُورِ أَهْل الْكِتَاب عَلَى الْمَجُوس.
وَقَالَ الزُّهْرِيّ : لَقَدْ كَانَ الْحُدَيْبِيَة أَعْظَم الْفُتُوح، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَيْهَا فِي أَلْف وَأَرْبَعمِائَةٍ، فَلَمَّا وَقَعَ الصُّلْح مَشَى النَّاس بَعْضهمْ فِي بَعْض وَعَلِمُوا وَسَمِعُوا عَنْ اللَّه، فَمَا أَرَادَ أَحَد الْإِسْلَام إِلَّا تَمَكَّنَ مِنْهُ، فَمَا مَضَتْ تِلْكَ السَّنَتَانِ إِلَّا وَالْمُسْلِمُونَ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَكَّة فِي عَشَرَة آلَاف.
وَقَالَ مُجَاهِد أَيْضًا وَالْعَوْفِيّ : هُوَ فَتْح خَيْبَر.
وَالْأَوَّل أَكْثَر، وَخَيْبَر إِنَّمَا كَانَتْ وَعْدًا وُعِدُوهُ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه فِي قَوْله تَعَالَى :" سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا اِنْطَلَقْتُمْ " [ الْفَتْح : ١٠ ] وَقَوْله :" وَعَدَكُمْ اللَّه مَغَانِم كَثِيرَة تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ " [ الْفَتْح : ٢٠ ].
وَقَالَ مُجَمِّع بْن جَارِيَة - وَكَانَ أَحَد الْقُرَّاء الَّذِينَ قَرَءُوا الْقُرْآن - : شَهِدْنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا اِنْصَرَفْنَا عَنْهَا إِذَا النَّاس يَهُزُّونَ الْأَبَاعِر، فَقَالَ بَعْض النَّاس لِبَعْضٍ : مَا بَال النَّاس ؟ قَالُوا : أَوْحَى اللَّه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ : فَخَرَجْنَا نُوجِف فَوَجَدْنَا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد كُرَاع الْغَمِيم، فَلَمَّا اِجْتَمَعَ النَّاس قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب : أَوَفَتْح هُوَ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ :[ نَعَمْ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْح ].
فَقُسِّمَتْ خَيْبَر عَلَى أَهْل الْحُدَيْبِيَة، لَمْ يَدْخُل أَحَد إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَة.
وَقِيلَ : إِنَّ قَوْله تَعَالَى :" فَتْحًا " يَدُلّ عَلَى أَنَّ مَكَّة فُتِحَتْ عَنْوَة ; لِأَنَّ اِسْم الْفَتْح لَا يَقَع مُطْلَقًا إِلَّا عَلَى مَا فُتِحَ عَنْوَة.
هَذَا هُوَ حَقِيقَة الِاسْم.
وَقَدْ يُقَال : فُتِحَ الْبَلَد صُلْحًا، فَلَا يُفْهَم الصُّلْح إِلَّا بِأَنْ يُقْرَن بِالْفَتْحِ، فَصَارَ الْفَتْح فِي الصُّلْح مَجَازًا.
وَالْأَخْبَار دَالَّة عَلَى أَنَّهَا فُتِحَتْ عَنْوَة، وَقَدْ مَضَى الْقَوْل فِيهَا، وَيَأْتِي.
قَالَ : فَخَرَجْنَا نُوجِف فَوَجَدْنَا نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد كُرَاع الْغَمِيم، فَلَمَّا اِجْتَمَعَ النَّاس قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا " فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب : أَوَفَتْح هُوَ يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ :[ نَعَمْ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْح ].
فَقُسِّمَتْ خَيْبَر عَلَى أَهْل الْحُدَيْبِيَة، لَمْ يَدْخُل أَحَد إِلَّا مَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَة.
وَقِيلَ : إِنَّ قَوْله تَعَالَى :" فَتْحًا " يَدُلّ عَلَى أَنَّ مَكَّة فُتِحَتْ عَنْوَة ; لِأَنَّ اِسْم الْفَتْح لَا يَقَع مُطْلَقًا إِلَّا عَلَى مَا فُتِحَ عَنْوَة.
هَذَا هُوَ حَقِيقَة الِاسْم.
وَقَدْ يُقَال : فُتِحَ الْبَلَد صُلْحًا، فَلَا يُفْهَم الصُّلْح إِلَّا بِأَنْ يُقْرَن بِالْفَتْحِ، فَصَارَ الْفَتْح فِي الصُّلْح مَجَازًا.
وَالْأَخْبَار دَالَّة عَلَى أَنَّهَا فُتِحَتْ عَنْوَة، وَقَدْ مَضَى الْقَوْل فِيهَا، وَيَأْتِي.
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
قَالَ اِبْن الْأَنْبَارِيّ :" فَتْحًا مُبِينًا " غَيْر تَامّ ; لِأَنَّ قَوْله :" لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ " مُتَعَلِّق بِالْفَتْحِ.
كَأَنَّهُ قَالَ : إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِكَيْ يَجْمَع اللَّه لَك مَعَ الْفَتْح الْمَغْفِرَة، فَيَجْمَع اللَّه لَك بِهِ مَا تَقَرّ بِهِ عَيْنك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ : هِيَ لَام الْقَسَم.
وَهَذَا خَطَأ ; لِأَنَّ لَام الْقَسَم لَا تُكْسَر وَلَا يُنْصَب بِهَا، وَلَوْ جَازَ هَذَا لَجَازَ : لِيَقُومَ زَيْد، بِتَأْوِيلِ لَيَقُومَنَّ زَيْد.
الزَّمَخْشَرِيّ : فَإِنْ قُلْت كَيْف جُعِلَ فَتْح مَكَّة عِلَّة لِلْمَغْفِرَةِ ؟ قُلْت : لَمْ يُجْعَل عِلَّة لِلْمَغْفِرَةِ، وَلَكِنْ لِاجْتِمَاعِ مَا عُدِّدَ مِنْ الْأُمُور الْأَرْبَعَة، وَهِيَ : الْمَغْفِرَة، وَإِتْمَام النِّعْمَة، وَهِدَايَة الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم، وَالنَّصْر الْعَزِيز.
كَأَنَّهُ قَالَ يَسَّرْنَا لَك فَتْح مَكَّة وَنَصَرْنَاك عَلَى عَدُوّك لِيُجْمَع لَك عِزّ الدَّارَيْنِ وَأَعْرَاض الْعَاجِل وَالْآجِل.
وَيَجُوز أَنْ يَكُون فَتْح مَكَّة مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ جِهَاد لِلْعَدُوِّ سَبَبًا لِلْغُفْرَانِ وَالثَّوَاب.
وَفِي التِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : أُنْزِلَتْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ " مَرْجِعه مِنْ الْحُدَيْبِيَة، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَة أَحَبّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى وَجْه الْأَرْض ].
ثُمَّ قَرَأَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا : هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُول اللَّه، لَقَدْ بَيَّنَ اللَّه لَك مَاذَا يَفْعَل بِك، فَمَاذَا يَفْعَل بِنَا، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ :" لِيُدْخِل الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار - حَتَّى بَلَغَ - فَوْزًا عَظِيمًا " قَالَ حَدِيث حَسَن صَحِيح.
وَفِيهِ عَنْ مُجَمِّع بْن جَارِيَة.
وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى " لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ " فَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " قَبْل الرِّسَالَة.
" وَمَا تَأَخَّرَ " بَعْدهَا، قَالَهُ مُجَاهِد.
وَنَحْوه قَالَ الطَّبَرِيّ وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ، قَالَ الطَّبَرِيّ : هُوَ رَاجِع إِلَى قَوْله تَعَالَى :" إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح " إِلَى قَوْله " تَوَّابًا " [ النَّصْر :
١ - ٣ ].
" لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " قَبْل الرِّسَالَة " وَمَا تَأَخَّرَ " إِلَى وَقْت نُزُول هَذِهِ الْآيَة.
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ :" لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " ذَنْبك " مَا عَمِلْته فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ قَبْل أَنْ يُوحَى إِلَيْك.
" وَمَا تَأَخَّرَ " كُلّ شَيْء لَمْ تَعْمَلهُ، وَقَالَهُ الْوَاحِدِيّ.
وَقَدْ مَضَى الْكَلَام فِي جَرَيَان الصَّغَائِر عَلَى الْأَنْبِيَاء فِي سُورَة " الْبَقَرَة "، فَهَذَا قَوْل.
وَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ " قَبْل الْفَتْح.
" وَمَا تَأَخَّرَ " بَعْد الْفَتْح.
وَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ " قَبْل نُزُول هَذِهِ الْآيَة.
" وَمَا تَأَخَّرَ " بَعْدهَا.
قَالَ اِبْن الْأَنْبَارِيّ :" فَتْحًا مُبِينًا " غَيْر تَامّ ; لِأَنَّ قَوْله :" لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ " مُتَعَلِّق بِالْفَتْحِ.
كَأَنَّهُ قَالَ : إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِكَيْ يَجْمَع اللَّه لَك مَعَ الْفَتْح الْمَغْفِرَة، فَيَجْمَع اللَّه لَك بِهِ مَا تَقَرّ بِهِ عَيْنك فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ : هِيَ لَام الْقَسَم.
وَهَذَا خَطَأ ; لِأَنَّ لَام الْقَسَم لَا تُكْسَر وَلَا يُنْصَب بِهَا، وَلَوْ جَازَ هَذَا لَجَازَ : لِيَقُومَ زَيْد، بِتَأْوِيلِ لَيَقُومَنَّ زَيْد.
الزَّمَخْشَرِيّ : فَإِنْ قُلْت كَيْف جُعِلَ فَتْح مَكَّة عِلَّة لِلْمَغْفِرَةِ ؟ قُلْت : لَمْ يُجْعَل عِلَّة لِلْمَغْفِرَةِ، وَلَكِنْ لِاجْتِمَاعِ مَا عُدِّدَ مِنْ الْأُمُور الْأَرْبَعَة، وَهِيَ : الْمَغْفِرَة، وَإِتْمَام النِّعْمَة، وَهِدَايَة الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم، وَالنَّصْر الْعَزِيز.
كَأَنَّهُ قَالَ يَسَّرْنَا لَك فَتْح مَكَّة وَنَصَرْنَاك عَلَى عَدُوّك لِيُجْمَع لَك عِزّ الدَّارَيْنِ وَأَعْرَاض الْعَاجِل وَالْآجِل.
وَيَجُوز أَنْ يَكُون فَتْح مَكَّة مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ جِهَاد لِلْعَدُوِّ سَبَبًا لِلْغُفْرَانِ وَالثَّوَاب.
وَفِي التِّرْمِذِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : أُنْزِلَتْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ " مَرْجِعه مِنْ الْحُدَيْبِيَة، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :[ لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَة أَحَبّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى وَجْه الْأَرْض ].
ثُمَّ قَرَأَهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا : هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُول اللَّه، لَقَدْ بَيَّنَ اللَّه لَك مَاذَا يَفْعَل بِك، فَمَاذَا يَفْعَل بِنَا، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ :" لِيُدْخِل الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا الْأَنْهَار - حَتَّى بَلَغَ - فَوْزًا عَظِيمًا " قَالَ حَدِيث حَسَن صَحِيح.
وَفِيهِ عَنْ مُجَمِّع بْن جَارِيَة.
وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى " لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ " فَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " قَبْل الرِّسَالَة.
" وَمَا تَأَخَّرَ " بَعْدهَا، قَالَهُ مُجَاهِد.
وَنَحْوه قَالَ الطَّبَرِيّ وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ، قَالَ الطَّبَرِيّ : هُوَ رَاجِع إِلَى قَوْله تَعَالَى :" إِذَا جَاءَ نَصْر اللَّه وَالْفَتْح " إِلَى قَوْله " تَوَّابًا " [ النَّصْر :
١ - ٣ ].
" لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " قَبْل الرِّسَالَة " وَمَا تَأَخَّرَ " إِلَى وَقْت نُزُول هَذِهِ الْآيَة.
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ :" لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " ذَنْبك " مَا عَمِلْته فِي الْجَاهِلِيَّة مِنْ قَبْل أَنْ يُوحَى إِلَيْك.
" وَمَا تَأَخَّرَ " كُلّ شَيْء لَمْ تَعْمَلهُ، وَقَالَهُ الْوَاحِدِيّ.
وَقَدْ مَضَى الْكَلَام فِي جَرَيَان الصَّغَائِر عَلَى الْأَنْبِيَاء فِي سُورَة " الْبَقَرَة "، فَهَذَا قَوْل.
وَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ " قَبْل الْفَتْح.
" وَمَا تَأَخَّرَ " بَعْد الْفَتْح.
وَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ " قَبْل نُزُول هَذِهِ الْآيَة.
" وَمَا تَأَخَّرَ " بَعْدهَا.
وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ :" مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك " يَعْنِي مِنْ ذَنْب أَبَوَيْك آدَم وَحَوَّاء.
" وَمَا تَأَخَّرَ " مِنْ ذُنُوب أُمَّتك.
وَقِيلَ : مِنْ ذَنْب أَبِيك إِبْرَاهِيم.
" وَمَا تَأَخَّرَ " مِنْ ذُنُوب النَّبِيِّينَ.
وَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ " مِنْ ذَنْب يَوْم بَدْر.
" وَمَا تَأَخَّرَ " مِنْ ذَنْب يَوْم حُنَيْن.
وَذَلِكَ أَنَّ الذَّنْب الْمُتَقَدِّم يَوْم بَدْر، أَنَّهُ جَعَلَ يَدْعُو وَيَقُول :" اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَة لَا تُعْبَد فِي الْأَرْض أَبَدًا " وَجَعَلَ يُرَدِّد هَذَا الْقَوْل دَفَعَات، فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ : مِنْ أَيْنَ تَعْلَم أَنِّي لَوْ أَهْلَكْت هَذِهِ الْعِصَابَة لَا أُعْبَد أَبَدًا، فَكَانَ هَذَا الذَّنْب الْمُتَقَدِّم.
وَأَمَّا الذَّنْب الْمُتَأَخِّر فَيَوْم حُنَيْن، لَمَّا اِنْهَزَمَ النَّاس قَالَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاس وَلِابْنِ عَمّه أَبِي سُفْيَان :[ نَاوِلَانِي كَفًّا مِنْ حَصْبَاء الْوَادِي ] فَنَاوَلَاهُ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وَرَمَى بِهِ فِي وُجُوه الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ :[ شَاهَتْ الْوُجُوه.
حم.
لَا يُنْصَرُونَ ] فَانْهَزَمَ الْقَوْم عَنْ آخِرهمْ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَد إِلَّا اِمْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ رَمْلًا وَحَصْبَاء.
ثُمَّ نَادَى فِي أَصْحَابه فَرَجَعُوا فَقَالَ لَهُمْ عِنْد رُجُوعهمْ :[ لَوْ لَمْ أَرْمِهِمْ لَمْ يَنْهَزِمُوا ] فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ :" وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى " [ الْأَنْفَال : ١٧ ] فَكَانَ هَذَا هُوَ الذَّنْب الْمُتَأَخِّر.
وَقَالَ أَبُو عَلِيّ الرُّوذَبَارِيّ : يَقُول لَوْ كَانَ لَك ذَنْب قَدِيم أَوْ حَدِيث لَغَفَرْنَاهُ لَك.
" وَمَا تَأَخَّرَ " مِنْ ذُنُوب أُمَّتك.
وَقِيلَ : مِنْ ذَنْب أَبِيك إِبْرَاهِيم.
" وَمَا تَأَخَّرَ " مِنْ ذُنُوب النَّبِيِّينَ.
وَقِيلَ :" مَا تَقَدَّمَ " مِنْ ذَنْب يَوْم بَدْر.
" وَمَا تَأَخَّرَ " مِنْ ذَنْب يَوْم حُنَيْن.
وَذَلِكَ أَنَّ الذَّنْب الْمُتَقَدِّم يَوْم بَدْر، أَنَّهُ جَعَلَ يَدْعُو وَيَقُول :" اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَة لَا تُعْبَد فِي الْأَرْض أَبَدًا " وَجَعَلَ يُرَدِّد هَذَا الْقَوْل دَفَعَات، فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ : مِنْ أَيْنَ تَعْلَم أَنِّي لَوْ أَهْلَكْت هَذِهِ الْعِصَابَة لَا أُعْبَد أَبَدًا، فَكَانَ هَذَا الذَّنْب الْمُتَقَدِّم.
وَأَمَّا الذَّنْب الْمُتَأَخِّر فَيَوْم حُنَيْن، لَمَّا اِنْهَزَمَ النَّاس قَالَ لِعَمِّهِ الْعَبَّاس وَلِابْنِ عَمّه أَبِي سُفْيَان :[ نَاوِلَانِي كَفًّا مِنْ حَصْبَاء الْوَادِي ] فَنَاوَلَاهُ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ وَرَمَى بِهِ فِي وُجُوه الْمُشْرِكِينَ وَقَالَ :[ شَاهَتْ الْوُجُوه.
حم.
لَا يُنْصَرُونَ ] فَانْهَزَمَ الْقَوْم عَنْ آخِرهمْ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَد إِلَّا اِمْتَلَأَتْ عَيْنَاهُ رَمْلًا وَحَصْبَاء.
ثُمَّ نَادَى فِي أَصْحَابه فَرَجَعُوا فَقَالَ لَهُمْ عِنْد رُجُوعهمْ :[ لَوْ لَمْ أَرْمِهِمْ لَمْ يَنْهَزِمُوا ] فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ :" وَمَا رَمَيْت إِذْ رَمَيْت وَلَكِنَّ اللَّه رَمَى " [ الْأَنْفَال : ١٧ ] فَكَانَ هَذَا هُوَ الذَّنْب الْمُتَأَخِّر.
وَقَالَ أَبُو عَلِيّ الرُّوذَبَارِيّ : يَقُول لَوْ كَانَ لَك ذَنْب قَدِيم أَوْ حَدِيث لَغَفَرْنَاهُ لَك.
وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
قَالَ اِبْن عَبَّاس : فِي الْجَنَّة.
وَقِيلَ : بِالنُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَة.
وَقِيلَ : بِفَتْحِ مَكَّة وَالطَّائِف وَخَيْبَر.
وَقِيلَ : بِخُضُوعِ مَنْ اِسْتَكْبَرَ وَطَاعَة مَنْ تَجَبَّرَ.
قَالَ اِبْن عَبَّاس : فِي الْجَنَّة.
وَقِيلَ : بِالنُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَة.
وَقِيلَ : بِفَتْحِ مَكَّة وَالطَّائِف وَخَيْبَر.
وَقِيلَ : بِخُضُوعِ مَنْ اِسْتَكْبَرَ وَطَاعَة مَنْ تَجَبَّرَ.
وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
أَيْ يُثَبِّتك عَلَى الْهُدَى إِلَى أَنْ يَقْبِضك إِلَيْهِ.
أَيْ يُثَبِّتك عَلَى الْهُدَى إِلَى أَنْ يَقْبِضك إِلَيْهِ.
وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا
أَيْ غَالِبًا مَنِيعًا لَا يَتْبَعهُ ذُلّ.
أَيْ غَالِبًا مَنِيعًا لَا يَتْبَعهُ ذُلّ.
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
" السَّكِينَة " : السُّكُون وَالطُّمَأْنِينَة.
قَالَ اِبْن عَبَّاس : كُلّ سَكِينَة فِي الْقُرْآن هِيَ الطُّمَأْنِينَة إِلَّا الَّتِي فِي " الْبَقَرَة ".
" السَّكِينَة " : السُّكُون وَالطُّمَأْنِينَة.
قَالَ اِبْن عَبَّاس : كُلّ سَكِينَة فِي الْقُرْآن هِيَ الطُّمَأْنِينَة إِلَّا الَّتِي فِي " الْبَقَرَة ".
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ
وَتَقَدَّمَ مَعْنَى زِيَادَة الْإِيمَان فِي آل عِمْرَان قَالَ اِبْن عَبَّاس : بُعِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ فِيهَا زَادَهُمْ الصَّلَاة، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ زَادَهُمْ الزَّكَاة، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ زَادَهُمْ الصِّيَام، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ زَادَهُمْ الْحَجّ، ثُمَّ أَكْمَلَ لَهُمْ دِينهمْ، فَذَلِكَ قَوْله :" لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانهمْ " أَيْ تَصْدِيقًا بِشَرَائِع الْإِيمَان مَعَ تَصْدِيقهمْ بِالْإِيمَانِ.
وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس : خَشْيَة مَعَ خَشْيَتهمْ.
وَقَالَ الضَّحَّاك : يَقِينًا مَعَ يَقِينهمْ.
وَتَقَدَّمَ مَعْنَى زِيَادَة الْإِيمَان فِي آل عِمْرَان قَالَ اِبْن عَبَّاس : بُعِثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ فِيهَا زَادَهُمْ الصَّلَاة، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ زَادَهُمْ الزَّكَاة، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ زَادَهُمْ الصِّيَام، فَلَمَّا صَدَّقُوهُ زَادَهُمْ الْحَجّ، ثُمَّ أَكْمَلَ لَهُمْ دِينهمْ، فَذَلِكَ قَوْله :" لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانهمْ " أَيْ تَصْدِيقًا بِشَرَائِع الْإِيمَان مَعَ تَصْدِيقهمْ بِالْإِيمَانِ.
وَقَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس : خَشْيَة مَعَ خَشْيَتهمْ.
وَقَالَ الضَّحَّاك : يَقِينًا مَعَ يَقِينهمْ.
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
قَالَ اِبْن عَبَّاس : يُرِيد الْمَلَائِكَة وَالْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَالْإِنْس
قَالَ اِبْن عَبَّاس : يُرِيد الْمَلَائِكَة وَالْجِنّ وَالشَّيَاطِين وَالْإِنْس
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا
بِأَحْوَالِ خَلْقه
بِأَحْوَالِ خَلْقه
حَكِيمًا
فِيمَا يُرِيدهُ.
فِيمَا يُرِيدهُ.
لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
أَيْ أَنْزَلَ السَّكِينَة لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا.
ثُمَّ تِلْكَ الزِّيَادَة بِسَبَبِ إِدْخَالهمْ الْجَنَّة.
وَقِيلَ : اللَّام فِي " لِيُدْخِل " يَتَعَلَّق بِمَا يَتَعَلَّق بِهِ اللَّام فِي قَوْله :" لِيَغْفِر لَك اللَّه " وَقِيلَ : لَمَّا قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابه " لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ " قَالُوا : هَنِيئًا لَك يَا رَسُول اللَّه، فَمَاذَا لَنَا ؟ فَنَزَلَ :" لِيُدْخِل الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جَنَّات " وَلَمَّا قَرَأَ " وَيُتِمّ نِعْمَته عَلَيْك " قَالُوا : هَنِيئًا لَك، فَنَزَلَتْ :" وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي " [ الْمَائِدَة : ٣ ] فَلَمَّا قَرَأَ " وَيَهْدِيك صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " نَزَلَ فِي حَقّ الْأُمَّة :" وَيَهْدِيكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " [ الْفَتْح : ٢ ].
وَلَمَّا قَالَ :" وَيَنْصُرك اللَّه نَصْرًا عَزِيزًا " [ الْفَتْح : ٣ ] نَزَلَ :" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْر الْمُؤْمِنِينَ " [ الرُّوم : ٤٧ ].
وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :" إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ الْأَحْزَاب : ٥٦ ].
ثُمَّ قَالَ :" هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ " [ الْأَحْزَاب : ٤٣ ] ذَكَرَهُ الْقُشَيْرِيّ.
أَيْ أَنْزَلَ السَّكِينَة لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا.
ثُمَّ تِلْكَ الزِّيَادَة بِسَبَبِ إِدْخَالهمْ الْجَنَّة.
وَقِيلَ : اللَّام فِي " لِيُدْخِل " يَتَعَلَّق بِمَا يَتَعَلَّق بِهِ اللَّام فِي قَوْله :" لِيَغْفِر لَك اللَّه " وَقِيلَ : لَمَّا قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابه " لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ " قَالُوا : هَنِيئًا لَك يَا رَسُول اللَّه، فَمَاذَا لَنَا ؟ فَنَزَلَ :" لِيُدْخِل الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جَنَّات " وَلَمَّا قَرَأَ " وَيُتِمّ نِعْمَته عَلَيْك " قَالُوا : هَنِيئًا لَك، فَنَزَلَتْ :" وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي " [ الْمَائِدَة : ٣ ] فَلَمَّا قَرَأَ " وَيَهْدِيك صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " نَزَلَ فِي حَقّ الْأُمَّة :" وَيَهْدِيكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا " [ الْفَتْح : ٢ ].
وَلَمَّا قَالَ :" وَيَنْصُرك اللَّه نَصْرًا عَزِيزًا " [ الْفَتْح : ٣ ] نَزَلَ :" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْر الْمُؤْمِنِينَ " [ الرُّوم : ٤٧ ].
وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :" إِنَّ اللَّه وَمَلَائِكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " [ الْأَحْزَاب : ٥٦ ].
ثُمَّ قَالَ :" هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ " [ الْأَحْزَاب : ٤٣ ] ذَكَرَهُ الْقُشَيْرِيّ.
وَكَانَ ذَلِكَ
أَيْ ذَلِكَ الْوَعْد مِنْ دُخُول مَكَّة وَغُفْرَان الذُّنُوب.
أَيْ ذَلِكَ الْوَعْد مِنْ دُخُول مَكَّة وَغُفْرَان الذُّنُوب.
عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا
أَيْ نَجَاة مِنْ كُلّ غَمّ، وَظَفَرًا بِكُلِّ مَطْلُوب.
أَيْ نَجَاة مِنْ كُلّ غَمّ، وَظَفَرًا بِكُلِّ مَطْلُوب.
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
أَيْ بِإِيصَالِ الْهُمُوم إِلَيْهِمْ بِسَبَبِ عُلُوّ كَلِمَة الْمُسْلِمِينَ، وَبِأَنْ يُسَلِّط النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام قَتْلًا وَأَسْرًا وَاسْتِرْقَاقًا.
أَيْ بِإِيصَالِ الْهُمُوم إِلَيْهِمْ بِسَبَبِ عُلُوّ كَلِمَة الْمُسْلِمِينَ، وَبِأَنْ يُسَلِّط النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام قَتْلًا وَأَسْرًا وَاسْتِرْقَاقًا.
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ
يَعْنِي ظَنّهمْ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرْجِع إِلَى الْمَدِينَة، وَلَا أَحَد مِنْ أَصْحَابه حِين خَرَجَ إِلَى الْحُدَيْبِيَة، وَأَنَّ الْمُشْرِكِينَ يَسْتَأْصِلُونَهُمْ.
كَمَا قَالَ :" بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِب الرَّسُول وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا " [ الْفَتْح : ١٢ ].
وَقَالَ الْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ :" السَّوْء " هُنَا الْفَسَاد.
يَعْنِي ظَنّهمْ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَرْجِع إِلَى الْمَدِينَة، وَلَا أَحَد مِنْ أَصْحَابه حِين خَرَجَ إِلَى الْحُدَيْبِيَة، وَأَنَّ الْمُشْرِكِينَ يَسْتَأْصِلُونَهُمْ.
كَمَا قَالَ :" بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِب الرَّسُول وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا " [ الْفَتْح : ١٢ ].
وَقَالَ الْخَلِيل وَسِيبَوَيْهِ :" السَّوْء " هُنَا الْفَسَاد.
عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ
فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْي وَالْأَسْر، وَفِي الْآخِرَة جَهَنَّم.
وَقَرَأَ اِبْن كَثِير وَأَبُو عَمْرو " دَائِرَة السُّوء " بِالضَّمِّ.
وَفَتَحَ الْبَاقُونَ.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : سَاءَهُ يَسُوءهُ سَوْءًا ( بِالْفَتْحِ ) وَمَسَاءَة وَمَسايَة، نَقِيض سَرَّهُ، وَالِاسْم السُّوء ( بِالضَّمِّ ).
وَقُرِئَ " عَلَيْهِمْ دَائِرَة السُّوء " يَعْنِي الْهَزِيمَة وَالشَّرّ.
وَمَنْ فَتَحَ فَهُوَ مِنْ الْمَسَاءَة.
فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْي وَالْأَسْر، وَفِي الْآخِرَة جَهَنَّم.
وَقَرَأَ اِبْن كَثِير وَأَبُو عَمْرو " دَائِرَة السُّوء " بِالضَّمِّ.
وَفَتَحَ الْبَاقُونَ.
قَالَ الْجَوْهَرِيّ : سَاءَهُ يَسُوءهُ سَوْءًا ( بِالْفَتْحِ ) وَمَسَاءَة وَمَسايَة، نَقِيض سَرَّهُ، وَالِاسْم السُّوء ( بِالضَّمِّ ).
وَقُرِئَ " عَلَيْهِمْ دَائِرَة السُّوء " يَعْنِي الْهَزِيمَة وَالشَّرّ.
وَمَنْ فَتَحَ فَهُوَ مِنْ الْمَسَاءَة.
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
دَلِيل عَلَى كُفْرهمْ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يَغْضَب إِلَّا عَلَى كَافِر خَارِج عَنْ الْإِيمَان
دَلِيل عَلَى كُفْرهمْ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى لَا يَغْضَب إِلَّا عَلَى كَافِر خَارِج عَنْ الْإِيمَان
وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
قِيلَ : لَمَّا جَرَى صُلْح الْحُدَيْبِيَة قَالَ اِبْن أُبَيّ : أَيَظُنُّ مُحَمَّد أَنَّهُ إِذَا صَالَحَ أَهْل مَكَّة أَوْ فَتَحَهَا لَا يَبْقَى لَهُ عَدُوّ، فَأَيْنَ فَارِس وَالرُّوم فَبَيَّنَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ جُنُود السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَكْثَر مِنْ فَارِس وَالرُّوم.
وَقِيلَ : يَدْخُل فِيهِ جَمِيع الْمَخْلُوقَات.
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس :" وَلِلَّهِ جُنُود السَّمَاوَات " الْمَلَائِكَة.
وَجُنُود الْأَرْض الْمُؤْمِنُونَ.
وَأَعَادَ لِأَنَّ الَّذِي سَبَقَ عَقِيب ذِكْر الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْش، وَهَذَا عَقِيب ذِكْر الْمُنَافِقِينَ وَسَائِر الْمُشْرِكِينَ.
وَالْمُرَاد فِي الْمَوْضِعَيْنِ التَّخْوِيف وَالتَّهْدِيد.
فَلَوْ أَرَادَ إِهْلَاك الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ لَمْ يُعْجِزهُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ يُؤَخِّرهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى.
قِيلَ : لَمَّا جَرَى صُلْح الْحُدَيْبِيَة قَالَ اِبْن أُبَيّ : أَيَظُنُّ مُحَمَّد أَنَّهُ إِذَا صَالَحَ أَهْل مَكَّة أَوْ فَتَحَهَا لَا يَبْقَى لَهُ عَدُوّ، فَأَيْنَ فَارِس وَالرُّوم فَبَيَّنَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ جُنُود السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَكْثَر مِنْ فَارِس وَالرُّوم.
وَقِيلَ : يَدْخُل فِيهِ جَمِيع الْمَخْلُوقَات.
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس :" وَلِلَّهِ جُنُود السَّمَاوَات " الْمَلَائِكَة.
وَجُنُود الْأَرْض الْمُؤْمِنُونَ.
وَأَعَادَ لِأَنَّ الَّذِي سَبَقَ عَقِيب ذِكْر الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْش، وَهَذَا عَقِيب ذِكْر الْمُنَافِقِينَ وَسَائِر الْمُشْرِكِينَ.
وَالْمُرَاد فِي الْمَوْضِعَيْنِ التَّخْوِيف وَالتَّهْدِيد.
فَلَوْ أَرَادَ إِهْلَاك الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ لَمْ يُعْجِزهُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ يُؤَخِّرهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى.
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا
أَيْ لَا يُعْجِزهُ شَيْء وَلَا يَفُوتهُ
أَيْ لَا يُعْجِزهُ شَيْء وَلَا يَفُوتهُ
حَكِيمًا
فِيمَا حَكَمَ وَأَبْرَمَ
فِيمَا حَكَمَ وَأَبْرَمَ
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
قَالَ قَتَادَة : عَلَى أُمَّتك بِالْبَلَاغِ.
وَقِيلَ : شَاهِدًا عَلَيْهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ مِنْ طَاعَة أَوْ مَعْصِيَة.
وَقِيلَ : مُبَيِّنًا لَهُمْ مَا أَرْسَلْنَاك بِهِ إِلَيْهِمْ.
وَقِيلَ : شَاهِدًا عَلَيْهِمْ يَوْم الْقِيَامَة.
فَهُوَ شَاهِد أَفْعَالهمْ الْيَوْم، وَالشَّهِيد عَلَيْهِمْ يَوْم الْقِيَامَة.
وَقَدْ مَضَى فِي " النِّسَاء " عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر هَذَا الْمَعْنَى مُبَيَّنًا.
قَالَ قَتَادَة : عَلَى أُمَّتك بِالْبَلَاغِ.
وَقِيلَ : شَاهِدًا عَلَيْهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ مِنْ طَاعَة أَوْ مَعْصِيَة.
وَقِيلَ : مُبَيِّنًا لَهُمْ مَا أَرْسَلْنَاك بِهِ إِلَيْهِمْ.
وَقِيلَ : شَاهِدًا عَلَيْهِمْ يَوْم الْقِيَامَة.
فَهُوَ شَاهِد أَفْعَالهمْ الْيَوْم، وَالشَّهِيد عَلَيْهِمْ يَوْم الْقِيَامَة.
وَقَدْ مَضَى فِي " النِّسَاء " عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر هَذَا الْمَعْنَى مُبَيَّنًا.
وَمُبَشِّرًا
لِمَنْ أَطَاعَهُ بِالْجَنَّةِ.
لِمَنْ أَطَاعَهُ بِالْجَنَّةِ.
وَنَذِيرًا
مِنْ النَّار لِمَنْ عَصَى، قَالَهُ قَتَادَة وَغَيْره.
وَقَدْ مَضَى فِي " الْبَقَرَة " اِشْتِقَاق الْبِشَارَة وَالنِّذَارَة وَمَعْنَاهُمَا.
وَانْتَصَبَ " شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا " عَلَى الْحَال الْمُقَدَّرَة.
حَكَى سِيبَوَيْهِ : مَرَرْت بِرَجُلٍ مَعَهُ صَقْر صَائِدًا بِهِ غَدًا، فَالْمَعْنَى : إِنَّا أَرْسَلْنَاك مُقَدِّرِينَ بِشَهَادَتِك يَوْم الْقِيَامَة.
وَعَلَى هَذَا تَقُول : رَأَيْت عَمْرًا قَائِمًا غَدًا.
مِنْ النَّار لِمَنْ عَصَى، قَالَهُ قَتَادَة وَغَيْره.
وَقَدْ مَضَى فِي " الْبَقَرَة " اِشْتِقَاق الْبِشَارَة وَالنِّذَارَة وَمَعْنَاهُمَا.
وَانْتَصَبَ " شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا " عَلَى الْحَال الْمُقَدَّرَة.
حَكَى سِيبَوَيْهِ : مَرَرْت بِرَجُلٍ مَعَهُ صَقْر صَائِدًا بِهِ غَدًا، فَالْمَعْنَى : إِنَّا أَرْسَلْنَاك مُقَدِّرِينَ بِشَهَادَتِك يَوْم الْقِيَامَة.
وَعَلَى هَذَا تَقُول : رَأَيْت عَمْرًا قَائِمًا غَدًا.
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
قَرَأَ اِبْن كَثِير وَابْن مُحَيْصِن وَأَبُو عَمْرو " لِيُؤْمِنُوا " بِالْيَاءِ، وَكَذَلِكَ " يُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبِّحُوهُ " كُلّه بِالْيَاءِ عَلَى الْخَبَر.
وَاخْتَارَهُ أَبُو عُبَيْد لِذِكْرِ الْمُؤْمِنِينَ قَبْله وَبَعْده، فَأَمَّا قَبْله فَقَوْله :" لِيُدْخِل " وَأَمَّا بَعْده فَقَوْله :" إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَك " [ الْفَتْح : ١٠ ] الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَاب، وَاخْتَارَهُ أَبُو حَاتِم.
قَرَأَ اِبْن كَثِير وَابْن مُحَيْصِن وَأَبُو عَمْرو " لِيُؤْمِنُوا " بِالْيَاءِ، وَكَذَلِكَ " يُعَزِّرُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيُسَبِّحُوهُ " كُلّه بِالْيَاءِ عَلَى الْخَبَر.
وَاخْتَارَهُ أَبُو عُبَيْد لِذِكْرِ الْمُؤْمِنِينَ قَبْله وَبَعْده، فَأَمَّا قَبْله فَقَوْله :" لِيُدْخِل " وَأَمَّا بَعْده فَقَوْله :" إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَك " [ الْفَتْح : ١٠ ] الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى الْخِطَاب، وَاخْتَارَهُ أَبُو حَاتِم.
وَتُعَزِّرُوهُ
أَيْ تُعَظِّمُوهُ وَتُفَخِّمُوهُ، قَالَهُ الْحَسَن وَالْكَلْبِيّ، وَالتَّعْزِيز : التَّعْظِيم وَالتَّوْقِير.
وَقَالَ قَتَادَة : تَنْصُرُوهُ وَتَمْنَعُوا مِنْهُ.
وَمِنْهُ التَّعْزِير فِي الْحَدّ لِأَنَّهُ مَانِع.
قَالَ الْقُطَامِيّ :
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة : تُقَاتِلُونَ مَعَهُ بِالسَّيْفِ.
وَقَالَ بَعْض أَهْل اللُّغَة : تُطِيعُوهُ.
أَيْ تُعَظِّمُوهُ وَتُفَخِّمُوهُ، قَالَهُ الْحَسَن وَالْكَلْبِيّ، وَالتَّعْزِيز : التَّعْظِيم وَالتَّوْقِير.
وَقَالَ قَتَادَة : تَنْصُرُوهُ وَتَمْنَعُوا مِنْهُ.
وَمِنْهُ التَّعْزِير فِي الْحَدّ لِأَنَّهُ مَانِع.
قَالَ الْقُطَامِيّ :
أَلَا بَكَرَتْ مَيّ بِغَيْرِ سَفَاهَة | تُعَاتِب وَالْمَوْدُود يَنْفَعهُ الْعَزْر |
وَقَالَ بَعْض أَهْل اللُّغَة : تُطِيعُوهُ.
وَتُوَقِّرُوهُ
أَيْ تُسَوِّدُوهُ، قَالَهُ السُّدِّيّ.
وَقِيلَ تُعَظِّمُوهُ.
وَالتَّوْقِير : التَّعْظِيم وَالتَّرْزِين أَيْضًا.
وَالْهَاء فِيهِمَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهُنَا وَقْف تَامّ، ثُمَّ تَبْتَدِئ " وَتُسَبِّحُوهُ "
أَيْ تُسَوِّدُوهُ، قَالَهُ السُّدِّيّ.
وَقِيلَ تُعَظِّمُوهُ.
وَالتَّوْقِير : التَّعْظِيم وَالتَّرْزِين أَيْضًا.
وَالْهَاء فِيهِمَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَهُنَا وَقْف تَامّ، ثُمَّ تَبْتَدِئ " وَتُسَبِّحُوهُ "
وَتُسَبِّحُوهُ
أَيْ تُسَبِّحُوا اللَّه
أَيْ تُسَبِّحُوا اللَّه
بُكْرَةً وَأَصِيلًا
أَيْ عَشِيًّا.
وَقِيلَ : الضَّمَائِر كُلّهَا لِلَّهِ تَعَالَى، فَعَلَى هَذَا يَكُون تَأْوِيل " تُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ " أَيْ تُثْبِتُوا لَهُ صِحَّة الرُّبُوبِيَّة وَتَنْفُوا عَنْهُ أَنْ يَكُون لَهُ وَلَد أَوْ شَرِيك.
وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل الْقُشَيْرِيّ.
وَالْأَوَّل قَوْل الضَّحَّاك، وَعَلَيْهِ يَكُون بَعْض الْكَلَام رَاجِعًا إِلَى اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَهُوَ " وَتُسَبِّحُوهُ " مِنْ غَيْر خِلَاف.
وَبَعْضه رَاجِعًا إِلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ " أَيْ تَدْعُوهُ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّة لَا بِالِاسْمِ وَالْكُنْيَة.
وَفِي " تُسَبِّحُوهُ " وَجْهَانِ : تَسْبِيحه بِالتَّنْزِيهِ لَهُ سُبْحَانه مِنْ كُلّ قَبِيح.
وَالثَّانِي : هُوَ فِعْل الصَّلَاة الَّتِي فِيهَا التَّسْبِيح.
" بُكْرَة وَأَصِيلًا " أَيْ غُدْوَة وَعَشِيًّا.
وَقَدْ مَضَى الْقَوْل فِيهِ.
وَقَالَ الشَّاعِر :
أَيْ عَشِيًّا.
وَقِيلَ : الضَّمَائِر كُلّهَا لِلَّهِ تَعَالَى، فَعَلَى هَذَا يَكُون تَأْوِيل " تُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ " أَيْ تُثْبِتُوا لَهُ صِحَّة الرُّبُوبِيَّة وَتَنْفُوا عَنْهُ أَنْ يَكُون لَهُ وَلَد أَوْ شَرِيك.
وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل الْقُشَيْرِيّ.
وَالْأَوَّل قَوْل الضَّحَّاك، وَعَلَيْهِ يَكُون بَعْض الْكَلَام رَاجِعًا إِلَى اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى وَهُوَ " وَتُسَبِّحُوهُ " مِنْ غَيْر خِلَاف.
وَبَعْضه رَاجِعًا إِلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ " وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ " أَيْ تَدْعُوهُ بِالرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّة لَا بِالِاسْمِ وَالْكُنْيَة.
وَفِي " تُسَبِّحُوهُ " وَجْهَانِ : تَسْبِيحه بِالتَّنْزِيهِ لَهُ سُبْحَانه مِنْ كُلّ قَبِيح.
وَالثَّانِي : هُوَ فِعْل الصَّلَاة الَّتِي فِيهَا التَّسْبِيح.
" بُكْرَة وَأَصِيلًا " أَيْ غُدْوَة وَعَشِيًّا.
وَقَدْ مَضَى الْقَوْل فِيهِ.
وَقَالَ الشَّاعِر :