مدنية وهي تسع وعشرون آية وأربع ركوعات
روى أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن حبان وابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي، فقلت ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت أمام الناس وخشيت أن يكون نزل في القرآن فيما لبثت أن سمعت صراخا يصرخ بي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال لقد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ ﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا { ١ ﴾١ وأخرج الحاكم وغيره من المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم، قال نزلت سورة الفتح في شأن الحديبية بين مكة والمدينة من أولها إلى آخرها، واختلفوا في هذا الفتح.
ﰡ
قال :( والذي نفسي بيده إنه لفتح مبين )١ وسنذكر قول أبي بكر الصديق ما كان فتح في الإسلام أعظم من صلح الحديبية وكذا ذكر البغوي عن البراء، ووجه تسميته فتحا إما أنه مقدمة الفتح وإما أن معنى الفتح فتح المنغلق وذلك ما يصلح مع المشاركين بالحديبية وقيل الفتح بمعنى القضاء أي قضينا لك أن تدخل مكة من قابل : قال الشعبي فتح الحديبية فيه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأطعموا نخلة خيبر وبلغ الهدى محله وظهرت الروم أي من عام قابل على فارس وخرج المؤمنون لظهور أهل الكتاب على المجوس، قال الزهري لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام في قلوبهم وأسلم في ثلث سنين خلق كثير وكثر بهم سواد الإسلام، قال الضحاك فتحا مبينا بغير قتال وكان الصلح من الفتح، وقال البيضاوي سماه فتحا لأنه كان بعد ظهوره على المشركين حتى سألوا الصلح وتسبب بفتح مكة وفرغ به رسول الله صلى الله عليه وسلم لسائر العرب فقرأهم وفتح مواضع وأدخل في الإسلام خلقا عظيما
حيث قال هو راجع إلى قوله تعالى :﴿ إذا جاء نصر الله والفتح { ١ ﴾ } أي قوله ﴿ واستغفر ﴾٢ ليغفر لك الله ﴿ ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾ أي جميع ما فرط منك قديما في الجاهلية قبل الرسالة وحديثا، بعد الرسالة أي نزول السورة مما يصح أن يعاتب عليه وهذا ما يستلزم ارتكاب المعصية قال حسنات الأبرار سيئات المقربين وقال سفيان الثوري ما تقدم يعني ما علمت في الجاهلية وما تأخر كل شيء لم يعمله يذكر مثل ذلك على طريق التأكيد كما يقال أعطي لمن رآه ومن لم يره وضرب من لقيه ومن لم يلق، وقال عطاء الخرساني ما تقدم من ذنبك يعني ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر ذنوب أمتك بدعوتك ﴿ ويتم نعمته عليك ﴾ وعد بإتمام النعمة وإكمال الدين وإظهار كلمة الإسلام وهدم منارها يتم بحيث محجو أو يقهروا مطمئنين لا يخالطهم أحد من المشركين الذي ذكر إنجازها في سورة المائدة لقوله تعالى ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ﴾٣ وتمام النعمة هذه مسبب للفتح فتح مكة وصلح الحديبية. ﴿ ويهديك صراطا مستقيما ﴾ في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الملك والنبوة والرياسة، قيل معنى يهديك يهدي بك وقيل معنى يهديك يثبتك عليه أو المعز ليجتمع لك مع الفتح تمام النعمة بالمغفرة والهداية إلى كمال الدين بحيث لا يجوز نسخه بعد ذلك.
٢ سورة النصر، الآية: ٣..
٣ سورة المائدة، الآية: ٣..
﴿ نصرا عزيزا ﴾ يعني معزا يعزيه المنصور فوصفه مبالغة أو المعنى نصرا فيه عزو منيعة. روى الشيخان في الصحيحين والترمذي والحاكم عن أنس قال : قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ إنا فتحنا لك فتحا مبينا { ١ ﴾ } إلى آخر الآية مرجعه من الحديبية وأصحابه فخالطوا الحزن والكآبة فقال عليه السلام، نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا فلما تلى نبي الله صلى الله عليه وسلم قال رجل من القوم هنيئا مريا رسول الله قد بين الله لك ماذا يفعل بنا فنزلت ﴿ هو الذي أنزل السكينة ﴾ إلى قوله ﴿ فوزا عظيما ﴾١
ولبى لبيك الحج فأحرم غالب أصحابه وأم المؤمنين أم سلمة بإحرامه ومنهم من لم يحرم إلا بالجحفة وسلك طريق البيداء ومر فيما بين مكة والمدينة بالأعراب من بني بكر ومزينة وجهينة فاستنفرهم فتشاغلوا بأموالهم وقالوا فيما بينهم يريد محمد يغزوا بنا إلى قوم معد من الكراع والسلاح وإنما محمد وأصحابه أكلة جزور لن يرجع محمد وأصحابه من سفرهم هذا أبدا، قوة سلاح معهم ولا عدو ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناجية بن جندب مع فتيان من أسلم ومعهم هدايا المسلمين، ووقع في تلك المسير ما صاد قتادة حمار الوحش وكان غير محرم وما أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالأبواء وقد مر حديثه في سورة المائدة ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجحفة أمر بشجرة فقم ما تحتها فخطب الناس، فقال :" إني كائن لكم فرطا وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وسنة نبيه " ولما أبلغ المشركين خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا وتشاوروا يريد محمد أن يدخلها علينا في جنوده ومعتمرا فتستمع العرب أنه دخل علينا عنوة وبيننا وبينه من الحرب ما بيننا والله لا كان هذا ثم قدموا خالد بن الوليد على مائتي فارس إلى كراع الغميم واستنفر من الأحابيش وأجلبت ثقيف معهم وخرجوا إلى بلد ج وضرب بها القباب والأبنية ومعهم النساء والصبيان فعسكروا هنا وأجمعوا على منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخول مكة ومحاربته ووضعوا العيون على الجبال وهم عشر أنفس يوحي بعضهم إلى بعض بالصوت فعل محمد كذا وكذا حتى ينتهي إلى قريش بلده، ورجع بشر بن سفيان الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا له من مكة فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير الأشطاط وراء عسفان فقال يا رسول الله هذه قريش سمعوا بمسيرك فخرجوا معهم عوذ المطافيل قد لبسوا جلد النحور وقد نزلوا بذي طوى يعاهدون الله لا يدخلها عليم أبدا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قدموها إلى كراع الغميم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا أن أظهر لي الله تعالى عليهم دخلوا وافرين وإن لم يفعلوا قاتلوا وفيهم قوة فما تظن قريش فوالله لا زال أجاهدهم على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين وحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد يا معشر المسلمين أشيروا علي أترون أن أميل على ذراري هؤلاء الذين عانون فنصيبهم فإن قعدوا موتورين وإن أبونا تكن عنقا قد قطعه الله يعني أهلك الله جماعة منهم أم ترون أنا نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه، فقال أبو بكر يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتال أحد ولا حربا فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه ووافقه على ذلك أسيد بن خضير، وروى ابن أبي شيبة أن المقداد بن الأسود قال بعد كلام أبي بكر والله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنوا إسرائيل لنبيه ﴿ فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ﴾ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيروا على اسم الله دونا خالد بن الوليد في خيله حتى نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فصف خيله فيما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين القبلة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر فتقدم في خيله بإزائه فصف أصحابه وحانت صلاة الظهر فأذن بلال، وأقام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فقال خالد بن الوليد قد كانوا على غرة لو حملنا عليهم أصبنا منهم ولكن يأتي الساعة صلاة الأخرى هي أحب إليهم من أنفسهم وأبنائهم فنزل جبرئيل عليه السلام بين الظهر والعصر بقوله تعالى :﴿ وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم ﴾ الآية فحانت صلاة العصر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوف وقد مر شرحها في سورة النساء، روى البزار بسند رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري ومحمد بن عمر عن شيوخه قالوا لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلكوا ذات اليمين بين ظهور الحمض فإن خالد بن وليد في الغميم في خيل بقريش طليعة كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقاه وكان بهم رحيما قال أيكم يعرف ثنية ذات الحنظل فقال بريدة بن الحصب أنا، وروى مسلم عن جابر وأبو نعيم عن أبي سعيد قال أبو سعيد خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حتى إذا كنا بعسفان سرنا في آخر الليل حتى أقبلنا على عقبة ذات الحنظل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذه الثنية الليلة كمثل باب الذي قال الله تعالى لبني إسرائيل ﴿ وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيآتكم ﴾ لا يجوز هذه الثنية الليلة أحدا إلا غفر له، قالوا يا رسول نخشى أن ترى قريش نيراننا، فقال لن يروكم فلما أصبحنا صلى بنا صلاة الصبح، ثم قال والذي نفسي بيده لقد غفر الراكب أجمعين إلا رديلبا واحدا على جمل أحمر، فإذا هو رجل من بني ضمرة، قال جابر قلنا له تعالى نستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله لأن أجد ضالتي أحب إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم فبينا هو في حيال سراوع إذ زلقت به بغله فتردى فمات فما علم حتى أكلته السباع، قال مسور بن مخرمة ومروان فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية وقعت يد راحلته فقال الناس حل حل فأبت أن تبعث وألحت فقال المسلمون خلأت القصوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلأت القصوى وما ذاك لها بعادة ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يسألون قريش عنهم حتى نزل أقصى الحديبية على ثمد من ثماد الحديبية ظنون قلة الماء فانتزع سهما من كنانة فأمر به فعزز في الثمد بالرواء حتى صدروا بعطن، قال المسور فإنهم لقترفون بآنيتهم جلوسا على شفير البئر والذي نزل بالسهم ناحية من جندب سابق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال محمد بن عمر حدثني الهيثم عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال حدثني أربع عشر رجلا من أسلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ناجية بن عجم وكان ناجية يقول دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شكى إليه قلة الماء، فأخرج سهما من كنانته ودفعه إليه وعابد لومن اء البيء فجئته به فتوضأ فمضمض فاه ثم مج في الدلو والناس في حر شديد وإنما هي بئر واحدة قد سبق المشركون إلى بلد ح فغلبوا على مياهه فقال أنزل الدلو فصبها في البئر وأثرها بالسهم ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما كدت أخرج حتى تغمدني وفارت كما تفور القدر حتى طمث واستوت بشفيرها يغترفون من جانبها، وروى أحمد والبخاري وغيرهما عن البراء ومسلم عن سلمة بن أكوع وأبو نعيم عن ابن عباس والبيهقي عن عروة نحوها قصة صب الدلو وليس فيه ذكر السهم، وروى البخاري عن جابر ومسلم عن سلمة بن الأكوع قال " عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة قالوا يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب إلا في ركوتك فأفرغنا في قدح وضع رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يديه في القدح فجعل الماء يفور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا، قيل لجابركم كنتم يومئذ ؟ فقال لو كنا مائة ألف كفاناكنا خمس عشر مائة. ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية جاء بديل من ورقاء وأسلم بعد ذلك في رجال بن خزاعة منهم عمرو بن سالم وحراس بن أمية وخارجة بن كوز ويزيد بن أمية وكانت عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمامة منهم المسلم ومنهم الوداع لا يخفون عنه بتمامه شيئا فلما قدموا سلموا عليه، فقال بديل بن ورقاء جئناك من عند قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعوهم قد نزلوا عداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل النساء والصبيان يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا ما جئنا لقتال أحد إنما جئنا لنطوف بهذا البيت من صدنا عنه قاتلنا وإن قريشا قد أضرب بهم الحرب نهكتهم فإن شاؤا ماددناهم مدة يأمنون فيها ويخلون فيما بيننا وبين الناس والناس أكثر منهم فإن أصابوني فذلك الذي أرادوا وإن ظهر أمري على الناس كانوا بين أن يدخلوا فيما يدخل فيه الناس أو يقاتلوا وقد جموا وإن هم أبوا فوالله لأجهدن على أمري هذا حتى تنفرد سالفة أو لينفذن الله أمره قال بديل سأبلغهم ما تقول، فأتى قريشا، وقال إنا قد جئناك من عند محمد نخبركم عنه، قال عكرمة بن أبي جهل والحكم بن العاص أسلما بعد
﴿ سيقول المخلفون ﴾ المذكورون ﴿ إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم ﴾ في القتال حتى نصيب من المغانم ﴿ يريدون أن يبدلوا كلام الله ﴾ جملة يريدون بدال إشتمال من سيقولون قرأ حمزة والكسائي كلام الله على أنه جمع كلمة، قيل المراد بالمغانم خيبر خاصة، قال محمد بن عمرو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج يعني إلى خيبر فجدوا في ذلك من حوله فمن شهد الحديبية يغزون معه وجاء المخلفون عنه في غزوة الحديبية ليخرجوا معه رجاء الغنيمة فقال عليه السلام لا يخرجوا معي إلا راغبين في الجهاد وأما الغنيمة فلا، والظاهر أن معنى الآية سيقولون المخلفون الذين تخلفوا من الجهاد في غزوة الحديبية حين ظنوا بالمسلمين ضعفا وقلة إذا يرون بالمسلمين قوة وانطلقتم إلى المغانم لتأخذوها في زعمهم غالبا فسيقولون ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله يعني أمر الله لنبيه أن لا يسير معه أحد منهم كما في قوله :﴿ فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة ﴾١ كذا قال بن ريد وقتادة، قلت لعل المخلفون لما رأوا من المؤمنين شدة رغبتهم في الجهاد وسمعوا بيعة الرضوان أن الله أظفر المؤمنين على المشركين في بطن مكة حتى رضي المشركون على الصلح واطمأن المسلمون من أهل مكة وفرغوا الجهاد عامة العرب ندموا على التخلف وظنوا بغلبة المسلمين وأخذهم الغنائم قالوا ذلك حين عزم النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد أهل خيبر مع أن أهل خيبر كانوا أشد بأسا من أهل مكة حيث كان فيها عشر آلاف مقاتل وإنما حبس الله رسوله والمؤمنين من أهل مكة ترحما بقريش كما حبس عنهم الفيل لما علم بعلمه القديم أن أكثرهم يؤمنون ويخرج منهم بسمات مؤمنات ولئلا يصيب المؤمنين معرة بغير علم من أن يطئوا رجالا من مؤمنين ونساء مؤمنات كانوا بمكة لم يعلموهم ﴿ قل ﴾ يا محمد ﴿ لن تتبعونا ﴾ جملة مستأنفة إخبار من الله تعالى بعدم إتباعهم بعد عزمهم طمعا في الغنائم ولا يبدل القول لديه وفي عجزة أخبار بالغيب مرتين مرة بالقول ومرة بعدم الإتباع وقيل هذا نفي ومعناه النهي، ﴿ كذلكم ﴾ يعني قولا مثل ما قلت لكم أيها المخلفون من الأخبار والنهي ﴿ قال الله ﴾ تعالى ﴿ من قبل ﴾ هذا بوحي غير متلو أن غنائم خيبر لأهل الحديبية خاصة لا نصيب لغيرهم فيها أو أنهم لن يخرجوا معك أبدا أولا يصاحبهم في غزوة أبدا أوليس المراد منه قوله تعالى :﴿ فاستأذنوك ﴾٢ لأنها نزلت بعد ذلك سنة تسع في غزوة تبوك ﴿ فسيقولون ﴾ أي المخلفون عطف على سيقولون ﴿ بل تحسدوننا ﴾ عطف على محذوف يعني لم يقل الله كذلك بل تحسدوننا يقولون ذلك حسدا أن يشرككم في الغنائم ﴿ بل كانوا لا يفقهون ﴾ عطف على سيقولون يعني ليس الأمر كما زعمت المخلفون بل كانوا لا يعلمون من الله تعالى ما لهم وما عليهم في الدين ﴿ إلا قليلا ﴾ يعني إلا تفقها قليلا من أمور الدنيا وقال البغوي معناه إلا قليل منهم وهو من صدق الله ورسوله، قلت على هذا كان المختار عند النحويين الرفع على البدلية لأن الكلام غير موجب
٢ سورة التوبة، الآية: ٨٣..
﴿ فعلم ما في قلوبهم ﴾ من الصدق والوفاء ﴿ فأنزل السكينة عليهم ﴾ ويعني ألقى عليهم الطمأنينة بالحضور عند ذكر الله تعالى والرضا بما أمر الله تعالى فوق الرضا بما تشتهيه نفوسهم ﴿ وأثابهم فتحا ﴾ يعني فتح خبير ﴿ قريبا ﴾ قيل أقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد الرجوع من الحديبية عشر ليال كذا عند ابن عاند عن ابن عباس وعند سليمان التيمي خمسة عشر، وذكر ابن عقبة عن ابن شهاب أقام بالمدينة عشرين ليلة في حديث المسور ومروان عند ابن إسحق أنه عليه السلام قدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم وكان فتح خيبر في سفر سنة سبع كذا في المغازي للواقدي، قال الحافظ أنه الراجح نقل الحاكم عن الواقدي
فتباطينا نفسا أن يفتح غدا ويأت الناس ليلتهم أيهم يعطي فلما أصبح غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطيها تآلى أبو هريرة، قال عمر فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما قال ابن شهاب فوعظ الناس ثم قال أين علي ؟ قالوا تشتكي عينه فأرسلوا إليه قال سلمة فجئت به أقوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قال رمدت حتى لا أبصر ما قدامي، قال أدن مني وفي حديث علي عند الحاكم فوضع رأسي في حجره ثم بزق في يده فدلك بها عيني قالوا فبرء كأن لم يكن به وجع قط فما وجعهما حتى مضى لسبيله ودعا له وأعطاه الراية، قال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال نفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله وحق رسوله فوالله لأن يهدي الله بك فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال علي، قال اليهودي غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه، روى محمد بن عمرو عن جابر قال أول من خرج من حصون خيبر مبارز الحارث أخو مرحب فقتله علي رضي الله عنه ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن وبرز عامر وكان رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلع عامر أترونه خمسة أذرع وهو يدعو إلى البراز فخرج إليه علي بن أبي طالب فقتله ثم برز ياسر " فبرز له علي بن أبي طالب فقال له الزبير بن العوام " أقسمت عليك إلا خلية بيني وبينه ففعل فقالت صفية لما خرج إليه الزبير قلت يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله تعالى فقتله الزبير فقال عليه السلام فداك عم وقال " لكل نبي حواري وحواري الزبير " ٢.
وفي حديث سلمة بن الأكوع خرج مرحب يرتجز فقتله علي، وروى أحمد عن علي قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى البيهقي ومحمد بن عمر عن جابر بن عبد الله أن محمد بن سلمة قتل مرحبا والصحيح ما في صحيح مسلم أن عليا قاتله وروى ابن إسحاق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فقربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به من نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
وروى البيهقي من طريقين عن المطلب بن زياد عن ليث بن سليم عن أبي جعفر محمد ابن علي عن آبائه قال حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد عليه المسلمون فاقتحموها وأنه جرب ذلك فلم يحمله أربعون رجل ورجاله ثقات إلا ليث بن سليم هو ضعيف قال البيهقي وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب، وقال الصالحي قال ورواه الحاكم والله أعلم وأصاب من الغموض حصن إلى الحقيق سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بلاب بها وبأخرى معها فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها ر
٢ أخرجه البخاري في كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية ﴿٣٩٢٢﴾، وأخرجه مسلم في كتاب: الإمارة، باب: استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال ﴿١٨٥٦﴾..
فتباطينا نفسا أن يفتح غدا ويأت الناس ليلتهم أيهم يعطي فلما أصبح غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطيها تآلى أبو هريرة، قال عمر فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما قال ابن شهاب فوعظ الناس ثم قال أين علي ؟ قالوا تشتكي عينه فأرسلوا إليه قال سلمة فجئت به أقوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قال رمدت حتى لا أبصر ما قدامي، قال أدن مني وفي حديث علي عند الحاكم فوضع رأسي في حجره ثم بزق في يده فدلك بها عيني قالوا فبرء كأن لم يكن به وجع قط فما وجعهما حتى مضى لسبيله ودعا له وأعطاه الراية، قال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال نفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله وحق رسوله فوالله لأن يهدي الله بك فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال علي، قال اليهودي غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه، روى محمد بن عمرو عن جابر قال أول من خرج من حصون خيبر مبارز الحارث أخو مرحب فقتله علي رضي الله عنه ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن وبرز عامر وكان رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلع عامر أترونه خمسة أذرع وهو يدعو إلى البراز فخرج إليه علي بن أبي طالب فقتله ثم برز ياسر " فبرز له علي بن أبي طالب فقال له الزبير بن العوام " أقسمت عليك إلا خلية بيني وبينه ففعل فقالت صفية لما خرج إليه الزبير قلت يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله تعالى فقتله الزبير فقال عليه السلام فداك عم وقال " لكل نبي حواري وحواري الزبير " ٢.
وفي حديث سلمة بن الأكوع خرج مرحب يرتجز فقتله علي، وروى أحمد عن علي قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى البيهقي ومحمد بن عمر عن جابر بن عبد الله أن محمد بن سلمة قتل مرحبا والصحيح ما في صحيح مسلم أن عليا قاتله وروى ابن إسحاق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فقربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به من نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
وروى البيهقي من طريقين عن المطلب بن زياد عن ليث بن سليم عن أبي جعفر محمد ابن علي عن آبائه قال حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد عليه المسلمون فاقتحموها وأنه جرب ذلك فلم يحمله أربعون رجل ورجاله ثقات إلا ليث بن سليم هو ضعيف قال البيهقي وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب، وقال الصالحي قال ورواه الحاكم والله أعلم وأصاب من الغموض حصن إلى الحقيق سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بلاب بها وبأخرى معها فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها ر
فتباطينا نفسا أن يفتح غدا ويأت الناس ليلتهم أيهم يعطي فلما أصبح غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطيها تآلى أبو هريرة، قال عمر فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما قال ابن شهاب فوعظ الناس ثم قال أين علي ؟ قالوا تشتكي عينه فأرسلوا إليه قال سلمة فجئت به أقوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قال رمدت حتى لا أبصر ما قدامي، قال أدن مني وفي حديث علي عند الحاكم فوضع رأسي في حجره ثم بزق في يده فدلك بها عيني قالوا فبرء كأن لم يكن به وجع قط فما وجعهما حتى مضى لسبيله ودعا له وأعطاه الراية، قال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال نفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله وحق رسوله فوالله لأن يهدي الله بك فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال علي، قال اليهودي غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه، روى محمد بن عمرو عن جابر قال أول من خرج من حصون خيبر مبارز الحارث أخو مرحب فقتله علي رضي الله عنه ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن وبرز عامر وكان رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلع عامر أترونه خمسة أذرع وهو يدعو إلى البراز فخرج إليه علي بن أبي طالب فقتله ثم برز ياسر " فبرز له علي بن أبي طالب فقال له الزبير بن العوام " أقسمت عليك إلا خلية بيني وبينه ففعل فقالت صفية لما خرج إليه الزبير قلت يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله تعالى فقتله الزبير فقال عليه السلام فداك عم وقال " لكل نبي حواري وحواري الزبير " ٢.
وفي حديث سلمة بن الأكوع خرج مرحب يرتجز فقتله علي، وروى أحمد عن علي قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى البيهقي ومحمد بن عمر عن جابر بن عبد الله أن محمد بن سلمة قتل مرحبا والصحيح ما في صحيح مسلم أن عليا قاتله وروى ابن إسحاق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فقربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به من نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
وروى البيهقي من طريقين عن المطلب بن زياد عن ليث بن سليم عن أبي جعفر محمد ابن علي عن آبائه قال حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد عليه المسلمون فاقتحموها وأنه جرب ذلك فلم يحمله أربعون رجل ورجاله ثقات إلا ليث بن سليم هو ضعيف قال البيهقي وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب، وقال الصالحي قال ورواه الحاكم والله أعلم وأصاب من الغموض حصن إلى الحقيق سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بلاب بها وبأخرى معها فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها ر
فتباطينا نفسا أن يفتح غدا ويأت الناس ليلتهم أيهم يعطي فلما أصبح غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطيها تآلى أبو هريرة، قال عمر فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما قال ابن شهاب فوعظ الناس ثم قال أين علي ؟ قالوا تشتكي عينه فأرسلوا إليه قال سلمة فجئت به أقوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قال رمدت حتى لا أبصر ما قدامي، قال أدن مني وفي حديث علي عند الحاكم فوضع رأسي في حجره ثم بزق في يده فدلك بها عيني قالوا فبرء كأن لم يكن به وجع قط فما وجعهما حتى مضى لسبيله ودعا له وأعطاه الراية، قال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال نفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله وحق رسوله فوالله لأن يهدي الله بك فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال علي، قال اليهودي غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه، روى محمد بن عمرو عن جابر قال أول من خرج من حصون خيبر مبارز الحارث أخو مرحب فقتله علي رضي الله عنه ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن وبرز عامر وكان رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلع عامر أترونه خمسة أذرع وهو يدعو إلى البراز فخرج إليه علي بن أبي طالب فقتله ثم برز ياسر " فبرز له علي بن أبي طالب فقال له الزبير بن العوام " أقسمت عليك إلا خلية بيني وبينه ففعل فقالت صفية لما خرج إليه الزبير قلت يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله تعالى فقتله الزبير فقال عليه السلام فداك عم وقال " لكل نبي حواري وحواري الزبير " ٢.
وفي حديث سلمة بن الأكوع خرج مرحب يرتجز فقتله علي، وروى أحمد عن علي قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى البيهقي ومحمد بن عمر عن جابر بن عبد الله أن محمد بن سلمة قتل مرحبا والصحيح ما في صحيح مسلم أن عليا قاتله وروى ابن إسحاق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فقربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به من نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
وروى البيهقي من طريقين عن المطلب بن زياد عن ليث بن سليم عن أبي جعفر محمد ابن علي عن آبائه قال حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد عليه المسلمون فاقتحموها وأنه جرب ذلك فلم يحمله أربعون رجل ورجاله ثقات إلا ليث بن سليم هو ضعيف قال البيهقي وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب، وقال الصالحي قال ورواه الحاكم والله أعلم وأصاب من الغموض حصن إلى الحقيق سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بلاب بها وبأخرى معها فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها ر
فتباطينا نفسا أن يفتح غدا ويأت الناس ليلتهم أيهم يعطي فلما أصبح غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطيها تآلى أبو هريرة، قال عمر فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما قال ابن شهاب فوعظ الناس ثم قال أين علي ؟ قالوا تشتكي عينه فأرسلوا إليه قال سلمة فجئت به أقوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قال رمدت حتى لا أبصر ما قدامي، قال أدن مني وفي حديث علي عند الحاكم فوضع رأسي في حجره ثم بزق في يده فدلك بها عيني قالوا فبرء كأن لم يكن به وجع قط فما وجعهما حتى مضى لسبيله ودعا له وأعطاه الراية، قال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال نفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله وحق رسوله فوالله لأن يهدي الله بك فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال علي، قال اليهودي غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه، روى محمد بن عمرو عن جابر قال أول من خرج من حصون خيبر مبارز الحارث أخو مرحب فقتله علي رضي الله عنه ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن وبرز عامر وكان رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلع عامر أترونه خمسة أذرع وهو يدعو إلى البراز فخرج إليه علي بن أبي طالب فقتله ثم برز ياسر " فبرز له علي بن أبي طالب فقال له الزبير بن العوام " أقسمت عليك إلا خلية بيني وبينه ففعل فقالت صفية لما خرج إليه الزبير قلت يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله تعالى فقتله الزبير فقال عليه السلام فداك عم وقال " لكل نبي حواري وحواري الزبير " ٢.
وفي حديث سلمة بن الأكوع خرج مرحب يرتجز فقتله علي، وروى أحمد عن علي قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى البيهقي ومحمد بن عمر عن جابر بن عبد الله أن محمد بن سلمة قتل مرحبا والصحيح ما في صحيح مسلم أن عليا قاتله وروى ابن إسحاق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فقربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به من نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
وروى البيهقي من طريقين عن المطلب بن زياد عن ليث بن سليم عن أبي جعفر محمد ابن علي عن آبائه قال حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد عليه المسلمون فاقتحموها وأنه جرب ذلك فلم يحمله أربعون رجل ورجاله ثقات إلا ليث بن سليم هو ضعيف قال البيهقي وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب، وقال الصالحي قال ورواه الحاكم والله أعلم وأصاب من الغموض حصن إلى الحقيق سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بلاب بها وبأخرى معها فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها ر
فتباطينا نفسا أن يفتح غدا ويأت الناس ليلتهم أيهم يعطي فلما أصبح غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطيها تآلى أبو هريرة، قال عمر فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم دعا باللواء وقام قائما قال ابن شهاب فوعظ الناس ثم قال أين علي ؟ قالوا تشتكي عينه فأرسلوا إليه قال سلمة فجئت به أقوده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك ؟ قال رمدت حتى لا أبصر ما قدامي، قال أدن مني وفي حديث علي عند الحاكم فوضع رأسي في حجره ثم بزق في يده فدلك بها عيني قالوا فبرء كأن لم يكن به وجع قط فما وجعهما حتى مضى لسبيله ودعا له وأعطاه الراية، قال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال نفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليه من حق الله وحق رسوله فوالله لأن يهدي الله بك فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال من أنت ؟ قال علي، قال اليهودي غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى فما رجع حتى فتح الله على يديه، روى محمد بن عمرو عن جابر قال أول من خرج من حصون خيبر مبارز الحارث أخو مرحب فقتله علي رضي الله عنه ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن وبرز عامر وكان رجلا طويلا جسيما فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلع عامر أترونه خمسة أذرع وهو يدعو إلى البراز فخرج إليه علي بن أبي طالب فقتله ثم برز ياسر " فبرز له علي بن أبي طالب فقال له الزبير بن العوام " أقسمت عليك إلا خلية بيني وبينه ففعل فقالت صفية لما خرج إليه الزبير قلت يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ابنك يقتله إن شاء الله تعالى فقتله الزبير فقال عليه السلام فداك عم وقال " لكل نبي حواري وحواري الزبير " ٢.
وفي حديث سلمة بن الأكوع خرج مرحب يرتجز فقتله علي، وروى أحمد عن علي قال لما قتلت مرحبا جئت برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى البيهقي ومحمد بن عمر عن جابر بن عبد الله أن محمد بن سلمة قتل مرحبا والصحيح ما في صحيح مسلم أن عليا قاتله وروى ابن إسحاق عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنى من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فقربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي باب كان عند الحصن فترس به من نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.
وروى البيهقي من طريقين عن المطلب بن زياد عن ليث بن سليم عن أبي جعفر محمد ابن علي عن آبائه قال حدثني جابر بن عبد الله أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد عليه المسلمون فاقتحموها وأنه جرب ذلك فلم يحمله أربعون رجل ورجاله ثقات إلا ليث بن سليم هو ضعيف قال البيهقي وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر قال اجتمع عليه سبعون رجلا وكان جهدهم أن أعادوا الباب، وقال الصالحي قال ورواه الحاكم والله أعلم وأصاب من الغموض حصن إلى الحقيق سبايا منهم صفية بنت حيي بن أخطب جاء بلاب بها وبأخرى معها فمر بهما على قتلى يهود فلما رأتهم التي مع صفية صاحت وصكت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها ر
٢ سورة المجادلة، الآية: ٢١..
٢ سورة آل عمران الآية ١٥٢...
٣ سورة الكهف، الآية: ٢٣-٢٤..
٢ سورة النور، الآية: ٢..
٣ سورة المائدة، الآية: ٥١..
٤ أخرجه مسلم في كتاب: البر والصلة والآداب، باب: في فضل الحب في الله (٢٥٦٦)..
٥ سورة المائدة، الآية: ٥٤..
٦ سورة المائدة، الآية: ٣..
٧ أخرجه ابن ماجة في كتاب: الفتن، باب: السواد الأعظم ﴿٣٩٥٠﴾..
٨ أخرجه الترمذي في كتاب: الفتن، باب: ما جاء في الأئمة المضلين ﴿٢٢٦٥﴾، وأخرجه البخاري في كتاب: المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ﴿٣٤٤٢﴾..
٩ أخرجه البخاري في كتاب: المناقب، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا" ﴿٣٤٧٠﴾، وأخرجه مسلم في كتاب: فضائل الصحابة، باب: تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم ﴿٢٥٤٠﴾..
١٠ أخرجه الترمذي في كتاب: المناقب، باب: في من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ﴿٤٠٢٩﴾..
١١ سورة الحديد، الآية: ١٠..
١٢ أخرجه الترمذي في كتاب: المناقب، باب: في من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ﴿٤٠٢٦﴾..