تفسير سورة الإسراء

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الإسراء من كتاب الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم .
لمؤلفه الكَازَرُوني . المتوفي سنة 923 هـ

قيل إلاَّ قوله:﴿ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ ﴾[الإسراء: ٧٣].
.. إلى ثمان آيات. لَمَّا قال:﴿ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ ﴾[النحل: ١٢٨].
. إلى آخره " بَيَّنَ قرب سيد المتقين والمحسنين فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ ﴾: أُسبِّحُ ﴿ سُبْحَانَ ﴾: أي: تسبيحاً وهو التقديس والتمزيه والتبعيد من السوء في الذات والصفات والأفعال والأحكام من سَبَّحَ في الماء وقدَّسَ في الأرض إذا ذهب فيها وأبعد، يصدر به لتنزيه فاعل ما بعده عن النقائص وحاصله: ما أبعد الذي له هذه القدرة عن جميع النقائص ولذا لا يستعمل إلا فيه - تعالى - ﴿ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ ﴾: الباء للتعدية لأنه بمعنى سرى، وذكّر.
﴿ لَيْلاً ﴾ المفهوم من أسرى ليفهم بتنكيره تقليله، أي: في بعضه.
﴿ مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾: في الحِجْر ببدنه في اليقظة بعد البعثة، وكان قبلها في المنام كما أنه رأى فتح مكة في سنة ست، وتحقّق سنة ثمان.
﴿ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ﴾: بيت المقدس، إذ لم يكن يومئذ وراء مسجد، وهو مسافة ثلاثين يوما عادة.
﴿ ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾، ببركات الدين والدنيا، ثم منه إلى سِدْرة المُنتهى كما صح في الحديث، وإنما نقله إليه أولاً ليخبر الناس من صفاته فيصدقوه في الباقي، ولأنه مجمع أرواح الأنبياء ومحشرُ الخلائق فيحصل لهم وله بركتهُ، وإنَّما قالَ: حوله لأنَّ الأشجار والأنهار ليس إلاّ حوله أو لأنه الأصل ففيه أولى وعكسه لا يفيد بركات ما حوله ﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ ﴾: عَجائب السَّماوات والأرض، قال صلى الله عليه وسلم:" رأيت ربي عز وجَلَّ "رواه الحاكم.
﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾: لأقوال المصدِّقين والمكذبين.
﴿ ٱلبَصِيرُ ﴾ بهم فيجازيهم ﴿ وَآتَيْنَآ مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ ﴾: الكتاب.
﴿ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ ﴾ بأَن ﴿ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً ﴾ تكلون أُمُوركم إليه.
﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ﴾: كثير الحَمْد فاقتدو به.
﴿ وَقَضَيْنَآ ﴾: أوحينا.
﴿ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ ﴾: التوراة.
﴿ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: الشَّام بالمعاصي.
﴿ مَرَّتَيْنِ ﴾: أولهما قتل زكريا، أو شِعيا، وآخرهما حبس أرميا، أو قتل زكريا ويحيى.
﴿ وَلَتَعْلُنَّ ﴾: لتستكبرنَّ أو لتظلمن ﴿ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ﴾: عقاب.
﴿ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ ﴾: بختنصر بتشديد الصاد عامل لهراسف على بابل مع جنوده أو جالوت وجنوده.
﴿ أُوْلِي بَأْسٍ ﴾: قُوَّة ﴿ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ ﴾: ترددوا لطلبكم.
﴿ خِلاَلَ ﴾: وسط ﴿ ٱلدِّيَارِ ﴾: للقتل والسَّبْي ﴿ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ﴾: لأنه قضاء مبرم.
﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ ﴾: الدولة والغلبة.
﴿ عَلَيْهِمْ ﴾: بعد مائة سنة، بتسليط دانيال على جنود بَخْت نَصْر، أوْ دَاودُ على جالوت.
﴿ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ﴾: حتى عدتم كما كنتم.
﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ﴾: جمع نفر، أو: هو من ينفر معك من قومك.
﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ ﴾: بالطاعة.
﴿ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ ﴾ بالفَسادِ ﴿ فَلَهَا ﴾: عليها، ذكر اللام ازدواجا أو مثل﴿ لِلأَذْقَانِ ﴾[الإسراء: ١٠٧]، و﴿ لِلْجَبِينِ ﴾[الصافات: ١٠٣] ﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ﴾ عُقُوبة المَرَّة ﴿ ٱلآخِرَةِ ﴾: بعثناهم.
﴿ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾: ليهينوكم بالقَتْل والسَّبْي، أو سادتكم.
﴿ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ ﴾: الأقصى ويخبروه.
﴿ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾: وخربوه.
﴿ وَلِيُتَبِّرُواْ ﴾: يهلكوا.
﴿ مَا عَلَوْاْ ﴾: ما استولوا عليه، أو مُدة عُلوهم ﴿ تَتْبِيراً ﴾: فسلط عليهم جؤذر ملكٌ من ملوك الفرس، أو بخت نصر، فعملوا بهم كالأول.
﴿ عَسَىٰ رَبُّكُمْ ﴾: يا بني إسرائيل.
﴿ أَن يَرْحَمَكُمْ ﴾: بردِّ الدولة إليكم ﴿ وَإِنْ عُدتُّمْ ﴾: إلى المعصية.
﴿ عُدْنَا ﴾: إلى العقوبة، فعادوا بتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فسلِّطَ عليهم بالقتل وغيره.
﴿ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ﴾: مَحْبساً أو بساطاً.
﴿ إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي ﴾: للطريقة التي.
﴿ هِيَ أَقْوَمُ ﴾: أَسدُّ الطرق ﴿ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ ﴾: بأن.
﴿ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً * وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا ﴾ أعددنا ﴿ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * وَيَدْعُ ﴾: الله.
﴿ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ ﴾: عليه وعلى أهله في غضبه، أو يدعوهُ بما يحسبه خيراً وهو شرّ ﴿ دُعَآءَهُ ﴾: كدعائه.
﴿ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً ﴾: بالدعاء بلا ملاحظة ما له.
﴿ وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ ﴾: تدُلاَّن على قدرتنا ﴿ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ ﴾: هو المحو الذي على القمر أو انتقاص نوره إلى المحاق ﴿ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾: مضيئة أو بينة.
﴿ لِتَبْتَغُواْ ﴾: فيه.
﴿ فَضْلاً ﴾: أسباب مَعَاشكم.
﴿ مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ ﴾ بهما، أو بآية الليل.
﴿ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ﴾: ولا تكرار إذ العَددُ موضوع الحساب.
﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ ﴾: تحتاجون إليه.
﴿ فَصَّلْنَاهُ ﴾: بيناه بلا التباس ﴿ تَفْصِيلاً * وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ ﴾: عمله، أو ما قُدِّر له ﴿ فِي عُنُقِهِ ﴾: كلزوم الطوق لا ينفك عنه.
﴿ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً ﴾ يقال له: ﴿ ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ﴾ ذكر بتأويله شَخْصك ﴿ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ﴾، مُحاسباً، وهذا في غير موقف يحاسبهم بنفسه، حيث قال:﴿ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ ﴾[الأنبياء: ٤٧] ﴿ مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾: نفعه، وضره لا يتعديانه.
﴿ وَلاَ تَزِرُ ﴾ تحمل نفس ﴿ وَازِرَةٌ ﴾: حاملة.
﴿ وِزْرَ ﴾: نفس.
﴿ أُخْرَىٰ ﴾: بُيِّنَ في الأنعام.
﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾: فلا يؤمن به، فمن نشأ حيثُ لم يسمع برسول فمعذور ﴿ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا ﴾: أَمْراً قَدَريًّا.
﴿ مُتْرَفِيهَا ﴾: مُنعِّميها بالفسق أو كثرناهم، أو جعلناهم أُمَراء، أو أمرناهم بالطاعة، فلا ينافي إنّ الله لا يأمر بالفحشاء وتخصيصهم على الأول، لأنهم أسرع إلى الحماقة والفجور وغيرهم يتبعهم ﴿ فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ ﴾: كلمة العذابِ ﴿ فَدَمَّرْنَاهَا ﴾: استأصلناها.
﴿ تَدْمِيراً ﴾: ومضى حكم الساكتين عن نهيهم في قوله:﴿ وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً ﴾.
. [الأنفال: ٢٥]: الخ.
﴿ وَكَمْ ﴾: كثيرا.
﴿ أَهْلَكْنَا مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ﴾: هو أوَّلُ من كذبوه.
﴿ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً ﴾: ببواطنها.
﴿ بَصِيراً ﴾: بظواهرها.
﴿ مَّن كَانَ يُرِيدُ ﴾: بطاعته.
﴿ ٱلْعَاجِلَةَ ﴾: الدنيا فقط كالمنافقين، فلا يفهم أن من لم يزهد فيها يكون من أهل النار.
﴿ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ﴾: تعجيله له.
﴿ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً ﴾.
﴿ مَّدْحُوراً ﴾: مطروداً.
﴿ وَمَنْ أَرَادَ ﴾ اختار ﴿ ٱلآخِرَةَ ﴾ على الدنيا.
﴿ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا ﴾: حق سعيها.
﴿ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ ﴾: الجامعون للثلاثة ﴿ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً ﴾: مثابا عليه ﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ ﴾: بنحو الرزق والعافية، أعني.
﴿ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: المريدين للدنيا.
﴿ وَهَـٰؤُلاۤءِ ﴾: المريدين للآخرة.
﴿ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ ﴾: في الدنيا.
﴿ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾: مَمنوعاً عن الكلِّ في الدنيا، أي: قدر الرزق لا مقادير الأملاك.
﴿ ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: غنىً وصحّةً وغيرهما.
﴿ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾: فاعتنوا بها.
﴿ لاَّ تَجْعَل ﴾ أراد به أمته ﴿ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ ﴾: فتصير.
﴿ مَذْمُوماً ﴾: من الخلق.
﴿ مَّخْذُولاً ﴾: من الله تعالىن أفهم أنَّ المُوَحِّدَ مَمدوحٌ منصور. ٢٣-٢٧ ﴿ وَقَضَىٰ ﴾: أمر ﴿ رَبُّكَ ﴾: أمراً قطعيًّا ﴿ أَنْ ﴾ بأن.
﴿ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَ ﴾: أن تحسنوا.
﴿ بِٱلْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا ﴾: صلة.
﴿ يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ﴾: قُيِّدَ به لأنه الغالب، ولأن الكلية فيه أظهر.
﴿ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ ﴾: مَصدر للتضجُّر بمعنى: قبحاً، أي: فكيف بما فوقه ولذا نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم حذيفة عن قتل أبيه وهو في صف المشركين ﴿ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ﴾ لا تزجُرهُما ﴿ وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ﴾: جميلاً ﴿ وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ ﴾: تذلل لهما وضمهما إليك ضم الطير فرخه بجناحه، والإضافة بيانية، أي: جناحك الذليل.
﴿ مِنَ ﴾: فرط ﴿ ٱلرَّحْمَةِ ﴾: عليهما.
﴿ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا ﴾: رحماني، حين ﴿ رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ﴾: من قصد البرّ.
﴿ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ ﴾: قاصدين الصَّلاح ﴿ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ ﴾ التوابين أو الرجَّاعين إلى طاعته.
﴿ غَفُوراً ﴾: ما فرط عنهم.
﴿ وَآتِ ﴾: أعْطِ منَ الصِّلةِ والبرّ ﴿ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ﴾: هو تفريق النال في غير حقٍّ شرعيٍّ، والفرق بينه وبين الإسراف أنه تجاوز في الكمية، وهذه تجاوز في موقع الحق والمراد هنا المعنيان ﴿ إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ﴾: أَمثال أو أتباع.
﴿ ٱلشَّيَاطِينِ ﴾: شرارةً ﴿ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ﴾: كثير الكفر فلا تتبعوه.
﴿ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ﴾: أي: أن تعرض عن المستحقين المذكورين.
﴿ ٱبْتِغَآءَ ﴾: لانتظار.
﴿ رَحْمَةٍ ﴾: رزق.
﴿ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا ﴾: أن يأتيك فتعطيهم ﴿ فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً ﴾: لينا بالدعاء أو الوعد لهم.
﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ ﴾: عن غاية الإمساك.
﴿ وَلاَ تَبْسُطْهَا ﴾: بالبذل.
﴿ كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ ﴾: تصير.
﴿ مَلُوماً ﴾: بالبخل في الأول.
﴿ مَّحْسُوراً ﴾: مكسوراً نادماً في الثاني، ويستثنى المتوكل حق التوكل كما يدل عليه سَوْقُ الكلام.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ ﴾: يضيقه لمن يشاء.
﴿ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ﴾: يعلم سرهم وعلنهم واستحقاقهم وعدمه.
﴿ وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ ﴾: فَاقَة، قد مرَّ بسطهُ في الأنعام ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ ﴾: مطلقاً.
﴿ كَانَ خِطْئاً ﴾: ذنباً ﴿ كَبِيراً * وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ ﴾ قيده بالقرب ليدخل مقدماته ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً ﴾: سبيله.
﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ ﴾: قتله.
﴿ إِلاَّ بِٱلحَقِّ ﴾ وهو أحد ثلاث كما في الحديث، والمراد ما يقصد به القتل فلا يرد دفع الصائل لأنه يقصد به الدفع ﴿ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً ﴾: غير مستوجب للقتل.
﴿ فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ ﴾: وارثه ﴿ سُلْطَاناً ﴾: تسلطاً على القاتل بالقتل والدية والعفو.
﴿ فَلاَ يُسْرِف ﴾: الوليُّ ﴿ فِّي ٱلْقَتْلِ ﴾: بارتكاب ما لا يجوز في المكافأة.
﴿ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ﴾: نصره الله تعالى حيث أمر بإعانته، أو المقتول منصور بقصاص قاتله والثواب.
﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ ﴾: فضلاً عن التصرف فيه ﴿ إِلاَّ بِٱلَّتِي ﴾: بالطريقة التي.
﴿ هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾: بلوغه وبُيِّنَ في الأنعام.
﴿ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ ﴾: مطلقاً.
﴿ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾: عنه فيعاقب ناكثه.
﴿ وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ ﴾: بلا بخس، أفهم أن الكيل على البائع.
﴿ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ﴾: الميزان.
﴿ ٱلْمُسْتَقِيمِ ﴾: العدل.
﴿ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾: عاقبة.
﴿ وَلاَ تَقْفُ ﴾: لا تتبع بنحو التقليد والرجم بالغيب ﴿ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾: اعتقاد راجح من سند قطعي أو ظني فلا يدل على منع اتباع الظني ﴿ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ ﴾ كل هذه الأعضاء ﴿ كَانَ عَنْهُ ﴾: عن نفسه أي: عما فعل به.
﴿ مَسْؤُولاً * وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً ﴾: اختيالاً ﴿ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ ﴾: لشدة وطأتك.
﴿ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً ﴾: بتطاولك ورفع رأسك ونصب عُنقك، فكيف تختال وهذا تهكُّمٌ ﴿ كُلُّ ذٰلِكَ ﴾ المذكور من قوله:﴿ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ ﴾[الإسراء: ٣٩]: وهم خمس وعشرون خصلة أمراً ونهياً كَانَ سَيِّئَةً من سيئاته، وقرئ ﴿ سَيِّئُهُ ﴾ خبر كان، بإرادته منهياته ﴿ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً ﴾ مبغوضاً غير مرضيّ وإن كان مراده.
﴿ ذَلِكَ ﴾ الأحكام ﴿ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ﴾ معرفة الحق لذاته والخير للعمل به ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ ﴾ أراد أمته.
﴿ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً ﴾: من الحقّ والخَلق.
﴿ مَّدْحُوراً ﴾: مطرودا.
﴿ أَفَأَصْفَاكُمْ ﴾: خصَّكم، يَا مَنْ تصفونه تعالى باتخاذِ البنات.
﴿ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً ﴾ بناتاً ﴿ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً * وَلَقَدْ صَرَّفْنَا ﴾: بَيِّناً مكرَّراً هذا المعنى.
﴿ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ ﴾: ليتعظوا ﴿ وَمَا يَزِيدُهُمْ ﴾: التصريف ﴿ إِلاَّ نُفُوراً ﴾: عن الحق.
﴿ قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ ﴾: لطلبوا ﴿ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً ﴾: بالمغالبة كما للملوك، أو بطاعته لعلمهم بقدرته.
﴿ سُبْحَانَهُ ﴾ تنزيهاً له ﴿ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً ﴾ وصف العلو بالكبر مبالغة في النزاهة ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ ﴾ مضت نكتة إفرادها ﴿ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ ﴾: ملتبسا.
﴿ بِحَمْدِهِ ﴾: فيقول: سبحان الله وبحمده، فلا يسمعها إلا الكُمَّلُ كالنبيِّ وبعضُ الصحابة، وجمهور السلق على أنه ظاهره وقيل: الظاهر جعل التسبيح أعَمّ من الحالي والمقالي لإسنادِهِ إلى مَا يتصوّرُ منهُ وإلى ما لا يتصوّر، وعند المتأخرين: لكلِّ شيء تَسبيح بلسان الحال وهو دلالته على صانع واحد.
﴿ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ ﴾: أيها المشركون.
﴿ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً ﴾: لا يعاجل بعقوبتكم.
﴿ غَفُوراً ﴾: لمن تاب.
﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ ﴾: مطلقاً أو ثلاث آيات مشهورات من النَّحْل والكهف والجاثية.
﴿ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً ﴾: لا يرونك ﴿ مَّسْتُوراً ﴾.
عن الحس وبعد نزولها كان المؤذون يمرُّون عليه ولا يرونه عند القراءة.
﴿ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ﴾: أغطية كراهة.
﴿ أَن يَفْقَهُوهُ ﴾: يفهموه ﴿ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً ﴾: يمنعهم عن استماعه.
﴿ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ ﴾: بلا ذكر آلهتهم.
﴿ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً ﴾: نفرة من التوحيد.
﴿ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ ﴾: إليك.
﴿ بِهِ ﴾: بسببه، وهو الهزؤ والتكذيب.
﴿ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ ﴾: ذوو ﴿ نَجْوَىٰ ﴾: يتناجون بالتكذيب.
﴿ إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ ﴾: أي: يقولون.
﴿ إِن ﴾: مَا ﴿ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً ﴾: سُحِرَ فجُنّ.
﴿ ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ ﴾: مَثلوك بمسْحُور ومجنون وغير ذلك ﴿ فَضَلُّواْ ﴾: عن الحق.
﴿ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً ﴾: إلى طعن بوجه.
﴿ وَقَالُوۤاْ ﴾: دليلا على جنونك.
﴿ أَءِذَا كُنَّا ﴾، بعد الموت.
﴿ عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً ﴾: كما تزعم.
﴿ قُلْ كُونُواْ ﴾، أمر استهانة أو تسخير.
﴿ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً ﴾: في الصَّلابة ﴿ أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ ﴾: يعظم.
﴿ فِي صُدُورِكُمْ ﴾: إحياؤه فإنه يُحْييْكُمْ بقدرته.
﴿ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ﴾ إذا كنَّا حجارة أو حديداً ﴿ قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ ﴾: خلقكم.
﴿ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾: وهو أعظم.
﴿ فَسَيُنْغِضُونَ ﴾ يحركون ﴿ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ ﴾: تكذيباً.
﴿ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً ﴾: فإن ما هو آت قريبن اذكُر ﴿ يَوْمَ يَدْعُوكُمْ ﴾: ربكم من قبوركم.
﴿ فَتَسْتَجِيبُونَ ﴾: دعوته أي: تُبعثون.
﴿ بِحَمْدِهِ ﴾: بأمره أو حامدين ولا ينفعكم بل ينفع المؤمنين.
﴿ وَتَظُنُّونَ ﴾: للهول ﴿ إِن ﴾: ما ﴿ لَّبِثْتُمْ ﴾: في الدنيا أو البرزخ ﴿ إِلاَّ قَلِيلاً * وَقُل لِّعِبَادِي ﴾: المؤمنين.
﴿ يَقُولُواْ ﴾: ليقولوا في محاوراتهم الكلمة ﴿ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾: بلا غلظةٍ، كقولهم للكفار: أنتم أهل النار ﴿ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ ﴾ يُفسدُ ﴿ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾: ظاهر العداوة ﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ ﴾: بإنجائكم من أذى الكفار.
﴿ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ﴾: بتسليطهم.
﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ﴾: مَوكولاً إليك أمرهم.
﴿ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ فيختار من يشاءُ لما يشاءُ فلا تستبعدوا من اصطفاء يتيم أبي طالب ﴿ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: بالفضائل النفسانية فقط كمحمد عليه - صلى الله عليه وسلم - كما أشار إليه بقوله: ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً ﴾: المكتوب فيه:﴿ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ ﴾[الأنبياء: ١٠٥]، أي: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ونهي التفضيل محمول على مجردة العصبية، فَإن محمداً أفضل، ثم إبراهيم ثم موسى عليهم الصلاة والسلام - ﴿ قُلِ ٱدْعُواْ ﴾: لكشف.
﴿ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم ﴾: ألوهيتهم، كعيسى والملائكة.
﴿ مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ ﴾: لا يستطيعون.
﴿ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ ﴾: بالكلية.
﴿ وَلاَ تَحْوِيلاً ﴾: تبديلا من حوَّلتُ القميص قباء فإن كشف الضر تبديله بالعافية، فلا يرد أن تحويلاً مستدرك، فإن من لا يملك كشفه لا يملك تحويله عنه عن غيره.
﴿ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ ﴾: أي: يبتغي الذي هو.
﴿ أَقْرَبُ ﴾: منهم إليه الوسيلة بالطاعة فكيف بغيره.
﴿ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾: فكيف يستحقون الألوهية.
﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ﴾: حقيقاً بأنْ يُحذر عن.
﴿ وَإِن ﴾: ما.
﴿ مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ ﴾: بالموت ﴿ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً ﴾: إن بقيت إلى يوم القيامة الأول في قرى المؤمنين، والثاني في قُرى الكافرين، كذا عن بعض السَّلف ﴿ كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ ﴾ اللوح ﴿ مَسْطُوراً ﴾ في الأزل.
﴿ وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ ﴾: مجازٌ عن ترك إرسال الرسول.
﴿ بِٱلآيَاتِ ﴾ المقترحة لهم بجعل الصًّفا ذهباً.
﴿ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ﴾: بالآيات المقترحة لا هذه ﴿ ٱلأَوَّلُونَ ﴾: وقومك مثلهم طبعا، فلو أرسلنا لاسْتُئْصلوا بتكذيبها لما مر بيانه وفي أصلابهم من يُؤمنُ ﴿ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ ﴾: بسؤالهم آية.
﴿ مُبْصِرَةً ﴾: بينة.
﴿ فَظَلَمُواْ ﴾: كفروا.
﴿ بِهَا ﴾: فعاجلناهم بالعقوبة.
﴿ وَمَا نُرْسِلُ ﴾: الرسول.
﴿ بِٱلآيَاتِ ﴾ القرآنية والمعجزات.
﴿ إِلاَّ تَخْوِيفاً ﴾: من عذابنا،
﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ ﴾: فهم تحت تصرفه فَخَوِّفْهُم ولا تخف منهم.
﴿ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ﴾: في المعراج وعلى اليقظة فهي بمعنى الرؤية.
﴿ ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً ﴾: اختبارا.
﴿ لِّلنَّاسِ ﴾: إذا ارتدَّ كثير بإنكاره وزاد إيمان آخرين.
﴿ وَ ﴾: ما جعلنا ﴿ ٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ ﴾: المؤدية أو المبعدة عن مكان الرحمة أو المذمومة، وهي شجرة الزقوم.
﴿ فِي ٱلقُرْآنِ ﴾: إلاّ فتنة للناس، فقال بعضهم: نار وقودها الناس والحجارة كيف تنبت فيها شجرة رطبة؟ ﴿ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ ﴾: التخويف.
﴿ إِلاَّ طُغْيَاناً ﴾: عتوّاً.
﴿ كَبِيراً ﴾: ﴿ وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ ﴾: فسر مرة.
﴿ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ﴾: من طين ﴿ قَالَ ﴾ إبليس: ﴿ أَرَأَيْتَكَ ﴾: أخبرني عن ﴿ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ ﴾: فضلته ﴿ عَلَيَّ ﴾: والله.
﴿ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ ﴾: أخرت مماتي.
﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ﴾: لأستأصلن ﴿ ذُرِّيَّتَهُ ﴾: بإغوائهم.
﴿ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾: علم سهولته من قول الملائكة:﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا ﴾[البقرة: ٣٠] إلى آخره "، أو من خلقه ذَاوهم في شهوةٍ وغضب ﴿ قَالَ ٱذْهَبْ ﴾: امض لما قصدت.
﴿ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ ﴾: أنت معهم حال كونه ﴿ جَزَاءً مَّوْفُوراً ﴾: مكملا.
﴿ وَٱسْتَفْزِزْ ﴾: استخفّ ﴿ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ﴾: أن تستفزه.
﴿ بِصَوْتِكَ ﴾: بدعائك بنحو الغناء وكل داع إلى المعصية.
﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم ﴾: صِحْ عليهم لسوقهم ﴿ بِخَيْلِكَ ﴾: فرسانك في المعاصي.
﴿ وَرَجِلِكَ ﴾: ورجالك فيها، حاصله: تصرف فيهم بكل ما تقدر، والأمر تهديدي أو قدري.
﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ ﴾: بجمع الحرام والإنفاق فيه.
﴿ وَٱلأَوْلادِ ﴾: يبعثهم على الزنا وقبائحهم وإضلالهم ونحوه.
﴿ وَعِدْهُمْ ﴾: الأباطيل كالاتكال على كرامة الآباء.
﴿ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً ﴾: هو تزيين الخطأ وما يوهم الصواب.
﴿ إِنَّ عِبَادِي ﴾: المخلصين ﴿ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾: تسلط.
﴿ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً ﴾ لهم ﴿ رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي ﴾: يُجزي ﴿ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ ﴾: من الرزق وغيره.
﴿ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾: برحمته سخَّرها لكم.
﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ﴾ خوف الغرق.
﴿ ضَلَّ ﴾ عن خاطركم كل ﴿ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ ﴾: تعالى.
﴿ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ ﴾: من الغرق.
﴿ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ﴾: عنه.
﴿ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ ﴾ بالسجية ﴿ كَفُوراً ﴾: للنعم.
﴿ أَ ﴾: نجوتم من البحر ﴿ فَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ ﴾: أي: تقلبه وأنتم عليه، إذ البحر والبر عند قرته سواء ﴿ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ﴾: مطرا فيه الحجارة، أو ريحا ترمي بالحصباء ﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً ﴾ ينجيكم ﴿ أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ ﴾: في البحر.
﴿ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً ﴾ كاسِراً ﴿ مِّنَ ٱلرِّيحِ ﴾: يكسر كل ما يمر عليه.
﴿ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ﴾: بكفركم.
﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً ﴾: تابعاً يطالبنا بانتصار أو صرف.
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ ﴾: بحسن الصورة والعقل والنطق وغيره ﴿ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ ﴾: على الدَّواب ﴿ وَٱلْبَحْرِ ﴾: على الفلك.
﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾ المستلذات.
﴿ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾: كثيراً، والمستثنى خوَاصُّ المَلَك، ولا يلزم من عدم تفضيل جنس الإنسان عليهم عدم تفضيل خواصهم كتفضيل امرأة على رجل مع تفضيل جِنسه على جِنْسها. تنبيه: اختلف أهل السُّنة في تفضيلهم، فابن عباس يفضل الملائكة، وعن أصحاب أبي حنيفة وكثير من الشافعية والأشعرية تفضيل رسل البشر مُطلقاً ثم رسل الملائكة على من وساهم من البشر والملك، ثم عموم الملك على عموم البشر، وقيل: كُمَّلُ الإنسان أفضلُ. وقال الإمام الرازي: الكَرُوبيُّون أفضل مطلقاً، ثم رسل البشر ثم الكُمَّل منهم، ثم عموم الملائكة على عموم البشر، وبه يشعر كلام الغزالي في مواضع.
اذكر.
﴿ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾: مقتداهم أو كتاب أعمالهم، وكونه جمع أم فيه تعظيم عيسى وغيره، ودفع فضيحة أولاد الزنا ليس بشيء.
﴿ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ ﴾: كتاب عمله.
﴿ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ ﴾: مسرورين.
﴿ وَلاَ يُظْلَمُونَ ﴾: لا ينقصون أجرهم.
﴿ فَتِيلاً ﴾: قَدر خطّ شق النواة، أي: أدنى شيء، أفهم أن من أوتي كتابه بشماله لا يقرأ خجلاً وحيرةً وعمى يدل عليه: ﴿ وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ ﴾: ﴿ أَعْمَىٰ ﴾ عمى القلب لم ير رُشْدهُ ﴿ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ ﴾: لا يرى طريق النجاة أو أكثر عمى بمعْنَى فقْد البَصيرة، ولذا لا يميله أبو عمرو فإن ألفه كمتوسط بينه وبين من ﴿ وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴾: منه في الدنيا، لفقد الآلة والمهلة والاستعداد.
﴿ وَإِن ﴾: إنه ﴿ كَادُواْ ﴾: قاربوا لمبالغتهم.
﴿ لَيَفْتِنُونَكَ ﴾: يوقعونك في الفتنة وهم تثقيف وقريش.
﴿ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ﴾: من الأحكام.
﴿ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً ﴾: إن اتبعتهم.
﴿ لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً * وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ ﴾: قاربت.
﴿ تَرْكَنُ ﴾: تميل.
﴿ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ﴾ لكن عَصَمناكَ عَن مقاربْتَه ﴿ إِذاً ﴾ لو قاربت ﴿ لأذَقْنَاكَ ﴾ لنذيقك عذابا ﴿ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ ﴾: عذاب الدنيا.
﴿ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ﴾ عذاب الاخرة، أي: ضعف ما يعذب به غيرك فيهما أن خطر الخطير أخطر ﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً ﴾ يدفع عنك عذابنا ولمَّا نزلت قال: " اللهم لا تَكِلني إلى نَفْسي طَرفَةَ عين ".
﴿ وَإِن ﴾ إنه ﴿ كَادُواْ ﴾ الكفار ﴿ لَيَسْتَفِزُّونَكَ ﴾ يستخفونك إزعاجاً ﴿ مِنَ ٱلأَرْضِ ﴾ أرض العرب، إذ قالت اليهود: الحق إلى الشام فإنها أرض الأنبياء ﴿ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً ﴾ لو خرجت ﴿ لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ ﴾ خَلْفَ إخراجك ﴿ إِلاَّ ﴾ زمانا ﴿ قَلِيلاً ﴾ من الله، ذلك ﴿ سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ﴾: وهي إهلاك كل أُمَّة أخرجوا رسولهم ﴿ وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً ﴾: تغييراً.
﴿ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِدُلُوكِ ﴾: اللام للتأقيت، أي في زوال.
﴿ ٱلشَّمْسِ ﴾ وأصله الانتقال، وكذا كل ما تركب من الدال واللام كدلح ودلج ودلع ودلف ﴿ إِلَىٰ غَسَقِ ﴾: ظُلمة.
﴿ ٱلَّيلِ ﴾: دخل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء ودلّ ذلك على أن الوقت يمتدُّ إلى غروب الشفق ﴿ وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ ﴾: صلاته سَمّى الشيء باسم ركنه، لا يدل على وجوب القراءة فيها لجواز كون التجوز لندبها فيها ﴿ إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾: يشهده ملائكة الليل والنهار.
﴿ وَمِنَ ﴾: بعض.
﴿ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ ﴾: اترك الهجود أي: النوم، أو صَلِّ ﴿ بِهِ ﴾، بالقرآن فريضةً ﴿ نَافِلَةً ﴾: زائدة.
﴿ لَّكَ ﴾ دون أُمتك ﴿ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً ﴾: أي: في مقام الشفاعة العامة، فيحمدك الأولون والآخرون.
﴿ وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ﴾: إدخالاً مرضيّاً.
﴿ وَأَخْرِجْنِي ﴾: منه.
﴿ مُخْرَجَ صِدْقٍ ﴾: إخراجاً مرضيّاً.
﴿ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ سُلْطَاناً ﴾: حُجَّة أو قوة ﴿ نَّصِيراً ﴾: لي على من خالفني.
﴿ وَقُلْ ﴾: بشارة ﴿ جَآءَ ٱلْحَقُّ ﴾: الإسلام.
﴿ وَزَهَقَ ﴾ ذهب.
﴿ ٱلْبَاطِلُ ﴾: الكفر ﴿ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً ﴾ مضمحلاًّ ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ ﴾ للبيان.
﴿ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ ﴾: من العلل الدِّينية والبدنية.
﴿ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾: فيحصل لهم المعارف والحكم.
﴿ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً ﴾: لكفرهم به.
﴿ وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ﴾: جنس.
﴿ ٱلإنْسَانِ أَعْرَضَ ﴾: عن الشكر.
﴿ وَنَأَى بِجَانِبِهِ ﴾: لوى عطفه وولّى ظهره عن منعمه، أو كناية عن الاستكبار ﴿ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ ﴾: كمرض وفقر.
﴿ كَانَ يَئُوساً ﴾: شديد اليأس عنَّاـ وأما قوله: فّذو دُعاءٍ عريض، ففي فرقة أخرى، فهنا لصنف وهناك لآخر.
﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ ﴾: طريقته التي تُشاكِلُ مَا جُبِلَ عليه، وهي الطبيعة العادة أو الدين.
﴿ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً ﴾: فيثيبه.
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ ﴾: قريش بتعليم اليهود.
﴿ عَنِ ﴾: هيئة.
﴿ ٱلرُّوحِ ﴾: الذي به حياة البدن.
﴿ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾: مما استأثر بعلمه أو معناه أنه موجود محدث بأمره بلا مادة، فهو مثل: ﴿ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾ إلى آخره " في جواب: وَمَا رَبُّ العالمين.
﴿ وَمَآ أُوتِيتُم ﴾: كلكم.
﴿ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ تستفيدونه بحواسكم، ولعل أكثر الأشياء مما لا يدركه الحسُّ ﴿ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾: بمحو القرآن عن مصاحفكم وصدوركم.
﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ ﴾: باسترداده.
﴿ عَلَيْنَا وَكِيلاً ﴾: تتوكَّلُ عليه ﴿ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ﴾: فلعلها تسترده عليك.
﴿ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً ﴾: ومنه إنزاله وإبقاؤه.
﴿ قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ ﴾: بلاغةً وغيرها ﴿ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ﴾: لعجزهم.
﴿ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ﴾: معيناً.
﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا ﴾: كرَّرنا وبيَّنَّا ﴿ لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ﴾: كل معنى هو كالمثل غرابة وحسنا.
﴿ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ﴾: جحوداً، فعجزوا عن الإتيان.
﴿ وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ ﴾: أرض مكة.
﴿ يَنْبُوعاً ﴾: عينا لا تنقطع يفعول من: ينبع، أي: يفور ﴿ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ ﴾: بستان.
﴿ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا ﴾: وسطها.
﴿ تَفْجِيراً * أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾: قطعاً أرادوا قوله تعالى: " أو نسقط عليهم كسفا... إلى آخره.
﴿ أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً ﴾: مقابلا معاينا ﴿ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ ﴾: ذهب.
﴿ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾: بسُلَّمٍ ﴿ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ ﴾: وحدهُ ﴿ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا ﴾: واحدا واحدا.
﴿ كِتَاباً ﴾: باسمه فيه تصديقك.
﴿ نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي ﴾: تعجُّباً من اقتراحهم.
﴿ هَلْ ﴾: ما.
﴿ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً ﴾: فالرسول إنما يأتي بإذن الله.
﴿ وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ ﴾: بعد.
﴿ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ ﴾: القرآن المعجز ﴿ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً ﴾: أي: ما لهم شبهة إلاَّ في إرسال بشَرٍ ﴿ قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ ﴾: كما تمشون.
﴿ مُطْمَئِنِّينَ ﴾: ساكنين فيها.
﴿ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً ﴾: لتمكنهم من التلقي منه للتجانس بخلاف البشر.
﴿ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾: على صدقي.
﴿ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً * وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ ﴾: يهدونهم.
﴿ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ يمشون أو يسحبون.
﴿ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ﴾: إلى النار.
﴿ عُمْياً ﴾: عمَّا يقرُّ أعينهم ﴿ وَبُكْماً ﴾: عن العذر.
﴿ وَصُمّاً ﴾: عما يلذ مسامعهم.
﴿ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ ﴾ سكن لهبها بأن أكلت أجسادهم،: تلهبا بتبديل لحومهم وجلودهم.
﴿ ذَلِكَ ﴾ العذاب.
﴿ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا ﴾: مطلقاً.
﴿ وَقَالُواْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً ﴾: تُراباً ﴿ أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً ﴾ جُوزوا بكثرة الإعادة بعد الإفناء لإنكارهم الإعادة ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ ﴾: يعلموا.
﴿ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ﴾: بدءاً وإعادةً ﴿ وَجَعَلَ لَهُمْ ﴾: لإعادتهم ﴿ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ ﴾: بعد قيام الحُجَّة.
﴿ إِلاَّ كُفُوراً ﴾: جُحوداً ﴿ قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ ﴾: نعمة.
﴿ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ ﴾: لبخلتم.
﴿ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ ﴾: النفاد به فلا ينفعكم تفجُّرُ الأنهار ونحوه.
﴿ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ ﴾: جنسه بالطبع.
﴿ قَتُوراً ﴾: بخيلاً.
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾: السنين، ونقْصٍ من الثمرات، والطوفات، والجراد، والقُمَّل، والضفادع، والدم، واليد، والعصا،" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله يهوديان عن الآيات: " إنَّها النَّهْي عن الشرك والسرقة والزنا والقتل بغير الحق والسحر وأكل الربا والمشي بالبرئ إلى سلطان ليقتله وقذف المحصنات، والفرار من الزحف " ثم قال: " وعليكم خاصة اليهود: أن لا تعتدوا في السبت ". فعلى هذا المراد بالأيات الأحكام العامة للملل، وقيل: لعلمها سألاه عن العشر كلمات فاشتبه على الراوي بالتسع وهو ابن سلام رضي الله عنه ﴿ فَسْئَلْ ﴾: يا محمد ﴿ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾: عنها، تقريراً للمشركين على صدقك.
﴿ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً ﴾: متخبط العقل بالسحر.
﴿ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ﴾: بالحجج ﴿ مَآ أَنزَلَ هَـٰؤُلاۤءِ إِلاَّ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ بَصَآئِرَ ﴾ عبراً، فكيف تعاندني، وبضمير المتطلم ظاهر ﴿ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ ﴾: أعلمك، أتى بالظنِّ ازدواجاً.
﴿ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً ﴾: مصروفاً من " ثبر " أي: صرف عن الخير ﴿ فَأَرَادَ ﴾: فرعون.
﴿ أَن يَسْتَفِزَّهُم ﴾: موسى وقومه.
﴿ مِّنَ ٱلأَرْضِ ﴾ مصر ﴿ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً * وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ ﴾: بعد إغراقه.
﴿ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ ﴾ مصر ﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ﴾: الدار.
﴿ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ﴾: إلى الموقف، واللِّفيفُ: الجماعات من قبائل شتى.
﴿ وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ ﴾: القرآن.
﴿ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ ﴾: أي: ما أنزلناه، وما نزل إلا بالحق.
﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً ﴾: للمطيع.
﴿ وَنَذِيراً ﴾: للعاصي.
﴿ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ ﴾: نزلناه مفرقا في ثلاث وعشرين سنة.
﴿ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ ﴾: مهل، لتيسير حفظه.
﴿ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ﴾: نجما نجما على الوقائع.
﴿ قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ ﴾: فإنَّ ذلك لا يرفع القرآن ولا يضعه.
﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ ﴾: قبل نزول القرآن هو مؤمنوا أهل الكتاب.
﴿ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ﴾: القرآن.
﴿ يَخِرُّونَ ﴾: يسقطون.
﴿ لِلأَذْقَانِ ﴾: أي: على وجوههم بحيث تتعفّرُ لحاهم: ﴿ سُجَّداً ﴾ شُكراً لإنجاز وعده.
﴿ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ ﴾: عن خلف الوعد.
﴿ إِن ﴾ إنه ﴿ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا ﴾: في كتبه بنزوله ﴿ لَمَفْعُولاً ﴾: كائناً ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ﴾: لتأثرهم عن مواعظة، فالخُرور الأول للسجود، والثاني لشدة البكاء ﴿ وَيَزِيدُهُمْ ﴾: سماعه.
﴿ خُشُوعاً ﴾: خضوعاً.
﴿ قُلِ ﴾: لهم حيث يقولون أتنهانا عن دعوة إلهين وأنت تدعو الله والرحمن.
﴿ ٱدْعُواْ ﴾: اسمعوا، معبودكم.
﴿ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ ﴾: منهما، فهو حسن يدل عليه.
﴿ فَلَهُ ﴾: فلمُسمَّاها.
﴿ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: وهما منها.
﴿ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ ﴾: بقراءتها أو الدعاء بحيثُ يسمع المشركون فيسبون إلَهك ﴿ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا ﴾: لا تخفها عمَّنْ خَلفك من صحبك ﴿ وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ ﴾: من الجهر والمخافته.
﴿ سَبِيلاً ﴾ وسطا ﴿ وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ﴾: رَدَّا لليهود والمشركين.
﴿ وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ ﴾: الألوهية، رد للنصارى والمشركين.
﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ ﴾ نَاصِر ﴿ مِّنَ ﴾ أجْلِ ﴿ ٱلذُّلِّ ﴾: رد للنصارى والمجوس ﴿ وَكَبِّرْهُ ﴾: عَظَّمه عن كل مَا كل مَا لَا يليقُ به ﴿ تَكْبِيراً ﴾: تعظيماً تاماً. واللهُ أعلَمُ.
Icon