تفسير سورة الإسراء

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة الإسراء من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة الإسراء مكية، وآياتها إحدى عشرة ومائة.

تفسير الألفاظ :
﴿ سبحان الذي ﴾ أي أسبحه سبحانا، ومعنى سبح الله نزهه عن النقص. ﴿ أسرى بعبده ﴾ الإسراء هو السير ليلا. وأما السرى فهو السير نهارا. ﴿ المسجد الحرام ﴾ هو الكعبة. ﴿ المسجد الأقصى ﴾ هو بيت المقدس. ﴿ باركنا حوله ﴾ أي أحطناه ببركات الدين والدنيا. وأصل البركة الزيادة.
تفسير المعاني :
سبحان الله الذي نقل عبده محمدا ليلا من المسجد الحرام بمكة إلى بيت المقدس الذي أحطناه بالخيرات والبركات لنريه بعض آياتنا، وهي نقله في برهة لنحو مسيرة شهر من الزمان، إنه سميع بأقوال محمد بصير بأفعاله الموجبة لكرامته. إن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، جسدا وروحا، أو روحا فقط، في اليقظة أم في المنام، أمر مختلف فيه. وقد شهدت إحدى زوجاته أنه لم ينتقل تلك الليلة من فراشه، ولكن ذهب أكثر العلماء أنه أسرى به جسدا وروحا وفي اليقظة، وهو أمر ليس بالمستحيل من طريق الإعجاز. والعلوم الروحية بأوروبا تقرب ذلك إلى العقل.
تفسير المعاني :
وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى تستهدونه على أن لا تتخذوا من دون الله ربا تكلون إليه أمركم يا ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وكيلا ﴾ أي ربا تكلون إليه أموركم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:تفسير المعاني :
وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى تستهدونه على أن لا تتخذوا من دون الله ربا تكلون إليه أمركم يا ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا.

تفسير الألفاظ :
﴿ وقضينا إلى بني إسرائيل ﴾ أي وأوحينا إليهم. ﴿ ولتعلن ﴾ أي ولتستكبرن.
تفسير المعاني :
وأوحينا إلى بنى إسرائيل في التوراة لتفسدن في الأرض إفسادتين : أولاهما مخالفة التوراة وقتل أشعياء، والثانية قتل زكريا ويحيى والكفر بعيسى، ولتستكبرن استكبارا عظيما.
تفسير الألفاظ :
﴿ فإذا جاء وعد أولاهما ﴾ أي وعد عقاب أولاهما. ﴿ فجاسوا خلال الديار ﴾ أي فترددوا وسط الديار.
تفسير المعاني :
فإذا جاء وعد عقوبة أولاهما سلطنا عليكم عبادا لنا، كبختنصر أو سنحاريب من ملوك بابل، أولي قوة شديدة فجالوا في وسط دياركم يقتلونكم. كان ذلك وعدا لابد أن يفعل.
تفسير الألفاظ :
﴿ ثم رددنا لكم الكرة ﴾ أي ثم أعدنا لكم الدولة. ﴿ أكثر نفيرا ﴾ أي أكثر جمعا. النفير من ينفر مع الرجل من قومه للحرب، وقيل جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلى الحرب.
تفسير المعاني :
ثم أعدنا لكم الدولة عليهم وأمددناكم بأموال وأولاد وجعلناكم أكثر رجالا مقاتلين.
تفسير الألفاظ :
﴿ ليسوءوا وجوهكم ﴾ أي بعثناهم ليسوءوا وجوهكم، أي ليجعلوها ظاهرة آثار المساءة. ﴿ وليتبروا ﴾ أي وليهلكوا. يقال تبره أي أهلكه. ﴿ ما علوا ﴾ أي مدة علوهم وتغلبهم عليه.
تفسير المعاني :
إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فعليها فإذا جاء وقت عقوبة المرة الآخرة بعثناهم ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليهلكوكم مدة غلبتهم إهلاكا. عسى ربكم أن يرحمكم بعد المرة الأخرى، وإن عدتم كما دخلوه أول مرة، وليهلكوكم مدة غلبتهم إهلاكا.
تفسير الألفاظ :
﴿ حصيرا ﴾ أي محبسا، من حصره يحصره حصرا أي حبسه، وقيل حصيرا يعني بساطا.
تفسير المعاني :
عسى ربكم أن يرحمكم بعد المرة الأخرى، وإن عدتم إلى العصيان عدنا إلى عقوبتكم مرة ثالثة، وجعلنا جهنم للكافرين محبسا لا يستطيعون الخروج منه.
تفسير الألفاظ :
﴿ للتي هي أقوم ﴾ أي للطريقة التي هي أقوم.
تفسير المعاني :
إن هذا القرآن يهدي للطريقة التي هي أحسن الطرق، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم عند الله أجرا عظيما.
تفسير الألفاظ :
﴿ أعتدنا ﴾ أي هيأنا، من العتاد وهي العدة.
تفسير المعاني :
وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة هيأنا لهم عذابا أليما.
تفسير المعاني :
وقد يفرط من الإنسان أن يدعو على نفسه أو غيره بالشر كما يدعو لها أو لهم بالخير ؛ ذلك لأنه خلق عجولا.
تفسير الألفاظ :
﴿ آيتين ﴾ أي معجزتين تدلان على الإله القادر يجريهما على نظام لا يختل مند خلقا. ﴿ لتبتغوا ﴾ أي لتطلبوا.
تفسير المعاني :
وجعلنا الليل والنهار آيتين دالتين على عظمة الله وسعة حكمته، فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مضيئة نيرة لتطلبوا فضلا من الله، ولتعرفوا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ألزمناه طائره في عنقه ﴾ أي ألزمناه عمله وما كتب له، كأنه طير إليه من الغيب.
تفسير المعاني :
وألزمنا كل إنسان عمله في عنقه، ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه مبسوطا غير مطوي.
تفسير المعاني :
فيقول له الملائكة. اقرأ كتابك تكفيك نفسك اليوم محاسبا لك.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ أي ولا تحمل نفس حاملة وزرا وزر نفس أخرى.
تفسير المعاني :
من اهتدى إلى الحق فإنما يهتدي لنفسه لا ينفع اهتداؤه غيره، ولا يهلك ضلاله سواه، ولا تحمل نفس حاملة وزرا وزر نفس أخرى، وما كنا معذبين قوما حتى نبعث إليهم رسولا يبين لهم الحق والباطل، ويرشدهم إلى السراط المستقيم، ويعظهم بما يؤثر في نفوسهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ﴾ أي أمرنا متنعميها بالطاعة فخرجوا عن الطاعة وتمردوا. وقيل أمرنا مترفيها بالفسق من طريق القضاء والقدر عليهم. وقيل أمرنا بمعنى كثرنا. يقال أمرت الشيء وأمرته فأمر، أي كثرته فكثر. ﴿ فحق ﴾ أي فثبت ووجب. يقال حق الأمر يحق ويحق، أي ثبت ووجب. ﴿ فدمرناها ﴾ أي فأخربناها.
تفسير المعاني :
وإذا أردنا أن نهلك قرية كثرنا متنعميها فتسكعوا في ضلالتهم، واستهتروا في الجري وراء أهوائهم، فوجبت عليها كلمة ربك فدمرها تدميرا.
تفسير المعاني :
وكم أهلكنا من الأجيال من بعد نوح لاستعصائهم على الإصلاح والتكمل، وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ العاجلة ﴾ أي الحياة العاجلة وهي من الصفات التي تجري مجرى الأسماء. ﴿ مدحورا ﴾ أي مطرودا من رحمة الله. يقال دحره يدحره دحرا، أي طرده.
تفسير المعاني :
من كان يريد الحياة العاجلة وأخذ بأسباب التوسع فيها عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد، ثم دفعنا به إلى جهنم يدخلها مذموما مطرودا من رحمتنا ؛ لأنه قصر جميع همه للدنيا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وسعى لها سعيها ﴾ أي وسعى لها حق السعي.
تفسير المعاني :
ومن أراد الحياة الآخرة وأعطى السعي لها حقه وهو مؤمن إيمانا صحيحا لا شرك معه، فأولئك كان سعيهم مقبولا عند الله مستوجبا للثواب.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما كان عطاء ربك محظورا ﴾ أي ما كان ممنوعا. يقال حظر يحظر حظرا، وحظره تحظيرا، أي منعه.
تفسير المعاني :
كل فرق من هذين الفريقين نمده بالعطاء، هؤلاء وهؤلاء، وما كان عطاء ربك ممنوعا على طالبه، سواء أكان مؤمنا أو كافرا.
تفسير المعاني :
انظر كيف جعلنا هذا التفاوت بين الناس في الرزق، وهذا التفاوت في الآخرة أكبر منه في الدنيا ؛ لأن درجات النعيم والعذاب لا تقف عند حد.
تفسير الألفاظ :
﴿ مخذولا ﴾ أي مقهورا.
تفسير المعاني :
لا تتخذ مع الله إلها آخر فتصير مذموما مقهورا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وقضى ربك ﴾ أي وأمر ربك. ﴿ وبالوالدين إحسانا ﴾ أي وبأن تحسوا بالوالدين إحسانا. ﴿ إما يبلغن عندك الكبر ﴾ إما هي إن الشرطية زيدت عليها ما تأكيدا ولذلك صح لحوق النون المؤكدة للفعل. ﴿ أف ﴾ كلمة تضجر. ﴿ ولا تنهرهما ﴾ أي ولا تزجرهما. يقال نهره ينهره نهرا، أي زجره.
تفسير المعاني :
وأمر ربك ألا تعبدوا غيره، وأمر أن تحسنوا للوالدين، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فاحذر أن تقول لهما أف أو تزجرهما، بل قل لهما بدل التأفف قولا كريما.
تفسير المعاني :
وتذلل لهما " أي لوالديك " رحمة بهما، وإجلالا لهما، وادع لهما قائلا : رب ارحمهما جزاء رحمتهما بي وتربيتهما إياي وأنا صغير.
تفسير الألفاظ :
﴿ للأوابين ﴾ أي للتوابين يقال أوب يؤوب تأويبا، أي رجع وتاب.
تفسير المعاني :
ربكم أعلم بما في نفوسكم من قصد البر بهما، فإن تكونوا قاصدين للصلاح فإنه كان للتوابين غفوارا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وابن السبيل ﴾ هو المسافر.
تفسير المعاني :
وأعط ذا القرابة حقه والمسكين والمسافر من مالك فإن لهم حقوقا حدها الشرع على كل مسلم، ولكن لا تبذر مالك فإن المبذرين إخوان الشياطين في الشر، وقد كفر الشيطان بربه فلا تقلدوه.
تفسير المعاني :
وأعط ذا القرابة حقه والمسكين والمسافر من مالك فإن لهم حقوقا حدها الشرع على كل مسلم، ولكن لا تبذر مالك فإن المبذرين إخوان الشياطين في الشر، وقد كفر الشيطان بربه فلا تقلدوه.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإما تعرضن عنهم ﴾ أي وإن تعرض، وما زائدة. ﴿ ابتغاء رحمة ﴾ أي طلب رحمة. ﴿ قولا ميسورا ﴾ أي قولا لينا. وقيل هو الدعاء لهم بالميسور أي باليسر.
تفسير المعاني :
وإن أعرضت عن هؤلاء المستحقين انتظارا لتوسعة من الله عليك لتصلهم بها فادع لهم وتلجطف في ردهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ مغلولة ﴾ أي مشدودة بالغل وهو قيد الرقبة. يقال غله يغله غلا، أي فتصير. ﴿ محسروا ﴾ أي معينا من سره السفر إذا بلغ منه وأعياه.
تفسير المعاني :
ولا تجعل يدك مشدودة إلى عنقك من الشح، ولا تفتحها كل الفتح فتصير مذموما معيا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ويقدر ﴾ أي ويضيق. يقال قدر عليه رزقه يقدره قدرا، أي ضيقه.
تفسير المعاني :
إن ربك يوسع الرزق لمن يشاء ويضيقه عليه لأنه خبير بأحوال عباده، بصير بأدواء نفوسهم، فيعالجهم بالتوسعة والتضييق العلاج المناسب لهم.
سبب نزول هذه الآية الأخيرة أن امرأة أرسلت إلى رسول الله بنتها تطلب إليه دعا ﴿ جلابية ﴾ فلم يجد، فأعطاها قميصه وجلس في داره ولم يستطع الخروج للصلاة بالمسجد.
تفسير الألفاظ :
﴿ خشية إملاق ﴾ أي مخافة فقر. يقال أملق يملق إملاقا، أي افتقر. ﴿ خطأ ﴾ أي إثما. خطئ يخطأ خطأ، كأثم يأثم إثما.
تفسير المعاني :
ولا تقتلوا أولادكم مخافة الفقر وكان بعض العرب يفعل ذلك فنحن نرزقهم ونرزقكم، إن قتلهم كان إثما عظيما.
تفسير المعاني :
ولا تزنوا، إن الزنا فاحشة من أكبر الفواحش، وشر سبيل لتفكيك عرى الاجتماع البشري.
تفسير المعاني :
ولا تقتلوا النفس إلا إذا استحقته، ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه حقا في طلب القصاص من القاتل، فلا يحملنه الحزن قريبه أن يمثل بقاتله أو يقتل معه سواه، إنه منصور على أي حال.
تفسير الألفاظ :
﴿ إلا بالتي هي أحسن ﴾ أي إلا بالطريقة التي هي أحسن الطرق. ﴿ حتى يبلغ أشده ﴾ أي حتى يبلغ غاية نموه.
تفسير المعاني :
ولا تمسوا مال اليتيم إلا بالطريقة التي هي أحسن الطرق، أي بتنميته واستثماره حتى يبلغ مبلغ الرجال، وأوفوا بالعهد، فإن الإنسان مسئول عن عهده.
تفسير الألفاظ :
﴿ بالقسطاس المستقيم ﴾ أي بالميزان العادل. ﴿ وأحسن تأويلا ﴾ أي وأحسن عاقبة.
تفسير المعاني :
وأتموا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ذلكم خير لكم وأحسن عاقبة، فإنه يؤدي إلى توافر الثقة بكم وزيادة الربح.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا تقف ﴾ أي ولا تتبع. يقال قفاه يقفوه قفوا، أي تبعه. ﴿ كل أولئك كان عنه مسئولا ﴾ أي كل عضو من هذه الأعضاء مسئول عنه صاحبه، أي عما فعله به.
تفسير المعاني :
ولا تتبع ما ليس لك به علم من أمور الدين والدنيا، فإن ذلك يؤدي إلى التخبط وإلى الضلال، إن السمع والبصر والفؤاد أنت مسئول عما تفعله بها وعما تكلفه إياها مما ليس بحق.
تفسير الألفاظ :
﴿ مرحا ﴾ أي ذا مرح وهو الاختيال والزهو.
تفسير المعاني :
ولا تمش في الأرض مختالا، فإنك لا تستطيع أن تخرق الأرض بقدميك، ولا تستطيع أن تطاول الجبال في شموخها..
تفسير الألفاظ :
﴿ كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ﴾ أي كان رديئه عند الله مكروها. ورديء ما ورد في الآيات المقدمة هو الأمور المنهي عنها، وحسنها هو الأخلاق المأمور بها.
تفسير المعاني :
كل ما تقدم من الأوصاف كان رديئا عند الله مكروها، ورديئها هو الأمور المنهي عنها.
تفسير الألفاظ :
﴿ مدحورا ﴾ أي مطرودا. يقال دحره دحرا أي طرده.
تفسير المعاني :
ذلك مما أوحاه ربك إليك من الحكمة، ولا تتخذ مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مطرودا من رحمة الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ أفأصفاكم ﴾ أي أفخصكم. يقال أصفاه بكذا، أي خصه به.
تفسير المعاني :
أفخصكم ربكم أيها المشركون بالبنين واتخذ لنفسه ما تكرهونه، وهو الإناث ! إنكم لتقولون في الله قولا خطيرا، بزعمكم أن الملائكة بنات الله.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولقد صرفنا ﴾ أي ولقد كررنا هذا المعنى بوجوه كثيرة.
تفسير المعاني :
ولقد كررنا هذا المعنى في القرآن على وجوه كثيرة ليعتبروا، فما يزيدهم إلا نفورا عن الحق.
تفسير الألفاظ :
﴿ لابتغوا ﴾ أي لطلبوا.
تفسير المعاني :
قل : لو كان معه آلهة كما يزعمون، إذن لطلبوا أن يجدوا إلى ذي العرش سبيلا للتقرب إليه.
تفسير المعاني :
تقدس الله وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ تسبح له ﴾ أي تنزهه عن النقائص وتقدسه.
تفسير المعاني :
تسبح له وتقدسه السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفهمون تسبيحهم لإخلالكم بالنظر الصحيح، إنه كان حليما حين لم يعاجلكم بالعقوبة غفورا لمن تاب منكم.
تفسير المعاني :
وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا عن الحس يحجبهم عن فهم ما تقرأ.
تفسير الألفاظ :
﴿ أكنة ﴾ أي أغطية. وهو جمع كنان وهو الغطاء الذي يكن فيه الشيء. والكن ما يحفظ فيه الشيء جمعه أكنان. يقال كننت الشيء كنا، جعلته في كن. ﴿ وقرا ﴾ أي ثقلا. يقال وقرت أذنه تقر وتوقر ثقلت. ﴿ ولوا على أدبارهم ﴾ أي هربوا نافرين. أدبار جمع دبر ودبر وهو مؤخر الإنسان.
تفسير المعاني :
وجعلنا على قلوب الكافرين أغطية تحول دون فهم الحقيقة، وجعلنا في آذانهم ثقلا، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده هربوا نافرين، كراهة لسماع التوحيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ نحن أعلم بما يستمعون به ﴾ أي بما يستمعون من أجله وهو الهزء بك وبالقرآن. ﴿ هم نجوى ﴾ أي وهم ذوو نجوا يتناجون. ونجوا مصدر، ويحتمل أن يكون جمع نجي.
تفسير المعاني :
نحن أعلم بالسبب الذي يدعوهم للاستماع إليك، وهو الاستهزاء بك وبالقرآن. ونحن أعلم أيضا إذ هم يتناجون، إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا قد ذهب عقله.
تفسير المعاني :
انظر كيف ضربوا لك الأمثال، فمثلوك بالشاعر والساحر والمجنون والكاهن، فضلوا في جميع ذلك فلا يستطيعون سبيلا للوصول إلى الحق.
تفسير الألفاظ :
﴿ ورفاتا ﴾ أي وفتاتا.
تفسير المعاني :
وقالوا : أإذا كنا عظاما وحطاما أإنا لمبعوثون خلقا جديدا.
تفسير المعاني :
قل : كونوا حجارة أو حديدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ فطركم ﴾ أي خلقكم. يقال فطرهم يفطرهم فطرا أي خلقهم. ﴿ فسينغضون إليك رءوسهم ﴾ أي فسيحركون رءوسهم تعجبا وسخرية.
تفسير المعاني :
أو خلقا مما يكبر شأنه في صدوركم، فسيقولون : من يعيدنا ؟ قل : يعيدكم الذي خلقكم أول مرة، فسيحركون رءوسهم استهزاء، ويقولون : متى هذا ؟ قل : عسى أن يكون قريبا.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن لبثتم ﴾ أي ما لبثتم.
تفسير المعاني :
يوم يدعوكم فتستجيبون للبعث ناهضين حامدين لله وتظنون ما لبثتم إلا قليلا في قبوركم.
تفسير الألفاظ :
﴿ ينزغ بينهم ﴾ يهيج بينهم الشر. النزغ لغة : الدخول في الأمر لإفساده.
تفسير المعاني :
قل لعبادي يقولوا الكلمة التي هي أحسن ولا يخاشنوا المشركين، إن الشيطان يدخل بينهم فيهيج فيهم المراء والشر، وربما أفضى ذلك إلى عنادهم وازدياد فسادهم، إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا، فلا تصارحوهم لأنهم من أهل النار فإن ذلك يهيجهم على الشر.
تفسير الألفاظ :
﴿ وكيلا ﴾ أي موكولا إليك أمرهم تجبرهم على الإيمان.
تفسير المعاني :
ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم وإن يشأ يعذبكم، فلا يطلع على هذا الأمر أحد، وما جعلنا أمرهم موكولا إليك فتجبرهم على الإيمان، وإنما أرسلناك مبشرا ونذيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ زبورا ﴾ الزبور كتاب داود عليه السلام، والزبور لغة : الكتاب، جمعه زبر.
تفسير المعاني :
وربك أعلم بأحوال من في السموات والأرض. ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض، وآتينا داود زبورا.
تفسير المعاني :
قل : ادعوا الذين زعمتم أنهم آلهة فلا يملكون كشف الضر عنكم، ولا تحويله إلى غيركم.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة، أيهم أقرب، ويرجون رحمته ﴾ أي أولئك الذين يدعونهم من دون الله زاعمين أنهم آلهة يرجون إلى ربهم وسيلة تقربهم إليه، أيهم أقرب، أي يبتغي الوسيلة إليه من هو أقرب منهم فكيف بغير الأقرب ؟
تفسير المعاني :
بل هم يرجون إليه الوسيلة ليتقربوا إليه، وإذا كان يبتغي الوسيلة إلى الله من هو أقرب إليه منهم فكيف بغير الأقرب، فيرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذابه كان مخوفا.
تفسير المعاني :
وما من قرية إلا نحن مبيدوها قبل يوم القيامة أو مبتلوها بالعذاب الشديد، كان ذلك في اللوح المحفوظ مكتوبا.
تفسير الألفاظ :
﴿ مبصرة ﴾ أي بينة جعلتهم ذوي بصائر. ﴿ فظلموا بها ﴾ أي فظلموا أنفسهم بها.
تفسير المعاني :
وما منعنا أن نرسل محمدا بالمعجزات إلا أن كذب بها الأولون. وآتينا بني ثمود الناقة آية بينة فظلموا أنفسهم بسببها إذ عقروها، وما نرسل بالآيات إلا تخويفا.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن ربك أحاط بالناس ﴾ أي هم في قبضته. ﴿ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ﴾ أي ما جعلنا الرؤيا التي أريناكها ليلة المعراج إلا اختبارا للناس. وقد استدل القائلون بأن الإسراء والمعراج كانا مناما بهذه الآية على صحة ما ذهبوا إليه، وذهب القائلون بأنهما كانا في اليقظة إلى أن المراد بهذه الرؤيا رؤيا رآها في وقعة بدر، لقوله :﴿ إذ يريكهم الله في منامك قليلا ﴾. وقيل بل هي رؤيا عام الحديبية حين رأى أنه دخل مكة. ﴿ والشجرة الملعونة ﴾ هي شجرة الزقوم.
تفسير المعاني :
وإذ قلنا لك : إن ربك أحاط بالناس فهم في قبضة قدرته، وما جعلنا الرؤيا التي أريناكها عن المعراج أو في بدر أو عام الحديبية إلا اختبارا لإيمان الناس، وكذلك الشجرة الملعونة في القرآن ؛ إذ قال عنها الكافرون : يزعم محمد أن جهنم تذيب الحجارة، ثم يقول إنه ينبت فيها شجرة، فنخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا.
تفسير المعاني :
وإذ قلنا للملائكة : اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس تكبر أن يسجد لمن كان أصله طينا.
تفسير الألفاظ :
﴿ لأحتنكن ذريته ﴾ أي لأستأصلنهم بالإغواء، من احتنك الجراد الأرض إذا استأصل ما عليها.
تفسير المعاني :
قال : أخبرني عن هذا الذي كرمته على. لئن أمهلتني إلى يوم القيامة لأستأصلن ذريته استئصالا إلا قليلا منهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ موفورا ﴾ أي مكملا.
تفسير المعاني :
قال الله له : اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء مكملا.
تفسير الألفاظ :
﴿ واستفزز ﴾ أي وهيج ﴿ وأجلب عليهم ﴾ أي وصح عليهم، من الجلبة وهي الصياح. ﴿ بخيلك ورجلك ﴾ أي بأعوانك من راكب وراجل.
تفسير المعاني :
وهيج من شئت منهم بصوتك، وصح عليهم بأعوانك من راكب وراجل، وشاركهم في الأموال والأولاد، بحملهم على كسبها من الطريق المحظور، وعدهم الوعود الخلابة، فما تعدهم إلا غرورا.
تفسير الألفاظ :
﴿ سلطان ﴾ أي تسلط. ﴿ وكيلا ﴾ أي يكلون إليه أمرهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ يزجي ﴾ أي يسوق ويجري. ﴿ الفلك ﴾ السفينة، وهذا اللفظ يكون مفردا وجمعا. ﴿ لتبتغوا ﴾ أي لتطلبوا.
تفسير المعاني :
ربكم الذي يجري لكم السفن في البحر لتطلبوا الربح بالتجارة والحصول على ما ليس عندكم من محصولات الأمم، إنه كان بكم رحيما.
تفسير الألفاظ :
﴿ الضر في البحر ﴾ خوف الغرق. ﴿ ضل من تدعون ﴾ أي ضاع من فكركم كل من تعبدونهم.
تفسير المعاني :
وإذا خفتم الغرق وأنتم في البحر ذهب عن خواطركم كل الآلهة التي تعبدونها، ولم يبق أمامكم إلا الله فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وعدتم إلى ما كنتم عليه، إن الإنسان كفور.
تفسير الألفاظ :
﴿ يخسف ﴾ أي يقلب فيجعل عالي الأرض سافلها.
﴿ حاصبا ﴾ ريحا حاصبة أي ترمي بالحصباء وهي الحصا.
تفسير المعاني :
أفأمنتم وقد التجأتم إلى جانب البر، أن يخسفه بكم، أو يرسل عليكم ريحا تقذفكم بالحجارة، ثم لا تجدون من يحميكم منه ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ أن يعيدكم فيه ﴾ أي في البحر. ﴿ قاصفا ﴾ يقصف بمعنى يكسر كل ما مر به. ﴿ تبيعا ﴾ أي مطالبا يتبعنا.
تفسير المعاني :
أم أمنتم أن يعيدكم في البحر تارة أخرى، فيرسل عليكم ريحا لا تمر على شيء إلا قصفته، فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدون لكم علينا بذلك مطالبا يتبعنا.
تفسير المعاني :
ولقد كرمنا بني آدم بحسن الصورة واعتدال المزاج والمواهب العقلية والأدبية، وحملناهم برا وبحرا على الدواب والسفن، ورزقناهم من الطيبات المستلذة، وفضلناهم على كثير من مخلوقاتنا العاقلة تفضيلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ بإمامهم ﴾ أي بمن ائتموا به من بني آدم في الدين، وقيل بكتابهم أو دينهم، وقيل بكتاب أعمالهم. ﴿ فتيلا ﴾ الفتيل هو الخيط الذي يوجد بين شقي النواة.
تفسير المعاني :
يوم ندعو كل قوم بإمامهم الذي يأتمون به من دين أو زعيم، أو ندعو كل إنسان بكتاب أعماله، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم فرحين بما فيه، ولا يظلمون أقل شيء.
تفسير المعاني :
ومن كان في الدنيا أعمى القلب فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وإن كادوا ليفتنونك ﴾ إن مخففة من إن، وكادوا أي أوشكوا ليفتنونك أي ليوقعونك في بلية بصرفك عما أوحى إليك.
تفسير المعاني :
وقد أوشك هؤلاء الكافرون أن يوقعوك لتنصرف عن الذي أوحيناه إليك لتختلق علينا غيره، وإذن لاتخذوك خليلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ تركن ﴾ أي تميل. يقال ركن إليه يركن. وركن إليه يركن ركونا مال إليه.
تفسير المعاني :
ولولا أن ثبتناك، لقد قربت أن تميل إليهم قليلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ضعف الحياة وضعف الممات ﴾ أي ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة.
تفسير المعاني :
إذن لأذقناك ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة ثم لا تجد لك علينا نصيرا. نزلت هاتان الآيتان لما طلبت إليه بنو ثقيف أن يميزها عن سائر العرب بخصال لتسلم، فكاد رسول الله أن يجاريها بعض المجاراة، فنزلنا بلومه وتهديده.
تفسير الألفاظ :
﴿ ليستفزونك ﴾ أي ليزعجونك بمعاداتهم.
تفسير المعاني :
وكادوا أن يزعجوك ليخرجوك من مكة وإذا فعلوا فلا يلبثون بعدك إلا قليلا ثم يهلكهم الله.
تفسير المعاني :
وهذه سنة المرسلين قبلك، ولا تجد لسنتنا تحويلا.
تفسير الألفاظ :
﴿ لدلوك الشمس ﴾ أي لزوال الشمس وقيل لغروبها. يقال دلكت الشمس تدلك دلوكا، أي زالت ساعة الزوال. ﴿ إلى غسق الليل ﴾ أي إلى ظلمته، وهو وقت صلاة العشاء الأخيرة. ﴿ وقرآن الفجر ﴾ أي وصلاة الصبح، سميت الصلاة قرآنا لأنه ركنها.
تفسير المعاني :
أقم الصلاة من زوال الشمس إلى ظلمة الليل وقت العشاء الأخيرة، ولا تنس صلاة الفجر، إن صلاة الفجر تشهدها الملائكة.
تفسير المعاني :
ومن الليل فصل نافلة، أي صلاة زائدة عن الفريضة عسى أن يبعثك ربك منه موقفا تحمده.
تفسير الألفاظ :
﴿ فتهجد به ﴾ أي فاترك الهجود فيه لتصلي، كالتأثم ترك الإثم. ﴿ أدخلني مدخل صدق ﴾ أي أدخلني في القبر إدخالا مرضيا. مدخل اسم المكان من أدخل. ﴿ وأخرجني مخرج صدق ﴾ أي وأخرجني منه عند البعث إخراجا محفوفا بالكرامة. وقيل المراد إدخاله المدينة وإخراجه من مكة وقيل إدخاله مكة ظافرا وإخراجه منها آمنا شر المشركين. وقيل إدخاله فيما حمله من أعباء الرسالة وإخراجه منها مؤديا حقها وقيل إدخاله في كل ما يلابسه من مكان وأمر، وإخراجه منه. ﴿ سلطانا نصيرا ﴾ أي برهانا ناصرا على الخصوم.
تفسير المعاني :
وقل : رب أدخلني فيما حملته من أعباء هذه الرسالة إدخالا مرضيا، وأخرجني منه مؤديا حقه واجعل لي من عندك دليلا ينصرني عند الخصومة لإظهار دينك وإعلاء كلمتك.
تفسير الألفاظ :
﴿ وزهق ﴾ أي ذهب وهلك، من زهق روحه يزهق إذا خرج. ﴿ زهوقا ﴾ أي مضمحلا غير ثابت.
تفسير المعاني :
وقل : جاء الحق بالإسلام، وذهب الباطل، إن الباطل كان مضمحلا زهوقا.
تفسير المعاني :
وننزل من القرآن ما هو شفاء لأدواء النفوس ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسرانا لكفرهم به.
تفسير الألفاظ :
﴿ ونأى بجانبه ﴾ أي بعد بنفسه عنه كأنه مستغن مستبد بأمره.
تفسير المعاني :
وإذا أنعمنا على الإنسان بطر وبعد بنفسه كأنه مستغن عنا، وإذا مسه الشر كان كثير اليأس.
تفسير الألفاظ :
﴿ شاكلته ﴾ أي طريقته.
تفسير المعاني :
قل : كل إنسان يعمل على طريقته فربكم هو أعلم بمن هو أهدى طرقا.
تفسير المعاني :
ويسألونك عن الروح، قل : الروح أمر إلهي لا يعرف كنهه وما منحتم من العلم إلا قليلا.
تفسير المعاني :
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أنزلناه إليك ولنمحونه من الصدور والسطور ثم لا تجد لك من يتوكل لك في استرداده منا إلا رحمة منا، فإنها إن نالتك تسترده لك، إن فضله كان عليك كبيرا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٦:تفسير المعاني :
ولئن شئنا لنذهبن بالذي أنزلناه إليك ولنمحونه من الصدور والسطور ثم لا تجد لك من يتوكل لك في استرداده منا إلا رحمة منا، فإنها إن نالتك تسترده لك، إن فضله كان عليك كبيرا.

تفسير المعاني :
قل : لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لأعجزهم ذلك ولو كان بعضهم لبعض معينا.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولقد صرفنا ﴾ أي ولقد كررنا بوجوه مختلفة. ﴿ كفورا ﴾ أي جحودا، وهو من مصادر كفر.
تفسير المعاني :
ولقد كررنا في هذا القرآن من كل مثل بوجوه مختلفة من التقرير، فأبى أكثر الناس إلا كفرا وجحودا.
تفسير الألفاظ :
﴿ تفجر لنا من الأرض ينبوعا ﴾ أي حتى تخرج لنا من الأرض عينا لا ينضب ماؤها. يقال فجر الماء وفجره أي أنبعه من الأرض.
تفسير المعاني :
وقالوا في تعنتهم : لن نؤمن لك يا محمد حتى تنبع لنا من الأرض عينا لا ينضب ماؤها.
تفسير المعاني :
أو يكون لك بستان من نخيل وعنب فتجري الأنهار خلاله من طريق الإعجاز.
تفسير الألفاظ :
﴿ كسفا ﴾ أي قطعا جمع كسفة. ﴿ قبيلا ﴾ أي كفيلا بما تدعيه، وشاهدا على صحته. ويصح أن يكون معنى قبيلا : مقابله وجها لوجه كعشير بمعنى معاشر.
تفسير المعاني :
أو تسقط السماء علينا كما زعمت قطعا، أو تأتي بالله والملائكة يشهدون على صحة ما تقول لنا.
تفسير الألفاظ :
﴿ من زخرف ﴾ أي من ذهب. وأصل الزخرف لغة : الزينة. ﴿ سبحان ربي ﴾ أي أنزهه تنزيها أن يتحكم عليه إلى هذا الحد.
تفسير المعاني :
ويكون لك بيت من ذهب، أو ترقى في معارج السماء، ولن نؤمن أنك رقيت إليها حتى تنزل علينا منها كتابا منها كتابا نقرؤه يشهد لك بصدق النبوة. فقل : أنزه ربي أن يتحكم عليه بمثل هذه الخيالات.
تفسير المعاني :
فهل أنا إلا بشر رسول من الذين يرسلهم إلى أقوامهم بما يلائم أحوالهم ويصلح شئونهم، ولم يكن أمر الآيات موكولا إليه فيتحكموا فيها إلى هذا الحد ؟ قل : لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لأرسلنا إليهم ملكا من جنسهم ليناسبهم في أحوالهم. أما النوع البشري فلا يصح إرسال الملائكة إليهم لتخالفهم في التكوين ولعدم تناسبهم في الأحوال. فالحكمة الإلهية قضت أن يرسل لكل جنس ما يناسبه من الرسل، فلا تطلقوا عنان الجهل والتعنت إلى هذا الحد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٤:تفسير المعاني :
فهل أنا إلا بشر رسول من الذين يرسلهم إلى أقوامهم بما يلائم أحوالهم ويصلح شئونهم، ولم يكن أمر الآيات موكولا إليه فيتحكموا فيها إلى هذا الحد ؟ قل : لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لأرسلنا إليهم ملكا من جنسهم ليناسبهم في أحوالهم. أما النوع البشري فلا يصح إرسال الملائكة إليهم لتخالفهم في التكوين ولعدم تناسبهم في الأحوال. فالحكمة الإلهية قضت أن يرسل لكل جنس ما يناسبه من الرسل، فلا تطلقوا عنان الجهل والتعنت إلى هذا الحد.

قل : يكفي أن الله شهيد على صدق رسالتي إليكم، إنه كان بعباده خبيرا يعلم أحوالهم الباطنة والظاهرة، بصيرا بهم لا تخفى عليه منهم خافية.
تفسير الألفاظ :
﴿ أولياء ﴾ أي نصراء، جمع ولي. ﴿ ونحشرهم ﴾ أي ونجمعهم. وأصل الحشر جمع الناس وسوقهم إلى الحرب. ﴿ وبكما ﴾ أي وخرسا جمع أبكم. يقال بكم يبكم بكما، أي خرس. ﴿ وصما ﴾ أي طرشا جمع أصم. يقال صم يصم صمما، أي طرش. ﴿ مأواهم ﴾ أي محل إقامتهم. يقال أوى يأوي أويا، أي أقام. ﴿ خبت ﴾ أي سكن لهبها. يقال خبت النار تخبوا خبوا، أي سكن لهبها. ﴿ سعيرا ﴾ أي توقدا. يقال سعرت النار أسعرها سعرا فتسعرت، أي أوقدتها فتوقدت.
تفسير المعاني :
ومن يتوله الله بالهداية فهو المهتدي، ومن يقض عليه بالضلال فلن تجد له من ينقذه منه، ونجمعهم يوم القيامة فيسحبون على وجوههم عميا وخرسا وطرشا، منزلهم جهنم كلما سكن لهبها زدناها توقدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ رفاتا ﴾ أي فتاتا. يقال رفته يرفته رفتا أي فتته.
تفسير المعاني :
ذلك جزاؤهم بسبب كفرهم بآياتنا، وقالوا : أإذا متنا واستحالت أجسادنا إلى عظام وفتات أإنا لمبعوثون خلقا جديدا ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ لا ريب فيه ﴾ أي لا شك فيه. يقال رابني هذا الأمر يريبني ريبا وأرابني، أي حدث لي منه شك. والريبة الشك، جمعه الريب.
تفسير المعاني :
أو لم يروا أن الله الذي لا حد لقدرته، الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ؟ وجعل لهم أجلالا شك فيه هو الموت أو القيامة، فأبى الظالمون إلا كفرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ قتورا ﴾ أي مقترا. يقال قتر عليه يقتر قترا، وقتر : أي ضيق عليه.
تفسير المعاني :
قل : لو كنتم تملكون خزائن رزق الله وسائر نعمه لبخلتم مخافة نفادها بالإنفاق، ومن طبع الإنسان أنه مضيق على سواه لأنه يشعر بالحاجة لما في يده ويلاحظ العوض على ما يبذله.
تفسير الألفاظ :
﴿ بينات ﴾ أي واضحات.
تفسير المعاني :
ولقد آتينا موسى تسع معجزات، هي القمل والضفادع والدم إلخ، فاسأل بني إسرائيل حين أرسل إليهم، فقال فرعون : إني أظنك يا موسى قد سحرت فاختلط عقلك.
تفسير الألفاظ :
﴿ بصائر ﴾ أي تبصرك صدقي في دعواي الرسالة. ﴿ مثبورا ﴾ أي مصروفا عن الخير، من قولهم ما أثبرك عن هذا ؟ أي ما صرفك ؟ ويجوز أن يكون بمعنى هالكا، من قولهم ثبر يثبر ثبورا، أي هلك.
تفسير المعاني :
فأجابه موسى : لقد علمت ما أنزل هذه الآيات إلا رب السموات والأرض بينات تبصرك صدقي، وإني أظنك يا فرعون من الهالكين.
تفسير الألفاظ :
﴿ أن يستفزهم ﴾ أي أن يستخفهم. والمراد موسى وقومه.
تفسير المعاني :
فأراد فرعون أن يستخف موسى وقومه ويخرجهم من مصر فأغرقناه ومن معه جميعا.
تفسير الألفاظ :
﴿ جئنا بكم لفيفا ﴾ أي مختلطين ثم نحكم بينكم.
تفسير المعاني :
وقلنا لبني إسرائيل : اسكنوا الأرض التي كان فرعون يرمي إلى إخراجكم منها، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم مختلطين.
تفسير المعاني :
وقد أنزلنا هذا القرآن ملتبسا بالحق، وما أنزل إلا ملتبسا بالحق، وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا.
تفسير الألفاظ :
﴿ وقرآنا فرقناه ﴾ أي نزلناه مفرقا آيات على حسب الحوادث. وقيل فرقنا فيه الحق من الباطل. ﴿ على مكث ﴾ أي على مهل. وقرئ على مكث وهو بمعنى مكث.
تفسير المعاني :
وقرآنا فرقنا فيه بين الحق والباطل لتقرأه على الناس على مهل ونزلناه تنزيلا على حسب الحوادث.
تفسير الألفاظ :
﴿ يخرون للأذقان سجدا ﴾ أي يسقطون على وجوههم ساجدين.
تفسير المعاني :
قل : آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله، وهم بعض أهل الكتاب، إذا يتلى عليهم يسقطون للأذقان سجدا.
تفسير الألفاظ :
﴿ سبحان ربنا ﴾ أي تنزيها له. يقال سبحه أي نزهه عن النقص. ﴿ إن كان وعد ربنا لمفعولا ﴾ أي إنه كان وعده حاصلا لا محالة.
تفسير المعاني :
ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا.
تفسير الألفاظ :
﴿ خشوعا ﴾ أي ضراعة وتواضعا.
تفسير المعاني :
ويسقطون لوجوههم ساجدين يبكون ويزيدهم سماع القرآن خشوعا.
تفسير الألفاظ :
﴿ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ﴾ أي ما زائدة، والمعنى ادعو الله أو ادعوا الرحمان أي هذين الاسمين تدعون فله أحسن الأسماء والحسنى مؤنث الأحسن. ﴿ ولا تجهر ﴾ أي ولا ترفع يقال جهر بصوته يجهر جهرا أي رفع صوته. ﴿ ولا تخافت بها ﴾ أي ولا تخفض صوتك بها حتى لا تسمع من خلفك، والمخافتة والخفت إسرار المنطق. ﴿ وابتغ ﴾ أي واطلب.
تفسير المعاني :
قل : ادعوا قائلين : يا ألله أو يا رحمن، أي هذين الاسمين دعوتم فهو حسن فإن لله الأسماء الحسنى، ولا ترفع صوتك بصلاتك حتى تسمع المشركين. فذلك يحملهم على السب واللغو فيها، ولا تسر بها حتى لا يسمعك من خلفك، واطلب بين ذلك سبيلا وسطا. نزلت هذه الآية، حين قال له اليهود : إنك لتقل من ذكر الرحمن وقد أكثره الله في التوراة. فنزلت تحكم بالتسوية بين جميع أسماء الله لا فرق بين اسم واسم منها.
تفسير المعاني :
وقل : الحمد لله الذي لم يجعل لنفسه ولدا ولم يكن له شريك في الألوهية، ولا ولي يواليه المعونة من أجل مذلة يدفعها عنه، وكبره تكبيرا.
Icon