تفسير سورة الحج

تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الحج من كتاب تفسير القرآن .
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الحج ( وهي مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة وأبان عن أنس بن مالك قال : نزلت ﴿ يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إلى ولكن عذاب الله شديد ﴾ قال : نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، فقال : أتدرون أي يوم هذا ؟ يوم يقول الله لآدم : يا آدم قم فابعث بعث النار، من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين٢ إلى النار وواحدا إلى الجنة، قال : فكبر ذلك على المسلمين، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم :" سددوا وقاربوا وأبشروا٣، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير وكالرقمة٤ أي في ذراع الدابة٥، وإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء قط إلا كثرتاه، يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس والجن٦ ".
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال : دخلت على ابن مسعود بيت المال قال : فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة " ؟ قلنا : نعم، قال : " أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة " ؟ قلنا : نعم، فقال :" والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، وسأخبركم عن ذلك، إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن قلة المسلمين في الكفار٧ كالشعرة السوداء في الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود٨ ".
عبد الرزاق قال : أنا عمر بن زيد الصنعاني قال : نا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إني لأرجو أن تكون٩ أمتي ربع أهل الجنة ". قال : فكبرنا، فقال :" إني لأرجو أن تكون ثلث أهل الجنة "، قال : فكبرنا، قال :" إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة١٠ ".
عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال : سمعت عبيد ابن عمير يقول : ما جموع المسلمين يوم القيامة في جموع الكفار إلا كالرقمة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة السوداء في جلد الثور الأبيض.
١ البسملة غير موجودة في النسخ..
٢ في (م) وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة..
٣ كلمة (وأبشروا) من (م)..
٤ الرقمة هي: العلامة في الثوب والوشي فيه..
٥ في (ق) الراية..
٦ روى البخاري أجزاء من الحديث في الأنبياء ج ٤ ص ١١٠ وتفسير سورة الحج.
ومسلم في الإيمان ج ١ ص ١٣٩. والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٦..

٧ في (م) وأن قلة المسلمين في الكفار (يعني في الكفرة). بزيادة (يعني الكفرة) وهي زيادة لا داعي لها لأن العبارة واضحة المعنى..
٨ انظر تخريج الحديثين في الصفحة السابقة رقم (٦)..
٩ في (م) أن تكونوا..
١٠ انظر تخريج الحديثين في الصفحة السابقة رقم (٦)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ كتب عليه أنه من تولاه ﴾ قال : كتب على الشيطان.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ مخلقة وغير مخلقة ﴾ قال : تامة وغير تامة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ اهتزت وربت ﴾ قال : حسنت وعرف الغيث١ في ربوها ﴿ وأنبتت من كل زوج بهيج ﴾ يقول : حسن.
١ في (م) العشب. ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ ثاني عطفه ﴾ يقول لاوي عنقه.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف ﴾ قال : شك ﴿ فإن أصابه خير ﴾ يقول : فإن كثر ماله وكثرت ماشيته ﴿ أطمأن ﴾، وقال : لم يصبني في ديني هذا منذ دخلته١ إلا خير ﴿ وإن أصابته فتنة ﴾ يقول : إن ذهب ماله وذهبت ماشيته ﴿ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ﴾.
١ في (م) مذ..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من كان يظن أن لن ينصره الله ﴾ عليه ﴿ فليمدد بسبب ﴾ يقول : بحبل إلى سماء البيت ﴿ ثم ليقطع ﴾، يقول : ثم ليختنق ﴿ فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ﴾ قال : الصابئون : قوم يعبدون الملائكة ويصلون القبلة ويقرؤون الزبور، والمجوس يعبدون الشمس والقمر، والذين أشركوا يعبدون الأوثان، والأديان ستة، خمسة للشيطان [ وواحد للرحمن ]١.
عبد الرزاق قال :١ أنا ابن التيمي عن أبيه عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة عن علي بن أبي طالب، وقال مرة : عن قيس بن عبادة عن أبي ذر عن علي بن أبي طالب قال : إني لأول، أو قال : أنا أول من يجثو للخصومة بين يدي الله يوم القيامة، قال قيس : وفيهم أنزلت في الذين تبارزوا يوم بدر :﴿ هذان خصمان اختصموا في ربهم ﴾ في حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث، وفي عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
١ في (م) عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال أرنا ابن التيمي..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يصهر به ما في بطونه ﴾ قال : يذاب به ما في بطونهم.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ سواء العاكف فيه والباد ﴾ قال : سواء فيه أهله وغيرهم. عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن جابر عن مجاهد في قوله :﴿ سواء العاكف فيه والباد ﴾ قال : في تعظيمه وفي تحريمه.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ﴾ قال : هو الشرك، من أشرك في بيت الله عذبه الله.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال : سمعته يقول : بيع الطعام بمكة إلحاد.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ﴾ قال : وضع الله البيت مع آدم، أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنقص إلى ستين ذراعا، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله، فقال : يا آدم إني قد أهبطت لك بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي، ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي، فانطلق إليه فخرج إليه آدم ومد له في خطوه، فكان بين كل خطوتين مفازة، فلم تزل تلك المفازة على ذلك، فأتى آدم البيت فطاف به ومن بعده من الأنبياء.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أبان أن البيت أهبط ياقوتة واحدة أو درة واحدة.
قال : عبد الرزاق قال : قال : معمر وبلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعا حين أغرق الله قوم نوح، رفعه الله وبقي أساسه فبوأه الله لإبراهيم فبناه بعد ذلك١ فذلك قوله :﴿ وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : مّر إبراهيم وسارة بجبار من الجبابرة فأخبر الجبار بهما، فأرسل إلى إبراهيم فقال من هذه معك ؟ فقال : أختي، قال : أبو هريرة : ولم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث مرات مرتين في الله، وواحدة في امرأته، قوله :﴿ إني سقيم ﴾، وقوله :﴿ بل فعله كبيرهم هذا ﴾، وقوله للجبار في امرأته : هي أختي، فلما خرج من عند الجبار دخل على سارة، فقال لها : إن الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي، فأنت أختي في الله، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، فأرسل إليها الجبار، فلما دخلت عليه دعت الله أن يكفّه عنها، قال أيوب : فضبث٢ بيده فأخذ أخذة شديدة، فعاهدها لئن خلي عنه لا يقربها، فدعت الله فخلي عنه، ثم همّ بها الثانية، فأخذ أخذة هي أشد من الأولى فعاهدها أيضا لئن خلي عنه لا يقربها، فدعت الله فخلي عنه، ثم همّ بها الثالثة، فأخذ أخذة أشد من الأوليين، فعاهدها أيضا٣ لئن خلي عنه لا يقربها فدعت الله فخلي عنه، فقال : للذي أدخلها عليه : أخرجها عني فإنك إنما٤ أدخلت علي شيطانا ولم تدخل علي إنسانا، وأخدمها هاجر، فرجعت إلى إبراهيم وهو يصلي ويدعو الله فقالت : فقد كف الله يد الفاجر الكافر وأخدم هاجر، ثم صارت هاجر لإبراهيم بعد، فولدت له إسماعيل، قال أبو هريرة : فتلكم أمكم يا بني ماء السماء، كانت أمة لأم إسحاق يعني العرب. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإلهم ذمة وإن لهم رحما٥ ".
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أن طهرا بيتي للطائفين ﴾ قال : من أهل٦ الشرك وعبادة الأوثان، وقوله :﴿ للطائفين والقائمين ﴾ قال : القائمون : المصلون.
١ مثل هذه الروايات في شأن البيت لم يتصل سند شيء منها بالرسول صلى الله عليه وسلم، لذا لا يمكن الجزم بها..
٢ في حاشية (ق) الضبث: قبض الشيء بالكف. وفي (م) فصفعت بيده..
٣ كلمة (أيضا) من (ق)..
٤ كلمة (إنما) من (ق)..
٥ رواه الإمام أحمد ج ٥ ص ١٧٤.
ومسلم في فضائل الصحابة ج ٧ ص ١٩٠ مع اختلاف يسير في اللفظ..

٦ كلمة (أهل) من (ق)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله :﴿ يأتوك رجالا ﴾ قال : على أرجلهم، ﴿ وعلى كل ضامر ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ من كل فج عميق ﴾ قال : من كل مكان بعيد.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ ليشهدوا منافع لهم ﴾ قال : التجارة وما أرضى الله من أمر الدنيا والآخرة.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله :( التفث ) قال التفث : حلق الرأس، ورمي الجمار، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط وحلق العانة.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : الأيام المعلومات العشر، والمعدودات : أيام التشريق.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن رجل عن مجاهد قال : البائس الفقير : الذي يمد إليك يده.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ تفثهم ﴾ قال : التفث : حلق الرأس وتقليم الأظفار.
[ عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : التفث حلق الرأس ]١.
عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أن ابن٢ الزبير قال : إنما سمي :﴿ بالبيت العتيق ﴾ لأن الله أعتقه من الجبابرة.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ بالبيت العتيق ﴾ قال : أعتق من الجبابرة.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن عبيد المكتري٣ عن مجاهد : ليس لأحد فيه شيء.
١ هذه الرواية غير موجودة في (م)..
٢ سقطت كلمة (ابن) من (ق) ورواية الطبري عن ابن الزبير أيضا..
٣ في (ق) المكب، وهو غير واضح، ولم أجد الرواية في الطبري. والتصحيح من (م)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ إلا ما يتلى عليكم ﴾ قال : إلا الميتة وما لم يذكر اسم الله عليه.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فكأنما خر من السماء ﴾ قال : هذا مثل ضربه الله لمن أشرك بالله في بعده١ من الهدى وهلاكه ﴿ فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ﴾.
١ أي مثل المشرك بالله (في البعد من الهدى) كمثل... إلخ..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وبشر المخبتين ﴾ قال : هم المتواضعون.
الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله :﴿ وبشر المخبتين ﴾ قال : المخبتون : المتواضعون.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى في حرف ابن مسعود ﴿ فاذكروا اسم الله عليها صواف ﴾ أي : معقّلة قياما.
عبد الرزاق قال : معمر وقال : صواف خالصة لله.
معمر عن ابن أبي نجيح في قوله تعالى :﴿ القانع والمعتر ﴾ قال : القانع : الطامع بما قبلك ولا يسألك، والمعتر : الذي يعتر بك ويسألك.
عبد الرزاق قال : أنا إسرائيل عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير قال : القانع الذي يسأل فيعطى في يده، والمعتر الذي يعتر فيطوف.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ﴿ أذن للذين يقاتلون ﴾ قال : هي أول آية نزلت في القتال [ وأذن لهم أن يقاتلوا ]١.
[ عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان يقرأ :﴿ أذن للذين يقاتلون ﴾، قال : وهي أول آية نزلت في القتال ]. ٢
١ هذه الزيادة بين المعقوفتين غير موجودة في (م)..
٢ هذه الرواية غير موجودة في (م)..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ لهدمت صوامع ﴾ قال : هي للصابئين ﴿ وبيع ﴾ للنصارى ﴿ وصلوات ﴾ قال : كنائس اليهود، والمساجد مساجد المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا.
[ عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة ﴾ الآية، قال : هذه الأمة ]١.
١ هذه الرواية سقطت من (م)..
عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج عن عطاء في قوله تعالى :﴿ وقصر مشيد ﴾ قال : مجصص.
عبد الرزاق قال : أنا الثوري عن هلال بن حباب عن عكرمة ﴿ وقصر مشيد ﴾ قال : المجصص.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وبئر معطلة ﴾ قال : عطلها أهلها وتركوها ﴿ وقصر مشيد ﴾، قال : كان أهله شيدوه وحصّنوه، فهلكوا فتركوه. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ خاوية ﴾ قال : خربة ليس فيها أحد.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سعوا في آياتنا معاجزين ﴾ قال : كذبوا بآيات الله، وظنوا أنهم يعجزون الله، ولن يعجزوه.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ في أمنيته ﴾ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أن١ يعيب الله آلهة المشركين، فألقى الشيطان في أمنيته، فقال : إن الآلهة التي تدعا، إن شفاعتها لترتجى، وإنها لبالغرانيق العلى، فنسخ الله ذلك، وأحكم آياته، فقال :﴿ أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى ﴾ حتى بلغ ﴿ من سلطان ﴾.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة قال : لما ألقى الشيطان ما ألقى قال المشركون : قد ذكر الله آلهتكم بخير ففرحوا بذلك٢ فذلك قوله :﴿ ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ﴾٣.
١ في (ق) كان يتمنى أن يعيب الله آلهة المشركين. بالإثبات.
وفي(م): كان يتمنى أن يعيب الشيطان آلهة المشركين.
وفي الطبري: كان يتمنى أن لا يعيب آلهة المشركين. بالنفي..

٢ في (م) ففرحوا بذلك فقال: ليجعل ما يلقى الشيطان...
٣ هذه القصة تعرف بقصة الغرانيق وقد اختلف فيها المحدثون والمفسرون، وفي نوع التمني ونوع الإلقاء، إلا أنهم مجمعون على عصمة النبي صلى الله عليه وسلم من تلبيس الشيطان وتدخله في الوحي..
معمر عن قتادة في قوله :﴿ عذاب يوم عقيم ﴾ قال : هذا يوم بدر ذكره عن أبي بن كعب.
عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة قال : بلغني أن أبي بن كعب كان يقول : أربع آيات أنزلت في يوم بدر، هذه إحداهن، ﴿ يوم عقيم ﴾ يوم بدر. واللزام١ القتل يوم بدر ﴿ البطشة الكبرى ﴾٢ يوم بدر، ﴿ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ﴾٣ يوم بدر.
١ والمراد به قوله تعالى: ﴿قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما﴾ من سورة الفرقان الآية ٧٧..
٢ والمراد بها الآية الكريمة: ﴿يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون﴾ سورة الدخان الآية ١٦..
٣ الآية رقم ٢١ من سورة السجدة..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ولكل أمة جعلنا منسكا ﴾ قال : ذبحا وحجا.
قال :﴿ فلا ينازعنك في الأمر ﴾ فلا يعالجنك. ١
١ في (م) فلا يحاجنك..
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴾ قال : من ضيق، وقال : أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم يعطها إلا نبي. كان يقال للنبي : اذهب فليس عليك حرج، وقال الله :﴿ وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴾ وكان يقال للنبي : أنت شهيد على قومك، وقال الله :﴿ وتكونوا شهداء على الناس ﴾١ وكان يقال للنبي : سل ما تعطه، وقال الله :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾٢. عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم ﴾ أنه قد بلغكم أنتم ﴿ وتكونوا ﴾ أنتم ﴿ شهداء على الناس ﴾ أن الرسل قد بلغتهم.
١ الآية: ١٤٣ من سورة البقرة..
٢ الآية: ٦٠ من سورة غافر..
Icon