تفسير سورة الرّوم

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة الروم من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿وَأَثَارُوا الْأَرْضَ﴾ قَلَبُوهَا لِلْحَرْثِ وَالْغَرْسِ.
﴿وَعَمَرُوهَا﴾ بالبناءِ والسُّكْنَى.
﴿السُّوأَى﴾ أي: النارُ، والسوأى: مُؤَنَّثُ الأَسْوَءِ، كالحُسْنَى تَأْنِيثِ الأَحْسَنِ.
﴿يُبْلِسُ﴾ يَيْأَسُ.
﴿فِي رَوْضَةٍ﴾ في جَنَّةٍ، والروضةُ البستانُ الَّذِي هُوَ في غايةِ النَّضَارَةِ.
﴿يُحْبَرُونَ﴾ يُسَرُّونَ وَيَفُرَحُونَ، وَيَتَلَقَّوْنَ فيها التكريمَ والتنعيمَ والحَبْرَةُ: السرورُ والفرحُ، والحَبْرُ: الحُبُورُ: وهو السرورُ.
﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ قال الشيخُ «عبدُ الرحمنِ السعديُّ»: وهو -أي: إعادةُ الخَلْقِ بعد مَوْتِهِمْ- أَهْوَنُ عَلَيْهِ من ابتداءِ خَلْقِهِمْ، وهذا بالنسبة إلى الأذهانِ والعقولِ، فإذا كان قادرًا عَلَى الابتداءِ الَّذِي تُقِرُّونَ به كانت قُدْرَتُهُ عَلَى الإعادةِ التي هي أهونُ أَوْلَى وَأَوْلَى. انتهى.
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ﴾ أي: انْصِبْهُ وَوَجِّهْهُ ﴿لِلدِّينِ﴾ الَّذِي هُوَ الإسلامُ والإيمانُ والإحسانُ بأن تَتَوَجَّهَ بقلبكَ وَقَصْدِكَ وَبَدَنِكَ إلى إقامةِ شرائعِ الدينِ الظاهرةِ كالصلاةِ والزكاةِ والصومِ والحجِّ ونحوها، وشرائعِه الباطنةِ كالمحبةِ والخوفِ والرجاءِ والإنابةِ.
وَخَصَّ اللهُ إقامةَ الوجهِ؛ لأن إقبالَ الوجهِ تَبَعٌ لإقبالِ القلبِ.
﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ أي: يَتَفَرَّقُونَ عن ذلك اليومِ، وَيَصْدُرُونَ أَشْتَاتًا مُتَفَاوِتِينَ لِيُرَوا أَعْمَالَهُمْ.
﴿يَمْهَدُونَ﴾ يُوَطِّئُونَ المجالسَ في الآخرةِ وَيُسَوُّونَهَا، ولا ينتفعُ اللهُ بذلك، والمهادُ: الفِرَاشُ، وقد مَهَدْتُ الفِرَاشَ: بَسَطْتُهُ وَوَطَّأتُهُ، وتمهيدُ الأمورِ: تَسْوِيَتُهَا.
﴿كِسَفًا﴾ قِطَعًا، جمع كِسْفَةٍ، فَتَارَةً يَجْعَلُهُ مُنْبَسِطًا يَأْخُذُ وَجْهَ السَّمَاءِ، وتارةً يَجْعَلُهُ قِطَعًا مُتَفَرِّقَةً.
﴿لَمُبْلِسِينَ﴾ يَائِسِينَ.
﴿وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ أي: لا يُطْلَبُ مِنْهُمُ العُتْبَى وَهِيَ الرِّضَا.
57
سُورة لُقْمَانَ
Icon