ﰡ
﴿ القارعة ١ ما القارعة ٢ وما أدراك ما القارعة ٣ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث٤ وتكون الجبال كالعهن المنفوش ٥ فأما من ثقلت موازينه ٦ فهو في عيشة راضية ٧ وأما من خفت موازينه ٨ فأمه هاويه ٩ وما أدراك ما هية ١٠ نار حامية ﴾.
القارعة : من أسماء القيامة. وقد سميت بذلك ؛ لأنها تقرع الخلائق بأهوالها ونوازلها وفظائعها. ومن أقوال العرب في هذا الصدد : قرعتهم القارعة، وفقرتهم الفاقرة، إذا نزل بهم أمر شديد. لا جرم أن الساعة خبرها داهم ومذهل، وأنها تفجأ الخلائق بشدائدها الجسام، فتقرع فيهم الأسماع والأذهان والقلوب، فيقفون شاخصين واجمين مذعورين.
وكذا نار هاوية، فإنها تلقف وقودها من المجرمين الخاسرين بشغف وتشوّف. قال القرطبي : يعني جهنم. وسماها أمّا ؛ لأنه يأوي إليها كما يأوي إلى أمه. وقيل : لأنه يهوي فيها على أم رأسه.