تفسير سورة الهمزة

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الهمزة من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ومن هنا ننتقل إلى سورة " الهمزة " المكية أيضا، معتمدين على الله.

وهذه السورة يدور الحديث فيها على تنفير المؤمنين من الغيبة والنميمة، ومن الطعن في الناس والازدراء بهم قولا أو فعلا، وفيها وعيد شديد من الله بالعذاب الأليم، لمن يتخذ من أعراض الناس وأحوالهم مجالا للتنقيص والازدراء، وذلك قوله تعالى بعد البسملة :﴿ ويل لكل همزة لمزة١ ﴾، أي : هلاك وخسار لكل هماز لماز، و " الهماز اللماز " من يزدري الناس بقوله أو بفعله، بعينه أو لسانه أو يده، قال ابن عباس : " ﴿ همزة لمزة ﴾ أي طعان معياب ". وقال الربيع بن أنس : " الهمزة : يهمزه في وجهه، واللمزة : يلمزه من خلفه ".
وقوله تعالى :﴿ الذي جمع مالا وعدده٢ يحسب أن ماله أخلده٣ ﴾، هذا وعيد من الله بالخصوص لأولئك الذين يطغيهم الغنى والمال، فينظرون إلى من دونهم من الفقراء نظرة التحقير والازدراء، ويتخذون منهم مادة رخيصة لسخريتهم وهمزهم ولمزهم من أجل كونهم ضعفاء.
﴿ كلا لينبذن في الحطمة٤ وما أدراك ما الحطمة٥ نار الله الموقدة٦ التي تطلع على الأفئدة٧ إنها عليم موصدة٨ ﴾، أي : مقفلة عليهم بحيث لا يفارقونها، ﴿ في عمد ممددة٩ ﴾، أي : في قيود ثقيلة لا يفلتون منها.
Icon