تفسير سورة الزخرف

الدر المنثور
تفسير سورة سورة الزخرف من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ

أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت بمكة سورة ﴿ حم﴾ الزخرف.
أما قوله تعالى :﴿ إنا جعلناه قرآناً عربياً ﴾.
أخرج ابن مردويه، عن طاوس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى ابن عباس من حضرموت، فقال له : يا ابن عباس، اخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق من خلق الله؟ قال : بل كلام من كلام الله. أو ما سمعت الله يقول :﴿ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ﴾ [ التوبة : ٦ ] فقال له الرجل : أفرأيت قوله؟ :﴿ إنا جعلناه قرآناً عربياً ﴾ قال : كتبه الله في اللوح المحفوظ بالعربية. أما سمعت الله يقول؟ :﴿ بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ﴾ [ البروج : ٢٢ ] : المجيد هو العزيز، أي كتبه الله في اللوح المحفوظ.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه، قال : كلام أهل السماء العربية. ثم قرأ ﴿ حموالكتاب المبين ﴾ ﴿ إنا جعلناه قرآناً عربياً ﴾ الآيتين.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن أول ما خلق الله من شيء القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، والكتاب عنده، ثم قرأ ﴿ وإنه في أم الكتاب لدينا لعليّ حكيم ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ وإنه في أم الكتاب ﴾ قال : في أصل الكتاب وجملته.
وأخرج ابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه ﴿ وإنه في أم الكتاب ﴾ قال : القرآن عند الله ﴿ في أم الكتاب ﴾.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله :﴿ وإنه في أم الكتاب لدينا ﴾ قال : الذكر الحكيم، فيه كل شيء كان، وكل شيء يكون، وما نزل من كتاب، فمنه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن سابط رضي الله عنه في قوله :﴿ وإنه في أم الكتاب ﴾ ما هو كائن إلى يوم القيامة، وكل ثلاثة من الملائكة يحفظون، فوكل جبريل عليه السلام بالوحي، ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبالهلاك إذا أراد أن يهلك قوماً كان صاحب ذلك، ووكل أيضاً بالنصر في الحروب إذا أراد الله أن ينصر، ووكل ميكائيل عليه السلام بالقطر أن يحفظه، ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض الأنفس، فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ أهل الكتاب فوجده سواء.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحاً ﴾ قال : أحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به؟
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحاً ﴾ قال : تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن أبي صالح رضي الله عنه ﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحاً ﴾ قال : والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله تعالى عاد عليهم بعائدته ورحمته، فكرره عليهم ودعاهم إليه.
وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة، عن الحسن رضي الله عنه قال : لم يبعث الله رسولاً إلا أن أنزل عليه كتاباً، فإن قبله قومه، وإلا رُفِعَ، فذلك قوله :﴿ أفنضرب عنكم الذكر صفحاً إن كنتم قوماً مسرفين ﴾ لا تقبلونه، فيلقنه قلب نبيه. قالوا : قبلناه ربنا قبلناه ربنا ولو لم يفعلوا، لَرُفِعَ ولم يترك منه شيء على ظهر الأرض.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ومضى مثل الأوّلين ﴾ قال : عقوبة الأولين.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ صفحاً أن كنتم ﴾ بنصب الألف ﴿ جعل لكم الأرض مهداً ﴾ بنصب الميم بغير ألف.
وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي ﷺ يقرأ هذه الآية ﴿ وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ﴾ أن تقولوا : الحمد لله الذي منّ علينا بمحمد عبده ورسوله، ثم تقولوا :﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن مردويه، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ، كان إذا سافر ركب راحلته ثم « كبر ثلاثاً ثم قال :﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾ ﴿ وإنا إلى ربنا لمنقلبون ﴾ ».
وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وصححه وابن جرير والنسائي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، عن علي رضي الله عنه أنه أتى بدابة، فلما وضع رجله في الركاب قال : بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ثلاثاً والله أكبر ثلاثاً ﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾ ﴿ وإنا إلى ربنا لمنقلبون ﴾ سبحانك لا إله إلا أنت قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت : مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال : رأيت رسول الله ﷺ فعل كما فعلت، ثم ضحك فقلت يا رسول الله : مم ضحكت؟ فقال :
87
« يعجب الرب من عبده إذا قال : رب اغفر لي، ويقول : علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري ».
وأخرج أحمد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ أردفه على دابته، فلما استوى عليها « كبر ثلاثاً وهلل الله وحده ثم ضحك ثم قال : ما من امرىء مسلم يركب دابته، فيصنع ما صنعت، إلا أقبل الله يضحك إليه، كما ضحكت إليك ».
وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن محمد بن حمزة بن عمر الأسلمي، عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« فوق ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموه فاذكروا اسم الله، ثم لا تقصروا عن حاجاتكم ».
وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« على ذروة كل بعير شيطان، فامتهنوهن بالركوب، فإنما يحمل الله ».
وأخرج ابن سعد وأحمد والبغوي والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في سننه، عن أبي لاس الخزاعي رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال :« ما من بعير إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عليه إذا ركبتموه كما أمركم، ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله ».
وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله ﴿ ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ﴾ قال : نعمة الإِسلام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن أبي مجلز رضي الله عنه قال : رأى حسين بن علي رضي الله عنه رجلاً يركب دابة، فقال ﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾ ﴿ وإنا إلى ربنا لمنقلبون ﴾ قال : أو بذلك أمرت؟ قال : فكيف أقول؟ قال : الحمد لله الذي هدانا للإِسلام، الحمد لله الذي منَّ علينا بمحمد ﷺ، الحمد لله الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس، ثم تقول :﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن طاوس رضي الله عنه، أنه كان إذ ركب دابة قال : بسم الله اللهم هذا من مَنِّكَ وفضلك علينا، فلك الحمد ربنا ﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾ ﴿ وإنا إلى ربنا لمنقلبون ﴾.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ وما كنا له مقرنين ﴾ قال : الإِبل والخيل والبغال والحمير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وما كنا له مقرنين ﴾ قال : مطيقين.
88
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وما كنا له مقرنين ﴾ قال : لا في الأيدي ولا في القوّة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سليمان بن يسار رضي الله عنه أن قوماً كانوا في سفر، فكانوا إذا ركبوا قالوا :﴿ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ﴾ وكان فيهم رجل له ناقة رازم فقال : أما أنا فأنا لهذه مقرن، فقمصت به، فصرعته فاندقت عنقه. والله أعلم.
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وجعلوا له من عباده جزءاً ﴾ قال : عدلاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ وجعلوا له من عباده جزءاً ﴾ قال : ولداً وبنات من الملائكة. وفي قوله :﴿ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ﴾ قال : ولداً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ﴾ قال : حزين.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ بما ضرب للرحمن مثلاً ﴾ بنصب الضاد.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾ قال : الجواري جعلتموهن للرحمن ولداً ﴿ فكيف تحكمون ﴾ [ الصافات : ١٥٤ ].
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾ قال : هن النساء، فرق بين زيهن وزي الرجال، ونقصهن من الميراث، وبالشهادة، وأمرهن بالقعدة، وسماهن الخوالف.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾ قال : جعلوا لله البنات ﴿ وإذا بشر أحدهم ﴾ بهن ﴿ ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ﴾ حزين. وأما قوله :﴿ وهو في الخصام غير مبين ﴾ قال : قلما تكلمت امرأة تريد أن تتكلم بحجتها، الا تكلمت بالحجة عليها.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ ﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾ مخففة الياء.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ ينشأ في الحلية ﴾ مخففة منصوبة الياء مهموزة.
وأخرج عبد بن حميد، عن أبي العالية رضي الله عنه أنه سئل عن الذهب للنساء، فقال لا بأس به. يقول الله ﴿ أو من ينشأ في الحلية ﴾.
89
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً ﴾ قال : قد قال ذلك أناس من الناس ولا نعلمهم إلا اليهود : أن الله تعالى صاهر الجن فخرجت من بنيه الملائكة!؟
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، قال : كنت أقرأ هذا الحرف ﴿ الذين هم عباد الرحمن إناثاً ﴾ فسألت ابن عباس فقال :﴿ عباد الرحمن ﴾ قلت : فإنها في مصحفي « عند الرحمن » قال : فامحها واكتبها ﴿ عباد الرحمن ﴾ بالألف والباء. وقال : أتاني رجل اليوم وددت أنه لم يأتني، فقال : كيف تقرأ هذا الحرف ﴿ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً ﴾ قال : إن أناساً يقرأون « الذين هم عند الرحمن » فسكت عنه، فقلت : اذهب إلى أهلك!.
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأها « الذين هم عند الرحمن » بالنون.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر، عن مروان « وجعلوا الملائكة عند الرحمن إناثاً » ليس فيه ﴿ الذين هم ﴾.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ عباد الرحمن ﴾ بالألف والباء ﴿ أشهدوا خلقهم ﴾ بنصبهم الألف والشين ﴿ ستكتب ﴾ بالتاء ورفع التاء.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن مجاهد في قوله :﴿ وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ﴾ قال : يعنون الأوثان لأنهم عبدوا الأوثان يقول الله :﴿ ما لهم بذلك من علم ﴾ يعني الأوثان أنهم لا يعلمون ﴿ إن هم إلا يخرصون ﴾ قال : يعلمون قدرة الله على ذلك.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة ﴿ وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ﴾ قال : عبدوا الملائكة.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله :﴿ أم آتيناهم كتاباً من قبله ﴾ قال : قبل هذا الكتاب.
وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾ قال : على دين.
وأخرج الطستي، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى :﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾ قال : على ملة غير الملة التي تدعونا إليها. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يعتذر إلى النعمان بن المنذر؟ ويقول :
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة ﴿ بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ﴾ قال : قد قال ذلك مشركو قريش : انا وجدنا آباءنا على دين وانا متبعوهم على ذلك.
90
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ﴾ قال : بفعلهم.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه قال : الأمة في القرآن على وجوه ﴿ وادَّكر بعد أمة ﴾ [ يوسف : ٤٥ ] قال : بعد حين. ﴿ ووجد عليه أمة من الناس يسقون ﴾ [ يوسف : ٢٣ ] قال : جماعة من الناس ﴿ وإنا وجدنا آباءنا على أمة ﴾ قال : على دين. ورفع الألف في كلها. وقرأ ﴿ قل أولو جئتكم ﴾ بغير ألف بالتاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ﴾ قال : شر والله كان عاقبتهم، أخذهم بخسف وغرق فأهلكهم الله ثم أدخلهم النار.
91
وأخرج الفضل بن شاذان في كتاب القراءات بسنده، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ :« إنني بريء مما تعبدون » بالياء.
وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه :« إنني بريء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين » قال : إنهم يقولون إن الله ربنا ﴿ ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ﴾ [ الزخرف : ٨٧ ] فلم يبرأ من ربه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة ﴿ وجعلها كلمة باقية في عقبه ﴾ قال : في الإِسلام أوصى بها ولده.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد ﴿ وجعلها كلمة باقية في عقبه ﴾ قال : الإِخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده ﴿ لعلهم يرجعون ﴾ قال : يتوبون، أو يذكرون.
وأخرج عبد بن حميد، عن ابن عباس ﴿ وجعلها كلمة باقية في عقبه ﴾ قال : لا إله إلا الله في عقبه، قال : عقب إبراهيم ولده.
وأخرج عبد بن حميد، عن الزهري قال : عقب الرجل ولده الذكور والاناث وأولاد الذكور.
وأخرج عبد بن حميد، عن عبيدة قال : قلت لإِبراهيم : ما العقب؟ قال : ولده الذكر.
وأخرج عبد بن حميد، عن عطاء في رجل أسكنه رجل له ولعقبه من بعده أتكون امرأته من عقبه؟ قال : لا ولكن ولده عقبه.
أخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ﴿ بل متعت هؤلاء ﴾ برفع التاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ بل متعت هؤلاء وآباءهم حتى جاءهم الحق ورسول مبين ﴾ قال : هذا قول أهل الكتاب لهذه الأمة، وكان قتادة رضي الله عنه يقرؤها ﴿ بل متعت هؤلاء ﴾ بنصب التاء.
وأخرج ابن جرير عن السدي :﴿ ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر ﴾ قال : هؤلاء قريش قالوا : للقرآن الذي جاء به محمد ﷺ : هذا سحر.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله :﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ ما القريتان؟ قال : الطائف ومكة، قيل : فمن الرجلان؟ قال : عروة بن مسعود، وخيار قريش.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قول الله ﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : يعني بالقريتين مكة والطائفة، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : يعني من القريتين مكة والطائف، والعظيم الوليد بن المغيرة القرشي وحبيب بن عمير الثقفي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : يعنون أشرف من محمد، الوليد بن المغيرة من أهل مكة، ومسعود بن عمرو الثقفي من أهل الطائف.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة قال : قال الوليد بن المغيرة : لو كان ما يقول محمد حقاً، أنزل علي هذا القرآن، أو على عروة بن مسعود الثقفي، فنزلت ﴿ وقالوا : لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : القريتان مكة والطائف. قال ذلك مشركو قريش. قال : بلغنا أنه ليس فخذ من قريش إلا قد ادعته، فقالوا : هو منا وكنا نحدث أنه الوليد بن المغيرة، وعروة بن مسعود الثقفي. قال : يقولون فهلا كان أنزل على أحد هذين الرجلين، ليس على محمد ﷺ.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : عتبة بن ربيعة من مكة، وابن عبد ياليل بن كنانة الثقفي من الطائف، وعمير بن مسعود الثقفي، وفي لفظ وأبو مسعود الثقفي.
وأخرج ابن عساكر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : هو عتبة بن ربيعة - وكان ريحانة قريش يومئذ.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه في قوله :﴿ على رجل من القريتين عظيم ﴾ قال : هو الوليد بن المغيرة المخزومي، أو كنانة بن عمر بن عمير، عظيم أهل الطائف.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ﴾ قال : قسم بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم، فتعالى ربنا وتبارك ﴿ ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ﴾ قال : فتلقاه ضعيف الحيلة، عييّ اللسان، وهو مبسوط له في الرزق، وتلقاه شديد الحيلة سليط اللسان وهو مقتور عليه ﴿ ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ﴾ قال : ملكة يسخر بعضهم بعضاً يبتلي الله به عباده، فالله الله فيما ملكت يمينك! ﴿ ورحمة ربك خير مما يجمعون ﴾ قال : الجنة.
أخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :« يقول الله لولا أن يجزع عبدي المؤمن لعصبت الكافر عصابة من حديد، فلا يشتكي شيئاً، ولصببت عليه الدنيا صباً » قال ابن عباس رضي الله عنهما : قد أنزل الله شبه ذلك في كتابه في قوله ﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ الآية يقول : لولا أن أجعل الناس كلهم كفاراً، لجعلْتُ لبيوت الكفار سقفاً من فضة ﴿ ومعارج ﴾ من فضة، وهي درج ﴿ عليها يظهرون ﴾ يصعدون إلى الغرف، وسرر فضة ﴿ وزخرفاً ﴾ وهو الذهب.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ قال : لولا أن يكون الناس كفاراً، ﴿ لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة ﴾ قال : السقف أعالي البيوت ﴿ ومعارج عليها يظهرون ﴾ قال : درج عليها يصعدون ﴿ وزخرفاً ﴾ قال : الذهب ﴿ والآخرة عند ربك للمتقين ﴾ قال : خصوصاً.
وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ قال : لولا أن يكفروا.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن الشعبي رضي الله عنه في قوله ﴿ سقفاً ﴾ قال : الجزوع ﴿ ومعارج ﴾ قال : الدرج ﴿ وزخرفاً ﴾ قال : الذهب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ﴾ قال : لولا أن يكون الناس أجمعون كفاراً، فيميلوا إلى الدنيا، لجعل الله لهم الذي قال. قال : وقد مالت الدنيا بأكبر همها، وما فعل ذلك، فكيف لو فعله!.
وأخرج أحمد والحاكم، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله :﴿ أهم يقسمون رحمة ربك ﴾ قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحب، فمن أعطاه الدين فقد أحبه ».
وأخرج الترمذي وصححه وابن ماجة، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ».
أخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن عثمان المخرمي، أن قريشاً قالت : قيضوا لكل رجل رجلاً من أصحاب محمد يأخذه، فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله، فأتاه وهو في القوم، فقال أبو بكر رضي الله عنه : إلام تدعوني؟ قال : أدعوك إلى عبادة اللات والعزى! قال أبو بكر رضي الله عنه : وما اللات؟ قال : ربنا. قال : وما العزى؟ قال : بنات الله. قال أبو بكر رضي الله عنه : فمن أمهم؟ فسكت طلحة، فلم يجبه، فقال طلحة لأصحابه : أجيبوا الرجل، فسكت القوم، فقال طلحة : قم يا أبا بكر، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأنزل الله ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمن ﴾ قال : يعمى قال ابن جرير هذا على قراءة فتح الشين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة ﴿ ومن يعش ﴾ قال : يعرض ﴿ وإنهم ليصدونهم عن السبيل ﴾ قال : عن الدين ﴿ حتى إذا جاءنا ﴾ جميعاً هو وقرينه.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ « حتى إذا جاءنا » على معنى اثنين هو وقرينه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ومن يعش ﴾ الآية. قال : من جانب الحق، وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن الحرام حرام، فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه، وقضى حاجته، ثم أراد من الحرام، قيض له شيطان.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد الجزري في قوله ﴿ نقيض له شيطاناً ﴾ قال : بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان، ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار، فذلك حين يقول :﴿ يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ﴾ قال : وأما المؤمن، فيوكل به ملك حتى يقضى بين الناس، أو يصير إلى الجنة.
وأخرج ابن حبان والبغوي وابن قانع والطبراني وابن مردويه، عن شريك بن طارق رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« ليس منكم أحد إلا ومعه شيطان قالوا : ومعك يا رسول الله؟ قال : ومعي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ».
وأخرج مسلم وابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها « أن رسول الله ﷺ خرج من عندها ليلاً قالت : فغرت عليه فجاء، فرأى ما أصنع، » فقال ما لك يا عائشة أَغِرْت؟ فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك، فقال : أقد جاء شيطانك؟ قلت : يا رسول الله، أمعي شيطان؟ قال : نعم، ومع كل إنسان. قلت : ومعك؟ قال : نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم « ».
96
وأخرج مسلم وابن مردويه، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن. قالوا : وإياك يا رسول الله، قال : وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني الا بخير ».
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :« ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن. قالوا : وإياك يا رسول الله، قال : وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ».
وأخرج أحمد في الزهد، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل به، أما الكافر، فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه، وأما المؤمن، فهو يجانب له، ينتظره حتى يصيب منه غفلة، أو غرة، فيثب عليه، وأحب الآدميين إلى الشيطان، الأكول النؤوم.
97
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه، عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ﴾ قال : قال أنس رضي الله عنه : ذهب رسول الله ﷺ وبقيت النقمة، فلم يُرِ الله نبيه في أمته شيئاً يكرهه حتى قُبِضَ، ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته، الا نبيكم ﷺ رأى ما يصيب أمته بعده، فما رؤي ضاحكاً منبسطاً حتى قبض.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق حميد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ﴾ الآية. قال : أكرم الله نبيه ﷺ أن يريه في أمته ما يكره، فرفعه إليه وبقيت النقمة.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال : قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية ﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ﴾ قال : ذهب نبيه ﷺ وبقيت نقمته في عدوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله :﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ﴾ قال : لقد كانت نقمة شديدة، أكرم الله نبيه ﷺ أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده.
وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله :« عن النبي ﷺ في قوله ﴿ فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون ﴾ نزلت في علي بن أبي طالب، أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي ».
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ أو نرينك الذي وعدناهم ﴾ الآية قال : يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ إنك على صراط مستقيم ﴾ قال : على الإِسلام.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : القرآن شرف لك ولقومك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وإنه لذكر لك ﴾ يعني القرآن، ولقومك، يعني من اتبعك من أمتك.
وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي، عن مجاهد في قوله :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ قال : يقال ممن هذا الرجل؟ فيقال : من العرب، فيقال : من أي العرب؟ فيقال : من قريش، فيقال : من أي قريش؟ فيقال : من بني هاشم.
وأخرج ابن عدي وابن مردويه، عن علي وابن عباس قالا : كان رسول الله ﷺ يعرض نفسه على القبائل بمكة، ويعدهم الظهور، فإذا قالوا لمن الملك بعدك؟ أمسك، فلم يجبهم بشيء، لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك ﴾ فكان بعد إذا سئل قال : لقريش، فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك.
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : كنت قاعداً عند رسول الله ﷺ فقال :« الا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي، فشرفني فيهم فقال :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾ فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه، ثم قال ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ [ الشعراء : ٢١٤ ] ﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾ [ الشعراء : ٢١٥ ] يعني قومي، فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، ان الله قلب العباد ظهراً وبطناً، فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه ﴿ ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ﴾ [ إبراهيم : ٢٤ ] يعني بها قريشاً ( أصلها ثابت ) يقول : أصلها كَرَمٌ، ﴿ وفرعها في السماء ﴾، يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإِسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله. ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة ﴿ لإِيلاف قريش ﴾ [ قريش، الآية : ١-٤ ] إلى آخرها » قال عدي بن حاتم : ما رأيت رسول الله ﷺ ذكر عنده قريش بخير قط، إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه، وكان كثيراً ما يتلوا هذه الآية ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾.
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ قال : ليلة اسري به لقي الرسل.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ قال : بلغنا أنه ليلة أسري به أري الأنبياء، فأري آدم، فسلم عليه وأري مالكاً خازن النار، وأري الكذاب الدجال.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة ﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ﴾ قال : سل أهل التوراة والإِنجيل هل جاءت الرسل إلا بالتوحيد؟ وقال : في بعض القراءة « واسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك ».
وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس ﴿ واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا ﴾ قال : سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر، عن مجاهد قال : كان عبد الله يقرأ ﴿ واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا ﴾ قال : في قراءة ابن مسعود « واسأل الذين يقرأون الكتاب من قبل » مؤمني أهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير، عن ابن زيد في قوله :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ قال : جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ﴾ قال : الطوفان وما معه من الآيات.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة ﴿ وأخذناهم بالعذاب ﴾ قال : هو عام السنة.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة ﴿ وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ﴾ قال : يتوبون أو يذكرون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد ﴿ ادع لنا ربك بما عهد عندك ﴾ لئن آمنا ليكشفن عنا العذاب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة في قوله ﴿ إذا هم ينكثون ﴾ قال : يغدرون.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله ﴿ ونادى فرعون في قومه ﴾ قال : ليس هو نفسه، ولكن أمر أن ينادي.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الأسود بن يزيد قال : قلت لعائشة : ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة؟! قالت : وما تعجب من ذلك، هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة ﴿ أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ﴾ قال : قد كان لهم جنان وأنهار ﴿ أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ﴾ قال : ضعيف ﴿ ولا يكاد يبين ﴾ قال : عيي اللسان ﴿ فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب ﴾ قال : أحلية من ذهب ﴿ أو جاء معه الملائكة مقترنين ﴾ أي متتابعين. ﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا ﴿ فجعلناهم سلفاً ﴾ قال : إلى النار ﴿ ومثلاً ﴾ قال : عظة ﴿ للآخرين ﴾.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس في قوله :﴿ ولا يكاد يبين ﴾ قال : كانت لموسى لثغة في لسانه.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد في قوله :﴿ أو جاء معه الملائكة مقترنين ﴾ قال : يمشون معاً.
وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر، عن عكرمة قال : لم يخرج فرعون من زاد على الأربعين سنة، ومن دون العشرين، فذلك قوله :﴿ فاستخف قومه فأطاعوه ﴾ يعني استخف قومه في طلب موسى عليه السلام.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة ﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله ﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا. وفي قوله :﴿ سلفاً ﴾ قال : أهواء مختلفة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله :﴿ فلما آسفونا ﴾ قال : أغضبونا ﴿ فجعلناهم سلفاً ﴾ قال : هم قوم فرعون كفارهم ﴿ سلفاً ﴾ لكفار أمة محمد ﴿ ومثلاً للآخرين ﴾ قال : عبرة لمن بعدهم.
وأخرج أحمد والطبراني والبيهقي في الشعب وابن أبي حاتم، عن عقبة بن عامر أن رسول الله ﷺ قال :« إذا رأيت الله يعطي العبد ما شاء وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك استدراج منه له » ثم تلا ﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن طارق بن شهاب قال : كنت عند عبد الله فذكر عنده موت الفجأة، فقال : تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر، ﴿ فلما آسفونا انتقمنا منهم ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه كان يقرأ ﴿ فجعلناهم سلفاً ﴾ بنصب السين واللام.
أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس « أن رسول الله ﷺ قال لقريش :» إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير « فقالوا : ألست : تزعم أن عيسى كان نبياً وعبداً من عباد الله صالحاً وقد عبدته النصارى؟! فإن كنت صادقاً، فإنه كآلهتهم. فأنزل الله ﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ﴾ قال : يضجون ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : هو خروج عيسى ابن مريم قبيل يوم القيامة ».
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر، عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر عيسى ابن مريم جزعت قريش وقالوا : ما ذكر محمد عيسى ابن مريم، ما يريد محمد إلا أن نصنع به كما صنعت النصارى بعيسى ابن مريم. فقال الله :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلاً ﴾.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرؤها ﴿ يصدون ﴾ يعني بكسر الصاد يقول : يضجون.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ يصدون ﴾ بضم الصاد.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن إبراهيم ﴿ يصدون ﴾ قال : يعرضون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر، عن سعيد بن معبد بن أخي عبيد بن عمير الليثي رضي الله عنه قال : قال لي ابن عباس : ما لعمك يقرأ هذه الآية؟ ﴿ إذا قومك منه يصدون ﴾ انها ليست كذا إنما هي ﴿ إذا قومك منه يصدون ﴾ إذا هم يهجون إذا هم يضجون.
وأخرج عبد بن حميد، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ﴿ إذا قومك منه يصدون ﴾ قال : يضجون.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد والحسن وقتادة رضي الله عنهما مثله.
وأخرج ابن مردويه، عن علي رضي الله عنه : سمعت النبي ﷺ يقرأ ﴿ يصدون ﴾ بالكسر.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل » ثم قرأ ﴿ ما ضربوه لك إلا جدلاً ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل. ثم قرأ ﴿ ما ضربوه لك إلا جدلاً ﴾.
وأخرج سعيد بن منصور، عن أبي ادريس الخولاني رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :
102
« ما ثار قوم فتنة إلا أوتوا بها جدلاً، وما ثار قوم في فتنة إلا كانوا لها حرزاً ».
وأخرج ابن عدي والخرائطي في مساوىء الأخلاق، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إن الكذب باب من أبواب النفاق، وإن آية النفاق أن يكون الرجل جدلاً خصماً ».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر الله عيسى عليه السلام في القرآن، قال مشركو مكة إنما أراد محمد أن نحبه كما أحب النصارى عيسى قال :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلاً ﴾ قال : ما قالوا هذا القول إلا ليجادلوا ﴿ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ﴾ قال : ذلك نبي الله عيسى أن كان عبداً صالحاً أنعم الله عليه ﴿ وجعلناه مثلاً ﴾ قال : آية ﴿ لبني إسرائيل ﴾ ﴿ ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ﴾ قال : يخلف بعضهم بعضاً مكان بني آدم.
وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن المشركين أتوا رسول الله ﷺ، فقالوا له : أرأيت ما يعبد من دون الله أين هم؟ قال : في النار. قالوا : والشمس والقمر؟ قال : والشمس والقمر، قالوا : فعيسى ابن مريم؟ فأنزل الله ﴿ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ﴾ قال : يعمرون الأرض بدلاً منكم.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : خروج عيسى قبل يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد، عن أبي هريرة رضي الله عنه ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : خروج عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة، تكون تلك الأربعون أربع سنين يحج ويعتمر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن الحسن رضي الله عنه ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : آية للساعة خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن الحسن رضي الله عنه ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : نزول عيسى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : نزول عيسى علم للساعة، وناس يقولون : القرآن علم للساعة.
وأخرج عبد بن حميد، عن شيبان رضي الله عنه قال : كان الحسن يقول ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : هذا القرآن.
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : هذا القرآن بخفض العين.
وأخرج عبد بن حميد، عن حماد بن سلمة رضي الله عنه قال : قرأتها في مصحف أبيّ « وإنه لذكر للساعة ».
وأخرج ابن جرير من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وإنه لعلم للساعة ﴾ قال : نزول عيسى.
وأخرج ابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ولأبيِّن لكم بعض الذي تختلفون فيه ﴾ قال : من تبديل التوراة.
103
أخرج ابن مردويه، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« تقوم الساعة والرجلان يحلبان اللقحة، والرجلان يطويان الثوب » ثم قرأ ﴿ هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون ﴾.
أخرج ابن مردويه، عن سعد بن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :« إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام، وقلت الأنساب، وذهبت الأخوّة، إلا الأخوة في الله » وذلك قوله :﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ﴾ قال : معصية الله في الدنيا متعادين.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة رضي الله عنه ﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ﴾ قال : وذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول :« الأخلاء أربعة مؤمنان وكافران، فمات أحد المؤمنين، فسئل عن خليله فقال : اللهم لم أر خليلاً آمر بمعروف ولا أنهى عن منكر منه، اللهم اهده كما هديتني، وأمته على ما أمتني عليه، ومات أحد الكافرين، فسئل عن خليله؟ فقال : اللهم لم أر خليلاً آمَرَ بمنكر منه ولا أنهى عن معروف منه، اللهم أضله كما أضللتني وأمته على ما أمتني عليه قال : ثم يبعثون يوم القيامة، فقال : ليثن بعضكم على بعض، فاما المؤمنان، فاثنى كل واحد منهما على صاحبه كأحسن الثناء، وأما الكافران، فأثنى كل واحد منهما على صاحبه كأقبح الثناء ».
وأخرج ابن أبي شيبة، عن كعب رضي الله عنه قال : يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة، فيقال : أجب ربك، فينطلق به إلى ربه، فلا يحجب عنه، فيؤمر به إلى الجنة، فيرى منزله ومنازل أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير، ويعينونه عليه، فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان، فيرى ما أعد الله في الجنة من الكرامة، ويرى منزلته أفضل من منازلهم، ويكسى من ثياب الجنة، ويوضع على رأسه تاج ويعلقه من ريح الجنة ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر ليلة البدر، فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا قالوا : اللهم اجعله منهم حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه عليه، فيقول أبشر يا فلان، فإن الله أعد لك في الجنة كذا وأعد لك في الجنة كذا وكذا، فلا يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه، فيعرفهم الناس ببياض وجوههم، فيقولون هؤلاء أهل الجنة. ويؤتى بالرئيس في الشر، فيقال أجب ربك، فينطلق به إلى ربه، فيحجب عنه ويؤمر به إلى النار، فيرى منزله ومنازل أصحابه، فيقال هذه منزلة فلان وهذه منزلة فلان، فيرى ما أَعَدَّ الله فيها من الهوان ويرى منزلته شراً من منازلهم، فَيَسْوَدُّ وَجْهَهُ وَتَزْرَقُّ عيناه ويوضع على رأسه قلنسوة من نار، فيخرج فلا يراه أهل ملأ إلا تعوذوا بالله منه، فيقول ما أعاذكم الله مني؟ أما تذكر يا فلان كذا وكذا، فيذكرهم الشر الذي كانوا يجامعونه ويعينونه عليه، فما يزال يخبرهم بما أعد الله لهم في النار حتى يعلو وجوههم من السواد مثل الذي علا وجهه، فيعرفهم الناس بسواد وجوههم، فيقولون هؤلاء أهل النار.
105
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وحميد بن زنجويه في ترغيبه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله :﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين ﴾ قال : خليلان مؤمنان وخليلان كافران، توفي أحد المؤمنين، فبشر بالجنة فذكر خليله، فقال : اللهم إن خليلي فلاناً كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه ما أريتني وترضى عنه كما رضيت عني، فيقال له اذهب، فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيراً ولبكيت قليلاً، ثم يموت الآخر، فيجمع بين أرواحهما، فيقال : ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخر ونعم الصاحب ونعم الخليل، وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار، فيذكر خليله، فيقول : اللهم إن خليلي فلاناً كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك، اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما اريتني وتسخط عليه كما سخطت علي، فيموت الآخر، فيجمع بين أرواحهما، فيقال ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل.
وأخرج ابن جرير، عن سليمان التيمي قال : سمعت أن الناس حين يبعثون ليس فيهم إلا فزع، فينادي منادٍ ﴿ يا عبادِ، لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ﴾ فيرجوها الناس كلهم فيتبعها ﴿ الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ تحبرون ﴾ قال : تكرمون والله تعالى أعلم.
وأخرج ابن المبارك وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والطبراني في الأوسط بسندٍ رجاله ثقات، عن أنس رضي الله عنه : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة، لمن يقوم على رأسه عشرة آلاف، بيد كل واحد صحفتان : واحدة من ذهب، والأخرى من فضة، في كل واحدة لون ليس في الأخرى مثله، يأكل من آخرها مثل ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من الطيب واللذة مثل الذي يجد لأولها، ثم يكون ذلك ريح المسك الأذفر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون، إخواناً على سرر متقابلين ».
وأخرج ابن جرير، عن السدي رضي الله عنه ﴿ بصحاف ﴾ قال : القصاع.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن كعب رضي الله عنه قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة يوم القيامة، ليؤتى بغدائه في سبعين ألف صحفة، في كل صحفة لون ليس كالآخر، فيجد للآخر لذته، أوله ليس منه أول.
106
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :﴿ الأكواب ﴾ الجرار من الفضة.
وأخرج هناد وابن جرير، عن مجاهد رضي الله عنه قال ﴿ الأكواب ﴾ التي ليس لها آذان.
وأخرج الطستي في مسائله، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ وأكواب ﴾ قال : القلال التي لا عرا لها. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت قول الهذلي؟
فلم ينطق الديك حتى ملأت كوب الذباب له فاستدارا
وأخرج ابن جرير، عن الضحاك في قوله :﴿ بأكواب ﴾ قال : جرار ليس لها عرا، وهي بالنبطية كوى.
وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة قال : قال رسول الله ﷺ :« » إن أهون أهل النار عذاباً رجل يطأ على جمرة يغلي منها دماغه « قال أبو بكر الصديق : وما كان جرمه يا رسول الله؟ قال :» كانت له ماشية يغشى بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله رمية بحجر، فلا تستحبوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في الآخرة « وقال :» إن أدنى أهل الجنة منزلة وأسفلهم درجة لا يدخل بعده أحد، يفسح له في بصره مسيرة عام في قصور من ذهب وخيام من لؤلؤ ليس فيها موضع شبر إلا معمور يغدى عليه كل يوم ويراح بسبعين ألف صحفة في كل صحفة لون ليس في الآخر مثله، شهوته في آخرها كشهوته في أولها، لو نزل به جميع أهل الأرض لوسع عليهم مما أعطى لا ينقص ذلك مما أوتي شيئاً « ».
وأخرج ابن جرير، عن أبي أمامة قال : إن الرجل من أهل الجنة يشتهي الطائر وهو يطير، فيقع منفلقاً نضيجاً في كفه، فيأكل منه حتى ينتهي ثم يطير، ويشتهي الشراب، فيقع الإِبريق في يده، فيشرب منه ما يريد ثم يرجع إلى مكانه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن قتادة ﴿ وأكواب ﴾ قال : هي دون الأباريق، بلغنا أنها مدوّرة الرأس.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي أمامة : أن رسول الله ﷺ حدثهم وذكر الجنة فقال :« والذي نفسي بيده ليأخذن أحدكم اللقمة فيجعلها في فيه، ثم يخطر على باله طعام آخر، فيتحول الطعام الذي في فيه على الذي اشتهى » ثم قرأ ﴿ وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ﴾.
وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة، عن ابن عباس قال : الرمانة من رمان الجنة يجتمع عليها بشر كثير يأكلون منها، فان جرى على ذكر أحدهم شيء وجده في موضع يده حيث يأكل.
107
وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وابن المنذر والبيهقي في البعث، عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله ﷺ :« إنك ستنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشوياً ».
وأخرج ابن أبي الدنيا، عن ميمونة : أن النبي ﷺ قال :« إن الرجل ليشتهي الطير في الجنة، فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمسه نار، فيأكل منه حتى يشبع، ثم يطير ».
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال : أخس أهل الجنة منزلاً له سبعون ألف خادم مع كل خادم صحفة من ذهب لو نزل به أهل الأرض جميعاً لأوصلهم، لا يستعين عليهم بشيء من عند غيره. وذلك في قول الله ﴿ وفيها ما تشتهي الأنفس ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن ابن عباس أنه سئل في الجنة ولد؟ قال : إن شاؤوا.
وأخرج أحمد وهناد والدارمي وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر وابن حبان والبيهقي في البعث، عن أبي سعيد الخدري قال :« قلنا يا رسول الله إن الولد من قرة العين وتمام السرور، فهل يولد لأهل الجنة؟ فقال :» إن المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة : كما يشتهي « ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن ابن سابط قال :« قال رجل يا رسول الله : أفي الجنة خيل؟ فإني أحب الخيل؛ قال :» إن يدخلك الله الجنة ما من شيء شئت إلا فعلت « فقال الأعرابي : أفي الجنة إبل؟ فإني أحب الإِبل؛ فقال يا اعرابي :» إن أدخلك الله الجنة أصبت فيها ما تشتهي نفسك ولذت عينك « ».
وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن مردويه، عن بريدة قال :« جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : هل في الجنة خيل؟ فإنها تعجبني؛ قال :» إن أحببت ذلك أتيت بفرس من ياقوتة حمراء، فتطير بك في الجنة حيث شئت « فقال له رجل : إن الإِبل تعجبني؛ فهل في الجنة من إبل؟ فقال :» يا عبد الله، إن أدخلت الجنة، فلك فيها ما تشتهي نفسك ولذت عينك « ».
وأخرج عبد بن حميد، عن كثير بن مرة الحضرمي قال : إن السحابة لتمر بأهل الجنة فتقول ما أمطركم؟
وأخرج ابن أبي شيبة، عن ابن سابط قال : إن الرسول يجيء إلى الشجرة من شجر الجنة، فيقول : إن ربي يأمرك أن تفتقي لهذا ما شاء، فإن الرسول ليجيء إلى الرجل من أهل الجنة، فينشر عليه الحلة، فيقول : قد رأيت الحلل، فما رأيت مثل هذه!
وأخرج ابن أبي شيبة، عن عمر بن قيس قال : إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الثمرة، فتجيء حتى تسيل في فيه، وإنها في أصلها في الشجرة.
108
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبد الرحمن بن سابط قال : إن الرجل من أهل الجنة، ليزوّج خمسمائة حوراء، وأربعمائة بكر، وثمانية آلاف ثيب، ما منهن واحدة إلا يعانقها عمر الدنيا كلها، لا يوجد واحد منهما من صاحبه، وإنه لتوضع مائدته، فما تنقضي منها نهمته عمر الدنيا كلها، وإنه ليأتيه الملك بتحية من ربه، وبين أصبعيه مائة أو سبعون حلة، فيقول ما أتاني من ربي شيء أعجب إليّ من هذه! فيقول : أيعجبك هذا؟ فيقول : نعم فيقول : الملك لأدنى شجرة بالجنة تلوني لفلان من هذا ما اشتهت نفسه.
وأخرج ابن جرير، عن أبي ظبية السلمي قال : إن السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول : ما أمطركم؟ فما يدعو داع من القوم بشيء، الا أمطرتهم، حتى أن القائل منهم ليقول : أمطرينا كواعب أتراباً.
109
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال :« ما من أحد إلا وله منزل في الجنة، ومنزل في النار، فالكافر يرث المؤمن منزله في النار، والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة، وذلك قوله ﴿ وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ﴾ ».
وأخرج هناد بن السري وعبد بن حميد في الزهد، عن عبد الله بن مسعود قال : تجوزون الصراط بعفو الله، وتدخلون الجنة برحمة الله، وتقتسمون المنازل بأعمالكم.
قوله تعالى :﴿ إن المجرمين ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله :﴿ وهم فيه مبلسون ﴾ قال : مستسلمون.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والبيهقي في سننه، عن يعلى بن أمية قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ على المنبر ﴿ ونادوا يا مالك ﴾.
وأخرج ابن مردويه، عن علي أنه سمع النبي ﷺ يقرأ على المنبر ﴿ ونادوا يا مالك ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن الأنباري، عن مجاهد قال : في قراءة عبد الله بن مسعود ﴿ ونادوا يا مالك ﴾.
وأخرج الطبراني، عن يعلى بن أمية قال : سمعت النبي ﷺ يقرأ على المنبر ﴿ ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ﴾.
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور، عن ابن عباس :﴿ ونادوا يا مالك ﴾ قال : مكث عنهم ألف سنة، ثم يجيبهم ﴿ إنكم ماكثون ﴾.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله :﴿ أم أبرموا أمراً فإنا مبرمون ﴾ قال : أم أجمعوا أمراً فإنا مجمعون، إن كادوا شراً، كدناهم مثله.
وأخرج ابن جرير، عن محمد بن كعب القرظي قال : بينا ثلاثة بين الكعبة واستارها؛ قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، فقال واحد منهم : ترون الله يسمع كلامنا؟ فقال واحد : إذا جهرتم سمع، وإذا أسررتم لم يسمع، فنزلت ﴿ أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله :﴿ قل إن كان للرحمن ولد ﴾ يقول : لم يكن للرحمن ولد ﴿ فأنا أول العابدين ﴾ قال : الشاهدين.
وأخرج الطستي، عن ابن عباس : إن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى، ﴿ فأنا أول العابدين ﴾ قال : أنا أول متبرىء من أن يكون لله ولد!!! قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت تبعاً وهو يقول؟ :
وقد علمت فهر بأني ربهم... طراً ولم تعبد
110
وأخرج عبد بن حميد، عن الحسن وقتادة ﴿ قل إن كان للرحمن ولد ﴾ قالا : ما كان للرحمن ولد ﴿ فأنا أول العابدين ﴾ قال : يقول محمد ﷺ :« فأنا أول من عبد الله من هذه الأمة ».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد ﴿ قل إن كان للرحمن ولد ﴾ في زعمكم ﴿ فأنا أوّل العابدين ﴾ فأنا أول من عبد الله وحده، وكذبكم بما تقولون.
وأخرج عبد بن حميد، عن مجاهد ﴿ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ﴾ قال : المؤمنين بالله، فقولوا ما شئتم.
وأخرج ابن جرير، عن قتادة قال : هذه كلمة من كلام العرب :﴿ إن كان للرحمن ولد ﴾ أي؛ إن ذلك لم يكن.
وأخرج ابن جرير، عن زيد بن أسلم قال : هذا مقول من قول العرب، إن كان هذا الأمر قط، أي ما كان.
وأخرج عبد بن حميد، عن الأعمش أنه كان يقرأ : كل شيء بعد السجدة في مريم ولد، والتي في الزخرف ونوح وسائر، ولد.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات، عن قتادة في قوله ﴿ عما يصفون ﴾ قال : عما يكذبون. وفي قوله ﴿ وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ﴾ قال : هو الذي يعبد في السماء، ويعبد في الأرض.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله :﴿ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ﴾ قال : عيسى وعزير والملائكة ﴿ إلا من شهد بالحق ﴾ قال : كلمة الإِخلاص ﴿ وهم يعلمون ﴾ إن الله حق، وعيسى وعزير والملائكة - يقول : لا يشفع عيسى وعزير والملائكة، ﴿ إلا من شهد بالحق ﴾ وهو يعلم الحق.
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله :﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾ قال : الملائكة وعيسى وعزير، فإن لهم عند الله شفاعة.
وأخرج البيهقي في الشعب عن مجاهد في الآية قال :﴿ شهد بالحق ﴾ وهو يعلم أن الله ربه.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن عوف قال : سألت إبراهيم، عن الرجل يجد شهادته في الكتاب ويعرف الخط والخاتم ولا يحفظ الدراهم فتلا ﴿ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير، عن مجاهد في قوله :﴿ وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون ﴾ قال : هذا قول نبيكم ﷺ يشكو قومه إلى ربه، وعن ابن مسعود أنه قرأ « وقال الرسول يا رب ».
وأخرج عبد بن حميد، عن عاصم أنه قرأ ﴿ وقيله يا رب ﴾ بخفض اللام والهاء.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة ﴿ فاصفح عنهم ﴾ قال : نسخ الصفح.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن شعيب بن الحجاب قال : كنت مع علي بن عبد الله البارقي، فمر علينا يهودي أو نصراني، فسلم عليه، فقال شعيب : قلت إنه يهودي أو نصراني، فقرأ علي آخر سورة الزخرف ﴿ وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة، عن عون بن عبد الله قال : سئل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام، فقال : ترد عليهم ولا تبتدئهم. قلت : فكيف تقول أنت؟ قال : ما أرى بأساً أن نبدأهم. قلت : لم؟ قال : لقول الله تعالى ﴿ فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون ﴾.
111
Icon