تفسير سورة غافر

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة غافر من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ
في الحديث ( مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب )١.
١ الحبرات: جمع حبرة و حبرة وهي ضرب من برود اليمن منمر، وهو ما كان موشيا مخططا، فهو وصف للثوب المنقوش. انظر لسان العرب. مادة (حبر) ج٤ ص١٥٩. والحديث أورده ابن عطية في تفسيره ج١٣ ص٢، و القرطبي في تفسيره ج ١٥ ص٢٨٨ وعزاه إلى الثعلبي. و مثل هذه الأحاديث الواردة في فضائل السور أكثرها موضوعة. يقول العجلوني (ومن الأحاديث الموضوعة أحاديث وضعها بعض الزنادقة أو جهلة المتصوفة في فضائل السور إلا ما استثني، ولا يغتر بذكر الواحدي و الثعلبي و الزمخشري و البيضاوي لها في تفاسيرهم). كشف الخفاء ج٢ ص٤١٤..

﴿ وقابل التوب ﴾ جمع توبة كدومة و دوم و عومة وعوم. أو مصدر مثل توبة١.
﴿ ذي الطول ﴾ ذي الإنعام الطويل مدته٢. و الأحزاب : عاد وثمود.
١ انظر: معاني القرآن للأخفش ج٢ ص٤٥٩، و الفريد ج٤ ص٢٠٥..
٢ قاله قتادة. انظر جامع البيان ج٢٤ ص٤١..
مصدر مثل «توبة «١».
ذِي الطَّوْلِ: ذي الإنعام الطويل مدّته «٢».
وَالْأَحْزابُ: عاد وثمود «٣».
٦ وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: أي: على مشركي العرب كما حقّت على من قبلهم.
أَنَّهُمْ: بدل من كَلِمَةُ.
٧ وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً: هذا مما نقل فيه الفعل إلى الموصوف مبالغة، نحو: طبت به نفسا، والتقدير: وسعت رحمتك وعلمك كلّ شيء.
١٠ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ: حين يقول أهل النّار: مقتنا أنفسنا، وهي لام الابتداء «٤»، أو لام القسم «٥».
١٥ يُلْقِي الرُّوحَ: الوحي الذي يحيي به القلوب، أو يرسل جبريل.
يَوْمَ التَّلاقِ: يوم يتلقى «٦» الأولون والآخرون «٧». أو يتلقى أهل
(١) معاني القرآن للأخفش: ٢/ ٦٧٤، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٢٦، والمحرر الوجيز:
١٤/ ١١٣.
(٢) تفسير القرطبي: ١٥/ ٢٩١، واللسان: ١١/ ٤١٤ (طول).
(٣) ينظر تفسير الطبري: ٢٤/ ٤٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ٣٦٦، والكشاف: ٣/ ٤١٥، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٢٩٣.
(٤) هذا قول الأخفش في معانيه: ٢/ ٦٧٥، ونص كلامه: «فهذه اللام هي لام الابتداء، كأنه:
ينادون يقال لهم، لأن النداء قول، ومثله في الإعراب، يقال: لزيد أفضل من عمرو»
.
وحكى الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٤/ ٤٧ عن البصريين.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٢٧، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٢٩٦.
(٥) اختاره الطبري في تفسيره: ٢٤/ ٤٧.
(٦) في «ج» : يلتقي.
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٨٢، وقال: «وهو معنى قول ابن عباس».
وانظر هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما في زاد المسير: ٧/ ٢١١، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٣٠٠.
السماء والأرض «١»، أو يلقى فيه المرء عمله «٢».
١٦ لِمَنِ الْمُلْكُ: يقوله بين النّفختين «٣»، أو في القيامة «٤» فيجيب الخلائق: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ.
١٨ يَوْمَ الْآزِفَةِ: القيامة «٥»، أو يوم الموت «٦» الذي هو قريب.
إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ: تلصق بالحنجرة لا ترجع ولا تخرج فيستراح.
كاظِمِينَ: ساكتين «٧» / مغتمين، حال محمولة على المعنى إذ [٨٥/ ب]
(١) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: ٢/ ١٨٠ عن قتادة، وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٤/ ٥٠ عن قتادة، والسدي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٢٧٩، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة.
(٢) ذكره البغوي في تفسيره: ٤/ ٩٤ دون عزو، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز:
١٤/ ١٢٣.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢١١، وقال: «حكاه الثعلبي».
وذكر القرطبي في تفسيره: ١٥/ ٣٠٠ الأقوال السابقة وقال: «وكله صحيح المعنى».
(٣) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٨٣ عن محمد بن كعب القرظي.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٨٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ٧/ ٢١٢ وقال الماوردي رحمه الله: «وفي المجيب عن هذا السؤال قولان:
أحدهما: أن الله هو المجيب لنفسه وقد سكت الخلائق لقوله، فيقول: لله الواحد القهار.
قاله عطاء.
الثاني: أن الخلائق كلهم يجيبه من المؤمنين والكافرين، فيقولون: لله الواحد القهار. قاله ابن جريج»
.
(٥) وهو قول الجمهور كما في زاد المسير: ٧/ ٢١٢.
وأخرجه الطبري في تفسيره: ٢٤/ ٥٢ عن مجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٢٨١، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد.
(٦) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٨٣ عن قطرب، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير:
٧/ ٢١٢.
(٧) المفردات للراغب: ٤٣٢، واللسان: ١٢/ ٥٢٠ (كظم). [.....]
الكاظمون أصحاب القلوب «١».
٢٨ يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ: هذا باب من النظر يذهب فيه إلى إلزام الحجة بأيسر الأمر، وليس فيه نفي الكلّ. قال الشاعر- وهو النّابغة «٢» -:
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته وقد يكون من المستعجل الزّلل
فكان مؤمن آل فرعون- وهو حزبيل «٣» -، وكان لفرعون بمنزلة وليّ العهد قال: أقل ما يكون في صدقه: أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هلاككم.
١٩ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ: هو مسارقة النّظر «٤»، أو النظر إلى ما نهي عنه «٥»، أي: يعلم الأعين الخائنة.
٤٦ يُعْرَضُونَ: تجلد «٦» جلودهم في النّار غدوة وعشيا بهذه المقادير من ساعات الدنيا.
قال الحسن «٧» : وجميع أهل النّار تعرض أرواحهم على النّار غير
(١) معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٣٦٩، وإعراب القرآن للنحاس: ٤/ ٢٩، والتبيان للعكبري: ٢/ ١١١٧.
(٢) كذا في الأصل ولم يرد اسمه في نسخة (ك)، والصحيح أنه القطامي والبيت في ديوانه: ٢ من قصيدة طويلة، وبعده:
والناس من يلق خيرا قائلون له ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل
(٣) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٨٥ عن الكلبي، وعزاه البغوي في تفسيره: ٤/ ٩٦ إلى ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر العلماء.
وقيل في اسمه: «شمعان» بالشين المعجمة، قال السهيلي في التعريف والإعلام: ١٥١:
«وهو أصح ما قيل فيه».
وانظر الاختلاف فيه في زاد المسير: ٧/ ٢١٧، وتفسير القرطبي: ١٥/ ٣٠٦.
(٤) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٤٨٤ عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره البغوي في تفسيره: ٤/ ٩٥ دون عزو.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٤/ ٥٤ عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٧/ ٢٨٢ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.
(٦) في «ج» : تجدد.
(٧) لم أقف على تخريج هذا الأثر.
أنّ لأرواح آل فرعون من الألم والعذاب ما ليس لغيرهم، وكذلك أرواح المؤمنين يغدا بها ويراح على أرزاقها في الجنّة، غير أنّ لأرواح الشّهداء من السّرور واللّذة ما ليس لغيرهم، فاستدلّ بهذا من قوله على أنه يذهب إلى أنّ الأرواح أجسام.
٧٤ بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً: ليس بإنكار، إذ لا يكذبون في تلك النّار، ولكنه كقولك: ما صنعت شيئا ولم أك في شيء.
سورة حم السجدة
٤ لا يَسْمَعُونَ: لا يقبلون «١».
٩ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ: ثم قال: فِي أَرْبَعَةِ: أي: الإكمال والإتمام في «أربعة».
٨ سَواءً: مصدر، أي: استوت سواء «٢»، ورفعه «٣» على تقدير: فهي سواء.
لِلسَّائِلِينَ: معلّق بقوله: وَقَدَّرَ لأنّ كلّا يسأل الرزق «٤».
٨ مَمْنُونٍ: منقوص «٥».
١٢ فَقَضاهُنَّ: أحكم خلقهنّ «٦».
(١) أي: لا يسمعون سماع قبول.
(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٩٦، ومعاني الزجاج: ٤/ ٣٨١، وإعراب القرآن للنحاس:
٤/ ٥٠.
(٣) وهي قراءة أبي جعفر كما في تفسير الطبري: ٢٤/ ٩٨، والبحر المحيط: ٧/ ٤٨٦، والنشر: ٣/ ٢٨٨.
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٣٨١.
(٥) تفسير الطبري: ٢٤/ ٩٣، والمفردات للراغب: ٤٧٤.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٢٨٨، ومعاني الزجاج: ٤/ ٣٨١، وتفسير الماوردي:
٣/ ٤٩٨.
Icon