ﰡ
٦٩٢- روي عن مالك رحمه الله أنه سئل عن الاستواء، فقال : " الاستواء معلوم والإيمان به واجب والكيفية مجهولة والسؤال عنه بدعة " ١. [ فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ضمن المجموعة رقم ٣ ص ١٢٩-١٣٠، والقسطاس المستقيم ضمن المجموعة رقم ٤ ص ٥٤ ].
٦٩٣- الاستواء حق، والسؤال عنه مع الاستغناء بدعة، والكيفية مجهولة. [ الرسالة الوعظية ضمن المجموعة رقم ٤ ص ٥٨ ].
٦٩٤- وأنه مستو على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسة٢ والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال.
لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش والسماء، وفوق كل شيء إلى ثخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء، كما لا تزيده بعدا عن الأرض والثرى، بل هو رفيع الدرجات عن العرش والسماء، كما أنه رفيع الدرجات عن الأرض والثرى، وهو مع ذلك قريب من كل موجود، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد. [ الإحياء : ١/١٠٨ ].
٦٩٥- اعلم أن من أجرى الاستواء على العرش على ما ينبئ عنه ظاهر اللفظ- وهو الاستقرار على العرش- فقد التزم التجسيم، وإن تشكك في ذلك كان في حكم المصمم على التجسيم أيضا، وإن قطع باستحالة الاستقرار على العرش فقد تأول الظاهر، وهو اعتقاد أهل الحق. [ روضة الطالبين ضمن المجموعة رقم ٢ ص ٦٩ ].
٦٩٦- فيعلم قطعا أنه ما أراد الجلوس والاستقرار الذي هو صفة الأجسام، ولا ندري ما الذي أراده، ولم نكلف معرفته. [ إلجام العوام عن علم الكلام ضمن المجموعة رقم ٤ ص ١٠٨ ].
٦٩٧- المتشابه : ما عسر إجراؤه على ظاهره كآية الاستواء، وإليه ميل ابن عباس رضي الله عنهما. [ المنخول : ١٧١ ].
.
٢ - أي منزها عن المس. ن اللسان [مسس]..
والوادي المقدس عبارة عن مقام الكليم موسى عليه السلام مع الله تعالى في الوادي، وإنما تقدس الوادي بما أنزل فيه من الذكر، وسمع كلام الله تعالى، وأقيم ذكر الوادي مقام ما حصل فيه، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، وإلا فالمقصود ما حذف لا ما ظهر بالقول، إذ المواضع لا تأثير لها وإنما هي ظروف.
و﴿ لما يوحى ﴾ أي ما يرد من الله تعالى بواسطة الملك، أو إلقاء في روع، أو مكاشفة بحقيقة، أو ضرب مثل مع العلم بتأويله...
ما نودي به موسى : هو علم التوحيد التي وسعت العبارة اللطيفة عنه بقوله حين قال له : يا موسى ﴿ إنني أنا الله لا إله إلا أنا ﴾. [ الإملاء عن إشكالات الإحياء : ملحق بالإحياء : ٥/٣٨-٣٩ ].
٢ - في الأصل المطبوع يقول ولعل الصواب ما أثبته..
٧٠٠- قوله صلى الله عليه وسلم :( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها )١ وقرأ قوله تعالى :﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾، وهذا خطاب مع موسى عليه.
قلنا : ما ذكره صلى الله عليه وسلم تعليلا للإيجاب، لكن أوجب بما أوحي إليه ونبه على أنهم أمروا كما أمر موسى عليه السلام.
وقوله :﴿ لذكري ﴾ أي لذكر إيجابي للصلاة، ولولا الخبر لكان السابق إلى الفهم أنه لذكر الله تعالى بالقلب أو لذكر الصلاة بالإيجاب. [ المستصفى : ١/٢٥٩ ].
﴿ إن الساعة آتية أكاد أخفيها ﴾ [ ١٤ ].
٧٠١- قال المفسرون : على نفسي٢، فإنه أخفاها تحقيقا عن غيره. [ المنخول : ١٧١ ].
٢ - قال الضحاك عن ابن عباس إنه كان يقرؤها: أكاد أخفيها من نفسي. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: من نفسه، وكذا قال مجاهد وأبو صالح ويحيى بن رافع وغيرهم. ابن كثير: ٣/١٧٦-١٧٧..
٧٠٢- ولفظ التوراة : " وهنا يا ذو مطوراعث كالشولغ "، وتفسير هذا اللفظ العبراني بالعربية : وهذه يدك برصاء كالثلج. صرحت التوراة بالبرص، وصرح الكتاب العزيز بأن بياضها من غير سوء، وفي القلب حسكة من ذلك في بادئ الرأي، لكن الجمع على الممارس الفهم غير عسر.
وبيانه : أن البرص عبارة عن عرض ينشأ عن سوء مزاج يحصل بسببه ؛ كلزج بلغم تضعف القوة المغيرة عن إحالته إلى لون الجسد.
ومعلوم أن بياض يد موسى عليه السلام، ما نشأ عن سوء مزاج لأن كل أحد إذا ساء مزاجه على نهج ما وصفناه حصل له ذلك، وإذا قويت القوة المغيرة أحالته.
وحينئذ تذهب خصوصية الإعجاز ! ! بل بياضها كان من قبيل المعجز الخارق، وشأن المعجز الخارق أن يكون مخالفا للمعهود المألوف، وإلى هذا المعنى إشارة الكتاب العزيز بقوله :﴿ من غير سوء ﴾.
أي : أن الله تعالى أقدر موسى على أن يجعل يده برصاء من غير سوء وأن يردها إلى لون جسده من غير قوة مغيرة، ليحصل له بذلك خصوصية بإجراء المعجز الخارق المخالف للمعهود على يده.
وإنما يكون معجزا مخالفا للمعهود، إذا أتى بالسبب منفكا عن سببه العادي الذي لا ينشأ إلا عنه. [ الرد الجميل : ٩٦-٩٧ ].
٧٠٤- البارئ تعالى لما أرسل موسى إلى فرعون بأمره قال عز من قائل :﴿ فقولا له قولا لينا ﴾ وإذا كان الحق سبحانه وتعالى أمر نبيه عليه السلام أن يقول لعدوه قولا لينا، فالناس أجدر أن يلينوا أقوالهم. [ التبر المسبوك في نصيحة الملوك : ٩٠ ]
٧٠٥- ﴿ لعله يتذكر أو يخشى ﴾ يعني : قول من يرتجى أنه يتذكر أو يخشى وهذا على قدر فهم الخطاب. [ المنخول : ٩١ ].
٧٠٦- الهادي : هو الذي هدى خواص عباده أولا إلى معرفة ذاته حتى استشهدوا بها على معرفة ذاته، وهدى عوام عباده إلى مخلوقاته حتى استشهدوا على ذاته وهدى كل مخلوق إلى ما لابد منه في قضاء حاجاته.
فهدى الطفل إلى التقام الثدي عند انفصاله، والفرخ إلى التقاط الحب وقت خروجه، والنحل إلى بناء بيته على شكل التسديس لكونه أوفق الأشكال لبدنه وأحواها له، وشرح ذلك يطول١، وعنه عبر قوله تعالى :﴿ الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ وقوله تعالى :﴿ والذي قدر فهدى ﴾٢. [ المقصد الأسنى طبعة دار الكتب العلمية : ١١٦ ]
٧٠٧- فالخلق دون الهداية لا يفضي إلى خير، ولذلك قال عز وجل :﴿ أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ﴾ [ مقاصد الفلاسفة : ٣٧٤ ].
٢ - الأعلى: ٣..
٧٠٨- القرآن من أوله إلى آخره مخاوف لمن قرأه بتدبر، ولو لم يكن فيه إلا قوله تعالى :﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾ كان كافيا، إذ علق المغفرة على أربعة شروط يعجز العبد عن آحادها. [ الإحياء : ٤/١٧٩ ]
٧٠٩- اعلم أن العزم عبارة عن القصد المؤكد، قال الله تعالى :﴿ فنسي ولم نجد له عزما ﴾ أي قصدا بليغا، وسمي بعض الرسل : أولي العزم لتأكد قصدهم في طلب الحق. والعزيمة في لسان حملة الشرع : عبارة عما لزم العباد بإيجاب الله تعالى. { المستصفى : ١/٩٨ ].
٧١٠- أنكر الأكثرون من المسلمين عصمة الأنبياء١، واستدلوا بقوله تعالى :﴿ وعصى آدم ربه فغوى ﴾. [ فضائح الباطنية : ١١٥ ].
٧١١- قالت طوائف من أصحابنا : العصمة لا تثبت للنبي من الصغائر٢، واستدلوا عليه بقوله تعالى :﴿ وعصى آدم ربه فغوى ﴾. [ نفسه : ١٤٨ ]
والإجماع منعقد على عصمتهم بعد الرسالة من تعمد الكذب في الأحكام لدلالة المعجزة على الصدق، وجوزه القاضي غلطا، لأن الغلط والنسيان غير داخلين تحت التصديق المقصود بالمعجزة، وأما غيره من المعاصي فالإجماع على عصمتهم من الكبائر والصغائر الدالة على الخسة والأكثر على جواز غيرها.
واختار ابن السبكي مع والده رأي الأستاذ أبي إسحاق، والقاضي عياض وأبي الفتح الشهرستاني امتناع الكل على كل وجه من العمد والسهو، رفع الحاجب ١/ق١٤٧ب) ن. هامش المنخول: ٢٢٣..
٢ - قال الإمام الغزالي : "قد تقرر بمسلك النقل كونهم معصومين عن الكبائر وأما الصغائر، ففيه تردد العلماء، والغالب على الظن وقوع، وإليه تشير بعد الآيات والحكايات" المنخول: ٢٢٣..
آيات الله حكمته في خلقه، وقد ألقيت إلى الخلق على لسان الأنبياء –صلوات الله عليهم- كما فصلت في جملة الشريعة من أولها إلى أخرها، وما من حد من حدود الشرع إلا وفيه سر وخاصية وحكمة، يعرفها من يعرفها، وينكرها من يجهلها. [ كتاب الأربعين في أصول الدين : ١٧٠ ].
٧١٣- قال أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب له في قبره سبعون ذراعا، ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر، هل تدرون في ماذا أنزلت :﴿ فإن له معيشة ضنكا ﴾ ) قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :( عذاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا هل تدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة وتسعون رؤوس يخدشونه ويلحدونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون )١.
ولا ينبغي أن يتعجب من هذا العدد على الخصوص، فإن أعداد هذه الحيات والعقارب بعدد الأخلاق المذمومة من الكبر والرياء والحسد والغل والحقد وسائر الصفات، فإن لها أصولا معدودة، ثم تتشعب منها فروع معدودة، ثم تنقسم فروعها إلى أقسام. وتلك الصفات بأعيانها هي المهلكات، وهي بأعيانها تنقسم فروعها إلى أقسام. وتلك الصفات بأعيانها هي المهلكات، وهي بأعيانها تنقلب عقارب وحيات، فالقوي منها يلدغ لدغ التنين، والضعيف يلدغ لدغ العقرب، وما بينها يؤذي إيذاء الحية.
وأرباب القلوب والبصائر يشاهدون بنور البصيرة، هذه المهلكات وانشعاب فروعها، إلا أن مقدار عددها لا يوقف عليه إلا بنور النبوة، فأمثال هذه الأخبار لها ظواهر صحيحة وأسرار خفية، ولكنها عند أرباب البصائر واضحة فمن لم تنكشف له حقائقها فلا ينبغي أن ينكر ظواهرها بل أقل درجات الإيمان التصديق والتسليم. [ الإحياء ٤/٥٣٢ وكتاب الأربعين في أصول الدين : ٢١٢ مع الاقتصار على الحديث الذي رواه ابن حبان ].
آيات الله حكمته في خلقه، وقد ألقيت إلى الخلق على لسان الأنبياء –صلوات الله عليهم- كما فصلت في جملة الشريعة من أولها إلى أخرها، وما من حد من حدود الشرع إلا وفيه سر وخاصية وحكمة، يعرفها من يعرفها، وينكرها من يجهلها. [ كتاب الأربعين في أصول الدين : ١٧٠ ].
٧١٣- قال أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب له في قبره سبعون ذراعا، ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر، هل تدرون في ماذا أنزلت :﴿ فإن له معيشة ضنكا ﴾ ) قالوا : الله ورسوله أعلم، قال :( عذاب الكافر في قبره يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا هل تدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية، لكل حية تسعة وتسعون رؤوس يخدشونه ويلحدونه وينفخون في جسمه إلى يوم يبعثون )١.
ولا ينبغي أن يتعجب من هذا العدد على الخصوص، فإن أعداد هذه الحيات والعقارب بعدد الأخلاق المذمومة من الكبر والرياء والحسد والغل والحقد وسائر الصفات، فإن لها أصولا معدودة، ثم تتشعب منها فروع معدودة، ثم تنقسم فروعها إلى أقسام. وتلك الصفات بأعيانها هي المهلكات، وهي بأعيانها تنقسم فروعها إلى أقسام. وتلك الصفات بأعيانها هي المهلكات، وهي بأعيانها تنقلب عقارب وحيات، فالقوي منها يلدغ لدغ التنين، والضعيف يلدغ لدغ العقرب، وما بينها يؤذي إيذاء الحية.
وأرباب القلوب والبصائر يشاهدون بنور البصيرة، هذه المهلكات وانشعاب فروعها، إلا أن مقدار عددها لا يوقف عليه إلا بنور النبوة، فأمثال هذه الأخبار لها ظواهر صحيحة وأسرار خفية، ولكنها عند أرباب البصائر واضحة فمن لم تنكشف له حقائقها فلا ينبغي أن ينكر ظواهرها بل أقل درجات الإيمان التصديق والتسليم. [ الإحياء ٤/٥٣٢ وكتاب الأربعين في أصول الدين : ٢١٢ مع الاقتصار على الحديث الذي رواه ابن حبان ].
٧١٥- معناه : لولا الكلمة وأجل مسمى لكان لزاما ولولاه لكان نصبا كاللزام. [ نفسه : ١/٣٤٤ ].
٧١٦- قال جرير بن عبد الله البجلي : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى القمر ليلة البدر فقال :( إنكم ترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون من رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا ) ثم قرأ :﴿ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾ وهو مخرج في الصحيحين. [ نفسه : ٤/٤٧٨ ].
٧١٧- عن أبي رافع أنه قال : ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيف فلم يجد عنده ما يصلحه، فأرسلني إلى رجل من يهود خيبر وقال :( قل له يقول لك محمد أسلفني أو بعني دقيقا إلى هلال رجب ) قال : فأتيته فقال : لا والله إلا برهن، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال :( أما والله إني لأمين في أهل السماء، أمين في أهل الأرض، ولو باعني أو سلفني لأديت إليه، اذهب بدرعي هذا إليه فارهنه )، فلما خرجت نزلت هذه الآية :﴿ ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ﴾١ وهذه الآية تعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدنيا [ نفسه : ٤/٢٠٧ ].
٧١٨- يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا أصاب أهله خاصة قال :( قوموا إلى الصلاة ) ويقول :( بهذا أمرني ربي عز وجل، قال عز وجل :﴿ وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ﴾١. [ نفسه : ٤/٢٦٠ وكتاب الأربعين في أصل الدين : ١٨٠ ]