تفسير سورة طه

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
تفسير سورة سورة طه من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور .
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

قوله تعالى ﴿ طه ﴾
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة والحسن في قوله ﴿ طه ﴾، قالا : يا رجل.
قوله تعالى ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ﴾ لا والله ما جعله الله شقيا ولكن جعله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة.
قوله تعالى ﴿ إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : أظهر الأقوال فيه : أنه مفعول لأجله أي ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة أي إلا لأجل التذكرة لمن يخشى الله ويخاف عذابه والتذكرة الموعظة التي تلين لها القلوب فتمتثل أمر الله وتجتنب نهيه وخص بالتذكرة من يخشى دون غيرهم لأنهم هم المنتفعون بها كقوله تعالى ﴿ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾ وقوله ﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب ﴾ وقوله ﴿ إنما أنت منذر من يخشاها ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ إلا تذكرة ﴾ وإن الله أنزل كتبه وبعث رسله رحمة الله بها العباد، ليتذكر ذاكر وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله، وهو ذكر له أنزل الله فيه حلاله وحرامه فقال :﴿ تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات ﴾.
قوله تعالى ﴿ وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ يعلم السر وأخفى ﴾ قال : السر، ما أسر ابن آدم في نفسه. وأخفى : قال : ما أخفى ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه.
قوله تعالى ﴿ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ﴾ ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه المعبود وحده وأن له الأسماء الحسنى وبين أنه المعبود وحده في آيات لا يمكن حصرها لكثرتها كقوله ﴿ الله لا إله إلا هو الحي القيوم ﴾ وقوله ﴿ فاعلم أنه لا إله إلا الله ﴾ الآية.
قوله تعالى ﴿ وهل آتاك حديث موسى ﴾ إلى قوله ﴿ قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ﴾
وفيها قصة تكليم الله عز وجل لموسى عليه الصلاة والسلام، وبعض الآيات وإرساله إلى فرعون مع هارون وقد ورد تفصيلها في سورة الأعراف ( ١٤٣-١٤٤ )، وسورة الشعراء ( ١٠-١٥ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ أو أجد على النار هدى ﴾، يقول : من يدل على الطريق.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ إنك بالواد المقدس ﴾، يقول : المبارك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ طوى ﴾ : اسم للوادي.
قوله تعالى ﴿ وأقم الصلاة لذكري ﴾
قال مسلم : وحدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثني أبي، حدثنا المثنى عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها، فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول : أقم الصلاة لذكري ".
( صحيح مسلم١/٤٧٧ ح٣١٦- ك المساجد ومواضع الصلاة، ب قضاء الصلاة الفائتة. وأخرجه أيضا بنحوه من حديث أبي هريرة١/٤٧١ح٦٨٠. صحيح البخاري ٢/٨٤ -ك مواقيت الصلاة، ب من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ح٥٧ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾ قال : إذا صلى ذكر ربه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ أكاد أخفيها ﴾، يقول : لا أظهر عليها أحدا غيري.
أخرج البستي بسنده الصحيح عن عكرمة في قوله :﴿ وأهش بها على غنمي ﴾ قال : العصا أضرب بها الورق فيتساقط.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ﴿ ولي فيها مآرب أخرى ﴾، يقول : حاجة أخرى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ سيرتها الأولى ﴾ يقول : حالتها الأولى.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ إلى جناحك ﴾، قال : كفه تحت عضده.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ من غير سوء ﴾، قال : من غير برص.
قوله تعالى ﴿ ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن ﴾
هذه الآيات في قصة موسى عليه السلام فترة أول حياته، انظر سورة القصص الآيات ( ٧-١٣ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قوله :﴿ فاقذفيه في اليم ﴾ وهو البحر وهو النيل.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ ولتصنع على عيني ﴾ قال : هو غذاؤه ولتغذى على عيني.
قال الشيخ الشنقيطي : هذا الذي ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من كون أخته مشت إليهم وقالت لهم ﴿ هل أدلكم على من يكفله ﴾ أوضحه جل وعلا في سورة القصص فبين أن أخته المذكورة مرسلة من أمها لتتعرف خبره بعد ذهابه في البحر وأنها أبصرته من بعد وهم لا يشعرون بذلك وأن الله حرم عليه المراضع غير أمه تحريما قدريا كونيا فقالت لهم أخته :﴿ هل أدلكم على من يكفله ﴾ أي على مرضع يقبل هو ثديها وتكفله لكم بنصح وأمانة وذلك في قوله تعالى ﴿ وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ فقوله تعالى في آية القصص هذه ﴿ وقالت لأخته ﴾ أي قالت أم موسى لأخته وهي ابنتها ﴿ قصيه ﴾ أي : اتبعي أثره وتطلبي خبره حتى تطلعي على حقيقة أمره.
قوله تعالى ﴿ وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ﴾
قال مسلم : حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى وأحمد بن عمر الوكيعي -واللفظ لابن أبان- قالوا : حدثنا ابن فضيل عن أبيه. قال سمعت سالم بن عبد الله بن عمرو يقول : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة، وأركبكم للكبيرة سمعت أُبي، عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الفتنة تجيء من هاهنا " وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان " وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض. وإنما قتل موسى الذي قتل، من آل فرعون، خطأ فقال الله عز وجل له ﴿ وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتنّاك فتونا ﴾. قال أحمد بن عمر في روايته عن سالم : لم يقل : سمعتُ.
( صحيح مسلم ٣/٢٢٢٩- ٢٢٣٠- ك الفتن وأشراط الساعة، ب الفتنة في المشرق من حيث طلع قرنا الشيطان ).
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ﴾ لم يبين هنا جل وعلا في هذه الآية الكريمة سبب قتله لهذه النفس ولا ممن هي ولم يبين السبب الذي نجاه به من ذلك الغم ولا الفتون الذي فتنه ولكنه بين في سورة القصص خبر القتيل المذكور في قوله تعالى ﴿ ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال : هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال :{ رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ﴾ وأشار إلى القتيل المذكور في قوله :﴿ قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون ﴾ وهو المراد بالذنب في قوله تعالى عن موسى ﴿ فأرسل إلى هارون ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ﴾ وهو مراد فرعون بقوله لموسى فيما ذكره الله عنه ﴿ وفعلت فعلتك التي فعلت ﴾ الآية.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ فنجيناك من الغم ﴾ قال : من غم قتل النفس.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وفتناك فتونا ﴾، يقول : اختبرناك اختبارا.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى ﴾ السنين التي لبثها في مدين هي المذكورة في قوله تعالى ﴿ قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قال :﴿ على قدر يا موسى ﴾ قال : على موعد.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ على قدر يا موسى ﴾ قال : على قدر الرسالة والنبوة.
قوله تعالى ﴿ واصطنعتك لنفسي ﴾
قال البخاري : حدثنا الصلت بن محمد، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا محمد ابن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : " التقى آدم وموسى، فقال موسى لآدم : أنت الذي أشقيت الناسَ وأخرجتهم من الجنة ؟ قال له آدم : أنت الذي اصطفاك الله برسالته، واصطفاك لنفسه، وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم. قال : فوجدتها كُتب عليّ قبل أن يخلقني. قال نعم ؟، فحجّ آدم موسى ".
( صحيح البخاري ٨/٢٨٨- ك التفسير- سورة طه ح٤٧٣٦ ).
قوله تعالى ﴿ اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكرى ﴾
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ﴿ ولا تنيا ﴾ قال : لا تضعفا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ ولا تنيا ﴾، يقول : لا تبطئا.
قوله تعالى ﴿ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ﴾ أمر الله جل وعلا نبيه موسى وهارون عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام أن يقولا لفرعون حال تبليغ رسالة الله إليه ﴿ قولا لينا ﴾ أي كلاما لطيفا سهلا رقيقا ليس فيه ما يغضب وينفر وقد بين جل و علا المراد بالقول اللين في هذه الآية بقوله ﴿ اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ﴾ وهذا والله غاية لين الكلام ولطافته ورقته كما ترى.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ أن يفرط علينا ﴾ قال : عقوبة منه.
قوله تعالى ﴿ إنا قد أوحى إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ أن العذاب على من كذب وتولى ﴾ كذب بكتاب الله، وتولى عن طاعة الله.
قوله تعالى ﴿ قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطا كل شيء خلقه ثم هدى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه هدى ﴾ سؤال فرعون عن رب موسى وجواب موسى له جاء موضحا في سورة الشعراء بأبسط مما هنا وذلك في قوله ﴿ قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }، يقول : خلق لكل شيء زوجة، ثم هداه لمنكحه ومطعمه ومشربه ومسكنه ومولده.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة والحسن في قوله ﴿ أعطى كل شيء خلقه ﴾، قال : أعطى كل شيء ما يصلحه، ثم هداه لذلك.
قوله تعالى ﴿ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ﴾، يقول : لا يخطئ ربي ولا ينسى.
قوله تعالى ﴿ الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وسلك لكم فيها سبلا ﴾ أي طرقا.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله في هذه الآية ﴿ أزواجا من نبات شتى ﴾ أي أصنافا مختلفة من أنواع النبات فالأزواج جمع زوج، وهو هنا الصنف من النبات كما قال تعالى في سورة الحج ﴿ وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ﴾ أي من كل صنف حسن من أصناف النبات.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ من نبات شتى ﴾، يقول : مختلف.
قوله تعالى :﴿ كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهي ﴾
انظر آية( ١٢٨ )من السورة نفسها لبيان النهى : التقى.
قوله تعالى ﴿ ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ومنها نخرجكم تارة أخرى ﴾ يقول : مرة أخرى.
قوله تعالى ﴿ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ﴾
انظر بيان الآيات سورة الإسراء آية( ١٠١ )وفيها بيان الآيات المعجزات التسع، وسورة الشعراء آية ( ٣٢-٣٣ ).
قوله تعالى ﴿ قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى ﴾
انظر سورة الشعراء آية ( ٣٤-٣٧ ) وفي هذه الآيات بيان أن فرعون هو الذي أخبر لقومه أن موسى يريد أن يخرجهم من أرضهم بواسطة سحره، وأن جمع السحرة جاء بعد مشاورة بين فرعون وقومه، وانظر آية ( ٦٣ ) من هذه السورة.
قوله تعالى ﴿ فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله ﴿ مكانا سوى ﴾ قال : منصفا بينهم.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ﴿ قال موعدكم يوم الزينة ﴾ يوم عيد كان لهم. وقوله ﴿ وأن يحشر الناس ضحى ﴾ يجتمعون لذلك الميعاد الذي وعدوه.
انظر عن كيد فرعون في جمع السحرة وإبطال سحرهم على يد موسى عليه السلام في سورة الأعراف آية ( ١١٣-١١٩ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله :﴿ فيسحتكم بعذاب ﴾ يقول : فيهلككم.
قوله تعالى ﴿ فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى ﴾ من دون موسى وهارون قالوا في نجواكم ﴿ إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾ قالوا : إن هذان لساحران يعنون بقولهم : إن هذان موسى وهارون، لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ ويذهبا بطريقتكم المثلى ﴾، يقول : أمثلكم وهم بنو إسرائيل.
قوله تعالى ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴾ فأوحى الله إليه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا ﴾ فأكلت كل حية لهم، فلما رأوا ذلك سجدوا و ﴿ قالوا آمنا برب العالمين رب هارون وموسى ﴾.
انظر تفصيل سبب سجودهم في سورة الأعراف الآية ( ١٢٠-١٠٧ ).
قوله تعالى ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴾ فأوحى الله إليه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا ﴾ فأكلت كل حية لهم، فلما رأوا ذلك سجدوا و ﴿ قالوا آمنا برب العالمين رب هارون وموسى ﴾.
انظر تفصيل سبب سجودهم في سورة الأعراف الآية ( ١٢٠-١٠٧ ).
قوله تعالى ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴾ فأوحى الله إليه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا ﴾ فأكلت كل حية لهم، فلما رأوا ذلك سجدوا و ﴿ قالوا آمنا برب العالمين رب هارون وموسى ﴾.
انظر تفصيل سبب سجودهم في سورة الأعراف الآية ( ١٢٠-١٠٧ ).
قوله تعالى ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴾ فأوحى الله إليه ﴿ لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى فألقى السحرة سجدا ﴾ فأكلت كل حية لهم، فلما رأوا ذلك سجدوا و ﴿ قالوا آمنا برب العالمين رب هارون وموسى ﴾.
انظر تفصيل سبب سجودهم في سورة الأعراف الآية ( ١٢٠-١٠٧ ).
قوله تعالى ﴿ قال آمنتم له قبل أن أذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ لما رأى السحرة ما جاء به عرفوا أنه من الله فخروا سجدا، وآمنوا عند ذلك، قال عدو الله ﴿ فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ﴾.. الآية.
قوله تعالى ﴿ قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ﴾
انظر سورة الشعراء آية ( ٥٠-٥١ ).
قوله تعالى ﴿ قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ﴾
انظر سورة الشعراء آية ( ٥٠-٥١ ).
قوله تعالى ﴿ إنه من يأت ربه مجرما فإن له نار جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ﴾
قال مسلم : وحدثني نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر -يعني بن المفضل-، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ".
ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم -أو قال بخطاياهم- فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر. فبثّوا على أنهار الجنة، ثم قيل : يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل " فقال رجل من القوم : كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية ".
( الصحيح١/١٧٢-١٧٣ ح١٨٥- ك الإيمان، ب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار ).
وانظر تتمة قول السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام، وتحديهم لفرعون، في سورة الأعراف آية ( ١٢٥-١٢٦ ).
قوله تعالى ﴿ ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى نبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن يسري بعباده، وهم بنو إسرائيل فيخرجهم من قبضة فرعون ليلا، وأن يضرب لهم طريق في البحر يبسا، أي يابسا لا ماء فيه ولا بلل، وأنه لا يخاف من فرعون وراءه أن يناله بسوء، ولا يخشى البحر أمامه أن يغرق قومه. وقد أوضح هذه القصة في غير هذا الموضع كقوله في سورة الشعراء ﴿ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائطون وإنا لجميع حاذرون فأخرجنهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ﴾
قال البخاري : حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا روح، حدثنا شعبة، حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا : هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " نحن أولى بموسى منهم فصوموه ".
( صحيح البخاري٨/٢٨٨- ك التفسير- سورة طه، ب ( الآية ) ح٤٧٣٧ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ يبسا ﴾، قال : يابسا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ﴿ لا تخاف دركا ولا تخشى ﴾ يقول :﴿ لا تخاف ﴾ من آل فرعون ﴿ دركا ولا تخشى ﴾ من البحر غرقا.
قوله تعالى ﴿ وأضل فرعون قومه وما هدى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : يعني أن فرعون أضل قومه عن طريق الحق وما هداهم إليها، وهذه الآية الكريمة بين الله فيها كذب فرعون في قوله :﴿ قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ﴾ ومن الآيات الموضحة لذلك قوله تعالى ﴿ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار بئس الورد المورود ﴾.
قوله تعالى ﴿ يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى ﴾
انظر سورة البقرة آية ( ٥٧ ) وفيها بيان المن والسلوى، وانظر آية ( ٥١ ) لبيان المواعدة.
قوله تعالى ﴿ كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ ولا تطغوا فيه ﴾، يقول : ولا تظلموا.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله ﴿ فيحل عليكم غضبي ﴾ يقول : فينزل عليكم غضبي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ فقد هوى ﴾، يقول : فقد شقي.
قوله تعالى ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وإني لغفار لمن تاب ﴾ من الشرك ﴿ وآمن ﴾، يقول : وحّد الله ﴿ وعمل صالحا ﴾، يقول : أدى فرائضي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ ثم اهتدى ﴾، يقول : لم يشكك.
قوله تعالى ﴿ قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ﴾
قال الحاكم : أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة –وأخبرنا- أبو الحسين، ثنا جعفر، ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا هشام عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخبره ربه لأن قومه فتنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواح ".
( وصححه الحاكم في( المستدرك٢/٣٧٠ - ك التفسير- سورة طه. ووافقه الذهبي ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ﴾ : أي حزينا على ما صنع قومه من بعده.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ موعدي ﴾ قال : عهدي، وذلك العهد والموعد هو ما بيناه قبل.
قوله تعالى ﴿ قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي ﴾
قال الحاكم : أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة –وأخبرنا- أبو الحسين، ثنا جعفر، ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا هشام عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يرحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخبره ربه لأن قومه فتنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواح ".
( وصححه الحاكم في( المستدرك٢/٣٧٠ - ك التفسير- سورة طه. ووافقه الذهبي ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ﴾ : أي حزينا على ما صنع قومه من بعده.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ موعدي ﴾ قال : عهدي، وذلك العهد والموعد هو ما بيناه قبل.
قوله تعالى ﴿ قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ ما أخلفنا موعدك بملكنا ﴾ يقول : بأمرنا.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :﴿ أوزارا ﴾، قال : أثقالا.
وقوله ﴿ من زينة القوم ﴾، قال : هي الحلي التي استعاروها من آل فرعون فهي الأثقال أو الأنفال.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ فقذفناها ﴾ قال : فألقيناها ﴿ فكذلك ألقى السامري ﴾ : كذلك صنع.
قوله تعالى ﴿ فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ فنسي ﴾ يقول : قال السامري : موسى نسي ربه عندكم. وهو اختيار الطبري.
وانظر في الآيات التالية ( ٩٥-٩٧ ) من السورة نفسها لبيان صنيع السامري وبين في سورة الأعراف آية ( ١٤٨ ) أن العجل من حليم أي من الذهب.
قوله تعالى ﴿ أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ ألا يرجع إليهم قولا ﴾، العجل.
قوله تعالى ﴿ ولقد قال لهم هارون من قبل إنما فتنتم به ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ قال لهم هارون من قبل إنما فتنتم به ﴾، يقول : إنما ابتليتم به، يقول : بالعجل.
قوله تعالى ﴿ قال فما خطبك يا سامري ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ﴿ قال فما خطبك يا سامري ﴾ قال : مالك يا سامري.
قوله تعالى ﴿ قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله ﴿ فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها ﴾، قال : من تحت حافر فرس جبرئيل نبذه السامري على حيلة بني إسرائيل، فانسبك عجلا جسدا له خوار، حفيف الريح فيه فهو خواره، والعجل : ولد البقرة.
قوله تعالى :﴿ قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مِساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا ﴾
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس ﴾، قال : عقوبة له.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وإن لك موعدا لن تخلفه ﴾ يقول : لن تغيب عنه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ ظلت عليه عاكفا ﴾ الذي أقمت عليه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ ثم لننسفنه في اليم نسفا ﴾، يقول : لنذرينه في البحر.
قوله تعالى ﴿ يوم القيامة وزرا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :﴿ يوم القيامة وزرا ﴾ قال : إثما.
قوله تعالى ﴿ وساء لهم يوم القيامة حملا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وساء لهم يوم القيامة حملا ﴾، يقول : بئسما حملوا.
قوله تعالى ﴿ يتخافتون بينهم ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ يتخافتون بينهم ﴾، يقول : يتسارون بينهم.
قوله تعالى ﴿ فيذرها قاعا صفصفا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ قاعا صفصفا ﴾، يقول : مستويا لا نبات فيه.
قوله تعالى ﴿ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ﴾، يقول : واديا، ولا أمتا يقول : رابية.
قول تعالى ﴿ وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وخشعت الأصوات للرحمن ﴾، يقول : سكنت.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ فلا تسمع إلا همسا ﴾، يقول : الصوت الخفي.
قوله تعالى ﴿ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ يعلم ما بين أيديهم ﴾ من أمر الساعة ﴿ وما خلفهم ﴾ من أمر الدنيا.
قوله تعالى ﴿ وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن
عباس قوله ﴿ وعنت الوجوه للحي القيوم ﴾، يقول : ذلت.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله ﴿ وقد خاب من حمل ظلما ﴾، قال : من حمل شركا.
قوله تعالى ﴿ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾ ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن من يعمل من الصالحات وهو مؤمن بربه فلا يخاف ظلما ولا هضما. وقد بين هذا المعنى في غير هذا الموضع، كقوله تعالى :﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ﴾ وقوله ﴿ إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ﴾ وإنما يقبل الله من العمل ما كان في إيمان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ فلا يخاف ظلما ولا هضما ﴾، قال : لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد عليه في سيئاته ولا يظلم فيهضم في حسناته.
قوله تعالى ﴿ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون ﴾ ما حذروا به من أمر الله وعقابه، ووقائعه بالأمم قبلهم ﴿ أو يحدث لهم ﴾ القرآن ﴿ ذكرا ﴾ أي جدا وورعا.
وانظر سورة فصلت آية ( ٣ ).
قوله تعالى ﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :﴿ ولا تعجل بالقران من قبل أن يقضى إليك وحيه ﴾ قال : لا تتله على أحد حتى نبينه لك.
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه وقل رب زدني علما ﴾ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل بالوحي كلما قال جبريل آية قالها معه صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على حفظ القرآن، فأرشده الله في هذه الآية إلى ما ينبغي. فنهاه عن العجلة بقراءة القرآن مع جبريل بل أمره أن ينصت لقراءة جبريل حتى ينتهي ثم يقرؤه هو بعد ذلك فإن الله ييسر له حفظه. وهذا المعنى المشار إليه في هذه الآية أوضحه الله في غير هذا الموضع كقوله في القيامة { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرانه إن علينا بيانه ).
قوله تعالى ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ون نجد له عزما ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله :﴿ ولقد عهدنا إلى آدم ﴾ أي وصيناه ألا يقرب تلك الشجرة. وهذا العهد إلى آدم الذي أجمله هنا بينه في غير هذا الموضع كقوله في البقرة ﴿ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ﴾ فقوله :﴿ ولا تقربا هذه الشجرة ﴾ هو عهده إلى آدم المذكور هنا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله :﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ﴾، يقول : فترك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله :﴿ ولم نجد له عزما ﴾ أي : صبرا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ ولم نجد له عزما ﴾، يقول : لم نجعل له عزما.
قوله تعالى ﴿ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى ﴾
انظر سورة البقرة آية ( ٣٤ ) وتفسيرها.
قوله تعالى :﴿ فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ﴾
انظر سور البقرة آية ( ٣٥ ) وتفسيرها.
قال البخاري : حدثنا قتيبة حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حاجّ موسى آدم فقال له : أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ؟ قال : قال آدم : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدّره عليّ قبل أن يخلقني ؟ قال رسول الله صل الله عليه وسلم : فحج آدم موسى ".
( صحيح البخاري٨ /٢٨٨ح٤٧٣٨ - ك التفسير، سورة طه )، ( صحيح مسلم٤/٢٠٤٣ ح١٥- ك القدر ).
قوله تعالى ﴿ وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ﴾ يقول : لا يصيبك فيها عطش ولا حر.
قوله تعالى ﴿ فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي :﴿ قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴾ إن أكلت منها كنت ملكا مثل الله ﴿ أو تكونا من الخالدين ﴾ فلا تموتان أبدا.
قال الشيخ الشنقيطي : الفاء في قوله ﴿ فأكلا ﴾ تدل على أن سبب أكلهما هو وسوسة الشيطان المذكورة قبله في قوله :﴿ فوسوس إليه الشيطان ﴾ أي : فأكلا منها بسبب تلك الوسوسة. وكذلك الفاء في قوله ﴿ فبدت لهما سوءاتهما ﴾ تدل على أن سبب ذلك هو أكلهما من الشجرة المذكورة، فكانت وسوسة الشيطان سببا للأكل من تلك الشجرة، وكان الأكل منها سببا لبدو سوءاتهما.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ﴾ يقول : يوصلان عليهما من ورق الجنة.
قوله تعالى ﴿ وعصى آدم ربه فغوى ﴾
انظر حديث البخاري عن أبي هريرة عند آية ( ١١٧ ) سورة طه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢٠:قوله تعالى ﴿ فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي :﴿ قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ﴾ إن أكلت منها كنت ملكا مثل الله ﴿ أو تكونا من الخالدين ﴾ فلا تموتان أبدا.
قال الشيخ الشنقيطي : الفاء في قوله ﴿ فأكلا ﴾ تدل على أن سبب أكلهما هو وسوسة الشيطان المذكورة قبله في قوله :﴿ فوسوس إليه الشيطان ﴾ أي : فأكلا منها بسبب تلك الوسوسة. وكذلك الفاء في قوله ﴿ فبدت لهما سوءاتهما ﴾ تدل على أن سبب ذلك هو أكلهما من الشجرة المذكورة، فكانت وسوسة الشيطان سببا للأكل من تلك الشجرة، وكان الأكل منها سببا لبدو سوءاتهما.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ﴾ يقول : يوصلان عليهما من ورق الجنة.
قوله تعالى ﴿ وعصى آدم ربه فغوى ﴾
انظر حديث البخاري عن أبي هريرة عند آية ( ١١٧ ) سورة طه.

قوله تعالى ﴿ ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ﴾
انظر تفسيرها في سورة البقرة آية ( ٣٧ ) قوله تعالى ﴿ فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ﴾.
قوله تعالى ﴿ ... فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ﴾
أخرج ابن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس : ضمن الله لمن تبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم تلا ﴿ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ﴾.
( المصنف ١٣/٣٧١ ح١٦٦٣ ) وأخرجه أبو الفضل عبد الرحمن الرازي في فضائل القرآن ح٨٤، من طريق ابن أبي شيبة وحسنه المحقق ) وأخرجه الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بنحوه، وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك ٢/٣٨١ ).
قوله تعالى ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ﴾
قال ابن حبان : أخبرنا أبو خليفة، قال : حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا حماد ابن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا :﴿ فإن له معيشة ضنكا ﴾ قال : عذاب القبر.
( الإحسان٧/٣٨٨ – ٣٨٩ ح٣١١٩ ). وأخرجه الحاكم ( المستدر١/٣٨١ ) من طريق أبي داود السجستاني عن أبي الوليد به. وسكت عنه هو والذهبي. وحسن الشيخ الأرنؤوط إسناده في حاشية الإحسان. وأخرج له الحاكم شاهدا من حديث أبي سعيد ( المستدرك٢ /٣٨١ ) وقال : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة به، نقله ابن كثير وقال : إسناد جيد ( التفسير٥/٣١٧ ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى ﴿ معيشة ضنكا ﴾ قال : الضنك الضيق، يقال : ضنكا في النار.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ فإن له معيشة ضنكا ﴾، يقول : الشقاء.
قوله تعالى ﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ﴿ ونحشره يوم القيامة أعمى ﴾ قال : عن الحجة.
قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ما قال الله تعالى ذكره، وهو أنه يحشر أعمى عن الحجة ورؤية الشيء كما أخبر جل ثناؤه فعم ولم يخصص.
قوله تعالى ﴿ قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وقد كنت بصيرا ﴾ في الدنيا بصيرا بحجتي.
قوله تعالى ﴿ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة :﴿ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ﴾، قال : نسي من الخير ولم ينس من الشر.
قوله تعالى ﴿ وكذلك نجزي من أسرف ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ وكذلك نجزي من أسرف ﴾ ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه يجازي المسرفين ذلك الجزاء المذكور وقد دل مسلك الإيماء والتنبيه على أن ذلك الجزاء لعلة إسرافهم على أنفسهم في الطغيان والمعاصي، وبين في غير هذا الموضع أن جزاء الإسراف النار وذلك في قوله تعالى ﴿ وأن المسرفين هم أصحاب النار ﴾ وبين في موضع آخر أن محل ذلك إذا لم ينيبوا إلى الله ويتوبوا إليه وذلك في قوله ﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ﴾ إلى قوله ﴿ وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ﴾ الآية.
قوله تعالى ﴿ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ﴾ ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن عذاب الآخرة أشد وأبقى أي أشد ألما وأدوم من عذاب الدنيا، ومن المعيشة الضنك التي هي عذاب القبر. وقد أوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع، كقوله تعالى ﴿ ولعذاب الآخرة أشق ومالهم من الله من واق ﴾.
قوله تعالى ﴿ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم ﴾ لأن قريشا كانت تتجر إلى الشام، فتمر بمساكن عاد وثمود ومن أشبههم، فترى آثار وقائع الله تعالى بهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ لأولي النهى ﴾ يقول : التقى.
قوله تعالى ﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله :﴿ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى ﴾ الأجل المسمى : الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله ﴿ لكان لزاما ﴾، يقول : موتا.
قوله تعالى ﴿ فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ﴾
قال البخاري : حدثنا مسدد قال : حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس قال لي جرير بن عبد الله : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال : " أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون -أو لا تضاهون- في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا " ثم قال :﴿ فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ﴾.
( صحيح البخاري ٢/٦٣- ك مواقيت الصلاة - ب فضل صلاة الفجر ح٥٧٣ ).
قال مسلم. وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن وكيع. قال أبو كريب : حدثنا وكيع، عن ابن أبي خالد ومسعر والبختري بن المختار. سمعوه من أبي بكر بن عمارة بن رُؤيبة عن أبيه. قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " يعني الفجر والعصر. فقال له رجل من أهل البصرة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم. قال الرجل : وأنا أشهد أني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعته أُذناي ووعاه قلبي.
( الصحيح١/٤٤٠ ح٦٣٤ ك المساجد، ب فضل صلاة الصبح والعصر... ).
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله :﴿ فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ﴾، قال : هي صلاة الفجر ﴿ وقبل غروبها ﴾، قال : صلاة العصر ﴿ ومن آناء الليل ﴾، قال : صلاة المغرب والعشاء ﴿ وأطراف النهار ﴾ قال : صلاة الظهر.
قوله تعالى ﴿ زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ زهرة الحياة الدنيا ﴾ : أي زينة الحياة الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله ﴿ لنفتنهم فيه ﴾، قال : لنبتليهم فيه ﴿ ورزقك ربك خير وأبقى ﴾ مما متعنا به هؤلاء من هذه الدنيا.
قوله تعالى ﴿ نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ﴾
قال ابن ماجة : حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن عمر بن سليمان. قال : سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه، قال : خرج زيد بن ثابت من عند مروان، بنصف النهار. قلت : ما بعث إليه، هذه الساعة، إلا لشيء سأل عنه. فسألته، فقال : سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كانت الدنيا همه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ".
( السنن٢/١٣٧٥- ك الزهد، ب الهم بالدنيا ح٤١٠٥ ) قال البوصيري : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة بنحوه ورواه الطبراني بإسناد لا بأس به ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه ورواه أبو يعلى الموصلي من طريق أبان بن عثمان عن زيد بن ثابت وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه الترمذي في الجامع وابن ماجة. ( مصباح الزجاجة ٢/٣٢١ )، وقال الألباني : صحيح ( صحيح ابن ماجة٢/٣٩٣ ). ذكره ابن كثير ( ٥/٣٢٢ ). وقال الحافظ العراقي : إسناد جيد( تخريج الإحياء٦/٢٣٨٧ وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في ( الأوسط ) ثم قال : ورجاله وثقوا( مجمع الزوائد١٠/٢٤٧ ).
قوله تعالى ﴿ أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله ﴿ أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ﴾، قال : التوراة والإنجيل.
وقد بين الله تعالى إن الصحف الأولى هي صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام كما في نهاية سورة الأعلى، وقد فصل الله عز وجل بعض ما في صحف إبراهيم وموسى قال تعالى ﴿ أن لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفي... ﴾ الآيات : ٣٦-٥٤.
قوله تعالى ﴿ ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ﴾
انظر حديث أحمد عن الأسود بن سريع المتقدم عند الآية ( ١٥ ) من سورة الإسراء وفيه : " وأما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما أتاني لك رسول ".
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ﴿ ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ﴾ هذه الآية تشير إلى معناها آية القصص التي هي قوله تعالى ﴿ ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين ﴾ وأن تلك الحجة التي يحتجون بها لو لم يأتهم نذير هي المذكورة في قوله تعالى ﴿ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ﴾.
قوله تعالى ﴿ قل كل متربص فتربصوا ﴾
قال الشيخ الشنقيطي : أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة : أن يقول للكفار الذين يقترحون عليه الآيات عنادا وتعنتا : كل منا ومنكم متربص أي منتظر ما يحل بالآخر من الدوائر كالموت والغلبة. وقد أوضح في غير هذا الموضع أن ما ينتظره النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون كله خير، بعكس ما ينتظر ويتربص الكفار، كقوله تعالى ﴿ قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ﴾، وقوله ﴿ ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء ﴾ الآية، إلى غير ذلك من الآيات، والتربص : الانتظار.
Icon