ﰡ
٤٠
قَوْلُهُ تَعَالَى: حم، تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
١٨٤١٥ - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي قَتَلْتُ فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَرَأَ عَلَيْهِ حم. تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ. غافر الذنب وقابل التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ وَقَالَ: اعْمَلْ وَلا تَيْأَسْ «١».
١٨٤١٦ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ أَيُّوبَ- أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بَرَقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ذُو بَأْسٍ، وَكَانَ يَفِدُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَفَقَدَهُ عُمَرُ فَقَالَ: مَا فَعَلَ فَلَانُ بن فلان؟ فقالوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُتَابِعُ فِي هَذَا الشَّرَابِ قَالَ: فَدَعَا عُمَرُ كَاتِبَهُ فَقَالَ: اكْتُبْ «مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ سَلامُ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ غَافِرُ الذَّنْبِ وَقَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذِي الطّوْلِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير» ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ادْعُوا اللَّهَ لِأَخِيكُمْ أَنْ يُقْبِلَ بِقَلْبِهِ، وَأَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلَ كِتَابُ عمر جعل يقرؤه ويردده ويقول غَافِرُ الذَّنْبِ وَقَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ قَدْ حَذَّرَنِي عُقُوبَتَهُ وَوَعَدَنِي أَنْ يَغْفِرَ لِي «٢».
١٨٤١٧ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ أَبُو عُمَرَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي سَوَادِ الكوفة فدخلت حائطا أصلي ركعتين فافتحت «حم» الْمُؤْمِنَ، حَتَّى بَلَغْتُ: لا إِلَهَ إِلا هو إليه المصير فإذا رجل خلقي علي بغلة شهباء عليه مقطعات يمينة فَقَالَ: إِذَا قُلْتَ: غَافِرِ الذَّنْبِ فَقُلْ: يَا غَافِرَ الذَّنْبِ اغْفَرْ لِي ذَنْبِي. وَإِذَا قُلْتَ: قَابِلِ التَّوْبِ فَقُلْ. يَا قَابِلَ التَّوْبِ اقْبَلْ تَوْبَتِي وَإِذَا قلت: شديد العقاب فقال: يَا شَدِيدَ الْعِقَابِ، لَا تُعَاقِبْنِي. قَالَ: فَالْتَفَتُّ فلم أر
(٢) ابن كثير ٧/ ١١٩.
١٨٤١٨ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فقال: يا أمير المؤمنين ان قَتَلْتُ فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غافر الذنب وقابل التوب وَقَالَ: اعْمَلْ وَلا تَيْأَسْ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذِي الطَّوْلِ
١٨٤١٩ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا ذِي الطَّوْلِ السِّعَةِ وَالْغِنَى.
١٨٤٢٠ - عَنْ ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي سَوَادِ الْكُوفَةِ فَدَخَلْتُ حَائِطًا أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَافْتَتَحْتُ «حم» الْمُؤْمِنَ حَتَّى بَلَغْتُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ، فَإِذَا خَلْفِي رَجُلٌ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ عَلَيْهِ مقطنات يَمِنِيَّةٌ فَقَالَ: إِذَا قَلْتَ: قَابِلِ التَّوْبِ فَقُلْ: يَا قَابِلَ التَّوْبِ اقْبَلْ تَوْبَتِي وَإِذَا قُلْتَ: شَدِيدِ الْعِقَابِ فَقُلْ: يَا شَدِيدَ الْعِقَابِ لَا تُعَاقِبْنِي «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا
١٨٤٢١ - عَنْ أَبِي مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلا الَّذِينَ كَفَرُوا وَنَزَلَتْ في الحراث بْنِ قَيْسٍ السُّلَمِيِّ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْعَرْشَ
١٨٤٢٢ - عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ إِنَّ النَّبِيّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ، عَنْ مَلَكٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ. مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ سَنَةٍ «٥».
١٨٤٢٣ - مِنْ طَرِيقِ أَبِي قُبَيْلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا يَقُولُ:
حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ. مَا بَيْنَ مُوقِ أَحَدِهِمْ إِلَى مُؤَخِّرَةِ عَيْنَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ «٦».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ
١٨٤٢٤ - عن ابن عباس ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ:
(٢) الدر ٧/ ١٧١- ١٧٢.
(٣) الدر ٧/ ١٧١- ١٧٢.
(٤) الدر ٧/ ٢٧٢- ٢٧٤.
(٥) الدر ٧/ ٢٧٢- ٢٧٤.
(٦) الدر ٧/ ٢٧٢- ٢٧٤.
عن جابر رضي الله، عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أذن لي أن أحدث، عن ملك من الملائكة من حملة العرش. ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة.
من طريق أبي قبيل أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله، عنهما يقول : حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخرة عينيه مسيرة خمسمائة عام.
عن ابن عباس ابن مسعود رضي الله، عنه في قوله :﴿ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ﴾ قال : هي مثل التي في البقرة ﴿ كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ﴾ كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم، ثم أخرجهم فأحياهم، ثم يميتهم، ثم يحييهم بعد الموت.
عن ابن عباس رضي الله، عنهما في قوله :﴿ أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ﴾ قال : كنتم أمواتا قبل أن يخلقكم فهذه ميتة، ثم أحياكم فهذه حياة، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة فهما ميتتان وحياتان. فهو كقوله :﴿ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ﴾.
حدثنا الربيع، حدثنا الخصيب بن ناصح، حدثنا صالح يعني المري، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله، عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة " وأعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه ".
١٨٤٢٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ قَالَ: كُنْتُمْ أَمْوَاتًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكُمْ فَهَذِهِ مَيْتَةٌ، ثُمَّ أَحْيَاكُمْ فَهَذِهِ حَيَاةٌ، ثُمَّ يُمِيتُكُمْ فَتُرْجَعُونَ إِلَى الْقُبُورِ فَهَذِهِ مَيْتَةٌ أُخْرَى، ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهَذِهِ حَيَاةٌ فَهُمَا مِيْتَتَانِ وَحَيَّاتَانِ. فَهُوَ كَقَوْلِهِ: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ «٢».
١٨٤٢٦ - حَدَّثَنَا الرُّبَيْعُ، حَدَّثَنَا الْخُصَيْبُ بْنُ نَاصِحٍ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ يَعْنِي الْمُرِيَّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ» «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
١٨٤٢٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: يُنَادِي مُنَادٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ فَيَسْمَعُهَا الْأَحْيَاءُ وَالْأَمْوَاتُ، قَالَ: وَيَنْزِلُ اللَّهُ، إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَيَقُولُ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
١٨٤٢٨ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ قَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ فِي الْقَوْمِ فَتَمُرُّ بِهِمُ المرأة فَيُرِيهِمْ أَنَّهُ يَغُضُّ بَصَرَهُ، عَنْهَا وَإِذَا غَفِلُوا لَحَظَ إِلَيْهَا وَإِذَا نَظَرُوا غَضَّ بَصَرَهُ، عَنْهَا، وَقَدِ اطَّلَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ وَدَّ أَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى عَوْرَتِهَا «٥».
١٨٤٢٩ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعين
(٢) الدر ٧/ ٢٧٢- ٢٧٤.
(٣) ابن كثير ٧/ ١٢٤- ١٢٥.
(٤) ابن كثير ٧/ ١٢٤- ١٢٥.
(٥) الدر ٧/ ٢٨٢. [.....]
عن ابن عباس رضي الله، عنهما في قوله :﴿ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ﴾ قال : الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيريهم أنه يغض بصره، عنها وإذا غفلوا لحظ إليها وإذا نظروا غض بصره، عنها، وقد اطلع الله من قلبه أنه ود أنه ينظر إلى عورتها.
عن ابن عباس رضي الله، عنهما في قوله :﴿ يعلم خائنة الأعين ﴾ قال : نظرت إليها لتريد الخيانة أم لا ؟ إلا أخبركم ﴿ والله يقضي بالحق ﴾ قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة.
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ... الآية
١٨٤٣٠ - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمَدَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سُئِلَ: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَرَّ بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ تَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا؟ فَقَالَ: «أَنَا ذَاكَ» فَقَامُوا إِلَيْهِ، فَأَخَذُوا بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ، فَرَأْيَتُ أَبَا بَكْرٍ مُحْتَضِنَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَهُوَ يُصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَيَسِيلانَ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا قَوْمِ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ؟ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ كُلِّهَا «٢».
١٨٤٣١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي آلِ فِرْعَونَ مُؤْمِنٌ غَيْرَهُ وَغَيْرَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَغَيْرَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي أَنْذَرَ مُوسَى عَلَيْهِ «٣» السَّلامُ الَّذِي قَالَ: «إِنَّ الْمَلا يَأْتَمِرُونَ بِكَ لَيَقْتُلُوكَ»
قَوْلُهُ تَعَالَى: كَبُرَ مَقْتًا
١٨٤٣٢ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: مَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ حَسَنًا فَهُوَ حَسَنٌ، عِنْدَ اللَّهِ. وَمَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ سَيِّئًا فَهُوَ سَيْئٌ، عِنْدَ اللَّهِ. وَكَانَ الْأَعْمَشُ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ يَتَأَوَّلُ بَعْدَهُ كَبُرَ مَقْتًا، عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلا فِي تَبَابٍ
١٨٤٣٣ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: إِلا فِي تَبَابٍ قَالَ:
خَسْرَانٍ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ
١٨٤٣٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُمَا قَالَ: الدُّنْيَا جُمُعَةٌ مِنْ جَمَعَ الْآخِرَةِ.
سَبْعَةُ آلاف سنة «٦».
(٢) ابن كثير ٧/ ١٣٠.
(٣) الدر ٧/ ٢٨٤.
(٤) الدر ٧/ ٢٨٤.
(٥) الدر ٧/ ٢٨٨.
(٦) الدر ٧/ ٢٨٨.
عن ابن مسعود رضي الله، عنه قال : ما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن، عند الله. وما رآه المؤمنون سيئا فهو سيئ، عند الله. وكان الأعمش رضي الله، عنه يتأول بعده ﴿ كبر مقتا، عند الله وعند الذين آمنوا ﴾.
عن ابن عباس رضي الله، عنهما في قوله :﴿ إلا في تباب ﴾ قال : خسران.
عن ابن عباس رضي الله، عنهما قال : الدنيا جمعة من جمع الآخرة. سبعة آلاف سنة.
حدثنا أبو سعيد، حدثنا المحاربي، حدثنا ليث، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل، عن عبد الله بن مسعود رضي الله، عنه قال : إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاءوا. وإن أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش. وإن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدوا على جهنم وتروح عليها فذلك عرضها.
وَإِنَّ أَرْوَاحَ آلِ فِرْعَوْنَ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ سُودٍ تَغْدُوا عَلَى جَهَنَّمَ وَتَرُوحُ عَلَيْهَا فَذَلِكَ عَرْضُهَا «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ
١٨٤٣٦ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدِرِكٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ يَعْنِي ابْنَ يَقَظَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحْسَنَ مُحْسِنٌ مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ إِلا أَثَابَهُ اللَّهُ» قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا إِثَابَةُ الْكَافِرِ؟ فَقَالَ: «إِنْ كَانَ قَدْ وَصَلَ رَحِمًا أَوْ تَصَدَقَ بِصَدَقَةٍ، أَوْ عَمِلَ حَسَنَةً، أَثَابَهُ اللَّهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ وَالصِّحَّةَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ» قُلْنَا فَمَا إِثَابَتُهُ فِي الْآخِرَةِ؟ قَالَ: «عَذَابًا دَوْنَ الْعَذَابِ» وَقَرَأَ: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا
١٨٤٣٧ - عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا الْآيَةَ قَالَ: ذَلِكَ فِي الْحُجَّةِ يَفْتَحُ اللَّهُ حُجَّتَهُمْ فِي الدُّنْيَا «٣».
١٨٤٣٨ - عَنِ السُّدِّيِّ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ: لَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ إِلِيْهِمْ مَنْ يَنْصُرُهُمْ فَيَطْلُبُ بِدِمَائِهِمْ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَهُمْ مَنْصُورُونَ فِيهَا «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْأَشْهَادُ
١٨٤٣٩ - عَنْ زَيْدٍ بْنِ أَسْلَمَ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ قال: الأشهاد أربعة الملائكة
(٢) ابن كثير ٧/ ١٣٨.
(٣) الدر ٧/ ٢٩٢.
(٤) الدر ٧/ ٢٩٢.
عن أبي العالية رضي الله، عنه في قوله :﴿ إنا لننصر رسلنا ﴾ الآية قال : ذلك في الحجة يفتح الله حجتهم في الدنيا.
عن السدى رضي الله، عنه في هذه الآية قال : لم يبعث الله إليهم من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممن فعل ذلك بهم في الدنيا وهم منصورون فيها.
قوله تعالى :﴿ الأشهاد ﴾
عن زيد بن أسلم رضي الله، عنه قال :﴿ الأشهاد ﴾ أربعة الملائكة الذين يحصون أعمالنا وقرأ :﴿ وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ﴾ والنبيون شهداء على أممهم وقرأ :﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾ وأمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على الأمم وقرأ :﴿ لتكونوا شهداء على الناس ﴾ والأجساد والجلود وقرأ :﴿ وقالوا لجلودها لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ﴾.
قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ
١٨٤٤٠ - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الْيَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: إِنَّ الدَّجَّالَ يَكُونَ مِنَّا فِي آخِرِ الزَّمَانِ، وَيَكُونُ مِنْ أمَرِهِ فَعَظَّمُوا امره، وقالوا: يصنع كَذَا... فَأَنْزَلَ اللَّهُ: إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُم بِبَالِغِيهِ قَالَ: لَا يَبْلُغُ الَّذِي يَقُولُ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ فَأَمَرَ نَبِيَّهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يَتَعَوَّذَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ الدَّجَّالِ «٢».
١٨٤٤١ - عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ نَزَلَتْ فِيهِمْ فِيمَا يَنْتَظِرُونَهُ مِنْ أَمْرِ الدَّجَّالِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ السَّاعَةَ لاتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا
١٨٤٤٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا أَشْهَبُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ شَيْخٍ قَدِيمٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَدِمَ مِنْ ثَمَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَّ الساعة إِذَا دَنَتِ اشْتَدَّ الْبَلاءُ عَلَى النَّاسِ، وَاشْتَدَّ حَرُّ الشَّمْسِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
١٨٤٤٣ - قَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارُ: أُعْطِيَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ ثَلاثًا لَمْ تُعْطَهُنَّ أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ إِلا نَبِيٌّ: كَانَ إِذَا أَرْسَلَ اللَّهُ نَبِيًّا قِيلَ لَهُ: «أَنْتَ شَاهِدٌ علَى أُمَّتِكَ» وَجَعَلَكُمْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: «لَيْسَ عَلَيْكَ فِي الدِّينِ من حرج» وقال لهذه الأمة:
(٢) الدر ٧/ ٢٩٤.
(٣) ابن كثير ٧/ ١٤٢.
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أشهب، حدثنا مالك، عن شيخ قديم من أهل اليمن قدم من ثم قال : سمعت أن الساعة إذا دنت اشتد البلاء على الناس، واشتد حر الشمس.
قال كعب الأحبار : أعطيت هذه الأمة ثلاثا لم تعطهن أمة قبلهم إلا نبي : كان إذا أرسل الله نبيا قيل له : " أنت شاهد على أمتك " وجعلكم شهداء على الناس. وكان يقال له : " ليس عليك في الدين من حرج " وقال لهذه الأمة :﴿ وما جعل عليكم في الدين من حرج ﴾ وكان يقال له : " ادعوني أستجب لك "، وقال لهذه الأمة :﴿ ادعوني أستجب لكم ﴾. حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن ذر، عن يسيع الكندي، عن النعمان بن بشير رضي الله، عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدعاء هو العبادة " ثم قرأ :﴿ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون، عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾.
١٨٤٤٤ - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يَسِيعٍ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ، عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ثُمَّ قَرَأَ: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ، عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ
١٨٤٤٥ - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخِزَامِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُنْيَةَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَنْشِئُ اللَّهُ سَحَابَةً لِأَهْلِ النَّارِ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ» أَيُّ شَيْءٍ تَطْلُبُونَ؟ فَيَذْكُرُونَ بِهَا سَحَابَ الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ:
نَسْأَلُ بَرْدَ الشَّرَابِ فَتُمْطِرُهُمْ أَغْلالًا تَزِيدُ فِي أَغْلالِهِمْ، وَسَلاسِلَ تَزِيدُ فِي سَلاسِلِهِمْ، وَجَمْرًا يُلْهِبُ النَّارَ عَلَيْهِمْ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: يُسْجَرُونَ
١٨٤٤٦ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ، عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: يُسْجَرُونَ قَالَ: تُوقَدُ بِهِمُ النَّارُ وَفِي قَوْلِهِ: تَمْرَحُونَ قال: تبطرون وتأشرون «٤».
(٢) ابن كثير ٧/ ١٤٢
(٣) ابن كثير ٧/ ١٤٧ وقال هذا حديث غريب
(٤) الدر ٧/ ٣٠٦.
عن مجاهد رضي الله، عنه في قوله :﴿ يسجرون ﴾ قال : توقد بهم النار.