تفسير سورة الأعراف

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة الأعراف من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ
للتسمية بالحروف المعجمة معان وهي :
أنها فاتحة لما هو منها١.
وأنها فاضلة بينها وبين ما قبلها. وأن التأليف الذي بعدها معجز وهو كتأليفها٢.
١ أي: إن هذه الحروف- في أول السورة- فاتحة لما في السورة من الحروف..
٢ انظر جامع البيان ج٨ ص١١٥، والنكت والعيون ج٢ ص١٩٨، وزاد المسير ج٣ ص١٦٤..

وموضع [ المص ١ ] رفع الابتداء، وخبره : كتاب ( أنزل إليك )١. وعلى قول ابن عباس :" أنا الله أعلم وأفضل " ٢ لا موضع له لأنه في موضع جملة.
١ سقط من أ. وانظر الإملاء ج١ ص٢٦٧، والدر المصون ج٥ ص٢٤١..
٢ الأثر أخرجه ابن جرير الطبري عن أبي الضحى عن ابن عباس. انظر: جامع البيان ج٨ ص١١٥، وزاد المسير ج٣ ص١٦٤، وتفسير ابن كثير ج٢ ص٢٠٠..
ومن سورة الأعراف
للتسمية بالحروف المعجمة معان وهي: أنها فاتحة لما هو منها، وأنها فاصلة بينها وبين ما قبلها، وأن التأليف الذي بعدها معجز وهو كتأليفها «١».
وموضع المص رفع بالابتداء، وخبره كِتابٌ «٢»، وعلى قول ابن عباس «٣» :«أنا الله أعلم وأفصل» لا موضع له، لأنه في موضع جملة «٤».
٢ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ: نهي عن التعرض للحرج، وفيه من البلاغة أن الحرج لو كان مما ينهى لنهينا عنك، فانته أنت عنه بترك التعرض له «٥» و «الفاء» للعطف، أي: هذا كتاب أنزلناه إليك فلا يكون بعد إنزاله
(١) ينظر البرهان للزركشي: (١/ ١٦٧- ١٧٠)، والإتقان: (٣/ ٢٥- ٣٠).
(٢) هذا قول الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٦٨، وانظر مشكل إعراب القرآن: ١/ ٢٨١، وتفسير القرطبي: ٧/ ١٦٠، والبحر المحيط: ٤/ ٢٦٧، والدر المصون: ٥/ ٢٤١.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٢/ ٢٩٣، وابن أبي حاتم في تفسيره: ١/ ٢ (سورة الأعراف)، والنحاس في معاني القرآن: ١/ ٧٣ بلفظ: «أنا الله أفصل».
(٤) اختار الزجاج هذا القول في معاني القرآن: (٢/ ٣١٣، ٣١٤)، فقال: وهذه الحروف...
في موضع جمل، والجملة إذا كانت ابتداء وخبرا فقط لا موضع لها. فإذا كان معنى كهيعص معنى الكاف كاف، ومعنى الهاء هاد، ومعنى الياء والعين من عليم، ومعنى الصاد من صدوق وكان معنى الم أنا أعلم، فإنما موضع كموضع الشيء الذي هو تأويل لها. ولا موضع في الإعراب لقولك: أنا الله أعلم، ولا لقولك: هو هاد، وهو كاف، وإنما يرتفع بعض هذا ببعض، والجملة لا موضع لها».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٦.
(٥) البحر المحيط: ٤/ ٢٦٦، والدر المصون: ٥/ ٢٤٢.
حرج في صدرك.
ويكون فيه أيضا معنى «إذا» أي: إذا أنزل إليك لتنذر به فلا يحرج صدرك بل لتنذر على انشراح الصدر.
والحرج: الضيق «١»، وقيل: الشك، بلغة قريش «٢».
وَذِكْرى في موضع نصب على أُنْزِلَ أي: أنزل إنذارا وذكرى «٣». وعلى تقدير: وهو ذكرى رفع «٤». وعلى تقدير: لأن تنذر وذكرى جرّ «٥».
٤ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ: «كم» في الخبر للتكثير «٦»، وفي الاستفهام لا يجب
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢١٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٥، وتفسير الطبري: ١٢/ ٢٩٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣١٥، والمفردات للراغب: ١١٢، ورجح الطبري هذا القول.
(٢) لغات القبائل الواردة في القرآن لأبي عبيد: ٩٨.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١٢/ ٢٩٥، ٢٩٦) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي.
وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٦٥ وقال: «وأصل الحرج: الضيق، والشاك في الأمر يضيق صدرا لأنه لا يعلم حقيقته، فسمى الشّك حرجا».
وقال أبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٢٦٦: «وفسّر «الحرج» هنا بالشّك، وهو تفسير قلق، وسمّي الشك حرجا لأنّ الشّاك ضيّق الصدر كما أن المتيقن منشرح الصدر، وإن صح هذا عن ابن عباس فيكون مما توجه فيه الخطاب إليه لفظا وهو لأمته معنى، أي: فلا يشكّوا أنّه من عند الله».
(٣) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣١٥ وقال: «أي ولتذكر به ذكري، لأن في الإنذار معنى التذكير».
(٤) أي أنها خبر لمبتدأ محذوف.
ينظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣١٦، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١١٤، والكشاف:
٢/ ٦٦، والبحر المحيط: ٤/ ٢٦٧.
(٥) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣١٦: «فأما الجر فعلى معنى لتنذر، لأن معنى «لتنذر» :
لأن تنذره فهو في موضع جر، المعنى للإنذار والذكرى».
وانظر البحر المحيط: ٤/ ٢٦٧، والدر المصون: ٥/ ٢٤٤. [.....]
(٦) قال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٢٩٩: «وقيل: وَكَمْ لأن المراد بالكلام ما وصفت من- الخبر عن كثرة ما قد أصاب الأمم السالفة من المثلات، بتكذيبهم رسله وخلافهم عليه.
وكذلك تفعل العرب إذا أرادوا الخبر عن كثرة العدد... »
.
ذلك لأن الاستفهام موكول إلى الجواب.
أَهْلَكْناها: حكمنا لها بالهلاك، أو وجدناها تهلك.
بَياتاً: ليلا «١»، أَوْ هُمْ قائِلُونَ نصف النهار «٢»، وأصله الراحة. أقلته البيع: أرحته منه، وقال تعالى «٣» : وَأَحْسَنُ مَقِيلًا، والجنة لا نوم فيها «٤».
٥ دَعْواهُمْ: دعاؤهم «٥». حكى سيبويه «٦» : اللهم أدخلنا في دعوى المسلمين.
٨ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ: هو ميزان واحد، ولكن الجمع على تعدد أجزاء الميزان، أو بعدد الأعمال الموزونة، ونحوه ثوب أخلاق، وحبل أحذاق. وقال مجاهد «٧» : الوزن في الآخرة العدل.
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢١٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣١٧.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٩.
(٣) سورة الفرقان: آية: ٢٤.
(٤) قال الأزهري في تهذيب اللّغة: ٩/ ٣٠٦: «والقيلولة عند العرب والمقيل: الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر وإن لم يكن مع ذلك نوم، والدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها.
وانظر المفردات للراغب: ٤١٦، واللسان: (١١/ ٥٧٧، ٥٧٨) (قيل).
(٥) قال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٣٠٣: «وعنى بقوله جل ثناؤه: دَعْواهُمْ في هذا الموضع دعاءهم»
.
ول «الدعوى» في كلام العرب وجهان: أحدهما: الدعاء، والآخر: الادعاء للحق. ومن «الدعوى» التي معناها الدعاء، قول الله تبارك وتعالى: فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ.
ينظر هذا المعنى أيضا في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣١٨، ومعاني القرآن للنحاس:
٣/ ١٠، وزاد المسير: ٣/ ١٦٨.
(٦) الكتاب: ٤/ ٤٠ بلفظ: «اللهم أشركنا في دعوى المسلمين».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣١٨، والدر المصون: ٥/ ٢٥٤.
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٢/ ٣١٠، ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٠ عن مجاهد. -
- وأورده الفخر الرازي في تفسيره: ١٤/ ٢٨، والقرطبي في تفسيره: ٧/ ١٦٥ وزاد نسبته إلى الضحاك.
[٣٣/ أ] ١١ وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ: يعني آدم «١»، أو خلقناكم/ في أصلاب آبائكم «٢».
ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ: في الأرحام، ثم أخبرناكم أنا قلنا للملائكة.
١٢ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ: ما حملك على أن لا تسجد «٣» جاء على المعنى.
١٣ قالَ فَاهْبِطْ مِنْها: قيل له على لسان بعض الملائكة، أو رأى معجزة دلّته عليه «٤».
١٥ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ: إجابة دعاء الكافر، قيل: لا يجوز، لأنه كرامة، فهو بيان ما سبق به التقدير لا الإجابة «٥».
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٢/ ٣٢٠ عن مجاهد، ورجحه الطبري.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٢/ ٣١٩ عن عكرمة، والأعمش.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ١١ عن عكرمة.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ١٧٢ وقال: «رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عكرمة».
(٣) ذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: (١٤/ ٣٤، ٣٥) ورجحه، لأن كلمة «لا» هاهنا مفيدة وليست لغوا.
وقيل: إن «لا» في الآية زائدة مؤكدة.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٥/ ٤٤١: «وجملة هذا الغرض أن يقدر في الكلام فعل يحسن حمل النفي عليه، كأنه قال: ما أحوجك، أو حملك، أو اضطرك... ».
(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ١٢.
(٥) تفسير الماوردي: ٢/ ١٣.
وقال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٣٣١: «فإن قال قائل: فإن الله قد قال له إذ سأله الإنظار إلى يوم يبعثون: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ في هذا الموضع فقد أجابه إلى ما سأل؟ قيل له:
ليس الأمر كذلك، وإنما كان مجيبا له إلى ما سأل لو كان قال له: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى الوقت الذي سألت، أو: إلى يوم البعث، أو: إلى يوم يبعثون»
، أو ما أشبه ذلك، مما يدل على إجابته إلى ما سأل من النظرة. وأما قوله: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، فلا دليل فيه- لولا الآية الأخرى التي قد بيّن فيها مدة إنظاره إياه إليها، وذلك قوله: فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [سورة الحجر: ٣٧، ٣٨، سورة ص: ٨٠، ٨١] كم المدة التي أنظره إليها، لأنه إذا أنظره يوما واحدا أو أقل منه أو أكثر، فقد دخل في عداد المنظرين، وتمّ فيه وعد الله الصادق، ولكنه قد بيّن قدر مدة ذلك بالذي ذكرناه، فعلم بذلك الوقت الذي أنظر إليه».
وقيل: يجوز على وجه الاستصلاح والتفضل العام في الدّنيا.
١٦ فَبِما أَغْوَيْتَنِي: على القسم «١»، أو على الجزاء أي: لإغوائك.
وفسّر الإغواء بالإضلال «٢»، وبالتخييب «٣»، وبالتعذيب «٤»، وبالحكم بالغي، وبالإهلاك «٥»، غوي الفصيل: أشفى «٦».
لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ: أي: على صراطك «٧»، ضرب الظهر،
(١) قال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٣٣٣: «وكان بعضهم يتأول ذلك أنه بمعنى القسم، كأن معناه عنده: فبإغوائك إياي، لأقعدن لهم صراطك المستقيم، كما يقال: بالله لأفعلن كذا».
وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ١٣، وتفسير البغوي: ٢/ ١٥١، وزاد المسير:
٣/ ١٧٦، والدر المصون: ٥/ ٢٦٤. [.....]
(٢) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (١٢/ ٣٣٢، ٣٣٣) عن ابن عباس، وابن زيد.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ١٧٥ عن ابن عباس والجمهور.
(٣) ذكره النحاس في معاني القرآن: ٣/ ١٦، وإعراب القرآن: ٢/ ١١٧، والماوردي في تفسيره: ٢/ ١٣، والبغوي في تفسيره: ٢/ ١٥١، والرازي في تفسيره: ١٤/ ٤٠.
(٤) نقله المارودي في تفسيره: (٢/ ١٣، ١٤) عن الحسن، وقال: «معناه عذبتني كقوله تعالى:
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا أي: عذابا»
.
(٥) تفسير الطبري: ١٢/ ٣٣٣، وتفسير الماوردي: ٢/ ١٤، وزاد المسير: ٣/ ١٧٥، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٤٠.
(٦) في تفسير الماوردي: ٢/ ١٤: «يقال: غوى الفصيل إذا أشفى على الهلاك بفقد اللبن».
وانظر تفسير الطبري: ١٢/ ٣٣٣.
(٧) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٧٥، ونقله الطبري في تفسيره: (١٢/ ٣٣٦، ٣٣٧) عن بعض نحويي البصرة وقال: «كما يقال: توجه مكة، أي إلى مكة».
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٢٤: «ولا اختلاف بين النحويين في أن «على» محذوفة، ومن ذلك قولك: ضرب زيد الظهر والبطن».
وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٦، وإعراب القرآن له أيضا: ٢/ ١١٧.
أي: عليه، أو هو نصب على الظرف «١» لأن الطريق مبهم غير مختص.
١٧ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ: أضلنّهم من جميع جهاتهم، ولم يقل: «من فوقهم»، لأن رحمة الله تنزل منه «٢».
و «خلف» و «قدّام» أدخل فيها «من» لأن منها طلب النهاية.
مَذْؤُماً مَدْحُوراً: الذّام فوق الذم «٣»، والدّحر: الطرد على هوان «٤».
لَمَنْ تَبِعَكَ: لام الابتداء دخلت موطئة للام القسم في لَأَمْلَأَنَّ «٥».
(١) تفسير الطبري: ١٢/ ٣٣٧، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٢٦٧: «والتقدير لأقعدن لهم في صراطك، وهذا أيضا ضعيف لأن صِراطَكَ ظرف مكان مختص، والظرف المكاني المختص لا يصل إليه الفعل بنفسه بل ب «في»، تقول: صليت في المسجد ونمت في السوق، ولا تقول صليت المسجد، إلا فيما استثنى في كتب النحو، وإن ورد غير ذلك كان شاذا كقولهم: رجع أدراجه، و «ذهبت» مع الشام خاصة أو ضرورة... » اهـ.
وأورد السمين الحلبي شواهد شعرية للدلالة على هذه الضرورة.
(٢) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ٣٤٨، وتفسير الطبري: (١٢/ ٣٤١، ٣٤٢).
(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢١١: «وهي من: ذأمت الرجل، وهي أشد مبالغة من ذممت ومن ذمت الرجل تذيم، وقالوا في المثل: لا تعدم الحسناء ذاما، أي: ذما، وهي لغات».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٦، وتفسير الطبري: ١٢/ ٣٤٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٢٤، والمفردات للراغب: ١٨٠.
(٤) تفسير الطبري: ١٢/ ٣٤٣، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٩، والمفردات للراغب: ١٦٥، والدر المصون: ٥/ ٢٧٢.
(٥) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٢٥، ونقله النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ١١٧ عن الزجاج، ثم قال: «وقال غيره: لَمَنْ تَبِعَكَ هي لام التوكيد ل «أملأن» لام القسم، الدليل على هذا أنه يجوز في غير القرآن حذف اللام الأولى ولا يجوز حذف الثانية، وفي الكلام معنى الشرط والمجازاة، أي: من تبعك عذّبته، ولو قلت: من تبعك أعذبه لم يجز، إلا أن تريد لأعذبه».
وانظر التبيان للعكبري: ١/ ٥٥٩، وتفسير القرطبي: ٧/ ١٧٦، والدر المصون: ٥/ ٢٧٣.
[ مذؤوما مدحورا ] الذأم : فوق الذم١ والدحر : الطرد على هوان٢.
١٨ [ لمن تبعك ] لام الابتداء، دخلت موطئة للام القسم في " لأملأن " ٣.
١ قاله الأخفش. انظر النكت والعيون ج٢ ص٢٠٨.
وقال الفراء: الذأم: الذم، يقال: ذأمت الرجل، أذأمه ذأما، وذممت أذمه ذما. ويقال: رجل مذؤوم، ومذموم، ومذيم، بمعنى، انظر زاد المسير ج٣ ص١٧٨..

٢ انظر لسان العرب مادة "دحر" ج٤ ص٢٧٨..
٣ انظر معاني القرآن للزجاج ج٢ ص٣٢٥، والبحر المحيط ج٥ ص٢٤..
٢١ وَقاسَمَهُما: أقسم لهما «١»، مفاعلة بمعنى الفعل «٢»، والقسم تأكيد الخبر بها سبيله أن يعظّم، أي: حق الخبر كحق المحلوف به.
٢٢ فَدَلَّاهُما: حطّهما عن درجتهما «٣»، أو جرّأهما على الأكل، وأصله: دللهما «٤» من «الدّلّ» و «الدّالة»، أي: الجرأة «٥».
وَطَفِقا: جعلا «٦»، يَخْصِفانِ: يرقعان الورق بعضها على بعض من «خصف النّعال».
٢٦ وَلِباسُ التَّقْوى: العمل الذي يقي العقاب «٧». وقيل «٨» : هو لبسة
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢١٢، وتفسير الطبري: ١٢/ ٣٤٩، ومعاني القرآن للزجاج:
٢/ ٣٢٧، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٢١.
قال الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٧: «أي حلف لهما على صدقه في خبره ونصحه في مشورته، فقبلا قوله وتصورا صدقه لأنهما لم يعلما أن أحدا يجترئ على الحلف بالله كاذبا».
(٢) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٥/ ٤٥٩: «وهي مفاعلة، إذ قبول المحلوف له وإقباله على معنى اليمين كالقسم وتقريره، وإن كان بادئ الرأي يعطي أنها من واحد... ».
وقال أبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٢٧٩: «والمقاسمة مفاعلة تقتضي المشاركة في الفعل فتقسم لصاحبك ويقسم لك، تقول: قاسمت فلانا: حالفته، وتقاسما: تحالفا، وأما هنا فمعنى وَقاسَمَهُما أقسم لهما، لأن اليمين لم يشاركاه فيها».
وانظر تفسير القرطبي: ٧/ ١٧٩، والدر المصون: ٥/ ٢٧٩.
(٣) قال الماوردي في تفسيره: ٢/ ١٨: «معناه: فحطهما بغرور من منزلة الطاعة إلى حال المعصية». [.....]
(٤) تفسير القرطبي: ٧/ ١٨٠، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٢٨٢: «فاستثقل توالي ثلاثة أمثال فأبدل الثالث حرف لين، كقولهم: تظنيت في تظننت وقصّيت أظفاري في قصصت... ».
(٥) اللسان: (١١/ ٢٤٧، ٢٤٨) (دلل).
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٦، وتفسير الطبري: ١٢/ ٣٥٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٢٧.
(٧) وهو أولى الأقوال عند الطبري بالصواب.
ينظر تفسيره: (١٢/ ٣٦٦- ٣٦٩).
(٨) ذكره النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ١٢٠، والبغوي في تفسيره: ٢/ ١٥٥، والقرطبي في-- تفسيره: ٧/ ١٨٥، ورده قائلا: «من قال إنه لبس الخشن من الثياب فإنه أقرب إلى التواضع وترك الرعونات فدعوى فقد كان الفضلاء من العلماء يلبسون الرفيع من الثياب مع حصول التقوى... ».
325
المتواضع المتقشّف من الصوف وخشن الثياب، ورفعه «١» على الابتداء، وذلِكَ خَيْرٌ خبره، أو «الخير» خبر وذلِكَ فصل لا موضع له «٢»، والنّصب «٣» على العطف على «ريشا».
والريش: ما يستر الرجل في جسده ومعيشته «٤». وقال الفراء «٥» :
«الرّيش، والرياش» واحد. ويجوز «الرياش» جمع «ريش» ك «شعب» و «شعاب» «٦» ويجوز مصدرا كقولك: لبس ولباس.
[٣٣/ ب] وفي حديث علي رضي الله عنه: أنه اشترى/ ثوبا بثلاثة دراهم، وقال: «الحمد لله الذي هذا من رياشه» «٧».
وفي الحديث «٨» :«النّاس كسهام الجعبة، منها القائم
(١) أي: رفع وَلِباسُ وهي قراءة عاصم، وابن كثير، وأبي عمرو، وحمزة.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٢٨٠، والتبصرة لمكي: ٢٠٢.
(٢) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٢٨، والكشف لمكي: ١/ ٤٦١.
(٣) على قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٢٨٠، والكشف لمكي (١/ ٤٦٠، ٤٦١).
(٤) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٢٨: «والريش: اللباس، العرب تقول: أعطيته بريشته، أي بكسوته، والريش: كل ما ستر الرجل في جسمه ومعيشته، يقال: تريش فلان أي صار له ما يعيش به»
.
وقال النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٢٣: «والريش عند أكثر أهل اللغة: ما ستر من لباس أو معيشة».
وانظر زاد المسير: ٣/ ١٨٢، وتفسير القرطبي: ٧/ ١٨٤.
(٥) معاني القرآن: ١/ ٣٧٥، ولفظه: «فإن شئت جعلت «رياش جميعا واحده «الريش» وإن شئت جعلت «الرياش» مصدرا في معنى «الريش» كما يقال: لبس ولباس».
(٦) الكشاف: ٢/ ٧٤، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٥٥، والبحر المحيط: ٤/ ٢٨٢.
(٧) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: ١/ ٤٢٦، وابن الأثير في النهاية: ٢/ ٢٨٨.
(٨) أخرجه الخطّابي في غريب الحديث: ٢/ ٨٦ عن جرير بن عبد الله عن عمر رضي الله عنه موقوفا. وفيه: «أن جريرا قدم على عمر رضي الله عنه فسأله عن سعد بن أبي وقاص فأثنى- عليه خيرا قال: فأخبرني عن الناس. قال: هم كسهام الجعبة، منها القائم الرائش، ومنها العصل الطائش، وابن أبي وقاص يغمز عصلها، ويقيم ميلها، والله أعلم بالسرائر»، وفي سند الخطابي مجهول.
326
الرائش «١»، ومنها العصل الطائش» رشت السّهم فهو مريش. وفي المثل»
لا أقذّ ولا مريش.
٢٧ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ وهي دعاؤه إلى الخطيئة بوجه خفي كما تشتهيه النفس.
إِنَّهُ يَراكُمْ: أبصار الجن أحدّ لأنهم يرون الدقيق والكثيف «٣».
٢٩ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ أدركتم صلاته، ولا تؤخروها لمسجدكم «٤». قيل «٥» : هو أمر بالتوجه إلى الجماعة. وقيل «٦» : توجهوا
(١) قال الخطابي في شرح غريب هذا الحديث: «القائم الرائش، هو المستقيم ذو الريش.
يقال: رشت السهم أريشه، وسهم مريش، وارتاش الرجل وتريّش إذا حسنت حاله فصار كالسّهم المريش، والعصل من السهام: المعوج. والعصل: الالتواء. ومنه قيل للأمعاء الأعصال، والطائش: الزالّ عن الهدف والذاهب عنه. والمعنى أن الناس من بين مستقيم له، ومعوج مستعص عليه، وهو على ذلك يثقفهم ويقيم أودهم»
.
وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: ١/ ٤٢٧، والنهاية: ٢/ ٢٨٩. [.....]
(٢) جمهرة الأمثال للعسكري: ١/ ٣٨١.
واللسان: ٣/ ٥٠٣ (قذذ) وفيه: «القذّة: ريش السهم، وقذذت السهم أقذه قذا وأقذذته:
جعلت عليه القذذ... والأقذ أيضا: الذي لا ريش عليه. وما له أقذّ ولا مريش، أي: ما له شيء. وعن اللحياني: ما له مال ولا قوم»
.
(٣) تفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٥٧.
(٤) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: ١/ ٣٧٦، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن:
١٦٧، والزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٣٠، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٣، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ١٨٥ عن ابن عباس، والضحاك، وقال: «واختاره ابن قتيبة».
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٣ وقال: «معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة فهذا أمر بالجماعة لها ندبا عند الأكثرين وحتما عند الأقلين».
وأورد ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: ٣/ ١٨٥ وعزاه إلى الماوردي.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٢/ ٣٨١ عن الربيع بن أنس، ورجحه.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٢، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ١٨٥ عن الربيع أيضا.
بالإخلاص لله.
كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ: كما خلقكم ولم تكونوا شيئا كذلك نعيدكم أحياء «١» أو كما بدأكم فمنكم شقيّ وسعيد كذلك تبعثون «٢»، أو كما بدأكم من التراب تعودون إليه «٣» كقوله «٤» : مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ.
٣٠ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ: نصبه ليقابل فَرِيقاً هَدى، وتقديره:
وفريقا أضل «٥».
٣٢ خالِصَةً نصب على الحال والعامل اللام، أي: هي ثابتة للذين آمنوا في الدنيا في حال خلوصها يوم القيامة «٦»، والحال يقتضي المصاحبة لكونها لهم يوم القيامة مصاحب لكونها لهم في الدنيا، إذ هما داران لا واسطة بينهما. ورفع خالصة «٧» خبر بعد خبر، كقولك: زيد عاقل لبيب «٨».
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٢/ ٣٨٥ عن الحسن، وقتادة، ومجاهد.
(٢) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: ١/ ٣٧٦.
وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: (١٢/ ٣٨٢- ٣٨٤) عن ابن عباس، وجابر، ومجاهد، وأبي العالية، والسدي، ومحمد بن كعب.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: (٣/ ١٨٥، ١٨٦) وقال: «روى هذا المعنى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والقرطبي، والسدي، ومقاتل، والفراء».
(٣) ذكره البغوي في تفسيره: ٢/ ١٥٦ عن قتادة، وأبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٢٨٨ عن الحسن.
(٤) سورة طه: آية: ٥٥.
(٥) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٧٦.
قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢١٣: «نصبهما جميعا على إعمال الفعل فيهما، أي:
هدى فريقا، ثم أشرك الآخر في نصب الأول وإن لم يدخل في معناه، والعرب تدخل الآخر المشرك بنصب ما قبله على الجوار وإن لم يكن في معناه... »
.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٢٢، وتفسير الطبري: ١٢/ ٤٠١، ومعاني القرآن للزجاج:
٢/ ٣٣٣، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٣، والدر المصون: ٥/ ٢٩٩.
(٦) ينظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٧٧، وتفسير الطبري: ١٢/ ٤٠١، ومعاني القرآن للزجاج:
٢/ ٣٣٣، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٢٣، والكشف لمكي: ١/ ٤٦١.
(٧) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: ٢٨٠، والتبصرة لمكي: ٢٠٢.
(٨) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٣٣ وقال أيضا: «والمعنى قل هي ثابتة للذين آمنوا في-- الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة».
وانظر الكشف لمكي: ١/ ٤٦١، والبحر المحيط: ٤/ ٢٩١، والدر المصون: ٥/ ٣٠٢.
٣٨
ادَّارَكُوا: تداركوا «١»، أي: تلاحقوا بعضهم ببعض.
٤٠ لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ: لأرواحهم «٢»، أو لدعائهم «٣»، أو لأعمالهم «٤»، أو لدخول الجنّة «٥» لأن الجنّة في السّماء.
(١) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٦٧: «أدغمت التاء في الدال، وأدخلت الألف ليسلم السكون لما بعدها، يريد: تتابعوا فيها واجتمعوا».
وانظر تفسير الطبري: ١٢/ ٤١٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٣٦، وزاد المسير:
٣/ ١٩٥. [.....]
(٢) اختاره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٦٧، وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٢/ ٤٢١، ٤٢٢) عن ابن عباس والسدي، ورجح الطبري هذا القول فقال: «وإنما اخترنا في تأويل ذلك ما اخترنا من القول، لعموم خبر الله جل ثناؤه أن أبواب السماء لا تفتح لهم. ولم يخصص الخبر بأنه يفتح لهم في شيء، فذلك على ما عمّه خبر الله تعالى ذكره بأنها لا تفتح لهم في شيء مع تأييد الخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قلنا في ذلك»...
وأخرج عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر قبض روح الفاجر وأنه يصعد بها إلى السماء، قال: «فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا:
«ما هذا الروح الخبيث»
؟ فيقولون: فلان، بأقبح أسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء، فيستفتحون له فلا يفتح له. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ اهـ.
وأخرج الإمام أحمد نحو هذا الأثر في مسنده: (٤/ ٢٨٧، ٢٨٨)، وابن ماجة في سننه:
(٢/ ١٤٢٣، ١٤٢٤)، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وانظر المستدرك للحاكم: (١/ ٣٧- ٤٠)، كتاب الإيمان، باب «مجيء ملك الموت عند قبض الروح... ».
والدر المنثور: ٣/ ٤٥٢.
(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٢/ ٢٧ عن الحسن.
(٤) نقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٧ عن مجاهد، وإبراهيم النخعي، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ١٩٦ وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس».
(٥) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٣٧ عن بعضهم- ولم يسمّهم- ونص القول: «لا تفتح لهم أبواب السماء، أي أبواب الجنة، لأن الجنة في السماء، والدليل على ذلك قوله:
- وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.
وذكر هذا القول أيضا النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٣٤، والماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٧ وقال: «وهذا قول بعض المتأخرين»
وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ١٩٧ إلى الزجاج.
سَمِّ الْخِياطِ: ثقب الإبرة «١».
٤٢ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها: لا نُكَلِّفُ اعتراض لا موضع له، والخبر الجملة في أُولئِكَ «٢»، ويجوز رفعا، وخبرها على حذف العائد، أي: لا منهم ولا من غيرهم «٣».
٤٣ أُورِثْتُمُوها: أعطيتموها بأعمالكم «٤».
٤٥ يَبْغُونَها عِوَجاً: مفعول به، أي: يبغون لها العوج، أو مصدر، أي: يطلبونها طلب العوج كقولك: رجع القهقرى.
٤٦ وَعَلَى الْأَعْرافِ: سور بين الجنة والنار لارتفاعها «٥».
(١) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٧٩.
قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢١٤: «أي في ثقب الإبرة، وكل ثقب من عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك فهو سم والجميع سموم».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٨، وتفسير الطبري: ١٢/ ٤٢٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٣٨.
(٢) التبيان للعكبري: ١/ ٥٦٨، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٠٧.
قال أبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٢٩٨: «وخبر الَّذِينَ الجملة من لا نُكَلِّفُ نَفْساً منهم. أو الجملة من أُولئِكَ وما بعده، وتكون جملة لا نُكَلِّفُ اعتراضا بين المبتدأ والخبر، وفائدته أنه لما ذكر قوله: وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ نبه على أن ذلك العمل وسعهم وغير خارج عن قدرتهم، وفيه تنبيه للكفار على أن الجنة مع عظم محالها يوصل إليها بالعمل السهل من غير مشقة».
وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٣٢٣.
(٣) التبيان للعكبري: ١/ ٥٦٨، والدر المصون: ٥/ ٣٢٣.
(٤) قال القرطبي في تفسيره: ٧/ ٢٠٨: «أي ورثتم منازلها بعملكم، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله. كما قال: ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ، وقال: فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ... ».
(٥) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢١٥، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٦٨. -
- وأخرجه الطبري في تفسيره: (١٢/ ٤٤٩- ٤٥٢) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والسدي.
وانظر هذا القول في المحرر الوجيز: ٥/ ٥١٢، وزاد المسير: ٣/ ٢٠٤.
330
رِجالٌ قيل «١» : هم العلماء الأتقياء. وقيل «٢» : ملائكة يرون في صورة/ الرجال، وقيل «٣» : قوم جعلوا على تعريف أهل الجنة وأهل النار. [٣٤/ أ] وقيل «٤» : قوم توازنت حسناتهم سيئاتهم، وقفهم الله بالأعراف لم
(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: ١٢/ ٤٥٨ عن مجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٢٩، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٢٠٥ عن الحسن ومجاهد.
(٢) أخرجه الطبري في تفسيره: (١٢/ ٤٥٩، ٤٦٠) عن أبي مجلز.
ونقله المارودي في تفسيره: ٢/ ٢٩، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٥/ ٥١٤، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٢٠٦، والقرطبي في تفسيره: ٧/ ٢١٢ عن أبي مجلز أيضا.
قال ابن الجوزي: «واعترض عليه، فقيل: إنهم رجال، فكيف تقول ملائكة؟.
فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث»
.
وقال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جل ثناؤه فيهم: هم رجال يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم، ولا خبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصح سنده، ولا أنه متفق على تأويلها ولا إجماع من الأمة على أنهم ملائكة. فإذا كان ذلك كذلك، وكان ذلك لا يدرك قياسا، وكان المتعارف بين أهل لسان العرب أن «الرجال» اسم يجمع ذكور بني آدم دون إناثهم ودون سائر الخلق غيرهم، كان بيّنا أن ما قاله أبو مجلز من أنهم ملائكة قول لا معنى له، وأن الصحيح من القول في ذلك ما قاله سائر أهل التأويل غيره».
(٣) ذكره نحوه الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٤٣ فقال: «ويجوز أن يكون- والله أعلم- على الأعراف، على معرفة أهل الجنة وأهل النار هؤلاء الرجال».
وانظر هذا القول في تفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٩٢.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره: (١٢/ ٤٥٢- ٤٥٧) عن ابن مسعود، وابن عباس، وحذيفة، وسعيد بن جبير، والضحاك، والشعبي.
وأخرج الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٢٠، كتاب التفسير، عن حذيفة: «إنهم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة... ». وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي». -
ومما يشهد لهذا القول ما أورده ابن عطية في المحرر الوجيز: ٥/ ٥١٥ حيث قال: «وقع في مسند خيثمة بن سليمان في آخر الجزء الخامس عشر حديث عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة. ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار. قيل: يا رسول الله، فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون».
331
يدخلوا الجنة ولا النار، وهم يطمعون ويخافون. وعلى الأقاويل الأول يكون طمع يقين «١»، وحسن ذلك لعظم شأن المتوقع.
بِسِيماهُمْ بعلامتهم في نضرة الوجوه أو غبرتها، وهي «فعلى» من سام إبله: أرسلها في المرعى معلمة، أو من وسمت، نقلت الواو إلى موضع العين فيكون «عفلى» «٢».
٥١ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً: [اتخذوا أمر دينهم] كأمر دنياهم، والدنيا لهو وباطل، أو معناه: جعلوا عادتهم اللهو «٣».
فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ: نتركهم من رحمتنا «٤»، أو نعاملهم معاملة المنسيين في النار لا يخرجون منها.
٥٣ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ: ينتظرون ما يؤول إليه أمرهم من البعث والحساب.
فَيَشْفَعُوا لَنا: نصب على جواب التمني
(١) قال السمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٣٣٠: «والطمع هنا يحتمل أن يكون على بابه، وأن يكون بمعنى اليقين، قالوا: لقوله تعالى حكاية عن إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام: «والذي أطمع أن يغفر». [.....]
(٢) ينظر تفسير الطبري: ١٢/ ٤٦٤.
(٣) تفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٩٩.
(٤) أخرج الطبري في تفسيره: ١٢/ ٤٧٦ عن ابن عباس قال: «نتركهم من الرحمة، كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا». وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٤١، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٩٩، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢١٦.
بالفاء «١»، أَوْ نُرَدُّ: رفع بالعطف على تقدير: هل يشفع لنا شافع أو نرد «٢».
٥٤ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ: بين أنه مستو، أي: مستول عليه.
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ: يلبسه «٣».
٥٥ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ: الصائحين في الدعاء «٤».
٥٦ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ: على المعنى، أي: إنعامه وثوابه «٥»، أو تقديره: مكان رحمة الله أو زمانها «٦».
(١) إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٠، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٩٣، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢١٨، والدر المصون: ٥/ ٣٣٧.
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٤٢.
وانظر تفسير الطبري: ١٢/ ٤٨٢، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٠، وتفسير القرطبي:
٧/ ٢١٨.
(٣) قال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٤٨٣: «يورد الليل على النهار فيلبسه إياه، حتى يذهب نضرته ونوره».
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٤٢: «والمعنى أن الليل يأتي على النهار فيغطيه، ولم يقل يغشى النهار الليل، لأن في الكلام دليلا عليه، وقد جاء في موضع آخر: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ.
(٤) تفسير الطبري: (١٢/ ٤٨٦، ٤٨٧)، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٢٦.
(٥) ذكر الطبري هذا المعنى في تفسيره: (١٢/ ٤٨٧، ٤٨٨).
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٤٤: «إنما قيل: قَرِيبٌ لأن الرحمة والغفران في معنى واحد، كذلك كل تأنيث غير حقيقي»
.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣١، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٩٤، وتفسير الماوردي: ٢/ ٣٤، والدر المصون: ٥/ ٣٤٤.
(٦) أي على الظرفية، وهو قول الفراء في معاني القرآن: (١/ ٣٨٠، ٣٨١)، وأبي عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢١٦.
وانظر هذا القول عنهما في مشكل إعراب القرآن: ١/ ٢٩٤، وتفسير الماوردي: ٢/ ٣٤، والبحر المحيط: ٤/ ١٣١، والدر المصون: (٥/ ٣٤٥، ٣٤٦).
وخطّأ الزجاج هذا القول في معاني القرآن: ٢/ ٣٤٥ بقوله: «وهذا غلط، لأن كل ما قرب بين مكان أو نسب فهو جار على ما يصيبه من التأنيث والتذكير».
٥٧ يرسل الرّيح نشرا «١» جمع «نشور» «٢» ك «رسول» و «رسل» لأنّها تنشر السّحاب، والتثقيل حجازية والتخفيف لتميم «٣»، أو هو بالتخفيف مصدر كالكره، والضعف. ومن قرأ بفتح النون «٤» فعلى المصدر والحال «٥»، أي: ذوات نشر أو ناشرات، كقوله «٦» : يَأْتِينَكَ سَعْياً.
أَقَلَّتْ سَحاباً: الإقلال حمل الشيء بأسره «٧»، كأنه يقلّ في قوة الحامل.
لِبَلَدٍ مَيِّتٍ موته تعفّى مزارعه، ودروس مشاربه «٨».
بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ: أي: قدّام المطر، كما يقدم الشّيء بين يدي الإنسان «٩».
فَأَخْرَجْنا بِهِ بالماء أو بالبلد «١٠».
(١) نشرا: بضم النون والشين قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن كثير.
السبعة لابن مجاهد: ٢٨٣، والتبصرة لمكي: ٢٠٣.
(٢) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٦٩، وقال: «ونشر الشيء ما تفرق منه يقال اللهم اضمم إلى نشري، أي ما تفرق من أمري».
وانظر تفسير الطبري: ١٢/ ٤٩١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٤٥، والكشف لمكي:
١/ ٤٦٥، والبحر المحيط: ٤/ ٣١٦، والدر المصون: ٥/ ٣٤٧.
(٣) ينظر الكتاب لسيبويه: ٤/ ١١٣، واللسان: ٥/ ٢٠٧ (نشر).
(٤) وهي قراءة حمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٢٨٣، والتبصرة لمكي: ٢٠٣.
(٥) البحر المحيط: ٤/ ٣١٦، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٣٤٨: «ووجهها أنها مصدر واقع موقع الحال بمعنى ناشرة، أو منشورة، أو ذات نشر... ». [.....]
(٦) سورة البقرة: آية: ٢٦٠.
(٧) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٦٩، وتفسير الطبري: ١٢/ ٤٩٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٤٥، والمفردات للراغب: ٤١٠.
(٨) تفسير الطبري: ١٢/ ٤٩٢.
(٩) قال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٤٩٢: «والعرب كذلك تقول لكل شيء حدث قدام شيء وأمامه: جاء بين يديه، لأن ذلك من كلامهم جرى في أخبارهم عن بني آدم، وكثر استعماله فيهم، حتى قالوا ذلك في غير ابن آدم وما لا بد له».
(١٠) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٤٥: «جائز أن يكون: فأنزلنا بالسحاب الماء فأخرجنا- به من كل الثمرات. الأحسن- والله أعلم-. فأخرجنا بالماء من كل الثمرات، وجائز أن يكون: فأخرجنا بالبلد من كل الثمرات، لأن البلد ليس يخصّ به هاهنا بلد سوى سائر البلدان».
وانظر زاد المسير: ٣/ ٢١٩، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٣٠.
٥٩ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ رفع غَيْرُهُ على الصفة بموضع إِلهٍ أي:
ما إله غيره لكم. ويجوز على البدل من إِلهٍ واعتبار حذف المبدل كأنه:
ما غيره لكم. أو هو اسم «ما» أخر، أي: ما غيره لكم إله «١». وجرّه «٢» على الصفة للإله «٣»، واسم «ما» في قوله: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ في الجملة من الصفة/ والموصوف، وخبره في لَكُمْ أي: ما من إله غير الله [٣٤/ ب] لكم.
٦٠، ٦٥ إِنَّا لَنَراكَ: يجوز بمعنى العلم «٤»، وبرؤية العين، وللرأي الذي هو غالب الظن «٥».
٧٢ وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ استأصلناهم عن آخرهم «٦».
والدابر: الكائن خلف الشيء، وضده: القائد، وفي حديث عمر «٧» :
«كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا» أي يخلفنا «٨».
(١) راجع ما سبق في مشكل إعراب القرآن: (١/ ٢٩٥، ٢٩٦)، والتبيان للعكبري: ١/ ٥٧٧، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٣٣، والبحر المحيط: ٤/ ٣٢٠، والدر المصون: ٥/ ٣٥٤.
(٢) أي جر «غير»، وهي قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: ٢٨٤، والتبصرة لمكي:
٢٠٣.
(٣) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٨٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٤٨، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٤، والبحر المحيط: ٤/ ٣٢٠.
(٤) قال الراغب في المفردات: ٢٠٩: «ورأى إذا عدّي إلى مفعولين اقتضى معنى العلم».
(٥) المفردات للراغب: ٢٠٩، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٣٦، والدر المصون: ٥/ ٣٥٥.
(٦) تفسير الطبري: ١٢/ ٥٢٤، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٦٧.
(٧) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٨/ ١٢٦، كتاب الأحكام، باب «الاستخلاف».
(٨) قال الخطابي في كتابه غريب الحديث: ٢/ ٦٣: «قوله: يدبرنا معناه: يخلفنا بعد موتنا ويبقى خلافنا».
٧٣ وَإِلى ثَمُودَ يصرف «ثمود» على اسم الحي، ولا يصرف على القبيلة «١»، والأولى ترك صرفه في الجر لأنه أخف.
٨٢ وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ: الوجه نصب جَوابَ لأن الاسم بعد «إلا» وقع موقع الإيجاب لأن ما قبلها كان نفيا «٢».
٨٦ وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ: «قعد» يتعاقب عليه حروف الإضافة، قعد به، وفيه، وعليه، لانتظامه معنى الإلصاق، والاستعلاء، والحلول «٣».
٨٨ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا: على التغليب أن متّبعيه قد كانوا فيها «٤»، أو
(١) تفسير الطبري: ١٢/ ٥٢٥.
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٤٨: «وثمود في كتاب الله مصروف وغير مصروف.
فأما المصروف فقوله: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ [هود: ٦٨] الثاني غير مصروف، فالذي صرفه جعله اسما للحي، فيكون مذكرا سمي به مذكر، ومن لم يصرفه جعله اسما للقبيلة»
.
وانظر إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٦، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٦٨، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٣٨، والدر المصون: ٥/ ٣٦١. [.....]
(٢) ينظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٥٢، والدر المصون: ٥/ ٣٧٣.
(٣) معاني القرآن للأخفش: ١/ ٥٢٧.
وقال الطبري في تفسيره: ١٢/ ٥٥٨: «ولو قيل في غير القرآن: «لا تقعدوا في كل صراط»، كان جائزا فصيحا في الكلام، وإنما جاز ذلك لأن الطريق ليس بالمكان المعلوم، فجاز ذلك كما جاز أن يقال: «قعد له بمكان كذا، وعلى مكان كذا، وفي مكان كذا».
وانظر إعراب القرآن للنحاس: (٢/ ١٣٨، ١٣٩)، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٨٢، والدر المصون: ٥/ ٣٧٦.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٣٩ فقال: «فإن قيل: فالعود إلى الشيء الرجوع إليه بعد الخروج منه فهل كان شعيب على ملة قومه من الكفر حتى يقول: إنا عدنا في ملتكم؟ ففي الجواب عنه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن هذه حكاية عمن اتبع شعيبا من قومه الذين كانوا قبل اتباعه على ملة الكفر.
والثاني: أنه قال ذلك على التوهم أنه لو كان عليها لم يعد عليها.
والثالث: أنه يطلق ذكر العود على المبتدئ بالفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله من قولهم:
قد عاد على فلان مكروه وإن لم يسبقه بمثله... »
.
وانظر زاد المسير: ٣/ ٢٣٠، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٨٤، والبحر المحيط: ٤/ ٣٤٢.
على التوهم أنه كان فيها.
٨٩ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ: ما يجوز التعبد به مما في ملتهم «١».
٩٢ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا: لم يقيموا إقامة مستغن بها عن غيرها «٢».
٩٤ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ: بمعنى اللام «٣». أو عاملناهم معاملة الشّاك مظاهرة في الحجة.
٩٥ عَفَوْا: كثروا «٤»، وأصله الترك، أي: تركوا حتى كثروا.
٩٧ أَفَأَمِنَ: إنما يدخل ألف الاستفهام على فاء العطف مع منافاة العطف الاستئناف لأن التنافي في المفرد، إذ الثاني إذا عمل فيه الأول كان من الكلام الأول، والاستئناف يخرجه عن أن يكون منه، ويصح ذلك في عطف جملة على جملة لأنه على الاستئناف جملة بعد جملة «٥».
١٠١ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ: أي: عتوهم في الكفر يمنعهم عنه.
١٠٣ فَظَلَمُوا بِها: ظلموا أنفسهم بها، أو جعلوا بدل الإيمان الكفر بها
(١) ينظر هذا القول في إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٣٩، وتفسير الماوردي: ٢/ ٣٩، والمحرر الوجيز: ٦/ ٥، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٨٦.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٠، وتفسير الطبري: ١٢/ ٥٦٩.
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٥٨: «أي: كأن لم ينزلوا فيها. قال الأصمعي:
المغاني: المنازل التي نزلوا بها، يقال غنينا بمكان كذا وكذا، أي نزلنا به، ويكون كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا كأن لم ينزلوا كأن لم يعيشوا فيها مستغنين»
.
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٣/ ٥٥، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٥٢، والبحر المحيط:
٤/ ٣٤٦.
(٣) أي: ليتضرعوا ويتذللوا.
ينظر الكشاف: ٢/ ٩٧.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٢٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٠، وتفسير الطبري: ١٢/ ٥٧٣.
(٥) البحر المحيط: (٤/ ٣٤٨، ٣٤٩)، والدر المصون: ٥/ ٣٩٠.
[ فإذا هي ] " إذا " هاهنا١ للمفاجأة، وليست التي للجزاء، وهي من ظروف المكان بمنزلة " ثم " و " هناك " ٢.
١ في أ هذه..
٢ انظر الدر المصون ج٥ ص٤٠٦..
لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه «١».
فَإِذا هِيَ «٢» :«إذا» هذه للمفاجأة «٣» وليست التي للجر، وهي من ظروف المكان بمنزلة «ثمّ» و «هناك».
١١١ أَرْجِهْ: أخّره «٤»، أو احبسه «٥».
(١) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٢٣، وتفسير الطبري: ١٣/ ١٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٦٢، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ١٩٨.
(٢) من قوله تعالى: فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ [الأعراف: ١٠٧]، أو من قوله تعالى: وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ [الأعراف: ١٠٨].
(٣) وهو قول المبرد في المقتضب: (٣/ ١٧٨، ٢٧٤).
وذكره النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ١٤٢، ومكي في مشكل إعراب القرآن: ١/ ٢٩٧، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٦/ ٢٧، والسّمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٤٠٦ عن المبرد أيضا.
ورجحه أبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٣٥٧ فقال: «والصحيح الذي عليه شيوخنا أنها ظرف مكان كما قاله المبرد، وهو المنسوب إلى سيبويه... ».
وقال السمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٤٠٦: «المشهور عند الناس قول المبرد وهو مذهب سيبويه، وأما كونها زمانا فهو مذهب الرياشي، وعزي لسيبويه أيضا... ».
(٤) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٨٨، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٢٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٠.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٣/ ٢٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٤ عن ابن عباس، والحسن.
ونقله البغوي في تفسيره: ٢/ ١٨٦ عن عطاء.
قال النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٦٢: «والمعروف عند أهل اللغة، أن يقال: أرجأت الأمر إذا أخرته».
(٥) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٨٨. وأخرجه الطبري في تفسيره: ١٣/ ٢٢ عن قتادة.
وعزاه الماوردي في تفسيره: ٢/ ٤٤، والفخر الرازي في تفسيره: ١٤/ ٢٠٧ إلى قتادة والكلبي.
قال الفخر الرازي: «قال المحققون: هذا القول ضعيف لوجهين:
الأول: أن الإرجاء في اللغة هو التأخير لا الحبس.
والثاني: أن فرعون ما كان قادرا على حبس موسى بعد ما شاهد حال العصا»
.
١١٦ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ: استدعوا رهبتهم «١».
١٢٢ رَبِّ مُوسى وَهارُونَ جاز نبيان في وقت واحد، ولا يجوز إمامان لأن الإمام لما كان يقام بالاجتهاد كان إقامة/ الواحد أبعد من اختلاف [٣٥/ أ] الكلمة وأقرب إلى الألفة.
١٢٤ مِنْ خِلافٍ: كل واحد منهما من شق «٢».
١٣٠ بِالسِّنِينَ: بالجدب «٣».
١٣١ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى: يتشاءموا.
طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ: الطائر اسم للجمع غير مكسر «٤»، أي: ما يجري به الطير من السعادة والشقاوة والنفع والضر.
١٣٢ مَهْما تَأْتِنا: أي شيء، وهو «مه» بمعنى كف، دخلت على «ما» بمعنى الشرط «٥».
(١) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٦٦.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٢٤٠، والفخر الرازي في تفسيره: ١٤/ ٢١٢ عن الزجاج. [.....]
(٢) قال الطبري رحمه الله في تفسيره: ١٣/ ٣٤: «يقول تعالى ذكره، مخبرا عن قيل فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله وصدقوا رسوله موسى: لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وذلك أن يقطع من أحدهم يده اليمنى ورجله اليسرى، أو يقطع يده اليسرى ورجله اليمنى، فيخالف بين العضوين في القطع، فمخالفته في ذلك بينهما هو القطع من خلاف».
(٣) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٩٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٢٥، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧١، وتفسير الطبري: ١٣/ ٤٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٦٨، والمفردات للراغب: ٢٤٥.
(٤) نقل المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: ١/ ٣٦٤ عن سيبويه. وقال:
«فيكون المعنى على الجمع ما يجري به الطير، وهي جمع أيضا من السعادة والشقاوة، والنفع والضر، والجدب والخصب. فكلها من عند الله لا صنع فيه لخلق ولا عمل لطير».
وانظر تفسير الطبري: ١٣/ ٤٨، وتفسير الماوردي: ٢/ ٤٩، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٦٥.
(٥) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٦٩ ولفظ الزجاج: «جائز أن تكون «مه» بمعنى الكف، كما تقول: مه، أي: اكفف، وتكون «ما» الثانية للشرط والجزاء، كأنهم قالوا- والله أعلم:
«اكفف ما تأتينا به من آية».
ينظر هذا القول أيضا في إعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٤٦، ومشكل إعراب القرآن لمكي:
١/ ٢٩٩، والتبيان للعكبري: ١/ ٥٩٠، والدر المصون: ٥/ ٤٣١.
١٣٩ مُتَبَّرٌ: مهلك، من التبار «١».
١٤٣ تَجَلَّى رَبُّهُ: ظهر وبان بأمره «٢» الذي أحدثه في الجبل.
دَكًّا: مدكوكا، كقوله «٣» : خَلْقُ اللَّهِ أي: مخلوقه.
أو ذا دك. أو دكّه دكا مصدر على غير لفظ الفعل «٤»، كقوله «٥» :
تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً ومعناه: جعل أحجارها ترابا وسوّاه على وجه الأرض.
ناقة دكّاء: لا سنام بها «٦»، وقريء بها «٧»، أي: جعل الجبل أرضا دكاء مثل هذه الناقة.
صَعِقاً: مغشيا عليه.
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ: إنه لا يراك أحد في الدنيا «٨» وسؤاله الرؤية في
(١) تفسير الطبري: ١٣/ ٨٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٧١، والمفردات للراغب: ٧٢، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٧٣، واللسان: ٤/ ٨٨ (تبر).
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٢، وتفسير الماوردي: ٢/ ٥٤.
قال أبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٣٨٤: «والظاهر نسبة التجلي إليه تعالى على ما يليق به... ».
(٣) سورة لقمان: آية: ١١.
(٤) ينظر معاني القرآن للأخفش: ٢/ ٥٣١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٧٣، وتفسير الفخر الرازي: ١٤/ ٢٤٤، والبحر المحيط: ٤/ ٣٨٤، والدر المصون: ٥/ ٤٠٥.
(٥) سورة الأنعام: آية: ٦٣.
(٦) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٢٢٨: «ويقال: ناقة دكّاء أي ذاهبة السّنام مستو ظهرها أملس، وكذلك أرض دكّاء».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٢، وتفسير الطبري: ١٣/ ١٠١، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٧٩.
(٧) بالمد وفتح الهمزة بغير تنوين. وهي قراءة حمزة والكسائي.
السبعة لابن مجاهد: ٢٩٣، والتبصرة لمكي: ٢٠٧.
(٨) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٧٤، ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٥٥ عن ابن- عباس، والحسن.
وانظر تفسير البغوي: ٢/ ١٩٨، وزاد المسير: ٣/ ٢٥٨.
الدنيا على وجه استخراج الجواب لقول قومه: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً.
١٤٨ لَهُ خُوارٌ: قيل «١» : إن الروح لم يدخلها، وإنما جعل له خروق يدخلها الريح فيسمع كالخوار «٢»، وإن صار ذا روح يشبه المعجزة لإجراء الله العادة أن القبضة من أثر الملك إذا ألقيت على أية صورة حييت.
١٤٩ سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ: يقال للعاجز النادم سقط، وأسقط في يده فهو مسقوط. ويقرأ «سقط» «٣»، ومعناه أيضا الندم.
١٥٠ أَسِفاً: حزينا «٤». وقيل «٥» : شديد الغضب.
(١) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٧٧: «والجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز، إنما معنى الجسد معنى الجثة فقط».
ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: (٣/ ٢٦١، ٢٦٢) عن ابن الأنباري قال: «ذكر الجسد دلالة على عدم الروح منه، وأن شخصه شخص مثال وصورة، غير منضم إليهما روح ولا نفس».
(٢) الخوار صوت البقر.
مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٢٨، والمفردات للراغب: ١٦٠، وزاد المسير: ٣/ ٢٦٢، واللسان: ٤/ ٢٦١ (خور). [.....]
(٣) بفتح السين والقاف مبنيا للفاعل، وتنسب هذه القراءة إلى ابن السميفع، وأبي عمران الجوني.
ينظر الكشاف: ٢/ ١١٨، وزاد المسير: ٣/ ٢٦٣، والبحر المحيط: ٤/ ٣٩٤.
وفي توجيه هذه القراءة قال النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٨١: «أي: ولما سقط الندم في أيديهم».
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٣/ ١٢١ عن ابن عباس، والحسن، والسدي.
وانظر تفسير الماوردي: ٢/ ٥٧، وتفسير البغوي: ٢/ ٢٠١.
(٥) أخرجه الطبري في تفسره: (١٣/ ١٢٠، ١٢١) عن أبي الدرداء. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٧٣ وقال: «يقال: أسفني فأسفت، أي: أغضبني فغضبت».
وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٧٨، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٨٢.
قالَ ابْنَ أُمَّ: بالفتح «١» على جعل الاسمين اسما واحدا «٢»، كقوله: جئته صباح مساء. وبالكسر «٣» على حذف ياء الإضافة «٤».
١٥٤ وَلَمَّا سَكَتَ: أولى من «سكن» لتضمنه مع سكون الغضب سكوته عن أخيه، ومن كلام العرب: جرى الوادي ثلاثا ثم سكت، أي: انقطع «٥».
وسكون غضبه لأنهم تابوا «٦».
لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ: اللام بمعنى التعدية لأن المفعول إذا تقدم ضعف عمل الفعل فكان كما لم يتعد «٧»، أو في معنى من أجله «٨».
(١) وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم في رواية حفص.
السبعة لابن مجاهد: ٢٩٥، والتبصرة لمكي: ٢٠٧.
(٢) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٩٣، وتفسير الطبري: ١٣/ ١٢٨.
قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٧٨: «فمن قال «ابن أمّ» بالفتح فإنه إنما فتحوا في «ابن أمّ» و «ابن عم» لكثرة استعمالهم هذا الاسم، وأن النداء كلام محتمل للحذف فجعلوا «ابن» و «أمّ» شيئا واحدا نحو خمسة عشر».
وانظر الكشف لمكي: ١/ ٤٧٨، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٩٠، والبحر المحيط: ٤/ ٣٩٦.
(٣) وهي قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية شعبة.
السبعة لابن مجاهد: ٢٩٥، والتبصرة لمكي: ٢٠٧.
(٤) قال مكي في الكشف: ١/ ٤٧٩: «وحجة من كسر أنه لما يدخل الكلام تغيير، قبل حذف الياء، استخف حذف الياء، لدلالة الكسرة عليها، ولكثرة الاستعمال، فهو نداء مضاف بمنزلة قولك: يا غلام غلام... ».
وانظر توجيه هذه القراءة أيضا في تفسير القرطبي: ٧/ ٢٩٠، والبحر المحيط: ٤/ ٣٩٦، والدر المصون: ٥/ ٤٦٧.
(٥) في تفسير القرطبي: ٧/ ٢٩٣: «أي أمسك عن الجري».
وانظر البحر المحيط: ٤/ ٣٩٨، والدر المصون: (٥/ ٤٧١، ٤٧٢).
(٦) قال أبو حيان في البحر المحيط: ٤/ ٣٩٨: «سكوت غضبه كان- والله أعلم- بسبب اعتذار أخيه وكونه لم يقصر في نهي بني إسرائيل عن عبادة العجل... ».
(٧) قال الزمخشري في الكشاف: ٢/ ١٢١: «دخلت اللام لتقدم المفعول لأن تأخر الفعل عن مفعوله يكسبه ضعفا، ونحوه لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ، وتقول: لك ضربت».
وانظر تفسير الفخر الرازي: ١٥/ ١٧، وتفسير القرطبي: ٧/ ٢٩٣، والدر المصون: ٥/ ٤٧٢.
(٨) أي من أجل ربهم يرهبون. -
ينظر معاني القرآن للأخفش: ٢/ ٥٣٥، وتفسير الطبري: ١٣/ ١٣٩، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٥٤، والتبيان للعكبري: ١/ ٥٩٦، والبحر المحيط: ٤/ ٣٩٨.
١٥٧ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ: ويقطع عنهم إصرهم، وَالْأَغْلالَ المواثيق الغلاظ التي هي كالأغلال «١».
١٥٨ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً: جَمِيعاً حال من الكاف والميم في إِلَيْكُمْ، والعامل معنى الفعل في رَسُولُ «٢».
١٦٠ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً/ بدل «٣»، ولو كان تمييزا لكان «سبطا» [٣٥/ ب] كقوله: اثني عشر رجلا «٤»، أو هو صفة موصوف محذوف كأنه: اثنتي عشرة فرقة أسباطا، ولذلك أنّثت.
١٦٣ شُرَّعاً: ظاهرة على الماء «٥»، ومنه الطريق الشارع «٦».
يَسْبِتُونَ: يدعون السّمك في السّبت، ويَسْبِتُونَ «٧» : يقيمون السبت.
(١) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٧٣: «هي الفرائض المانعة لهم من أشياء رخّص فيها لأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله».
(٢) الكشاف: ٢/ ١٢٣، والبحر المحيط: ٤/ ٤٠٥.
(٣) يريد أن أَسْباطاً بدل من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.
ينظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٨٣، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٣٠٣، وتفسير الفخر الرازي: ١٥/ ٣٦. [.....]
(٤) في نسخة «ك» : كقولك: اثنا عشر فرقة أسباطا، وفي وضح البرهان: ١/ ٣٦٧: «كما يقال: عشر رجلا».
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٣/ ١٨٣، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٨٤، وتفسير الماوردي: ٢/ ٦٥، وتفسير البغوي:
٢/ ٢٠٨، وزاد المسير: ٣/ ٢٧٧، وتفسير القرطبي: ٧/ ٣٠٥.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٤، وتفسير الطبري: ١٣/ ١٨٣، وتفسير الفخر الرازي:
١٥/ ٤٠.
(٧) بضم الياء وكسر الباء، وتنسب هذه القراءة إلى الحسن كما في إتحاف فضلاء البشر:
٢/ ٦٦، والبحر المحيط: ٤/ ٤١١.
قال أبو حيان: «من أسبت: إذا دخل في السبت».
١٦٤ قالُوا مَعْذِرَةً: موعظتنا معذرة «١»، فحذف المبتدأ، أو: معذرة إلى الله نريدها، فحذف الخبر.
ومن نصبه «٢» فعلى المصدر، أي: نعتذر معذرة «٣».
١٦٥ بِعَذابٍ بَئِيسٍ: من بئس باسة إذا شجع وصار مقدامة، أي: عذاب مقدم عليهم غير متأخر عنهم.
ومن قرأ بيس «٤» - فعلى الوصف مثل «نقض» «٥» - و «نضو» أو
(١) بالرفع وعلى هذه القراءة القراء السبعة إلا عاصما في رواية حفص كما في السبعة لابن مجاهد: ٢٩٦، والتبصرة لمكي: ٢٠٨.
واختار سيبويه في الكتاب: ١/ ٢٢٠ لأنهم: «لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليموا عليه، ولكنه قيل لهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً؟ قالوا: موعظتنا معذرة إلى ربكم.
ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا، يريد اعتذارا، لنصب»
.
قال النحاس في إعراب القرآن: ٢/ ١٥٨ بعد أن ذكر قول سيبويه: «وهذا من دقائق سيبويه رحمه الله ولطائفة التي لا يلحق فيها».
(٢) هو عاصم في رواية حفص.
(٣) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٨٦، وإعراب القرآن للنحاس: ٢/ ١٥٨، والكشف لمكي:
١/ ٤٨١، والتبيان للعكبري: ١/ ٦٠٠، والدر المصون: ٥/ ٤٩٥.
(٤) قرأ نافع، وأبو جعفر بكسر الباء وياء ساكنة، وقرأ ابن عامر بهمزة ساكنة بئس.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٢٩٦، والتبصرة لمكي: ٢٠٨، والنشر: ٣/ ٨٢.
ذكر السمين الحلبي في توجيه القراءتين أربعة أوجه:
«أحدها: أن هذا في الأصل فعل ماض سمّي به فأعرب كقوله عليه السلام: «أنهاكم عن قيل وقال» بالإعراب والحكاية، وكذا قولهم: «مذ شبّ إلى دبّ» و «مذ شبّ إلى دبّ» فلما نقل إلى الاسمية صار وصفا. ك «نضو» و «نقض» والثاني: أنه وصف وضع على فعل ك «حلف».
والثالث: أن أصله «بيئس» كالقراءة المشهورة، فخفف الهمزة، فالتقت ياءان ثم كسر الباء اتباعا ك «رغيف» و «شهيد»، فاستثقل توالي ياءين بعد كسرة، فحذفت الياء المكسورة فصار اللفظ «بئس»، وهو تخريج الكسائي.
الرابع: أن أصله «بئس» بزنة «كتف» ثم أتبعت الباء للهمزة في الكسر، ثم سكنت الهمزة ثم أبدلت ياء. وأما قراءة ابن عامر فتحتمل أن تكون فعلا منقولا، وأن تكون وصفا كحلف» اهـ.
(٥) النّقض والنقضة:
هما الجمل والناقة اللذان قد هزلتهما وأدبرتهما والنّقض- بالكسر البعير الذي أنضاه السفر، وكذلك النضو.
ينظر اللسان: ٧/ ٢٤٣، تاج العروس: ١٩/ ٨٩ (نقض).
كان بئيسا» فخففت الهمزة، ونقلت حركة العين إلى الفاء كما قيل: كبد وكبد «١».
١٦٧ تَأَذَّنَ رَبُّكَ: تألّى «٢» وأقسم قسما سمعته الآذان.
وقيل «٣» : أمر. أو أعلم، من «آذن» «٤».
لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ: يعني العرب تأخذهم بالجزية والذلة «٥».
١٦٨ وَقَطَّعْناهُمْ: شتتنا شملهم.
١٦٩ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى: يرتشون على الحكم «٦».
وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ: أي: لا يكفيهم شيء ولا يشبعهم مال.
أو يأخذون من الخصم الآخر كما من الأول «٧».
(١) الكشاف: ٢/ ١٢٧، والبحر المحيط: ٤/ ٤١٣، والدر المصون: ٥/ ٤٩٦.
(٢) بمعنى حلف وأقسم، وهو قول الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٨٧، وذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٦٦، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٢٧٩ عن الزجاج أيضا.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٣/ ٢٠٤ عن مجاهد.
ونقله البغوي في تفسيره: ٢/ ٢٠٩ عن مجاهد أيضا.
(٤) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٤، وتفسير الطبري: ١٣/ ٢٠٤، وذكره النحاس في معاني القرآن: ٣/ ٩٦، وقال: «وهذا قول حسن، لأنه يقال: تعلم بمعنى أعلم».
وانظر تفسير الماوردي: ٢/ ٦٦، وتفسير البغوي: ٢/ ٢٠٩، وزاد المسير: ٣/ ٢٧٩.
(٥) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٦٦.
وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: (١٣/ ٢٠٥- ٢٠٧) عن ابن عباس، وقتادة، وسعيد بن جبير، والسدي. [.....]
(٦) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٨٨.
وانظر تفسير الطبري: ١٣/ ٢١١، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ٩٩، وتفسير الماوردي:
٢/ ٦٧، والمحرر الوجيز: ٦/ ١٢٨.
(٧) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: ١٣/ ٢١٤ عن ابن زيد.
ونقله القرطبي في تفسيره: ٧/ ٣١٢ عن ابن زيد أيضا.
وَدَرَسُوا ما فِيهِ: تركوه حتى صار دارسا، أو تلوه ودرسوه ثم خالفوه مع تلاوته «١».
١٧١ نَتَقْنَا الْجَبَلَ: قلعناه ورفعناه من أصله «٢»، وسببه أنهم أبو قبول فرائض التوراة «٣».
وَظَنُّوا: قوي في نفوسهم وقوعه إن لم يقبلوا «٤».
١٧٢ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ: قال ابن عباس «٥» : أخرج الله من ظهر آدم ذريته، وأراه إياهم كهيئة الذر، وأعطاهم من العقل، وقال: هؤلاء
(١) نص هذا الكلام في تفسير الماوردي: ٢/ ٦٧ دون عزو.
وانظر تفسير القرطبي: ٧/ ٣١٢.
(٢) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٩٩، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٣٢، وتفسير الطبري:
١٣/ ٢١٧، والمفردات للراغب: ٤٨٢، وزاد المسير: ٣/ ٢٨٣.
(٣) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٧٤: «وكان نتق الجبل أنه قطع منه شيء على قدر عسكر موسى فأظل عليهم، وقال لهم موسى: إما أن تقبلوا التوراة وإما أن يسقط عليكم».
ونقل الماوردي في تفسيره: ٢/ ٦٨ عن مجاهد قال: «وسبب رفع الجبل عليهم أنهم أبوا أن يقبلوا فرائض التوراة لما فيها من المشقة، فوعظهم موسى فلم يقبلوا، فرفع الجبل فوقهم، وقيل لهم: إن أخذتموه بجد واجتهاد وإلا ألقى عليكم».
قال الماوردي: «واختلف في سبب رفع الجبل عليهم هل كان انتقاما منهم أو إنعاما عليهم؟ على قولين:
أحدهما: أنه كان انتقاما بالخوف الذي دخل عليهم.
والثاني: كان إنعاما لإقلاعهم به عن المعصية»
.
(٤) تفسير الماوردي: ٢/ ٦٨.
(٥) روي نحوه موقوفا على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وروي مرفوعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرجه مرفوعا الإمام أحمد في مسنده: ٤/ ١٥١، حديث رقم (٢٤٥٥).
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «إسناده صحيح».
وأخرجه مرفوعا أيضا الطبري في تفسيره: ١٣/ ٢٢٢، والحاكم في المستدرك: ١/ ٢٧، كتاب الإيمان، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي- مرفوعا- في مجمع الزوائد: (٧/ ٢٨)، كتاب التفسير، باب «سورة الأعراف»، وقال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
ولدك آخذ عليهم الميثاق أن يعبدوني.
وإنما أنسانا الله ذلك ليصح الاختبار ولا نكون مضطرين، وفائدته علم آدم وما يحصل له من السرور بكثرة ذريته.
وقيل «١» : إنهم بنو آدم الموجودون على الدهر، فإن الله أشهدهم على أنفسهم بما أبدع فيها من دلائل التوحيد حتى صاروا/ بمنزلة من قيل لهم: [٣٦/ أ] ألست بربكم؟ قالوا: بلى على وجه الدلالة والاعتبار.
١٧٥ آتَيْناهُ آياتِنا: أمية ابن [أبي] «٢» الصلت. وقيل «٣» : بلعم بن
(١) تفسير ابن كثير: ٣/ ٥٠٦.
(٢) ما بين المعقوفين عن نسخة «ك» و «ج»، وعن هامش الأصل الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى.
وأمية بن أبي شاعر جاهلي، أدرك الإسلام لكنه لم يسلم، توفي في السنة الخامسة للهجرة.
أخباره في: طبقات فحول الشعراء: (١/ ٢٦٢- ٢٦٧)، والشعر والشعراء: (١/ ٤٥٩- ٤٦٢)، والمعارف لابن قتيبة: ٦٠.
وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال في قوله تعالى: آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها أنه أمية بن أبي الصّلت.
أخرج ذلك عبد الرزاق في تفسيره: ١٩٣، والنسائي في التفسير: ١/ ٥٠٨ حديث رقم (٢١٢)، والطبري في تفسيره: (١٣/ ٢٥٥- ٢٥٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٦٧٥.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٦٠٩، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والطبراني- كلهم- عن عبد الله بن عمرو.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٣/ ٥٠٨: «وقد روي من غير وجه عنه، وهو صحيح إليه، وكأنه إنما أراد أن أميّة بن أبي الصّلت يشبهه فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه... ».
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره: (١٣/ ٢٥٣- ٢٥٥) عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة.
وينظر تاريخه: (١/ ٤٣٧- ٤٣٩)، والتعريف والإعلام للسهيلي: ٦١.
وأخرج الطبري في تفسيره: ١٣/ ٢٧٣، وابن أبي حاتم في تفسيره: ٦٧٩ (سورة الأعراف)، عن قتادة قال: «هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه... ».
وقال الطبري- رحمه الله- بعد أن ذكر الأقوال في اسم هذا الرجل: «والصواب من القول- في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يتلو على قومه خبر رجل كان أتاه حججه وأدلته، وهي الآيات وجائز أن يكون الذي كان الله آتاه ذلك بلعم، وجائز أن يكون أمية... ».
انظر تفسيره: (١٣/ ٢٥٩، ٢٦٠).
باعوراء «١» كان عنده اسم الله الأعظم فدعا به على موسى.
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ: أتبعته: لحقته، وتبعته: سرت خلفه «٢»، أي:
لحقه الشّيطان فأغواه».
١٧٦ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ سكن إليها ورضى بما عليها، وأصله اللزوم على الدوام، والمخلّد من لا يكاد يشيب أو يتغير.
أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ: كل شيء [يلهث] «٤» فإنما يلهث من تعب أو عطش، والكلب يلهث في كل حال، فالكافر يتبع هواه أبدا «٥».
(١) كذا ورد في رواية الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وذكره السهيلي في التعريف والإعلام: ٦١، والكرماني في غرائب التفسير: ١/ ٤٢٧.
وقيل: هو بلعم بن أبر، وقيل: بلعم بن باعر، وقيل: هو من بني إسرائيل، وقيل: من الكنعانيين، وقيل: من العمالقة.
ينظر الاختلاف في اسمه ونسبه في المحبّر لابن حبيب: ٣٨٩، وتاريخ الطبري: ١/ ٤٣٧، ومروج الذهب للمسعودي: ١/ ٥٢.
وفي التعريف والإعلام للسهيلي: «وأصله من بني إسرائيل ولكنه كان مع الجبارين وكان قد أوتي الاسم الأعظم، فسألوه أن يدعو على موسى وجيشه فأبى، فأرى في المنام ألّا يفعل فلم يزالوا به حتى فتنوه، فقلب لسانه فأراد أن يدعو على موسى فدعا على قومه، وخلع الإيمان من قلبه ونسي الاسم الأعظم... ».
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٤، وتفسير الماوردي: ٢/ ٧١، وزاد المسير: ٣/ ٢٨٩.
(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي: ٢/ ٧١.
وقال الطبري في تفسيره: ١٣/ ٢٦١: «وقوله: فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ يقول فصيّره لنفسه تابعا ينتهي إلى أمره في معصية الله، ويخالف أمر ربه في معصية الشيطان وطاعة الرحمن».
(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ج». [.....]
(٥) تفسير الطبري: ١٣/ ٢٧٣، وزاد المسير: ٣/ ٢٩٠.
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٩١: «ضرب الله عز وجل بالتارك لآياته والعادل عنها أخس مثل في أخسّ أحواله، فقال عز وجل: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إذا كان الكلب- لهثان، وذلك أن الكلب إذا كان يلهث فهو لا يقدر لنفسه على ضرّ ولا نفع، لأن التمثيل به على أنه يلهث على كل حال حملت عليه أو تركته، فالمعنى: فمثله كمثل الكلب لاهثا. ثم قال: ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وقال: ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ... المعنى: ساء مثلا مثل القوم».
١٧٩ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ: لما كان عاقبتهم جهنم كأنه خلقهم لها «١».
بَلْ هُمْ أَضَلُّ: لأنها «٢» لا تدع ما فيه صلاحها حتى النملة والنحلة، وهم كفروا مع وضوح الدلائل «٣».
١٨٠ يُلْحِدُونَ: لحد وألحد: مال عن الحق «٤».
وقال الفراء «٥» : اللّحد: الميل، والإلحاد بمعنى الإعراض. وإلحادهم في أسماء الله قولهم: اللات من الله، والعزى من العزيز «٦».
١٨١ وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ: عن النبي عليه السلام:
أنها هذه الأمة «٧».
(١) وتسمى اللام في قوله تعالى: لِجَهَنَّمَ لام العاقبة.
(٢) الضمير عائد إلى «الأنعام».
(٣) ينظر تفسير الطبري: ١٣/ ٢٨١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٩٢، وتفسير البغوي:
٢/ ٢١٧، وتفسير القرطبي: (٧/ ٣٢٤، ٣٢٥).
(٤) تفسير الطبري: ١٣/ ٢٨٣، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٠٨، والمفردات للراغب:
٤٤٨، وتفسير القرطبي: ٧/ ٣٢٨، والدر المصون: ٥/ ٥٢٢.
قال الطبري- رحمه الله-: «وأصل «الإلحاد» في كلام العرب العدول عن القصد، والجور عنه، والإعراض. ثم يستعمل في كل معوج غير مستقيم... وقد ذكر عن الكسائي أنه كان يفرق بين «الإلحاد» و «اللحد»، فيقول في الإلحاد إنه العدول عن القصد، وفي اللحد إنه الركون إلى الشيء... ».
(٥) لم أقف على قوله في معاني القرآن له.
(٦) ينظر تفسير الطبري: ١٣/ ٢٨٢، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٠٨، وتفسير الماوردي:
٢/ ٧٢، والدر المصون: ٥/ ٥٢٣.
(٧) أخرج الطبري في تفسيره: ١٣/ ٢٨٦، عن ابن جريج قال: «ذكر لنا أن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
هذه أمتي! قال: بالحق يأخذون ويعطون ويقضون»
.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٦١٧ وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن ابن جريج.
وأخرج الطبري في تفسيره: ١٣/ ٣٨٦ عن قتادة قال: «بلغنا أن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول إذا قرأها: «هذه لكم، وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها: وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
»
.
وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور: ٣/ ٦١٧ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة.
وفيه دلالة على حجة الإجماع «١».
١٨٢ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ: نهلكهم، من درج: هلك «٢»، أو من الدّرجة «٣»، أي: نتدرج بهم على مدارج النعم إلى الهلاك.
مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ: بوقت الهلاك لأن صحة التكليف في إخفائه.
١٨٣ وَأُمْلِي لَهُمْ: انظرهم، والملاوة: الدهر «٤».
١٨٧ أَيَّانَ مُرْساها: متى مثبتها «٥».
لا يُجَلِّيها: لا يظهرها.
يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها: أي: يسئلونك عنها كأنك حفيّ بها «٦»، فأخر «عن» وحذف الجار والمجرور للدلالة عليها، فإنه إذا كان حفيا بها
(١) ينظر تفسير الفخر الرازي: ١٥/ ٧٧.
(٢) زاد المسير: ٣/ ٢٩٥، وتفسير الفخر الرازي: ١٥/ ٧٧، والبحر المحيط: ٤/ ٤٣٠.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره: ٢/ ٧٣، وابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٢٩٥.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٣٤، وقال الطبري في تفسيره: ١٣/ ٢٨٧: «وأصل الإملاء من قولهم: مضى عليه مليّ، وملاوة وملاة، وملاة- بالكسر والضم والفتح- من الدهر، وهي الحين، ومنه قيل: انتظرتك مليا».
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٥.
وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٩٣: «ومعنى مُرْساها مثبتها، يقال رسا الشيء يرسو إذا ثبت فهو راس، وكذلك «جبال راسيات» أي ثابتات. وأرسيته: إذا أثبته».
(٦) هذا قول الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٩٩، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٣/ ٢٩٩ إلى ابن الأنباري، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: ١٥/ ٨٦. [.....]
سئل عنها كما أنه إذا سئل عنها فليس ذلك إلا لحفاوته بها.
١٨٨ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ: أعددت في الرخص للغلاء، وما مسني الفقر.
وقيل «١» : لاستكثرت من العمل الصالح، وما أقول هذا عن آفة، وما مسني جنون.
١٨٩ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ: من آدم، وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها: من كل نفس زوجها على طريق الجنس ليميل إليها ويألفها. /. [٣٦/ ب] فَلَمَّا تَغَشَّاها: أصابها «٢»، حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً أي:
المنى «٣».
فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً: ولدا سويا صالح البنية «٤».
ومن قال: إن المراد آدم وحواء «٥» كان معنى جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ١٣/ ٣٠٢ عن ابن جريج، ومجاهد، وابن زيد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٧٤ عن الحسن، وابن جريج.
(٢) تفسير الطبري: ١٣/ ٣٠٤.
قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٣٩٥: «كناية عن الجماع أحسن كناية».
وينظر معاني القرآن للنحاس: ٣/ ١١٣، وتفسير البغوي: ٢/ ٢٢٠، وزاد المسير:
٣/ ٣٠١.
(٣) ينظر تفسير الطبري: ١٣/ ٣٠٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٩٥.
(٤) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٦، وتفسير الطبري: ١٣/ ٣٠٦.
ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: ٢/ ٧٥ عن الحسن، وابن الجوزي في زاد المسير:
٣/ ٣٠١ عن الحسن وقتادة.
(٥) في قوله تعالى: فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ واستدل قائلو هذا القول بالحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ٥/ ١١ عن سمرة بن جندب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسموه عبد الحارث فعاش. وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره».
- وأخرج الترمذي نحوه في سننه: ٥/ ٢٦٧، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الأعراف» وقال: «هذا حديث حسن غريب».
والطبري في تفسيره: ١٣/ ٣٠٩، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٤٥، كتاب التاريخ، ذكر آدم عليه السلام.
وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وفي إسناد هذا الحديث عمر بن إبراهيم.
قال الترمذي: «لا نعرفه مرفوعا إلّا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه. عمر بن إبراهيم شيخ بصري».
وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره: ٣/ ٥٢٩، وقال: هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه:
أحدها: «أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا، فالله أعلم.
الثاني: أنه قد روى من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعا.
الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه»
.
وذكر ابن العربي في أحكام القرآن: (٢/ ٨١٩، ٨٢٠) الحديث الذي أخرجه الترمذي ثم قال: «وذلك مذكور ونحوه في ضعيف الحديث في الترمذي وغيره. وفي الإسرائيليات كثير ليس لها ثبات، ولا يعوّل عليها من له قلب، فإن آدم وحواء وإن كان غرهما بالله الغرور- فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وما كان بعد ذلك ليقبلا له نصحا ولا يسمعا منه قولا».
أما التأويل المقبول لهذه فكما ورد في تحفة الأحوذي: (٨/ ٤٦٥) عن الحسن رحمه الله قال: عني بها ذرية آدم ومن أشرك منهم.
فتفسير الآية محمول على جنس الإنسان، ولم يشرك آدم ولا حواء وآدم معصوم لأنه نبي.
قال القفال: المراد جنس الذرية الذين ينسبون الأولاد إلى الكواكب وإلى الأصنام، وقد ذكر آدم وحواء توطئة لما بعدهما من شرك بعض الناس وهم أولادهما.
الولدين لأنها كانت تلد توأما «١».
١٩٤ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ: الدعاء الأول: تسميتهم الأصنام آلهة، والدعاء الثاني: في طلب النفع والضر من
(١) زاد المسير: (٣/ ٣٠٣، ٣٠٤).
[جهتهم] «١» وسماها عبادا لأنها مخلوقة مذللة «٢».
٢٠٠ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ: يزعجنك «٣»، مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ: وسوسة.
٢٠١ طائِفٌ: خاطر «٤»، أو لمم كالطيف الذي يلم في النوم «٥»، و «طيف» «٦» لغة في «طائف»، مثل «ضيف» و «ضائف»، و «درهم زيف» و «زائف».
والشيطان لا يقدر أن يفعل في القلب خاطرا وإنما يوجد فيه إيهام «٧» ما دعا إليه.
٢٠٣ لَوْلا اجْتَبَيْتَها: هلّا تقبّلتها من ربك «٨»، أو هلّا اقتضبتها «٩» من عند نفسك.
(١) في الأصل: «جهنم»، والمثبت في النص من «ك»، و «ج».
(٢) تفسير القرطبي: ٧/ ٣٤٢.
(٣) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: ٢/ ٧٧.
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١٥/ ١٠٢: «وقيل: النزغ: الإزعاج، وأكثر ما يكون عند الغضب، وأصله الإزعاج بالحركة إلى الشر».
(٤) تفسير الفخر الرازي: ١٥/ ١٠٤.
ونقل السّمين الحلبي في الدر المصون: ٥/ ٥٤٧ عن أبي علي الفارسي قال: «الطيف كالخطرة، والطائف كالخاطر».
(٥) معاني القرآن للفراء: ١/ ٤٠٢، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ٢٣٦، ومعاني القرآن للنحاس: ٣/ ١٢٠، وتفسير القرطبي: ٧/ ٣٥٠ عن النحاس.
(٦) وهي أيضا قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي كما في السّبعة لابن مجاهد: ٣٠١، والتبصرة لمكي: ٢٠٩.
وانظر الكشف لمكي: ١/ ٤٨٧، والبحر المحيط: ٤/ ٤٤٩، والدر المصون: ٥/ ٥٤٦.
(٧) في «ك» و «ج» :«إفهام».
(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١٣/ ٣٤٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٢/ ٧٨ عن ابن عباس أيضا. [.....]
(٩) أخرج الطبري في تفسيره: ١٣/ ٣٤١ عن مجاهد قوله: - «وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها» - قالوا: «لولا اقتضبتها! قالوا: تخرجها من نفسك».
وفي اللسان: ١/ ٦٨٠ (قضب) :«واقتضاب الكلام: ارتجاله، يقال: هذا شعر مقتضب، وكتاب مقتضب. واقتضبت الحديث والشعر: تكلمت به من غير تهيئة أو إعداد له».
اجتبيته، واختلقته، وارتجلته، واقتضبته، واخترعته بمعنى «١».
٢٠٤ وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا: عن عمر «٢» أنه أتاه البشير بفتح «تستر» «٣». وهو يقرأ البقرة- فقال: يا أمير المؤمنين أبشر أبشر- يردد عليه وهو لا يلتفت إليه حتى فرغ، ثم أقبل عليه بالدّرة «٤» ضربا ويقول: كأنك لم تعلم ما قال الله في الإنصات عند قراءة القرآن.
٢٠٦ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ: أي: الملائكة «٥»، فهم رسل الله إلى الإنس، أو هم في المكان المشرّف الذي ينزل الأمر «٦» منه.
(١) قال الطبري في تفسيره: ١٣/ ٣٤٣: «وحكي عن الفراء أنه كان يقول: «اجتبيت الكلام واختلفته، وارتجلته إذا افتعلته من قبل نفسك».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٩٧، والمفردات للراغب: ٨٧، وتفسير القرطبي:
٧/ ٣٥٣، والبحر المحيط: ٤/ ٤٥١.
(٢) لم أقف على هذا الخبر فيما تيسر لي من المصادر.
(٣) تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى، مدينة بعربستان تقع على بعد ستين ميلا شمال الأهواز.
ينظر معجم ما استعجم: ١/ ٣١٢، ومعجم البلدان: ٢/ ٢٩، وبلدان الخلافة الشرقية:
٢٦٩.
(٤) الدّرة: بالكسر السّوط يضرب به.
قال الأزهري في تهذيب اللغة: ١٤/ ٦٢: «والدّرة: درة السلطان التي يضرب بها».
وينظر اللسان: ٤/ ٢٨٢، وتاج العروس: ١١/ ٢٨١ (درر).
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٧٦، وتفسير الطبري: ١٣/ ٣٥٧، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٣٩٨، وتفسير البغوي: ٢/ ٢٢٧، وزاد المسير: ٣/ ٣١٤.
وحكى القرطبي في تفسيره: ٧/ ٣٥٦ الإجماع على هذا القول.
(٦) ينظر تفسير القرطبي: ٧/ ٣٥٦.
Icon