تفسير سورة محمد

تفسير الشافعي
تفسير سورة سورة محمد من كتاب تفسير الشافعي .
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٣٧٧- قال الشافعي : وإذا أسر الإمام قوما من أهل الكتاب وحوى نساءهم ودراريهم وأولادهم، فسألوه تخليتهم ودراريهم ونساءهم على إعطاء الجزية لم يكن ذلك له في نسائهم ولا أولادهم ولا ما غلب من دراريهم وأموالهم، وإذا سألوه إعطاء الجزية في هذا الوقت لم يقبل ذلك منهم لأنهم صاروا غنيمة أوفيئا، وكان له القتل والمن والفداء، كما كان ذلك له في أحرار رجالهم البالغين خاصة.
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد منَّ١ وفادى٢ وقتل أسرى الرجال٣، وأذن الله عز وجل بالمن والفداء فيهم فقال :﴿ فَضَرْبَ اَلرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا اَلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ﴾. ( الأم : ٤/١٧٧. )
١ - سبق تخريجه..
٢ - سبق تخريجه..
٣ - سبق تخريجه..
٣٧٨- قال الشافعي : اعلموا أسعدكم الله أن كل مكلف مأمور بمعرفة الله سبحانه وتعالى. ومعنى المعرفة : أن يعلم المعلوم على ما هو عليه، بحيث لا يخفى عليه من صفات المعلوم شيء.
وبالظن والتقليد لا يحصل العلم والمعرفة، لأن معنى الظن : تجويز الأمرين أحدهما أظهر من الآخر. ومعنى التقليد : قبول قول من لا يدري ما قال من أين قال : وذلك لا يكون علما. والدليل عليه قوله سبحانه وتعالى :﴿ فَاعْلَمَ اَنَّهُ لا إِلَـاهَ إِلا اَللَّهُ ﴾ فأمر بالعلم وبالمعرفة لا بالظن والتقليد. ( الكوكب الأزهر شرح الفقه الأكبر ص : ٧. )
Icon