تفسير سورة التحريم

المنتخب في تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة التحريم من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه المنتخب . المتوفي سنة 2008 هـ
أشارت السورة إلى أمر أغضب النبي صلى الله عليه وسلم من بعض زوجاته، فامتنع عن بعض ما ترغب فيه النفوس مما أحله الله له، وحذرت زوجاته مغبة ما أقدمن عليه، ثم انتقلت السورة إلى أمر المؤمنين أن يقوا أنفسهم وأهليهم نارا وقودها الناس والحجارة، وبينت أنه لا يقبل من الكافرين اعتذارا يوم القيامة. ودعت المؤمنين إلى التوبة النصوح، والرسول صلى الله عليه وسلم إلى جهاد الكفار والمنافقين، والغلظة عليهم، وختمت بضرب الأمثلة لبيان : أن صلاح الأزواج لا يرد عذاب الله عن زوجاتهم إن كن منحرفات، وإن فساد الأزواج لا يضر الزوجات إن كن صالحات مستقيمات، فكل نفس بما كسبت رهينة.

١- يا أيها النبي لِمَ تمنع نفسك عمَّا أحل الله لك ؟ ! تريد إرضاء زوجاتك، والله بالغ المغفرة واسع الرحمة.
٢- قد شرع الله لكم تحليل أيمانكم بالتكفير عنها، والله سيَّدكم ومُتولي أموركم، وهو التام العلم، فيشرع لكم ما فيه خيركم، الحكيم فيما يشرعه لكم.
٣- واذكر حين أسرَّ النبي إلى بعض أزواجه حديثاً، فلما أخبرت به، وأطلع الله نبيه على إفشائه، أعلم بها بعضاً، وأعرض - تكرماً - عن بعض، فلما أعلمها به، قالت : من أعلمك هذا ؟ قال : أنبأني العليم بكل شيء. الذي لا تخفى عليه خافية.
٤- إن ترجعا إلى الله نادمتين فقد فعلتما ما يوجب التوبة. لأنه قد مالت قلوبكما عما يحبه رسول الله من حفظ سره، وإن تتعاونا عليه بما يسوؤه، فإن الله هو ناصره وجبريل والمتصفون بالصلاح من المؤمنين والملائكة - بعد نصرة الله - مظاهرون له ومعينون.
٥- عسى ربُّه إن طلقكن - أيتها الزوجات - أن يزوجه بدلا منكن زوجات خاضعات لله بالطاعة، مصدقات بقلوبهن. خاشعات لله. رجّاعات إلى الله. متعبدات متذللات له. ذاهبات في طاعة الله كل مذهب، ثيبات وأبكاراً.
٦- يا أيها الذين آمنوا : احفظوا أنفسكم وأهليكم من نار وقودها الناس والحجارة. يقوم على أمرها وتعذيب أهلها ملائكة قساة في معاملتهم أقوياء. يتقبلون أوامر الله، وينفذون ما يؤمرون به، غير متوانين.
٧- يُقال للكافرين يوم القيامة : لا تلتمسوا المعاذير اليوم، إنما تجزون ما كنتم تعملون في الدنيا.
٨- يا أيها الذين آمنوا : ارجعوا إلى الله من ذنوبكم رجعة بالغة في الإخلاص، عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئاتكم، ويُدخلكم جنات تجرى من تحت قصورها وأشجارها الأنهار. يوم يرفع الله شأن النبي والذين آمنوا معه، نور هؤلاء يسير أمامهم وهم بأيمانهم، يقولون - تقرباً إلى الله - : يا سيدنا ومالك أمرنا، أتمم لنا نورنا، حتى نهتدي إلى الجنة، وتجاوز عن ذنوبنا إنك على كل شيء تام القدرة.
٩- يا أيها النبي : جاهد الكفار الذين أعلنوا كفرهم، والمنافقين الذين أبطنوه بما تملكه من قوة وحُجة. واشتد على الفريقين في جهادك، ومستقرهم جهنم، وبئس المآل مآلهم.
١٠- ذكر الله حالة عجيبة تعرف بها أحوال مماثلة للذين كفروا ؛ هي امرأة نوح وامرأة لوط، كانتا تحت عصمة عبدين من خالص عبادنا صالحين، فخانتاهما بالتآمر عليهما وإفشاء سرهما إلى قومهما، فلم يدفع هذان العبدان الصالحان عن زوجتيهما من عذاب الله شيئاً، وقيل للزوجين عند هلاكهما : ادخلا النار مع الداخلين.
١١- وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت : رب ابن لي عندك - قريباً من رحمتك - بيتاً في الجنة، وأنقذني من سلطان فرعون وعمله، المسرف في الظلم، وأنقذني من القوم المعتدين.
١٢- وضرب الله كذلك مثلاً للذين آمنوا مريم ابنة عمران التي حفظت فرجها فنفخنا فيه من روحنا، فحملت بعيسى، وصدقت بكلمات الله، وهى أوامره ونواهيه وكتبه المنزلة على رسله، وكانت من عداد المواظبين على طاعة الله.
Icon