تفسير سورة الزمر

معاني القرآن
تفسير سورة سورة الزمر من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ ﴾ أيْ : وبذلك أمرت.
وقال ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا ﴾ : لأَنَّ ﴿ الطاغوتَ ﴾ في معنى جماعة. وقال ﴿ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ﴾ وإِنْ شئتَ جعلته واحداً مؤنّثاً.
وقال ﴿ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن ﴾ ( ١٩ ) أَي : أفأَنْتَ تُنْقِذُهُ واسْتَغْنَى بقوله ﴿ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴾ عن هذا.
وقال ﴿ أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾ : فجعل قوله :﴿ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾ : مكان الخبر.
وقال ﴿ أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ ﴾ : فهذا لم يظهر له خبر في اللفظة ولكنه في المعنى - و الله أعلم - كأنه " أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ أَفْضَلُ أمْ مَنْ لا يَتَّقِي ".
وقال ﴿ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ : لأن قوله ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هذا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ﴾ معرفة فانتصب خبره.
وقال ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ ﴾ ( ٣٣ ) ثم قال ﴿ أُوْلَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ ( ٣٣ ) فجعل " الذي " في معنى جماعة بمنزلة ﴿ مَنْ ﴾.
وقال ﴿ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ﴾ ( ٦٠ ) فرفع على الابتداء. ونصب بعضهم فجعلها على البدل. وكذلك ﴿ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ﴾ جعله بدلاً من ﴿ الخبيث ﴾ [ ١٦٤ ء ] ومنهم من قال ﴿ بَعْضُه على بَعْض ﴾ فرفع على الابتداء. أو شغل الفعل بالأول. وقال بعضهم ﴿ مُسْوادَّةٌ ﴾ وهي لغة لأهل الحجاز يقولون : " اِسْوادَّ وجهُهُ " و " اِحْمارَّ " يجعلونه " اِفْعَالَّ " كما تقول للاشهب " قدِ اشْهَابَّ " [ وللأزرق ] " قدِ ازْرَاقَّ ". وقال بعضهم لا يكون " اِفْعَالَّ " في ذي اللون الواحد، [ و ] إِنَّما يكون في نحو الأشهب ولا يكون في نحو الأحمر وهما لغتان.
وقال ﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ ﴾ ( ٦٤ ) يريد " أَفَغَيْرَ اللهِ أَعْبُدُ تَأْمُرُونَنِي " كأنه أراد الإلغاء - و الله أعلم - كما تقول " هَلْ ذَهَب فُلانٌ. تَدْرِي " جعله على معنى " ما تدري ".
وقال ﴿ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ ( ٦٧ ) يقول : " فِي قُدْرته " نحو قوله ﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ أي : وما كانت لكم عليه قدرة، وليس الملك لليمين دون الشمال وسائر البدن. وأما قوله ﴿ قَبْضَتُهُ ﴾ [ ف ] نحو قولك للرجل : " هذا في يدك وفي قبضتك ".
وقال ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ﴾ ( ٧٣ ) فيقال أن قوله ﴿ وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ﴾ ( ٧٣ ) في معنى ﴿ قالَ لَهُمْ ﴾ كأنه يلقي الواو. وقد جاء في الشعر شيء يشبه أن تكون الواو زائدة فيه. قال الشاعر :[ من الكامل وهو الشاهد الخامس بعد المئة ] :
فإذَا وذلِكَ يا كُبَيْشَةُ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ كَلَمَّةِ حَالِمٍ بِخَيالِ
[ ١٦٤ ب ] فيَُشْبِهُ أَنْ يكونَ يريدُ " فإِذَا ذلك َ لَمْ يكُنْ ". وقال بعضهم : " أضمر الخبر " وإِضمار الخبر أحسن في الآية أيضاً وهو في الكلام.
وقال ﴿ وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ﴾ ( ٧٥ ) ف ﴿ مِنْ ﴾ أدخلت ها هنا توكيدا - و الله أعلم - نحو قولك " مَا جَاءَنِي منِْ أَحَدٍ ". وثُقِّلَتْ " الحافْينَ " لأنها من " حَفَفْتُ ".
Icon