تفسير سورة الأحقاف

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الأحقاف من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الأحقاف مكية أو إلا آية ﴿ قل أرأيتم إن كان من عند الله ﴾ شاذ، أو قوله ﴿ وشهد شاهد من بني إسرائيل ﴾ الآية : ١٠.

٢ - ﴿حم﴾ قَضِي نزول الكتاب من الله العزيز الحكيم، أو هذا الكتاب القرآن تنزيل من الله.
٣ - ﴿بِالْحَقِّ﴾ الصدق، أو العدل، أو للحق، أو للبعث ﴿وأجلٍ مُّسَمّىً﴾ آجال الخلق، أو القيامة.
٤ - ﴿آثاره﴾ رواية، أو بقية، أو علم تأثرونه عن غيركم. ﴿أَثَرةٍ﴾ خط، أو ميراث، أو خاصة، أو بينة، أو أثرة يستخرجه فيثيره.
﴿وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين (٧) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم (٨) قل ما كنت بدعاً من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرٌ مبينٌ (٩) ﴾
٩ - ﴿بِدْعاً﴾ أولاً والبدع الأول والبديع من كل شيء المبتدأ ﴿مَا يُفْعَلُ بِى وَلا بِكُمْ﴾ في الدنيا دون الآخرة أتخرجوني، أو تقتلوني كما أُخرجت الأنبياء وقُتلت ﴿وَلا بِكُمْ﴾ في العذاب والإمهال وفي تصديقي وتكذيبي " ح "، أو في الآخرة قبل نزول ﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ الله﴾ [الفتح: ٢] عام الحديبية فعلم ما يفعل به فلما تلاها [١٧٨ / أ] / على أصحابه قالوا هنيئاً لك. قد بيّن الله - تعالى - لك ما يفعل بك فماذا يفعل بنا فنزلت ﴿لِّيُدْخِلَ المؤمنين﴾ [الفتح: ٥] أو رأى في نومه بمكة أه يخرج إلى أرض فلما اشتد عليهم البلاء قالوا: يا رسول الله: حتى متى نلقى هذا البلاء ومتى نخرج إلى الأرض التي أُريت فقال: ما أدري ما يفعل بي ولا بكم أنموت بمكة أم نخرج منها، أو لا أدري ما أؤمر به ولا ما تؤمرون به.
{قل أرءيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن
182
واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين (١٠) وقال الذين كفروا للذين ءامنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديم (١١) ومن قبله كتابُ موسى إماماً ورحمةً وهذا كتابٌ مصدقٌ لساناً عربياً لينذرَ الذين ظلموا وبشرى للمحسنين (١٢) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون (١٣) أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون (١٤) }
183
١٠ - ﴿إنْ كانَ﴾ القرآن من عند الله، أو محمد نبياً منه ﴿شاهدٌ﴾ عبد الله بن سلام شهد على اليهود أن محمداً [صلى الله عليه وسلم] مذكور في التوراة " ع "، أو آمين بن يامين لما أسلم ابن سلام قال: أنا شاهد كشهادته ومؤمن كإيمانه، أو هو موسى مثل محمد يشهد على نبوته والتوراة مثل القرآن تشهد بصحته، أو مؤمنو بني إسرائيل بموسى والتوراة لأن محمداً مثل موسى والتوراة مثل القرآن، أو موسى الذي هو مثل محمد شهد على التوراة التي هي مثل القرآن {فَآمَنَ) ابن سلام بالرسول والقرآن واستكبر الباقون عنه، أو آمن من آمن بموسى والتوراة واستكبرتم أنتم عن الإيمان بمحمد والقرآن. وجواب الشرط محذوف التقدير فآمن أتؤمنون، أو أفما تهلكون، أو فمن أضَلُّ منكم.
١١ - ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ لو كان ما جاء به محمداً خيراً لما أسلمت غفار قالته قريش، أو قال الكفار لو كان خيراً ما سبقنا إليه اليهود، أو الذين كفروا عامر وأسد وغطفان وحنظلة قالوا لمن أسلم من غفار وأسلم وغطفان وجهينة وأشجع: لو كان ما جاء به محمد خيراً ما سبقنا إليه رعآء البهم، أو لما أسلمت زِنِّيرة أُصيب بصرها فقالوا أصابك اللات والعزى فرد الله بصرها فقال
183
عظماء قريش لو كان خيراً ما سبقتنا إليه زِنِّيرة ﴿لَمْ يَهْتَدُواْ﴾ يؤمنوا ﴿بِهِ﴾ بالقرآن، أو بمحمد [صلى الله عليه وسلم].
184
١٣ - ﴿اسْتَقَامُواْ﴾ على أن الله ربهم، أو على شهادة أن لا إله إلا الله " ع "، أو على أداء الفرائض " ع "، أو على إخلاص الدين والعمل، أو استقاموا عليه فلم يرجعوا عنه إلى موتهم ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ في الآخرة ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ عند الموت.
﴿ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والديَّ وأن اعملَ صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبتُ إليك وإني من المسلمين (١٥) أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون (١٦) ﴾
١٥ - ﴿إِحْسَاناً﴾ براً ﴿كُرْهاً﴾ بمشقة والكره بالضم ما حمله الإنسان على نفسه وبالفتح ما حمل على غيره ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ﴾ فطامه ثلاثونَ شهراً مدة لأكثر فصاله وأقل حمله ففصاله حولان كاملان فإن وضعته لتسعة أشهر، أو أكثر فلا يوجب ذلك نقص الحولين قاله الجمهور، أو الثلاثون جامعة لزمان الحمل ومدة الرضاع فإن وضعته لتسعة أشهر أرضعته أحداً وعشرين شهراً وإن وضعته لعشرة أرضعته عشرين لئلا تزيد مدتهما على الثلاثين " ع " ﴿أَشُدَّهُ﴾ بلوغه، أو
184
خمس عشرة سنة، أو ثماني عشرة سنة، أو عشرون، أو خمس وعشرون، أو ثلاثون، أو ثلاث وثلاثون " ع "، أو أربع وثلاثون، أو أربعون " ح " ﴿أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ لأنها زمان الأشد، أو زمان الاستواء ولما بلغ موسى أشده [١٧٨ / ب] / واستوى ببلوغ الأربعين، أو لأنها عمر بعد تمام عمر ﴿أَوْزِعْنِى﴾ ألهمني أصله الإغراء أوزع بكذا أغرى به. ﴿فِى ذُرِّيَّتِى﴾ اجعلهم لي خلف صدق ولك عبيد حق وأبراراً بي مطيعين لك، أو وقفهم لما يرضيك عنهم ﴿تُبْتُ إِلَيْكَ﴾ رجعت عما كنت عليه نزلت في أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - خاصة، أو هي عامة " ح ".
185
١٦ - ﴿نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ﴾ نقبل حسناتهم ونغفر خطاياهم إذا أسلموا، أو الجزاء بالحسنة عشراً، أو الطاعات يثابون عليها لأنها أحسن أعمالهم وليس في المباح ثواب ولا عقاب ﴿وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ﴾ بالرحمة، أو عن صغائرهم بالعفو، أو عن كبائرهم بالتوبة ﴿وَعْدَ الصِّدْقِ﴾ الجنة ﴿الَّذِى كَانُواْ يوعدون﴾ في الدنيا على ألسنة الرسل.
﴿والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك ءامن إن وعد الله حقٌ فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين (١٧) أولئك الذين حق عليهم القولُ في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين (١٨) ولكلٍ درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون (١٩) ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون (٢٠) ﴾
١٧ - ﴿أُفٍّ﴾ كلمة تبرم يقصد بها إظهار السخط وقبح الرد وأصل الأف والتف أن الأف وسخ الأذن والتف وسخ الأنف أو الأف وسخ الأظفار والتف الذي يكون في أصول الأفخاذ، أو الأف تقليب الأنف والتف الإبعاد ﴿أَنْ أُخْرَجَ﴾ أبعث ﴿يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ﴾ يدعوان اللهم أهده اللهم أقبل بقلبه اللهم اغفر له ﴿وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ﴾ فلم يبعثوا نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر كان أبوه وأمه يدعوانه إلى الإسلام فيجيبهما بذلك ثم أصاب الله - تعالى - فيه دعوة ابيه فأسلم ونزلت توبته في قوله ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عملوا﴾ [١٩] قاله السدي وقال ما رأيت بالمدينة أعبد منه أو في عبد الله بن أبي بكر قاله مجاهد، أو في جماعة من الكفار قالوا ذلك لآبائهم ولذلك قال ﴿أولئك الذين حق عليهم القول﴾ [١٨] فأراد بقوله ﴿الذي﴾ جمعاً لأنهم يذكرون الواحد يريدون به الجمع.
٢٠ - ﴿طَيِّبَاتِكُمْ﴾ شبابكم وقوتكم من قولهم ذهب أطيباه أي شبابه وقوته. قال الضحاك. ﴿الهون﴾ الهوان بلغة قريش.
﴿واذكر أخا عادٍ إذ أنذرَ قومه بالأحقافِ وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلقه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم (٢١) قالوا أجئتنا لتأفكنا عن ءالهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين (٢٢) قال إنما العلم عند الله وأُبلغكم ما أُرسلت به ولكني أراكم قوماً تجهلون (٢٣) فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارضٌ ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريحٌ فيها عذابٌ أليمٌ (٢٤) تدمر كل شيءٍ بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين (٢٥) ﴾
٢١ - ﴿أَخَا عَادٍ﴾ في النسب ﴿بِالأَحْقَافِ﴾ جمع حقف وهو ما استطال واعوج من الرمل العظيم ولم يبلغ أن يكون جبلاً وهي رمال مشرفة على البحر في الشِّحْر باليمن، أو أرض من حُسمى تسمى الأحقاف، أو جبل بالشام يسمى الأحقاف، أو ما بين عمان وحضرموت، أو واد بين عمان ومهرة " ع " ﴿وَقَدْ خَلَتِ النُذُرُ﴾ الرسل ﴿مِن بَيْنِ يَدَيْهِ﴾ قبله. ﴿وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ بعده.
٢٢ - ﴿لِتَأْفِكَنَا﴾ لتزيلنا عن عبادتها بالإفك، أو لتصدنا عنها بالمنع.
٢٤ - العارض: السحاب لأخذه في عرض السماء أو لأنه يملأ آفاقها، أو لأنه مار فيها والعارض المار الذي لا يلبث وهذا أشبه، وكان المطر أبطأ عنهم
187
فظنوه سحاباً ممطراً. فقال بكر بن معاوية منهم هذا عارض ممطر فنظر إليه هود فقال ﴿بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ﴾ لأنهم استعجلوا العذاب استهزاء فنظر بكر بن معاوية إلى السحاب فقال إني لأرى سحاباً مرمداً لا يبقى من عاد أحداً، والريح: الدبور كانت تأتيهم بالرجل الغائب حتى تقذفه في ناديهم واعتزل هود والمؤمنون في حظيرة لا يصيبهم منها إلا ما يلين على الجلود وتلذ به الأنفس وإنها لتمر من عاد بالظُّعن بين السماء والأرض قال شاعرهم [١٧٩ / أ] /
(فدعا هود عليهم... دعوة أضحوا همودا)
(عصفت ريح عليهم... تركت عادا خمودا)
(سخرت سبع ليال... لم تدع في الأرض عودا)
وعُمِّر هود بعدهم في قومه مائة وخمسين سنة.
﴿ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون (٢٦) ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون (٢٧) فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً ءالهةً بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون (٢٨) ﴾
188
٢٦ - فيما لم نمكنكم فيه " ع "، أو فيما مكناكم فيه وإن
188
صلة زائدة.
﴿وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (٢٩) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم (٣٠) يا قومنا أجيبوا داعي الله وءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (٣١) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجزٍ في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلالٍ مبين (٣٢) ﴾
189
٢٩ - ﴿صَرَفْنَآ﴾ صرفوا عن استراق السمع لما بعث الرسول [صلى الله عليه وسلم] فقالوا ما هذا الذي حدث في الأرض ضربوا في الأرض حتى وقفوا على الرسول [صلى الله عليه وسلم] ببطن نخلة عامداً إلى عكاظ وهو يصلي الفجر فنظروا إلى صلاته واقتداء أصحابه به وسمعوا القرآن فرجعوا إلى قومهم فقالوا ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً﴾ [الجن: ١] " ع "، وكانت السورة التي قرأها ببطن نخلة ﴿سَبِّحِ اسم ربك الأعلى﴾ " ع "، أو صرفوا عن بلادهم بتوفيق الله - تعالى - هداية لهم حتى وقفوا على الرسول [صلى الله عليه وسلم] ببطن نخلة وكانوا من جن نصيبين " ع " أو نينوى، أو جزيرة الموصل، أو حَران اثنا عشر ألفاُ من جزيرة الموصل، أو تسعة أحدهم زوبعة، أو سبعة ثلاثة من أهل نجران وأربعة من نصيبين ولم يشعر بهم رسول [صلى الله عليه وسلم] حتى أوحي إليهم أمرهم وأخبر به " ع " أو أعلمه الله - تعالى - بهم قبل مجيئهم فأتاهم وقرأ عليهم القرآن وقضى بينهم في قتيل منهم ﴿فما قُضِيَ﴾ فرغ من
189
الصلاة ﴿ولو إلى قومهم منذرين﴾ بالرسول [صلى الله عليه وسلم] مخوفين به، أو فلما فرغ من القراءة ولوا إلى قومهم مؤمنين.
190
٣٢ - ﴿دَاعِىَ اللَّهِ﴾ نبيه ﴿فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ﴾ أي سابق فلا يفوت الله هرباً.
﴿أولم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير (٣٣) ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (٣٤) فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغٌ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون (٣٥) ﴾
٣٥ - ﴿أُوْلُواْ الْعَزْمِ﴾ الذين أمروا بالقتال، أو العرب من الأنبياء، أو من لم تصبه منهم فتنة، أو من أصابه بلاء بغير ذنب أو أولو العزم الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا أو جميع الأنبياء أولو العزم أُمِر أن يصبر كما صبروا أو نوح وهود وإبراهيم أمر الرسول [صلى الله عليه وسلم] أن يكون رابعهم، أو نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى، أو إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد أو منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم {ولا
190
تَسْتَعْجِل} بالدعاء عليهم، أو بالعذاب ﴿مَا يُوعَدُونَ﴾ من العذاب، أو الآخرة ﴿لَمْ يَلْبَثُواْ﴾ في الدنيا، أو القبور ﴿بلاغٌ﴾ هذا اللبث بلاغ أو هذا القرآن بلاغ، أو ما وصفه من هلاك الدنيا، أو عذاب الآخرة بلاغ ﴿فَهَلْ يُهلَكَ﴾ بعد هذا البلاغ ﴿إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ أي المشركون قيل نزلت هذه الآية بأحد فأمر الرسول [صلى الله عليه وسلم] أن يصبر على ما أصابه كما صبر أولو العزم.
191
سُورة محمد
مدنية، أو إلا نزلت بعد حجة حين خرج من مكة وجعل ينظر إلى البيت وهو يبكي خزناً عليه فنزلت ﴿وكأين من قرية﴾ [الآية: ١٣].

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

﴿الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم (١) والذين ءامنوا وعملوا الصالحات وءامنوا ما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم (٢) ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين ءامنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم (٣) ﴾
192
Icon