وهي ثماني عشر آية وفيها ركوعان
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ﴾ أي : لا تتقدموا بين يدي أمرهما ونهيهما، ولا تقطعوا أمرا قبل حكمهما به ؛ بل كونوا تابعين لأمر الله تعالى، ورسوله، يقال : تقدم بين يدي أمه وأبيه أي : عجل بالأمر والنهي دونهما، فهو لازم، وقراءة " لا تقدموا " بفتح التاء يؤيده، أو المفعول محذوف أي : أمرا عن ابن عباس- رضي الله عنهما- لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة، ﴿ واتقوا الله ﴾ : في التقدم، ﴿ إن الله سميع ﴾ : لأقوالكم، ﴿ عليم ﴾ : بأحوالكم،٢ أخرجه البخاري وغيره..
٣ فقوله:﴿أن تحبط﴾ مفعول له للا تجهروا بتقدير مضاف، والفعل المنهي معلل، وجاز أن يكون بعض المعاصي محبطا للطاعات، وأما عند المعتزلة، فجميع الكبائر محبط كالكفر، والعلماء صرحوا بكراهة رفع الصوت عند قبره الأطهر/١٢ وجيز.
وفي المنهية يعني العلة الباعثة في عدم الجهر كراهة الحبطة أو خشيتها، وقيل: معناه الجهر الذي غايته الحبطة لا يصدر عنكم فعلى هذا الفعل المعلل منهي، وعلى ما في الكتب الفعل المنهي معلل/١٢..
٤ أخرجه البخاري وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا..
٢ وفيه دليل أن فيهم عقلاء قال صاحب البحر: ونعم ما قال كلام من قال القلة تقع موقع النفي في كلامهم، فيمكن أن يكون القصد نفي أن يكون فيهم من يعقل نحو﴿قليل من عبادي الشكور﴾[سبأ: ١٣] ليس بشيء فإن الحكم بقلة العقلاء مفهوم الآية لا منطوقها، والنفي المحض إما هو من صريح لفظ التقليل لا من المفهوم، بل يحتمل قوله:﴿لكن أكثر الناس لا يشكرون﴾[البقرة: ٢٤٣] على النفي المحض للشكر/١٢ وجيز..
٢ ذكره الهيثمي في "المجمع" (٧/١٠٨-١٠٩) وقال:" رواه أحمد والطبراني، رجال أحمد ثقات". وجود إسناده السيوطي كما في الدر المنثور(٦/٩١)..
٢ كما تقول زيد لو يطيعك لما كان عالما؛ لكن هو رجل ذو لب عليم، فعلى هذا قوله ولكن استدراك وقع موقعه/١٢ وجيز منه..
٣ الكبائر/١٢ وجيز..
٤ الصغائر/١٢ وجيز..
٢ لما كانت الطائفتان في معنى القوم، والناس جمع الضمير، وقال: اقتتلوا، والقياس اقتتلتا، فهو محمول على المعنى /١٢ منه..
٣ كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما/١٢ فتح..
٤ لا بالسيف قيل: ابن سلول أوسي، وذلك الصحابي خزرجي، فهذه هي الأولى لا أنه سبب آخر للنزول/١٢ منه..
٥ يعني الناصح المصلح لما تقاتل مع الباغي ربما أثار غضبه، فحين الإصلاح لا يراعي العدل، ويحيف على أحد الطائفتين إن قاتلها، فلهذا قيده هاهنا بالعدل دون الأول/ منه..
٦ والقسط بفتح القاف الجور، وبكسرها العدل/١٢ وجيز..
٢ والتنابز بالألقاب عادات أهل الجاهلية، وبئس الصفة، والذكر الذي هو الفسوق بعد الإيمان يقال: طار اسمه في الناس أي: ذكره/١٢ منه..
٢ ولما منع عن الأذى بكل وجه أعقبه بأن الكل متساوون في النسب متشاركون في الجد والجدة فالكل كواحد، فقال: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم﴾ الآية/١٢..
٣ هكذا بالأصل، وعند الإمام أحمد: "إن هاتين".
٤ أخرجه أحمد (٥/٤٣١) بسند فيه مجهول، وانظر الضعيفة..
٢ يعني إن أكرمكم عند الله مستأنفة كأنه لما قال ليس التشعب والقبائل للتفاخر قيل، فبأي شيء التفاخر ومن الذي يستحق المفخرة؟ فقيل: من هو أتقى الله وأخشى له/١٢ منه..
٣ ولما أمر الله بإجلال نبيه، ونهى عن أذاه في نفسه وأمته وأخبر بأنه خبير يعلم ما في صدوركم فما الخلاص من سخطه إلا بالتقوى والإخلاص أعقبه بالذي ينجي، وهو التقوى، فقال:﴿قالت الأعراب آمنا﴾ الآية /١٢وجيز..
٤ في مسند أبي بكر البزار [وأخرجه الترمذي أيضا بنحوه، وانظر صحيح الجامع (٥٤٨٢)]/ ١٢ منه..
٢ عبر عن كذبتم بقوله: ﴿لم تؤمنوا﴾ لأنه ما أراد أن يكافحهم بنسبة الكذب وفيه تعليم وأدب حسن/١٢ منه..
٢ اعلم أن هذا التوجيه يصح إذا كان قائل آمنا والمان على رسول الله إسلامه قوما واحدا، وهو كذلك، فإن الشيخ أبا الفداء عماد الدين بن كثير نقل في تفسيره عن مجاهد أن الأعراب الذين قالوا آمنا بنو أسد، وقوله:﴿يمنون عليك أن أسلموا﴾ أنزل فيهم، وقد ذهب البخاري، وبعض المفسرين: إن هؤلاء الأعراب منافقون/١٢ وجيز. وكذا في المنهية..
والحمد لله والمنة.