ﰡ
(بسم الله الرّحمن الرّحيم)
«سورة الأنفال»(٨)
«يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ» (١) ومجازها الغنائم التي نفلها الله النبىّ صلى الله عليه وأصحابه، واحدها نقل، متحرك بالفتحة، قال لبيد:
إنّ تقوى ربّنا خير نفل «١»
«وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ» (٢) أي خافت وفزعت، وقال معن بن أوس:
لعمرك ما أدرى وإنّى لأوجل | على أيّنا تعدو المنيّة أوّل «٢» |
(٢) : معن بن أوس: شاعر إسلامى، راجع الأغانى ١٠/ ١٥٦ والمعجم للمرزبانى ٣٩٩ والسمط ٧٣٣ والإصابة رقم ٨٤٥١. - والبيت فى الحماسة ٣/ ١٣٢ والجمهرة ٣/ ١٨ والاقتضاب ٤٦٣ والخزانة ٣/ ٥٠٥.
دعينى إنما خطأى وصوبى | علىّ وإن ما أهلكت مال «١» |
«غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ» (٧) مجاز الشوكة: الحدّ، يقال: ما أشدّ شوكة بنى فلان أي حدّهم. «٢»
«بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ» (٩) مجازه: مجاز فاعلين، من أردفوا أي جاءوا بعد قوم قبلهم وبعضهم يقول: ردفنى أي جاء بعدي وهما لغتان، ومن قرأها بفتح الدال وضعها فى موضع مفعولين من أردفهم الله من بعد من قبلهم وقدامهم. «٣»
(٢) «غير... حدهم» : روى ابن حجر (٧/ ٢٦٩) هذا الكلام عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٢٣٠. وقال القرطبي: قال أبو عبيدة: أي غير ذات الحد.
(٣) «ردفنى... واحد» الذي ورد فى الفروق: روى أبو على الفارسي هذا الكلام عن أبى عبيدة فى الحجة ١/ ١٩٣ ا (شهيد على) وفى القرطبي ٧/ ٣٧١ وروى ابن حجر هذا الكلام عنه أيضا فى فتح الباري ٨/ ٢٣٠.
«رِجْزَ الشَّيْطانِ» (١١) أي لطخ الشيطان، وما يدعو إليه من الكفر.
«وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ» (١١) مجازه: يفرغ عليهم الصبر وينزله عليهم فيثبتون لعدوهم. «١»
«فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ» (١٢) مجازه: على الأعناق، يقال: ضربته فوق الرأس وضربته على الرأس.
«وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ» (١٢) وهى أطراف الأصابع واحدتها بنانة، قال [عباس بن مرداس] :
ألا ليتنى قطّعت منى بنانة... ولا قيته فى البيت يقظان حاذرا «٢»
(٢) : فى الطبري ٩/ ١٢٥ واللسان والتاج (بنن) والسجاوندى ١/ ١٨٩ ب (كوبريلى). - أبو ضب: لعله خويلد وقد كان هويم بن مرداس أخو عباس ابن مرداس مجاورا فى خزاعة فى جوار رجل منهم يقال له: عامر فقتله رجل من خزاعة يقال له خويلد إلخ. راجع الخبر المروي عن أبى عبيدة فى الأغانى ١٣/ ٦٦.
َاقُّوا اللَّهَ»
(١٣) مجازه: خانوا الله وجانبوا أمره ودينه وطاعته.
َ مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ»
(١٣) والعرب إذا جازت ب «من يفعل كذا» فإنهم يجعلون خبر الجزاء ل «من» وبعضهم يترك الخبر الذي يجاز به ل «من» ويخبر عما بعده فيجعل الجزاء له كقول شدّاد بن معاوية العبسىّ وهو أبو عنترة:
فمن يك سائلا عنى فإنى | وجروة لا ترود ولا تعار «١» |
ومن يحارب الصلت وزيدا فان الصلت وزيدا شجاعان كما فعل ذلك قائل:
فمن يك سائلا عنى فإنى | وجروة لا ترود ولا تعار (٢٧٦) |
وإنّ إمراء أهدى إليك ودونه | من الأرض موماة ويهماء خيفق |
لمحقوقة أن تستجيبى لصوته | وأن تعلمى أن المعان موفّق |
وإن أمراء أهدى إليك ودونه «١»
ترك الخبر عن امرئ وأخبر عن الناقة فخاطبها. وفى آية أخرى:
«وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (٨/ ٤٩).
«وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى» (١٧) مجازه: ما ظفرت ولا أصبت ولكن الله أيّدك وأظفرك وأصاب بك ونصرك ويقال: رمى الله لك، أي نصرك الله وصنع لك.
«فِئَتُكُمْ شَيْئاً» (١٩) مجازها: جماعتكم، قال العجّاج:
كما يجوز الفئة الكمي
(١٦٩)
«وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ» (٢٠) مجازه: ولا تدبروا عنه ولا تعرضوا عنه فتدعوا أمره.
«اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ» (٢٤) مجازه: أجيبوا الله «١» ويقال استجبت له واستجبته، وقال كعب بن سعد الغنوىّ:
وداع دعا من يجيب إلى النّدى | فلم يستجبه عند ذاك مجيب (٨٣) |
«فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ» (٣٢) مجازه أن كل شىء من العذاب فهو أمطرت بالألف وإن كان من الرحمة فهو مطرت. «٢»
(٢) «العذاب... فهو مطرت». رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري (٨/ ٢٣١) وقال: وفيه نظر.
ومكابها فكأنما يمكو بأعصم عاقل
(٢٧٨) «وَتَصْدِيَةً» أي تصفيق بالأكف، قال: تصدية بالكف أي تصفيق، التصفيق والتصفيح والتصدية شىء واحد.
«فَذُوقُوا» (٣٥) مجازه: فجرّبوا وليس من ذوق الفم. «٢»
«فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً» (٣٧) مجازه: فيجمعه بعضه فوق بعض أجمع.
«بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا» (٤٢) «٣» مكسورة، وبعضهم يضمها، ومجازه من: عدى الوادي أي ملطاط شفيره والملطاط والعدى حافتا الوادي من جانبيه، بمنزلة رجا البئر من أسفل، ويقال: ألزم هذا الملطاط.
(٢) «فجربوا... الفم» : كذا فى البخاري، وقال ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ٢٣١ هو قول أبى عبيدة.
(٣) «العدوة» : اختلف القراء فى قراءة قوله «إذ أنتم بالعدوة» فقرأ عامة قراء المدنيين والكوفيين بضم العين وقرأ بعض المكيين والبصريين بالعدوة بكسر العين وهما لغتان مشهورتان بمعنى واحد فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب (الطبري ١٠/ ٨).
ويدل على ذلك قوله «وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ» (٤٤).
«وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (٤٦) مجازه: وتنقطع دولتكم.
«نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ» (٤٩) مجازه: رجع من حيث جاء.
«وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ» (٥١) مجازه مجاز المختصر المضمر فيه وهو بمعنى ويقولون ذوقوا عذاب الحريق، والعرب تفعل ذلك، قال النّابغة:
كأنّك من جمال بنى أقيش | يقعقع خلف رجليه بشنّ (٥٤) |
«كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ» (٥٣) مجازه: كعادة آل فرعون وحالهم وسنتهم [والدّأب والدّيدن والدّين واحد، قال المثقّب العبدىّ:
تقول إذا درأت لها وضينى | أهذا دينه أبدا ودينى «١» |
أكلّ الدهر حلّ وارتحال | أما يبقى علىّ ولا يتينى |
وما زال ذاك الدّأب حتى تخاذلت | هوازن وارفضّت سليم وعامر «١» |
«وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها» (١١/ ٦).
«فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ» (٥٨) مجازه مجاز فإن تثقفنّهم.
«فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ» (٥٨) مجازه فأخف واطرد بهؤلاء الذين تثقفنهم الذين بعدهم، وفرّق بينهم.
انظر الروض ١/ ١٢٠ والأغانى ١٩/ ٧٦ والتاج (فجر). - والبيت. فى الأغانى ٩١/ ٨٠.
«فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ» (٥٩) مجازه: فألق إليهم وأظهر لهم أنهم حرب وعدو وأنك ناصب لهم حتى يعلموا ذلك فتصيروا على سواء وقد أعلمتهم ما علمت منهم، يقال: نابذتك على سواء.
«وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا» (٦٠) مجازه: فاتوا.
«إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ» (٦٠) لا يفوتون. «١»
«تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ» (٦١) أي تخيفون وترعبون أرهبته ورهبته سواء، والرّهب والرّهب واحد. قال طفيل بن عوف الغنوىّ.
ويل أمّ حىّ دفعتم فى نحورهم | بنى كلاب غداة الرّعب والرّهب «٢» |
(٢) : فى الطبري ١٠/ ٢٠.
أناثل إننى سلم... لأهلك فاقبلى سلمى «١»
فيها ثلاث لغات، وكذلك السلام أيضا، وقد فرغنا «٢» منه فى موضع قبل هذا ويقال للدلو سلم مفتوحة ساكنة اللام، ويقال: أخذته سلما أي أسرته ولم أقتله ولكن استسلم لى، متحرك الحروف بالفتحة وكذلك السّلم الذي تسلم فيه وهو السلف الذي تسلّف فيه وهو متحرك الحروف والسّلم شجر واحدته سلمة متحركة بالفتحة.
«حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ» (٦٨) مجازه: حتى يغلب ويغالب ويبالغ.
«عَرَضَ الدُّنْيا» (٦٨) طمعها ومتاعها والعرض فى موضع آخر من أعراض البلايا.
«وَهاجَرُوا» (٧٣) مجازه: هاجروا قومهم وبلادهم وأخرجوا منها.
(٢) «وقد فرغنا... إلخ» : فى ص ٧١- ٧٢. [.....]
«وَأُولُوا الْأَرْحامِ» (٧٦) ذووا، ألا ترى أن واحدها ذو.